|
مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
أتأمَنَنّ لدنيا غدرها عمَمُ = والخيرُ فيها جوادٌ ما له قَدَمُ لم تعطِ إلا لمنْ بالذلِّ يصحبها = حتّى إذا تمّم البنيانَ ينهدمُ مثل العروسِ بهاء في تزيّنها = والروحُ سوءٌ بها والنكْثُ والعقمُ الناس فيها سكارى والردى يقَظٌ = والذكرياتُ شجونٌ والصبا حلمُ العمرُ كدّ لمجهولٍ وأمنية = والشيبُ ضرٌّ وتنبيهٌ ومختتمُ كالخصب بغْرٌ سقاه والربيعُ زها = تُبنى الأماني ويجني ريعَها عرمُ قد قايضوا الدين بالدنيا فما ربحوا = وكيف يربحُ من في فمهِ الطُعمُ مثل النجوم قريبات وقد جُمعت = وَهُنْ بعادٌ كأنْ ما ضمّها سدمُ لصاحب الحقِّ لم يقفوا وإن فقهوا = وللعتاةِ همُ الخدّام والحشمُ في الصدر غلّ ولكن ضرسهم ضحك = مثل الضواري جياعا حين تبتسمُ |
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
اقتباس:
من أروع ما قرأتُ في وصفِ فاتِنتِنا الدنيا جامِعةٌ ماتِعة، اخضوضَرتْ فيها الحِكَمُ وأزهرت صُورًا يانِعة للهِ دَرُّ الشعرِ في بحر البسيطِ وقد نَضا عنه ثيابَ البساطةِ فارتدى ثوبًا قشيبًا مطرَّزًا بلآلئِ الإبداع : ولي وقفةٌ صغيرةٌ هنا: مثل النجوم قريبات بجمعهمُ = وَهُنْ بعادٌ كأنْ ما ضمّها سدمُ التشكيلُ هنا تحتاجُهُ الحروفُ قِمةَ الاحتياج؛ ففي غيابِهِ: قرأتُّ (هُنَّ) كما هو بناؤها النحويّ؛ فكسرتِ القراءةُ الوزن ثم أدركتُ أن الضرورةَ الشعريةَ ألجأتِ الشاعرَ إلى تشكيلِها الذي لم يُفصِح عنه: (وَهُنْ) لتستقيمَ (مُتَفْعِلُنْ/وهُنْ بِعا) .. وكذلك: (كأنْ) وهذا جميلٌ في التطويعِ ولا بأسَ به، بل هو مهارةٌ في السبْك! ولهذا شكّلتُ الحُروف للتيسير على المُتلقي.. لعلي لم أبتعِد عن المقاصِد قوافلُ احترام :43: |
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
عودة إلى هذا البيتِ المُثيرِ للتأمُّل:
مثل النجوم قريبات بجمعهمُ = وَهُنْ بعادٌ كأنْ ما ضمّها سدمُ : تنبَّهتُ إلى أن الضميرَ في (بجمعهمُ) لا يُناسِبُ المؤنث فقُلتُ: مثل النجوم قريبات وقد جُمِعتْ= وَهُنْ بعادٌ كأنْ ما ضمّها سدمُ والأمرُ إليكَ شاعرَنا القدير، فبدِّلها بما شئت تحياتي ونرجِسة |
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
والله من حسن حظي وسعادتي أن أول المتصفحين لأبياتي المتواضعة الأستاذة الأديبة
ثريا نبوي وزاد سعادتي تعقيبها الجميل وأسلوبها الأخوي الكريم و(إثراؤها) النص بملاحظاتها القيمة فلك مني أستاذتي الفاضلة كل التقدير والامتنان مع خالص الدعاء |
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
مثل النجوم قريبات بجمعهمُ = وَهُنْ بعادٌ كأنْ ما ضمّها سدمُ
بالنسبة إلى هذا البيت, بجمعهمُ: قصدت البشر وليس النجوم. فإن تراهم مجتمعين فإنهم كالنجوم تقاربا في السماء حين نراها ولكن في الحقيقة بعيدون عن بعضهم في الشعور والمحبة (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) أتمنى لو وفقت في إيصال المعنى |
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
بوح جميل معبر
يحكي ما يتزاحم في النفس ويصور اثر الاشياء وزينتها رقيقة منسابة هذه القصيدة تحياتي ايها الشاعر |
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
لغة عالية ... وحكمة بالغة ... وتصوير شيق... طاب المداد
|
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
اقتباس:
حيَّاكَ اللهُ وبيَّاكَ شاعرَنا المُبدع لا أحب الوقوفَ على منصّاتِ الجدلِ ولكنني أرى البيتَ كلَّهُ مِلْكًا خالِصًا للنجوم! يرسُمُ صورتَها البلاغيةَ في الشطرينِ بالطباقِ الجميل، والشعرُ الطباق! والبيتُ ككلٍّ يعودُ بالوصفِ على هؤلاء الذينَ راودَتْكَ الآيةُ عن تجسيدِ حالِهم. القصدُ جميلٌ ولكن التداخُلَ لم يكن ضروريًّا لإيصالِ المعنى بل خَصَمَ من رصيدِ النحوِ فالبلاغةِ في حَضرَةِ النجوم:) ومعًا على الطريق :43: |
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
الله يبارك فيك استاذتنا الفاضلة
سآخذ برأيك الكريم الذي زان الأبيات جمالا |
رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
اقتباس:
تحياتي وقوافلُ احترامٍ لشخصِكَ المُتواضعِ النبيل وأكرر: معًا على الطريق وابقَ بخيرٍ وشِعرٍ جميل :43: |
الساعة الآن 05:35 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.