منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حشرجةُ الأسى (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24574)

عبدالفتاح الصيري 04-26-2018 08:33 AM

حشرجةُ الأسى
 
**

النيلُ فاضَ بمائه حنقاً وثار على الفراتِ

وغزا المدى بعضَ المدى والقتلُ أودى بالحياةِ

و الصبحُ طَوَّقَهُ ظلامُ الليل يركضُ في الفلاةِ

وأنا وأحلامُ الصبا صرعى وطيفُ الأمنياتِ

يغتالنا وجعُ الحنين إلى نعيم الذكرياتِ

حيث الورودُ مُزَيِّنـــــاتٌ رَوضَنا والمُلْهِمـــــــــاتِ

والأرض تضحكُ للسما في حفل تكريم النباتِ

كان الزمانُ موشحاً بالحسن في كل الجهاتِ

حتى استدار فغادرت معه المحاسن باكياتِ

قالوا: يعودُ . وقد يفوز المرء من بعد الفواتِ

فسألتُ . كيف؟ ولا أرى مما يُقالُ لنا بآتِ

ذهب الرجـــــــــاءُ ولمْ يَعُدْ غيرُ الثباتِ على الثباتِ

في صولة الابطال -في الميدان - في وَجْهِ الظُّباتِ

يا دار عبلة ما البكاء عليك من طبع الكماةِِ!

الحي أمسى مغنماً بيد الأراذل والطغاةِ

إن كان عنترةُ احتفى بك في العصور الخالياتِ

فمن الذي يحمي الديارَ اليوم..يفتك بالبغاةِ

أين الأماجد لم يعد يا دارُ فيهم من حماةِ

فُتنوا بزخرفة الحياة وبالخنا والعارياتِ

وطغى الضلال على الهدى والجمع صار الى شتاتِ

والخلق ينهش بعضهم بعضًا كنهشِ الضارياتِ

ويئن جسم الكون من غضب الإله على العصاةِ

نار القطيعة أُضرِمت بين الرعية والرعاةِ

والأرض ميدان الردى والجو ساح القاذفاتِ

ذهب الذين حياتهم نورٌ وجســــــــــــرٌ للنجاةِ

وبقى الذين وجودهم موت وعيش في سُباتِ


عبدالفتاح الصيري


*

حسام الدين بهي الدين ريشو 08-13-2019 01:31 PM

رد: حشرجةُ الأسى
 
نبض راق
متألق
أبدعت في البوح به
لك تحياتي

خالد الزهراني 08-13-2019 03:02 PM

رد: حشرجةُ الأسى
 
الأستاذ الفاضل والشاعر المبدع عبد الفتاح الصيري
راقت لي بكل معانيها دام نبض قلمك
تقبل إمتناني
خالد الزهراني

مصطفى معروفي 08-13-2019 06:52 PM

رد: حشرجةُ الأسى
 
الخير في هذه الأمة باق ما بقيت.
سيستيقظون ليتداركوا أمرهم بأنفسهم.
دامت لك المسرات.

تركي خلف 08-13-2019 07:26 PM

رد: حشرجةُ الأسى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالفتاح الصيري (المشاركة 229909)
**

النيلُ فاضَ بمائه حنقاً وثار على الفراتِ

وغزا المدى بعضَ المدى والقتلُ أودى بالحياةِ

و الصبحُ يغرقُ في ظلام الليل يركضُ في الفلاةِ

وأنا وأحلامُ الصبا صرعى وطيفُ الأمنياتِ

يغتالنا وجعُ الحنين الى نعيم الذكرياتِ

حيث الورود على خدود الروض حمراءَ الشفاةِ

والأرض تضحكُ للسما في حفل تكريم النباتِ

كان الزمانُ موشحاً بالحسن في كل الجهاتِ

حتى استدار فغادرت معه المحاسن باكياتِ

قالوا: يعودُ . وقد يفوز المرء من بعد الفواتِ

فسألتُ . كيف؟ ولا أرى مما يُقالُ لنا بآتِ

ذهب الرجاء وما بقى غير الثبات سوى الثباتِ

في صولة الابطال -في الميدان - في حد الظباتِ

يا دار عبلة ما البكاء عليك من طبع الكماةِ

الحي أمسى مغنماً بيد الأراذل والطغاةِ

إن كان عنترةُ احتفى بك في العصور الخالياتِ

فمن الذي للدار يحمي اليوم..يفتك بالبغاةِ

أين الأماجد لم يعد يا دار فيهم من حماةِ

فتنوا بزخرفة الحياة وبالخنا والعارياتِ

وطغى الضلال على الهدى والجمع صار الى شتاتِ

والخلق ينهش بعضهم مثل الوحوش الضارياتِ

ويئن جسم الكون من غضب الإله على العصاةِ

نار القطيعة أضرمت بين الرعية والرعاةِ

والأرض ميدان الردى والجو ساح القاذفاتِ

ذهب الذين حياتهم نورٌ وجسرٌ للنجاةِ

وبقى الذين وجودهم موت وعيش في سباتِ


عبدالفتاح الصيري


*

الدنيا يا سيدي جميلة لكن نحن من تغيرنا
الظلم والقهر والحرب وقتل النفس بغير حق
يؤلمنا وليس باليد حيلة لكن الله قادر على إنزال فرجه قريبآ
مشكور على القصيدة الرائعة يعطيك ألف عافية

:Color-MS-OneNote:

ثريا نبوي 12-30-2020 01:01 AM

رد: حشرجةُ الأسى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالفتاح الصيري (المشاركة 229909)
**

شاعريةٌ لا تحُدُّها الجغرافيا ووجعٌ يحفرُ في صخرِ التاريخ
هنا قرأتُ نزفًا عابرًا للقارّات .. فلله دَرُّ اليراعِ مِن محابرِ الإنسانية


و الصبحُ (يغرقُ) في ظلام الليل (يركضُ) في الفلاةِ
وهنا وقفةٌ عند تَدرُّجِ البلاغة: فبعد الغرق؛ لا يركضُ الصبح... لعلّي لم أبتعِد في التلقّي
فلتكن (مثلًا)
و الصبحُ (طَوَّقَهُ) ظلامُ الليل (يركضُ) في الفلاةِ

:
حيث الورود على خدود الروض حمراءَ (الشفاةِ)
حمراءُ/ خبر .. جمعُ شفة شفاه.. فما هو الحلّ؟ ما رأيكَ لو قُلنا:
حيث الورودُ مُزيّناتٌ روضنا والمُلهِماتِ

:
ذهب الرجاء وما (بقى) غيرُ الثبات سوى الثباتِ
الصحيح: بقيَ...ومعه يُكسَرُ الوزن وأقترح:
ذهب الرجاء (فَلمْ يَعُدْ) غيرُ الثبات سوى الثباتِ
ومضمونُ البيتِ أكثرُ من رائع، بَيْدَ أن نُطق ثاءينِ تتوسطهما السين صعبٌ جدًّا..

في صولة الابطال -في الميدان - في حد الظباتِ
ما هو حدُّ الظباتِ؟ وأيّ جمعٍ هذا أو ما هو المُفرد؟
:
فمن الذي (للدار يحمي) اليوم..يفتك بالبغاةِ
ربما يكونُ أفضلَ للسبكِ أن نقول:
فَمَنِ الذي (يحمي الديارَ ) اليومَ ... يفتكُ بالبُغاةِ

:
وطغى الضلال على الهدى والجمع صار الى شتاتِ
قمةُ الروعة فالشعرُ الطباق!
:
والخلق (ينهش بعضهم)؟ مثل الوحوش الضارياتِ
نقولُ ينهشُ بعضُهم بعضا... نريدُ حلًّا :)
:
و(بقى) الذين وجودهم موت وعيش في سباتِ
والفعل حقُّهُ: بقيَ وبحذف الواو ينضبطُ الوزن
بَقِيَ الذينَ..........



عبدالفتاح الصيري
*

كثييييرةٌ هي أبياتُ الاستشهاد بالروعة ومنها:
يا دارَ عبلةَ ما البكاءُ عليكِ مِن طبعِ الكماةِ
يتقاطرُ دمعًا وتاريخًا وبلاغةً بلا شُطآن
:43:

ياسَمِين الْحُمود 12-30-2020 09:56 AM

رد: حشرجةُ الأسى
 
حين أمكث لغتك تسرقني نجومًا وأطيافًا
وتبحر في مشاعري،،
آفاق من السحر والرؤية الخلابة
رائع بحق :20:

فيصل أحمد الجعمي 12-30-2020 05:30 PM

رد: حشرجةُ الأسى
 
السلام عليكم
أستاذ عبدالفتاح ، حفظك الله تعالى وبارك فيك ..

تقول :
في صولة الأبطال في الميدان في حد الظباتِ .

لا أعرف المناسبة ...

وكأن مفرد "الظبات" هنا هو "ظبة" والجمع ظبات أليس كذلك ؟
ولعل شاهدك قول الشاعر :

( تسيلُ على حدِّ الظباتِ نفوسنا
وليستْ على غير الظباتِ تسيلُ )

أما هذا البيت :
والخلق ينهش بعضهم
مثل الوحوش الضارياتِ

فأرى لو قلت :
والخلق ينهشُ بعضهم
بعضا كنهشِ الضارياتِ

والأفضل. بالتأكيد لديك ..

ملاحظة :
في البيت التالي:
والذي ذكرته شاعرتنا القديرة ثريا نبوي ، واقترحت التعديل فما رأيك لو تستبدل "سوى" ب "على" هكذا
ذهب الرجاء ( فلم يعدْ )
غيرُ الثبات ( على ) الثباتِ
لا أدري هل يستقيم المعنى ؟
مع خالص تحيتي والتقدير لشخصك النبيل ،،،

ثريا نبوي 12-31-2020 01:42 AM

رد: حشرجةُ الأسى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل أحمد الجعمي (المشاركة 276675)
السلام عليكم
أستاذ عبدالفتاح ، حفظك الله تعالى وبارك فيك ..

تقول :
في صولة الأبطال في الميدان في حد الظباتِ .

لا أعرف المناسبة ...

وكأن مفرد "الظبات" هنا هو "ظبة" والجمع ظبات أليس كذلك ؟
ولعل شاهدك قول الشاعر :

( تسيلُ على حدِّ الظباتِ نفوسنا
وليستْ على غير الظباتِ تسيلُ )
حفزتني مُداخلتُكَ الراقية على البحث عن المعنى فوجدتُ:
الظُّبة: حدُّ السيفِ والسِّنان والخِنجَر وما أشبهها والجمعُ: ظُبًى وظُبات

أما هذا البيت :
والخلق ينهش بعضهم
مثل الوحوش الضارياتِ

فأرى لو قلت :
والخلق ينهشُ بعضهم
بعضا كنهشِ الضارياتِ
مُبدع واللهِ شاعرَنا ولكنني لا أحجِرُ على رأي مُبدعٍ آخر هو كاتبُ القصيد
والأفضل. بالتأكيد لديك ..

ملاحظة :
في البيت التالي:
والذي ذكرته شاعرتنا القديرة ثريا نبوي ، واقترحت التعديل فما رأيك لو تستبدل "سوى" ب "على" هكذا:
ذهب الرجاء ( فلم يعدْ )
غيرُ الثبات ( على ) الثباتِ
لا أدري هل يستقيم المعنى ؟
نعم يستقيم ويُعطي البيتَ قوةً واستقلاليةً عمَّا بعده
والبيتُ التالي هو:
في صولة الأبطال - في الميدان - في حدِّ الظباتِ
وقد رأيتُ الآنَ وقد عرفتُ معنى الكلمة:
أننا لا نثبتُ (في) حد الظباتِ .. وإنما في (لُقيا) الظباتِ (مثلًا)
وأنتظرُ رأيكَ كما ننتظرُ معًا رأي شاعرِنا الصيري

مع خالص تحيتي والتقدير لشخصك النبيل ،،،


أسعدتني مُداخلتُكَ وقد منحتني الشعورَ بأنّ الإبداعَ بخيرٍ
مع هذه المداخلاتِ الثراء... بُورِكتَ شاعرَنا ودُمتَ والعطاء

:43:

عبد السلام بركات زريق 12-31-2020 02:48 AM

رد: حشرجةُ الأسى
 
أتوقف عند قصيدتك الجميلة النبيلة
وأحييك صديقي الشاعر عبد الفتاح الصيري
وأترك لسيدة المكان الأستاذة ثريا نبوي
أن تدقق وفي صدرك ما يكفي من السعة
لتقبل الصواب
وكذلك أستاذنا فيصل الجعمي
بوركتم جميعًا
وعى الهامش أقول (الظباة) هي جمع مفرده الظبة
(حدّ السيف) ... هكذا أذكر ؟!!


الساعة الآن 07:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team