منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   غــــفوة .. ق ق.. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=961)

سهى العلي 08-29-2010 11:04 PM

غــــفوة .. ق ق..
 
نهضَ من مكانهِ فزعاً.. نظرَ حوله..


أينَ أنا؟؟ كُل شيء أبيض..


أغمضَ عيونه بقوة ثُم أعاد فتحهُما.. نظرَ لنفسهِ..


حاولَ تذكر موقعهِ ليلة أمس.. بثقة عظيمة,, لقد كانتُ في البيت!!


هل قامَ بشيء آخر.. إصرار فظيع على التذكر..


نعمْ تشاجرتُ مع أمي..


ثُمّ أشعلتُ سيجارة أمامها دونَ حياء..


وبختني أمي بصمتْ.. دخلتُ غرفتي والغضب


يأكلني وصفعتُ البابَ خلفي.. ثُم سببتُ الدُنيا والعيشة.. وخلدتُ للنوم..


عاود النظرَ حولهُ.. ما يزالُ كل شيء أبيض..


بدأت أذناهُ تسمعانِ صوتاً خفيضاَ..


ثُم راحَ الصوتُ يعلو بتدريج..


ما هذا صلاةُ الجنازة؟ على منْ عليّ أنا؟ هل مُتْ؟


بدأ جسدهُ بالانتفاض.. ثمّ بدأ كُل شيء حولهُ بالظهور..


الحمدُ لله لم أمُتْ..


ولكن قبرُ من هذا وكيفَ آتى إلى هُنا؟؟


مرّ شيخٌ من أمامهِ.. البقاء لله.. رحمَ الله أمك..


أمي ماتتْ؟؟


أقتربَ من قبرها ثُمّ راحَ يبكي بحُرقة..


لقد ماتتْ وهي غاضبة علي.. الرحمة يا الهي...


ماذا فعلتُ بنفسي؟؟


عاودَ جسدهُ الانتفاض.. ثُمّ تلاشى كُل شيء من حوله..


هذهِ غُرفتي وهذا سريري!!


ودون أن يُحاولَ التساؤل أو تفسير ما حدث..


نهضَ مسرعاً من مكانهِ وراحَ إلى أمهِ يقبلُ قدميها.






.

أحمد فؤاد صوفي 08-29-2010 11:56 PM

الأديبة الكريمة سهى العلي المحترمة

نعم اندم وأنت حي على ذنبك العظيم
قبل أن يفوت الأوان
فاليوم عمل ولا حساب
وغداً حساب ولا عمل
فماذا تفعل يا مسكين
إنك محتاج رضى أمك
حتى تصل - بإذن الله - إلى رضى الله

أديبتنا الكبيرة
في قصتك هنا قفزة فكرية نوعية أهنؤك عليها
وأقول لك . . قصتك عظيمة . . عظيمة . .

بورك القلم
تحية لك وللأهل
تقبلي كامل الاحترام


** أحمد فؤاد صوفي **


همسة:
( وصفعتُ البابَ خلفي= وصفقت الباب خلفي )

ناريمان الشريف 08-29-2010 11:58 PM

ربما هو حلم يقظة رواده لكي يعود إلى أمه تائباً من ذنبه
التفاتة جميلة ..
رائعة يا سهى .. أحسنت والله




تحية ... ناريمان

رينا صلاح 08-30-2010 02:11 AM

الحمد لله انه استيقظ من ذنبه وقتله قبل أن ينتهي به
بلاغة احرفك اضافت للتوبة معنى أخر ولونا نقيا كاللون الابيض

دمت بود

محمد الصالح 08-31-2010 05:44 PM

المبدعة / سهى العلي
كثيرة هي تجاوزاتنا ، وذنوبنا ، لكن يظل باب التوبة مفتوحا ، وسعيد الحظ من يوفق لها
قصة جميلة ، بأسلوبها السهل الممتنع ...
لك كل الود والورد ..

دارين عزوز 09-01-2010 11:59 PM

المغزى جميل جدا في هذه القصة باسلوبك المميز والشيق
والغافل عن الذنوب هالك لامحالة
العزيزة سهى العلي باقات نرجس ندية لقلبك..
احترامي
اختك دارين

سهى العلي 10-02-2012 06:50 PM

أعزائي .. كل من مر من هُنا


شكراً جزيلاً لمروركم


واعتذر عن عدم تقديره بوقته



دمتم رائعين

الفرحان بوعزة 10-05-2012 12:03 AM

المبدعة المتألقة .. سهى العلي .. تحية طيبة ..
لعبت هذه الغفوة دوراً كبيراً في إيقاظ ضمير البطل كأنه خضع لامتحان عسير ، وما تلك التساؤلات إلا نابعة من ثقل الذنب وتوبيخ الضمير .. تساؤلات جاءت على شكل اعترافات صريحة وتلقائية .. بطل ندم على فعلته ولكن الله وصله في الحين قبل أن يفوت الأوان ..
أعجبني ذلك التدرج في السرد ، فالأفكار تولدت على لسان البطل مما جعل النص ينفتح وينغلق ، ويتأرجح بين الغموض والوضوح ، بين الواقع والمتخيل .. إنها جمالية أدبية متميزة دفعت بالقارئ أن يعيش أحداث النص وهو متشوق لمعرفة مصير البطل .. نص جميل حقق المتعة والإفادة والعبرة ..
جميل ما كتبت وأبدعت أختي الفاضلة ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

محمد غالمي 10-05-2012 01:26 AM

الأخت الفاضلة والأديبة المرموقة سهى..
وإذ غصت في غور المسرود لمست نفحة أدبية جادت بإحساس مضطرب، ونفس ارتجت من كابوس واطئ بقوة على صدر الغافي بمنسمه، ومن ثم أعاده إلى واقعه مرتجف الأوصال..
ومن يدري فقد يكون في طي الغفوة صحوة!.. والمؤمن من اتعظ واعتبر..
مع أصدق عبارات التقدير..
محمد غالمي

محمد الصالح منصوري 10-05-2012 11:21 PM

الفاضلة سهى
لفتة كريمة حققها مغزى النص في الارشاد إلى باب التوبة بتكتيت تقني يأخذ بتفكير القاريء ويوصله إلى الهدف ..
تحية لفكرك النير
تقديري

همسة : أغمضَ عيونه بقوة ثُم أعاد فتحهُما.. نظرَ لنفسهِ..
أغمض عينيه ، لتنسجم مع ، فتحهما



الساعة الآن 03:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team