منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الصورة النازفة (مجرد طفل عراقي) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1784)

عمر ابو غريبة 10-09-2010 01:43 PM

الصورة النازفة (مجرد طفل عراقي)
 
الأستاذ علاء الأديب




الصورة التي أرفقتَها بقصيدتك(عين السماء على العراق تسيل) هزتني

ولا تزال فقد كانت أبلغ من كل شعر.

وها أنا أستعيرها هنا لأترجم بعض ما قالت لي:

الصورة النازفة

(مجرد طفل عراقي)

شعر عمر ابو غريبة




أتنظرُ وجهي أم هو الموتُ ينظرُ
يُطلُّ من العينينِ والدمُ يقطرُ

خبا فيهما تَوقٌ يلوِّحُ صاخباً
وغار بريقٌ للشقاوةِ مُضمِرُ

أنا ها هنا يا قرّةَ العينِ لا تخفْ
فكُفَّ صراخاً في فمٍ منك يفغرُ

تشبّثْ بأهدابي الغريقةِ إنني
أخاف عليك النأيَ عني وأحذرُ

لك الحضنُ مهدٌ والدموعُ مراضعٌ
وهيهات يدنو منك تُرْبٌ معفِّرُ

أدافعُ كفّاً للمنونِ تشدُّهُ
وأرجو حياةً والمنيّةُ تزجرُ

وأبكي لعلّ الموتَ يعطفُ حانياً
فيمعنُ جذباً للصبيِّ ويسخرُ

يغالبني فيك الردى وهو غالبٌ
ويقهر عزمي قاهرٌ بك يظفرُ

أحدّق في عينيك والدمعُ يقطرُ
وما ثَمَّ إلا قاتلٌ يتبخترُ

أراه بكفِّ الغدرِ يخفي وراءه
قنابلَ للأطفالِ ثُم يفجِّرُ

أيا أمِّ لا تبكي فدمعُكِ وقعُهُ
أشدُّ من الموتِ الذي فيَّ ينخرُ

أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي
بها عبرةً تكوي جراحي وتعصرُ

ويا أمّ صفحاً لُطِّخ الثوبُ من دمي
وثوبُكِ يا أمي من الطهرِ أطهرُ

وكنتِ طلبتِ الخبزَ مني فعاقني
كمينٌ بدربي للمنيةِ يحفرُ

ترصّدني يا أمّ وحشٌ بعودتي
وزمجر من تحتي انفجارٌ مُدمِّرُ

فأقلعتُ يا أمي كطيرٍ محلِّقاً
وفي كفِّ حتفي حطّ جنحي المكسَّرُ

رغائفُ خبزي في الطريقِ تبعثرتْ
حَبَوتُ لها لكنّ حَولي مبعثَرُ

فلا تغضبي أماهُ طال تأخّري
فما كنتُ يوماً قبلَها أتأخرُ

وعفوَكِ يا أمي لقد متُّ باكراً
وددتُ لكي لا تحزني لو أُعمَّرُ

على اللوحِ مُسجىً غارقٌ في دمائه
كأن فراتاً تحته يتحدّرُ

هنا رافدٌ منه ومنيَ رافدٌ
على وجنتي ينسابُ دجلةُ آخَرُ

روافدُ للأحزانِ والدمِ تلتقي
وتلطمُ أمواجي الخليجَ وتهدرُ

وما بين نهريِّ الدماءِ وأدمعي
يزمزمُ طوفانٌ من القهر يزأرُ

عراقُ ألمْ يُتخمْ من القتلِ والِغٌ
وقد فاض بالأشلاءِ فمٌّ ومنخرُ

عراقي الذي منه العروقُ شواخِبٌ
ونهري الذي من دورةِ الدمِ أحمرُ

ألمْ تنطفئْ لابنِ الزنا منك شهوةٌ
فما زال يحتزُّ الرقابَ وينحرُ

ألمْ يتجشَّاْ من دمائك فاسقٌ
يعبُّ دمَ الأطفالِ رطلاً ويسكرُ

فيا معشرَ الأذنابِ عبّوا جيوبَكم
من النفلِ والأسلابِ والقَوْدِ وانفِروا

بكَم بعتمُ حزنَ الثكالى ودمعةً
سفحنَ تساوي كلَّ نفطٍ يُكرَّرُ

أمرتزقٌ من لحمِنا وصِغارِنا
ببخسِ دنانيرٍ على القتلِ تُؤجَرُ

خذوا نفطَكم عني إلى غيرِ رجعةٍ
ونحُّوا مُداكم عن دمي وتقهقروا

وعرشكم الهاري على جثتي وهى
فروموا بمالِ النفطِ شعباً لتشتروا

وَلدنا وأرضعنا دُمىً تقذفونها
بأقدامكم كي تستجمّوا وتسمروا

وما يُطرب الأوغادَ في لهوِهم سوى
ذبيحٍ من الأوداجِ والحلق يشخرُ

وصرخةِ رَوعٍ من صبيٍّ مفزَّعٍ
تغشّاهُ موتٌ بالفجاءةِ يجأرُ

فيا شِسعَ بسطارِ الغُزاةِ تطامنوا
صَغاراً وأنتم بالصَّغارةِ أجدرُ

وبيعوا دمائي ما استطعتم وقَوِّدوا
فهيهات أنْ يرقى العبيدُ ويكبروا

وأنى لكم أن تكبروا يا حثالةً
من الخزيِ في كاساتِه تتقعَّرُ

ويا ظلَّ محتلٍّ تطاول خلفَهُ
إذا اعتدلتْ شمسُ الظهيرةِ يقصرُ

دمُ ابني وآلاف الدماءِ روافدٌ
لدجلةَ تجتاح الغُثاءَ وتعبرُ

وصرختُه المكتومةُ الآنَ رَجعُها
يزلزلكم بالرعبِ فاللهُ أكبرُ.

نبيل أحمد زيدان 10-09-2010 01:56 PM

معلقة رائعة تثبت بالثلاث
هي أكبر من أي تعليق
دمت مبدعا كريما

ساره الودعاني 10-09-2010 02:58 PM

هنا الوجع مضاعف

حيث الطفولة تنزف على قارعة الصمت

والأفواه خرساء !

الشاعر عمر أبو غريبة

صح قلبك الذي لا أراه إلا متعبا بعد هذا الوجع

ايوب صابر 10-09-2010 03:22 PM

دائما الصورة تقول اكثر من الكلمات لكن في هذه القصيدة انقلبت الاية لانها اولا تعكس عاطفة واحساس صادق وكتبت من حرقه بالغة واحساس عميق بفداحة ما يجري على ارض العراق، وقد تمكن الشاعر من رسم صورة الحدث باصدق العبارات وابلغها وبابيات شعرية مبنية بناء حسنا بوزن وقافية مناسبين، فجاءت القصيدة شارحة ومصورة لهول الجريمة من كافة ابعادها ومعبرة وحادة الاثر والوقع على النفس.
وهي تحاكي مشاعر كل من يشاهد الاشلاء والدماء ويعجز عن القول فيجد في هذه القصيدة من ينطق بلسان حاله النازف بصمت، ويصفق حتما للشاعر حينما يصل الى هذه الابيات في آخر القصيدة ويردد مع الشاعر " الله اكبر، الله اكبر...:

دمُ ابني وآلاف الدماءِ روافدٌhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gif http://www.mnaabr.com/vb/clear.gifلدجلةَ تجتاح الغُثاءَ وتعبرُ
وصرختُه المكتومةُ الآنَ رَجعُهاhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gifhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gifيزلزلكم بالرعبِ فاللهُ أكبرُ.

عبد السلام بركات زريق 10-09-2010 03:37 PM

السلام عليك
الأخ الشاعر الكبير عمر أبوغريبة
لن أعلق على هذا النص فالجرح أكبر
من القصيدة ناهيك عن التعليق سأكتفي
بالتقاط هذا الحوار ....

أيا أمِّ لا تبكي فدمعُكِ وقعُهُ
أشدُّ من الموتِ الذي فيَّ ينخرُ

أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي
بها عبرةً تكوي جراحي وتعصرُ

ويا أمّ صفحاً لُطِّخ الثوبُ من دمي
وثوبُكِ يا أمي من الطهرِ أطهرُ

وكنتِ طلبتِ الخبزَ مني فعاقني
كمينٌ بدربي للمنيةِ يحفرُ

وأقلعتُ يا أمي كطيرٍ محلِّقاً
وفي كفِّ حتفي حطّ جنحي المكسَّرُ

وأرغِفُ خبزي في الطريقِ تبعثرتْ
جهدتُ لها لكنّ حَولي مبعثَرُ

فلا تغضبي أماهُ طال تأخّري
فما كنتُ يوماً قبلَها أتأخرُ

وعفوَكِ يا أمي لقد متُّ باكراً
وددتُ لكي لا تحزني لو أُعمَّرُ

تقديري وإعجابي

علي أحمد الحوراني 10-09-2010 05:03 PM

أتنظرُ وجهي أم هو الموتُ ينظرُ
يُطلُّ من العينينِ والدمُ يقطرُ
خبا فيهما تَوقٌ يلوِّحُ صاخباً
وغار بريقٌ للشقاوةِ مُضمِرُ
أنا ها هنا يا قرّةَ العينِ لا تخفْ
فكُفَّ صراخاً في فمٍ منك يفغرُ
تشبّثْ بأهدابي الغريقةِ إنني
أخاف عليك النأيَ عني وأحذرُ
لك الحضنُ مهدٌ والدموعُ مراضعٌ
وهيهات يدنو منك تُرْبٌ معفِّرُ


الله الله ياعمر كم قاسيت وانت تنظم هذه الخريدة الحزينه لو كنت أملك التثبيت لثبتها هكذا انت كالبحر يزخر بكل النفائس كنت انتظر مثلها منك اعان الله العراق وأهل العراق دمت مبدعا ومتألقا

علاء الأديب 10-09-2010 06:50 PM

رغم أنّي عصيّ الدمع كما يقول من يعرفني
الاّ أنّك والله قد أبكيتني..
الله أكبر ياعمر..
أعانك الله وأنت تقاسي بنظمك لهذه الحزينة الرائعة
وأعاننا الله على احتمال المأساة
بوركت منك هذه الأنفاس الصادقة
وبورك منك هذا القلب العربي النابض بالمحبة للعراق وأهله
والى
التثبيت
فهي مواساة للعراقيين جميعا من أحد أخوتهم البررة في هذا المنبر العربي الأصيل
لك من قلبي تحية عربي لعربي..

علاء الأديب

عمر ابو غريبة 10-09-2010 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل أحمد زيدان (المشاركة 33267)
معلقة رائعة تثبت بالثلاث
هي أكبر من أي تعليق
دمت مبدعا كريما

الشاعر النبيل
امتناني ايها الكريم النبيل على مصافحتك الأولى وحسن ظنك بأخيك
محبتي وتقديري

عمر ابو غريبة 10-09-2010 09:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الودعاني (المشاركة 33273)
هنا الوجع مضاعف

حيث الطفولة تنزف على قارعة الصمت

والأفواه خرساء !

الشاعر عمر أبو غريبة

صح قلبك الذي لا أراه لا متعبا بعد هذا الوجع

الأديبة الرقيقة سارة
صدقا لم يرتح قلبي منذ البارحة حينما شرعت بنظمها ولكني احسن حالا بعد زفيري بها
مرورك دائما يسعدني ايتها الذواقة
احترامي ومودتي
سيدتي

عمر ابو غريبة 10-09-2010 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 33280)
دائما الصورة تقول اكثر من الكلمات لكن في هذه القصيدة انقلبت الاية لانها اولا تعكس عاطفة واحساس صادق وكتبت من حرقه بالغة واحساس عميق بفداحة ما يجري على ارض العراق، وقد تمكن الشاعر من رسم صورة الحدث باصدق العبارات وابلغها وبابيات شعرية مبنية بناء حسنا بوزن وقافية مناسبين، فجاءت القصيدة شارحة ومصورة لهول الجريمة من كافة ابعادها ومعبرة وحادة الاثر والوقع على النفس.
وهي تحاكي مشاعر كل من يشاهد الاشلاء والدماء ويعجز عن القول فيجد في هذه القصيدة من ينطق بلسان حاله النازف بصمت، ويصفق حتما للشاعر حينما يصل الى هذه الابيات في آخر القصيدة ويردد مع الشاعر " الله اكبر، الله اكبر...:

دمُ ابني وآلاف الدماءِ روافدٌhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gif http://www.mnaabr.com/vb/clear.gifلدجلةَ تجتاح الغُثاءَ وتعبرُ
وصرختُه المكتومةُ الآنَ رَجعُهاhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gifhttp://www.mnaabr.com/vb/clear.gifيزلزلكم بالرعبِ فاللهُ أكبرُ.

الأخ الأستاذ ايوب صابر
سعيد يا سيدي بإضاءتك المبهرة على نصي المتواضع الذي حاولت فيه قدر جهدي التعبير عن مزق من ذلك الحزن الهائل في الصورة
عرفاني ومودتي
سيدي


الساعة الآن 09:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team