منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25287)

مها عبدالله 07-10-2019 03:33 AM

فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير


أشد أنواع الإحباط هو شعور الإنسان بعدم رغبته في قضاء يومه بشكل إيجابي فتراه منزوياً بين حيطان البؤس متلحفاً برداء اليأس مندفعاً نحو هاوية سحيقة مليئة بكل المشاعر السلبية نحو نفسه ومحيطه، بل وقد يصل به الحال إلى القنوط من رحمة الله.

هذه الحالة النفسية قد تمر بالكثير منا على مستويات مختلفة قد تصل بأحدهم إلى نصف الطريق، وقد تصل بآخرين إلى مدى متناهي الخطورة وقد تصل إلى الانتحار.

هذا المزيج من الإحباط والتشاؤم وليد عدة عوامل مؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر في هذا السلوك نتيجة فقر وبطالة وجهل ومخدرات وأمراض نفسية ومؤثرات أسرية من خلافات بين الوالدين أو بين الإخوة أو الأقارب وقد تدفع بالبعض إلى الهروب من هذا الواقع المؤلم بنظرهم إلى أحضان الإدمان والسلوكيات الشاذة ومنهم من يذهب إلى التدين المتطرف لينهج سلوك التطرف والسخط على المجتمع ومحاولة التغيير عبر نهج التطرف.

افتقاد الكثير منا لثقافة وفن إدارة الأزمات جعل من الصعب لدى البعض التعامل مع تحديات الواقع بشكل عقلاني مبني على فهم هذا الواقع وتلمس الحلول للخروج من بعض المعتركات الحياتية بشكل إيجابي وإعطاء الأشياء حجمها الطبيعي بعيداً عن تضخيم المواقف والتحديات والبعد عن التفكير الزائد بهذه العقبات حتى لا تأخذ بعد غير واقعي لها.

هذا التفكير المحبط قد تكون له نتائج كارثية على الأسر والأفراد إذا لم يتم احتوائه بطرق مناسبة ووفق دراسات علمية ونفسية واجتماعية من أجل تشخيص واقع الكثير من حالات الإحباط واليأس والنقمة على المجتمع والتي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي وانعكاسات ذلك واقتراح الحلول المناسبة لذلك بعيداً عن التنظير والفلسفة السقراطية والبعد عن تنميق الواقع بأشكال بعيدة عن الواقع الحقيقي بل نحن بحاجة للتعامل بشفافية مع مشاكلنا كما هي دون تنميق وتلطيف لأجواء غير حقيقية حتى نستطيع أن نضع مبادرات وحلول قابلة للتنفيذ.

الدور الأسري والجهات الفاعلة في المجتمع من مدارس وجامعات وجمعيات متخصصة يجب أن يكون حاضرا لمعالجة هذه الحالات اليائسة قبل أن يستفحل الأمر لدى البعض نحو مناحي سلبية جداً وحالات الانتحار التي قد نراها بين ألفينة والأخرى هي نتاج لغياب بعض الأدوار للفاعلين في صياغة سلوك الأفراد ونتطلع بشدة أن يتم دراسة بعض تلك السلوكيات وإعلان نتائج تلك الدراسات حتى يكون المجتمع على وعي بما يحاك به من بعض الجهات الخارجية عبر استهداف شباب المملكة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الموجه وعبر غزو المملكة بجحافل من المهربين وعصابات التهريب ولا يخفى على الجميع مدى إثر المخدرات في إيجاد مناخ إحباط يعتري من يدخل في مجاهيل الأنفاق المظلمة للإدمان.

الدور الأسري هام في هذا الجانب ويجب أن يكون هناك رقابة مباشرة وغير مباشرة للأبناء وغرس قيم الفضيلة والتفاؤل وطرق معالجة التحديات دون مبالغة في تضخيم الوقائع والانتباه للغزو الجديد الذي بدأت صورة تتضح جليا عبر نهج استهداف الأطفال والعبث بقيمهم من خلال الألعاب الإلكترونية والتي الكثير منا يتعامل معها بحسن نية رغم خطورة ذلك حيث أوجدت هذه الثغرة منفذا كبيراً لعصابات الإجرام للدخول في عمق بيوتنا ومحاولة اللعب بأفكار أبنائنا وتشكيل سلوكيات شاذة تؤدي إلى نوع من أنواع الإحباط قد يؤدي إلى حالات الإيذاء الجسدي وهذا يتطلب وعي جيد بهذا الجانب ولا يكفي علمنا بهذا الواقع دون أن يترجم ذلك بسلوكيات تكبح جماح تهور أبنائنا غير المحسوب العواقب بل لابد أن يكون حضور الأسرة فاعلا في هذا الجانب حتى لا نرى أبنائنا معلقين بمشنقة الإحباط واللهو غير البريء.
بقلم المستشار الأسري : عيد بن عويش

العنود العلي 07-10-2019 01:23 PM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
لا شيء يماثل الإحباط لينال من الإنسان ويسقطه

حقآ نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة إدارة الأزمات

كي يتعلم المحبط منا كيف يتغلب على فشله وينهض من جديد

رائع ما نقلتِ غاليتي المها , تقبلي مروري مع فائق المودة

مها عبدالله 07-10-2019 07:43 PM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 235553)
لا شيء يماثل الإحباط لينال من الإنسان ويسقطه

حقآ نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة إدارة الأزمات

كي يتعلم المحبط منا كيف يتغلب على فشله وينهض من جديد

رائع ما نقلتِ غاليتي المها , تقبلي مروري مع فائق المودة

عزيزتي أنرتِ موضوعي كما أنرتِ حياتي من قبل
تحية لروحكِ التي أرجو لها مزيدآ من البهاء
محبتي

تركي خلف 07-10-2019 10:16 PM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
موضوع مهم جدآ أختي مها لدلالته النفسية والعلاجية لظاهرة الإحباط التي أصبحت منتشرة بين الناس بشكل مخيف .. مشكورة أختي على ذوقك الثقافي العالي ربي يحفظك ويعطيكي العافية

مها عبدالله 07-11-2019 05:23 AM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي خلف (المشاركة 235591)
موضوع مهم جدآ أختي مها لدلالته النفسية والعلاجية لظاهرة الإحباط التي أصبحت منتشرة بين الناس بشكل مخيف .. مشكورة أختي على ذوقك الثقافي العالي ربي يحفظك ويعطيكي العافية

أهلآ أستاذ تركي
لباقتك تعطر موضوعي بأطايب الأريج
شكرآ ولا تكفي

إيمان البلوي 07-11-2019 07:26 PM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
[marq="7;right;1;scroll"]إيمان عبدالله[/marq]
تحية لكِ عزيزتي لقراءتك الجميلة وذائقتك الثمينة
رعاكِ الله وشكرآ بحجم السماء

العنود العلي 07-12-2019 12:37 AM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبدالله (المشاركة 235536)
فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير


أشد أنواع الإحباط هو شعور الإنسان بعدم رغبته في قضاء يومه بشكل إيجابي فتراه منزوياً بين حيطان البؤس متلحفاً برداء اليأس مندفعاً نحو هاوية سحيقة مليئة بكل المشاعر السلبية نحو نفسه ومحيطه، بل وقد يصل به الحال إلى القنوط من رحمة الله.

هذه الحالة النفسية قد تمر بالكثير منا على مستويات مختلفة قد تصل بأحدهم إلى نصف الطريق، وقد تصل بآخرين إلى مدى متناهي الخطورة وقد تصل إلى الانتحار.

هذا المزيج من الإحباط والتشاؤم وليد عدة عوامل مؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر في هذا السلوك نتيجة فقر وبطالة وجهل ومخدرات وأمراض نفسية ومؤثرات أسرية من خلافات بين الوالدين أو بين الإخوة أو الأقارب وقد تدفع بالبعض إلى الهروب من هذا الواقع المؤلم بنظرهم إلى أحضان الإدمان والسلوكيات الشاذة ومنهم من يذهب إلى التدين المتطرف لينهج سلوك التطرف والسخط على المجتمع ومحاولة التغيير عبر نهج التطرف.

افتقاد الكثير منا لثقافة وفن إدارة الأزمات جعل من الصعب لدى البعض التعامل مع تحديات الواقع بشكل عقلاني مبني على فهم هذا الواقع وتلمس الحلول للخروج من بعض المعتركات الحياتية بشكل إيجابي وإعطاء الأشياء حجمها الطبيعي بعيداً عن تضخيم المواقف والتحديات والبعد عن التفكير الزائد بهذه العقبات حتى لا تأخذ بعد غير واقعي لها.

هذا التفكير المحبط قد تكون له نتائج كارثية على الأسر والأفراد إذا لم يتم احتوائه بطرق مناسبة ووفق دراسات علمية ونفسية واجتماعية من أجل تشخيص واقع الكثير من حالات الإحباط واليأس والنقمة على المجتمع والتي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي وانعكاسات ذلك واقتراح الحلول المناسبة لذلك بعيداً عن التنظير والفلسفة السقراطية والبعد عن تنميق الواقع بأشكال بعيدة عن الواقع الحقيقي بل نحن بحاجة للتعامل بشفافية مع مشاكلنا كما هي دون تنميق وتلطيف لأجواء غير حقيقية حتى نستطيع أن نضع مبادرات وحلول قابلة للتنفيذ.

الدور الأسري والجهات الفاعلة في المجتمع من مدارس وجامعات وجمعيات متخصصة يجب أن يكون حاضرا لمعالجة هذه الحالات اليائسة قبل أن يستفحل الأمر لدى البعض نحو مناحي سلبية جداً وحالات الانتحار التي قد نراها بين ألفينة والأخرى هي نتاج لغياب بعض الأدوار للفاعلين في صياغة سلوك الأفراد ونتطلع بشدة أن يتم دراسة بعض تلك السلوكيات وإعلان نتائج تلك الدراسات حتى يكون المجتمع على وعي بما يحاك به من بعض الجهات الخارجية عبر استهداف شباب المملكة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الموجه وعبر غزو المملكة بجحافل من المهربين وعصابات التهريب ولا يخفى على الجميع مدى إثر المخدرات في إيجاد مناخ إحباط يعتري من يدخل في مجاهيل الأنفاق المظلمة للإدمان.

الدور الأسري هام في هذا الجانب ويجب أن يكون هناك رقابة مباشرة وغير مباشرة للأبناء وغرس قيم الفضيلة والتفاؤل وطرق معالجة التحديات دون مبالغة في تضخيم الوقائع والانتباه للغزو الجديد الذي بدأت صورة تتضح جليا عبر نهج استهداف الأطفال والعبث بقيمهم من خلال الألعاب الإلكترونية والتي الكثير منا يتعامل معها بحسن نية رغم خطورة ذلك حيث أوجدت هذه الثغرة منفذا كبيراً لعصابات الإجرام للدخول في عمق بيوتنا ومحاولة اللعب بأفكار أبنائنا وتشكيل سلوكيات شاذة تؤدي إلى نوع من أنواع الإحباط قد يؤدي إلى حالات الإيذاء الجسدي وهذا يتطلب وعي جيد بهذا الجانب ولا يكفي علمنا بهذا الواقع دون أن يترجم ذلك بسلوكيات تكبح جماح تهور أبنائنا غير المحسوب العواقب بل لابد أن يكون حضور الأسرة فاعلا في هذا الجانب حتى لا نرى أبنائنا معلقين بمشنقة الإحباط واللهو غير البريء.
بقلم المستشار الأسري : عيد بن عويش


للأسف غاليتي مها الأسرة وسط هذا الزخم الإعلامي فقدت دورها

وأصبح المربي الأساسي للصغار والكبار هي تقنية النت والتلفاز

وربما المحزن في الأمر أن بعض أفراد الأسرة الواجدة كل منهم إنكمش

على ذاته ولم يعد يتواصل عائليا مع أقربائه إلا قليلا

فكيف ستلعب الأسرة دورآ بالعلاج إذا كان معظم أفراده بحاجة ماسة إليه

تقبلي مروري مع فائق المودة

مها عبدالله 07-12-2019 08:47 PM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنود العلي (المشاركة 235669)

للأسف غاليتي مها الأسرة وسط هذا الزخم الإعلامي فقدت دورها

وأصبح المربي الأساسي للصغار والكبار هي تقنية النت والتلفاز

وربما المحزن في الأمر أن بعض أفراد الأسرة الواجدة كل منهم إنكمش

على ذاته ولم يعد يتواصل عائليا مع أقربائه إلا قليلا

فكيف ستلعب الأسرة دورآ بالعلاج إذا كان معظم أفراده بحاجة ماسة إليه

تقبلي مروري مع فائق المودة

هذا من ناحية عزيزتي
ومن ناحية أخرى انقلبت الموازين التربوية على جميع الأصعدة
أهلا بقلبك الطاهر هنا

علي الدوسري 07-13-2019 04:38 PM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
المتسمر أمام التلفاز الساعات الطوال وخلو عقله من أي أساس رصين تبنى فيه طريقة التفكير السليم هو حتما أحد ضحايا الإعلام المؤثر الذي كان ولازال هو الأقرب والأكثر تأثيرا في عالمنا العربي ، اقتطعوا من وقتكم 30 دقيقة وشاهدو برامجنا المتنوعة وستعلمون أن الخلل الأكبر في سفالة وإنحطاط إعلامنا .

إعلامنا بحاجة إلى إعلام ..
المقال اشتمل على لمس الجرح وتفعيل الحل الناجع ،بتكاتف الجهود كل على قدره واستطاعته بإمكاننا تغيير واقعنا البائس.

مها عبدالله 07-29-2019 10:45 PM

رد: فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الدوسري (المشاركة 235792)
المتسمر أمام التلفاز الساعات الطوال وخلو عقله من أي أساس رصين تبنى فيه طريقة التفكير السليم هو حتما أحد ضحايا الإعلام المؤثر الذي كان ولازال هو الأقرب والأكثر تأثيرا في عالمنا العربي ، اقتطعوا من وقتكم 30 دقيقة وشاهدو برامجنا المتنوعة وستعلمون أن الخلل الأكبر في سفالة وإنحطاط إعلامنا .

إعلامنا بحاجة إلى إعلام ..
المقال اشتمل على لمس الجرح وتفعيل الحل الناجع ،بتكاتف الجهود كل على قدره واستطاعته بإمكاننا تغيير واقعنا البائس.

صدقت .. إعلامنا بحاجة إلى إعلام
وبحاجة إلى وعي شامل بكل سلبيات وإيجابيات البث الغير عشوائي
شكرآ سيد علي على إضافتك المبهرة مع أطيب المنى


الساعة الآن 01:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team