فى ذكرى الخامس من يونية
 

سار على قدميه مئات الأميال بعد ان فقد حذائه تائهاً بين دروب سيناء يختبئ بين الصخور تحرقه شمس الوطن بينما نيران اصحاب الشعر الأحمر تحبث عنه فى جنون..لم يعد يعرف الشروق من الغروب .الليل من النهار لا يكترث لحذائه الذى أنهار من وطأة الطريق عينيه فقط على قنينة الماء التى غادرها الماء ورحل .يقتله العطش قتلاً..عاوده الحنين للحياة وهو يستمع لخرير المياه الأتى من ذلك الشق الغائر فى الجبل وجد ضالته وعب الشراب لم يؤلمه العطن فيه وغلبه النعاس مع اشراقة الصباح تبين ان ما شربه اختلط بالدماء وكثير من بقايا الجنود الصرعى واحذيتهم الملقاة فى مخلفات امعاء ذلك الوحش الرابض فى جدول الماء الغافى من تخمة الغذاء...كتبت له النجاة وعاد وتفهم الجميع كيف صار بياض شعره وهو لم يبلغ الثلاثين
ميكروفيتش
القصة حقيقة
فى ذكرى الخامس من يونيو