منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات التربوية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   الأم في الميزان (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=20349)

د محمد رأفت عثمان 03-19-2016 04:36 AM

الأم في الميزان
 
بسـم اللـه الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
يتساءل الكثيرون عن سبب تعظيم المرأة التي أصبحت أماً , و عن هالتها المقدسة التي تحيط بها , و نحن الذين ما فتئنا نراها بشراً مثلنا , يخطىء و يصيب , بل و إن منهن من يأتي بالكبائر من الذنوب , و بأولاد يقترفن من الإجرام ما يقترفن في حق البشرية جمعاء , فهل نخطىء في تعظيمنا للأم أم أننا لم نتجاوز قط في ذلك عين الحق و الصواب؟
لاشك في أن الإسلام و الشرائع السماوية كلها تحث على معاملة المحسن بالإحسان , فالأم التي حملت ابنها في بطنها تسعة أشهر , معاركة شتى الآلام و مقتربة من حافة الموت في طلقها , و متقلبة في لياليها و أيامها بين إرضاع و عناية حتى تشب هذه الروح الجديدة و تنطلق في مسرح الحياة , لاشك في أنها تستحق أن تكافأ على هذا المجهود العظيم , و هي التي عندما تبذل ما تبذل فإنها تقدم لطفلها أقصى طاقتها , و كيف لا و هو بضعة غالية منها , يؤلمها ما آلمه , و يفرحها ما أفرحه , و في جميع الأحوال فأنت عندما تقدس الأمـ فأنت تقدس أمك التي أسبغت عليك الكثير , و تقدس الجود , و تقدس اللاتي يتمتعن بهذا الخلق العظيم , و تأبى أن تتجاوز كل ذلك العطاء العظيم من دون أن تنظر إليهن نظرة إجلال و تعظيم , متذكراً أن المجتمع و أنت فرد منه قد ازداد ثراء بهذه الأعطيات و تلك التضحيات , فأبوك و أمك , و أخوك و أختك , و زوجك و ابنك , و صديقك و كل من يخدمك و يقدم لك خدمة أو معروفاً هو مكرمة من مكرمات تلك النساء العظيمات
و إذا ما قال قائل أن الأمـ الملحدة و الكافرة يجب ألا تعظم من قبل المجتمع و الناس عموماً و ذلك لأنها ترضع ابنها كفراً و إلحاداً فهذا أقل ما يمكن أن يجاب عنه أن الإيمان بالله هو علاقة بين العبد و ربه و ليس لنا التدخل فيها و محاسبة الكفار على كفرهم طالما أنهم لم ينابذونا العداء و القتال و لم يتخطوا القوانين و الأنظمة , و أما ما يمكن أن يقال بشأن المفاسد التي تطبع الأمـ في عقل ولدها فهي لا شك محاسبة عليها , و ذلك وفق قوانين معينة , يقوم بها من لديه صلاحيات تطبيقها , غير هادر إحسانها الذي أحسنت , و فضلها الذي تفضلت , و مطالَبَةُ الولد بحقه من أمه التي سارت به في درب المعاصي و الآثام حق لا يستطيع أحد أن ينكره عليه , فله في ذلك ما له , و عليه في الإحسان إليها كما أحسنت إليه ما عليه , غير متهم إياها أنها أنجبته شهوة و ربته استمرارية لذاتها و بذلك يُسْقِطُ عنها قدسيتها و يعيدها امرأة عادية , لافضل لها عليه , فالقول في ذلك أنها عندما فعلت ذلك أرادت استمرارية لذاتها غير انقطاع , دفعت ثمنها صبراً و ألماً , و أرادتها مليئة بالحبً و البرً , لا بالتنصل و الجفاء , أعطت فارتقت , و ليس لأحد أن ينزلها من مقامها هذا بعد أن تبوأته, تماماً كاللبن لا يعود في الضرع الذي نزل منه أبداً.
تحية لك أيتها السيدة العظيمة في يوم عيدك , تحية إكبار و تكريم , تحية حب و وفاء .
الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 19 شباط 2016

د محمد رأفت عثمان 03-20-2016 09:48 AM

يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق


د محمد رأفت عثمان 03-21-2016 04:26 AM

و يقول :
الأم أستــاذ الأساتــذة الألــــى--- شغلت مآثرهم مدى الآفـــــاق

د محمد رأفت عثمان 03-22-2016 01:37 PM

مصدر أبيات الشعر : الموسوعة العربية للمعلومات


الساعة الآن 12:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team