منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ارتشفت الحب غرورا (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8751)

ديمة زيدان 04-30-2012 01:43 PM

ارتشفت الحب غرورا
 
أكثر ما جذبها إليه عقله المريض، كانت تعي أن الوضع مستفحل، وأن عقله تآكل كما يتآكل الحديد جراء الصدأ، شموع حمراء وسقف خشبي وموسيقى هادئة ملامح لقائهما الأول، عرف عن نفسه سرد الوقائع بحديث حزين متزن ، جعل قلبها رهن إشارة منه.
قالت لي: هو ذا

غبية ، بلهاء ، لم أعهدها بهذا الحمق ، أخبرتها بأنها لا تستطيع أن تعود لأيام السذاجة الطفولية، ليس بإمكانها أن تختار ما تشاء من الأدوار فتعيد حبكة القصة من جديد، لا يمكن الآن أن تتجسد في شخصية الطبيب، وأي طبيب ذاك الذي يعالج القلوب المنكسرة .

قالت : أن حبها له سيقلب كيانه رأسا على عقب، أرادت أن يكون للحب برهانا ودليلا، ليبارك العالم لها ذاك العشق، هذا ما جنته من تخصصها في علم الرياضيات المعاصر.
( برهن أن).


كم تثير بي الاشمئزاز ،هل تعتقد أنا ما زلنا على مدرجات الجامعة لتتحدى الجميع بأن هناك خطأ في المعادلة لذا توصلنا إلى نهاية خاطئة ؟، لماذا العناد؟، لماذا لم تختر الحب السهل؟، زوج خالي من الامراض وأبناء أصحاء.

إنها تعذبني معها، أنا أعرفها جيدا ،هي لم تبحث عن الحب بقدر ما استحوذها الغرور، رأت نفسها متفوقة في كل شيء ، فلن يعجزها أن تتفوق في عالم الحب والهوى ، مغرورة ، غبية ..... غبية ..... غبية ، ألم تستنج بعد بأن تفوقها مردوده وفضله لي، وأني لا أوافق على لغة القلوب، لقد أخبرتها بلغة الأرقام والمنطق، بأن لا قلب له لقد لاكه الزمان وبصقه .

تلك حمقاء لم تستمع لي ، رسمت ألوان الزهر على وسادته، فسارعها برسم قضبان السجن على جدران غرفة نومهما ، أرادت أن تخرجه من عالم الاكتئاب فأدخلها عنوة إليه.

لم يخرج ، بل دخلت هي.

أما القشة التي قصمت ظهر البعير، أن تجبرني على الانتحاب، فلا لم أعد أطيق أن أبقى حبيسة جسدها ،وأن تسيرني على أوامر نبض قلبها، كم أرغب أن أمزق طبقات الجلد تلك، حان للعقل أن يعود فيستلم زمام أمورها، فلا بد أن أعود هي قبل أن تدخل عالمه.

.

قلب وفؤاد.
وصراع حب،
وشريط من ذكريات،
لا يمل من الإعادة.
لكن الفؤاد أدماه الحزن، ويعتريه الغضب، لا يقبل الهوادة.
إني أٌقبل الآن جدران الغرفة،
وأحتضن الوسادة.
فهي حبيبتي قبلك، وحبيبتي معك، وحبيبتي بعدك.
هذا عقل وجنون.
فما أنت صانع في عقل مجنون؟!!!!.
لا يجد الطريق إلى العيادة

ريم بدر الدين 08-04-2012 03:14 PM

نص قصي آخر بحبكة متقنة و جميلة
ثيمته تحمل مقولة مهمة خصوصا ان من يتولى السرد هو من يفترض انه يمارس علينا تانيب الضمير لكنه لا يملك القوة لتنفيذ قراراته
الطريقة التي صاغت بها ديمة زيدان القصة كانت مبتكرة و جديدة
القاصة ديمة زيدان
أحيي هذا القلم الرائع

جليلة ماجد 08-05-2012 07:47 PM

لا مانع يا جميلة ..!

لا مانع أبداً فلطالما تزوج العقل الحب و الجنون معاً ...

يا لها من قصة تقلب الطاولة على وجوهنا ...!

جميلة !!


الساعة الآن 08:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team