** نصف حُلم صوب .. القمر!!
هنا أنا أنثر بعضي .. شطر من الروح المعلقة على مشجب الوجود .. وظل ظليل لنوايا الشرود ..
هنا .. خطواتي .. ومساراتي .. وزفراتي التي هجرتني ومضت إلى ضفاف العراء .. حتى متاهاتي في سفري صوب النجوم .. وشجاراتي مع القمر ..
كان الرحيل يتوعد الشقاء لأمنياتي الناعسة , وحلمي العظيم .. كان حلمي نبراس ابيض حتى سقط عن جُرف الكون وتكسر ليبقى نصيفه هو عنواني ..
عنوان وصلته حبوآ .. بحرفي .. واضمحلالي .. وحقيبة عمري التي أفرغت فيها باقة أخرى من أحلامي الباهية .. وجناني الزاهية ..
وإعصار حط على الشموع فالتهم سطوع الساقية ..
أنهار قلبي حين كانت زاخمة بهدير الحياة . . ووشوشة الشلال الهابط على جبل الفؤاد ..
أجل .. سأكوم أبجدياتي هنا.. ورحيق الحبر الموشوم على جبيني .. وكذا تراتيلي الخرساء في صخب الحياة ..
سأفرغ أوردة وحنايا ورعشات .. كانت ذات كربة مجدية حتى اغتالهاالصمت فكفنتها بأثواب الدهشة ..
رزايا كحبات من الرز الناضج والعفن الطعم , بلايا أضحت السماء لأجلها مكفهرة .. والرمال عابسة ..
وأنسام تأكل بعضها بعضآ ذات صيف لتلتهمني في وجبتها الشهية ...
هنالك ولدت طفلة في قلبي .. ملائكية الواعز .. ضبابية الملامح ..
كائن من نور ونار .. يتسكع في أوردتي , يعابث شرايني ..
يجول في بلا هوادة , ويركل بشقاوته تجهمي .. بعيدا .. إلى اللانهائية ..
تحيتي

* نجوم ..
عابسة على سقف المدى ..
وتدنو الأمنية على رؤس أقدامها لتشعل شمعة كي تغيظ العتمة..
نجوم .. تكتظ بتألق أرعن , مهتوك الشظايا ..
والشوق المسروق من أرصفة الروح لم يترك على الصدر الواجم غير ظله ..
وليس غير رضاب الأنفاس ما يشيع روائح المرارة ..
حيث الوفاء بات خرافة لا تعيها الأرواح السوداء ..
لهذا وعلى شفير الغدر يقبع الندم .. متسربلا ..
بلوعة ..

* تلعثمت ..
النوارس بتحليقها الأخير في كنه الفضاء ..
وانقضت على الأحداق تأكل نظراتها ..
ثم أومأت إلى البحيرة الغارقة في دماء الشمس :
أن مخالب الرحيل قد نهشت وجه الإنتظار ..
وأن المكث في دهاليز الحنين ,, لن يدع القلب على ما يرام ..
لذلك سافرت العيون تائهة على مراكب .. الصيد
وغطت في تيه مريب ..

* ذكرى الشتاء ..
و صفير الرياح لا يبشر بالهدوء هذا الصباح ..
كان هناك ريح .. وقلب واجف .. ومطر
غير أن الطرقات مدت بصخبها إلى وعيي .. تعابثه
وعند الشروق .. تزاحمت العصافير تشقشق التحليق ..
والأفق ..عابس , يضع خده النازف على صدر المدى , ويشخر بالسقوط ..
وكلما ندت عن قلبي خفقة ..
لطمها الحنين .. فتعود خائرة النبض ..
واهنة ..

* في غيابك ..
يتمرغ زفيري بالتراب , أدحج المدينة بنظرة ضبابية كحمامة تلطخت رحيلا وضياع ..
حزني المغرور لا يُتخمني سوى بطيفك المحبط التقاسيم ..
وفي قلب أوردتي , يجهش الدم بك , متأبطا الغضب ..
تعلم جيدآ أنني لا أقبل المساومة على نبضي ..
لا أقايض أنفاسي التي تشهق بك ..
فهلا أتيت , ومآلي تضعه نصب دهشتك؟
أينك , وشخير الشوق يعلو من غطيط مدينتي المتشققة جفافا ..
وفي شارعي غريب الأطوار , أسمع فحيح الفراق , بمرور عربة تزهق أبواقها بالنفير ..
أتنشق الحنين , ببسمة مريبة للظلام ..
في غيابك , أخلعني وأسير رويدآ صوبك ..
لأتلبسك وأمكث فيك .. حياة ..

* موج .. مكفهر الهدير ..
لن تأتي الغيمة في موعد الأفق ..
بل سترشق السنابل برماحها , وتهرول وراء موعد مهجور ..
والغرق في الجفاف منحوت على أصابع البيد ..
لعل أنسام متعبة من تثاءب المدى .. تقترب ..
وتجر رطوبة الليل بأنفاس لا تقوى على الزفير ..
لهذا لملمت الرياحين عطورها .. وتلحفت الخزامى بالريح الباكية ..
وآوت إلى النوم مبكرا ..
في خمائل الليل ..

* أنا .. وأنت .. وحلمي المشطور ..
أُطل عليك من حافة الروح , وأنا ألتصق بالشمس وأمسك بطرف شروقها ..
مدينتي خلعت سقفها وجلست في العراء تندب حظها العاثر .. تحت خيمة القيظ ..
وحدائقي تتوعد الصيف باخضرار جامح عند مجئ الشتاء ..
تهمس للورود بأن تخلد قليلا إلى الذبول حتى موسم الجمال ..
مامن ضوء لشمعة هاربة من مكر الظلام ..
مامن صوت للفجر الذي ينكس النهار على كتفه ويغرب سريعا خلف الضباب ..
أقيس وعيي بالظنون , وأرتدي هواجسي الحمقاء , وأنتبذ معك شجارا عقيما ..
حلمي المعاق , لن يشفى .. أو يسير على قدميه إلا بعكازك ..
أمهلك بعض السوانح لتهل مع القمر ..
وإلا .. فإني سأعيشك سقما ..

* أرتقب .. ظلام أجش السواد ..
والبساط يتمتم بالحنق ..
والجدار يرتجف لزمهريرالليل ولا غطاء ملقى على رأس الزمن ..
كانت الشهب تتحضر لسفر أهوج عبر السماء ..
حين غفت الكواكب وراحت في تسمر بعيد ..
فأصبحتُ شمعة للترقب ..

* أين أنا ...!
كخيط تسلل من فم خيمة وهرعت به الريح إلى غضب الصحراء ..
كخيط مزقه هبوب البلى , ولا يقدر على أن يزجر أصابع الزمن ..
أفاع غريبة الأطوار تسكن النهار ..// قلوب ..بعضها / ربما .. سراب ..
سموم تتسلق القلوب وتفتك بجسد الخير في الروح كي تستنبت الشر في أوجه ..
سقم عجيب , يكنس القوى من أطراف تمر على حدقي وتبدو هزيلة ..
فأمسكتُ دمية طفولتي ,,, ورجمتُ دساثس الغل بحفنة براءة ..
أخذتُ من سحابة الأفق.. بضعة قطرات من الندى وغسلت بها شفاه الوقت المتشققة ..
وضعت على عيني جناح , كي أعود إلى الماضي وأنا بكامل تحليقي ..
ولكن الطرقات المؤدية إلى الطهر .. كان يحرسها الضباب ..
وحين وصلت هناك .. وجدت بوابة الزمن مغلقة ..
فذرفت حسرة وعدت أدراجي إلى جدران الحزن ..
أبحث عن نفسي التي خلفتها على تحت طاولتي ..
ولم أجدها ...

* فراق
والتردي في الغياب يجعل حواسي فسحة للجموح ..
إيماني بكَ يماطل الغياب , ويسري مع رعشة إرتدتها زفراتي ..
إيماني ..بأن الأزقة المتجهة ألى مدن الفضاء ..
تنتهي بباب فضي يطرقه وجهك أيها الراحل عني ..
وطيفك أخاله .. منزوع التجهم .. يحجبني بضحكاته
فحصاة ألمك تمارس طقوس في الخفاء .. كطرق المحزن ..
وسكتك المطوية في أتون البعد ..
وخطاك المخزنة بالرحيل الهائم غرقآ في المسافات..
ستأتيني بك .. يوما ..