منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9616)

ايوب صابر 01-14-2013 01:26 PM

مئة عام من العزلة" هي من أهم الروايات العالمية المعاصرة، كتبها بلغته الإسبانية الأم الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز عام 1967، وترجمت فيما بعد الى سبعة وثلاثين لغة، بما فيها العربية، وهي من أفضل أعمال الكاتب التي أدت الى منحه جائزة نوبل للآداب عام 1982. وتنتمي "مئة عام من العزلة" الى مدرسة الواقعية السحرية التي ميّزت الأدب الأميركي اللاتيني خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وإذ تتفاوت تعريفات أدب الواقعية السحرية، فإن المشترك بينها هو أنه الأدب الذي تمتزج فيه عناصر الأسطورة والواقع ليعبّر بأساليب موضوعية عن مشاعر ذاتية تتجلّى فيها القضايا الحقيقية بصيغ لا تنطبق على الحياة الواقعية اليومية.


العنصر السائد في الرواية

تمثل فكرة الانعزال والإغتراب بشقيها المادي والروحي مركز مواضيع الرواية المتعددة والمحرّك الأساسي لأحداثها وأشخاصها. فبلدة "ماكوندو" الوهمية التي تأسست في أدغال أميركا اللاتينية النائية والممطرة ترمز الى القرية المنعزلة خلال العهود الإستعمارية وما أعقبها من عهود تبعيّة. وفي هذه البلدة تعاقبت ستة أجيال لأسرة "بوينديا" في دوامة من العزلة والأنانية، لأفراد منفصلين عن بعضهم البعض ولو كانوا يقطنون المنزل الواحد، بما يجعل من حياة هذه الأسرة تجسيداً لحياة الأسرة الأميركية اللاتينية الأرستقراطية التقليدية.

تتوالى على مدى الروايةمظاهر العزلة والإنسلاب لدى أشخاصها من خلال جملة من المغامرات الاستكشافية والحربيةوسلسلة من الممارسات الغريبة، بحثاً عن معنى حقيقي للحياة، وبخاصة البحث عن الحب الحقيقي، لكن دون جدوى. اللهمّ في المرة الوحيدة التي نشأت علاقة تخللها قليل من الحب والسعادة، بين "أوريليانو" و"بترا كوتس". وهذه العلاقة كادت أن تتكرر في نهاية الرواية بين "أوريليانو بابيلونيا" و"أمارانتا أورسولا" اللذان قررا إنجاب طفل كان يأمل والده بأن يعيد إحياء مجد الأسرة التي شارفت على الإنقراض. إلا أن العاقبة كانت وخيمة، حيث توفيت "أمارانتا" مباشرة بعد وضع طفل له ذيل خنزير، كثمرة لعلاقة سفاح القربى بين والديه، حيث تبين أن الأم لم تكن سوى عمة الأب. ومع هذا الطفل الذي أكله النمل، لم يكتب البقاءلجيل سابع في أسرة "بوينديا". لكن ظهور هذا الحب ولو مع نهايته المأسوية، كأنما يبشر بظاهرة ايجابية ربما قصد الكاتب من خلالها الإيحاء بأن الحبّ الحقيقي يرمز الى القيم الإشتراكية التي آمن بها شخصياً، كبديل لعالم العزلة والأوهام والهواجس العصبية التي ترمز اليها حياة وقيم أسرة "بوينديا" التقليدية البالية.


الأحداث وتطورها



تزدحم الرواية بتفاصيل دراماتيكية غريبة ومذهلة لأحداث ومغامرات متتالية. تبدأ بزيارات الغجر الموسميةلبلدة "ماكوندو" وعرضهمفيها بضائعهم الجديدة القادمة من العالم الخارجي، كالثلج الاصطناعي والتلسكوبات، حيث يتأثر الجد المؤسس بهذه المعروضات وتسيطر عليه حالة من الهوس في البحث عن اكتشافات جديدة مشابهة، دون أن يفلح بتحقيق طموحاته، فينتهي الى حالة من الجنون تربطه أسرته على إثرهالسنوات عديدة وحتى وفاته، بشجرة كستناء. لكن شبحه يبقى حاضراً في البلدة وخاصة بين أفراد أسرته. فهو يورث هوسه بالإكتشافات الجديدة وشدة تركيزه كما قوته البدنية وروحه المغامرة وتسرعه وعزلته الى أبنائه وأحفاده.

تفقد البلدة براءتهاوعزلتها تدريجياً عندما تبدأ علاقتها بالبلدات المحيطة، حيث تندلع الحروب الأهلية التي تجلب العنف والموت الى "ماكاندو"، والتي يلعب فيها ابن "خوزيه أركاديو بوينديا" الأصغر،"أوريليانو"، دوراً بارزاً كزعيم للمتمردين الليبراليين وبعد كتسابه صيتاً سيئاً بصفته الجديدة "العقيد أوريليانو"، خاصة بعد سلسلة من الإنقلابات الدموية التي حصلت في البلدة، حيث تغيرت حكوماتها مراراً، بما في ذلك حكومة الدكتاتور "أركاديو" الذي يعتبر الأشد قساوة في أسرة"بوينديا"، وهو الذي أعدم بالرصاص في نهاية المطاف، إثر انتفاضة أدت الى توقيع معاهدة سلام بين المحافظين والليبراليين.

وتعيش أسرة "بوينديا" سلسلة لا متناهية من أحداث الوفاة والزواج والعلاقات العاطفية الغريبة، تتوالى فيها العلاقات الجنسية الجامحة لبعض أفرادها، بما في ذلك ارتياد الرجال بيوت الدعارة وعلاقات سفاح القربى، وهي العلاقات التي جعلت أجيال الأسرة أسيرة هاجس الخوف من العقاب بولادة الأطفال الذين لهم ذيول الخنازير، بينما انزوى العديد من أفراد الأسرةفي عزلة شبه دائمة في غرفهم المغلقة، يشغلون أنفسهم بصناعة الأسماك الذهبية الصغيرة أو البحث عن أسرار الأسرة ومصيرها داخل المخطوطات القديمة.

من جهة أخرى، تتعاظم أحداثبلدة "ماكوندو" المأساوية مع تعاظم الممارسات والأنشطة الاستغلالية والاستبدادية التي تعرض لها مواطنيها من قبل الشركة الأميركية الاحتكارية المسيطرة على زراعة الموز، بما فيها الاضراب الاحتجاجي الذي قمعه الجيش بوحشية وأدى الى مجزرة ذهب ضحيتها الآلاف من المزارعين والعمال. وتنتهي أحداث الرواية بخمس سنوات من المطر المتواصل والفيضانات التي تقضي على بلدة "ماكوندو" بما فيها آخر أفراد عائلة "بوينديا"، وذلك تزامناًمع توصل الأخير الى فكّ تلاصم الغجر القديمة التي كانت تنبأت بالنهاية المأساوية لأولئك "الذين يعيشون خارج دائرة ما هومقرّر سلفاً".


الشخصيات

يشبه أشخاص الرواية الى حدّ كبير مواضيعها وأحداثها. فمثلما يعيد التاريخ نفسه ويحكم على كل جيل من الأجيال تكرار منجزات وأخطاء الجيل الذي سبقه، تتكرر أسماء شخصيات الرواية داخل أسرة "بوينديا" التي بالرغم من عديدها انخفضت أسماءها الى الحد الأدنى. فعلى مدار ستة أجيال، نجد أسماء رجال الأسرة تنحصر بـ "خوزيه بوينديا" أو "أركاديو" أو "أوريليانو" بينما تتكرر أسماء نسائها بين "أورسولا" أو "آمارانتا" أو "ريميديوس". وكأن الكاتب أراد من خلال ذلك التأكيد على فكرة عدم تغير الطبيعة البشرية وذلك انسجاماًمع تكرار مواضيعه وأحداثه.

ويمثل الجد الأول لأسرة "بوينديا"، "خوزيه أركاديو بوينديا"، أحد أهم شخصيات الرواية. فهو صاحب شخصية الزعيم المغامر والمؤسس العظيم والبرىء الذي أمضى معظم سنوات حياته يبحث عن الاكتشافات الغريبة، وهو بسبب ولعه بهذه الاكتشافات أهمل أفراد أسرته فإذا بالكثيرين من النقاد يشبهونه بشخصية آدم، حيث أدى ابتعاده عن الإيمان بالسحر وسعيه من أجل المعرفة الى زوال عائلته ومعها بلدة "ماكاندو" كما جرى لآدم في جنة عدن. وتلعب زوجة"خوزيه أركاديو بوينديا"، "أورسولا"،دوراً في الرواية لايقل عن أهمية دور زوجها. شهدت "أورسولا" التي عاشت حياة مديدة قاربت المئة عام، وفاة أبنائها الثلاثة وعاصرت ولادة معظم أحفادها. وخلافاً لغالبية أقاربها لم تعان "أورسولا" قلقاً روحياً كبيراً، إذ أمضت معظم حياتها تحاول جمع شمل الأسرة والحفاظ على بقائها، واستطاعت النجاح نسبياً بمهمتها بفضل قساوتها أحياناً كما فعلت عندما طردت "خوزيه أركاديو" و"روبيكا" عندما ارتبطا بعلاقة عاطفية محرمة. وعانت "أورسولا" تناقضاً حاداً، فكانت من جهة ملتزمة بتقريب أفراد الأسرة بعضهم للبعض الآخر، ومن جهة أخرى كانت تخشى أن يؤدي هذا القرب الى علاقات عاطفية تتخطى الحدود المشروعة.

ويجسد "العقيد أوريليانو بوينديا" صورة الجندي العظيم والقائد المقدام للقوات الليبرالية خلال الحرب الأهلية، بينما يلعب أدواراً أخرى في الرواية ككتابة الشعر وصنع الأسماك الصغيرة بحرفيّة عالية. لكنه في سياق الرواية تبدو جسارة واتزان"أوريليانو بوينديا" دون قيمة، إذ فشل في جميع الأدوار القيادية التي لعبها لينتهي بحالة من اليأس والإحباطأدت الى لجوئه للتسلية والعبث بالوقت من خلال تذويب أسماكه الصغيرة فإعادة تصنيعها وهكذا دواليك. كما يبدو صاحب الشهرة الواسعة والذي أنجب سبعة عشر طفلاً من نساء متعددات وغير معروفات، أنه يفتقد المشاعر العميقة وهو ما يفسر جسارته في المعارك العسكرية وقدرة تركيزه على أعماله الفنيّة. يحاول "العقيد أوريليانو بوينديا" الانتحار اثر فشله في الحروب الأهلية التي قادها ويستنتج أن شعور الفخر هو العامل الوحيد الذي يبقي فريقين في حالة القتال. وفي نهاية المطاف يفقد "العقيد أوريليانو بوينديا" ذاكرته ويحرق جميع قصائده ويذيب أسماكه الخمسة وعشرين، معترفاً بأن "عجلة الوقت تدور وليس لشخص مثله فاقد الذاكرة سوى الحاضر الذي يحياه".

ومن الشخصيات التي لعبت أدواراً بارزة في الرواية، "روبيكا" وهي الطفلة اليتيمة التي تبنتها الأسرة. تصل"روبيكا" منزل العائلة وهي لا تتقن الاسبانية، حاملة معها حقيبة قماش تحتوي على عظام والدها وعادة غريبة هي أكل التراب. تقع فيما بعد في غرام أخيها بالتبني المتزوج "خوزيه أركاديو"، لتعيش باقي حياتها، بعد وفاته المفاجئة، في عزلة مريرة. كما يلعب الغجري "ميلكيادس" الذي اعتاد على زيارة "ماكوندو" دوراً هاماً منذ بداية الرواية وحتى نهايتها. فهو الذي كان يعرض البضائع المصنوعة في أنحاء مختلفة من العالم، وباع "خوزيه أركاديو بويندا" الاختراعات الجديدة ومختبراً للبحث العلمي، كما أنه صاحب المخطوطات الغامضة التي فشل جميع أفراد الأسرة في حل رموزها، ما عدا الحفيد الأخير "أوريليانو" الذي قرأ فيها نبوءة "ميلكيادس" حول زوال الأسرة والبلدة.

كذلك يلعب السيد هربرت ومدير أعماله الدكتاتور السيد براوندوراً هاماً في الرواية، فبعد حلوله ضيفاً في أحد منازل "ماكوندو" وتذوقه ثمرة موز يقرر السيد هربرت انشاء شركة لزراعة حقول الموز. واحتجاجاً على استغلال العمال الزراعيين يقوم "خوزيه أركاديو سيغوندو" بتنظيم إضراب ينتهى بمجزرة أدت الى قتل ثلاثة آلاف من العمال المضربين في ساحة البلدة، وتقوم الشركة والحكومة بالتعتيم على حدوث هذه المجزرة التي لم يبق من يتذكرها سوى "خوزيه أركاديو". ويُعتقد بأن الكاتب استوحى هذه المجزرة من مجزرة ضد عمال الموز وقعت في مدينة "سانتا مارتا" الكولومبية عام 1928. ومن شخصيات الرواية البارزة "بيلار تيرينا" التي كانت عشيقة في نفس الوقت للأخوين "أوريليانو" و"خوزيه أركاديو" وأنجبتولداً من كليهما حملانفس الإسمين "أوريليانو" و"خوزيه أركاديو"، وكانت قارئة كفّ ممتازة، وعاشت 145 عاماًقريبة من معظمأفراد الأسرة على مدى الرواية، تساعدهم في نبوءاتها من خلال الكفّ ولاحقاً من خلال أوراق اللعب.

"
أمارانتا أورسولا " هي آخر نساء أسرة "بوينديا"،وهي التي عادت من أوروبا مع زوجها العجوز "غاستون" الذي تخلى عنها عندما أخبرته بعلاقتها العاطفية مع الإبن غير الشرعي لإبن أخيها، "أوريليانو"، ودون أن تدري أنه ابن أخيها حملت منه وماتت بعد أن وضعت مولودها الذي له ذيل خنزير وكان المولود الأخير في الأسرة قبل أن يأكله النمل. أما ابن أخيها وعشيقها "أوريليانو" فهو آخر رجال الأسرة، وهوالمثال الأبرز للعزلة بين شخصيات الرواية والأكثر تعطشاً للمعرفة المدمرة. عاش"أوريليانو" في عزلة كلية فرضتها عليه جدته "فرناندا ديل كاربيو" بسبب خجلها من ولادته خارج الإطار الزوجي. وعاش حتى صار رجلاً،داخل غرفته منكباً على البحث في مخطوطات الغجري "ميلكيادس" وما احتوته كتب العائلة، مما أكسبه مستوى من المعرفة السحرية لم ينله سواه من أفراد أسرة "بوينديا". وبعد علاقته الغرامية مع عمته "أمارانتا أورسولا" شهد انقراض آخر فرع من فروع الأسرة في مهده، بينما كان النمل يأكل طفلهما الذي ولد بذيل خنزير. واستطاع "أوريليانو"، آخر نسل عائلة "بوينديا" تفسير نبوءة العجوز الغجريّ "ميلكيادس" عن دمار"ماكوندو" في الوقت الذي كان يفسر فيه النبوءة. وبذلك يكون "أوريليانو" الذي قضى بينما هو يقرأ النبوءة، "نبيّ العذاب الذي يدمر البلدة بفعل قراءته وتفسيره الشبيهين بقراءتنا لرواية ’مئة عام من العزلة’".


بيئة القصة



ربما كانت مواضيع الرواية غير العادية سبباً في اعتماد الكاتب بناء غير عادي لروايتة. فهو لم يلتزم جدولاً زمنياً منتظماً لروايته، بل جعل حركة التاريخ تكرر نفسها وصولاً الى دورانها داخل حلقة واحدة، جامعاً بين الماضي والحاضر والمستقبل،تماماً كما جمع بين الأسطورة والواقع، الحرب والسلم، التخلف والتقدم، الشخصي والعام، وكما تعمّد ألا يكون للرواية بطلاً رئيسياً، ناهيك عن تكراره غير المألوف لأسماء أبطال الرواية.

ومثلما ترك الكاتب خيار زمان الرواية للقارىء، ترك أيضاً أحداثها تتحرك في أمكنة غير محددة المعالم. فالكاتب وإن عرض بين الحين والآخر بعض التفاصيل المحيطة بأشخاصه،لم يصف مثلاً،بدقة وبشكل متكامل منزل أسرة "أوريليانو" رغم ايوائه للعشرات من أبنائها والمئات من زائريهم، كذلك لم يرسم صورة مترابطة لمعالم بلدة"ماكوندو" وأبنيتها وساحاتها وحقول موزها ومحيطها. وكأنه أراد للأمكنة أن يكون معزولاً بعضها عن البعض على شاكلة أحداث وأشخاص الرواية. علماً بأنه ترك القارىء يتخيل أشكال وصور هذه الأمكنة من خلال أساليب حياة وأنشطة قاطنيها والمتحركين في فلكها. وهكذا تصبح الأماكن وهمية لكنها في نفس الوقت شبيهة بتلك الأماكن الحقيقية التي نعرفها أو نستطيع تخيلها في معظم بلدان العالم الثالث، فقط من خلال أسلوب الكاتب السردي الرائع ومزجه الحذق بين الأسطوري والواقعي.


طريقة العرض

يعتمد الكاتب الأسلوب السردي في معظم أجزاء الرواية، دون أن يتخلى تماماً عن الأسلوب الحواري الذي نقع عليه، بين الحين والآخر، وفي جميع فصولها. والواضح أن ماركيز عوّض عن تماديه في السرد على حساب حوار أشخاص الرواية باستخدامه الفذ لأسلوب تصويري أخّاذ، بحيث لا ينتبه القارىء لغياب الحوار،ما دامت مشاهد الأشخاص وطريقة تفكيرهم وأفعالهم كلها تأخذ الى نفس الخلاصات التي يبغيها الحوار. في هذا الأسلوب مزج ماركيز بين عناصر كتابية فنية متنوعة ليس أقلها الشعرية والغنائية والتلقائية البعيدة عن التكلف والمحسنات اللفظية، ناهيك عن بعض التقنيات السينمائية بما فيها تقنيات المونتاج والصورة عن قرب التي تجمع بشكل شديد التأثير، بين الفكاهة والبشاعة من جهة والدراما والمأساة من جهة أخرى. حتى أن العديد من النقاد اعتبروا أن الكاتب استطاع في رواية "مئة عام من العزلة" أن يصور البشاعة بأجمل حللها.


خلاصة

رواية "مئة عام من العزلة" تنتمي الى الى مدرسة "الواقعية السحرية"، تجسّد أحداثها الخيالية شخصيات أسطورية لكنها تشبه الأبطال الحقيقيين، وتدور هذه الأحداث في أزمنة وأمكنة وهمية لكنها تشبه الأزمنة والأمكنة الواقعية. وهذا سرّ لازمكانية هذه الرواية التي تجمع بين الرواية الكلاسيكية وكتاب التاريخ غير الرسمي والسيرة الذاتية غير الموقعة للكاتب نفسه، من خلال عرض أحداث وشخصيات وقصص حقيقية وأسطورية، إما عايشها الكاتب أو سمعها على ألسن أقربائه وآخرين أو جمعها من الكتب والمخطوطات القديمة. وإن بدت هذه الرواية الخالدة محاولة من قبل الكاتب لتفسير التاريخ الحقيقي لأميركا اللاتينية من خلال تداخل الواقعي بالأسطوري وبأسلوب نقديّ مشوّق يزاوج فيه بين الجدية والسخرية وبين المأساوي والكوميدي، فإن البديل الذي يقترحه الكاتب، ولو تلميحاً، المتمثل بالخروج من عالم العزلة المحكومة بسقف الخرافة والأوهام والتقاليد البالية، الى عالم الانفتاح الذي تسوده الرؤى والأفعال العقلانية والتحررية، إنما يتعدى كولومبيا وأميركا اللاتينية ليكتسب بعده العالمي

ايوب صابر 01-14-2013 01:27 PM

غابرييل غارسيا ماركيز
(ولد في 6 مارس1927) روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولمبي. ولد في مدينة أراكاتاكا في مديرية ماجدالينا وعاش معظم حياته في المكسيكوأوروبا ويقضي حالياً معظم وقته في مكسيكوسيتي. نال جائزةنوبل للأدب عام 1982 م وذلك تقديرا للقصص القصيرة والرويات التي كتبها .
بدايات ماركيز
بدا ماركيز ككاتب في صحيفة إلإسبكتادور الكولومبية اليومية (El Espectador)، ثمّ عمل بعدها كمراسل أجنبي في كل من روماوباريسوبرشلونةوكراكاسونيويورك. كان أول عمل له قصة بحار السفينةالمحطمة حيث كتبه كحلقات متسلسلة في صحيفة عام 1955 م. كان هذا الكتاب عن قصة حقيقية لسفينة مغمورة الذكر عملت الحكومة على محاولة إشهارها. سبب له هذا العمل عدم الشعور بالأمان في كولومبيا مما شجعه على بدء العمل كمراسل أجنبي. نشر هذا العمل في 1970 م واعتبره الكثيرون كرواية.
ادبه
يعتبر ماركيز من اشهر كتاب الواقعيةالعجائبية، والعديد من كتاباته تحوي عناصر شديدة الترابط بذلك الإسلوب، ولكن كتاباته متنوعة جداً بحيث يصعب تصنيفها ككل بأنها من ذلك الأسلوب. وتصنف الكثير من أعماله على أنها أدب خيالي أو غير خيالي وخصوصا عمله المسمى حكاية موت معلن 1981 م التي تحكي قصة ثأر مسجلة في الصحف وعمله المسمى الحب في زمن الكوليرا 1985 م الذي يحكي قصة الحب بين والديه.
ومن أشهر رواياته مائة عام منالعزلة1967 م والتي حازت على جائزة نوبل للاداب عام 1982، والتي بيع منها أكثر من 10 ملايين نسخة والتي تروي قصة قرية معزولة في أمريكاالجنوبية تحدث فيها أحداث غريبة. ولم تكن هذه الروابة مميزة لاستخدامها السحر الواقعي ولكن للاستخدام الرائع للغة الإسبانية. دائما ما ينظر إلى الرواية عندما تناقش على انها تصف عصورا من حياة عائلة كبيرة ومعقدة. وقد كتب أيضا سيرة سيمون دوبوليفار في رواية الجنرال فيمتاهة.
ومن أعماله المشهورة الأخرى خريفالبطريرك، عام 1975 م، وأحداث موتمُعلن، عام 1981 م، والحب في زمنالكوليرا، عام 1986 م.
تم اقتباس رواية جارسيا قصة موت معلن وتحويلها إلى عمل مسرحي في حلبة مصارعةالثيران بقيادة المخرج الكولومبي الشهير خورخي عليتريانا.
ومن كتبه كتاب اثنا عشر قصةمهاجرة يضم 12 قصة كتبت قبل 18 عاماً مضت، وقد ظهرت من قبل كمقالات صحفية وسيناريوهات سينمائية، ومسلسلاً تلفزيونية لواحدة منها، فهي قصص قصيرة تستند إلى وقائع صحيفة، ولكنها متحررة من شرطها الأخلاقي بحيل شعرية.
كما أصدر مذكراته بكتاب بعنوان عشتلأروي والتي تتناول حياته حتى عام 1955 م, وكتاب مذكرات عاهراتيالسود تتحدث عن ذكريات رجل مسن ومغامراته العاطفية، والأمالكبيرة.
عام 2002 م قدم سيرته الذاتية في جزئها الأول من ثلاثة وكان للكتاب مبيعات ضخمة في عالم الكتب الإسبانية. نشرت الترجمة الإنجليزية لهذه السيرة أعيشلأروي على يد ايدثجروسمان عام 2003 م وكانت من الكتب الأكثر مبيعا. في 10 سبتمبر2004 أعلنت بوغوتا ديليإيلتيمبو نشر رواية جديدة في أكتوبر بعنوان (Memoria de mis putas tristes) وهي قصة حب سيطبع منها مليون نسخة كطبعة أولى. عرف عن ماركيز صداقته مع القائد الكوبي فيدلكاسترو وأبدى قبل ذلك توافقه مع الجماعات الثورية في أمريكا اللاتينية وخصوصا في الستينيات والسبعينيات. وكان ناقدًا للوضع في كولومبيا ولم يدعم علنيا الجماعات المسلحة مثل فارك FARC وجيش التحريرالوطني ELNالتي تعمل في بلاده.

==
مائة عام من العزلة
المؤلف : غابرييل غارسيا ماركيز
تمثل هذه الرواية التي حازت على جائزة نوبل في الأدب عام 1982 إحدى الشوامخ في الفن الروائي الغربي قديمه وحديثه وقد برز مؤلفها كواحد من أهم أعلام الأدب اللاتيني المعاصر. في هذه الرواية يمتد الزمان ليتقلص ضمن أوراقها وسطورها حيث يحكي غارسيا ماركيز حكاية لأسرة أوريليانو على مدار عشرة عقود من الزمان، ململماً هذا الزمان باقتدار وبراعة بالغين بما فيه من غرائب الأحداث وخوارق الوقائع ودخائل المشاعر ودقائق التحليلات وعظائم المفاجآت، أتى بها لتروي قصة هذه الأسرة التي كانت الغواية هي القاسم المشترك في حياتها نساءً ورجالاً حتى امتدت لعنتها إلى آخر سليل منهم.
نبذة
“عندها، وحسب، اكتشف أوريليانو أن أمارانتا-أورسولا لم تكن أخته بل خالته، وأن السيد فرانسيس دريك قد هاجم ريوهاشا لسبب واحد هو أن يمكنهم من البحث عن بعضهم، في معارج تيه الدم المتشابكة، حتى بإمكانهم إنجاب الحيوان الخرافي الذي يضع حداً للسلالة كلها…
كما أدرك أوريليانو أن ما كان مدوّناً في تلك الرقاع لا يقبل التكرار، فهو أزلي محتوم منذ بداية الوجود، وهو سرمدي سوف يظل إلى الأبد. فالسلالات التي حكم عليها القدر حكماً حتمياً، بزمن من العزلة يمتد مئة عام، لن تكون لها فرصة أخرى للعيش على وجه الأرض”.

مع غارسيا ماركيز تدخل وكقارئ عوالم ماركيز التي ماجت بها مناخات روايته. تجتاز مساحات الزمان ومساحات المكان… وآفاق الإنسان المترعة بتجاربه التي أغناها ماركيز بالمعاناة الإنسانية المنسحبة على أجيال. وأثراها بالخيال الجامح الذي يجعلك في حلم تصحو منه لتجد أنه وعلى الرغم من سمة العزلة التي تسحب عليها، حتى اختارها لها كاتبها اسماً، وعلى الرغم من الحتمية التي ينظر بها المؤلف للأمور من زاويته، تصحو لتجد سطور الرواية أشبه ما تكون بالحياة: شائعة وشائكة، بسيطة ومعقدة، متفائلة ومتشائمة، حلوة ومرة، إنها ككل الأدب الرفيع، جديرة بأن تقرأ، وككل الحياة تستأهل أن تعاش.
الرواية مقسمة لثلاثة أجزاء

ايوب صابر 01-14-2013 01:35 PM

ماركيز
مكرر : http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9616&page=16
ربما يكون ثمرة علاقة محرمة وزواج غير مرغوب فيه، وأقل ما يقال عنه انه يتيم اجتماعي ويبدو انه ولد في زمن الكوليرا حيث كثر الموت ولا ننسى ان جده الذي رباه مات وهو في سن التاسعة وبعدها عاد للعيش مع والديه الذين لم يكد يعرفهم من قبل منذ ولادته.
يتيم اجتماعي.

ايوب صابر 01-14-2013 01:36 PM

The Orchard


by Sheikh Musharrif ud-din Sadi, Iran, (c 1200-1292)

Saadi's Bostan is one of the greatest of all Sufi Classics. Together with his Gulistan, these two books are regarded as supreme accomplishments of both literature and Sufi thought. They contain a richness of material and beauty of poetry that are almost unparalleled.
The Bostan is a mine of proverbs, quotations and practical wisdom. But like the Gulistan (The Rose Garden) it contains far more than moralistic aphorisms and teaching stories. The Bostan is recognized by eminent Sufis as containing the whole range of the deepest Sufi knowledge that can be committed to writing.

==

Bostan (Persian: بوستان‎, pronounced "Bustān") is a book of poetry by the Persian poet Saadi, completed in 1257 and dedicated to the Salghurid Atabeg Sa'd I or Sa'd II.[2]
It was Saadi's first work, and its title means "the fruit orchard". The book contains the fruits of Saadi's long experience and his judgements upon life, and is illustrated by a vast collection of anecdotes. It includes accounts of Saadi's travels and his analysis of human psychology. He often mentions his accounts with fervour and advice similar to Aesop's fables.
It is composed in mathnawī style (rhyming couplets), and has been translated into English.
The Bostan was translated into Dutch in 1688 by Daniel Havart.[3]

==


Saadi's Bostan is one of the greatest of all Sufi Classics. It and his Gulistan (The Rose Garden) are regarded as supreme accomplishments of both literature and Sufi thought. They contain a richness of material and beauty of poetry which are almost unparalleled. The Bostan is a mine of proverbs, quotations, and practical wisdom. But like the Gulistan it contains far more than moralistic aphorisms and teaching stories. The Bostan is recognized by eminent Sufis as containing the whole range of the deepest Sufi knowledge which can be committed to writing


==

Saadi's Bostan is one of the greatest of all Sufi Classics. Together with his Gulistan, these two books are regarded as supreme accomplishments of both literature and Sufi thought. They contain a richness of material and beauty of poetry that are almost unparalleled.
The Bostan is a mine of proverbs, quotations and practical wisdom. But like the Gulistan (The Rose Garden) it contains far more than moralistic aphorisms and teaching stories. The Bostan is recognized by eminent Sufis as containing the whole range of the deepest Sufi knowledge that can be committed to writing

==

كتابي لكم الأن الثالث من سلسلة تراث الغرب

البستان

لسعدي الشيرازي

محمد خليفة التونسي
اصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب
مشروع مكتبة الأسرة 1994

الرابط

http://www.ziddu.com/download/3031778/bostan.pdf.html

ايوب صابر 01-14-2013 01:37 PM

سعدي الشيرازي بلسان عربي جميل
السبت, 09 فبراير, 2008



أبدع سعدي الشيرازي (1219م- 1294م) روائع لازال الأدب الفارسي يحتفى بها، أخرج إلى الناس أجمل النصوص الأدبية التي تمزج بين الفائدة والمتعة، وجعلها قمة بلاغية، سهلة ممتنعة، سهلة حين تقترب منها، لكنها ممتنعة حين تتجرأ على مجاراتها، فأضحى سعدي مدرسة أدبية قائمة بذاتها، إذ اعتبر أب النثر الفارسي، استطاع كذلك أن يمزج بين خلاصات تجاربه، بعد ثلاثة عقود تنقل فيها بين الكثير من البلدان والثقافات، لذلك تأهل ليكون رمز المحبة الإنسانية، واستحق أن يزين مدخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك بأبياته الشهيرة: ( أبناء آدم بعضهم من بعض، في أصلهم خلقوا من جوهر واحد


إن أصاب الدهر أحد الأعضاء بألم، استجابت له باقي الأعضاء بالاضطراب،


إن كنت لا تبالي بمحن الآخرين، فأنت لا تستحق أن تسمى آدمي).
عرف سعدي الشيرازي بآثاره الفارسية أكثر من غيرها، إلا أنه نادرا ما تذكر نصوصه الشعرية والنثرية التي أبدعها بلسان عربي جميل، عبر فيها عن وسعة أفقه ورهافة حسه الإنساني، بالإضافة إلى أن هذه النصوص تؤكد الانتماء الحضاري المنفتح والممتد لشاعر قضى أكثر عمره في السير والحكمة..يقول سعدي في إحدى مواعظه العربية:

عيب علي وعدوان على الناس
إذا وعظت وقلبي جلمد قاس
رب اعف عني وهب لي مابكيت أسى
إني على فرط أيام مضت آس
مر الصبا وأبيض ناصيتي
شيبا، فحتى متى يسود كراسي
يالهف عصر شباب مر لاهية
لالهو بعد اشتعال الشيب في راسي

ولما اشتد به ألم العشق، أنشد سعدي يقول:

تعذر صمت الواجدين فصاحوا
ومن صاح وجدا ماعليه جناح
أسروا حديث العشق ما أمكن التقى
وإن غلب الشوق الشديد فباحوا
سرى طيف من يجلو بطلعته الدجى
وسائر ليل المقبلين صباح
يطاف عليهم والخليون نوم
ويسقون من كأس المدامع راح

ولما طغى عليه حال المحبة، أنشد:

أصبحت مفتونا بأعين أهيفا
لاأستطيع الصبر عنه تعففا
والستر في دين المحبة بدعة
أهوى وإن غضب الرقيب وعفا
وطريق مسلوب الفؤاد تحمل
من قال اوه من الجفاء فقد جفا
دع ترمني بسهام لحظ فاتك
من رام قوس الحاجبين تهدفا
صياد قلب فوق حبة خاله
شرك يصيد الزاهد المتقشفا


وعندما سقطت بغداد في مخالب هولاكو، وبعد قتل الخليفة العباسي المسعتصم بالله، فاضت مدامعه، فقال:

حبست بجفني المدامع لا تجري
فلما طغى الماء استطال على السكر
نسيم صبا بغداد بعد خرابها
تمنيت لو كانت تمر على قبري
لأن هلاك النفس عند أولي النهى
أحب لهم من عيش منقبض الصدر
زجرت طبيبا جس نبضي مداويا
إليك، فما شكواي من مرض يبري
لزمت اصطبارا حيث كنت مفارقا
وهذا فراق لا يعالج بالصبر

هذه هي زفرات سعدي العربية، موعظة ورثاء وغزل، نستطيع أن نسميها عربية القلب والوجدان، وهذا هو سعدي في جلبابه العربي، يؤكد انسجام الشعوب الإسلامية في إحدى مراحلها التاريخية، انسجام رواه الشعر كما خلدته أعمال ومكرمات لازلنا نذكرها.

رشيد يلوح
صحيفة العرب القطرية 27 /1/ 2008
=
الطفل اليتيم من پوستان (سعدى شيرازي)

أتوقع أن أغلى شيئين يملكه الفرد في حياته هما والداه فهما سر سعادة الفرد أو سر تحمله لمشقة الحياة وأعبائها فماذا لو فقد هذا الفرد أباه او أمه وبالأخص إذا كان طفلاً هذا شيء مؤلم للغاية فلاأحديستطيع تخيل هذا العذاب الذي يعيشه الطفل الصغير اليتيم الذي يكون بحاجة أكثر من ماسة لحنان أمه أو لعطف أباه . أتصور أنه لاأحد فينا يستطيع تخيل هذا لألم إلا من كان قد عاش طفولة ميتمة.


أقدم لكم هذه الأبيات التي تبين بؤس حالة الطفل اليتيم من ( بوستان سعدي ) للشاعر العظيم (سعدي شيرازي)




پدر مرده را سايه بر سر فكن غبارش بيافشان وخارش بكن





ندانى چو بودش فرو مانده سخت بوده تازه بى بيخ هرگز درخت




چو بينى يتيم سر كشته پيش مده بوسه بر روى فرزند خويش




يتيم ار بگيرد كه نازش خريد اگر خشم گيرد كه بازش برد




بر رحمت بكن آبش از ديده پاك بشفقت بيفشاش از چهره خاك




اگر سايهء برفت از سرش تو در سايهء خويشتن پرورش




من آنكه سر تاجور داشتم كه سر در كنار پدر داشتم




اگر بر وجودم نشست مگس پريشان شد خاطر چند كس




اكنون دشمنان برندم اسير نباشد كس از دوستانم نصير




مرا باشد از درد طفلان خبر كه در طفلى از سر برفتم پدر





الترجمة:






ظلل راس اليتيم الذي فقد أباه واطح عنه الغبار واقلع الشوك من جسمه



إنك لا تدري ما كان به أنه عاجزجداً إنه كشجرة مقلوعة من جذرها



إذا رأيت يتيماً قد أطرأ برأسه فلا تقبل ولدك أمامه



إذا بكى اليتيم من يبالي به وإذا غضب فمن يداريه



ارحم دموعه الطاهرة وامسح عن جبينه الغبار بكل شفقة



إذا فقد الظل الذي ]اوي إليه فخذه إليك وارعه بظلك



أنا صاحب التاج بسبب حياة والدي وكنت رافعاً رأسي بوجوده



فلو حطت علي ذبابة لاهتم بي عدة أشخاص



والآن لو أسرني الأعداء فلا نصير لي من الأصدقاء



إني أعلم من ألم الاطفال الأشياء الكثيرة فقد فقدت أبي وأنا طفل



منقولة عن الأخ جمشيد







ايوب صابر 01-14-2013 01:38 PM

الملا أبو بكر
القسم الثاني
الحكم بلاء للحاكم والمحكومين، فينبغي للأمير أن يتقى الله في كل نية وعمل، موقناً أنه أمام الله كسائر عباده لا يميزه منهم إلا كبر حظه من التبعة، فليضرع إليه في محنه كالمساكين، ويستمد منه العون في كل مسعى ، لأنه بغيره ضعيف، ينبغي إلا يغار من سابقيه إلى الحكم ، بل يظهر فضلهم ويحفظ لهم تراثهم، فهو ذاهب كما ذهبوا ، ولن يبقى له غير حسن ثوابه عند الله، وحسن أثره بين الناس فلا يقدم العنف على المشورة والرضا ، وإلا كان جباراً بغيضا، ولا يسرع بالعقوبة في موطن لاسيما حيث لا يدرك الفوت، وأن يحيط بخفايا دولته وجيرانه، فالراعي الناصح لا ينام وقطعانه ساهرة تنهشها الذئاب، ولكنه إذا سهر ونفى عنها أعداءها نامت مستريحة سعيدة به، وليقدم راحة الرعية على راحته، لا يتنحى عن خدمتهم ولو للنسك والعبادة، فخدمتهم أفضل من كل عباده ، وهم مصدر القوة والخير.

وينبغي أن يعطي الأمير كل ذي حق حقه ولا يخشى فيه لائمة، فهو ملجأ الشاكين، والشاكي لا يقصده حتى يثق بحمايته وعدله، وللمحسن مكافأته ليستبق الناس الخيرات، كما للمسيء جزاؤه ليرتدعوا عن الإساءة، ولكن على ألا تفزع العقوبة الناس فتفسدهم، فلتكن المؤاخذة على قدر الإساءة ولا يعجل بها قبل الثقة من وقوع الإساءة وضررها، وليلتمس للمسيء أعذاره، فيعفو عنه بعذره أو توبته أو نسخ ذنبه، وإذا لم ينفع فيه ذلك لزم سجنه، وإذا ثبت أنه شرير نكل به، كما تجتث الشجرة الخبيثة، وإذا حرك الغريب فتنة في الدولة نفي عنها ولكن لا إلى غير بلاده، والعفو عن الضعفاء أجدر، وسد حاجة سائل أفضل من فك ألف رقبة، والظلم رأس الشر ، فكل مكان تمتد إليه يد ظالم لا تتفتح فيه الشفاه للابتسام، وإنما للأمة خراجها ينفق في مصالحها بإقامة العدل والأمن بينها، وحراستها من الأعداء وتهيئة مرافقها العامة، وليس للأمير إلا رزقه بقدر ما يحفظه كأوساط رعيته،لا لإرضاء أهوائه الخاصة، وعليه ألا يجبي من خراج فيء أمة إلا بقدر ما يلزم لكفالة مصالحها، وأن يحمي التجار الغرباء بروحه، فهم يروجون السلع بين دولته وغيرها من الدول، وهم الألسنة بين الأمم ن فإذا حوسنوا نشروا الثناء عليه وعلى دولته، فكثر الوافدين عليه، فراجت التجارة واتسعت الأعمال ودرت الأرزاق، وإذا أسيئوا شنعوا به وبدولته فكسدت الأسواق وبارت الأعمال والأرزاق، وعلى الأمير أن يختار عماله من ذوي الأمانة والكفاية، بين أهل الرأي والتجربة والحسب والقوة، فهم أعوانه الذين تعمر بهم البلاد، فإذا أحسن اختيارهم كان همهم رضا الله ومصلحة الرعية، وإذا أساء اختيارهم أفسدوا وكان همهم تملقه، وأسرفوا في امتصاص دماء الناس وهتك حرماتهم من أجل أهواء أنفسهم وأهوائه، وليحذر توليه السفلة، فالمفلس من الحسب لا يخشى حاكمه مهما يرهبه، ولا تجديه الإساءة طاعته، وعليه أن يرصد على ولاته رقباء أمناء عقلاء، مع الحذر من اجتماع الوالي والرقيب عليه ، وليكن لكل مهمة عامل واحد منعاً للإهمال والخيانة ، هذا مع استمرار الرقابة، فالقافلة في أمان طالما حذر اللصوص بعضهم بعضاً، ومن عزل لتقصيره نظر في أمره بعد أجل لاستصلاحه، ولا يجوز سماع الوشاية بعامل دون بينة، كما لابد من مداومة الإحسان إلى العامل المحسن بعد تركه العمل، ولا بد للأمير من رعاية جيشه في السلم ، فجنده عدته في الشدة، وإذا لم يكرم الجندي في السلم لم يرخص نفسه في الحرب، ولا بد من أن يختارهم ويجربهم للتحصن بهم من العدو، وأن يكسبهم بالمودة والمال، فلا فلاح لإمارة بغير رعاية المحاربين وأهل الرأي، ومن الحكمة دفع العدو بالسياسة والإحسان قبل استعمال القوة،
وأن خاب الرأي حقت القوة، ولا بد في الحرب من التعويل على الشجعان فلا يغلب الأسد إلى أسد، و يستشار أهل الحنكة والتجربة من الشيوخ، فهم أنفذ في الحرب من الشبان الضاربين بالسيوف، ولا يعهد بالأمور الجسيمة إلى الأحداث، ولا بالحرب لغير أهلها ويبعد عنها المترفون، وحذر العدو عند المتاركة واجب كحذره عند القتال، والبيات أولى بالحذر، فليكن الجند على تعبئة عند النوم كما هم في اليقظة نهاراً، ولا أمان للأمير إذا وقع بين عدوين ولو كانا متباغضين، فإذا اتفقا وجب المكر بأحدهما لإسكاته والقضاء على الأخر، وإذا لج عدو في خصام وجب سحقه ومخالفة خصمه، ولا بد من المحافظة خفية على الرجعة إلى الصلح مع إظهار الإصرار على الحرب، وإذا فتح الأمير بلداً اكتفى بأسر صاحبها، وعفا عن رعيته وأوسعهم عدلاً ورخاءً، ولا فلاح بغير حفظ السر في السلم والحرب، فقد يكون بين الأصحاب جواسيس للعدو، حتى وجهة الجيش لا بد من كتمانها بالتورية، فقد أظهر الإسكندر أنه يقصد الغرب ، حين عزم الزحف إلى الشرق.
الباب الثاني – الإحسان
إذا كنت عاقلاً فأقصد إلى جوهر الحق، فهو دائم والقشور فانية، من ليس ذا معرفة ولا كرم وكرامة ولا تقوى فليس إنساناً إلا بصورته، إنما ينام في سلام تحت التراب من بث الطمأنينة في القلوب، أنفق ذهبك ومتاعك فالرياح ستذهب به من يديكَ، أفتح باب كنزك الآن فلن يكون المفتاح غداً في يديكَ، وإذا شئت اتقاء الألم يوم القيامة فلا تنس المتألمين حولك، لا ترد الفقير عن بابكَ صفر اليدين، خشية أن تدور غداً على أبواب الغرباء، ولتسد حاجة غيرك ، خشية أن تحتاج غداً إلى عون الآخرين، أو لست تبتهل إلى معبودك ؟ فلتكن أذن كريماً! ولا تلو وجهك عمن يبتهلون إليكَ!
قصة في فعل الخير مع الأشرار:
فالت امرأة لزوجها :" لا تشتر الخبز من الخباز الذي في محلتنا بل من السوق، فإنه يريكَ القمح ويبيع لكَ الشعير، ولا زبائن له غير أسراب الذباب. فأجابها : " يا نور عيني لا تعبئي بحيله فما قام هنا إلا أملاً في معاملتنا ، وليس من المروءة أن نخيب أمله فينا".
أسلك سبيل أهل الحق، وإذا نهضت على رجليكَ فمد يدك إلى العاثرين.
الباب الثالث – في العشق.
سعيدة أيام المفتونين بحب الله، سواء كانوا حزانى لانفصالهم عنه، أو مغتبطين بوصالهم في حضرته، هم صعاليك يفرون من سلطان الدنيا، وعلى أمل لقائه يشربون خمر العذاب، وذلك خير لهم وأن بقوا صامتين، ما في الصبر عن تذكر الله خير، فسوسة الشجرة حلوة كثمرتها من يد الصديق، والأسرى في حبائل حب الله لا يبحثون عن مهرب وطريقهم مجهول، هم كالفراش يتهافتون فيحرقون أنفسهم في نار الحب، معشوقهم في صدورهم وهم مع ذلك يبحثون عنه، والينبوع بقربهم وشفاهم تحترق ظمأ إليه، حبكَ يردك جزعاً ثائراً، وبهذا الخلاص تضع رأسك عند قدم حبيبك لتنسى الدنيا، وحين تهون الثروة في عينيك، يستوي لديك الذهب والتراب، تقول أنه ساكن في عينيك، وحين تغلقها يكون في رأسك، وحين يطلب حياتك تضعها في يديه، وحين يشهر سيفه على رأسك تمد عنقك إليه، هكذا يورث الحب الأرضي هذه الحيرة ويطلب هذه الطاعة، فهل تعجب للسالكين في طريق الله حين يغرقون في محيط الحقيقة؟
أنهم في ذكرى حبيبهم يستدبرون الدنيا، وهو سكارى بالساقي الذي فتنهم فأهرقوا الخمر، لا دواء يشفيهم ولا أحد يعرف آلامهم، بآهاتهم، بصيحاتهم يقتلعون الجبال، وبتأوهاتهم يبددون المالك، وبكاؤهم ليلاً يغسل من عيونهم رغبة النوم، هم غرقى في بحار الحب ليل نهار، فهم في ولههم لا يميزون بين ليل ونهار،
الباب الرابع – في التواضع أنتَ – يا مخلوق الله – من التراب خلقت، فينبغي أن تكون متواضعاً كالتراب، لا تكن جشعاً ولا طاغياً ولا صلب الرأس، إنك من التراب فلا تكن كالنار، عندما ترفع النار رأسها المخيف كبرياءً، يخفض التراب رأسه تواضعاً، ولهذا كانت النار متجبرة، والتراب وديعاً ، خلقت الشياطين من النار، وخلق البشر من التراب .
قصة عمر بن الخطاب والسائل:
سمعت أن عمر في خلافته مر بمكان ضيق فوطئ قدم سائل مسكين، فعنفه السائل قائلاً : " أو أنت أعمى ؟ فأجابه متعطفاً : لست أعمى وقد آذيتك بلا علم مني فسامحني".
إذا اتقيت حساب الله فأغفر خطايا من يخافك، ولا تجحف برعيتك أيها الجبار، فهناك جبروت فوق جبروتك.
الباب الخامس – في الرضا.
السعادة تأتي من فضل الله لا من قوة الأقوياء، وإذا لم يأت الخير هبة من عليين لم تستطع القوة تحصيله، إن النملة لا تشقى بضعفها، والنمر لا يأكل بفضل قوته،
وإذا عجزت اليد عن بلوغ السموات، فلتقبل حظك الذي يأتيك محتوماً، وإذا قدر لحياتك أن تطول لم يقتلك الثعبان ولا السيف، وإذا جاء يوم أجلك قتلك الدواء أكثر من السم.
قصة الطبيب والقروي
لم يستطع قروي أن ينام ليلة ، لألم في جنبه، ولما جاء الطبيب قال لأهله : " هذا الألم ناشئ عن أكلة بعض ورق العنب ، وأنا أتعجب كيف عاش الليلة ، فإن سهام التتار كانت خيراً له من تناول هذا الطعام العسر " في تلك الليلة مات الطبيب ، وبعدها بأربعين عاماً كان الفلاح لا يزال حياً.
الباب السادس – في القناعة
لا يعرف الله ولا يعبده من لا يقنع بحظه، فقل للطماع: القناعة غنى ، أيها القلق المسكين، فالعشب لا ينمو على الصعيد الصخري المضطرب، إذا كنت إنساناً تحس فلا ترفه جسدك، وإلا أتلفت ذاتك، الأكل والنوم ديدن الحيوانات، احتضانه دأب الحمقى، ومن لا يميز بين النور والظلام، يستوي عنده وجه الشيطان ووجه الحورية، كيف يستطيع الصقر أن يطير إلى السماء وجناحاه مرتبطان بحجارة الأطماع، أهتم بالعبادة أكثر من الطعام تصر ملاكاً، أبدأ بمعرفة أخلاق الإنسان ثم فتش عن خصائص الملائكة، حسبك من الطعام ما يسد جوعتك، فكيف يهب الخير من لا يستطيع من تخمه أن يتنفس ، من ملأ بطنه طعاماً خلا رأسه من الحكمة، والفريسة من شراهتها تقع في الشرك.
قصة ملك خوارزم
في صباح باكر زار طماع ملك خوارزم وسجد له مرتين ، فسأله أبنه : " يا أبتِ أو لم تقل أن قبلة السجود هو مكة ، فلّم تكرر السجود اليوم أمام الملك؟
القناعة ترفع الرأس، فإذا امتلأ طمعاً لم يرتفع أعلى من الكتفين، ومن طوى بعض شحه، استغنى عن أن يتملق أحداً بقوله:أنا عبدك أنا خادمك. والسؤال كفيل أن يطردك من كل مجلس ، فأنفه عن نفسك حتى لا تطرد.
الباب السابع – في التربية.
من يكبح هواه عن الرذائل أعظم قوة من رستم وعاد، وليس أحد من خشية عدوه كما تكون أنتَ عبداً لشهواتكَ، نزعات السوء في سريرتك كالدم في العروق، وإذا غلبتك أهواؤك استبدت بسلطانها عليك حكماً وقوةً، ولكنها تستسلم حين ترى قبضة العقل المدرعة، لا يتجول أهل الريبة ليلاً حيث الحراس ساهرون، والرئيس أن لم ينكل بعدوه أضاع أمامه سلطانه، وكلمة واحدة تغني إذا كان الإنسان يعمل بما يقرا أو يسمع.
حديث في النميمة
لا تقل الشر في الخيّر ولا في الشرير ، فتخطئ في حق الأول، وتكتسب عداوة الأخير، وإذا ذممت أحداً فأنتَ مذنب، ولو كان ما تقوله حقاً.
من حديث في الزوجة
الفقير ملك إذا كانت له زوجة مطيعة عفيفة، لا كآبة مع متاعب النهار إذا وجدت في دارك من تمسحها عنك ليلاً، إذا كانت المرأة طاهرة لينة اللسان فلا يسأل: أجميلة هي أم قبيحة؟
وإذا كانت خيّرة الطبع فهي أرضى من الجميلة، لأن اللطف يستر زحام العيوب،
تجنب الحورية الرديئة الطبع ، حرم نعمّ عليين من كانت له امرأة سيئة، ولا منقذ منها إلا الله، السجن أفضل من بيت تسوده الشحناء، والرحيل عن البيت سرور إذا كانت قعيدته امرأة رعناء، والسعادة محجوبة عن كل بيت يعلو فيه صوت الزوجة صوت زوجها، وإذا عرفت زوجتك طريق السؤال فأكبحها، أو كن قعيد بيتك كامرأة، احجبها عمياء في محضر الغرباء، وإذا هي تركت بيتك فإلى القبر، وأتخذ زوجة جديدة كل ربيع ، فتقويم العام الماضي لا يؤدي غرضاً، ومشيك حافياً خيرٌ من سعيك في حذاء ضيق.
الباب الثامن – في الشكر
لا أستطيع أن أفي بحق الشكر لذلك الصديق، ولا أعرف أولى منه بالشكر،كل شعره في جسدي هبة منه، فكيف أشكره لكل شعره، الحمد لله الذي خلق الوجود من العدم، أنظر كيف فصلك من الطفولة إلى الشيخوخة في سمت قويم، لقد خلقك طاهراً فعش طاهراً، حتى لا تموت ملوثاً بالذنوب، يا عابد نفسك لم لا تقصد من يهب يديكَ القوة؟
إذا صنعت شيئاً بجهدكَ فلا تعبد نفسك، وأعلم أن ذلك بنعمة الله، أنتَ لا تقوم بمحض قوتك، فالله هو الذي يهبك القوة كل لحظة، إنما يجهل قيمة الهناء من لا يرى الشقاء، الشتاء قاس على الفقير، والغني لا يحذره، إذا كنت سريع المشي فأشكر الله حين ترى الأعرج، ماذا يعرف من قيمة الماء سكان شواطئ الأنهار!
سل عنه من احترقوا في وقدة الشمس! إنما يعرف قيمة الصحة ، من أنهكت الحمى عافيتهُ، كيف يطول الليل عليكَ وأنتَ ناعم المضجع على سريرك؟
فكر فيمن يتقلى بالحمى! لا يعرف ملل الليل إلا مريض.
قصة الحمار الحكيم
انقطعت الطريق في صحراء برجل فبكى قائلاً: " من في هذه الصحراء أشقى مني ؟" فأجابه حماره : " آيها الآدمي البليد لمّ يطول نواحك لجبروت القدر ؟ أمضِ – ولو لم تجد حماراً تمتطيهِ - كي تقدم الشكر على أنكَ لست حماراً يمتطيه الناس !
الباب التاسع – في التوبة
يا من أفنيت سبعين عاماً من حياتكَ، ربما كنت غافلاً تلك الأيام التي ولت مع الرياح! غرتك مطالب الدنيا فلم تتخذ الإهبة للرحيل إلى يوم القيامة ، إذ يأتي إليكَ، في يوم الدين حين سيُميز كل امرئ بمكانه على حسب أعماله، فإذا كنت ذا كنز عظيم من الصالحات، كانت صالحاتكَ هي ثروتكَ يوم الحساب، وإذا كنت مفلساً فهو خزيك، وإذا كنت قد أضعت خمسين عاماً، فأعتبر سنواتك الباقية هبة فاخرة، وإذا كنت لم تزل قادراً على الكلام، فلا تغلق شفتيكَ كالموتى عن اللهج بحمد الله.
موعظـــة
الحياة طائر أسمه النفس، وحين يفر الطائر من القفص لا يعود إلى الأسر، أعتبر ، فالدنيا باقية ولكن لمدة، وأن لحظة تنفق في حكمة خير من عمر في حماقة،لم إذن نربط عقولنا بهذا الخان حيث تستريح القوافل؟ أحبابنا مضوا ونحن لم نَزَل في الطريق، وبعدنا ستبقى الأزهار يانعة في الحديقة ،ويستمر الأصحاب في المجلس معاً، وحين تبلغ شيراز إلا تنظف نفسك من غبار الطريق يا من تدنست بتراب المعصية، ما أسرع ما ترحل إلى مدينة غريبة، أبكِ وتطهر بدموعك من خطاياك.
الباب العاشر – في المناجاة
قم نرفع أيدينا في مناجاته، فإنها غداً ستكون عاجزة في التراب، لا تظن أن تضرعاتنا سترتد خائبة أمام باب الرحمة المفتوحة أبداً، يا رب اشملنا بحنانكَ، فالذنوب أوغلت بين عبادك، أيها المنعم أنت بكرمك احتملتنا، وبعطاياك ورحمة حبك أقمتنا، وإذا فضلتنا على سائرخلقك، فأملنا أن تؤتينا العظمة اللائقة بمكانتنا في الدنيا، رب لا تصغرني من أجل عظمتكَ، ولا تخزني بخطاياي، ولا تسلط أحداً عليً، فخير لي أن أنال العقاب من يديكَ ، وحسبي الخزي في حضرتك،
فلا تفضحني أمام رفاقي، إذا هبط ظل رحمتك عليّ ،هان جلال السماء أمام عيني، وإذا وهبتني تاجاً رفعت رأسي ، فأرفعني حتى لا يزدريني أحد.
قصة وثني
ولى أحد عباد النار وجهه عن الدنيا وربط حقويه لخدمة صنم ، وبعد سنوات حلت به نكبة ، فبكى عند قدمي الصنم ضارعاً : " أيها الصنم إني بائس فأعني ومتعب فأرفق بي " ، وأستمر طويلاً في ضراعته الحزينة بلا جدوى. كيف يستطيع الصنم إنجاز رغبات إنسان وهو عاجز أن يدفع ذبابة عن نفسه ؟ تحسر الوثني وقال للصنم : " يا أنت قدماك مربوطتان إلى الضلال ، ومن الحمق أن عبدتك سنين ، أنجز رغباتي وإلا طلبتها من الله ". وبينما وجهه ملوث بالتراب عند الصنم أنجز الله رغبتهُ . وسمع هذا الرجل تقي فخجل ، فسمع صوتاً من عليين في أذن سره قائلاً: " هذا العجوز صلى أمام الصنم فردت صلاته ، فإذا رد في مقام الله فما الفرق بين الله الحي القيوم والصنم".
المصـــــــــــادر
سعدي الشيرازي : محمد موسى هنداوي.
قطوف من بستان سعدي : الأستاذ حامد عبد القادر.
تاريخ إيران الأدبي ، A Literary History ofPersia لبراون.
البستان لسعدي الشيرازي : محمد خليفة التونسي.
==
سعدي الشيرازي
(اسمه الكامل: مشرف الدين بن مصلح الدين عبد الله) هو ثالث الشعراء الثلاثة الكبار في إيران.
حياته

ولد سعدي في مدينة شيراز حوالي عام 580 هـ ومات وقد جاوز المائة من عمره في عام 691 هـ\1292 م. وقد وقع السعدي أثناء إقامته في بغداد تحت تأثير الشيخ الصوفي شهاب الدين السهروردي [و هو حنفي المذهب وقد تحدث السعدي عن هذا الشيخ في إحدي الحكايات المروية في الكلستان.
نسبه

يرجع نسب سعدي إلى أول الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق.
مؤلفاته
  1. پندنامه: أي كتاب العِبَر، وقد وضعه علي نمط كتابات العطار.
  2. بوستان: أي البستان، منظومته المثنوية
  3. كلستان: أي الحديقة أو الروضة، مجموعة من الحكايات وقد سطرها جميعاً في أسلوب منثور يختلط به كثير من الأبيات المنظومة.
  4. قصائد سعدي: قصائد السعدي الفارسية تعتبر الغاية في الفن والجمال.
  5. غزليات سعدي: وعدد غزلياته كبير وهي موزعة بين الكتب الأربعة التي عناوينها: الطيبات والبدايع والخواتيم والقصائد القديمة.
  6. مراثي: رثي بها تخريب بغداد علي أيدي المغول وقتل الخليفة المستعصم بالله في سنة 656 ه.ق.
  7. هزليات: قصائد عابثة.
  8. خبيثات: تشتمل علي ثلاث مقالات خليعة بشكل لا يتصور.
  9. مضحكات: وهي حكايات بعضها مضحك ولكنه غيرممتع.
  10. مكاتيب: رسالات موجهة إلي صاحبديوان ويقصد به أول رؤساء الوزراء الذين وزروا لهولاكوخان. ثم خليفته شمس الدين محمد الجويني
==
السعدى الشيرازى صاحب البستان وحديقة الورد ،هذان الكتابان الرائعان ذائعا الصيت فى العالم أجمع ،ويعدان من عيون التراث الأدبى العالمى الذى تعانقت فيه الثقافتان الفارسية والعربية منذ الفتح الإسلامى ،كان الحصاد هذا الأدب الراقى الذى هو غذاء الروح والعقل والقلب0
السعدى الشبرازى 000أبدع أيما إبداعٍ فيما سطرته يراعه من ذكاء العقل وطهارة الروح وعمق التجربة وعبقرية الحكمة ،فقد صب فى هذين الكتابين خلاصة تجربته ورحلاته فى بلاد الله والبحث فى أعماق خلق الله عن الحق والعدل والخير ،فالتأمل والملاحظة الدقيقة والترقب واستكناه ما يدور بالنفوس واستقراء ما تنطق به العيون وترجمة ما تهمس به الشفاه،تم تسجيله ممن خبر الحياة سبعين عاماً رحالاً وزاهداً ومتصوفاً،فكان جمعاً بين دقة الرحالة وإشراقات المتصوف00

قرأت هذا الكتاب جنة الورد مراراً وتكراراً،بل حرصتُ على الغوص فى هذا العالم الروحانى وشددت الرحال إلى مثنوى جلال الدين الرومى ،هذا الكتاب الضخم الذى تصدى لنشره أخيراً المجلس الأعلى للثقافة بمصر فى ستة أجزاء ضخمة ،ومنطق الطير وحلية الأولياء لفريد الدين العطاروأغانى شيراز للحافظ الشيرازى وبقدر المعاناة فى تفهم خبايا هذا العالم ،إلا أننى كنت معجباً بالسعدى الشيرازى ،أشعر بذكاء عقله وصدق تجربته وروعة منطقه وحبه الجم للبشر 0

ومن حكايته الكثيرة أقدم حكاية ( الملك والأسير )

سمعت أن ملكاً أشار بقتل أسير برىء،فأخذ المسكين _فى حالة اليأس _يسب الملك بلغته التى كان يتكلمها ويرميه بسقط القول ،فقد قال الحكماء :كل من يغسل يده من الحياة ،يقول كل ما فى قلبه0
بيت
وقت الضرورة ،حينما لايبقى مهرب،تمسك اليد بطرف السيف الحاد0
شعر (ع)
( إذا يأس الإنسان طال لسانه ***كسنور مغلوب يصول على كلب)

*****
فسأل الملك: ماذا يقول ؟؟فقال أحد الوزراء الطيبى المحضر:
إنه يقول :والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) فأخذت الملك الرحمة وتجاوز عن سفك دمه0
فقال الوزير الآخر الذى كان ضده:لايليق بأبناء جنسنا الكلام فى حضرة الملوك بغير الصدق،إن هذا الوقح سب الملك وقال مالايليق،فقطب الملك وجهه،من هذا الكلام وقال:إن كذبه جاء أرضى لى من هذا الصدق الذى قلته،فقد كان لذاك الكذب وجهة فى مصلحة ،وكان بناء هذا الصدق على خبث،وقد قال العقلاء :الكذب المحقق لمصلحة خير من الصدق المثير للفتنة 0
بيت
كل من يعمل الملك مايقوله ،مؤسف أن يقول غير الحسن


ايوب صابر 01-14-2013 01:39 PM

Abū-Muhammad Muslih al-Dīn bin Abdallāh Shīrāzī, Saadi Shirazi[1] (Persian: ابومحمد مصلح الدین بن عبدالله شیرازی‎) better known by his pen-name as Saʿdī (Persian: سعدی‎) or simply Saadi, was one of the major Persian poets of the medieval period. He is not only famous in Persian-speaking countries, but has also been quoted in western sources. He is recognized for the quality of his writings and for the depth of his social and moral thoughts.
Biography

A native of Shiraz, his father died when he was an infant. Saadi experienced a youth of poverty and hardship, and left his native town at a young age for Baghdad to pursue a better education. As a young man he was inducted to study at the famous an-Nizamiyya center of knowledge (1195–1226), where he excelled in Islamic sciences, law, governance, history, Arabic literature, and Islamic theology.
The unsettled conditions following the Mongol invasion of Khwarezm and Iran led him to wander for 30 years abroad through Anatolia (he visited the Port of Adana, and near Konya he met proud Ghazi landlords), Syria (he mentions the famine in Damascus), Egypt (of its music and Bazaars its clerics and elite class), and Iraq (the port of Basra and the Tigris river). He also refers in his work about his travels in Sindh (Pakistan across the Indus and Thar with a Turkic Amir named Tughral), India (especially Somnath where he encountered Brahmans) and Central Asia (where he meets the survivors of the Mongol invasion in Khwarezm).
He also performed the pilgrimage to Mecca and Medina and also visited Jerusalem.[2] Saadi traveled through war wrecked regions from 1271 to 1294. Due to Mongol invasions he lived in desolate areas and met caravans fearing for their lives on once lively silk trade routes. Saadi lived in isolated refugee camps where he met bandits, Imams, men who formerly owned great wealth or commanded armies, intellectuals, and ordinary people. While Mongol and European sources (such as Marco Polo) gravitated to the potentates and courtly life of Ilkhanate rule, Saadi mingled with the ordinary survivors of the war-torn region. He sat in remote teahouses late into the night and exchanged views with merchants, farmers, preachers, wayfarers, thieves, and Sufi mendicants. For twenty years or more, he continued the same schedule of preaching, advising, and learning, honing his sermons to reflect the wisdom and foibles of his people. Saadi's works reflects upon the lives of ordinary Iranians suffering displacement, plight, agony and conflict, during the turbulent times of Mongol invasion.
Saadi was also among those who witnessed first-hand accounts of Baghdad's destruction by Mongol Ilkhanate invaders led by Hulagu during the year 1258. Saadi was captured by Crusaders at Acre where he spent 7 years as a slave digging trenches outside its fortress. He was later released after the Mamluks paid ransom for Muslim prisoners being held in Crusader dungeons.
When he reappeared in his native Shiraz he was an elderly man. Shiraz, under Atabak Abubakr Sa'd ibn Zangy (1231–60) was enjoying an era of relative tranquility. Saadi was not only welcomed to the city but was respected highly by the ruler and enumerated among the greats of the province. In response, Saadi took his nom de plume from the name of the local prince, Sa'd ibn Zangi. Some of Saadi's most famous panegyrics were composed an initial gesture of gratitude in praise of the ruling house, and placed at the beginning of his Bustan. The remainder of Saadi's life seems to have been spent in Shiraz.
The Journey of Saadi Shirazi

Due to the Mongol Empire invasion of the Muslim World, especially Khwarizm and Persia/Iran, Saadi like many other Muslims was displaced by the ensuing conflict thus beginning a 30 year journey. He first took refuge at Damascus and witnessed the famine in one of the most efficient cities of the world. After the frightful Sack of Baghdad in 1258 by Hulegu and the Ilkhanate Horde, Saadi visited Jerusalem and then set out on a pilgrimage to Mecca and Medina. It is also believed that Saadi may have also visited Oman an other lands south of the Arabian Peninsula.
Saadi then visits MamlukEgypt, of Sultan Baibars. He mentions the Qadis, Muftis of Al-Azhar, the grand Bazaar, music and art. At Halab Saadi joins a group of Sufis who had fought arduous battles against the Crusaders. Further Saadi travels to Turkey first, mentions the port city of Adana and the wealthy Ghazi landowners in Anatolia.
Saadi mentions Honey-gatherers in Azerbaijan, fearful of Mongol plunder. Saadi finally returns to Persia where he meets his childhood companions in Isfahan and other cities. At Khorasan Saadi befriends a TurkicEmir named Tughral. Saadi joins him and his men on their journey to Sindh where he met Pir Puttur, a follower of the PersianSufi grand master Shaikh Usman Marvandvi (1117–1274),[3] Saadi then traveled across the Indus River and when they reach the Thar Desert, Tughral hires Hindu sentinels. Tughral later enters service of the wealthy Delhi Sultanate and Saadi is invited to Delhi and later visits the Vizier of Gujarat. During his stay in Gujarat Saadi learns more of the Hindus and visits the large temple of Somnath; Saadi flees the temple due to an unpleasant encounter with the Brahmans.
Soon after Saadi returns to his native Shiraz and earns the patronage of its leaders.

ايوب صابر 01-14-2013 01:39 PM

سعدي شيرازي
في سماء الادب الايراني لمع نجم الشاعر الشهير سعدي الشيرازي، فمن هو هذا الشاعر يا ترى؟ هنا نقدم لكم نبذة عن حياته:
انه ابو محمد مشرف الدين او شرف الدين مصلح بن عبدالله بن شرف الدين الشيرازي وقد لقب بملك الكلام وافصح المتكلمين ولا شك ان الشاعر سعدي الشيرازي هو احد اكبر شعراء ايران، وهو من بعد الحكيم ابي القاسم الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة الخالدة ثاني نجم لا مع ينير سماء الادب الفارسي، وعلى الرغم من انقضاء زمن طويل نسبياً اي سبعة قرون من عمر الزمان
لايزال لمعان نجم سعدي براقاً يبهر العيون، لكن لا العيون الظاهرية بل عيون عشاق الشعر والادب اينما كانوا وليس في ايران فحسب.ومن المؤسف ان التاريخ لا يحدثنا عن بدايات حياة الشاعر سعدي الشيرازي، لكن الذي لا يرقى اليه الشك ان سعدي قد عكف منذ طفولته على دراسة وتعلم علوم زمانه ونفون عصره، وان هذا الشاعر قد فتح عينيه على الحياة في حدود عام 606 للهجرة في اسرة كان كل اعظاؤها من علماء الدين ومسقط رأسه مدينة شيراز مدينة الادب والشعر كانت ومازالت كذلك.وتعلّم سعدي مقدمات العلوم الادبية والشرعية في شيراز وفي سنة 620 هجري قمري هاجر الى بغداد لاكمال دراسته فيها.وفي بغداد نزل سعدي في المدرسة النظامية التي اسسها نظام الملك وزير الدولة السلجوقية واستزاد من علوم اساتذتها لكن المقام لم يطل بسعدي في مدينة السلام فغادرها الى الحجاز ومن ثم الى الشام ولبنان ومن هناك الى بلاد الروم. وسعدي شاعر طاف العالم، انه كان سائحاً وسالكاً حيث الاماكن البعيدة.وكان غريباً عن موطنه وصاحب تجار التوابل والبضائع المختلفة وزوار الاماكن المقدسة ولازم الملوك وسمع منهم الحكايات والقصص وكان يحسن المداراة مع من يلتقي منهم.ولم تكن اسفار سعدي بحثاً عن التنوع وتغيير الاجواء، لقد كان فيها يطلب العلم والمعرفة ومختلف الثقافات، لابل ان كل سفرة من اسفار هذا الشاعر كانت تجربة معنوية بالنسبة له.واغدت اسفار سعدي عليه تجارة معنوية واخرى مادية، فجمع خلالها كما هائلاً من الروايات والقصص والمشاهدات ذات الجذور الصفارية في ارض الواقع، كل حكاية من حكايات کلستان تفتح نافذة على الحياة وكل عبارة منها تحمل آلاف التجارب والاختبارات تبان وتوضح باسلوب اليقين. ولك ان تقول ان كل حكاية من حكايات ادبيات سعدي هي محصول دنيا التجارب العملية قبل ان تكون مرتبطة بعالم الخيال.ولعل من اهم اسباب اقبال العوام والخواص واقول بجرأة في كل مكان وزمان على حكايات سعدي ذات الطابع النصائحي هو انها تعكس عين الحقيقة وتنساب الى اذان السامع باسلوب جميل وتظهر امام عينيه بحلة زاهيه. هذا البيان الفني الرائع كان له دور مهم في خلود هذا النمط الادبي بين ادبيات سعدي واذا كان سعدي شاعراً فقد كان ناثراً كذلك وانه هو الذي اوصل الشعر والنثر الفارسي الى كماله ومن بين نتاجاته المنظومة ‌فضلاً عن الغزليات والقصائد مثنويه المشهور برسالة سعدي او بوستان سعدي، وهذه المنظومة هي في الاخلاق والتربية والوعظ وقد نظمت في عشرة ابواب هي 1-العدل 2-الاحسان 3-العشق 4-التواضع 5-الرضا 6-الذكر 7-التربية 8-الشكر 9- التوبه 10-المناجاة وختم الكتاب.واهم نتاجات سعدي الادبية في النثر كتاب کلستان وتسميه الكتابات العربية بحديقة الورد ويتكون الکتاب من مقدمة‌ وثمانية ابواب هي:
اولاً- احواله الملكوك
ثانياً- اخلاق الدراويش
ثالثاً -الفضيلة والقناعة
رابعاً- فوائد الصمت
خامساً- العشق والشباب
سادساً- الضعف والشيخوخة
سابعاً- تأثير التربية
ثامناً- آداب الكلام
ووافت المنية سعدي واختلفت مصادر التاريخ والادب في سنة وفاته فقيل عام 694 وذكر عام 695 وقيد عام 690 ومنهم من قال ان وفاة هذا الشاعر الشهير كانت في عام 691 للهجرة، ومهما كان فأن سعدي قد عاش لاكثر من ثمانية عقود وذرف على الثمانين.ومرقد الشيخ مشرف الدين بن مصلح الدين سعدي الشيرازي يقع على مسافة 4 كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس الايرانية وهذا المرقد يقع في سهل جبل في نهاية طريق البوستان والى جوار حديقة غناء، وكان مرقد سعدي في البداية تكية للشيخ كان يقضي فيها اواخر عمره حتى مات ودفن فيها ومنذ 300 عام.
تعرّف المستشرقون الاوروبيون على‌ آداب الشرق واشهرها الادبان الفارسي والعربي وبشوق وافر اقدم بعض المستشرقين على ترجمة النصوص الادبية الشرقية الى اللغات الغربية والاوروبية، ومن بين هذه النصوص كتاب کلستان للشاعر والاديب الايراني الشهير سعدي الشيرازي وهو كما قدمنا نتاج ادبي منثور واهم نثر خلفه سعدي من ورائه ليأخذ مكانه في جنائن الادب.وعن الشاعر سعدي شيرازي يقول المستشرق الغربي غارسين دناسي ان سعدي هو من اهم الكتاب الايرانيين وانه لمشهور ومعروف عند عموم الناس في اوروبا.ومن الضروري ان نذكر هنا ان الكاتب الفرنسي الشهير فكتور هوغو صاحب كتاب البؤساء المعروف قد تأثر في كتاباته بقصص سعدي الثي اوردها في مؤلفاته واما سعدي في الادب العربي وعند ادباء العرب لا سيما المعاصرون منهم فهو موضوع غني عن البيان والتعريف، ولعل القاريء يشاركنا هذا الرأي لاسيما وان بعض الدراسات الاكاديمية قد تناولت سعدي الشيرازي حياة وشعراً وادباً وتاريخاً.


سعدي شيرازي
يتيم الاب وهو رضيع.

ايوب صابر 01-15-2013 03:18 PM

by William Shakespeare, England, (1564-1616)
A popular soldier and newly married man, Othello seems to be in an enviable position. And yet, when his supposed friend sows doubts in his mind about his wife's fidelity, he is gradually consumed by suspicion. In this powerful tragedy, innocence is corrupted and trust is eroded as every relationship is drawn into a tangled web of jealousies.
==
The Tragedy of Othello, the Moor of Venice is a tragedy by William Shakespeare, believed to have been written in approximately 1603, and based on the Italian short story Un Capitano Moro ("A Moorish Captain") by Cinthio, a disciple of Boccaccio, first published in 1565. The work revolves around four central characters: Othello, a Moorish general in the Venetian army; his wife, Desdemona; his lieutenant, Cassio; and his trusted ensign, Iago. Because of its varied and current themes of racism, love, jealousy, and betrayal, Othello is still often performed in professional and community theatres alike and has been the basis for numerous operatic, film, and literary adaptations.
Characters</SPAN>

  • Othello, the Moor: A general in the Venetian military.
  • Desdemona, Othello's wife and daughter of Brabantio
  • Iago, Othello's ensign and Emilia's husband. Antagonist.
  • Cassio, Othello's lieutenant.
  • Emilia, Iago's wife and Desdemona's maidservant
  • Bianca, Cassio's lover
  • Brabantio, a Venetian senator, Gratiano's brother, and Desdemona's father
  • Roderigo, a dissolute Venetian, in love with Desdemona
  • Duke of Venice, or the "Doge"
  • Gratiano, Brabantio's brother
  • Lodovico, Brabantio's kinsman and Desdemona's cousin
  • Montano, Othello's Venetian predecessor in the government of Cyprus
  • Clown, a servant
  • Officers, Gentlemen, Messenger, Herald, Sailor, Attendants, Musicians, etc.
Plot</SPAN>

The play opens with Roderigo, a rich and dissolute gentleman, complaining to Iago, a high-ranking soldier, that Iago has not told him about the secret marriage between Desdemona, the daughter of a Senator named Brabantio, and Othello, a Moorish general in the Venetian army. He is upset by this development because he loves Desdemona and had previously asked her father for her hand in marriage. Iago hates Othello for promoting a younger man named Michael Cassio above him, and tells Roderigo that he plans to use Othello for his own advantage. Iago is also angry because he believes, or at least gives the pretence of belief, that Othello slept with his wife Emilia. Iago denounces Cassio as a scholarly tactician with no real battle experience; in contrast, Iago is a battle-tested soldier. By emphasizing Roderigo's failed bid for Desdemona, and his own dissatisfaction with serving under Othello, Iago convinces Roderigo to wake Brabantio, Desdemona's father, and tell him about his daughter's elopement. Iago sneaks away to find Othello and warns him that Brabantio is coming for him.
Before Brabantio reaches Othello, news arrives in Venice that the Turks are going to attack Cyprus; therefore Othello is summoned to advise the senators. Brabantio arrives and accuses Othello of seducing Desdemona by witchcraft, but Othello defends himself successfully before an assembly that includes the Duke of Venice, Brabantio's kinsman Lodovico and Gratiano, and various senators. He explains that Desdemona became enamored of him for the stories he told of his dangerous military life, not because of any witchcraft. The senate is satisfied, but Brabantio leaves saying that Desdemona will betray Othello. By order of the Duke, Othello leaves Venice to command the Venetian armies against invading Turks on the island of Cyprus, accompanied by his new wife, his new lieutenant Cassio, his ensign Iago, and Emilia as Desdemona's attendant.
The party arrives in Cyprus to find that a storm has destroyed the Turkish fleet. Othello orders a general celebration. Iago schemes to use Cassio to ruin Othello and takes the opportunity of Othello's absence at the celebration to persuade Roderigo to engage Cassio in a fight. He achieves this by getting Cassio drunk after Cassio's own admission that he cannot hold his wine. The brawl alarms the citizenry, and Othello is forced to quell the disturbance. Othello blames Cassio for the disturbance and strips him of his rank. Cassio is distraught, but Iago persuades him to importune Desdemona to act as an intermediary between himself and Othello, and persuade her husband to reinstate him.
Iago now persuades Othello to be suspicious of Cassio and Desdemona. As it happens, Cassio is having a relationship of sorts with Bianca, a prostitute. Desdemona drops a handkerchief that was Othello's first gift to Desdemona and which he has stated holds great significance to him in the context of their relationship. Emilia steals it, at the request of Iago, but unaware of what he plans to do with the handkerchief. Iago plants it in Cassio's lodgings as evidence of Cassio and Desdemona's affair. After he has planted the handkerchief, Iago tells Othello to stand apart and watch Cassio's reactions while Iago questions him about the handkerchief. Iago goads Cassio on to talk about his affair with Bianca, but speaks her name so quietly that Othello believes the two other men are talking about Desdemona when Cassio is really speaking of Bianca. Bianca, on discovering the handkerchief, chastises Cassio, accusing him of giving her a second-hand gift which he received from another lover. Othello sees this, and Iago convinces him that Cassio received the handkerchief from Desdemona. Enraged and hurt, Othello resolves to kill his wife and asks Iago to kill Cassio as a duty to their intimacy. Othello proceeds to make Desdemona's life miserable, hitting her in front of her family. Desdemona laments her suffering, remembering the fate of her mother's maid, who was forsaken by her lover.
Roderigo complains that he has received nothing for his efforts and threatens to abandon his pursuit of Desdemona, but Iago convinces him to kill Cassio instead, because Cassio has just been appointed governor of Cyprus, and — Iago argues — if Cassio lives to take office, Othello and Desdemona will leave Cyprus, thwarting Roderigo's plans to win Desdemona. Roderigo attacks Cassio in the street after Cassio leaves Bianca's lodgings. They fight and both are wounded. Cassio's leg is cut from behind by Iago who manages to hide his identity as perpetrator. Passers-by arrive to help; Iago joins them, pretending to help Cassio. When Cassio identifies Roderigo as one of his attackers, Iago secretly stabs Roderigo to stop him from confessing. He then accuses Bianca of the failed conspiracy to kill Cassio.
In the night, Othello confronts Desdemona, and then smothers her to death in bed, before Emilia arrives. Othello tries to justify his actions to the distressed Emilia by accusing Desdemona of adultery. Emilia calls for help. The Governor arrives, with Iago, Cassio, and others, and Emilia begins to explain the situation. When Othello mentions the handkerchief as proof, Emilia realizes what Iago has done. She exposes him, whereupon Iago kills her. Othello, realizing Desdemona's innocence, attacks Iago but does not kill him, saying that he would rather have Iago live the rest of his life in pain. For his part, Iago refuses to explain his motives, vowing to remain silent from that moment on. Lodovico, a Venetian nobleman, apprehends both Iago and Othello, but Othello commits suicide with a sword before they can take him into custody. At the end, it can be assumed, Iago is taken off to be tortured, and Cassio becomes governor of Cyprus.
==

ايوب صابر 01-15-2013 03:19 PM

عطيل
(بالإنجليزية: Othello) مسرحية تراجيدية للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير. تتألف المسرحية من خمسة فصول. تدور أحداثها فيما بين البندقية وقبرص. يعتقد أنها كتبت في سنة 1603 وهي مستوحاة من قصة إيطالية بعنوان "النقيب المغربي" كتبها سينثو تليمذ جيوفاني بوكاتشو. نشرت المسرحية لأول مرة في عام 1565 م. تدور كل المسرحية حول أربعة شخوص رئيسة: عطيل الجنرال المغربي في الجيش البندقي و زوجته ديمونة و الملازم كاسيو مساعد عطيل و حامل الراية ياجو المنافق . تتنوع مواضيع المسرحية بين العنصرية , والحب, و الغيرة, و الخيانة. قدمت شخصية عطيل في مسرحيات و أفلام عديدة.
شخصية عطيل تقدم بنحو إيجابي على رغم عرقه المختلف، وهو أمر غير مألوف في الأدب الإنكليزي في زمن شكسبير، حيث من العادة وصف العرب وغيرهم من ذوي البشرة الداكنة كأشرار متوحشون. كما تجنب شكسبير أي مناقشة حول الإسلام في المسرحية.
شخصيات المسرحية</SPAN>

  • برابنسيوعضو في مجلش الشيوخ.
  • رديغو , نبيل بندقي.
  • دوق البندقيةالدوق
  • غراسيانو, أخو برابنسيو.
  • لودوفيكو, نسيب برانسيبو’ابن عم ديدمونا.
  • مونتانو, سلف عطيل في ولاية قبرص.
  • المهرج, الخادم.
  • الجنود, المرسول, سفير, الحار, الخدم,الموسيقيين, الخ.
ملخص الرواية</SPAN>

مأساة عطيل (1604)‏ نقلها إلى العربية عن اللغة الفرنسية خليل مطران (1869 ـ 1949) وبعد ذلك ترجمها جبرا إبراهيم جبرا عن اللغة الإنجليزية، ويرى جبرا إبراهيم جبرا أنّ اسم عطيل موجود باللغة الإيطالية وتعني الحذر، وليس هو تحريفاً لاسم عربي كما ظن خليل مطران. ولكن هل كان عطيل حذراً بالفعل؟ أم وقع في حفرة حفرت لـه.‏
البداية

تجري معظم أحداث المأساة في مدينة البندقية، مثلها مثل كوميديا "تاجر البندقية" (1600)، ولكن قسماً آخر من أحداثها، يجري في قبرص، موضوعها الأساس هو الغيرة القاتلة، غيرة زوج مخدوع على زوجته البريئة الشريفة، وغيرة صديق من صديقه.‏
ياغو حامل علم لعطيل، الذي هو مغربي شريف، قائد جيوش في خدمة البندقية، وكذلك في هذه المأساة كما في "تاجر البندقية" شخصية مغربية، فهناك أمير مغربي، وهنا قائد جيوش من أصل مغربي، ويتبع اياغو سيده عطيل المغربي فقط لكي ينتقم منه، وله وجهان، وجه مطيع، وآخر يخفي حبّ الثأر والانتقام، ويخاف أن يحصل عطيل على ديدمونة ابنة أحد أعيان البندقية واسمه برابانتيو، ويعتمد اياغو في الوصول إلى غاياته على الدسيسة، وعلى معرفته العميقة بشخصية ضحيته، وهو يجسد الشر، وكان يضمر الشر، ولا تظهر عليه علامات الإنسان الشرير، ولا يعرف الارتباك، لا يعرف الخوف إلى قلبه طريقاً، وذو إرادة صلبة قوية، وأناني إلى أبعد الحدود ولا يؤمن بوجود الحبّ والضمير والشرف، ومن يؤمن بهذه المفاهيم فهو ساذج أبله برأيه، فهو يقف خارج عالم الأخلاق نهائياً. يتلذذ بتعذيب ضحيته، وهو شديد الحساسية لأي شيء يمس كبرياءه، لأنه يعي تفوقه على الآخرين، إنه يكره عطيل لأنه جعل كاسيو ملازمه، وهو أيضاً ينزعج من كاسيو لأن عطيل فضله عليه، وهو يرغب في الحصول على منصب يليق بإمكانياته الكبيرة، يتعاون مع رودريغو وهو وجيه من وجهاء البندقية، لا يرغب به برابانتيو زوجاً لابنته ديدمونه، فيبلغ ياغو ورودريغو والد ديدمونة أن عطيل يلتقي بها، ويتزوج عطيل ـ الذي هو سليل بيت من البيوت المالكة ـ ديدمونة لأنه أحبها وأحبته. وعندها يبدأ اياغو بمحاولة تخريب بيت عطيل، إذ يحاول إقناعه أن ديدمونة خائنة، التي كانت ترافق زوجها في قبرص حيث جرت معارك انتصر فيها عطيل على الأعداء وأغرق سفنهم، فيقول ياغو لعطيل أنّ ديدمونة غشت أباها، ولديها الاستعداد لخداع زوجها: "تزوجتك دون أن تحصل على موافقته، وقد تغشك" ويبحث عن وسيلة يحاول فيها تخريب بيت عطيل بيد عطيل نفسه، ولأنه لا يستطيع تنفيذ المؤامرة بمفرده، يطلب من زوجته إميليا مساعدته، دون أن يشرح لها أنه يحيك خيوط مؤامرة. فيطلب من زوجته إميليا سرقة منديل زوجة عطيل، واسمها كما أشرنا ديدمونة، دون أن يشرح لها الأسباب، أو أنه يضمر الشر لأسرة عطيل، فتقول إميليا: "هذا المنديل هو أول تذكار أهداه المغربي إليها، وزوجي الغريب الأطوار، قد لاطفني، وسألني أن أسرقه لـه، غير أنها تحبّ هذه الهدية حباً جماً، لأن عطيل أوصاها ملحاً بالاحتفاظ بها أبداً ولهذا هي تحملها بلا انقطاع وتقبلها وتخاطبها"
وتسرق إميليا المنديل وتعطيه لزوجها اياغو الذي يرميه في غرفة كاسيو.‏
ويقول لعطيل: "إنني كنت بائتاً منذ ليال مع كاسيو... تبينت أن كاسيو يرى حلماً.. سمعته يقول وهو مستغرق في رؤياه "حبيبتي ديدمونة لنكن حذرين ولنخف حبنا".. وحينئذ يا سيدي أمسك بيدي يشدها ويصيح "يالك من حسناء شهية" ثم طفق يلثمني بقوة.. ثم ألقى بساقه على فخذي وتنهد وعانقني وصاح: "لعن الله الحظ الذي وهبك للمغربي". ويقول لعطيل إنه رأى المنديل بيد كاسيو.‏ ويطلب عطيل من ديدمونه المنديل متظاهراً أنه مصاب بزكام قوي، وهذا المنديل وهبته امرأة مصرية لأم عطيل، وكانت المصرية ساحرة، وقالت لها ما دام المنديل معك فزوجك يحبك وإن فقدته فقد تفقدي حبّ زوجك. وحافظت عليه إلى ساعة زفافها وأعطته لعطيل وأوصته أن يعطيه لزوجته، فلا يجوز فقدانه. وهو من الحرير الطبيعي.‏
ويقول اياغو لعطيل إنّ كاسيو اعترف لـه بفعلته، وأتفق وإياه أن يسمع حديثاً بينه وبين كاسيو ويكون عطيل مختبئاً، ووافق عطيل، وسمع الحديث دار حول امرأة أخرى كان خليلية كاسيو، وظن عطيل أن الحديث يدور حول زوجته ديدمونة.‏
ويسأل عطيل إميليا زوجة ياغو عن ديدمونة، ويتهم زوجته بالخيانة وكان اياغو يأخذ من رودريجو مجوهرات بحجة أنه يعطيها لديدمونة، ولم يعطها فيريد التخلص من رودريجو لكي لا يطالبه بالمجوهرات، ويريد أيضاً التخلص من كاسيو، فقال لرودريجو إنّ وفداً جاء من البندقية ويريد تعيين كاسيو مكان عطيل، فالأفضل التخلص من كاسيو، الذي سيكون في منتصف الليل عند خليلته. ويضرب كل منها الآخر رودريجو وكاسيو، ويضرب اياغو كاسيو ويكسر ساقه، كل هذا في الظلام ويهرب وبعد ذلك يعود في الظلام ويضرب رودريجو ويقتله.‏
يخنق عطيل ديدمونة بتهمة الخيانة مع كاسيو ولكن إميليا زوجة اياجو تكشف الحقيقة لعطيل أنّ المنديل هي أخذته وأعطته لزوجها دون أن تعلم أنه يبيت أمراً خبيثاً وإجرامياً، فيطعن عطيل نفسه حزناً على ديدمونة. ويكون قد طعن ياغو وجرحه، ولكنه لم يقتله، ويصف عطيل نفسه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: ".... رجل لم يعقل في حبه، بل أسرف فيه،... رجل رمى بيده (كهندي غبي جاهل) لؤلؤة، أثمن من عشيرته كلها، رجل إذا انفعل درت عينه، وإن لم يكن الذرف من دأبها، دموعاً غزيرة كما تدر أشجار العرب صمغها الشافي.." ولعل هذه الأوصاف التي وصف بها نفسه أصدق من كل تحليل لشخصيته.‏
النهاية</SPAN>

أما كاسيو الذي تسلم زمام الأمور، بعد موت عطيل فهو شاب طيب معجب بشخصية عطيل، ومخلص لـه، وأما زوجة ياغو إميليا فهي تشبه كاسيو في طيبها، هي تحب ديدمونة، وإن كانت دون أن تدري قد شاركت في المؤامرة التي أحاكها زوجها الشرير. وديدمونة إنسانة طيبة شريفة مخلصة لزوجها، صادقة لا تعرف الخداع وبالتالي فالصراع في هذه المأساة بين شخص شرير هو ياغو إلى أبعد الحدود وبين أشخاص لا يعرفون الشر هم عطيل وزوجته ديدمونة، وقعا ضحية طيبتهما، انتحر عطيل بعد أن خنق زوجته، وجرح عطيل اياغو ولكنه لم يقتله هل يعني هذا أن الشر باق، والخير سيموت؟ ولكن هناك أمل أنّ ياغو سيحاكم على فعلته القذرة.


الساعة الآن 12:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team