منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   كلاسيكيات: بيتراك و لورا (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6635)

محمود عباس مسعود 10-18-2011 12:46 AM

كلاسيكيات: بيتراك و لورا
 
بيتراك و لورا
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Petrarca01.jpg


ولد الشاعر الإيطالي والأديب الكلاسيكي فرانسيسكو بيتراك سنة 1304م في مدينة أريزو. كان والده منفياً سياسيا من فلورنسا، ونتيجة لذلك فقد صرف الصبي فرانسيسكو سنوات طفولته متنقلا من مدينة إلى أخرى.

في عام 1319 أرسله والده إلى مدينة مونتبيلييه الإيطالية لدراسة القانون وبعد أربع سنوات من ذلك التاريخ انتقل إلى مدينة بولونيا للدراسة المعمقة في نفس المجال. لكن رغبته التي لم يفصح عنها لأحد كانت تكريس كل حياته للعمل الأدبي.

والده أبدى معارضة لتوجهات ابنه الأدبية، بل وفي إحدى المرات أحرق كل كتب ومخطوطات ابنه الشاب المتعلقة بالشعر والأدب. لكن الوالد توفي في عام 1326 مما أفسح المجال لابنه لتكريس معظم وقته للدراسات والأعمال الأدبية.

في العام التالي لوفاة والده وبينما كان في مدينة أفيغنون بإيطاليا رأى امرأة اسمها لورا فنظم فيها أروع قصائده التي خلدته وخلدتها على حد سواء.

لقد أحب لورا من أول نظرة وبقي على حبها حتى وافتها المنية في سن الثامنة والثلاثين. أجل، أحبها حباً طاغياً مع أنها كانت متزوجة وأماً لأحد عشر ولداً. ومع ذلك فقد ألهمت قريحته فكتب في حبها قطعاً أدبية في غاية النبل والصفاء والروعة.

حب شاعرنا لتلك المرأة كان عذرياً ومثاليا. فقصائده تحتفي بما تتحلى به المرأة من مزايا نبيلة تبعث على الإلهام وتوقظ في الرجل مشاعر سامية وعواطف رقيقة.

كتب بيتراك أشعاره في اللاتينية فطبقت شهرته الآفاق بحيث تقدمت منه جامعتا باريس وروما وعرضتا عليه تتويجه ملكاً للشعر والشعراء. قبل العرض من جامعة روما فتم تتويجه باحتفال شعبي مهيب في عام 1341. بعد ذلك تجول في ربوع إيطاليا حيث عثر على خطبتين شهيرتين للمشرع الروماني الأشهر شيشرون.

كان بيتراك يعود بين الحين والآخر إلى مدينة أفيغنون ليكون بالقرب من لورا، وذات مرة اشترى بيتاً قريباً من منزلها لعله يأنس بقربها وتكتحل عيناه بمرآها.

وعندما بلغه نبأ موتها نظم فيها أجمل قصائد الحب وأكثرها رقة وعذوبة في أية لغة من لغات العالم. وقد صرف أيامه الأخيرة في مدينة أرغوا بالقرب من بادوا منهمكاً بكتبه ومخطوطاته الشعرية والأدبية القريبة إلى قلبه لأن الكثير منها يدور حول حبيبته لورا.

كان بيتراك يفخر بأعماله التي ألفها باللغة اللاتينية لا سيما منها ملحمته الشهيرة (أفريقيا). أما أشعاره التي دونها بالإيطالية فما زالت تحظى بشعبية كبيرة لدى محبي الأدب الرفيع والإبداعات الوجدانية.

نُشر ديوانه في فينيسيا (البندقية) في عام 1470 وكان تأثيره على شعراء أوروبا كبيرا. وإليه يعزى الفضل في تهذيب قصيدة السونيتة ذات الوزن والقافية المحددين مما أكسبها نبضاً جديداً ودفئا وسمواً، في حين أعطت رهافته وروحه الفنية الشعرَ الإيطالي روعة وعظمة لم يعهدهما من قبل.

بعد سبع سنين على وفاة لورا قام العالم الإنساني موريس سيفي بزيارة أفيغنون. وعندما كشف على قبرها عثر فيه على صندوق صغير من الرصاص بداخله ميدالية عليها صورة امرأة تمزق قلبها بيديها، وتحت تلك الميدالية إحدى قصائد بيتراك.

وهذا نموذج من أشعار بيتراك من السونيتة 140
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...-7wQQgJr_7mF4y
الحب الذي يسكن أفكاري ويملك أحاسيسي
يحتفظ بعرشه في قلبي.
يأتي كفارس كامل العدة والعتاد
فيستوطن هامتي ويرفع رايته عالياً.
إن التي تعلمني كيف أحب وأتألم
تأمَل في أن يتمكن عقلي وشيمتي
من قهر رغباتي الجامحة ولجم أهوائي اللاهبة...
فيهرب الحب مرتعداً إلى قلبي
ويهجر آماله الكبيرة...
يندب ويرتجف
ويحتجب رافضاً الظهور.
وماذا عساي أن أفعل عندما يستولي الخوف على سيدي
سوى ملازمته حتى اللحظة الأخيرة؟!
لأن من يموت عاشقاً
يموت ميتة نبيلة.


المصدر: موسوعات وإنترنت
ترجمة: محمود عباس مسعود

ايوب صابر 10-18-2011 05:00 PM

كأنه قيس لورا!!!

العجيب انه افتتن بها كل ذلك الافتنان وهي أم لأحد عشر طفلا فهل هي كيمياء الجسد؟

شيخه المرضي 10-18-2011 06:33 PM

لقد أحب لورا من أول نظرة وبقي على حبها حتى وافتها المنية في سن الثامنة والثلاثين. أجل، أحبها حباً طاغياً مع أنها كانت متزوجة وأماً لأحد عشر ولداً. ومع ذلك فقد ألهمت قريحته فكتب في حبها قطعاً أدبية في غاية النبل والصفاء والروعة.


ليت الرجال كمثلة ولو قليلا

محمود عباس مسعود 10-18-2011 10:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 90040)
كأنه قيس لورا!!!

العجيب انه افتتن بها كل ذلك الافتنان وهي أم لأحد عشر طفلا فهل هي كيمياء الجسد؟

إنه الكلَف الذي فسّره ابراهيم اليازجي في نجعة الرائد وشرعة الوارد بأنه أعلى درجات الحب والهيام بالمحبوب.
ربما هي كيمياء المشاعر الطاغية التي تتملك الملكات وتعتلج بقوة في الوجدان.
أخي الأستاذ أيوب صابر
سررت بمرورك اللطيف.
تحياتي

محمود عباس مسعود 10-22-2011 03:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخه المرضي (المشاركة 90051)
لقد أحب لورا من أول نظرة وبقي على حبها حتى وافتها المنية في سن الثامنة والثلاثين. أجل، أحبها حباً طاغياً مع أنها كانت متزوجة وأماً لأحد عشر ولداً. ومع ذلك فقد ألهمت قريحته فكتب في حبها قطعاً أدبية في غاية النبل والصفاء والروعة.
ليت الرجال كمثلة ولو قليلا

الأستاذة شيخة المرضي
الحياة لا تخلو من الأوفياء، الحافظين للود، المقيمين على العهد
في أي زمان ومكان، بالرغم من ندرتهم.
شكراً على المرور وتحياتي لك.



.


الساعة الآن 04:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team