نَقْشٌ عَلَى جُرْح
نَقْشٌ عَلَى جُرْح
تائهٌ مرَّ وأَوعى ودَنا = لفَّ مِحرابَ ظُنوني وحَنا واشْتكى من لوعةٍ ثمَّ بكى = ثمَّ أَغضى في حَياءٍ وانْثَنى بِبَنانٍ سُكِبتْ من فِضَّةٍ = يمسحُ الدُّرَّ نَفيسَ المُجتَنى فتَرَى شكواهُ دُرًّا ذائبًا = وترى نَجواهُ سِحرًا وسَنا أَأَعيبُ القلبَ في غُلوائهِ = وصُدودي أمْ أَعيبُ الزَّمنا ؟ وكلانا يدَّعي أنَّ الهوى = فيهِ أَمضَى نصلَهُ ما أَوهنَا فإذا حدَّثَ ريشٌ طائرًا = لم تجدْ في النُّطقِ قولًا بَيِّنا وأنا أُشفِقُ في طلعتِهِ = وخزَ أشواكي..أنا الجَاني أنا ! يا دُموعًا دمُهُ مازَجَها = فاسْتفاقتْ في عُروقي سَوسَنا ضاعَ جُلُّ العمرِ يا سيدتي = ما تبقَّى غيرُ أيامِ العَنَا ومَضى منِّي ربيعٌ زائفٌ = ما جَنَى قَلبي ولا كَفِّي جَنى بيدي واللهِ ما لي حيلةٌ = وقِطارُ العُمرِ يمضي مُذعِنا في مسارٍ ضلَّ , ما خطَّتْ يدي = دربَهُ المُسرفَ في إثرِ الفَنا وأنا اثَّاقلْتُ منْ أحمالهِ = عندما أَبَّطُتُ وهمي كفنا وكأني أَرقبُ العمر الذي = - وأنا طفلٌ - سَرابًا مُوْهَنا قصَّةُ العمرِ عذابٌ قصَّها = شَجَنٌ أَملى وطرفٌ دوَّنا كلَّما رفَّ بجَفْنِيْ خاطرًا = صارَ سَطرًا في كتابي مُعلنَا يا بلادي الجُرحُ غضٌّ نازفٌ = أسعِفيني بعضُ نِسْيَاني غِنى مُرَّ بيْ في غُربتي يا طيفُها = وانظُرِ الضُّرَّ الذي حلَّ بنا لم تكنْ أَنتَ ملوماً بدمي = دَمُك المطلولُ.. ما كنتُ أنا ! ***=*** يا رِمالَ التَّوقِ هل يذكرُنا ؟ = سِنْديانُ الحُبِّ لمَّا ظلَّنا والعصافيرُ بأوتارِ الرِّضى = تنقُشُ الألحانَ وشمًا بينَنَا بجَناحاتٍ غَشَتْها سَكْرةٌ = من رَحيقِ الطَّلِ شطَّتْ إذْ دَنا يا صَباباتي وأَحلامَ غَدي = سطَّرتْها عينُهُ لمَّا رنا خاطرٌ إنْ َمسَّني أرَّقَهُ = وإذا أسألُ ربِّي أمَّنا وإذا ضجَّتْ بِيَ الشَّكوى بكى = وإذا بثَّ لنجوى عَنْعَنا وإذا ما سَكنتْ في خافقي = خبَّرَتْهُ الرِّيحُ عنّي الحَزَنا تَخِذَتْ بعضَ حُروفي مَسْكَنًا = وبأهدابِ القوافي مَوْطِنا فمَضَى مُنتشِيًا من لَهَفي = واتْخاذي حبَّهُ ليْ وَثَنا صمتُهُ أسفارُ حبٍّ خطَّها = حُسنُهُ الطَّاغي سِهامًا وانْثَنى إنْ تَولَّى سافرَ النبضُ على = أثرِ الخَطوِ سَرابًا ودَنا فالخوابي مُترَعاتٌ بالهوى = والأماني دانِياتُ المُجتَنى سُقْتُ أحلامي ودُنيا لَهْفتي = دونَ عيْنَيهِ انتحارًا مُعلَنا سُقتُها بعَصا صَبري جَوٍ = مُقلةً بَحرًا ودَمعًا هيِّنا سُوطُها يجلِدُ آلامي دُجًى = وأُداريْ في ضُحاها بالغِنا يا زمانًا شفَّني في صدِّهِ = كلمَّا ساءلتُهُ عن حبِّنا يا رمادَ الجُرحِ تاريخُ دمي = زوَّرَتْهُ الرِّيحُ مرَّتْ من هنا خاطَهُ وهمٌ بِكَفَّيْ أكمهٍ = وبخيطٍ عنكبوتيِّ البِنا وشفاءُ الجرحِ نفْسٌ سألتْ = بُرءها ثمَّ دواءً حَسَنا فإذا كانت جراحي غُربتي = ربَّما كان شفائي وطنا 7-3-2019 |
رد: نَقْشٌ عَلَى جُرْح
قصيدة درة رائعة
والقافية موفقة ومعناها ومبناها أجمل وفيها الكثير من النزف والوجع ولعل الشفاء يكون وطن ا عبدالسلام سلمت يداك لك خالص التقدير |
رد: نَقْشٌ عَلَى جُرْح
أنرت القصيدة أخي الشاعر
علي الحزيزي كل المحبة |
رد: نَقْشٌ عَلَى جُرْح
الله
فاعلاتن راقصة وهامسة بعذوبة ورفق وإبداع سلمت كلمات الشاعر |
رد: نَقْشٌ عَلَى جُرْح
جميل
حروف ترسم الأحاسيس صورا تترى على درج القصيد بوركت أخي وبورك القلم |
رد: نَقْشٌ عَلَى جُرْح
فإذا كانت جراحي غُربتي = ربَّما كان شفائي وطنا
ما أصعب الغربة !! وما أصعب أن يتقمص المرء جراحه وما أقسى أن يرتدي وطناً يقطر دماً !! اللهم ردّ كل غريب إلى وطنه كلمات جراحها بادية دمت بخير وعزة تحية ... ناريمان |
رد: نَقْشٌ عَلَى جُرْح
اقتباس:
عبد الرحمن محمد أحمد أشكرك |
رد: نَقْشٌ عَلَى جُرْح
أعجبني هذا الإنسياب الجميل وحسن توظيف المفردات لرسم الصور البديعة وثراء الخيال وعذوبة الإيقاع بيد أن ذلك النص المبحر في الشاعرية يدعو لمزيد من الوقوف والتملي ,,أبدعت شاعرنا الرائع
|
الساعة الآن 05:27 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.