منتديات منابر ثقافية - دم .. ومآق جافة " بقلم : محمد صالح رجب "

دم .. ومآق جافة " بقلم : محمد صالح رجب "

في الوقت الذي تتباكى فيه جماعات عدة على الدم المهدر في فلسطين الأبية ، تجد هذه الجماعات تتحجر مآقيها ويجف الدمع في جفونها فلا تذرف دمعة واحدة لدماء المصريين الطاهرة المهدرة في ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها ، تارة بيد الإرهاب الغاشم ، وأخرى بيد الفساد والإهمال وخيانة أمانة المسئولية ، اليوم عاد رئيس الوزراء المصري من غزة بقميص ملطخ بدم طفل فلسطيني استشهد على يد آلة الإجرام الإسرائيلي وتباكى الناس عليه ، واستغلته تلك الجماعات لأهداف بعينها ، ويشاء العلي القدير أن تزهق صبيحة اليوم أيضا أرواح عشرات الأطفال من فلذات أكبادنا بيد الفساد الذي ينخر في الدولة المصرية والذي هو امتداد للفساد في العهد البائد إن لم يكن قد استوحش في عهد النظام الحالي ، لكن المفاجأة أن تلك العيون المتحجرة لم تذرف دمعة واحدة ولم يحرك الأمر فيها شيئا وكأن دماءنا ليست كالدم الفلسطيني الذي تتباكى عليه تلك الجماعات ، وتجيش الناس من اجله ، لا ادري أي منطق هذا ؟ وعلى أي أساس هذه التفرقة ؟
منذ أيام قليلة مات الكثير من أبناء جلدتنا بخروج قطار سكك حديد عن مساره وأودع السائق وعامل التحويلة السجن تمهيدا لوضعهما كبشي فداء ، وقبلهما مات الكثير من أبناء مصر في سيناء بيد الغدر والجهل بالدين ولم يحرك الأمر لدى المسئولين شيئا ، في موقعة الجمل إبان ثورة 25 يناير المجيدة حُمِّل رئيس الوزراء السابق احمد شفيق وزر الذين استشهدوا في ميدان الشرف المسمى ميدان التحرير رغم انه لم يكن دخل مكتبه بعد ، ولم يمارس اختصاصاته ومهامه ، الآن بالله عليكم كلمة نحاج بها الله يوم القيامة هذه الدماء المصرية التي تراق الآن في رقبة من ؟ ماذا نرد عندما نسأل : بأي ذنب قتلت ؟ هل تستطيع تلك القيادات أن تغمض عينيها مرتاحة الضمير وهي تؤجج لنصرة دماء أرهقت في فلسطين الغالية ، في حين تتجاهل دماء بني جلدتنا ، نحن ضد هذا وذاك فقضية فلسطين في القلب حتى لا يزايد علينا أحدا ، لكن قضيبيتي الأولى هي أن أتحمل الأمانة أمام الله تجاه شعب أقسمنا أن نحميه .
ترى من يقدم للمحاكمة في الكارثة الجديدة غير سائق الباص وسائق القطار وربما حامل التحويلة إن وجدت من أصله ؟ لقد وصلنا إلى حالة لم نعد نسأل عن موعد الكارثة القادمة ولكن نتساءل : ترى كم يكون عدد ضحايا الكارثة هذه المرة ؟ ربنا يسترها ..

محمد صالح رجب