منتديات منابر ثقافية

حين غبتِ

حين غبتِ, تراجع عن وشوشاته الحبق, وانحنى على الشرفة ضوء العقيق,
كتبَ مراثيه كرسي الخيزران المتكئ على هموم بحيرة تصعّد ضبابها الصباحي
معانقا انكسارات البنفسج في حضن التلال ,
حين غبتِ سقط على السلم الموسيقي غبار القلق, وتأرجحتْ على وجه البيانو نغمات ميلادك
دو..ري..دو..فا..مي..,
وظل فالنتينو حبيس الذكريات العالقة على جدار قارورته..حين غبتِ تخلفتْ أسراب اللقالق
عن حضورها المسائي لتغفو قليلا, ورحل آذان المغرب عن شرفتنا, تهدج الشمعدان وخبا في النفس وميضه, وحلف السنونو ألاّ يعانق بعدكِ قرميده ..
فكم يامهجتي سأنتظر وأمط جواربك متوترا صاخبا حزينا..أراكِ في كل لحظة على أريكتك
الفيروزية روحا من هدوء وعبير..تنام كفكِ على كتفي كأنني أستحم بضوء من نقاء..
وحين أرفع الجريدة عن وجهي لا أرى سوى خيال يركض خلف خيال ..وهناك أراكِ تعزفين
على أحمر الشفاه فينتشي ..وأخال حركاتي تفسد هدوء السحر وحضور الرقة في نفسي ..
فأربض كهذا القط الكسول قرب الموقد..ثم تغيبين ثانية ..ومازال غيابكِ يتجدد كل لحظة
حتى أبكيتِ الغياب..
وأعود فألمحك صباحا نازلة عن سلّم النوم..فأمضي لأختار لكِ الورد وثمار الفراولة التي تحبين
وأمزجها برحيق قهوتكِ ..وأعود ومازلتُ أعود ..وما زلتِ تغيبين..
فافتحي يانوافذ أسرارك كي يدخل الصباح والنسيان..

معتز ابوشقير