منتديات منابر ثقافية - الهوة سحيقة بين الكفار والمؤمنين

الهوة سحيقة بين الكفار والمؤمنين

الكافر شخصٌ اعتقد فى الطبيعة . وما الطبيعة ؟ الطبيعة عند الكافر هى كل ما تراه فى الدنيا من أرضٍ وجبال وبحار ومحيطات وصحارى وأنهار وقطب شمالى وقطب جنوبى وسماء وشمس ونجوم وهواء وعواصف..إلخ إلخ من مظاهر الكون ، ما تراه أعيننا وما يراه العلماء بأجهزتهم . والكفار اعتقدوا اعتقادا لا رجعة فيه بأن هذه الأشياء سرمدية لا بداية لها ولها نواميس ذاتية تحكمها نفسها ويعاونها فى حكمها الزمن أو الدهر ، ومن ذلك أطلقوا على أنفسهم " الدهريون " . وجاء فى القرآن " وما يهلكنا لا الدهر " . إن لديهم اعتقاد نفسى مزمن بأن هذه الظواهر قُوى . وهى قوىً سرمدية صماء نواميسها نافذة قاهرة فوق أية قوة أخرى . وإن أراد الإنسان التغلب عليها فلا بد من دفع الثمن . كأن يمنع تدفق الفيضان لنهرٍ ما بإقامة سدٍ عالٍ يحجز تدفق النهر ولكن على حساب الإغراق لمساحاتٍ أخرى واسعة . واعتقاد الكفار بهذه القوى يستند إلى أنها قوى قديمة جدا بعضهم يزعم بأنها لا بداية لها وبعضهم يفترض لها 12 مليار سنة من العمر وبعضهم يفترض لها أكثر من ذلك !
وجاء علماء العصر الحديث فأيدوا هذه الفرضية على أساس أنها أقرب إلى العقل من افتراض وجود إلهٍ أقوى وأقدم من هذه القوى .
وهنا تلعب العوامل النفسية دورها..فالكفار وعلماؤهم يريدون التخلص من السيطرة على حياتهم والحد من حريتهم . فلذلك هم ميالون إلى عالمٍ حرٍ طليقٍ يفعل فيه المرء ما يشاء .
ولكن ظهرت لهم عقبة كأداء يحول دون سعيهم لجعل الكون بلا إله وهى ظهور الإنسان العاقل . فقوى الطبيعة الصماء لا تستطيع إبداع إنسانٍ عاقل . وزاد الطين بلة ظهور الكائنات الحية المختلفة من نباتٍ وحيواناتٍ وحشرات..إلخ إلخ .
فلجأ علماء الكفار إلى آلية التطور ..ولكن ما زال لغز العقل حائلا أمامهم !