مختارات من الشعر السويدي
مختارات من الشعر السويدي ترجمة : أ. سعاد ابراهيم العازف الحالم بيير دانييل آمادوس آيتريوم1790 ـ 1855 فوق الهضبة الموحشة ظهرتْ أوراقُ الشجر.. زاهيةً... هناك.... لمعتْ خدودُ «آوروراس» يلفها نسيم عليل كأمواج الفضة التي تعطرها أنفاسُ المروجْ تلك الروح.. فجرتْ أحاسيس طفولتي النقية أيامها.... لم أجدْ من يلعب معي سوى أبي كان يقصُّ علي أساطير الأيام الخالية المثيرة.. التي كانت تدفئُ عروقي وتحملني إلى عالمٍ آخر. * * * عشتُ مع الأقزام الصغيرة داعبتُ قرون الفيلة وسكنتُ قصراً زجاجياً معرَّقاً باللآلئ ويوماً ما تعرفتُ على أحد الملوك صرتُ صديقاً له شربتُ النبيذ من يديْ زوجته عيونُها الزرقاء..... شعرُها الذهبيُّ زنابقُ صدرها خدودُها القرمزية وملابسُها المطرزةُ بالألماس كلُّ هذا.... كان يدعم مشيتَها الملكية.... * * * في بلاطهم السامي... سبحتْ ألحاني التي خطفت لبَّ الأميرة اختلستْ نظرة منها خفق قلبي تأرجح بين الخوفِ والسعادة رأيتها تطيرُ معي... داخل خيمتي الحريرية طفنا أجواء العالم معاً... هبطنا في دمشق الأثرية سيفُها المنقوشُ بالذهبِ والفضة رفع من عزيمتي... تابعتُ رحلتي مع أميرتي وعزفتُ فوق نخيلِ الأردن ألحاني السرمديةَ الشجية هناك.... غمزتْ لي عيونُ القمر فقطعتُ معزوفتي. * * * آخ.. قولوا لي...... أين رفيقتي أين ذهبت الأميرةُ هل أخفتْها نحلةٌ ما...؟ ربما كنتُ أحلمُ... وحدكِ أيتها القيثارة حقيقتي.... أنتِ من ستظلين تعزفين أحلام يقظتي أنتِ مَنْ ستبقين تدندنين أنغامَ روحي. صلاة الصبح آسياس تيينير1782 ـ 1846 أيتها الشمسُ الهاربة مني... فوق صهوةِ الجبل تبحثين عن جديد تغزلين في الأعالي وشاحك الذهبي أريدُ أن أشارك الجميع ترانيمَ الصلوات فاسمعني يا نور الرب وحلقْ بي على جناح نورك هدهدْ ذاكرتي بتراتيل الوجود وارفعْها إلى علياءِ سموِّك لتتنورَ بصيرتي... * * * علمني أن ألوّنَ لوحةَ الأرض المظلمة في كل مكان... أطلقْ لغتي كي لا تهرب الرموزُ من أوراقي من حقيقتي الحية أعطني الحياة أعطني قوة وشجاعة كي أحتقر طيش المجانين في زمن النبلاء الأذكياء المتخمين بالمظاهر.... * * * لا تغلقْ بابكَ أمامي في شحوبِ هذه العتمة أعطني خبزي اليوم كما أعطيتني سابقاً لا تبخلْ علي بسمو سماحك وامحُ عني خطاياي أنت تعرفُ كم أحبك فاغمرْ روحي بالإيمان أبعدني عن خلجان الشهوات أنت تسمعُ صلاتي وأمنياتي * * * الأرضُ صارت أكثر نوراً والسماءُ أكثر زرقة أنفاس الغابات الرطبةِ تتهامسُ أسمعُ الأناشيدَ..... أرى الإبداع الزمنُ يتوارى والحياةُ قصيرة فيها يا روحي إلى الغناء. بعض النصائح إلى ابنتي آن ماريا لين غرين 1754 ـ 1817 «إن كانَ لدي شيء أقوله» حبيبتي «بيتي» لقد كبرت ولم تعدْ لعبتك بين يديك والدتك المحبة.. الواعظة... تعطيك بعض الدروس من أجلِ مستقبلك بعالمك الذي لا تعرفين يعتقدُ البعضُ أن العقلَ الراجحَ والفطنة كافيان لنجاح الإنسان بهما يتغلب على الصعاب * * * ذلك لا يكفي فاسمعي واحرصي... فلا تظني السوءَ بكلِّ ما يقال عالمنا يا ابنتي.. هو أصغرُ كونٍ على كل حال عالمٌ خالدٌ يسكنه العقلاء والمجانين والحكماء هو أقربُ إلى التأملِ منه إلى الدموع * * * كثيرٌ من الشكوكِ تولّدُ الحقد قليلٌ منها يُولدُ الندم ليسَ في كلِّ وردةٍ شوك ولا في كل قلبِ رجلٍ فضيلة الأفضل لكِ أن تسمعي نصائحَ والدتك.... وبشكلٍ جيد.... المعرفةُ الصحيحة الإحساسُ بالواجب قراءةُ الواقع يسهل طريق السعادة العمرُ قصيرٌ عليك منهجتهُ وبهدوء فليس في وقتٍ قصير يُسبكُ اللحم أو ينضج الحساء العقلُ المزروع الروحُ النيّرة موجودةٌ في الكتب فاقرئي... * * * بنيتي.... ادرسي العالم جيداً لتعرفي أين تضعين خطواتك كلُ إنسانٍ كتاب علمي نفسك أن تفهمي هذا جيداً وتذكري أنه من المجانين تأتي الحكم إذا أخافك شيء أو وشوَشَك خبر تأنيّ في اكتشافِ الحقيقة لكن دون الاستسلام بخنوع لذلك * * * عالمٌ بجذور هو عالم العطاء التجربة علمتنا أن لا نُكَثرَ الهجاء هذا يعطي عكس النتيجة أطيعي بنيتي والدتك أطيعيني.... واسعي إلى المستقبل أحسي بقيمتك لتكوني سيدةً عظيمة انظري إلي.... إلى برودة حياتي كيف أسعى بحزم حر وإرادة صلبة لأكون أماً وأباً انتبهي لأمك الشاكرة.... لنظام حياتها.... حبورها.... زهوها.... وكيف هي منتصبة تعرفُ طريقَ قدميها هذه هي الحياة.. * * * احترامُ الأقاربِ شيءٌ جميل العزوةُ ترفعُ المكانةَ والشأن سيري والحشمةُ كسوتك حتى تلبسَكِ العادةُ لذلك اتبعي نصائحي البسيطة لا تتركي المظاهرَ تفتنكُ كلُّ الزخارف بلاء ملامحُ البذخ دليلُ التكبر دليلُ الاستهتار * * * مع الصحبة لا تثرثري اجعلي لحديثك معنى الجحودُ يُقلّل القيمةَ والتعالي لا يغتفر لا تفرضي رأيَك على الآخرين ودعي مجالاً للحوار بذلك تحفظين قدرَك انتبهي... حاذري السياسة لا تصدقي كلامَ الصحف مسكنُنا هو جمهوريتنا والسياسةُ مرحاضها... * * * ليكن الحياءُ منهَجكِ والأدبُ مسلككِ تذكري أن الوقح مرفوضٌ تسخر الناس منه والبليدُ لا يعرف التألق الفكرُ هو غذاءُ الخصوبة المرأةُ المفكرة... تزركشُ لحية الغابات لا تنكثي بوعودك فسوف تصبحين زوجةً سيدة... * * * حين زواجك تذكري أن للزوجِ أمانة فكوني عفيفةً عند كل الظروف حتى لو لم يكن عفيفاً طهارتك... هي لك بنيتي.... الحياةُ قصيرة علينا حمايةُ فضائِها اقتلاعُ أشواكها فهنا تكمن السعادة لا تستهتري بمنزلك فقِّسي بيض ضميرِك. حتى يكبر النورُ في صدرك بآخر وصيتي لك أقول الحياة جميلة تستحق أن نعيشها انتهت دروسي يا صديقتي سأعود الآن لسريري. لمن سأكتب سخرياتي..... يوهان هنريك كيل غرين1751 ـ 1795 لمن سأكتب سخرياتي..؟ نعم.. الإنسانُ هو الذي يرفعُ مجده حيث لا يتركُ الأقوياءَ يهتكون خصوبةَ الحياة الإنسانُ هو الذي لا يطأطئ رأسه لأصحاب النفوذ الرذيلة.. البذخ.. واغتصاب الفضيلة للوميض البارد للضوضاءِ الصاخبة لفراغِ أرواحٍ لا تشبع لرنينٍ يبطلُ العقل ويوقف التقدَّم لكم.. لكم... لعالمكم المسخ.. كتبَ الأقدمون وصيةَ الرجاءْ لمعنى الإباءْ علموكم.. كيف تقتلعون شوائب حدائقِ حياتكم كيف تحفظون وجودكم كتبوا.. كتبوا ورسموا لكم... صليب العبور لكلّ الاتجاهات لكنهم لم يعرفوا أنكم بلا بصيرة لا ترون بريق النجومْ. لمحة عن المترجمة سعاد إبراهيم مواليد حمص مغتربة منذ 20 عاماً تكتب الشعر والقصة ترجمت عيون الشعر السويدي من مؤلفاتها: ـ يلهب الشوق وجدي / شعر ـ صبابة العشق / شعر ـ لم أكن قد غفوت / شعر ـ طلقة الثلج الأخيرة / شعر ـ رسائل من امرأة مغتربة / قصص قيد الطبع ـ ترجمة بحث حول علاقة الرجل بالمرأة. نشرت في مجلة الاداب العالمية العدد/132 خريف 2007 ■ |
الساعة الآن 02:37 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.