شخيرٌ في مؤتمرِ السلام
 

مازلتُ أقلبُ الصفحاتِ الباكية من عصرِ الضجر
منذُ نصفَ قرنٍ وأكثر سكنَ الدمعُُ مُقلَتي
شهدتُ الحروبَ ورمادها
وصنعتُ لنفسي زورقَ النجاةِ من الغرق
منذُ أكثرِ من نصفِ قرن
هجرتْ العصافيرُ أعشاشها
فهناكَ من اصطادها
و ألبسها لجامَ الفقر
وقبعةً استعداداً لذبح
ليست سنة بل سنين ..!!
و روايةُ الدمعِ ما زلت تُكتبْ
تحكي القصة
قصةَ وطنٍ سرقوه
وقصةَ الوطنِ الشهيد
حكايةِ شعبٍ قد مات
سلبوه الحياة
وفي مؤتمراتِ السلام
أهدوهُ الكفن
والشرقُ نائم
يلهوا في زوايا المكائد
وختامِ مؤتمراِتهم
صورةٌ تذكارية للقادةٍ تشهد
بأنَ على السلام ألفِ سلا مٍ وسلام
وصورٌ شتى لوطني مبعثرة
أمٌ فلسطينية زغاريدها تسبقُ البكاء
وقابيل وهابيل اجتمعوا كالأعداء
رضيعٌ يرضع من ثدي أمهِ الميتة
إيمان عصفورةٌ بشهورها الأربعة مُزقتْ أحشائُها ..( إيمان حجو)
سوسن صاحبةِ الأربع عشرة شمعة
خلف القضبان تُضطهدْ ( سوسن ألزقي)
محمد تمرغَ شهيداً في ترابِ الوطن ( محمد الدرة )
دير ياسين , عسلين , إشوع , البرية , جمزو , السوافرية , عنابة وقائمة التهجيرِ ستبقى تُكتبْ
شبابا وشيبا كلَ يومٍ يسقطون
سالت دماؤهم في المدارس
في البيوت, في الأزقة وفي كلِ مكان
تلوّن الفجر بدمائهم
وللأسف الكل لذلكَ يشهد
و لدمعِ وطني الكلُ يتنكر
و لا نجد في أشعارِهم غير الرثاء
وفي مؤتمراتهمْ يثرثرون
و أغلب الأحيانِ نراهم نائمون
ويفرحُ الغرب
بشخيرهِمْ المعهود!

نعم أنهم يفرحون
بشخيرهم المعهود
وصورهم التذكاريه
ومؤاتمراتهم الوهميه
التي لا طائل منها غير
أن تزيد الطين بله
وقد يأست الشعوب
منهم والأمل لقضية
فلسطين هو في الله
ثم في الشعوب التي
تصنع التغيير ليلوح فجر
جديد في الأفق .
أ . مرام عياد
نص قوي ومعبر .
لك خالص التحيه .