|
أسرى الأوهام
أسرى الأوهام أقاصيص : نزار ب. الزين* ***** مؤامرة أبو العز صاحب دكان صغيرة لبيع التبغ و مشتقاته ، اعتاد على الادعاء بأنه يعلم بمؤامرة كبرى تهدف إلى قلب نظام الحكم و اغتيال رأس الدولة !!! و ذات يوم فوجئ بأن محدثه ضابط في مخابرات أمن الدولة ، الذي أمره أن يرافقه في الحال !... بعد ثلاثة أيام من إغلاقها شوهد أبو العز و هو يفتح دكانه ، و قد التف رأسه بالضمادات الطبية ، و علق يده المكسورة فوق رقبته ... ديغول* ما أن اقترب من الأستاذ محيي الدين ليرحب به كزميل جديد حتى بادره هذا قائلا و قد ارتعشت شفتاه غضبا : "انظر إلى هذين ، إنهما يشيران إليّ و يهمسان بكلمة "ديغول" . بعد أسبوع أو يزيد ، أصبح اسمه الشائع "ديغول" على كل لسان ! و أصبحت دواعي غضبه لا تنتهي ، و ما لبث أن تم نقله بناء على طلب مدير المدرسة الملح ...فكانت هذه نقلته العاشرة ! *F B I قالوا لها أن ثمت عضوة جديدة عربية اشتركت حديثا بالنادي ، فهبت للفور و اتجهت نحوها حيث أشاروا لتتعرف عليها ، ما أن تقدمت منها مرحبة ، حتى صاحت هذه مندهشة : " أبهذه السرعة أخبرتك عني ال F B I؟! " جيران - انظر يا سعيد إلى السطح المقابل ، ألا ترى تلك الامرأة و هي توجه إلينا حركات بذيئة بيديها ؟ - لا أرى أحدا يا أمي !!.. - بل أنا أراها ، هيا نادِ اخوتك و رددوا معي : << طقوا موتوا يا جيران ، ما منطق و ما منموت ، إلا يموتوا هالجيران ...>> . ثم اعتاد الأطفال أن يقفوا كل يوم على شرفة منزلهم مرددين أهزوجة والدتهم نحو بيوت جيرانهم الصامتة كنوع من اللعب ! و لكن اللعب لم يدم طويلا ، فقد زار والده وفد من الجيران بحتجون على سلوك أفراد أسرته ؛ فكان نصيب سعيد و اخوته حرمان من المصروف لمدة أسبوع مع صفعتين لكل منهم ، بينما صحب أمهم في اليوم التالي إلى عيادة الأمراض العقلية .... *************** هوامش : F B * ديغول : هو الجنرال الفرنسي الذي قاد حرب التحرير ضد النازيين ، و يبدو أن الرجل يشبهه شكلا .. * I رمز لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي *************** |
مجموعة من نوع القصة القصيرة جدا اشتغلت على إنشاء رابط خفي فيما بينها يعتني بالعوالم التحتية حيث لا يمكننا دوما ان نتكلم عنه
ما بين مخابرات داخلية و خارجية و نوع من التوهم بمؤامرة نعيش حيواتنا لتقودنا إلى غياهب السجون أو مشافي الامراض العقلية أو الاغتراب الاجتماعي أ. نزار الزين رائعة ومضاتك تحيتي لك |
اقتباس:
***************** أختي الفاضلة ريم صدقت في كل ما ذهبتِ إليه نعم ، إنها العوالم التحتية التي ترهب الإنسان العربي من النهر إلى البحر و التي تقوم عليها أعمدة الحكم في العالم العربي *** شكرا لزيارتك أختي الكريمة و لمشاركتك التفاعلية مع ودي و وردي نزار |
| الساعة الآن 04:03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.