منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر قصيدة النثر (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=85)
-   -   جلجلة الحجل (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=4973)

عامر عثمان 06-16-2011 09:41 PM

جلجلة الحجل
 
جَلجَلةُ الحَجَلِ
عامر عثمان


- 1 -
للعَصافيرِ أسرارها
فهي الخَبيرةُ بفاكهةِ الفَجرِ
والصَباحُ سَاحَة الديكِ
يختزلُ الصلواتِ والتَرانيم
أمَّا الحَجَلُ
فمَازَالَ مصرَّاً على عاداتهِ الحَمقى
يَنفي الحيادَ رغمَ عِنادِهِ الصوَّان
- 2 -
دَعكَ مِنَ الصَباح ِ
فَوجه حبيبتي صَباحٌ نديٌّ
تنثرُ جدائِلها دونَ الغروبِ
فيها شَغب الشُهب الماجنة
وأسرابُ الزرازيرِ المهاجرةِ إلى الغسقِ
ودَعكَ مِنْ تَهجين الكلمات ِ
بل دَعها لمصَائِرها
شِتَاؤك مَليءٌ بالكستناءِ المحمَّص ِ
وتُشغِلُ الليلَ بالمَارّين
حتّى أَلِفُوا لَثمَ ثغرَكَ العابرَ
تَفضُّ سَتَائِر هَزَائِمك المُتَراكمة
لِتُعلِنَ فحولتك الممتدّة
عند جذور الزنجبيل المتَمرّسِ
وبعضاً من أنفاسِ الجرجير
وتَنحتُ مِنْ جَوز الهندِ نارجيلاً
فللعِرقِ أُصُولُه
تنفثُ فيها بعضاً من أحلامِك وأقدارك
- 3 -
يَدَّعي أَنّه مَجوسيٌّ
سَليلُ الحكمة ِ
يَقتَنِصُ ظلَّ الفَراشِ حَولَ المواقدِ القديمةِ
- 4 -
على ضِفافِ دجلة
أصبَحتُ خَيالَ غيمة
أتلمَّسُ البردي بين أصابعي
بَدتْ عروقي ممتدة
بينَ الغيم ِوبيادر القَمح ِ
على ضفافِ دجلة
تناثرتُ على أوراقِ لعبك
المتناثرة على موائدِك المشبوهة
- 5 -
وذاك الشيخ يَدسُّ
يداه في معطَفِهِ اللازوردي
أصبحَ يُحكِمُ قبضته على بَعض ٍ
من ثمار البندق
ليحتفلَ معَ السناجب ِ
ويراقِصُ عواءَ الذئبِ
هنيئاً لَكَ يابنَ الليل ِ
ذاك النزال
- 6 -
كان يضعُ عمامته بوقارٍ
ويرتّبُ ربطةَ عنقِه بِتَأَنٍّ
عندما يثور
كان يتخلّى عن كلِّ أناقتِه المعهودة
ويمضي في ملاحمِهِ
على طريقةِ الاغريق
يَدَّعي إنها اسطورة قومه
فمازالَ الاغريقُ يَحلُمون بالأساطير
ويمجّدون الآلهة
- 7 -
عندما تبالِغُ في أساليب الكنايةِ
فإنَّ هناك مَنْ سَيُصَفِقُ لكَ بحرارةٍ
ويشبِعَك تصفيقاً حَدَّ الصّمت الأبكَم
- 8 -
ملَأتُ جعبَتي بالأقلام
وفَرشتُ الأوراقَ لِتكونَ مَصيراً للكلماتِ
كتُبي المُرتَّبةِ على عجلٍ
أصبحتْ كَلماتُها تَشتَهي الاستعارات
ومازالتْ سطورها غمداً للخناجرِ
ومرمىً للطلقاتِ الهاربةِ من أفواه
البنادِقِ البَالية
- 9 -
للبرابرةِ عاداتُهم
وللغجرِ عاداتُهم
وأنا تخلّيتُ عنْ عاداتي الرثّة
بعضهم يترَبصُ للمكائدِ
كي يتعلمَ دروسَ الوقارِ
يثرثرُ
ويثِبُ
ويلجُ الليلَ الطائشَ

- 10 -
أيُّها الآدميُ أينَ ميثاقُك مع اللهِ
تخربشُ على جدارِ الكونِ بشهوتِك
المرهونة للأَقدارِ
- 11 -
تحاولُ أنْ تزرعَ الهشيمَ
في الأوتادِ والنبالِ والحبالِ
فتصبحَ واهيةً ككدِّ العَنكَبوتِ
- 12 -
موائِدُك الفارهةُ حَدَّ البَذَخ
وستائِر المَوائِد المُبَللة بالثَّريدِ
المتطايرِ مِنْ ولائِمِكَ الفوضوية من الهُلامِ
يَتعثّرُ اللذيذُ بنكهة توابل المجوس
يَدَّعونَ الآدمية رغمَ كل شيء
يَنتَظِرون في البرازخِ
أُجِّلَ كُلُّ شيءٍ
إلى حين
وَضَعَ انتظارَهُ في ميزانِ المدى المُرتَقَبْ
واتـَّـــكأَ على دخّانِ سيجَارِهِ
يتمتمُ , ليقتنصَ بعض الصلوات
إليك حقول القطن أكفاناً
وانفض عنك قاموسك الرعوي
فالبلاغة هنا مرهونة بحبال المستحيل
كجلجلة الحجل
صمت ٌبلا صدى

سليمان الشيخ حسين 06-17-2011 12:26 PM

من أسرار العصافير وابتهال القصيدة في تراتيل تجمع بين دفتيها ألق المتفرج على المشهد والداخل فيه لحد قيامة ترتجى في عالم لايحفل بأحزاننا تركت في داخلي انطباعا بأن للشعر حصته الواسعة من رفيف أرواحنا بالأمل تحية الشعر لك تلك هي

هالة نور الدين 06-18-2011 10:05 AM

الأستاذ الشاعر الرائع

عامر عثمان

تطلُ عَلينا بـ صِبغةِ حرفكَ التي تُلمعُ فِضةَ الجَوف
وأسرابُ الكِناية تشحذُ الكفوفَ لـ وَابلِ الاصْطكَاك
سلسالُكَ أنهارٌ تَجبُ الظَّمأ

تثبيت

لـ رنينِ الوَثبَات

مدائنُ تقديرٍ

محمد سالم العمرى 07-07-2011 01:18 AM

لموائدك الفارهة حد البذخ
لجنون الأغريق على راحتيك
لقلائد هذا النص
لكل شجيرة مشغولة بالحب
لكل وردة على شباك أو ضفيرة
لك وللكلمات ....حدقات الروح وكثير من البنفسج والحجل ...مودتي

تركي عبد الغني 07-07-2011 03:27 AM

أيها المملوء شعرا

شكرا لنزفك الرائع

إعجاب كبير
بك

وبوركت والوطن


الساعة الآن 11:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team