منتديات منابر ثقافية - الليالي الباردة

فجأة، وكم هي المفاجآت في هذه القصة، وجدت نفسي في قوات مكافحة الإرهاب أجل...صدق أو لاتصدق!
كنا رهطا أو رتلا، فرقة صغيرة من المشاة المستقلة خرجنا في مهمة ذات أمسية شتوية باهتة النور..
المنطقة المقصودة غابة الصفصاف، الهدف نصب كمين.
كانت تحركات القائد حذرة فقد غير مكان الكمين أكثر من مرة، حتى استقر به الامر في احدى التلال المطلة على البحر، كانت الريح تحرك الأشجار من حولنا بعنف وكدت أشم رائحة البحر وكاد رذاذ موجه يبلل وجهي.
كانت نوبة حراستي من الساعة الثانية ليلا حتى الساعة الرابعة فلا يمكن لبشر أن يجرأ على عبور ليلة باردة كتلك حيا دون أن ينام.
أعجبني العشب الشديد الخضرة فاستلقيت هناك ريثما تبدأ نوبة حراستي..
نكزني أحدهم عند تمام الساعة الثانية لأستلم دوري، نهضت ويا ليتني استطعت النهوض، تحولت فجأة إلى مسمار كبير مثبت في جوف العشب، لم أعد أشعر بساقاي كان الأمر أشبه بجبل جليدي وقد استقر فوقي، كنت بين مخالب القدر..
أين الجميع؟ اكتشفت بأن الجنود الآخرين قد احتموا من وخزات البرد اللاذعة بدخولهم إلى قلب الأشجار مقحمين أجسادهم في أكياس النوم، آه تذكرت أين كيس النوم
خاصتي؟ كنت استلقي عليه طيلة الليل ولم أتمكن من دحرجة جسمي حتى أرتديه، كنت مكبلا.
لم أعد أشعر بيداي، ماذا لو رصدت حركة في الأرجاء، كيف ستكون ردة فعلي؟ هل يمكنني ازالة المؤمن ووضع طلقة في بيت النار؟ هل يمكنني تحذير بقية الجنود؟ يا له من كابوس!
كان في الجهة المقابلة لي جندي آخر في نفس المناوبة، كان يبدو حيا، تولى عني ايقاض الآخرين..
أما أنا فقد تحولت الى دودة كبيرة وزحفت طيلة الليل إلى قلب الأشجار أحتمي من لدغات البرد