منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   التَّوأَمَــان (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=27757)

عبد السلام بركات زريق 01-12-2021 08:21 PM

التَّوأَمَــان
 

.
التَّوأَمَــان
.
.
.

مرَّتْ على الثغرِ الصَّديِّ مباسِمُهْ
وهَفتْ إلى الجُرحِ النديِّ نسائِمُهْ

فَسَرى بأوردتيْ أُعيذُ به الضّنى
أنْ يحتويهِ ، وللهناءِ أُقاسمُهْ

وغفا على زَندي أَحارُ بأمرِهِ
أحقيقةٌ أمْ أنَّ ربَّكَ راسِمُهْ

سَعَفُ الحنينِ ووجنتاهُ على يدي
يَهوى البعادَ فكمْ تشقُّ مغانمُهْ

يا ليتني ما بينَ وصلكَ والنّوى
طيفٌ تُشلُّ على الحيادِ عزائمُهْ

مُتَجلِّدٌ إنْ كنتَ أو ما كنتَ لي
فالرائحاتُ الغادياتُ حمائمُهْ

حسبيْ من الأهواءِ طيفُ صبابةٍ
ورؤًى بذاكرةِ الضَّياعِ تنادمُهْ

فأنا الملوَّعُ في الأماكنِ كلِّها
إنْ غابَ أو سِيقتْ إليَّ نعائمُهْ

وأناملي تهوي على أوتارِهِ
وفمي على نايِ الوصالِ يُناغمُهْ

في بُعدهِ أغضيتُ عنهُ مهابةً
هلّا بقُربٍ قد تُحلُّ طلاسمُهْ؟

وأَمرُّ في دربٍ مشيناها معًا
وخُطايَ تحذرُ أن تُداسَ براعمُهْ

أستنطِقُ الأحجارَ هل صافحتِهِ ؟
فإذا بكى حَجَرٌ فإنِّي لاثمُهْ

والنملُ يُشعِلُ بالحياةِ جُحورَهُ
وكأنَّه مثلي تُشَبُّ ضرائمُهْ

يا ذِكرياتٌ كم جَهِدتُ لطَمْسِها
دِنًّا تشوَّفَ للصّبابةِ خاتمُهْ

فمضى يشمُّ على الأناملِ عطرَهُ
ويُعاتبُ الأحلامَ كيفَ تُصارمُهْ؟

لا بُدَّ من سُكرٍ بذاتِ تَفَجُّعٍ
فالصحوُ نومٌ لا يُخلَّدُ نائمُهْ

وهنا تثاءبَ فاعْتَرتني هِزَّةٌ
وجرتْ على الكفِّ النديِّ ولائمُهْ

وهنا جَلسْنا يومَ عَانَقْنَا المَدى
تهتزُّ في جِذعِ الشبابِ مواسمُهْ

يا ضَيعةَ الأحلامِ فاتَ زمانُهُ
وزمانُها رُوحُ الحياةِ تُلازمُهْ

يا توأمانِ سَمَا الجمالُ بواحدٍ
واستعجلَ العُمرَ المُضَيَّعَ تائمُهْ

غسلتْ عليهِ الرِّيحُ رِجسَ عَنائها
واستوقفَتهُ يدُ النَّقاءِ تُحاكمُهْ

لا ينفعُ الإشفاقُ ما كتبَ القضا
أو تنفعُ الشيخَ المريضَ مراهمُهْ

هِيَ بُرهةٌ أنفدتُ فيها لهفتي
فثَمِلتُ ما هبَّتْ عليَّ نسائمُهْ

ما كانَ من عتَبِ الهوى فلِمُقلتي
أو كانَ مِنْ دَينٍ فإنِّي غارِمُهْ
.
.
.

2 - 5- 2014

حسين الأقرع 01-12-2021 08:58 PM

رد: التَّوأَمَــان
 
لا ينفعُ الإشفاقُ ما كتبَ القضا
أو تنفعُ الشيخَ المريضَ مراهمُهْ
حكمة بالغة .. لا فض فوك

ياسَمِين الْحُمود 01-13-2021 08:15 AM

رد: التَّوأَمَــان
 

ناقماً يأتي ، فلا يبقي لنا كلمة
ويُلجمُ الزمان بحرفه قبلنا .
قصيدةٌ بـدرسٍ وحكمة
ودرس الحكمة بقصيدة

رائعٌ حدّ الدهشة يا عبد السلام:30:

حمزه حسين 01-13-2021 06:03 PM

رد: التَّوأَمَــان
 
فيض مشاعر
وجمال معان
تحلق لوحة شعرية رائعة
شاعرنا الرائع عبد السلام

تحية شعر
وسلام

ناريمان الشريف 01-13-2021 08:51 PM

رد: التَّوأَمَــان
 
في بُعدهِ أغضيتُ عنهُ مهابةً
هلّا بقُربٍ قد تُحلُّ طلاسمُهْ؟

وأَمرُّ في دربٍ مشيناها معًا
وخُطايَ تحذرُ أن تُداسَ براعمُهْ

أستنطِقُ الأحجارَ هل صافحتِهِ ؟
فإذا بكى حَجَرٌ فإنِّي لاثمُهْ

الله الله ما أروعك !!
انتقيت هذه الأبيات لعلي أنصفها مديحاً ولم أستطع
تحية أيها الشاعر
ناريمان

ثريا نبوي 01-15-2021 06:24 AM

رد: التَّوأَمَــان
 
وأَمرُّ في دربٍ مشيناها معًا
وخُطايَ تحذرُ أن تُداسَ براعمُهْ
هُنا تعانقَ شاعرُنا الشَّاميّ عبد السلام مع الفارسيِّ الخيَّام،
فِكرًا ومَجازًا حين قال:
فامشِ الهُوَيْنَى إنَّ هذا الثَّرَى**مِنْ أَعيُنٍ ساحرةِ الإحورارْ


أستنطِقُ الأحجارَ هل صافحتِهِ ؟
فإذا بكى حَجَرٌ فإنِّي لاثِمُهْ
وهُنا تسَلَّقَ شاعِرُنا كل معاجِمِ الدهشةِ والرَّهف
لِيُعانقَ قمّةَ جبالِ الأَلْبِ، فَيُذيبَها بحرارةِ مَشاعرِه!
فأيّ شِعرٍ هذا الذي قرأنا؟
وكيف لامسَ هذا المِدادُ الورق فبقيَ بِلا اشتعال؟

ثريا نبوي 01-15-2021 06:35 AM

رد: التَّوأَمَــان
 
فأنا الملوَّعُ في الأماكنِ كلِّها
إنْ غابَ أو سِيقتْ إليَّ نعائمُهْ
:
سأُحاولُ تجربةَ التثبيت
استشهادًا بهذا البيتِ على نفحاتِ الجمالِ وثراءِ المُعجم والبلاغة
وليفعلهُ غيري مشكورًا إنْ لم أستطع :)
تَمّ بتاريخ 15/1/2021

عبد السلام بركات زريق 01-15-2021 11:06 AM

رد: التَّوأَمَــان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين الأقرع (المشاركة 279178)
لا ينفعُ الإشفاقُ ما كتبَ القضا
أو تنفعُ الشيخَ المريضَ مراهمُهْ
حكمة بالغة .. لا فض فوك

صديقي الشاعر
أهلا بك
وأشكرك على تفضلك بالقراءة

عبد السلام بركات زريق 01-15-2021 11:10 AM

رد: التَّوأَمَــان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 279201)

ناقماً يأتي ، فلا يبقي لنا كلمة
ويُلجمُ الزمان بحرفه قبلنا .
قصيدةٌ بـدرسٍ وحكمة
ودرس الحكمة بقصيدة

رائعٌ حدّ الدهشة يا عبد السلام:30:

أهلا بك أختنا ياسمين الحمود
الأروع وجودك هنا

سميحة شفرور 01-21-2021 01:03 AM

رد: التَّوأَمَــان
 
يا توأمانِ سَمَا الجمالُ بواحدٍ
واستعجلَ العُمرَ المُضَيَّعَ تائمُهْ

.
.
إنها مفارقات الحياة وجور الزمان أخي عبد السلام
لازال البيت راسخا بذاكرتي منذ قراءتي الأولى لهذه القصيدة
دمت مبدعا تنصاع له القوافي
تقبل تحياتي ومروري


الساعة الآن 10:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team