منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   أشياء تداعى.. رائعة تشنوا آتشبي (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5668)

الدكتورة مديحة عتيق 08-07-2011 05:07 PM

أشياء تداعى.. رائعة تشنوا آتشبي
 
أشياء تتداعى.. رائعة تشنوا آتشبيChinua Achebe))
بقلم الدكتورة مديحة عتيق/ الجزائر
تمثّل رواية "أشياء تتداعى"(Things Fall Apart) لمؤلفها النيجيري تشنوا آتشبي (1930) واحدة من أروع الروايات الإفريقية المكتوبة بالإنجليزية، صدرت عام 1958، وتروي قصة صعود ثمّ انهيار حياة البطل أوكنكو ذلك الشاب الذي نشأ في عائلة فقيرة ضئيلة النسب، فقد كان أبوه إينوكا رجلا كسولا خاملا لا يدفعه طموح و لا يحرّكه أمل لذا مات مريضا وغارقا في الديون، وهذا ما شكّل عقدة في نفس ابنه أوكنكو الذي قرّر أن يكون عكس أبيه تماما ، فكره الموسيقى والفنّ لأنّ أباه أحبّهما وعشق الدم والقتل لأنّ أباه كان يخشاهما.
استطاع أوكنكو أن يصنع لنفسه مجدا و ثروة ولقبا ومكانة في القوم بسبب قوته البدنية حيث رفع شأن قبيلته بسبب مهارته في المصارعة وبسبب جدّه واجتهاده التي مكّنته من الحصول على أرض وتأسيس بيت وإنشاء عائلة تتكوّن من ثلاث زوجات وثمانية أولاد.
كان لأكونكو عيوب مميتة ـ على عادة الأبطال التراجيدية، فقد عرف عنه القسوة والغضب الشديد والاندفاع دون تبصّر أو رويّة مما أوقعه في مآزق كثيرة كان أعنفها قتله رجل من قبيلته خطأ مما استوجب معاقبته ـ حسب قوانين القبيلة ـ بمصادرة أمواله ونفيه خارج القبيلة سبع سنوات وخضع أوكنكو للأمر مكرها
وأثناء مقامه الجديد أحسّ أوكنكو بغربة شديدة وبضياع لا يطاق و تزامن ذلك مع بداية ظهور الرجل الأبيض إلى القارة السمراء رافعا بيده اليمنى الإنجيل وبيده اليسرى السلاح، وبدأت القبائل تتهاوى كالذباب أمام هذا الوافد الجديد الذي قضى على الأخضر واليابس.
عاد أوكنكو إلى قبيلته بعد انقضاء العقوبة لكنّه أحسّ بإحباط شديد حين قابله قومه ببرود وحماس فاتر وما زاد الطين بلّة ما شاهده بعينه من حضور طاغ للرجل الأبيض في كل مجالات حياة القبيلة ، وحين قتل واحدا من البيض لم يجد من قومه حماسا ونخوة لمحاربة هذا المستعمر فأحسّ أوكنكو بأنّ كلّ الأشياء تتداعى من حوله، فانتحر شنقا رغم علمه بأنّ ذلك يخالف تقاليد قبيلته..
إنّ الفكرة الأساسية التي ركّز عليها آتشبي في روايته هو إثبات وجود ثقافة إفريقية ما قبل الكولونيالية وذلك خلافا لما تزعمه الحضارة الأوروبية التي تدّعي أنّ أفريقيا قارة متوحّشة يسكنها مجموعة من البدائيين آكلي لحوم البشر، لذا حرص على الحديث على عادات قومه الاجتماعية (تعدد الزوجات، الأعياد، المهرجانات..) والدينية (تقديم القرابين ، استشارة الكاهنة..) والاقتصادية (مواسم الحرث، والحصاد، ..) والرياضية ( منافسات في المصارعة..) والسياسية (معاهدات الصلح بين القبائل، قوانين الرهائن..)
كان آتشبي يتوجه بروايته إلى القراء الغربيين عموما وقراء (قلب الظلام) لجوزيف كونراد تحديدا لأنّ كونراد صوّر إفريقيا بشكل سلبي جدّا إلى درجة أنّ آتشبي يتهمه بأنه كاتب عنصري بامتياز
رغم أنّ الكاتب كتب روايته بالإنجليزية إلا أنّه ضمّنها الكثير من الألفاظ والأمثال والحكم الإفريقية تاركا لقارئه الغربي أجر الاجتهاد في البحث عن معانيها
ترجمت الرواية غلى العربية ، وهي موجودة في موقع www.4shared.com

ايوب صابر 08-07-2011 06:51 PM

كلمة رائعة تدعوني دائما للتساؤل حول المآسي التي اصابت الكاتب في طفولته لتجعل منه مبدعا قادرا على انتاج مخرجات ابداعية رائعة. ولن يكون هذا الكاتب استثناءا.

شكرا لك على تعريفينا بهذا الكاتب الذي اسمع عنه لاول مرة.

على الاغلب الكاتب هنا يتيم خاصة انه يتحدث في روايته عن اب مات "وتروي قصة صعود ثمّ انهيار حياة البطل أوكنكو ذلك الشاب الذي نشأ في عائلة فقيرة ضئيلة النسب، فقد كان أبوه إينوكا رجلا كسولا خاملا لا يدفعه طموح و لا يحرّكه أمل لذا مات مريضا وغارقا في الديون، وهذا ما شكّل عقدة في نفس ابنه أوكنكو الذي قرّر أن يكون عكس أبيه تماما ، فكره الموسيقى والفنّ لأنّ أباه أحبّهما وعشق الدم والقتل لأنّ أباه كان يخشاهما".

مبارك الحمود 08-07-2011 09:13 PM

تقبلها الغرب, ولم يصادروا معتقداتها الدينية, بعكس من نظر لرواية ليلى أبو العلا. وفيها تشابه لبعض عادات العرب, كالشرب قبل الضيف من القدح.
وفيها الكثير عن الخرافات والمعتقدات الخاطئة للأفارقة.
شكرا دكتورة.

ماجد جابر 08-07-2011 11:38 PM

تحيّاتي
أشكرك لك د. مديحة عتيق هذا الموضوع الرائع ، ففيه الالتزام ليس لنيجيريا فقط بل للأعراق المهضومة حقوقها أمام الثقافة الغربية الكولونية الطاغية ، ما أروع :

( عاد أوكنكو إلى قبيلته بعد انقضاء العقوبة لكنّه أحسّ بإحباط شديد حين قابله قومه ببرود وحماس فاتر وما زاد الطين بلّة ما شاهده بعينه من حضور طاغ للرجل الأبيض في كل مجالات حياة القبيلة ، وحين قتل واحدا من البيض لم يجد من قومه حماسا ونخوة لمحاربة هذا المستعمر فأحسّ أوكنكو بأنّ كلّ الأشياء تتداعى من حوله، فانتحر شنقا رغم علمه بأنّ ذلك يخالف تقاليد قبيلته
-نعم ، انتحر ؛ لأن اهل البيت لم يساندوه بل ساندوا من يريد هدم مجدهم ، كما الحال في وضعنا المعاصر.
بوركتِ ، وبورك اليراع.

الدكتورة مديحة عتيق 08-17-2011 03:58 PM

شكرا على ردودكم وللعلم تشنوا آتشبي من مواليد 1930 ولد في اوجيدي شرق نيجيريا وتلقى تعليمه
بالكلية الحكومية في امواهيا وبكلية ابادان الجامعية
وعمل بالإذاعة الجامعية والخدمة المدنية أيضا ,
وعمل كذلك في التدريس في الجامعات النيجيرية و أيضا في الجامعات الأمريكية ,ومن أهم أعماله "سهم الرّب"(The Arrow of God) عام1984 و"لم يعد مطمئنا" (No Longer at Ease)
ترجمت رواياته " أشياء تتداعى " إلى الألمانية و الايطالية والاسبانية والسلوفينية والروسية و العبرية و الفرنسية و التشيكية والمجرية.

ماجد جابر 08-17-2011 10:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 80969)
كلمة رائعة تدعوني دائما للتساؤل حول المآسي التي اصابت الكاتب في طفولته لتجعل منه مبدعا قادرا على انتاج مخرجات ابداعية رائعة. ولن يكون هذا الكاتب استثناءا.

شكرا لك على تعريفينا بهذا الكاتب الذي اسمع عنه لاول مرة.

على الاغلب الكاتب هنا يتيم خاصة انه يتحدث في روايته عن اب مات "وتروي قصة صعود ثمّ انهيار حياة البطل أوكنكو ذلك الشاب الذي نشأ في عائلة فقيرة ضئيلة النسب، فقد كان أبوه إينوكا رجلا كسولا خاملا لا يدفعه طموح و لا يحرّكه أمل لذا مات مريضا وغارقا في الديون، وهذا ما شكّل عقدة في نفس ابنه أوكنكو الذي قرّر أن يكون عكس أبيه تماما ، فكره الموسيقى والفنّ لأنّ أباه أحبّهما وعشق الدم والقتل لأنّ أباه كان يخشاهما".

تحيّاتي
أشكرك لك أستاذ أيوب صابر مرورك الكريم وروعة كلماتك.

أحمد عبدالله العجمي 08-18-2011 10:46 PM

عندي هذا الكتاب ولكن لم أقرأه بعد
هي فرصة لي للتعرف على الأدب الأفريقي أكثر.

شكرا لك.

الدكتورة مديحة عتيق 08-26-2011 12:59 AM

أستاذ أحمد أرجو أن تكون قد قرأت الرواية فهي ممتعة ومفيدة..


الساعة الآن 10:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team