منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   لغات التخاطب .. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=17695)

خالد البلوشي 08-04-2015 08:59 PM

لغات التخاطب ..
 

لغات التخاطب


لا يزال العلم يثبت الحقائق التي أخبر بها القرآن الكريم قبل 14 قرن من الآن ، و في ندوة تتعلق بلغات التخاطب بين كافة المخلوقات على كوكب الأرض ، تطرق العلماء لفصائل النمل .. و كيف أن لغة التخاطب فيما بينهم متطورة لدرجة تفوق الوصف ، و هذا يجعلنا نستحضر قصة النملة التي حذرت قومها من أن يحطمنّهم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون ، و كيف أن سيدنا سليمان عليه السلام تبسم ضاحكًا من قولها في الوقت الذي شكر ربه على ما أتاه من العلم و النِعَم .


كما يُشير العلماء .. إلى أن حادثة تسونامي الأليمة تحتوي على وجهٍ من وجوه لغات التخاطب بين الأرض مع من فيها ، حيث أن جنود الإنقاذ في اندونيسيا وجدوا أن القبائل البدائية و الحيوانات السائبة كانت اعدادهم قليلة جدا بين ضحايا الإعصار المدمر ، و السبب يعود كما أفاد أحد أعيان البدائيين إلى الشعور الذي خالجهم إثر السكون المريب للبحر ، و الخشونة التي ظهرت بشكل مفاجئ على تربة الأرض ، و الاضطراب الذي بدا واضحًا على القطعان ، مما جعل الجميع يُدرك بأن هناك كارثة سوف تقع ، و كأن الأرض تُرسل لهم إشارات تحذيرية بهذا الشأن .. و هذا ما دفعهم للاعتصام بالمرتفعات في سبيل الحيطةِ و الحذر ، فيما جاء المسلسل العلمي " الكون و ملحمة الزمان و المكان " ليتطرق لجانبٍ مُماثل ، حيث يتحدث العالم الأمريكي نيل تايسون عن استخدام النباتات للغة للتخاطب مع ما يُحيطها ، و هذه اللغة ليست كالمتعارف عليها بين البشر ، بل إنها تعتمد على مبدأ الإشارات و الإيحاءات لتنعكس على هيئة و شكل النباتات في إشارة منها على ما يعتريها من حُزنٍ أو سعادة ..


و هناك حادثة قديمة ما زالت تُشكّل لُغزًا غامضًا بالنسبة للكثير من المتابعين ، ألا و هي حادثة الباخرة " ماري سليست " ، فـهذه الباخرة .. تم العثور عليها في عرض البحر في يومٍ ربيعي و هادئ ، و قد كانت بحالة سليمة و بكامل معداتها و مقتنياتها بينما اختفى جميع ركابها و طاقمها و القبطان في ظروف غامضة ، ليُشكّل اختفاؤهم لغزًا محيّرًا حاول أن يتناول فصوله الكثير من البحّارة و العلماء و المفكرين ، و كان أحدهم الأديب الاسكتلندي آرثر كونان دويل و الذي طلب من خبراء مسرح الجريمة أن يُخاطبوا السفينة كي يعرفوا منها سر الإختفاء الغامض للمفقودين ..


كونان دويل .. و الذي اشغل الأدب العالمي عبر تأليفه لقصص المحقق شارلوك هولمز ، كان قد تناول في إحدى مؤلفاته قصة لأحد الأشخاص .. و الذي كان ينام و يحلم أن جريمة قتل تحدث في نفس الزمان و في نفس المكان و بنفس الطريقة ، و قد ظل هذا الحلم يُراود الرجل في كل ليلة .. مما حدا به أن يسعى في اكتشاف السبب الذي يجعل هذا الحلم يتكرر معه ، ليجد في النهاية .. ثمة متعلقات ذات صلة بالجريمة التي ظل يحلم بها و هي مدفونة تحت المكان الذي كان ينام فيه ، و المغزى الذي أراد أن يصل به المؤلف هُوَ .. أن الأرض و جميع ما فيها يتحدثون عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة ، و هذا ما يُريد أن يثبته العلم الحديث عبر الآلاف من التجارب العلمية و الظواهر الطبيعية ..


الساعة الآن 11:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team