منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الإبداع يبحث عن الحرية ،،،،،، هجرة الشوام إلى مصر أنموذجاً (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1350)

عبدالله أحمد الباكري 09-17-2010 11:45 PM

الإبداع يبحث عن الحرية ،،،،،، هجرة الشوام إلى مصر أنموذجاً
 
الإبداع يبحث عن الحرية
هجرة الشوام إلى مصر أنموذجاً

الحرية شرط الإبداع ، فإذا فرضت مساحتها على البيئة وتأقلم المجتمع معها إيجابياً وثقافة تطورأفراد المجتمع ونمت لديهم مقومات الإنسان الحضاري من الحس الأخلاقي الرفيع والإحساس العالي بالمسئولية واحترام الآخر أياً كان انتماؤه وتغيرت اهتماماتهم ونشاطاتهم نحو الإيجابية فيصبح الفرد فاعلاً في مجتمعه ودوره مؤثراً تلمسه في محيطه ، وفي ظل الحرية تنشط الفنون على كافة أنواعها وأشكالها ويتحرك الفكر من الجمود ويعيش في تفاعل نقدي مستمر ودائم وتلوح الإبداعات الإبتكارية من الإختراعات والإكتشافات وتضيء هنا وهناك 0

التنافس وليد الحرية وفي الجو التنافسي يسقط من لا يتطور ، فيظل المجتمع وعلى كافة الأصعدة في نشاطات تنافسية ينتج عنها تلاقحات فكرية ومثاقفات إبداعية تسهم في رفع المستوى الثقافي للفرد إن لم تشرع هذه التنافسات في تأسيس ثقافة جديدة تبنى على قبول الإختلاف والتسامح مع المخالف وخطاب الإقناع والبرهان 0

الحرية تؤسس بيئة تحترم الإبداع وتشكل مجتمعات تحتضن الإبتكار وتشجعه ولكن العرب وللأسف الشديد لم يسعفهم التاريخ بقيادات تؤمن بهذه الرؤى وهذا الفكر ولذا جاؤوا نشازاً على الحضارة العالمية المعاصرة بالرغم من وجود إضاءات قوية وإلماحات عظيمة نجد بدايتها في عهد والي مصر محمد علي باشا الذي كان له من الوعي الفكري ما جعله يؤمن بضرورة المناخ التنافسي الحر مما جعل العديد من الأسر الشامية تهجر بلدانها وديارها لتضرب عصا ترحالها في أرض الكنانة لأنها قد لمست حقيقة الحرية فيها فكان الإبداع الخلاق نتاجاً طبيعياً لهذه الحرية 0

لا أريد أن أتحدث هنا عن الإصلاحات الإقتصادية التي سنها محمد علي باشا بالرغم من وجود علاقة متينة بينها وبين موضوعنا لأن الحرية الإقتصادية التي أوجدها الباشا جعلت الأوروبيون أنفسهم يؤمون مصر ويستقرون بها ولكنني أنوي الحديث عن الحرية الفنية عموماً والتي جعلت العرب الشوام على وجه الخصوص يبدعون إبداعات بارعة وخلاقة في سماء الفن تمثلت في مبدعين أثروا الحياة في مصر أولاً وفي العالم العربي ثانياً ففي الشعر مثلاً نبغ خليل مطران وهو من لبنان وإن كان قد جابه الصدام مع الحكومة المصرية حينها إلا أن مصر ظلت نسبياً أفضل من بقية البلدان العربية تحرراً 0

هاجر المبدعون الشوام وهجروا أهلهم وقراهم وأوطانهم إلى مصر التي سمعوا أنها انتفتحت على الدنيا وأصبحت الحرية تعمها من سواحل المتوسط حتى السودان ، ولمع من الجهابذة الأعلام ما أعطى لمصر مفاتيح الريادة في المنطقة العربية ففي الصحافة نبغ سليم حموي وهو لبناني يعد أول من أنشأ مطبوعة عربية في مصر سنة 1873م وتبعة جهابذة من الشوام إما مهاجرين أو أبناء لمهاجرين وأنشأوا روائع المؤسسات الصحفية والتي لا يزال بريقها لامعاً حتى اليوم كالأهرام والأخبار والهلال والمعارف 0

لقد أثنينا في مقالنا هذا على محمد علي باشا رائد النهضة الإصلاحية المصرية الحديثة وحتى لا يزيغ بنا الحق عن ذكر أهل الفضل فلا بد لنا أن نشيد بإصلاحات الخديوي اسماعيل من بعده والذي لعب دوراً بارزاً في خلق الحرية في مصر وتأسيسها كمساحة اجتماعية تتحرك فيها القوى السياسية المختلفة والتيارات الفكرية والثقافية المتنوعة فعلى يدي الخليوي اسماعيل كان التأسيس الحقيقي للحرية في مصر 0

لقد بنى الخليوي اسماعيل دار الأوبرا ونقل هندسة الشوارع الباريسية إلى القاهرة وكلف الموسيقي الإيطالي العالمي بتأليف أوبرا عايدة كما قام بافتتاح قناة السويس ، وخلال عهده ومن بعده توافدت الأقلام الإبداعية من الشام هرباً من الإستبداد العثماني هناك وطلباً للحرية الخديوية والتي وإن أثنينا عليها فليس لأنها في قمة ما يمكن أن تكون ولكن لأنها كانت رائدة في مضمونها وأفضل من غيرها والأهم من ذلك كلها أنها حققت ما كانت تريده من الحرية التي كفلت حتى للمرأة أن تكتب رأيها فسمعنا بأقلام نسائية جميلة جلها من لبنان كهند نوفل التي أصدرت مجلة الفتاة في الإسكندرية وكانت هذه المجلة باكورة الصحافة النسائية في مصر كما أن مي زيادة تعد الأديبة الأشهر في زمانها ولا ننسى روز اليوسف ومجلتها الشهيرة التي تحمل اسمها ودورها الفعال حينها في الحياة الثقافية في مصر0


أما في مجال الغناء والسينما فحدث ولا حرج ففريد الأطرش وأسمهان وصباح ونجاة الصغيرة وسعاد حسني وحسن عابدين وعبدالسلام النابلسي وفايزة أحمد وعمر الشريف ويوسف شاهين وشمس البارودي وعزيزة جلال وغيرهم الكثر هم علامات قوية وبارزة في سماء الغناء والسينما ليس المصرية فحسب وإنما العربية ولولا هجرتهم وأسرهم من حكومات القمع في بلدانهم الشامية لما سمعت بهذه الإبداعات الخلاقة والتي ستظل تاريخاً خالداً في التاريخ العربي المعاصر 0

ريم بدر الدين 09-27-2010 11:08 PM

و من قبلهم كان أبو خليل القباني الذي افتتح مسرحه في العاصمة السورية فاضطهد و أحرقته السلطة العثمانية ليهاجر إلى مصر و يفتتح مسرحه من جديد ليكون ابو المسرح العربي الحديث
و أيضا الكواكبي و غيرهم كثيرون
فعلا الحرية مناخ مناسب لنمو الابداع لا يقضي عليه الا القهر و الاستبداد
أ. عبد الله باكري
بذرة لحوار جميل أتمنى من الجميع المشاركة في الحوار

ساره الودعاني 09-28-2010 08:18 AM


صدقت أستاذ عبدالله الاكري

الأبداع يتنفس من خلال الحرية وهناك نماذج كثيرة

تحضرني أسمائهم

لمن هاجروا أو تمت مضايقتهم واحتدادهم للرحيل..

شكرا لك..


أمل الحربي 09-28-2010 02:34 PM

الإبداع روح تحتاج فضاء رحب وهواء نقي
تحتاج شمساً صافية لاسيفاً صارماً
وأيما أرضٌ رحبت به عًشقها واتخذها موطناً ..
,,,
الأديب /عبدالله بن احمد الباكري
..
طرح مبدع ..لم أستطع مجاراته فاكتفيت بماكتب ..
ثناء مُبجل ..

أحمد فؤاد صوفي 12-14-2010 12:55 AM

طرح جميل . . حبذا لو تكمله . .

بارك الله فيك . .
تقبل تحيتي وتقديري . .

** أحمد فؤاد صوفي **

اسلام اتكيدك 12-24-2010 02:32 AM

السّـلام عليكم ،
ما ذُكر في المقال أستاذي الكريم كلام مهم جداً وعلينا أن نأخذه بعين الإعتبار ... لنرسُمَ مقوّمات الإبداع.
ومن أجل فتح مساحات أخرى وأخرى ؛ لنبني عليها أمجادنا الإبداعية والفنية والثقافية بمختلفها. وهذا بنظري في هذه الألفيّة موضوع لا يختلف عليه عاقلينْ
لكن الذي أيضا علينا تبيانُه من باب الموضوعية ، أن ننظّـر في الحريّـة التي نحتاجها لنمارس إبداعاتنا خِلالها وسط مجتمعات ربّما تكون مغلقة أو مُنزوية أو حادّة مِنَ الإبداع .
فالإنفلاتُ حريةٌ أيضاً ... ولا تُـفضي إلى شيء
وأيضاً .. إنفلاتٌ آخـر ، بمساحة من حريّةٍ أخرى .. تُفضي إلى إبـــــــــداع يُودي بالمجتمع إلى الأسفل السّافلين فكراً وعلماً وقيمةً .
فالحريّةُ لا تكون ، إن لم تكُـن مضبوطة نحوَ بوصلَةِ الإبداع وبقوانينِ مبادئنا وديننا .

فالسؤال هنـا : ما الحريـــة ؟!

تحيّـتي العميـقة ؛

ناريمان الشريف 12-24-2010 10:29 PM

أخي عبد الله
سلام الله عليك
مرحباً بك في منابر وأهلاً بقلمك
أثني على كلام الأخ إسلام فقد أجاد في رده
وإني أسأل سؤالاً آخر
الحرية للمبدع أعتقد أننا ندري ما هي ولكن ما هي حدودها ؟

فإذا كان الشاعر أو الكاتب قد هجر موطنه لأنه لا يستطيع أن يقول ما يريد في بلاده
بسبب النظام الحاكم على سبيل المثال .. أو بسبب انغلاق مجتمعه أو أي اسباب أخرى
فإنه يستطيع أن يقول أو يفعل ما يريد في بلد آخر
وهذا ما حصل مع بعض المصريين أيضاً الذين هجروا مصر إلى غيرها وبعضهم نفوا من بلادهم وعاشوا في بلاد الغرب ..
وأنا لا أرى أن سبب الهجرة دائماً هو كبت الحرية.. إنما لأسباب أخرى
فمثلاً فريد الأطرش ( رحمه الله ) كان قد هاجر من بلده .. لسعة انتشار الفنانين تحديداً في مصر
فالحرية في مصر لا أعتقد أن حدودها تختلف عن حدود الحرية في أي بلد عربي
ليكون للإبداع مسرباً

أرى أن الابداع يحتاج أيضاً لأشياء أخرى كالأمان والوقت المناسب والدوافع ( وهذه أهمها ) والالتزام ووعي الأفراد وغير ذلك
كذلك وفي كثير من الأحيان ( كبت الحرية ) تكون مدعاة للإبداع أكثر من الحصول عليها
وأكبر دليل على ذلك أولئك الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال الاسرائيلي والمحكوم عليهم بمئات السنين
تراهم يبدعون لوحات فنية وأخرى قلمية أجمل بكثير من تلك التي يرسمها من يتمتع بالحرية الكاملة
وقد نفذوا إبداعاتهم بإمكانيات محدودة جداً .. فإذا ما منعوا من الحبر كتبوا أشعارهم بالدم وهذا حصل فعلاً
لذلك كله .. لا أؤيد فكرة أن الابداع يحتاج إلى حرية فقط !!


كل الاحترام والتقدير أخ عبد الله



تحية ... ناريمان


الساعة الآن 07:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team