منتديات منابر ثقافية - هيّا الْحقِي بِالرَّكْبِ يا صَنعاءُ

في ذكرى معركة الكرامة الخالدة التي تزامن حضورها في وقتٍ تبحث فيه العواصم العربية عن كرامة أخرى

هيا الْحَقِي بالرّكْبِ يا ( صنْعاءُ )
وتحرّكي للمجدِ يا (فيْحاءُ)

وتقدّمي( أردنُّ )لا تتأخري
عن قمّةٍ يرقى لها العظماءُ

إن (الكرامةَ) من صنيع جنودكم
في أرضكم قد أبدع الشرفاءُ :

نصرا يضيء الضفتين فزغردتْ
(عمّانُ) وابتهلتْ به ( الزّرقاءُ)

قد أربكتْ مَنْ ظنّ أرْضي نزْهةً
لم يلتقطْ نَفَسَا بها الغرباءُ

في ساحةٍ دَمُنا يغازلُ صخرها
بقصيدةٍ تصغي لها الخنساءُ

من شرفة اليرموك ينظر خالدٌ
ومن العراق تراقبُ ( الزوراءُ)

وتسلّق الحجّاجُ يُشْهرُ رُعْبَه
فتبسّمت لتغيظَه ( أسماءُ)

هو نُدرةٌ.. إنْ أعدموه.. فمثله
ما أنجبتْ في العالمين نساءُ

حتى متى يبقى الخؤون بقصرِه
ويسوس في الأوطان كيف يشاءُ

حتى متى بالسوط يزجر أمّةً
في حضنها يتخرّج العلماءُ

ويظنّ أنَّ الله أنزله لنا
قبسا من القرآن فيه شفاءُ

ويظنُّ إنْ تركَ البلادَ لأهلها
سيدبُّ في قلب البلاد بلاءُ

فتراه يغرز داءَه بوريدنا
ليقولَ : إني للشعوب دواءُ

وتراه يطلقُ خلفهم غلمانَه
ليفضَّ ما قد أحدث الفرقاءُ

يبدو حياديّا بثوب براءةٍ
وكذا تبدّل لونها الحرباءُ

يكفيك مدّعيا بأنك ربُّنا
وبأنّ شعبَك أمّةٌ حمقاءُ

لسنا عبيدك قد أسأت سكوتنا
يا ويل من فينا الظنون أساءوا

أرنا كتابك مذ مَلَكْتَ رقابنا
وانظرْ صحافك .. إنها سوداءُ

ارحلْ فما ذرفت ْ عليك مدينةٌ
أو شارعٌ من بعدكم يستاءُ

ارحل فما عطشتْ ربوع بلادنا
بعد الرحيل يجول فيها الماءُ

ارحل سَيُشفى خافقي من فرحةٍ
ويُزالُ من جسد البلاد الداءُ

ارحل سيُبْعَثُ مجدُنا من قبره
وتعود تُشْهِرُ سيفَها الصحراءُ