منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ملامح قديمة.. في مآل الانطباع (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12124)

عمر مصلح 10-07-2013 12:29 AM

ملامح قديمة.. في مآل الانطباع
 
ملامح قديمة.. في مآل الانطباع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ عمر مصلح

إنتهى..
قد تبدو للمتلقي البسيط هي إشارة إلى نهاية النص، كما يحصل في المسرح، حين نكتب "سِتار"
لكن آية أحمد جعلت من (إنتهى) هذه.. مفتاحاً لمغاليق محايثة للثيمة، وهذا انفلات من ربقة المحددات والمهيمنات التقليدية..
أي انها أدخلتنا في نفق الذات البشرية واضطراباتها اللاحقة بعد إعداد هذا البيان، ومآلاتها بعد الخاتمة.. برفيف جناح قد انكسر تواً..
ثم أمرتنا بالعودة إلى الخاتمة المصهورة في تنور الصياغة المتقنة حد الحَرْفَنة.
حيث عتعتت الاسترخاء من نومته، وحفزَّت الوعي النقدي على حكمة الخراب التي ابتدئ بــ إنتهى.
بعد أن استدرجتنا بنص حكائي، وبإسلوب السهل الممتنع، بقصدية فنان محترف يعرف أساليب استدراج المتلقي وإبهاره.. وكانت إحدى أدواتها.. لغة بعيدة عن التوعير اللغوي والاستعارات الرمزية.
حتى وجَّهَت ضربتها القاضية على وجه الغفلة.. بحوار من الأهمية بمكان، جعلني أتأمل آية أحمد بعين فاحصة.

وبالعودة إلى خاصرة النص يتبين لنا وبكل وضوح.. أنه جسد معافى، لكنه يشكو من غياب العقدة.. التي هي صلب القضية / المأساة.
ولم أتوقع أنها يهودية عند التمويل، ولاتعطي كل ممكناتها إلا بمراباة، تقابلها صدمة.
لتؤكد تمكنها من حبكتها.. فنثرت العقدة والذروة والتطهير.. مرة واحدة، بعد أن شعرت بإفلاس القارئ من المتعة..
واحتفظت بالصراع الجديد لما هو بعد (انتهى).

هنا يجب أن نتوقف عند الدال والمدلول والقصد..
ألدال.. غوغاء عبثت بساحات العمر، حتى "اشتعل الرأس شيبا"
ألمدلول.. رسالة المعشوق، بعد الوفاة.
ألقصد.. استحداث جبهات للصد، ودرء خطر الإحباط، بعد (انتهى)

عوداً على ثريا النص.. "ملامح قديمة"
هذه التسمية، تقود المخيال إلى المكان تحديداً.. وإذا بالكاتبة تفتك بالمسلـَّمات، وتشي بمزاوجة الصورة..
إذاً هو وعي متجاوز، وخطة مرسومة، لما بعد الملامح، وبدون الإشارة لماقبلها..
لتثير أسئلة أقل مافيها.. سؤال : لماذا ترك وصيته!.
هنا.. أقول جازماً، أنها كانت تقصد، نبل المعشوق، رغم خيانته.. وهذا نوع من أنواع الإنكار الذي يفرضه العقل الباطن على الوعي، لتؤكد أنها كانت على صواب.

تبقى مسألة جديرة بالتوقف عندها، هي أن من يستطيع رسم هذه الصورة، قادر على ضغط حيثيات كيفية التعارف، التي اقتربت سردياً من أسلوب الحكاية.. كما ورد في
"في مكتبة الجامعة كانت أول نظرة، وعلى مدرّجاتها تكرّرت اللقاءات، وذات يوم قرّرت أن تسلّمه قلبها بين دفتي كتاب استعاره منها، وحين استعادت الكتاب ألفتْ قلبه متأبّطا قلبها مع وعد صارم بالزواج"

أما اختزال الزمكانية بومضة مبهرة، كتلك التي وردت في
"وبدتْ مستسلمة لذلك الصوت الذي عشقته كل ذرّة في كيانها، وحين انتبهت من شرودها وجدته يلحّ قائلا:
- سيدتي هل تسمعينني؟
نظرت إلى الواقف أمامها بعيون يقظة هذه المرّة، فيما واصل قائلا:
- هل أنت لمياء؟
- نعم
- جئتُ أبلغكِ خبر وفاة والدي كما أوصى"
فهي مدهشة حقاً.. وهذا ما سأثيره في موضوع "التفكير في الساعة صفر"
وحتماً سيكون هنالك استشهاد بهذا النص.

همسات..
1- لا أدري لماذا اختارت الكاتبة الواعية تماماً لأبجديات القص اسم (لمياء).. إذ ليست هنالك ثمة عشوائية أو مصادفة أو اعتباطية في هذا الجنس من الأدب.
حيث كنت أتمنى أن يكون اسمها معبِّراً عن آليِّة الاشتغال.
2- "وقفت تنظر إليه في ذهول".. تكون بذهول
3- "كموسيقى".. تكون موسيقا لأنها معربة عن أعجمية كالتراجيديا والدراما ونورا .. .إلخ.، رغم انه خطأ شائع.

وأخيراً يشرفني أن أرفع القبعة احترماً لآية أحمد الموقرة.

[/tabletext]
فاطمة جلال 11-04-2013 07:45 PM

[tabletext="width:70%;"]

أستاذي القدير عمر مصلح
دائما تسلط الضوء لتبهر عين القارئ
وهنا كانت القصة التي نسجها قلم الكاتبة آية احمد
فانت محلل رائع وهي كاتبة رائعة

تقديري

عمر مصلح 11-04-2013 09:20 PM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال (المشاركة 162430)
[tabletext="width:70%;"]

أستاذي القدير عمر مصلح
دائما تسلط الضوء لتبهر عين القارئ
وهنا كانت القصة التي نسجها قلم الكاتبة آية احمد
فانت محلل رائع وهي كاتبة رائعة

تقديري

"ألنص هو المحفز الأول على الكتابة النقدية"
جملة قالتها صديقتي القاصة الأستاذة سولاف هلال، وتحضرني دائماً.
وفي هذا النص وجدت مايستحق الكتابة.
فكاتاباتكم هي التي تستحق الكتابة عنها، ولستُ متفضلاً على أحد.
محبتي واعتزازي الكبير برأيك بكتاباتي أيتها البهية.


الساعة الآن 08:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team