منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( عبيد بن الأبرص ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1560)

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:06 PM

من شعراء العصر الجاهلي ( عبيد بن الأبرص )
 
أبلغ جذاماً ولخماً
( عبيدة بن الابرص )


أبْلِغْ جُذاماً وَلَخماً إن عرَضْتَ بهم،
وَالقَوْمُ يَنْفَعُهُمْ عِلمٌ إذا عَلِمُوا
بِأنّكُمْ في كِتَابِ اللَّهِ إخْوَتُنَا،
إذا تُقُسِّمَتِ الأرْحَامُ وَالنَّسَمُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:07 PM

أتوعد أسرتي؟
( عبيدة بن الابرص )


أتُوعِدُ أُسْرَتي وتَرَكْتَ حُجْراً
يُرِيغُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ الغُرَابُ
أبَوْا دِينَ المُلُوكِ فَهُمْ لَقَاحٌ،
إذا نُدِبُوا إلى حَرْبٍ أجَابُوا
فَلَوْ أدْرَكْتَ عِلْبَاءَ بْنَ قَيْسٍ
قَنِعْتَ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإيَابِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:07 PM

أجساد كأجساد
( عبيدة بن الابرص )


يا حَارِ مَا رَاحَ مِنْ قَوْمٍ وَلا ابتَكرُوا
إلاّ وَلِلْمَوْتِ في آثارِهِمْ حَادِي
يا حارِ ما طَلَعَتْ شَمسٌ وَلا غَرَبَتْ
إلاّ تَقَرَّبَ آجَالٌ لِمِيعَادِ
هَلْ نَحْنُ إلاّ كأرْواحٍ تَمُرُّ بِهَا
تَحْتَ التّرَابِ وَأجسادٍ كأجْسَادِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:08 PM

أرواح كأرواح!
( عبيدة بن الابرص )


يا صَاحِ مَهْلاً أقِلّ العَذْلَ يا صَاحِ،
وَلا تَكُونَنّ لي بِاللائِمِ اللاّحِي
حَلَفْتُ بِاللَّهِ، إنّ اللَّهَ ذُو نِعَمٍ
لمَنْ يَشَاء وَذُو عَفْوٍ وَتَصْفَاحِ
مَا الطَّرْفُ مِنّي إلى ما لَستُ أمْلِكُهُ
مِمّا بَدا لي بِباغي اللّحظِ طَمّاحِ
وَلا أُجالِسُ صُبّاحاً أُحَادِثُهُ
حَدِيثَ لَغْوٍ فَما جِدّي بِصُبّاحِ
إذا اتّكَوْا فَأدَارَتْها أكُفُّهُمُ
صِرْفاً تُدَارُ بِأكْوَاسٍ وَأقدَاحِ
إني لأخشَى الجَهُولَ الشَّكْسَ شيمتُه
وَأتقي ذا التُّقَى وَالحِلْمِ بِالرّاحِ
وَلا يُفَارِقُني ما عِشْتُ ذو حَقَبٍ
نَهْدُ القَذَالِ جَوَادٌ غَيرُ مِلْوَاحِ
أوْ مُهْرَةٌ مِنْ عِتَاقِ الخيْلِ سابحَةٌ
كَأنّهَا سَحْقُ بُرْدٍ بَينَ أرْمَاحِ
وَمَهْمَةٍ مُقْفِرِ الأعْلامِ مُنْجَرِدٍ
نَائي المَنَاهِلِ جَدْبِ القاعِ مِنزَاحِ
أجَزْتُهُ بِعَلَنْدَاةٍ مُذَكَّرَةٍ
كالعَيْرِ مَوّارَةِ الضَّبْعَينِ مِمْرَاحِ
وَقَدْ تَبَطّنْتُ مِثْلَ الرِّئْمِ آنِسَةً
رُؤْدَ الشّبَابِ كَعَاباً ذاتَ أوْضَاحِ
تُدْفي الضّجيعَ إذا يَشْتُو وَتُخْصِرُهُ
في الصّيفِ حينَ يَطيبُ البَرْدُ للصّاحي
تَخَالُ رِيقَ ثَنَاياها إذا ابتَسَمَتْ
كَمِزْجِ شُهْدٍ بِأُتْرُجٍّ وَتُفّاحِ
كَأنّ سُنّتَهَا في كُلّ دَاجِيَةٍ،
حِينَ الظّلامُ بَهِيمٌ، ضَوْءُ مِصْباحِ
إنّي وَجَدَكَ لَوْ أصْلَحْتُ ما بِيَدي
لم يَحمَدِ النّاسُ بَعدَ المَوْتِ إصْلاحي
أشْرِي التِّلادَ بِحَمْدِ الجارِ أبْذُلُهُ
حَتى أصِيرَ رَمِيماً تَحْتَ ألْوَاحِ
بَعْدَ الظَّلالِ إذا وُسِّدْتُ حَثحَثَةً
في قَعْرِ مُظلِمَةِ الأرْجاء مِكْلاحِ
أوْ صِرْتُ ذا بُومَةٍ في رَأسِ رَابِيَةٍ،
أوْ في قَرَارٍ مِنَ الأرْضِينَ قِرْوَاحِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:09 PM

أقفر من أهلـه ملحوب
( عبيدة بن الابرص )


أقْفَرَ مِنْ أهْلِهِ مَلْحُوبُ
فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَّنُوبُ
فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلِبَاتٌ
فَذاتٌ فِرْقَيْنِ فَالقَلِيبُ
فَعَرْدَةٌ فَقَفَا حِبّرٍ،
لَيْسَ بِهَا مِنْهُمُ عَرِيبُ
إنْ بُدِّلَتْ أهْلُهَا وُحُوشاً،
وَغَيّرَتْ حَالَها الخُطُوبُ
أرْضٌ تَوَارَثُهَا شَعُوبُ،
وَكُلُّ مَنْ حَلّهَا مَحْرُوبُ
إمّا قَتِيلاً وَإمّا هَالِكاً،
وَالشّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ
عَيْنَاكَ دَمْعُهُمَا سَرُوبُ،
كَأنَّ شَأنَيْهِمَا شَعِيبُ
وَاهِيَةٌ أوْ معينٌ مُمْعِنٌ
أوْ هَضْبَةٌ دُونَهَا لُهُوبُ
أوْ فَلَجٌ ما بِبَطْنِ وَادٍ
لِلْمَاء ممِنْ بَيْنِهِ سُكُوبُ
أوْ جَدْوَلٌ في ظِلالِ نَخْلٍ
لِلْمَاء مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبِ
تَصْبُو فَأنّى لَكَ التّصَابِي،
أنّى وَقَدْ رَاعَكَ المَشِيبُ
إنْ تَكُ حَالَتْ وَحْوِّلَ أهْلُها
فَلا بَدِيءٌ وَلاَ عَجِيبُ
أو يَكُ أقْفَرَ مِنْهَا جَوُّهَا
وَعَادَها المَحْلُ وَالجُدُوبُ
فَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَخْلُوسٌ،
وَكُلُّ ذِي أمَلٍ مَكْذُوبُ
وَكُلُّ ذِي إبِلٍ مَوْرُوثٌ،
وَكُلُّ ذي سَلَبٍ مَسْلُوبُ
وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ،
وَغَائِبُ المَوْتِ لا يَؤُوبُ
أعَاقِرٌ مِثْلُ ذَاتِ رِحْمٍ،
أمْ غَانِمٌ مِثْلُ مَنْ يَجيبُ
أفْلِحْ بِما شِئْتَ فَقَدْ يُبلَغُ بالـ
ضّعْفِ وَقَدْ يُخدَعُ الأرِيبُ
لا يَعِظُ النّاسُ مَنْ لَم يَعِظِ الـ
ـدّهْرُ وَلا يَنْفَعُ التَّلْبِيبُ
إلاّ سَجِيّاتِ مَا القُلُوبِ،
وَكَمْ يَصِيرَنّ شَانِئاً حَبِيبُ
سَاعِدْ بِأرْضٍ إذا كنتَ بِهَا،
وَلا تَقُلْ إنّني غَرِيبُ
قَدْ يُوصَلُ النّازِحُ النّائي وَقَدْ
يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ القَرِيبُ
مَنْ يَسَلِ النّاسَ يَحْرِمُوهُ،
وَسَائِلُ اللَّهِ لا يَخِيبُ
وَالمَرْءُ مَا عَاشَ في تَكْذِيبٍ،
طُولُ الحَيَاةِ لَهُ تَعْذِيبُ
بَلْ رُبّ مَاءٍ وَرَدْتُ آجِنٍ
سَبِيلُهُ خَائِفٌ جَدِيبُ
رِيشُ الحَمَامِ على أرْجَائِهِ
لِلْقَلْبِ مِنْ خَوْفِهِ وَجِيبُ
قَطَعْتُهُ غُدْوَةً مُشِيحاً
وَصَاحِبِي بَادِنٌ خَبُوبُ
عَيْرَانَةٌ مُؤجَدٌ فَقَارُهَا
كأنّ حَارِكَهَا كَثيبُ
أخْلَفَ مَا بَازِلاً سَدِيسُهَا
لا حِقّةٌ هِيْ وَلا نَيُوبُ
كَأنّهَا مِنْ حَمِيرِ غَابٍ
جَوْنٌ بِصَفْحَتِهِ نُدُوبُ
أوْ شَبَبٌ يَحْفِرُ الرُّخَامَى
تَلُفّهُ شَمْألٌ هَبُوبُ
فَذَاكَ عَصْرٌ وَقَدْ أرَاني
تَحْمِلُني نَهْدَةٌ سُرْحُوبُ
مُضَبَّرٌ خَلْقُهَا تَضْبِيراً،
يَنْشَقّ عَنْ وَجْهِها السّبِيبُ
زَيْتِيّةٌ نَاعِمٌ عُرُوقُهَا،
وَلَيّنٌ أسْرُهَا رَطِيبُ
كَأنّهَا لِقْوَةٌ طَلُوبُ
تُخْزَنُ في وَكْرِهَا القُلُوبُ
بَاتَتْ على إرَمٍ عَذُوباً،
كَأنّهَا شَيْخَةٌ رَقُوبُ
فَأصْبَحَتْ في غَدَاةِ قِرّةٍ
يَسْقُطُ عَنْ رِيشِهَا الضّرِيبُ
فَأبْصَرَتْ ثَعْلَباً مِنْ سَاعَةٍ،
وَدُونَهُ سَبْسَبٌ جَدِيبُ
فَنَفَضَتْ رِيشَهَا وَانْتَفَضَتْ،
وَهيَ مِنْ نَهْضَةٍ قَرِيبُ
يَدِبّ مِنْ حِسّهَا دَبِيباً،
وَالعَينُ حِمْلاقُهَا مَقْلُوبُ
فَنَهَضَتْ نَحْوَهُ حَثِيثَةً،
وَحَرَدَتْ حَرْدَةً تَسِيبُ
فاشْتَالَ وَارْتاعَ مِنْ حَسيسِها،
وَفِعْلَهُ يَفْعَلُ المَذْؤوبُ
فَأدْرَكَتْهُ فَطَرّحَتْهُ،
وَالصّيْدُ مِنْ تَحتِها مَكْرُوبُ
فَجَدَلَتْهُ فَطَرّحَتْهُ،
فَكَدّحَتْ وَجْهَهُ الجَبُوبُ
يَضْغُو وَمِخْلَبُهَا في دَفّهِ،
لا بُدّ حَيْزُومُهُ مَنْقُوبُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:10 PM

أقفر من مية!
( عبيدة بن الابرص )


أقْفَرَ مِنْ مَيَّةَ الدّوَافِعَ مِنْ
خَبْتٍ فَلُبْنَى فَيْحانَ فالرِّجَلُ
فَالقُطَبِيّاتُ فَالدَّكادِكُ فَالْـ
ـهَيْجُ فَأعْلى هَبِيرِهِ السَّهَلُ
فَالجُمُدُ الحافِظُ الطَّرِيقَ مِنَ الـ
ـزَّيْغِ فَصَحْنُ الشّقِيقِ فَالأمُلُ
فَالطَّلْبُ فَالحَدُّ مِنْ تَبَالَةَ لا
عَهْدَ لَهُ بِالأنِيسِ مَا فَعَلُوا
كَأنّ ما أبْقَتِ الرّوَامِسُ مِنْـ
ـهُ وَالسِّنُونَ الذّوَاهِبُ الأُوَلُ
فَرْعُ قَضِيمٍ غَلا صَوَانِعُهُ
في يَمَنِيّ العِيَابِ أوْ خِلَلُ
يا نَاقَةً مَا كَسَوْتُهَا الرَّحْلَ وَالـ
أنْسَاعَ رَهْباً كَأنّهَا جَمَلُ
تَخْتَرِقُ البِيدَ وَالفَيَافَي إذْ
لاحَ سُهَيْلٌ كَأنّهُ قَبَلُ
وَيْلُ امّهَا صَاحِباً يُصَاحِبُها
مُعْتَسِفُ الأرْضِ مُقْفِرٌ جَهِلُ
أوْرَدَهَا شَرْبَةً بِهلِينَةَ لَمْ
تُحْمِضْ عَلَيها مِن دونِها رِجَلُ
بَارَكَ في مَائِهَا الإلَهُ فَمَا
يَبِصُّ مِنْهُ كَأنّهُ عَسَلُ
مِنْ مَاء حَجْنَاءَ في مُمَنَّعَةٍ
أحْرَزَهَا في تَنُوفَةٍ جَبَلُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:11 PM

ألين إذا لان الغريم
( عبيدة بن الابرص )


ألِينُ إذا لانَ الغَرِيمُ، وَألْتَوِي
إذا اشتَدّ حتى يُدرِكَ الدَّينَ قاتِلي
وَأمْطُلُهُ العَصْرَينِ حتى يَمَلّني،
وَيَرْضَى بِبَعْضِ الدَّينِ في غيرِ نائلِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:11 PM

أنبئت أن بني جديلة أو عبوا
( عبيدة بن الابرص )


أُنْبِئْتُ أنَّ بَني جَدِيلَةَ أوْعَبُوا
نُفَراءَ مِنْ سَلْمَى لَنا وتَكَتّبُوا
وَلَقَدْ جَرَى لَهُمُ فَلَمْ يَتَعَيّفُوا
تَيْسٌ قَعِيدٌ كَالولِيّةِ أعْضَبُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:12 PM

إن الحوادث يجيء بها الغد
( عبيدة بن الابرص )


إنّ الحَوَادِثَ قَدْ يَجىء بهَا الغَدُ،
وَالصّبْحُ وَالإمْسَاءُ مِنْهَا مَوْعِدُ
وَالنّاسُ يَلْحَوْنَ الأمِيرَ إذا غَوَى
خَطْبَ الصّوَابِ وَلا يُلامُ المُرْشَدُ
وَالمَرْءُ مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بِغِرّةٍ،
وَعَدا العَداءُ وَلا تُوَدَّعُ مَهْدَدُ
أُدْمَانَةٌ تَرِدُ البَرِيرَ بِغِيلِهَا
تَقْرو مَسَارِبَ أيْكَةٍ وَتَرَدَّدُ
وَخَلا عَلَيْهَا مَا يُفَزِّعُ وِرْدَها
إلاّ الحَمَامُ دَعَا بِهِ وَالـهُدْهُدُ
فَدَعَا هَديلاً سَاقُ حُرٍّ ضَحْوَةً
فَدَنَا الـهَدِيلُ لَه يَصبُّ وَيَصْعَدُ
زَعَمَ الأحِبّةُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،
وَبِذَاكَ خَبّرَنَا الغُدافُ الأسْوَدُ
فَاقْطَعْ لُبَانَتَهُمْ بِذاتِ بُرَايَةٍ
أُجُدٍ إذا وَنَتِ الرّكَابُ تَزَيَّدُ
وَكَأنّ أقْتَادي تَضَمّنَ نِسْعَهَا
مِنْ وَحْشِ أوْرَالٍ هَبِيطٌ مُفْرَدُ
بَاتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةٌ رَجَبِيّةٌ
نَصْباً تَسُحُّ المَاءَ أوْ هِيَ أسْوَدُ
يَنْفِي بِأطْرَافِ الألاء شَفِيفَهَا
فَغَدَا وَكُلُّ خَصِيلِ عُضْوٍ يُرْعَدُ
كالكَوْكَبِ الدِّرّيء يَشرَقُ مَتْنُهُ
خَرِصاً خَمِيصاً صُلْبُهُ يَتَأوّدُ
في رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرّبِيعُ قَرَارَهَا
مَوْلِيّةٍ لَمْ يَسْتَطِعْها الرُّوَّدُ
وَبَدَا لِكَوْكَبِهَا صَعِيدٌ مِثْلَ ما
رِيحَ العَبِيرُ عَلى المَلابِ الأصْفَدُ
وَإذا سَرَيْتَ سَرَتْ أَمُوناً رَسْلَةً
وَإذا تُكَلِّفُهَا الـهَوَاجِرَ تُصْخِدُ
وَإلى شَرَاحِيلَ الـهُمامِ بِنَصْرِهِ
نَصْرَ الأشاء سَرِيُّهُ مُسْتَرْغَدُ
مَنْ سَيْبُهُ سَحُّ الفُرَاتِ وَحَمْلُهُ
يَزِنُ الجِبَالَ، وَنَيْلُهُ لا يَنْفَدُ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:13 PM

العيش ضلال
( عبيدة بن الابرص )


أمِن منزِلٍ عافٍ، وَمن رَسْمِ أطلالِ،
بَكَيْتَ وَهَل يَبكي منَ الشّوْق أمثالي
دِيارُهُمُ إذْ هُمْ جَميعٌ فأصْبَحَتْ
بَسابِسَ إلاّ الوَحشَ في البَلدِ الخالي
قَلِيلاً بِها الأصْوَاتُ إلاّ عَوَازِفاً،
عِرَاراً زِمَاراً مِنْ غَيَاهِيبَ آجَالِ
فإنْ تَكُ غَبَراءُ الحُبَيْبَةِ أصْبَحَتْ
خَلَتْ منهُمُ وَاستَبدَلَتْ غيرَ أبدالِ
بِما قَدْ أرَى الحَيَّ الجميعَ بِغِبْطَةٍ
بِهَا وَاللّيَالي لا تَدومُ على حَالِ
أبَعْدَ بَني عَمْرٍو وَرَهطي وَإخْوَتي،
أُرَجّي لَيَانَ العَيشِ والعيشُ ضَلالُ
فَلَسْتُ وَإنْ أضْحَوْا مَضَوْا ليتبيلـهمْ
بِناسِيهِمُ طُولَ الحَيَاةِ وَلا سَالي
ألا تَقِفَانِ اليَوْمَ قَبْلَ تَفَرُّقٍ
وَنَأيٍ بَعِيدٍ وَاختِلافٍ وَأشغالِ
إلى ظُعُنٍ يَسْلُكْنَ بَيْنَ تَبَالَةٍ،
وَبَينَ أعالي الخَلّ لاحِقَةِ التّالي
فَلَمّا رَأيْتُ الحادِيينِ تَكَمّشَا
نَدِمتُ على أنْ يَذهَبا ناعمَيْ بَالِ
رَفَعْنَ عَلَيهِنَّ السّياطَ فَقَلّصَتْ
بِنا كُلُّ فَتْلاءِ الذِّرَاعَينِ شِمْلالِ
خَلُوجٍ برِجْلَيْها كأنّ فُرُوجَهَا
فَيَافي سُهُوبٍ حيثُ تَختَبُّ في الآلِ
فَألْحَقَنَا بِالقَوْدِ كُلُّ دِفَقَةٍ
مُصَدَّرَةٍ بالرَّحْلِ وَجْنَاءَ مِرْقال
فمِلْنَا وَنَازَعْنَا الحَديثَ أوَانِساً
عَلَيْهِنّ جَيْشَانِيّةٌ ذاتُ أغْيَالِ
وَمِلْنَ إلَيْنَا بالسّوَالِفِ وَالحُلَى،
وَبالقَوْلِ فيما يَشتَهي المَرِحُ الخَالي
كَأنّ الصَّبَا جاءتْ بِرِيحِ لَطِيمَةٍ
مِنَ المِسْكِ لا تُسطاعُ بالثّمن الغالي
وَرِيحِ خُزَامَى في مَذانِبِ رَوْضَةٍ
جَلا دِمْنَها سارٍ منَ المُزْنِ هَطّالُ


الساعة الآن 04:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team