|
آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
آخر موعد لقبول الاعتراضات
سأتحدث عن زمرة المثقفين عن نكرة مقصودة.. تحمل مشعلا وهاجا تعتقد أنه ينير الدرب أمام الأجيال الموجودة واللاحقة .. وهو في حقيقته يشوه وجه الثقافة .. إننا جميعا نشم رائحة اللحم المحروق.. وليس ذنبي أن البعض يربطها بالخبز والتوابل وجلسات السمر . ولكن المصيبة الأعظم عندما يسيل اللعاب وتنفتح الشهية .. فينضم عضو جديد إلى اتحاد الرفاهية .. إن مالم يكن موجودا في عراء الشارع هو زائف خيالي.. فلا يمكن القول أن عدم امتلاك طائرة خاصة هو مشكلة إنسانية .. بالمقابل فإن الكلمات المقعرة لا تخرج أدبا شعبيا .. لقد ذهب الجاحظ والمعري إلى رحمة الله تعالى .. وتحول سوق عكاظ إلى سوبر ماركت.. يبيع أصواتا معلبة بأغان سامة من زمن السّفَر بَرْلكْ .. وعلى مهلها دخلت العصور الذهبية في معامل الحرية الفاحشة .. بأسوأ ماتوحيه الكلمة لتنصهر في بوتقة الجهل.. وتخرج إلينا شبحا ثرثارا معلقا كسراب فوق جثث المفردات العربية .. هذه دعوة موجهة إلى الجميع.. لحضور الاجتماعات المجانية للمثقفين المقصودين أعلاه في إحدى علب الليل .. ومن رحمة الله أنها إحدى علب الليل.. لأنها لو كانت علبة النهار لأصيبت بالكسوف إلى أجل غير مسمى .. أحضروا معكم دزينة من القواميس تعينكم على الهضم.. وزجاجة من ماء النشادر لإنعاش الفيروز أبادي عندما يغمى عليه .. ولكن إياكم أن تشاركوا الحديث .. اقرأوا واستمعوا فقط وانصتوا لعلكم تحترمون لن يفتتح الموضوع بالبسملة فهذه خارج قوسين ستسمعون زفرة حرّى ثم ينهمر الوحل .. سينطلقون جميعا ثم يتوقفون جميعا وبين هذين يحدث الفهم .. وعليكم أن تكونوا على مستوى القضية ، وحين تفتحون قواميسكم ستجدون أنها ألفت بطريقة تدل على شرود الذهن .. وإلا فأين معاني الديماغوجية ، واليالكتيكية والطوباوية .. والإنبطاحية والإنحراف الزئبقي والتجمد المحكوم .. والقفزة الواعدة والميتافيزيق الحر والإشباع المتوهج .. وألفاظ أخرى لن أستطيع ذكرها قبل أن يرحل عني هذا الصداع اللعين .. باختصار شديد : مالا يفهمه رجل الشارع .. لا أقبل به أنا ، وليس له تأشيرة مرور عندي .. سأقول لكم شيئا " كلمة " الحداثة " تعاملت معها مع إني لم أفهمها.. رغم أنه من قبيل الهرطقة الاعتراف بذلك .. صحيح أنها شاعرية .. ولكنها تثير بي فوضى معينة فلا أملك إلا الدعاء.. بأن تنقرض هذه الملة وليكن ما يكون .. تظنون أنني انتهيت من الحديث عن المثقفين والأدباء؟ !!!! أمل إبليس في الجنة .. سأستمر في اغتيابهم حتى ينقطع نفسي .. أو يلطف الله بي فيتوقفوا من تلقاء أنفسهم عن ممارسة الشعوذة .. وأنا لا أقصد الجميع - حرام - فهناك فئة وقورة للغاية .. وإنما أقصد الفئة المسترجلة، الأكثر شاعرية .. الذين يهيمون في أودية بني عذرة تارة.. فيتشبهون بجميل بن معمر ويحاولون التقرب من بثينة.. التي ما إن تراهم حتى تصاب بالعقم .. في مرابع بني عامر تارة أخرى.. فيحاكون قيس بن الملوح ويراهنون على ليلى التي تقرر فجأة أن تصبح راهبة .. فإذا دخلوا ديار بني كندة.. يعود امرؤ القيس تلميذا في أكاديميتهم ويمزق معلقته بخجل بالغ .. أتحدث عن هؤلاء الذين يبحثون عن كعبة .. يعلقون عليها حروفهم ليتلمظها الشارد والوارد.. ثم يبصق امتعاضا ممزوجا بالقرف على قبر الخليل بن أحمد الفراهيدي لأنه لم يفكر بالمستقبل .. فيرتب لعباقرة هذه النخبة بحرا عروضيا.. تختنق فيه الأسماك والحيتان ومكبرات الصوت .. على ألا يكون له مد وجزر.. بل أنواء لا تستطيع الإبحار فيها حتى ولا سفينة نوح .. أتحدث عن هؤلاء الأبطال الذين يصورون صدور النساء كساحات وغي.. يخوضون غمارها بانفعالاتهم الخاصة.. ثم يتبجحون بتحقيق انتصارات مذهلة .. وأنها تمت باستخدام الذكاء الفطري.. والطلعة البهية والجاذبية السحرية لأنوفهم الرصينة .. ولا علاقة للتكنولوجيا بذلك.. فإذا سألتهم عن نصيب الوطن من حماسهم الرائع.. فقدوا صوابهم فجأة واتهموك بالجهل ، ثم بدأوا بالشرح : إذا وصفنا جمال الحبيبة فإننا نصف جمال الوطن .. وإذا تحدثنا عن قامة الحبيبة فإننا نتحدث عن شموخ الوطن و إذا ذكرنا نهد الحبيبة فإننا نذكر تضاريس الوطن وإذا أشرنا إلى رقة الحبيبة فإننا نشير إلى عظمة الوطن .. وإذا ... وإذا ... وإذا تابعت الاستماع إليهم فستفقد الثقة في نفسك ثم تقرر بإصرار أن تصبح إرهابيا .. وأنا شخصيا لن ألومك عزيزي القارئ البته .. كن مطمئنا من ناحيتي .. وثق أنك ستتزعم منظمة لن تجد الوقت لملء طلبات الانتساب إليها .. ولكي لا أقع تحت سياط شتائمهم البالغة الحفاوة، سأعلن شيئا .. أنا لست ضد الغزل ، بالعكس .. فكثيرا ما وقعت تحت أسيرة قصيدة حب متقنة الصنع .. ولم يطلق سراحي منها سوى قصيدة أخرى أقع في أسرها .. وهكذا دواليك قصائد الغزل المسبوكة جيدا هي بالنسبة لي استعمار لذيذ .. فلا شيء أفضل من أن ينافق الزوج زوجته قليلا بأنها تسيطر على مشاعره .. أو يصفها بالجمال الخلاب حتى لو كان كاذبا .. الحب هو أرقى العواطف البشرية .. لسبب بسيط فيه ، هو أنه لا يد للبشرية فيه.. وهذا مالا يجهله أحد، حتى يعانون من عدم تكامل النمو .. باختصار أنا مع الغزل مائة بالمائة .. إلى درجة أني لو لمحت قطا يقبل زوجته فستخنقني العبرة .. إذن ماذا؟ !!! ركزوا معي : أنا ضد المستشعرين في الغزل إذا كان هذا همهم الوحيد.. ولا يمكن بحال من الأحوال أن أسميهم شعراء، وعذري معي .. عذري إن اسم شاعر لم يأت عبثا.. ولم يهبط صدفة و كأنه خارج من وراء كواليس الفكر.. الشاعر هو الناطق الرسمي باسم الإنسانية، إن حزناً وإن فرحاً .. والذي تفتك به ضفيرة شعر ، في الوقت الذي لا يهزه ولا تحركه مذابح المسلمين هو أكثر رقيا من أن نتعامل معه .. وليس لدينا وسام يفيه حقه .. أما أنا فسوف أدعو لقصيدته أن يرفعها الله إلى أسفل .. عن هذه النخبة تحدثت .. و آخر موعد لقبول الاعتراضات هو نهاية هذا القرن .. |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
لا |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
إشادتك لي بكلامك الطيب
أعي أنك تشاطرني الرأي هناك الكثير الكثير من الإسقاطات لم أدرجها في هذا النص حتى لا أُطيل سأتناولها في نصوص أخرى لاحقا :) يظل مرورك مرور الصديق الصدوق ألف شكر لك |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
عزيزتي هنا لم أقرأ فحسب بل قرأت واستمتعت وأفدت وضحكت وحزنت ويئست لا أخفيك .. عندما أشاهد اسم ( ياسمين الحمود ) مذيل تحت أي عنوان أتلهف لقراءة ما تكتبين .. لأنني بصدق أحب كتاباتك .. وأعرف أنني سأغادر متصفحك وقد أفدت .. ولكن عندما قرأت العنوان اعتقدت أنه يخص المسابقة .. وهو لشعراء المسابقة فقط فقلت في نفسي مالي ومال الشِعر .. فأنا لا أغضب لهجر قريب ولا أطرب لوصل حبيب لأنني تخطيت الستين وشاب القلب وعفا الله عن الغزل فقلت في نفسي .. سأدخل لعلي أقدم اعتراضاً ما وأصير مثل أعضاء البرلمانات يعترضون على أي شيء ههههه ولكن .. قرأت هنا وعياً وثقافة وإلماماً وبعد نظر لقد وضعت يدك على الجرح الذي لا أعتقد أنه سيندمل .. بل يتضخم حتى نهاية القرن قرأتُ ما في نفسي فقد عبرت ِ عما يجول فيها بأسلوب ذكي لاذع ناقد ربما أعجز عنه ذبحتِ من غير أن تريقي قطرة دم واحدة بهدوء ورقي الآن .. طوعاً .. سأقف احتراماً عن طيب خاطر أؤكد على كل حرف جئتِ به وإن كان لا بد من الاعتراض ..فأنا أعترض على : = اعتراض موجه لكل قارئ عربي لا يؤيد الفكرة فأنا مثلهم .. أحب الشعر وأحب الحب وأحب الغزل .. ولكن بحدود ومن حق الشاعر أن يحب ويتغزل ولكن من غير إفراط إلا أن شعراء العشق والغزل فاقوا أعداد القتلى والمتعبين والمشردين والملجئين عن أوطانهم .. ولأنهم يصرّون على التغزل في الحبيبة وكأن قضايانا العربية كلها محلولة والسجون فارغة ونسب التعليم عالية وبلادنا آمنة مطمئنة لا يطمع فيها عدو حاقد ولا تصيبها عين حاسد = أما الثاني : فهذه الزمرة التي تحدثت عنها أرى أنها أهون بكثير من أولئك الذين يكتبون ما لا يُفهم من ركيك الكلمات التي بلا معنى ويكتبون تحت أسمائهم أدباء = أما الثالث : فهو للإدارة الموقرة حيث ينبغي أن يوزع هذا الدرس الرصين عبر الرسائل لكل عضو من أعضاء منابر ( النشيطين والكسولين ) على حد سواء المعذرة .. أطلت ُ.. وختاماً سأمنح هذا النص اللؤلؤي ( ***** ) وإن كان هناك أكثر لفعلت وله حق التثبيت بدبوس الرضا بوركت .. وبورك قلمك أيتها الواعية الكبيرة تحية ومحبة ... ناريمان |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
ياسمين
لم أفهم هل لك ِ أن تعيدي ؟! أمزح ... تأثرت كثيرا ً حتى أنني ندمت على نشر ثالوث الرماد قلت في نفسي تعجلت وياليتني قرأت هنا قبلا ً مع أني أتغزّل هما ً أنا معك في كل هذا الطرح والفاضلة ناريمان أكملت لي عودة إن شاء الله تحياتي والمحبة |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
اقتباس:
يتسلل الحزن واليأس وتتسلّل هذه الدمعة أو الضحكة من نوافذ الحكايات إلى عمق القلب. حينما نعيش بعض الأقلام ودي وتقديري |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
ياله من مدار صعب وحازم مقال جريء ورافض
أي الناس أنت ؟ الرافضة أم المحبة ؟ الصاخبة أم الهادئة ؟ الفاضلة الأستاذة / ياسمين الحمود مقال رائع كتبتِ فأوجزتِ فأصبتِ شكرا بحجمك أيتها الرائعة خالص تحاياي طبت ألقا |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
نص عميق ياسمين وبين ثناياه رسائل علّ وعسى تصل رسائلك هنوف الأحمد |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
الرائعةُ السابقةُ عُمرَها وعصرَها العبقريةُ الياسَمين
هل تعلمين أنني تصعقُني كهرباءُ الإعجابِ بالذكاءِ والجمال؟ وها هي تسري الآن في دَمي .. في خلاياي أُجاهِدُ البكاءَ إعجابًا .. لا أكادُ أُصدق يحميكِ ربّي بُنيّتي الغالية سألملمُ أشلائي وأعود لأتألم .. وأستمتع وأتعلم وفي ثقافتِكِ الموسوعيةِ أتأمل أيَّ مِشعلٍ تحملين؟ وفي أيّ همٍّ تُبحرين؟ ومن أيّ معينٍ تنهلين؟ ومن أيّ غَيْرةٍ تنطلِقين؟ وكيف حدثَ أنكِ بهذا الوعي تُمنطقين؟ مَنْ علَّمكِ أيتها الصغيرةُ الكبيرةُ كيفَ تُحاربين؟ وعن كل قضايا الأمةِ والأدبِ تُنافحين؟ وبكل هذا الإخلاصِ والحماسِ والفتحِ المُبين؟ : : : ولم تنطفئ بعدُ شموسُ الدهشةِ العارِمة أيتها المَنارةُ البهيّةُ النقيّةُ الثائرةُ العالِمة كوني بخيرٍ ليكون الحرفُ والفِكرُ الرشيد سأحتفظُ بهذا الميثاق المكتوب عند فُوَّهةِ الوريد ذِكرى من ثائرةٍ ترمي سهامَها عن قوسِ بلاغةٍ ونَخوةٍ لا تَحيد بعزيمةِ الرفاق في الأحراشِ تحت رايةِ إرنستو تشي جيفارا بهِمَّةِ سبارتاكوس في تحريرِ العبيد كنتُ هنا شاهدةً على شاعرةٍ مُبهِرة تُجيدُ امتشاقَ القلمِ الأمضَى مِن سيف عنترة |
رد: آخر موعد لقبول الاعتراضات هو…
مقال رائع رغم قسوته ،ألا أنّه نافع جدا��
|
| الساعة الآن 04:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.