منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر مختارات من الشتات. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=26)
-   -   ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25393)

سرالختم ميرغنى 08-03-2019 05:45 AM

ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
 
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...GWZpDXC8og0UPQ

ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى

أعجب شخصية فى تاريخ الفكر الإسلامى
سبق " كنْط " و" هيوم " وغيرهما من الفلاسفة العقليين فى مسألة ( قدم العالم ) و ( الزمان والمكان ) بمئات السنين

--------------
بدأ الغزالى ، كما بدأ " ديكارت " بالإيمان بوجود الله

بدأ الغزالى تجربته الفلسفية بالشك فى العلم الموروث ، والشك فى الحسيات والعقليات ، ثم رجعت نفسه بعد طول التشكك إلى اليقين ، بنور قذفه الله فى صدره ، وهذا النور هو - كما يقول - مفتاح أكثر العلوم . والفرق بين شكه وشكّ الفيلسوف الفرنسى الشهير ديكارت أن الغزالى عاد إلى اليقين بنور قذفه الله فى صدره فى حين أن ديكارت لم يعد إلى اليقين إلا بعد عثوره فى قعر العقل على حقيقة أولى لا تقبل الشك ، وهى الحقيقة المعروفة بالكوجيتو الديكارتى : " أنا أفكر ، وإذن أنا موجود " .
ولكن هذه الحقيقة الأولى محتاجة عند ديكارت نفسه إلى الضمان الإلهى ، لأن عنده أنه لا يستطيع أن يثق بوجوده إلا إذا كان الله صادقا لا يكذب ولا يضلل ، وعنده أنه لو كان هنالك شيطان ماكر يعبث بعقله ويريه الباطل حقا ، والحق باطلا ، لما وصل إلى اليقين أبدا . إنه ليس من السهل على من شك في أحكام العقل أن يعود إلى اليقين بالاعتماد على العقل وحده . فلا بد إذن من معونة خارجية ، وهذه المعونة هى النور الذى قذفه الله فى الصدر فجعل العقل يدرك ذاته ، ويدرك صدق أحلامه . وهكذا نرى أن يقين الغزالى ويقين ديكارت بصدق أحكام العقل ، يلتقيان فى الجود الإلهى .
إن أحكام العقل فى نظر الغزالى صادقة فى العلوم المنطقية والرياضية والطبيعية ، وفى كل ما يتعلق بأمور التجربة . أما المعارف الإلهية فإن العقل لا يتحكم فيها إلا بالإمكان . وإذا كان كلام الفلاسفة فى الرياضيات برهانيا ، وفى الإلهيات تخمينيا ، فمردّ ذلك إلى عدم ولائهم فى الإلهيات بشروط البرهان المنطقىّ .

------------------------------------
الفقرة القادمة :
الغزالى لم يفقد ثقته بالله ساعةً واحدة

حنين الخالدي 08-03-2019 08:59 AM

رد: ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
 
جزاك الله خيرآ على الطرح الجميل

أشكرك أستاذ سر الختم ميرغني تحياتي لك


:Untitled-6::Untitled-6::Untitled-6:

سرالختم ميرغنى 08-03-2019 09:08 AM

رد: ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
 
تحية لحنين الخالدى وتقديرى لك على المرور والتعليق ، سلم قلمك .

العنود العلي 08-03-2019 07:28 PM

رد: ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
 
شخصية تاريخية أحسنت طرحها أستاذي سر الختم

حيث تحمل في أبعادها كثيرآ من العظات والدروس

شكرآ ليراعك الذي يجيد التفاصيل , مع فائق التقدير

سرالختم ميرغنى 08-03-2019 08:27 PM

رد: ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
 
وللعنود العلى تُخصص الفقرة أدناه
الغزالى لم يفقد ثقته بالله ساعة واحدة
وإذا كان الغزالى قد رجع بعد طول التشكك إلى الوثوق بأحكام العقل ، فمعنى ذلك أن شكه لم يكن إلا شكا منهجيا مؤقتا . وجد نفسه على شفا جُرُفٍ هار فالتجأ إلى الله تعالى ، فأنقذه الله من الشك ، فهو بالرغم من شكه فى كل شيئ لم يفقد ثقته بالألطاف الإلهية ساعة واحدة . وهذا النور الذى قذفه الله فى صدره لا نعرف له تأويلا إلا قولنا أنه اقتناع داخلى بصدق أحكام العقل . بل العقل لا يحتاج فى نظره إلى المعونة الخارجية إلا فى حالتين . الأولى إشفاؤه من الشك إذا انتابته آفته ، والثانية لتنبيهه وإرشاده إلى الأمور الإلهية التى لا يمكنه الاطلاع عليها إلا بالوحى والإلهام . أما فيما عدا ذلك فالعقل ميزانٌ صادق ، لا بل هو آلة سليمة صالحة لاقتناص المعرفة ، أساسه الضروريات العقلية ، وسبيله النظر ، ومِحكه الأخير الوضوح والبداهة .

تركي خلف 08-04-2019 03:36 AM

رد: ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
 
ما شاءالله على طرحك الراقي أخوي سر الختم
حقيقة إستمتعت بقراءة الغزالي أحد نجوم التاريخ .. مشكور ربي يحفظك ويبارك فيك

سرالختم ميرغنى 08-04-2019 11:26 AM

رد: ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
 
ولأخينا تركى خلف تُخصص الفقرة أدناه

عرف الله بقلبه قبل عقله
على أن الغزالى لم يكن فى حاجة إلى البراهين العقلية للوصول إلى معرفة الله ، لأنه عرف الله بقلبه ، قبل أن يعرفه بعقله ، فمعرفته بالله ناتجة إذن عن تجربة داخلية ، وهى من عجائب القلوب لا من ثمرات العقول . فمن لم يُرزق هذه المعرفة بالذوق لم يدرك من حقائق الأمور الإلهية إلا الألفاظ ." لو لم تجدنى لما برهنت على وجودى " .
ويرى الغزالى أن الله خلق العالم بإرادة قديمة اقتضت وجوده فى الوقت الذى وجد فيه . وإذا كان الله قد أراد العالم وخلقه فمعنى ذلك أنه لا يعزب عن علمه مثقال ذرة . فهو يعلم الأشياء كلها بجميع أحوالها . وعمله بها أزلى . وهو " ذات " لها صفات قديمة . ولكن تعدد صفاته لا ينافى وحدة ذاته .


الغزالى يقول بما قال الفلاسفة بعده بقرون
--------------------------

سرالختم ميرغنى 08-06-2019 06:04 PM

رد: ابوُ حَـــامِد الغزَالـــــــــى
 
الغزالى يقول بما قال الفلاسفة بعده بقرون

لقد اهتدى الغزالى في رده على الفلاسفة إلى آراء طريفة سبق بها فلاسفة القرن الثامن عشر . فقال عند كلامه على مسألة قدم العالم : إن الزمان والمكان هما علاقات بين التصورات ، تُخلق بخلقها ، أو بالأحرى يخلقها الله بين الصور الذهنية في عقولنا . وهذا قريب من رأى الفيلسوف الألمانى الشهير " كنْط " الذى قال : إن مقولتى الزمان والمكان هما صورتان قبْليتان يخلقهما العقل ، أو بالأحرى يستخرجهما من داخله ليرتب فيهما ظواهر الطبيعة .
وقال عند انكاره لفعل الطبيعة : " إننا لا نستطيع أن نرد هذا الفعل إلى مجرد علاقة زمانية بين شيئين . بل إن مجرد مشاهدة التعاقب بين ظاهرتين طبيعيتين لا يسمح لنا بأن نقول إن الظاهرة الأولى علة الظاهرة الثانية . ..وهذا شبيه برأى " هيوم " الذى زعم بعد الغزالى بستمائة وخمسين سنة " إن اعتيادنا مشاهدة التعاقب بين حادثتين بانتظام هو الذى جعلنا ندعى أن الحادثة الأولى علة الحادثة الثانية " .


الساعة الآن 07:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team