|
رسائل الريح
بخطوات رشيقة.. سار إلى مقعده المعتاد في الحديقة ..
نور الصباح غمر المكان..والندى بدأ يتبخّر من حوافّ الجدران.. وذاكرته المتوقّدة ..أفرجت له عن صور متجدّدة.. هنا في الممرّات الحجريّة ..فرأى نفسه في حلّة رياضيّة.. يجري ملوّحاً بيديه في الهواء.. مستنشقاً معه الروائح التي تفوح في الأنحاء.. فمرّة رائحة(القضامة)المحمّصة ..من مؤسّسة لها مخصّصة.. ومرّة عطر شجيرات الياسمين ..المعرّشة على جدران المقيمين.. وتارة رائحة أوراق انتزعها الخريف..وكوّمتها الرياح فوق الرصيف .. واليوم ..رغم البرودة الخفيفة..وغيوم في الأفق كثيفة.. إلّا أنّ كلّ شيء بدا متعطّشاً للحياة.. عصافيرالدوري التي تطارد الفتات .. والقطط التي تستطلع جديد أكياس القمامة ..بأنوف شمّامة.. ويدرج الأطفال على عجلات..حاملين مختلف الحاجيّات.. مشاركين في مهرجان التعطير..بأرغفة مخبوزة في تنانير.. أو بأقراص الفلافل ..المتبّلة بالتوابل.. وهاهو يجلس على مقعده الأثير.. يتلمّس دفتره الصغير.. ويسحب منه ورقة بيضاء .. إلّا من عنوان قصيدة حاول كتابتها في المساء.. فلم يفلح في أن يزيد على كلمة(أحبّك).. ولم يجد طريقة..للتعبير عن حبّه للحديقة.. فجاء إليها هذا الصباح..أملاً في النجاح.. ولم يكد يهمّ بالكتابة ..حتّى هبّت ريح مشاغبة.. حملت من يده وريقة الأشعار.. وألقتها في حضن المرأة التي تتريّض هنا باستمرار .. فقامت من فورها تحمل ماحسبته رسالة عاجلة.. ووقفت أمامه مشيرة إلى القلم قائلة : هل تسمح؟ فمدّه لها بيد مرتجفة محاولاً أن يشرح.. إلّا أنّها لم تمهله ..وكتبت: وأنا أيضاّ.. فتناول القلم وكتب: وأنت أيضاً ..إنّها تستحقّ .. فهي أجمل حديقة في المدينة .. --------------------- مع تحيّات عبدالحكيم ياسين |
نص أنيق كحال صاحبه الحكيم ،
تحيتي وأحترامي لشخصكم الكريم ، |
تعقيب مشكور من عبدالحكيم الكريم..
مع الشكر للتعبير عن الاحترام ومع التقدير ..للاهتمام ولكم أخي الكريم أفرج عن الجزء الذي حذفته من القصّة لاعتقادي بأنها قد تصبح أجمل(يهمّني رأيكم).. وهو الآتي: ---------- في اليوم التالي: من قبو مظلم رطب..خرجا جنباً إلى جنب.. المرأة المتريّضة باستمرار..والرجل الذي يكتب الأشعار.. هي تريد مافي الرياضة من منافع.. وهو يريد التعبير عن الواقع.. بقصّة تصوّر حديقة خضراء.. تكون لسكّان الأقبية العزاء.. والمتنفس النقيّ الهواء.. له ولابنته الوحيدة..التي حملت لها الريح عنوان القصيدة.. ---------------- |
[tabletext="width:70%;"] | [/tabletext]وبخطوات رشيقة حملتنا كلماتك الى المقعد المجاور في تلك الحديقة بقيت ارقب كل الخطوات التي رسمتها في حكايتك هذه وهذا الأسلوب من الكتابة محسوب للكاتب عندما يشعر القارئ وكأنه في قالب الحدث الرشاقة في الاسلوب والسلاسة في سرد الحدث وسهولة الألفاظ تروق لي عندما أدخل الى اي عمل ادبي القدير عبد الحكيم ياسين ربما هذه القراءة الأولى لي لحرفك لكنني سعدت بها تقديري |
اقتباس:
[tabletext="width:70%;"] | [/tabletext]سلام الله عليكم جميعا لي تعقيب بسيط رسائل الريح كما كتبت بدون هذه الاضافة أو ربما التي كانت موجودة أجمل دائما النهايات المفتوحة تجعل القارئ يتشوق ويرسم في نفسه ماذا سيحدث بعد ولكل منا وجهة نظر... أحترمها وأقدرها تقديري للجميع |
شكراً جزيلاً لاهتمامك أختي الأديبة فاطمة..
معك حق.. الإضافة تقلل من الفضاء الذي تتحرك فيه خاتمة النص.. ولكنها من ناحية .. تعطيه شيئاً ما رأيته يفتقده.. مع التحية والتقدير والشكر البالغ لمرورك الثاني |
| الساعة الآن 09:52 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.