|
|
|
اليوم المشهود
بعيدا عن عن كل شروط القصة
أما نوعها فهي واقعية تقبلوها منّي كما هي لأنها ارتجالية ربما تكون الأفكار غير مرتبة اعتبروها فضفضة على هيئة قصة ذات ألم بالتحديد فجر الأحد الساعه 12 بعد منتصف الليل ألم شديد دون سابق إنذار ربما الحرارة المرتفعة التي سبقته بأيام هي السبب وبعد الفحوصات المتتالية الدقيقة تم استئصال كيس المرارة وبعد انتهاء فترة البنج يفترض أن الألم زال ، لكن للأسف الشديد هناك ألم من نوع آخر يبدو أن ( الزايدة) غارت من جارتها( المرارة) لابد من إجراء عملية أخرى حيث أن الزايدة ممكن أن تنفجر بأي لحظة ومابين المؤيد من الأطباء والمعارض من الأسرة خوفا من أثر البنج على صحتي لفترة متقاربة أصر أبي على إجراء العملية وأمام إلحاحه الشديد ، رضخت الأسرة لتوسلاته ، تأملت والدي... كهل في نهاية الخمسينات من عمره، أغوص في أعماقه السحيقة، يتضخم شيئا في وجهه، أتحسس الألم بداخله، تختلط أحاسيس قلبه وتتزاحم الذكريات في عقله، ابنته ووحيدته في خطر وكأنه يعيش اللحظات معها ثانية بثانية، تبوح شفتاه ببعض كلمات غير مفهومة، تسيل الدموع من عينيه، يصعقني المشهد، وتضاجعني الجروح، أرتعش من وحشة البرد وقسوة المنظر، تدفعني دموعه للهروب سريعا من كآبة المكان حتى لا ينكشف لي ضعفه القاتل. تتزايد نبضات قلبي، يلتهم بكاء أبي شجاعتي، تتلعثم الحروف، ويتصاعد فوران الدم في دماغي أبحث عن مكان يأوي هروبي، أريد اخفاء وجعي، لعلي أعصر قهري ..لعلي أغسل همي لأجد نفسي بعد دقائق عدة أغمض عيناي، وأنكفئ على نفسي، لتمر صور أبي على ذاكرتي البعيدة، تنساب دموعي، أتساءل: كيف سيعيش بدوني؟ كيف سيتنفس هواء الحياة؟ أرفع رأسي بعدما سافرت في ظلمة أوجاعي، أتأمل المكان.. و تمت العملية الثانية بفضل الله عز وجل والانتهاء منها إلى العناية المركزة دون السماح لأي شخص بزيارتي يُقال أن النبض توقف ثواني وأنهم دخلوا علي ليلقنوني الشهادتين فتحت عيني ورفعت إصبعي وهمست بأذن أبي : لاتخف إن غاب نبضي هناك نبض آخر بين ضلوعي ابتسم و استبشر الفرح داخل أعماقه . تنتعش الأحاسيس، وتنتشر بذور الحياة في كامل عروقي، أرفع يداي إلى السماء مبتهلة :شكرا يا الله، تنفرج أسارير وجه أبي بعدما خطف الخوف تفكيره... تزول المحنة ويبقى هذا اليوم يوما مشهودا لأنه يوما بكى فيه أبي. شكرا لك يارب برجوع ابتسامة أبي والشكر موصول للنبض الذي يسكنني هو سبب بقائي ومحاولتي لأبقى حية لن أموت واسمك فيني يخلدني ويبقيني على قيد الحياة والماء والتنفس. اشتقتك |
رد: اليوم المشهود
بالسلامة والمعافاة أخت ياسمين
الصدق ...الصدق ...الصدق هو كل الذي قرأت هنا سلامة نبضك |
رد: اليوم المشهود
ياسمينتي قرأت سطورك وعيوني كادت أن تفرّ منها الدمعة عشت كل سطر كتبته هنا وأنت ما زلت خارجة للتو من غرفة العمليات عشت معك وشعرت بألمك منذ أن بدأ الساعة الثانية عشرة منتصف الجرح وحتى آخر سطر (شكراً لك يا رب ) توجعت لتوسلات أبيك لربه لتبقي على قيد الحياة كل كلمة هنا مؤلمة وكل تعبير صادق من القلب مليون سلامة على قلبك والحمد لله أنك بخير ماما ناريمان |
رد: اليوم المشهود
حروف مكتوبة بالألم وليست بالقلم الحروف مغذيات طبيعية وتبرع بالدم وجراحة طبيعية ألف سلامة عليك ياسيدة البوح
|
رد: اليوم المشهود
الحمد لله على سلامتك عزيزتي ياسمين
قصّة مؤثرة تشدّ القارئ وتأخذ أنفاسه بين يديها لتنتهي بسلام يجعله يشعر بارتياح فتنطلق أنفاسه حرّة سالمة أدام الله عليك الصّحة والعافية وحماك من كل سوء |
رد: اليوم المشهود
الأخ النبيل عبد السلام
افتخر كثيرا بتوقيعك أسفل قصّتي بحروف من صدق... صدق نابع من قلبك النّقيّ الأصيل... دم بخير...:43: |
رد: اليوم المشهود
جميلة ومؤثرة. نبرة الصدق فيها جليّةٌ واضحةٌ. نص يستفز المشاعر ويجعل القارىء في قلب الموقف.
من الناحية الفنية أراها _من وجهة نظري المتواضعة_ قصةً متكاملة الأركان، وإن غلبت عليها التقريرية والمباشرة قليلًا. وهذا لا يقلل من جمالها كون تتحدث عن موقف حقيقي. وفي الحياة من المواقف المؤثرة أكثر مما في الخيال. دام مدادك أستاذة ياسيمين، ونحو كل الألق والتميز والإبداع. |
رد: اليوم المشهود
اقتباس:
ثناؤك فهو وسام زيَّن نصي و صدري:30::30: |
رد: اليوم المشهود
اقتباس:
مرورك توَّج أقصوصتي و هامتي فلك من الشكر جزيله و من الود عميقه:43: |
رد: اليوم المشهود
اقتباس:
رذاذ الصباح الجميل .... حين يغدو الأنسان ألماً يعيشه أجواء اللمستشفيات ليصبح المرض رحلة مع الواقع لا نستطيع أن ننفي وجوده مهما حاولنا . تقديري واحترامي لتواجدك الدائم سيدي:30:. |
| الساعة الآن 05:29 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.