منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   كـــــــرامـــة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10070)

سهى العلي 10-24-2012 07:33 PM

كـــــــرامـــة
 
الساعة التاسعة صباحاً..

لم أنَم.. ولم أنهي الدراسة التي طلبها مديري مني..
كانت هذه المرة الأولى التي أتأخر فيها...

قلتُ على أي حال هذه كُل طاقتي وليفعل ما يشاء..

أمامهُ في المكتب والأوراق تختبئ في حقيبتي تأبى الخروج..

حدثني وعيناه في شاشة الكمبيوتر..
ها.. لمَ التأخير؟ . أين التقرير الذي طلبتُه؟

نظرتُ إليه بقلق..
هل يعتقدْ أننا آلات لا تشعر..

كُل الوقت... لا تُبارح شفتاه..
افعل يا أحمق, خذ يا غبي, أعطيني يا(......) الخ



الأدهى إن لم تنهِ عملكْ....
تباً ... تباً ... تباً ... عليكَ استقبال ثلاثية تبا بالإنجليزيةً يختمها كطابع بريد على رأسك أمام الموظفين....

وإن سولتْ نفسك وتأففتْ... ستختبرُ المصيبة لهذا اليوم..


أعطيتهُ الأوراق.. غير مكتملة.. قلبي تسارعتْ دقاته.. الله يستر
لم أعتد عدم استكمال عمل طُلب مني....


أخذها ونظر إليها باستهجان...

ما هذا ؟!
أين ما طلبته؟
تأخير وعدم إتمام عمل ؟!


ثُم غافلني بثلاثية تباً تلتها بضع كلمات فريدة من نوعها
ما سمعتها قبلاً من أحد...


نسي كُل ما قدمته لخدمة العمل..
وتذكر خطأ لم يكن مقصوداً...


شعرتُ أن الأصوات كُلها اختفتْ..
وكأني أُصبتُ بالطرش..
الجميع ينظرون إلي بشفقة...
هذه المرة الأولى التي أتلقى فيها طابع بريد..

بدأت كلمة تباً ترنُ في أذني..
ما عُدتُ أسمع شيئاً سواها

أخذت أوراقي وأدرتُ ظهري

ولما صِرتُ قُربَ الباب
بدأ صوتهُ الذي شتمني يضربُ راسي


أدرتُ نصفي ونظرتُ إليه بازدراء..
شعرتُ بنظراتهِ تخترقني كأنما يقول .. هيا ماذا ستفعلين؟؟



وما دريتُ بنفسي إلا وأنا أرد له طوابع البريد خاصته...

ثم أكملتُ طريقي لباب الخروج...

وأُذناي لا تسمعان سوى تصفيق الموظفين.





.

حسام الدين بهي الدين ريشو 10-24-2012 09:56 PM

وما دريتُ بنفسي إلا وأنا أرد له طوابع البريد خاصته...


ثم أكملتُ طريقي لباب الخروج...


وأُذناي لا تسمعان سوى تصفيق الموظفين

=============
يطيب لى ان اكون اول العاكفين في رحاب نص ( الكرامة )
للأديبة المبدعة / سهى العلى
الفكرة واضحة المعالم
والشخصيات محددة بدقة
كما الزمان والمكان
حركة الشخصيات متسلسلة مع تصاعد الحدث
لغة السرد اكثر من رائعة
النهاية واضحة مغلقة بما يتناغم مع الكرامة
اغلى مايملكه الانسان
هى كالحرية أغلى من الحياة
فكم ضحى الناس بحياتهم دفاعا عن كرامتهم وحريتهم
هنا كانت طوابع البريد على الرسالة المحددة
نهاية متألقة
استاذتى / سهى العلى
من جديد أكرر اعجابي بنصك
وبأناملك التى تجيد العزف
كونى بخير دائما

محمد الصالح منصوري 10-24-2012 10:11 PM

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه ** يضرس بأنياب ويوط بمنسم
دفعا للقهر وانتصارا لكرامة الذات يهون بعدها كل شيء ..
يربطك خط السير السردي فتمشي مرغما لا تلوي على شيء تريد السبق للخاتمة ..
كانت رائعة ردة الفعل
تقديري واحترامي أديبتنا سهى

محمد غالمي 10-26-2012 12:34 AM

النبل /الكرامة/الشهامة/الأنفة/الكبرياء جميعها تيمات اختزلت في تيمة واحدة (الكرامة) التي جاءت عنوانا للنص، وكانت مصدرا لإشعاع دلالي كشف عن الوجه الآخر لفئة ركبها حمق البيروقراطية..
أكيد أنها (الكرامة)كانت في مواجهة العجرفة والتعالي واستغلال النفود ..
نص شيق، على اختزاله، انجلى في صورة أدبية ذات طبيعة نفسية تأبى الذل والخنوع..
أسلوب أدبي سلس شفاف يفي بالغرض المطلوب..
تحياتي للأخت سهى..
محمد غالمي

صفاء الأحمد 10-29-2012 09:36 AM

نهاية جريئة تستحق أن تكون

وأزيدهنّ تبا ليصبحن أربعة ........نهاية شجاعة راقت لي

استمتعت بين يدي الكرامة

تحياتي

أحمد فضول 10-29-2012 10:30 AM

كلمات موجزة جاءت حكاية تظهر لنا أسلوب إدارة تسلطي لامكان فيه لإنسانية الإنسان شعاره هو العمل وحسب ، وما درى انه سيلاقي جزاءه في ساعة من نهار من خلف مكتب من المكاتب التي يديرها بالخوف من كلماته الجارحة .
الكاتبة سهى ، أبدعت في الايجاز وفي توصيل الرسالة بيسر ولغة واضحة لاتكلف ولا صنعة في بيان بعضا من أساليب الإدارة التي نهايتها حتما الفشل .
مع خالص مودتي وتقديري .


الساعة الآن 01:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team