منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=754)

حميد درويش عطية 10-11-2010 04:49 PM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( جهاد النفس )
-------------------------------------

قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
( إن رسول اللّه -صلى اللّه عليه وآله- بعث سرية ، فلما رجعوا قال : مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر ، وبقي عليهم الجهاد الأكبر ..
قيل : يا رسول اللّه ، وما الجهاد الأكبر؟ ..
قال: جهاد النفس ..
ثم قال : أفضل الجهاد ، من جاهد نفسه التي بين جنبيه ) ..
ما هو السر في أن الجهاد الأصغر ، أطلق على الحرب ، وجهاد النفس هو الجهاد الأكبر ؟..
أولاً :
في الجهاد الأصغر العدو واضح المعالم ، بإمكان الإنسان أن يشخصه ويهاجمه ..
أما الجهاد الأكبر : فهو مع موجودين ِغير مرئيين ِ :
النفس ، والشيطان ؛ { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } ..
وكذلك النفس التي هي أقرب الأشياء إلينا ؛ من عرف نفسه فقد عرف ربه ، فإننا لا نراها ..
ليس هناك إنسان رأى وجهه حقيقة ؛ فكيف بنفسه ؟!..
ثانياً :
الجهاد الأصغر جهاد مقطعي ..
حروب الجاهلية كانت حروبا طويلة ؛ كحرب البسوس وغيرها ..
أما حروب الإسلام ، وحتى حروبنا هذه الأيام ، هي حروب مقطعية تستمر لعدة أيام وتنتهي ..
بينما جهاد النفس ، الجهاد الأكبر يبدأ مع البلوغ ، وينتهي بموت الإنسان ..
إذ لابد للإنسان في كل يوم من مجاهدة نفسه ..
فإذن ، إن مجاهدة النفس فيها أمد طويل ، ومحاربة الأعداء فيها أمد قصير .
ثالثاً :
الحرب مع العدو إذا كانت شرعية ، فالنتيجة هي إحدى الحسنيين :
إما الظفر ، وإما الشهادة في سبيل الله ..
بينما الحرب مع النفس : إذا خسر الإنسان في هذه المعركة ؛ معنى ذلك خسران الأبد ..
فالذي يهزم أمام العدو هو شهيد ، أما الذي يهزم في معركة النفس ، ليس فقط ليس بشهيد ؛ بل إنسان خاسر ، وإنسان مسكين وفقير .
فإذن ، إن الفروق مخيفة جداً بين الجهاد الأكبر ، والجهاد الأصغر !..
ما معنى جهاد النفس ؟..
أي أن يقف الإنسان أمام النفس في مرحلتين :
المرحلة الأولى لازمة ..
الجهاد الواجب : أن يقف الإنسان أمام نفسه في الحرام ، فإذا قيل له : هذا لا يجوز ، يقف فوراً ودون تردد !..
من يشتكي النساء السافرات هذا على شفا حفرة ، والحال أن المؤمن يجب أن لا تأتيه الشهوة أصلا ، ولا يرى أن هناك أي إغراء في البين ..
فإذن ، إن المؤمن أمام الحرام لا يحتاج إلى جهاد .
المرحلة الثانية مفضلة ..
الجهاد المفضل : بعض الأوقات الإنسان تنازعه نفسه إلى أشياء محللة ، ولكن ذلك قد يقلل من شأنه ، مثلا :
إنسان جالس على مائدة ، وأمامه طعام قليل؛ وهناك طعام شهي على بعد مسافة ؛ فهل المؤمن يمد يده إلى ذلك الطعام ؟..
والحال أنه يستحب للمؤمن أن يأكل مما يليه ..
هذا أيضا جهاد نفس !..

11 / 10 / 2010

حميد درويش عطية 10-12-2010 05:48 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد

( صفات التوبة النصوح )
-------------------------------------
إن هناك توبة نصوحا ، وهناك توبة ما دون التوبة النصوح ..
أما التوبة النصوح ؛ فهي أرقى من التوبة المتعارفة ..
وللتوبة النصوح معالم ، منها :
- الزهد في الحرام ..
من آثار التوبة النصوح ، أن يزهد الإنسان في الحرام ، الذي كان يرتكبه ..
تارة الإنسان يرتكب الحرام ، ويتركه حقيقة ؛ ولكن نفسه تنازعه للحرام بين وقت وآخر ..
مثلا : إنسان مدمن على مشاهدة الصور المحرمة ، إذ أن بعض المحرمات في فترة من الفترات ، تتحول إلى مادة مخدرة ..
لهذا تراه في شهر رمضان ، يفطر على الحرام .
وعليه ، فإن التوبة النصوح ليس أن يترك الإنسان الحرام ، وكل يوم يعزم على كسر التوبة ، ولكن يجاهد نفسه .. هذا الإنسان في يوم من الأيام ، سيرتكب الحرام في ساعة ضعف .. لأنه وهو في بلاد المسلمين ، قد يأتيه الحافز للتوبة ، وعدم كسرها .. أما في أول سفرة للبلاد الأجنبية ، وهو في الفندق ، في منتصف الليل ؛ حيث لا رقيب ولا حسيب ، ما الذي يعصمه في ذلك المكان ؟..
فالشيطان عندما يرى العدو في مكان آمن ، ينتظر كي يستفرد به في يوم من الأيام ، حيث لا معين له ولا ناصر .
فإذن ، من معالم هذه التوبة أن يزهد الإنسان في الحرام ، الذي كان يرتكبه ، وعلامة الزهد واضحة :
البعض عندما يرتكب حراما في بلد معينة ، يكره تلك البلدة ، لا يذهب إليها حتى لا يذكره بالحرام ..
والسوق الذي وقع فيه الحرام ، لا يدخله اشمئزازا منه ..
- الباطن كالظاهر ..
أغلب الناس ظواهرهم خير من بواطنهم .. نعم، أحدنا : سمعته ، وظاهره ، وكلام الناس عنه ؛ أكثر من الواقع ..
( التوبة النصوح : أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل ‏) ..
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
( لو تكاشفتم لما تدافنتم ) ؛
أي لو علم بعضكم سريرة بعض ؛ لاستثقل تشييع جنازته ودفنه ..
أمير المؤمنين ( عليه ِ السلام) يذكر موصفات قياسية للتوبة الصحيحة :
سمع الإمام علي (عليه السلام) رجلاً يقول : أستغفر الله !.. فقال :
( أتدري ما الاستغفار ؟.. الاستغفار درجة العليين ، وهو اسم واقع على معان ستة ، وهي :
1- الندم على ما مضى من المعصية أبداً .
2- العزم على ترك المعصية أبداً .
3- أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم ، حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة .
4- أن تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤدي حقها .
5- أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ لحم جديد .
6- أن تذيق الجلد ألم الطاعة، كما أذقته حلاوة المعصية .. فعند ذلك تقول : أستغفر الله ) .
نحن على الأقل نأخذ الشقين الأولين :
الندم على ما مضى ، والعزم على عدم العود في المستقبل ..
إذا كان الأمر كذلك ، يصدق على الإنسان أنه تاب عن ذنبه ، ثم يؤدي حق المخلوقين .

12 / 10 / 2010

ناريمان الشريف 10-12-2010 08:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 34080)
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد

( صفات التوبة النصوح )
-------------------------------------
إن هناك توبة نصوحا ، وهناك توبة ما دون التوبة النصوح ..
أما التوبة النصوح ؛ فهي أرقى من التوبة المتعارفة ..
وللتوبة النصوح معالم ، منها :
- الزهد في الحرام ..
من آثار التوبة النصوح ، أن يزهد الإنسان في الحرام ، الذي كان يرتكبه ..
تارة الإنسان يرتكب الحرام ، ويتركه حقيقة ؛ ولكن نفسه تنازعه للحرام بين وقت وآخر ..
مثلا : إنسان مدمن على مشاهدة الصور المحرمة ، إذ أن بعض المحرمات في فترة من الفترات ، تتحول إلى مادة مخدرة ..
لهذا تراه في شهر رمضان ، يفطر على الحرام .
وعليه ، فإن التوبة النصوح ليس أن يترك الإنسان الحرام ، وكل يوم يعزم على كسر التوبة ، ولكن يجاهد نفسه .. هذا الإنسان في يوم من الأيام ، سيرتكب الحرام في ساعة ضعف .. لأنه وهو في بلاد المسلمين ، قد يأتيه الحافز للتوبة ، وعدم كسرها .. أما في أول سفرة للبلاد الأجنبية ، وهو في الفندق ، في منتصف الليل ؛ حيث لا رقيب ولا حسيب ، ما الذي يعصمه في ذلك المكان ؟..
فالشيطان عندما يرى العدو في مكان آمن ، ينتظر كي يستفرد به في يوم من الأيام ، حيث لا معين له ولا ناصر .
فإذن ، من معالم هذه التوبة أن يزهد الإنسان في الحرام ، الذي كان يرتكبه ، وعلامة الزهد واضحة :
البعض عندما يرتكب حراما في بلد معينة ، يكره تلك البلدة ، لا يذهب إليها حتى لا يذكره بالحرام ..
والسوق الذي وقع فيه الحرام ، لا يدخله اشمئزازا منه ..
- الباطن كالظاهر ..
أغلب الناس ظواهرهم خير من بواطنهم .. نعم، أحدنا : سمعته ، وظاهره ، وكلام الناس عنه ؛ أكثر من الواقع ..
( التوبة النصوح : أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل ‏) ..
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
( لو تكاشفتم لما تدافنتم ) ؛
أي لو علم بعضكم سريرة بعض ؛ لاستثقل تشييع جنازته ودفنه ..
أمير المؤمنين ( عليه ِ السلام) يذكر موصفات قياسية للتوبة الصحيحة :
سمع الإمام علي (عليه السلام) رجلاً يقول : أستغفر الله !.. فقال :
( أتدري ما الاستغفار ؟.. الاستغفار درجة العليين ، وهو اسم واقع على معان ستة ، وهي :
1- الندم على ما مضى من المعصية أبداً .
2- العزم على ترك المعصية أبداً .
3- أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم ، حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة .
4- أن تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤدي حقها .
5- أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ لحم جديد .
6- أن تذيق الجلد ألم الطاعة، كما أذقته حلاوة المعصية .. فعند ذلك تقول : أستغفر الله ) .
نحن على الأقل نأخذ الشقين الأولين :
الندم على ما مضى ، والعزم على عدم العود في المستقبل ..
إذا كان الأمر كذلك ، يصدق على الإنسان أنه تاب عن ذنبه ، ثم يؤدي حق المخلوقين .

12 / 10 / 2010

اللهم إنا نسألك توبة نصوحاً
يارب يا رحمن يا رحيم

بارك الله فيك أخي حميد
زاد طيب



..... ناريمان

حميد درويش عطية 10-12-2010 08:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 34130)
اللهم إنا نسألك توبة نصوحاً
يارب يا رحمن يا رحيم
بارك الله فيك أخي حميد
زاد طيب

..... ناريمان

آمين .... يا ربَ العالمين
اللهمَ أعِنا على التزود ِ بزاد ِ التقوى
و
صل ِ على محمد ٍ و على آل ِ محمد
جزاك ِ اللهُ خيرا ً
يا خيرَ أخت
و جعلك ِ من المتزودين َ بزاد ِ التقوى

حميد

12 / 10 / 2010

حميد درويش عطية 10-13-2010 05:47 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( لزوم محاسبة النفس )
-------------------------------------
كيف نحاسب أنفسنا ؟..

أوصى النبي ( صلى الله عليه وآله و سلم ) أبا ذر فقال :
( يا أبا ذر !.. حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، فإنه أهون لحسابك غداً ، وزن نفسك قبل أن تُوزن ، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية ) ..
وقال ( صلى الله عليه وآله و سلم ) :
( يا أبا ذر !.. لا يكون الرجل من المتقين ، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم من أين مطعمه ، ومن أين مشربه ، ومن أين ملبسه ، أمِن حلال أو من حرام .. يا أبا ذر !.. من لم يُبال من أين اكتسب المال ؛ لم يبال الله من أين أدخله النار ) ..
الحساب في الدنيا قابل للتدارك !..
فالإنسان من الممكن أن يوفر على نفسه عقبات طويلة جدا في المحشر باتصال هاتفي ، مثلا :
إنسان ظلم مؤمنا في الحياة الدنيا ، من السهل أن يعتذر ممن أساء إليه ..
هناك أناس لهم نفس سمحة في الدنيا ، بإمكان الإنسان أن يرضيهم بكلمة واحدة .
أحدهم يقول :
بعد سنواتٍ طويلة من الاستئجار ، جمعت مبلغا من المال لأشتري به بيتاً ، وضعت هذا المال
في مكانٍ ما في المنزل ، يقول :
جاءنا ضيف محترم ، وإذا بهذا الضيف يعرف أن هناك مالا ، فأخذ المال كله وذهب ..
يقول : اتفقنا على ألا نكشف سره لأحد ، والسبب أن هذا إنسان من عائلة وجيهة ، فلو ذهب ماء وجهه لذهب ماء وجه العائلة ..
ومرت الأيام ، يقول :
وإذا بهذا السارق أمام عيني ، وكأنه كان يريد أن يذهب إلى الحج ، قال :
يا فلان !.. أتبرئني الذمة وأشار إلى الحادثة ، قلت له :
اذهب ، لا أريد أن أراك ، لماذا ؟.. يقول : لا أريد أن أراك وفي وجهك ذل الاعتذار، سامحتك ، وأنا لا أتحمل أن أراك بهذا الشكل ، وأنت خجل مني ..
عبد من عباد الله ، لا يتحمل خجل سارق سرق كل ما عنده ، فكيف برأفته جل جلاله وعم نواله ؟!..
فإذن ، لو بقي الأمر إلى عرصات القيامة ، كم كان سيأخذ من حسنات هذا السارق ؟!.. ولكن بموقف بسيط أبراه الذمة وانتهى الأمر !..
ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( يا أبا ذر !.. لا يكون الرجل من المتقين ، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم من أين مطعمه ، ومن أين مشربه ، ومن أين ملبسه ، أمِن حلال أو من حرام .. يا أبا ذر !.. من لم يُبال من أين اكتسب المال ؛ لم يبال الله من أين أدخله النار ) ..
هذه الأيام المطاعم التي تبيع السحت ولحم الخنزير ، والسوائل التي تحتوي على بعض المواد الكحولية كثيرة جدا وفي سوق المسلمين ، فالمؤمن دقيق جدا في كل تصرفاته ، ويعلم ماذا يأكل وماذا يشرب !..
آلية عملية للمحاسبة :
هناك محاسبة ، ومشارطة ، ومعاقبة :
المحاسبة تكون آخر الليل ، أو بعد كل فريضة يحاسب الإنسان نفسه : من الظهر إلى المغرب ، ومن المغرب إلى الصباح ..
ثم المشارطة أول الصباح ، يخرج من المنزل ثم يشترط على نفسه :
أن لا يغتاب ، وأن لا يهذر ، وأن لا ينظر.. وإذا خالف الأوامر؛ يعاقب نفسه بتكاليف الشريعة ..
مثلا :
هو ليس من أهل الليل ، إذا أكل أكل مشتبها يقول : لابد أن أقوم الليل هذه الليلة ، أو يؤدب نفسه بحضور صلاة الجماعة شهرا صباحا ، فيهجر لذيذ الفراش ..
يا لها من معاقبة جميلة !.. هذه معاقبة حسنة ، وفي طريق التكامل ، وليست معاقبة توجب له انهيارا عصبيا كأن يترك الطعام مثلا .. أو يعاقب نفسه شهرا كاملا ، فيؤدي كل المستحبات والنوافل اليومية .. هذه عقوبة جيدة للنفس !.. أو يقضي ما في ذمته من الصوم الواجب ، أو يصوم صوما مستحبا ..
فإذن ، هناك مشارطة أول الصباح ، ومحاسبة آخر الليل ، ومعاقبة إن رأى في نفسه خللا .

13 / 10 / 2010

حميد درويش عطية 10-14-2010 05:45 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( لولا هؤلاء لأنزلت عذابي )
-------------------------------------
إن رب العالمين كان دأبه في الأمم البائدة ، تعجيل العقوبات في الدنيا قبل الآخرة ، ومن تلك العقوبات أنه قلَبَ مدنَ قوم ِلوط عاليها سافلها ، وأرسل الجراد والقمل على بني إسرائيل ، وكان هناك ما يسمى بالمسخ قردة وخنازير ، وغير ذلك من أنواع العذاب ، الذي كان ينزل على الأمم السابقة ..
ولكن رب العالمين ببركة نبي الرحمة ....
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
رفع العذاب المعجل عن هذه الأمة ....
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } .
وكذلك من أسباب رفع العذاب :

المتحابون في الله ..
هذا العنوان عنوان نادر جدا ً !..
فالذي يحب أحدا في الله، لابد أن يلغي منه كل امتيازاته الدنيوية ، ولا يُبقي إلا إيمانه ..
إذا وصل إلى هذه المرحلة من الحب ؛ هذا يسمى الحب في الله ..
وإلا فإن الدواعي الخفية ، هي من موجبات عدم انطباق هذا العنوان ..
وهنيئا لمن كان له في الدنيا أخ واحد يحبه في الله عز وجل !..

يعمرون المساجد ..
عبارة عمارة المساجد لها معنيان :
العمارة البنائية :
أي إنسان يبني مسجدا ، أو يساهم في بناء مسجد ..
وهناك عمارة في الحضور :
أي أن يأتي الإنسان إلى المسجد ، فيكون وجوده في المسجد عنصر جذب للآخرين ..
مثلا :
بعض أساتذة الكليات في الجامعة ، عندما يأتي ليصلي في المسجد ؛ فإن طلابه في الجامعة يتأسون به !..
هذا الإنسان بمجيئه للمسجد يعد من عمار بيوت الله عز وجل ..
في بعض البلاد التي فيها صبغة عشائرية ، عندما يأتي شيخ العشيرة للمسجد ، يكون سببا في حضور أبناء العشيرة إلى المسجد ، وهكذا !.. ولعله - والله العالم - الإنسان الذي يكون عنصر جذب لعشرات الأشخاص ، يكون أقرب لمعنى عمارة المسجد ، من الإنسان الذي يساهم في بناء المسجد ..
فالذين يلتزمون الحضور إلى المساجد ، وقد يكون منهم أساتذة في الجامعات ، يأتون إلى المسجد قبل الصلاة
بفترة ، ويخرجون بعد الصلاة بفترة ؛ لأنهم يعيشون لذة الأنس في بيوت الله عز وجل ..
قال رسول الله ( صلى الله عليه ِ و آله ِ و سلم ) :
( سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله )
وذكر منهم : ( رجل قلبه معلق بالمساجد ) ..
هؤلاء إذا لم يُصلّوا في اليوم والليلة فرضا واحدا في المسجد ؛ فإنهم يعيشون حالة الاختناق !..

ويستغفرون في الأسحار ..
في بعض الأوقات ، يضطر المؤمن للذهاب إلى الأسواق التي يغلب عليها ما يغلب من الأصوات ، فيتعمد ذكر الله - عز وجل - في ذلك المكان المليء بالغافلين ..
رب العالمين يطلع على هذا السوق ، فيرى الناس في لهو ولعب وحرام ، وهذا العبد يمشي وفي قلبه ذكر الله عز وجل ..
حتى أن البعض عندما يرى صور الفساد ، فإنه يبكي بين يدي الله - عز وجل - لما يراه من المنكر؛ هذا كم وزنه عند الله عز وجل !..
وفي الأعراس كذلك يغلب جو من الاسترسال ، ولكن المؤمن يتعمد أن يكون ذاكرا في هذه الأجواء ..
وأيضا ساعة السحر ، من الساعات التي يغفل عنها الكثيرون ..
حيث أن الكل يهدأ في آخر الليل ، ولا يستيقظ إلا الأولياء الصالحون ،
{ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
مؤمن يقوم من نومته في جوف الليل ، ويتضرع إلى الله عز وجل ، ويستغفر لأربعين مؤمنا ، والأربعون كلهم نائمون ..
هذا المنظر كم هو جميل عند الله عز وجل !..
إلهي حليف الحب في الليل ساهر *** يناجي ويدعو والمغفل يهجع
هذه مناظر ملفتة في عالم الوجود ، هذه المناظر تسجل ، وتعرض في شاشات عملاقة يوم القيامة !..

14/ 10 / 2010

رقية صالح 10-14-2010 11:10 PM


قال الصديق رضي الله عنه: "احرص على الموت توهب لك الحياة".

وروي أنَّ سيده قال له يوماً وهو يرعى الغنم:

اذبح لي شاة وأتني منها بأطيب مضغتين، فذبحها ثم أتاه بالقلب واللسان.

ثم قال له يوماً آخر:

اذبح لي شاة وألق منها أخبث مضغتين، فألقى القلب واللسان.

ولما سئل قال:

إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، وليس شيء أخبث منهما إذا خبثا".

حميد درويش عطية 10-15-2010 06:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية صالح (المشاركة 35069)

قال الصديق رضي الله عنه: "احرص على الموت توهب لك الحياة".
وروي أنَّ سيده قال له يوماً وهو يرعى الغنم:
اذبح لي شاة وأتني منها بأطيب مضغتين، فذبحها ثم أتاه بالقلب واللسان.
ثم قال له يوماً آخر:
اذبح لي شاة وألق منها أخبث مضغتين، فألقى القلب واللسان.
ولما سئل قال:
إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، وليس شيء أخبث منهما إذا خبثا".

أشكرك ِ أختي رقية
على المرور و المشاركة
باركَ اللهُ تعالى فيكِ
تقبلي تقديري

15 / 10 / 2010

حميد درويش عطية 10-15-2010 06:20 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( زيادة التحفظ عند زيادة العمر )
-------------------------------------
إن من بلغ سن الأربعين أخذ بلغته من الدنيا :
قلَ من لم يتزوج إلى هذا السن ، ومن تزوج قلَ من لم يحصل على ذرية في هذا السن ..
أي أنه جرب متع الدنيا :
زوجة ، وذرية ، ووظيفة ..
البعض بعد سن الأربعين يتقاعد ، ويتفرغ لآخرته ، فمن لم يغتنم الفرصة بعد الأربعين ، هذا الإنسان ملوم !..
ليس معنى ذلك أن يفعل ما يشاء ، إنما حساب الشاب يختلف عن حساب الإنسان في سن الأربعين ..
ذلك السن الذي ينبغي حسابه حسابا شديدا ..
إن الإنسان الجاهل قد يعذر في بعض الأمور ، طبعا ليس الجاهل المقصر ، لأن الجاهل المقصر هو في دائرة العتاب واللوم ، عندما يسأل الله - تعالى - العبد يوم القيامة ويقول له :
لم فعلت هذا ؟.. يقول العبد : يا إلهي لم أكن أعلم ، يقول الله - تعالى - له : هلا تعلمت !..
في زماننا هذا الجاهل القاصر قليل جدا ، لأن كل شيء يلهج بآيات الله - عز وجل - من المساجد ، إلى التلفاز ، إلى الانترنت .. وبالتالي ، فإن الجهل للبعض عذر ، وطيش الشباب للبعض الآخر عذر ..
الشاب المراهق قد يعذر، ولكن إذا بلغ من العمر ما بلغ ؛ فإن محاسبته تكون أشد .
من هو المتقي ؟..
البعض يقول :
أن المتقي هو الذي لو سلطت عليه كاميرا خفية من الصباح إلى المساء ، وهو لا يدري ، وقيل له :
نريد أن نعرض ذلك الشريط على الفضائيات .. فإذا رفض يكون إنسانا غير متق ، ولكن إذا قال :
ليس هناك ما أخاف منه ؛ فهذا الإنسان هو الذي يخشى الله في الغيب ..
هذا الجدار ارتفع بينه ويبن الناس ، هل أثر في علاقته برب العالمين ؟..
مشكلتنا أننا نتعامل مع الله وقد جعلناه أهون الناظرين إلينا ، فلا نرعى حرمة الرب في الخلوات .
إن سن الأربعين هي سن المؤاخذة ، ولكن هناك بعض الأمور هي بحكم سن الأربعين ، أي من موجبات تغليظ المحاسبة والمراقبة على العبد، منها :
أن يكون المرء ابنا لوالدين صالحين ، أو أن يكون في بلاد المسلمين ، أو جارا للمسجد ، أو عنده مسجد ؛ هذه الأمور تدخل في الحساب ..
وكذلك التوفيقات العبادية ، مثلا :
إنسان ذهب للحج ، ومن الأسبوع الأول ارتكب مخالفة ..
أو في شهر رمضان حيث أجواء الرحمة ، فيعصي ربه ليلا ..
هذا الإنسان من الممكن أن لا يسامح !..

15 / 10 / 2010

حميد درويش عطية 10-16-2010 06:17 AM

بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( أنواع الظلم )
-------------------------------------
الظلم ثلاثة :
ظلم يغفره الله ، وظلم لا يغفره الله ، وظلم لا يَدَعه ..
فأما الظلم الذي لا يغفره الله - عز وجل - فالشرك بالله ..
وأما الظلم الذي يغفره الله - عز وجلّ - فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ ..
وأما الظلم الذي لا يدعه الله - عزّ وجلّ - فالمداينة بين العباد ، ما يأخذ المظلوم من دين الظالم ، أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم .

إن رب العالمين يصف الإنسان في القرآن الكريم بأنه ظلوم ، وكفار ، وجهول :
{ إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}
{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } ..
هذه طبيعة النفس الإنسانية ، أنها إذا لم تراقب : تظلم ، وتميل إلى الظلم ،
{ إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا } ،
{ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } .

أولاً :
الظلم الذي لا يُغفر :
وهو الشرك ، والكفر ، والنفاق ، ولذلك قال تعالى :
{ إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ،
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } .

ثانياً :
الظلم الذي يُغفر :
ظلم بين الإنسان ، وبين الله تعالى .. مثلا :
الاستماع للغناء ، أو النظر إلى الحرام ؛ هو بهذه الحركة لم يؤذ أحدا ، رغم أن العمل سيء وقبيح ولكن أمره سهل :
فبمجرد سجدة واحدة بين يدي الله - عز وجل - بانقطاع وإنابة يقول فيها :
{ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ لا يبقى عليه وزر .. بشرط الندامة ، والعزم على عدم العود .. أي ليس كل يوم يستمع وينظر ، وآخر الليل يستغفر ؛ وإلا فإنه يعد من المستهزئين ..
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } .

ثالثاً :
الظلم الذي لا يدعه :
المداينة بين العباد ؛ أي هناك غير .. والغير قد تكون زوجة ، وقد يكون شريكا ، أو زميلا ، وقد يكون والدين ..
إن المداينة بين العباد قد يكون ظاهرها الديون ، ولكن لنعمم الحكم : مثلا :
إنسان آذى إنسانا ، أو أسقطه من أعين الناس ، من الممكن أن يدخل في هذا القسم ..
فلو أن هناك إنسانا أخطأ بحق خادمته ، وتسبب في قطع رزقها ، ورجوعها إلى بلادها ، ماذا يعمل ليكفر عما جنت يداه ؟..
النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليه ِ و آله ِ و سلم ) يطرح صيغة من صيغ الحل :
يقول ( صلى الله عليه وآله وسلم ):
( من ظلم أحدا وفاته ، فليستغفر الله له ؛ فإنه كفارة له ) ،
وقد يكون - والله العالم - في القضايا المالية ، لابد من رد المظالم ، ومجهول المالك .
أما الذين في ذمتهم أموال للغير ، مثلا :
عندما كان صغيرا سرق بعض الحلوى من البقالة ، فإن هذا حله بأن يرد المظالم للعباد ، أو يدفع عن مجهول المالك ..
والفرق بين رد المظالم ، ومجهول المالك ، هو أن رد المظالم : أي شيء تم أخذه من شخص موجود ؛ فيرد إليه .. أما إذا كان غير موجود ؛ فيدفع للمجتهد بعنوان : " مجهول المالك " وهو يتصرف بذلك ..
قال النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حقه ، لم يزل الله معرضا عنه ماقتاً لأعماله التي يعملها من البر والخير لا يثبتها في حسناته ، حتى يتوب ويرد المال الذي أخذه إلى صاحبه ) ..
المسألة ليست أن في ذمته حقا للناس ، إنما المسألة أن الله يعرض عنه ، ويمقته ..
إنسان يعيش في هذه الدنيا ، ورب العالمين يمقت ه، هذه مصيبة كبيرة !..
والإنسان الذي في ذمته مال للآخرين ، عندما يتصدق فإن قسما من هذه الصدقة هي للمظلوم ..
لا يقبل الله البر من هذا الإنسان ،
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ؛ هذه أيضا مشكلة :
أي حقوق العباد؛ هي من موانع قبول الأعمال .

16 / 10 / 2010


الساعة الآن 04:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team