قصة قصيرة *أما من أحد ينقذني*
*أما من أحد ينقذني* صغيرة بريئة ، تلتصق بوالدتها كيفما تحركت ، تنظر إلى العالم من أسفل إلى أعلى ، هجم عليها وجه بشوش مغضن ، يمتلىء بالمساحيق والألوان ، آه..آه.. صاح قلب الصغيرة ، واغتصبت قبلة ، تركت توقيعها على الخد الناعم ، بقعة حمراء ورائحة نفاذة..آه..آه.. القلب يصيح ثانية ، فقد اغتصبت قبلة أخرى ، ماذا أفعل ! .. ماذا أفعل ! ، أين أهرب !. وانزوت الصغيرة وقبعت خلف المقعد الكبير ، ترقب الأحداث دون أن يلاحظها أحد ، وبقيت في مكانها ، لحين أحضرت المضيفة العصير المثلج ، بحثت عنها ووجدتها ، قال القلب ببراءة ..لا أريد سوى العصير.. ولكن هيهات ، فلا حياة لمن تنادي ، قبلة وبعدها العصير، كثرت التواقيع على خد الصغيرة ، امتعضت ، أمسكت بتلابيب أمها ، أمي ألن نذهب ! لقد اشتقت لإخوتي ، ألن نذهب ! ، أريد أبي .. ومر الوقت عصيباً ، ضحكات وقهقهات تملأ المكان ، لا أحد يعرف حلاً للمشكلة ، ولا أحد يهتم. انقبض القلب الصغير ، فالزيارة قاربت على الانتهاء وسوف يقوم الضيوف بالتوقيع على السجل الناعم عند خروجهم. أنا حرام ، لقد كنت مؤدبة طيلة الوقت ، لماذا يعملون معي هكذا ! ، لماذا ! .. ماذا فعلت ! .. ثم استسلمت الصغيرة أخيراً ، كثرت التواقيع ، وانتشرت الألوان ، والقلب الصغير يتابع الموضوع بنزق ، ويمسح التواقيع أولاً بأول ، حتى دب التعب وزاد.. ماما .. ماما .. ألن نذهب .. أريد أن أنام .. ، فاعتذرت الأم من مضيفتها ، وحملت الصغيرة وعادت إلى البيت. أسرعت الصغيرة ولبست ملابس النوم ، وقفزت إلى سريرها بسرعة وشوق ، والتحفت غطاءها ، ثم سمعت صوت والدتها وهي تبتعد عن الغرفة. مرت دقائق قصار ، وإذ بالقلب الصغير يصيح ، ماما .. ماما .. لقد نسيت أن تعطيني قبلة قبل النوم. أحمد فؤاد صوفي - اللاذقية - سوريا |
الساعة الآن 06:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.