دَعوةُ الإسلامِ
 

حــمــدُ ربِّــــي جـــاءَ غــضَّـا ... دامَ لــلــمـولـى لِــيــرضَــى
شــأنُــه فــــي كــــلِّ يـــومٍ ... بــــانَ بــسـطـاً ثـــم قـبـضَـا
صـنـعُ الاَعـلـى قــد تـبـدَّى ... آيـــــــةً طُـــــــولاً وعــــرضَـــا
خــلْــقُــنـا فــــيـــه دلـــيـــلٌ ... قـــــامَ بــالإعــجـازِ مــحـضَـا
وقــــلـــوبٌ قــــــد بــــــدت آ ... يــاتُــهــا خــفــقــاً ونــبــضَــا
وعـــيــونٌ أُلْــهِــمَـتْ فـــــي ... نــومِــهـا غَـــفْــواً وغَــمْـضَـا
أبـــصــرَتْ مِـــــن قــــدرةٍ إذْ ... أســـبــغَ الــنِّـعـمـةَ فــيـضَـا
شـقَّ سـمعاً لـم يـزل في ... جـنـبِـهِ شـكـريَ غَـيْـضَا(1)
ومــــــذاقٌ ســـــاغَ حـــلــواً ... وازدردتُّ الْـمِـلْحَ جَـرْضَا(2)
بِــــيَـــدي امـــتـــازَ حـــريـــرٌ ... وبـلـمسيْ مِـزْتُ نُـعْضَا(3)
وشـذانـي الـمسكُ شـذوا ... ورفــضــت الــزُّهــمَ رفــضــا
آيُ ربِّــــــي قـــــد تـــوالَــتْ ... وبــــــدَتْ رفـــعــاً وخــفــضَـا
ومــــلـــوكٌ قــــــد أُقــيــلَــتْ ... وقــضــاه كــــانَ نَــقْـضَـا(4)
ورِعــــــــــاعٌ ربُّـــــهــــم أس ... دى لــهـم مـلـكـاً وأمـضَـى
وعــــــزيــــــزٌ حــــــافَــــــهُ ذ ... لٌّ مـهـيـنٌ قـــاضَ قـضَّـا(5)
وذلــــيــــلٌ صــــــــارَ عـــــــزّاً ... ومــشـى تـيـهاً وجـضَّـا(6)
مــــالـــكٌ ربـــــــي لــخــيــرٍ ... كــــــان ذا حـــقّــاً وفـــرضَــا
قــــــادرٌ فــــــوقَ الأَشَـــايَــا ... كــلِّــهـا كُـــثْــراً وبَــرْضَــا(7)
ونـــهـــاراً مــولِــجــاً فــــــي ... لــيــلِـهِ دومـــــاً ولَـــضَّــا(8)
وســـــــواداً فــــــي نـــهـــارٍ ... مـولِـجـا لا لـيـس وَضَّــا(9)
مـيـتَـاً احــيـى مـــن حــيـاةٍ ... بــنــظـامٍ لــيــس فــوضَــى
ذا حـــيـــاةٍ مـــخــرجٌ مِـــــنْ ... ذي مـمـاتٍ ذاك قِـضَّـا(10)
قــاســمــاً أرزاقَـــنـــا عـــــد ... لاً بـحكمٍ لـيس بَـهْضَا(11)
مــاحـيـاً مــــا فـــي كــتـابٍ ... مُــثــبِــتـاً كـــــــلاًّ وبـــعــضَــا
مُـــــــنــــــزلاً آيـــــــاتِــــــه لا ... ينبغي عن ذاك جَيْضَا(12)
بـــاعــثــاً مــــنَّـــا رســــــولا ... حــــضَّ بـالـخـيـراتِ حــضَّــا
نــاهـيـاً عــــن مــنـكـرٍ هــــا ... قـــــد عــــلا أمــــرُك غــضَّــا
آمــــــراً خــمــســاً وجـــوبــا ... تـركُها مـا انـفكَّ قَوْضَا(13)
زكِّ مــــــــــالاً ذاك أمــــــــــرٌ ... لا يـــزالُ الـمـنعُ هَـضَّـا(14)
ذاك شـــهـــرٌ بــاحــتـسـابٍ ... فــلْـتَـصُـمْـهُ تـــعـــلُ أيـــضَــا
حُـــجَّ بـيـتـاً ثـــمَّ طُـــفْ يـــا ... ســـاريـــاً لا تــــــنِ رَكْـــضَــا
لإلـــــهــــي فـــاشــهــدَنَّــهْ ... وادْحَـضَـنَّ الـشِّـركَ دَحْـضَـا
ورســـــولــــي صـــدَّقـــنَّـــهْ ... أَقْـبِـلَنْ يـا صَـاحِ وَفْـضَا(15)
ذا بــــــلاغٌ عــــــن إلـــهــي ... فاحْفَضِ الأندادَ حَفْضَا(16)
ونــــــذيــــــرٌ أنْ إلــــــهـــــي ... واحـــــــدٌ فــــوقـــاً وأَرْضَــــــا
وصــــــــــــلاةٌ وســـــــــــلامٌ ... لـشـفـيـعي عـــلَّ يــرضَـى
حــمـدُ ربِّـــي فـــي خــتـامٍ ... واسـمُ ربِّـي دامَ وضَّـا(17)
(1) غيضا: أصله من غاض الماء، أي قل، والمعنى شكري قليل موازةً بتلك النعمة.
(2) جرضا: من جرض الرجل إذا غص بطعام ونحوه.
(3) نُعْضَا: شوك.
(4) النقض: ضد الإبرام، أي أنه جل وعز كان قضاؤه نقضا لما أحكموا بناءه.
(5) قضا: من قاض البناء إذا هدمه.
(6) جض: جضَّ جضّاً أي مشى متبخترا.
(7) برضا: أي قليلا.
(8) لضّا: مضطردا.
(9) وضّاً: أي اضطراراً.
(10) قِضَّا: بكسر القاف وتشديد الضاد، مصدر قضى، ويصح فتح القاف على أساس أنه صيغة مبالغة، والقصر ضرورة.
(11) بهضا: بهضني، أي منعني، أو فدحني، والمقصود أنه لا جور في القسمة.
(12) جيضا: جاض أي حاد وعدل عن الحق.
(13) القوض: البدل، أي أن تركها قوض بالعذاب.
(14) هضّاً: أصله من هاض العظم، أي انكسر بعد جبر، وكذلك حال مانع الزكاة، فالزكاة جبر المال، فإذا مُنعَت هيض المال بمنعها.
(15) وفضا: أي عدوا، والفعل: وَفَضَ.
(16) احفض حفضا: أي ألقه واطرحه من يديك، كناية عن النبذ الشديد للأنداد.
(17) وضَّا: وضَّاء، والقصر ضرورة.

الأخ الفاضل عبد الغفار الدروبي الموقر
لهذه الدعوة الجميلة والرصف
والوصف والإبتهال ورفيع الأدب
الصدارة
تثبيتا
تفضل بقبول التقدير

نظرات الصالحين وومضات المخبتين من أمثالك تفضلت بقبول مهلهل قصيدي فارتقى إلى القبول
شكر الله لكم يا أخي حسن الظن وجعلني الله بكم ومعكم من سكان الظلل ولباس الحلل