منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   سلسلة ( منتصف الطريق ) .. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11201)

أحمد سليم بكر 05-21-2013 07:22 PM

سلسلة ( منتصف الطريق ) ..
 
الحلقة الأولى
***********
[justify]أقيم مع عائلتى فى بيت فى مدينة على أطراف أحدى المحافظات ، تبعد عن قلب المحافظة ما يقرب من عشرين كيلو متر ، فى يوم الأثنين أعتاد المجئ من جلستى مع صديقى الذى أجلس معه فى متجر خاصة والده بجوار بيته ، حيث أن منزله يبعد مسافة تقترب من الأثنين كيلو متر ، أسيرها وسط طريق حفته الأشجار من الجانبين و غالبا ما أسير منفردا فى هذا الطريق ، لا أرى أى شخص ، حيث أن عدد سكان تلك المدينه لا يبلغ الألف نسمه ، حيث أنها تتكون من أربع مستعمرات ، شرقية و هى التى اقيم فيها وبها عدد عشرون مبنى كل مبنى يحتوى على ثمانى شقق ، أما الغربية و هى التى يسكن بها صديقى ففيها عدد سبعون منزل ارضى ، و أما عن الشمالية ففيها عدد ثلاثون مبنى كل منهم يحتوى على ثمانى شقق ، و الجنوبية فهى شركة يعمل بها اغلب سكان هذه المنطقة السكنية ، و يعمل على حراستها حارسان ليلا ، حال هذه المدينة فى الليل الصمت و الصمت فقط ، أما عنى فأنا طالب فى الجامعه و صديقى كذلك ، فى يوم الأثنين أى منذ يومين ، خرجت من منزلى الساعة الخامسة مساءا و ذهبت إلى صديقى كعادتى ، و صلت منزله قرب الساعه السادسه ، تحدثنا و جلست معه حتى الساعه الحادية عشرة و النصف حيث خرجت من منزله عائدا إلى منزلى ، و أنا أسير فى هذا الطريق الذى حفته الأشجار من كلا جنبيه ، رأيت فتاه ملقاة على وجهها و لا تتحرك ، فحاولت أن أنهضها بصوتى دون لمسها على الإطلاق فلم أستطع ذلك ، و تجمد الدم فى عروقى حينما رأيت على الأرض دما يسيل ، كان أقرب من أستنجد بهم الحارسان ، و ذلك بعد أن أدخلت يدى فى جيبى لجلب الهاتف الجوال ، فلم أجده ، و كأنه يوم الحظ خاصتى ، فركضت إلى الحارسان - وهما الأقرب - لأجدهما يغطان فى نوما عميق ، و لكن لفت أنتباهى و أنا أركض بكل ما أتيت من قوه و أنظر إلى الأرض شكل الأرض التى يتضح عليها أن سياره قد أستدارت أكثر من مرة هنا ، و للعلم أنى قد سمعت ، و أنا أسير قبل أن أرى تلك الفتاه ، صوت ضجيج بعيد لم أميزه ، نعود إلى الحرسان بعد أن أوقظتهما و أتوا معى بسرعه ، حاولنا رفع الفتاه و لكن دون أن نلمسها بأيدينا كما أشار علينا أحد الحارسان و هو عريف شرطة فى الأساس ، و لكن كان الأمر قد أنتهى و أنتقلت الفتاه إلى الرفيق الأعلى ، أتى أحدهم بغطاء و غطها ، و ذهب الأخر ليخبر قسم الشرطه الذى هو موجود فى الجانب الشرقى من المدينه و هو ليس قسم بل صورة لقسم قد ينفع فى مثل ذلك الحال ، أتى ضابط القسم الذى لم يبلغ الخامسه و العشرون ومعه عريف فى العشرين من عمره ليتفقدوا الأمر ، و أبلغ ذلك الضابط قسم المحافظة و ما هى إلا نصف ساعة أو أقل إلا و قد أتت سيارتان شرطة بهما ما يقرب من عشرة عساكر، و أخرى صغيرة فارهة بعض الشئ بها ضابط يظهر عليه سمات مكانة عاليه ، أتى إلى ليسألنى عما قد حدث بعد أن أخبره الضابط الأخر أنى من رأيت الفتاه ، فأجبته بكل ما قد حدث ، أبلغنى أن أتى غدا للقسم المركزى فى المحافظة ، ليأخذ الأقوال خاصتى فى محضر رسمى و ذلك بالطبع بعد أن تفقد بطاقة تعريفى الشخصية ، و أنتهى الأمر ، و لكن هناك أمر غريب أشعر به تلك الفتاه قد رأيتها من قبل أين و متى ؟ لا أعلم ، ولكن أتذكرها جيدا قد رأيتها ، هذا ما كان يسطر على خلال سيرى فى طريقى إلى المنزل ، قبل أن تأتى سيارة سوداء كبيرة بعض الشئ و قفت أمامى ، خرج منها أربعة رجال و وقفوا أمامى و لضخامتهم قررت أن أستغل جسدى الذى هو أصغر من أجسادهم و كذلك أستغل مهارتى الخاصه فى الركض ، الذى لم أقم به إلا مرة أو مرتين شهريا ، فحاولت الركض و الإختباء و لكن بعد أن أختبئت خلف مبنى قريب فى ظلام دامس ، فوجئت بخطوات تأتى تتلمس الأرض من خلفى ، فأدرت و جهى ، لأجده أحد الرجال ، و لكن و أنا أحاول لكمه بصورة أو أخرى ، و لا أستطيع فعل ذلك بالطبع ، أتت ضربة أفقدتنى و عى فى الحال . [/justify]

أحمد سليم بكر 05-24-2013 02:16 AM

منتصف الطريق
 
الحلقة الثانية
************

[justify][justify]أود أن تكون البداية نالت قدرا من إعجابكم ، فأنا لست من أبدع سطورها بل طارق - طارق جمال محمود - هذا هو البطل الحقيقى ، الذى سنعيش معه بين ثنايا أحداثها ، أراد أن يبدأ قصته هو بذاته ، وقد كان ، من الأن فصاعدا ، سيكون معكم صديقى - قلمى ملازمى - يطلق العنان لحبره ليفترش الورقة و يلتحف بالإبداع الذى لا يعرف له حد ، لكى لا نبعثر ما تبقى فى ثنايا العقول ، لقد قرعت الطبول ، و دقت الأجراس ، و عُزف اللحن الهادئ الرقيق الحزين ليسيطر على الأحداث و يخبئ فى أنغامه الأحساس بكل ما فيه من شئ نعلمه ولا نعلمه ، فى ظلمة سادها السواد ، و سواد ساده الجهل ، عاد ما تبقى لصاحبنا من عقل ، ليشعر بحركة سريعه و كأنه جالس فى سيارة - وهو الحق - و لكن صديقنا لا يرى ذلك فلقد حزموا بصره عن نور الحياه ، و ها هو ذا صوت غليظ يتحدث بتهديد و وعيد ، ما هذا أنهم يحدثونه عن حادثة الأمس التى وقعت فى منتصف الطريق ، الفتاه ، و لكن ماذا يريد هؤلاء ، إذن فهم يخيفونه حتى لا ينطق بما رأى ، و لكن ما الذى رأه و لم يخبرنا به ، أنتهى الأمر بأن ألقاه الرجال الذين رأهم بالأمس القريب البعيد ، خارج السيارة ، وتركوه منكبا على الأرض و أنطلقت السيارة ، ماهى إلا ثوان معدودة إلا و أطلق السراح لعينيه تجول بين أرجاء المكان الذى غمرت صفرته سواد عينيه الذى لا يكاد يميز أى شئ مما وقع له ، فالعين تتأرجح بلا رؤية و تتمايل بلا تمييز ، دقيقة أو أكثر قدرة العين أستردتها ، فالسؤال الأن أين هو ، رأى على مسافة ليست بالبعيدة ولا كذلك القريبة مبنى صغير ، فسار متخبطا مثقلا على قدميه ، إلى أن وصل بين حالة و أخرى إلى الأستراحة ، نعم هى أستراحة متوسطة الحال فى وسط الصحراء ، أوقفنى أيها القارئ و إسألنى سؤال مهم ، ألا لهذا الشاب أهلا يريدون أن يعرفو أن جرفه شاطئ الدنيا منذ ليلة كاملة باتها خارج أطاره اليومى ؟ ، نعم هذه اول كذبة أوقعنا فيها فى كلامه الاول ، أنه قال أنه يعيش بين عائلته ، ولكن الحقيقة أن عائلته المكونة من ثلاثة أفراد هو رابعهم - أب و أم و أخت - تقيم فى دولة خليجية حيث البحث عن المال و الوضع الإجتماعى المرموق ، و أما هو فلا يتلاقى معهم سوى ثلاثة أشهر من كل عام حين يذهب لهم - عطلة الدراسة - أو يأتوا له حين يسمح العمل بإجازة ، نعود له حيث يقف على باب الإستراحة ، ويحك يا فتى أدخل ، ألا ترى القراء يرون ما أنت فاعله ، ليدخل إذن ، فجلس و جلسنا معه حيث أنه يتطلع بالمكان ، إلى أن أتى له رجل و سأله عما يريد ، فطلب طعام ، فأتى له الطعام محمولا ، وكأنها وليمة الشبع بعد جوع أبرح البطن أملها أنتظارا ، ليجد طعاما لا يرضى به من لا يجد الطعام ، ولكنه أكل بل لا أملئ بطنه ، أنتهى من وليمته المجنى عليها التى خرت صريعة بين يديه ، عاد له الرجل طالب المال ، فنظر له و بدء يسرد خطوط الدهشة و البلاهة ، و بدأت نظرات الرجل له تتغير و تتبدل نحو امرا لا يحمد عقباه ، و لكن الكفوف و الأيدى المفرودة بين طيات البنطال ، ها هى ذا أصطدمت بشئ ، حافظة نقود ، أحل الأمر العسير بفرج يسير ، نعم ، حافظة النقود بها ثلاث أوراق كلا منهم تعادل فى قيمتها مائة ورقة مما يدعونه الجنيه - الا حسرة عليك ، و عزاء من قلوبنا لك فيك - ، أعطى للرجل ورقة وما هى إلا دقائق و عاد بالباقى ، و خرج صديقنا لصفرة الصحراء مرة أخرى ، ليبدأ فى التفكير بشأن ما قدم له من حال ، بدء فى التفكير أنه يجب أن يوقف سيارة ، فأخذ يشاور لكل سائق ملاكى كان او أجرة دون جدوى ، و هى ساعة ونصف مدة أنتظاره - ما أقلها فى مكان كهذا - ، سيارة ها هى ذا و أخيرا أحدهم قد مس قلبه إحساس بالإنسانية الغائبة أجزاءها عن قلوب الكثيرون - أى يعيش القلب بلا أحساس ، أنه مات و إن قالوا عاش - وقف ، رجل قد شاخ به الزمان و طبع فوق جبينه بصامته ، ركب السيارة لتنطلق ، و أول سؤال إلى أين ؟ ، فتوقف الشاب و كأن الكلام قد مات و أنتعش فى قبرا قد دفن فى أعماق أحشاءه ، فأعاد الرجل ، و لمرة أخرى غاب الجواب دون حضور ، فسأل أخر ألا تعلم إلى أين ؟ ، فبنظرة بلهاء عاثرة أجابه ، و أستشفها الرجل ، إذن لا تعلم ، و لكن سريعا ما رد صديقنا أقرب مكان به ناس ، فصمت الرجل و الفتى و لكن الرجل بدء ينتابه شعورا بالقلق ، من هذا الفتى ؟ ، سائق على الطريق أبلغ سائقنا بأن الطريق قد أمتلكته و أزدانت به فى الأمام لجنة شرطية للتفتيش ، فطلب من صاحبنا إخراج بطاقته و أظهارها ، فبدء بإخراج حافظته فلم يجد أى شئ حيال ذلك ، أحدكم يسأل أينها إذن ، ألم يخرجها للضابط ليلة أمس ، لا هذا ما قاله هو فى حديثه الماضى و لكن الضابط بعد أن قرأها أخذها حتى يضمن أنه سيأتى له القسم المركزى غدا ، و لكن القضية هنا أنه لا يعرف أسمه و لا إلى أين ذهب ، السؤال ما الذى حدث له ؟ ، فعندما أخبر السائق إنه لا يمتلك بطاقة ، أطلق العنان لقدمه لتصطدم بمكابح السيارة لتقف و قفة خطرة و بسرعه ، و نظر له فى حمق ، لا تعرف إلى أين أنت ذاهب و لا تمتلك بطاقة لنعرفك و أياك ألا يفعلوا فسيأخذوك بلا رجعه ، فبادر صديقنا إذن أنزلنى هنا لأرى ما سأفعل ، و لكن إلى هنا أنتهى وقتنا هذه الليلة سنعود لا تدعوه شريدا وحيدا ، حاولوا أن تكونوا معه فى كل ليلة تواسوا له حزنه و تجففوا له دمعه ، بقيتم له أخوه و أياى ، و بقى لكم اخا و كذلك أود .[/justify][/justify]

صفاء الأحمد 05-25-2013 01:53 AM

أهلا بك أخي أحمد .. جميلة هي مشاركتك الأولى في منبر القصة ..
بإنتظار مصير ذو الذاكرة الضائعة .. !

سجلني متابعة لك ..
مودتي .

أحمد سليم بكر 05-25-2013 03:12 AM

منتصف الطريق
 
الحلقة الثالثة
************

[justify]
[justify]مالك السيارة و كأن الإنسانية لا تفارق قلبه الذى طغى على جوانبه العطف - ألا عشنا أناس و كفى - ، رفض نزول الشاب ، و أخبره بأن اللجان لا تدقق فى تفتيش السيارات الملاكى ، و لكن يجب ألا تظهر عليك أى ملامح من الخوف و الإضطراب ، فأبدى الشاب ترحبيه بتلك الفكرة ، و لكن هل كلام العجوز سيكون صائب ، و ينطوى هذه الخدعه و تمر على ضابط الشرطة فى الكمين ، تطوى السيارة أمتار الطريق مقتربة من نقطة التفتيش المنصوبة أركانها فى منتصف الطريق ، و ها هى ذا نقطة التفتيش ساكنة سكون الصياد المنتظر فريسته على أحر من الجمر، أقتربت السيارة و توقفت حيث أمامها العديد من السيارات ، أغلب سيارات الملاكى تمر بلا أدنى تفتيش ، وهذا إن دل يدل على صحة كلام الرجل ، نعم إذن أتى صديقنا و معه الرجل داخل هذه البوتقة الحديدية ، ليسأل الضابط الرخص ، فيسلمها له الرجل و بعد أن يقرأها ، تتحرك السيارة أراها قادمه من بعيد و بها الشاب ، لا لحظة أنى لا أره فى داخلها ، لا قد خانتنى عيني بل أنه موجود داخلها ، إذن قد مرت بسلام هذه المره ، و مرت السيارة و لكن إلى أين أين هذه السيارة ستسكن ليهبط من أحشائها صديقنا ، أين طريقه ؟ ، و هذا ما كان يجول فى خاطر الرجل ، دقائق و بدأت تبدو على ملامح الرجل علامات المرض ، نعم علامات المرض ، فهو يحك صدره كثيرا ، فيساله الشاب عن إن كان يعانى المرض ، فقال له لا أنه أمر بسيط ، حساسية فى الصدر و سيقف عند أقرب صيدلية ليأتى بالدواء ، ولكن الشاب لاحظ أن علامات المرض قد طغت علا ملامح وجهه و حركات أطرافه ، و للمعرفة ليس أكثر ، شعوره بالمرض هو من جعله يقف للشاب و يأخذه فى طريقه حتى يجده بجانبه عند مرضه فيساعده ، و لذلك فعل فى المرة الثانية ، و خاض مغامرة خروجه من النقطة ، ولكن الحق يقال الرجل تبدو عليه ملامح الطيبة ، و لكن لا مانع من القليل من المصلحة ، دقائق و بدء الرجل لا يستطيع التحكم فى عجلة القيادة ، فأوقفها - هذه المركبة - ، و طلب الشاب أن يقود بديلا عنه ، فسأله إن كنت تعرف أم لا ، فرد على سؤاله بسؤال أكثر واقعية ألدينا خيار ؟ ، فأستبدلا الأماكن ، و المهم أن فى النهاية قاد صديقنا السيارة ، فهو يمتلك مركبة موجوده امام منزله الغائب عن أفكاره الواهية فى داخل جمجمته المتصلبة عن ذكريات عاشها و أنخرط داخلها ، سار الأثنين دون أى أستوقاف مطلقا دخلا المدينة و سارا ، بلا جلب الدواء ، فسيذهب صديقنا بالرجل إلى بيته الذى يصف له طريقة خطوة خطوة ، دون جلب الدواء ، و بذلك مرت ساعة إلا قليل من الدقائق و وصل صديقنا و معه الرجل الذى لا يعرف أحدهما أسم الأخر حتى الان ، أخرجه من السيارة كانت الساعة الثالثة عصرا ، و أدخله المنزل بعد أن أغلق أقفلها ، وسارا سويا رجلنا مرتكز على صديقنا على الدرج صاعدين إلى الدور الرابع ، فتح الرجل باب منزله مستندا على الشاب ، و دخلا المنزل ، ليجدا طفلين شبيهين لدرجة لا تتخيلها ، فطلب منهما الرجل الدواء ، فأحضرها و أجباه - بابا - أى أن هذا الرجل والدهما ، فسألهما الشاب أنتم توأم ؟ ، فأجاباه نعم ، فسألهما عن سنتهما الدراسية ليخبراه أنهما فى الثانية الأعدادية ، فبهذا تعرف الشاب على أول أفراد هذا البيت و هما حسن و حسين ، فسأل هنا عن اسم الرجل ، فأجابه بنظرة باسمة ، ماذا ؟ ، فضحك الشاب بأبتسامة رقيقة ، فأجابه الرجل أسمى بدوى عبدالله ، فسأل الرجل أبناه عن أخوهما الأكبر خالد ، ألم يأتى من مدرسته ؟ ، فأجابه أنه أتى و سار لموعد الدرس الأن - فهو طالب فى الثانية الثانوية العامة - ، و سأل الشاب الولدين ، بعد ذهاب الرجل إلى حجرته ليقم بتديل ملابسه و غسل وجهه ، سألهما ألكم أخوة أخرون ؟ ، فأجابه أختنا الكبرى هدى ، وهى فى السنة الثالثة من كلية الإعلام ، فأتى الرجل بعدها للشاب ، فطلب الشاب الرحيل و لكن الرجل رفض ذلك و بعد معاناه ، أقنع الرجل الشاب أن يجلس و يبيت هذه الليلة و يرحل غدا فإن الليل قد نثر خيوطه السوداء الداكنه و إنه لا علم طريقه فكيف سيسير ؟ ، جلس صاحبنا و لكن رفض تغير ثيابه ظل بهم ، رغم أن الرجل أتى له بملابس مما لديه و كذلك مما لدى أبنه الأكبر ، أتت الفتاه و أتى الأخ الأكبر ، و تعرفا عليه ، و عندما دخل هو ليفترش الأرض رافضا كذلك النوم بجانب خالد على سريره مناصفة ، حتى لا يضايقه ، قص الوالد قصة هذا الشاب على مسامع أبنائه الساكنه المندهشة و الواهيه ، حتى يعرف كلا منهم كيف سيعامله ، و كذلك أخبرهم بأنه سيجعله يعمل بالمتجر الخاص بهم فى أسفل المبنى - أرضى - الذى هو ملكهم المكون من تسعة أدوار كلها إيجار ماعدا الدور الرابع خاص بهم ، المسيرة تطول و صديقنا لازالت تتخبط به الدنيا لتوقعه بالرجل الغير مناسب ، هذا الرجل طيب و متدين و جيد كإنسان ، و لكنه تاجر يعمل فى الأثاث و البضائع المنزليه و الخضروات ، و له أعداء كثر لما له من ضمير بعض الشئ بينهم ، و هذا الرجل قد يوقع بصديقنا فى مشاكل ليس به يد فيها ، فأخر رجل عمل بائعا فى المتجر ، عنى الأمرين من الكسور و التشوهات التى حدثت له بعد أن هجم عليه رجال رجلين أعمال أخرين من الملاك يريدان أن يهددوا بدوى ، و لكن الأمر يمكن أن يحل كله ، إذا رفض صاحبنا هذه المهنه و هذا أمر ليس له جانب من الحدوث ، حيث أنه يحتاج للمال الأن ، و كان الله فى عونه ، لا تغيبوا عنه أنه فى أزمه ليس لها مثيل ، إلى كل من رأه ، نداء إلى كل من يعرفه ، أخبره أن أسمه طارق و أنه طالب فى كلية الهندسة قسم قوى و الات ، و لكن إذا لم تصلوا فلايزال غائب عن دنياه دون حضور ، و لازال يشتاق إلى أسمه الغائب عن كشف الحضور كذلك ، و لازال يشتاق إلى جدران ألمته سنينا و هو يعرفها ، تذكرة -إن كانت فى محالها أثنيتم ، و إن لم تكن لا تسيؤا ، فلا أعتادها منكم - ، الفتاة و الجريمة ألاتزال فى الذاكرة ، أم سرتم على نفس نهج صديقنا ، دمتم له أخوه ، كما دام لكم أخا .[/justify]
[/justify]

أحمد سليم بكر 05-25-2013 03:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الشويات (المشاركة 147210)
أهلا بك أخي أحمد .. جميلة هي مشاركتك الأولى في منبر القصة ..
بإنتظار مصير ذو الذاكرة الضائعة .. !

سجلني متابعة لك ..
مودتي .


تشرفت بك سيدتى و أتمنى أن أكون وفقت فى جلب أنتباهك
أستمرى بعون من الله و مشيئه ، فالمصير مجهول و الأحداث معقده و متداخله

أحمد سليم بكر 05-25-2013 12:38 PM

منتصف الطريق
 
الحلقة الرابعة
**************

[justify]
لازال حسام على خليل – ينظر صديقنا طبقا لموعدهما صباح اليوم ، و ها هو ذا الليل قد نصب خيمته ليسدل أغطيتة السوداء حاجبا شمس النهار التى أبت الظهور فى حضوره ، خرج من بيت عمله ليركب سيارة الأمس التى رأينها سويا فى الحادث ، و يبدأ فى السير متجها إلى المنزل الموجود عنوانه بين سطورة بطاقة صديقنا الغائب ، و ما هى إلا نصف ساعة وقد وصل ، ليدق جرس الباب ، و ظل يفعل ذلك مرة تلو الأخرى و لكن لا أمل فى الرد فإن المنزل فارغ ، لتخرج علياء نورالدين ، و هى فتاه قد تجاوزت الثلاثين من عمرها تعيش مع والدتها السيدة جليلة هلال فى هذا المنزل بعد أن فارق أبيها الحياة ، و كانوا يمثلون لـطارق العائلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فسألته عما يريد فأجابها شاب يدعى طارق ، ألا يقطن هنا ؟ ، فأجابته نعم ولكن لماذا ؟ ، فقص عليها ما جرى ليلة الأمس من حادث ، فبدت عليها علامات الدهشة و أخبرته أنها لم تره منذ الساعة السادسة حين ذهب لصديق له فى الناحية الغربية من المدينة ، فسألها إن كانت تعلم من هو و أين منزله فأجابته ، فذهب له مسرعا ، و عادت هى سريعا إلى حجرتها لجلب هاتفها لتقوم بالإتصال بصديقنا الغائب ، و لكن للأسف بدت عليها علامات الحزن و الأسى و الرعب ، عندما سمعت صوت جرس هاتفه يقرع داخل منزله .
وصل الضابط حسام إلى كريم إبراهيم علام صديق صديقنا ، فلم يجده حيث أنه خرج منذ قليل ، فقام الضابط بإيقافها – سيارته – ثم جلس بلا حراك ، أما عن كريم فكان فى طريق إلى طارق لأنه لم يأت الجامعه اليوم و كذلك لم يهاتفه على الإطلاق و هذا أمر غريب ، و عندما و صل و صعد الدرج فوجئ بعلياء واقفة على وجهها رسمت علامات الخوف ، فألقى السلام عليها و سألها ماذا حدث ، فأخبرته بما حدث و أن الضابط قد ذهب ليلقاه فى منزله ، فأخبرها كريم أنه سمع حقا بموضوع الحادث الذى وقع ليلة امس ، و لكن القضية اين ذهب طارق ؟، فتحدثت قائله أيكون ؟ ، و قبل إتمام كلامها أجاب صديقه لا ، أنعلم من هو جيدا و نقل ذلك ، سأحدث أحدى صديقاتى لتحاول أن تعرف ماذا حدث فهى صحفية و خطيبها ضابط ؟ ، فأخبرها بأن تخبره فى حالة حضور اى جديد ، و ذهب ليلحق بالضابط ، فوصل بيته فوجد الضابط ينتظره داخل سيارة الشرطة التى جلس فيها وحيدا ، فالقى السلام عليه و طلب منه الدخول لمنزله و لكن الضابط رفض ذلك مطلقا ، نزل الضابط من السيارة و بدأ فى إتمام الأسلة لصديقنا عن ليلة الأمس وحال هذا الشاب فى هذه الليلة و بعد أن أتم كريم إجاباته التى تفيد بأن الامر كان على ما يرام و طبيعى جدا ، أنهى الضابط أسئلته بسؤال مهم أيكون له يد فى تلك الجريمة النكراء ؟ ، فأجابه طارق لا ، و لكن الواقع أن اليقين من خلال إحساسى يسكن مشاعرى و يطمئنها و لكن الواقع أنى لا أعلم أى شئ عن هذا ، فأنتهى الحوار إلى ذلك الحد و ذهب الضابط راكبا سيارته منطلقا .
أما صديقنا من كثرة ما كان بباله من تفكير أرتمى على فرشته و خر صريعا بين يدى الإرهاق ليغيب الوعى عنه نائما ، و لازالت الأسرة تتم حديثها الذى تركناه نحن ليلة أمس ، رفضت الفتاه – هدى – منطق والدها فى إشغال الشاب فى المتجر و أن ما حدث لـجلال - الرجل الذى كان من قبله - قد يحدث له ، و لكن الوالد أبدى أن جلال ما هى إلا أيام قد تبلغ أسبوعا على الأكثر و يعود لمكانه و هو سيقف معه يساعده ، فبعد مناقشة دامت ما يقرب من ساعة أتفقا أن يعمل و لكن يبدأ العمل فى حالة رجوع جلال - البائع القديم - .
مرت تلك الليلة بكل ما تحمله من متاعب و أستيقظ الجميع و لكن هناك من لم يغمض له جفن – علياء ، كريم ، حسام ، و هدى - ، علياء لا تعلم مصير الفتى الغائب ، أما كريم فصديق عمره الوحيد غائب منذ ليلة دون أن يحدثه و هاتفه قد نساه فى منزله ، و أما عن الضابط فهو مشغول بأمر القضية و كذلك الشاب الذى ظن أنه مفتاح الحل قد غاب بلا حضور – فأين ذهب ؟ - ، و لكن لماذا هدى لم يغمض لها جفن ؟ ، و فيما تفكر ، إذن فهى لها علاقة بـ ......... ، لا سنكمل غدا ، صرتم بألف خير ، دمتم له أحباء و دام لكم صديقا ، تابعوه أنه يحتاج لكم من بعد ربه .

[/justify]

أحمد سليم بكر 05-29-2013 01:36 AM

الحلقة الخامسة
*************

[justify][justify]
اليوم بدأت الكتابة ، بصورة مختلفة بعض الشئ ، سؤالا راودنى بلا أدنى مقدمات ، ألا يوجد جانب فلسفى فى حياة هذا الشاب - غريب الأطوار - ؟ ، ألا نلقى الضوء عن حياته التى عشها قبل هذه الأحداث الشريدة ، يا لركاكة الأسلوب ، يا لبعد المعنى ، لا أستطيع ... نعم إنه العجز عن التعبير بل عن مجرد الكلام ، لا أجد تعبير أستطيع أن أصف به ما يجول من فكر داخل أحشاء عقلى المظلمة أركانه ، أتعلمن لا أعرف هل فى حياتنا ما نفخر به ؟ ، ألا فى حياتنا ما نحبه ؟ ، هل فقدنا لكل ما بين جوانح عقولنا من أحساس ؟ هل فقدنا ما بين قلوبنا من فكر ؟ .. رحمة فى بعض من الأمر ، لا أعلم و لكن كلا منا له و عليه ، تخيل أنك أنت من غاب عنه واقعه ، ليظهر له أمر جديد ، حياة جديدة معروضة عليك ، بلا أى ذكريات بلا أى خوف بلا أى سوء ، صفحة غلقت بكل ما فيها و ما تحمله من ألام و أفراح ، لتبدأ بحبر قلمك خط أول الخطوط فى صفحة بيضاء ناصعة البياض ، دائما ما يتمناه البعض فرصة ، فما أجملها من واحدة ! ، اليوم لا حديث لك عنه أم ماذا عزيزى كاتب الكلمات و سارد السطور ؟ ، أعرف أننى أستطردت كثيرا فى كلام ممل بعض الشئ، و لكن لا أعلم لماذا دائما لانحب واقعنا و ننطوى تحت رداء الخيال لنعيش بين أركان أفكارا خادعه خداعة مع من نحب و مع من نختار حيث نريد المكوث و السكون و الأبداية السعيدة الواهمة ، ألا نختار الخيال ؟ ، ألا فى الواقع مرارة ؟ ، إننا و الله من صنع مرارة الواقع لا هو ، و كما قال الشافعى : نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزمننا عيبا سونا – رحمك الله يا إمام ، و تعزينا أيها الزمان لما فينا - .

وا أحر قلباه ممن قلبه شبم ... و من بجسمى وحالى عنده سقم - رحم الله المتنبى و سيف الدولة الحمدانى - ، هذه الكلمات التى أستيقظت عليها مسامع صاحبنا ، حيث أن خالد فى الصف الثانى الثانوى ، وهذا النص من مقرر النصوص لمادة اللغة العربية ، و كأن صديقنا له حث أدبى عال فأنظر لما أبداه على ملامحه دون أن ينطق ، و كأن ما يجول بين خواطره ، أننى أين ممن له شبم بقلبه و من له بجسمه سقم ؟ ، و نظر إلى خالد ، و لكن خالد و كانه شعر بالذنب ، فأعتذر له عن الأزعاج ، ولكن الفتى أبداه إعتزاره هو عما سببه من فوضى فى أركان المنزل ، ولكن خالد أستوقفه بأنه دائما ما كان يريد أن يكون له أخا أكبر منه سنا و هذا حلم قد تم تحقيقه على يدك بأمر من الله ، و أنظروا معى بدأ الحديث يأخذ جانب من الإنسانية ، أعتدال جسد صديقنا مستندا على الجدار ، و أستدار خالد بكرسيه ناحيته ، ليبدوا حدثيا إنسانيا أخاذ ، يسأله خالد ألا تتذكر أى شئ عن حياتك السابقه ، فيجيب لا ، فيكمل خالد حديثه كيف لنا بين عشية و ضحها أن ننسى أناسا أحببنا ودهم ، و بين هذه المحبة تجدد لقائهم ، هل نستطيع أن نمحو عقولنا من كل ما فيها ؟، فهنا بدأ صديقنا ينظر له بأشد نظرات التأمل الحزينة الخانقة ، و تكاد عينيه تغرورق بدموع منسكبة من عينيه متهللة لإطلاق سراحها من سجن أفكاره المظلم ، و صمت خالد فجأة و نظر له و قال لا أحب أن أراك هكذا ، بل سأكون معك أساعدك إلى أن تلتقى بمن غاب عنك و أوجعته بغيابك عنه ، فبدأ صديقنا بمسح عينيه من دموع كادت أن تتدفق ، و أبدى شكره عن كل شعور طيب و لكنه سيرحل اليوم إلى حيث يشاء به الله ، فأكمل خالد كلامه بالله عليك لا تحمرنى من شعورا أردت عيشه ، حالما به أعواما مضت و أعواما أخرى ستأتى ، فى وسط هذا الحديث ، فتح الباب ، و إذ بها هدى ، تخبر أخاه بأن الطعام مجهز على الطاولة ، و لكنها ترى ظهرة الموجه ناحية الباب و ترى أمام التائه - كما أطلقت عليه - جالس على الأرض مسندا ظهره إلى الجدار ، فسألت بضحكة إذن فإنى قطعت حديثا تمنيت أن اعيشه منذ البداية ، فأخبرها اخاه بأنه يريد أن يذهب ، فقالت له دع هذه الأفكار تنجو من سجن رأسك لتغادر بلا رجعه ، أنت ستظل هنا حتى يعود لك ماضيك بكل ما يحمله من متاعب ليلقى بها على عاتقك بلا رحمه ، فأبدى صديقنا الشكر لكنه بداخله كان قد نوى الرحيل على الأكثر بعض لحظات من الأن ، فسألته من بعد عن حياته ألا يتذكر منها أى شئ ، فأبدى أنه لا يتذكر أى شئ ، و إذ بأخيها يطلق كلماته حيث قال ، فى يدك اليمين خاتم ، إذن قد تكون لديك خطيبة ، ألا تتذكرها أيضا ، فأجابه و هو ينظر لخاتمه و يحركه إستدارة وبعد حينا من الصمت قال : لا لم أتذكر أى شئ ، خالد إذن فهيا بنا لتناول الطعام ، قبل أن يخر صريعا بين يدى حسن و حسين و إبتسامة جميلة هادئه على محياه .
هناك بعض الأمور المفقودة بين سلاسل هذه القصة ، الأمر الأول منها " هل الرجال الذين أختطفوه يعرفونه أم فعلوا ذلك لمجرد حضوره حين وقعت جريمة هم – على أغلب الظن من دبرها ؟ " ، الأمر الثانى " هل هم حقا من دبروا الجريمة ؟ " ، الأمر الثالث " هل هو له علاقة من قريب أو من بعيد بتلك الفتاه المجنى عليها ؟ " الأمر الرابع " هل هذا الرجل الذى يأويه فى كنفه – عطفا – رأه بمحض المصادفه أم عن ترتيبا و إعداد ؟ " ، الأمر الخامس " ما علاقة أبنة هذا الرجل – هدى – بهذا الفتى و ماذا تعرف عنه و تخفيه ؟ " ، أما الأمر الرابع " أيكون لأحد الأفراد دور غير مفهوم بلا أى ظهور ؟ " ، الأمر الأخير و الأهم و الأشمل " هل حقا فقد صديقنا الذاكرة أم يدعى ذلك لشئ يجول فى خواطره ؟ " ، قد لا .. بل نعم ... إذن فلتكن .

الضابط فى مكتبه ، جالسا على مقعده ، و ها هو جرس الهانف يضرب بصوته العالى أرجاء المكان ، لينتبه له بعد وقت ، إذن فد كان مستغرقا فى تفكير بعيد الأمد ، فإذا به الضابط على معاونه فى القضية ، يخبره بأنهم قد عرفوا بيانات المجنى عليها ، و إذ بالضابط ينتفض من مقعده و يهب واقفا و علامات الدهشة الفادحة تنتشر بين أركان وجهه ، فالسؤال ماذا سمع ؟ ، ماذا قال له على ؟ ، أو بمعنى أدق و أكثر واقعيه " من هى ؟ " ، " من هى ؟ " .
إلى هنا أنتهى اللقاء الذى - لا نرغب فى لأن ينقطع ، و كذلك نتمنى أن يكون الأحسا من جانبكم - بكم اليوم ، لازال الكثير ينتطرنا و أياكم ، نجولفى الحلقة القادمة بين أحداث جديده فأرتقبوها ، شكرا على حسن المدوامه ، وكالعاده دام لكم صديقا و أخا و أياى ، و دمتم له و لى كذلك ، لقاءنا قريب فأنتظرونا .

[/justify][/justify]

أحمد سليم بكر 06-03-2013 11:01 PM

الحلقة السادسة
 
الحلقة السادسة

[justify]
اليوم ليس كأى يوم أحداثنا غريبه و عجيبة و ستتعقد الخيوط أكثر و أكثر بين أيدينا ، فتابعوا معى فأنى أحتاج الكثير من الساعدة ، حتى أستطع حل عقد قصة لا أعلم لمدها حد ، اليوم ثانى أيام صديقنا بعد الحادثه المشهودة و إختطافه .. للتذكرة فقط .

علياء جالسه فى منزل ما ، و بجوارها نساء كثيرات الجميع يجلس على المقاعد ليست هذه فقط ملحوظتى على هذا المشهد لا بل هناك أخرى يا هذا السواد المسيطر على المشهد فجميعهن ، يكتسون اللون الأسود ، أماتت السيدة والدة علياء ، يا لغبائى ، أتموت والدتها و تنصب العزاء فى منزل أخر ، بالطبع لم تكن هى من ماتت ، و أَضف إلى ذلك أنها جالسه هناك فى أخر الحجرة و بجوارها إمرأة قد كسا عينيها الإحمرار التام من كثرة النحيب ، من يا ترى من مات ؟ ، ألا تعلمون ؟ ، إذن فلينتهى هذا المشهد الحزين الصامت ، إلى أن أن يكسر صمته صوت نحيب تلك المرأة التى لا نعلم من هى .

حسام جالس على أحدى أطراف مركب شراعيه فى وسط النيل ، وكالعادة تائه فى بحر أفكاره الذى لا تعرف له أى حدود ، و من الطرف الأخر رجل يجلس ، من ملابسه أستنتجت أنه عامل المركب – المركبى - ، إذن فإن الأمر إزداد سوءا بمعرفته بيانات المجنى عليها ، يجب أن نعلم من تكون إذن ، و لكن من سيخبرنا ؟ .

أعلم أن الأمر بات مملا ، كثرة الأشخاص و الأحداث و غموض العديد منها بل كلها ، الأسئله التى ترواد أذهانكم ، كل هذا جعل الأمر يؤل إلى أمر ممل كثيرا ، ولكن حتى نكشف الستار عن بعض الأمور ، الأمر له جانبين أساسيين ، الأول هو الجريمة التى وقعت فى منتصف الطريق ، و الثانى هو فقد ذاكرة الشاب المدعو طارق ، ما علاقة الأمور ببعضها ؟ ، كيف كانت حياة هذا الشاب ؟ ، هل حقا كل ما يحدث حقيقى أم مرتب من قبل شخصا ما ؟ .

هشام محمود ضابط بالمباحث أقرب أصدقاء حسام توفى إلى رحمة الله منذ يومين فى أحدى مهماته التى قضها فى صعيد مصر ، حزن عليه كثيرا ، و لا زالت العيون تأبى الصمت فلازالت تتحدث بلغة لا يعرفها إلاه ، الرعاية لأمه و أخته الصغيرة – تسع سنوات – و خطيبته ، حتى يعود ، هذا أخر ما طلبه هشام من حسام ، و لكن هل حسام وافى بالوعد أم لا ؟ .

الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، أذان العصر ، طارق يطلب من الرجل الرحيل عن منزله ، و لكن الرجل يأبى ذلك ، فأبدى صديقنا أنه يحتاج لمال و كذلك لا يصح أن يجلس فى بيت لعائله و خصوصا أن لديهم فتاه فى مثل هذا السن ، رغبة الشاب كانت قد أستنفذت الأمد و الرجل كان متمسك به لدرجه لا تتخيلوها ، يا لهذه الطيبه ! ، وعرض على الفتى العمل فى المتجر ،و لكن الفتى كان له وجهة نظر فى هذا الأمر ، فأبدى أن إحتياجه للمال صحيح جدا و حق ،و لكن أيضا هو يحتاج أن يعمل فى مكان يراه فيه أكبر عدد من الناس حتى تصبح هناك فرص أكثر ليعرفه أحدهم ، و بهذا بات كل محاولات الرجل بالفشل ، و فى النهاية طلب الرجل من صديقنا أمر أخير أن يجلس ليوم واحد و يغادر غدا ، و بعد إلحاح وافق الشاب ، و لكن ما هذا الطلب الغريب ، يوم .. إن فى الأمر لغرابة ! .

هدى فى الجامعه مع صديقتها ولاء ، أنهم يتحدثون عن شخص ما ، تذكرت أمر ليلة أمس قبل أن تنام كانت تحدث هذه الفتاه عن شخص ما ، لقد وصلت فى الوقت المناسب إذن .. حسنا لنرى ماذا تقول ؟، فتسألها صديقتها إن كان يعلم أم لا ، فأجابتها على الأرجح لا ، فسألتها أخر : أستتركيه ؟ ، فأجابتها هى : بالطبع لا ، أخبرتها بأن وقت الرحيل الى المنزل قد حان ، إذن إنتهى الحوار ، يالكم من فتاتين ، أنا لم أفهم أدنى شئ ، من هذا من تحدثوا فى أمره ؟ ، أيكون ... ..... ، ولكن كيف ؟ ، لا ، بالطبع لا ، أبتعدى أيتها الأفكار الواهمة .

هناك رجلان يتحدثان على أحدى المراكب – يخت – فى البحر الأحمر ، هل تعتقد أنه سيتحدث ؟ ، فأجابه الأخر: لا بعد ما فعلناه ، أين تركته ؟ ، تركته فى الطريق الصحراوى بين القاهرة و الإسكندريه ، هل كان معه مال للعوده ؟ ، نعم كان معه ، إذا تحدث بأى أمر سأقتله .. هذا ما تحدث به هذا الرجل ، رجل غريب الأطوار يذكرنى برجال الأعمال الذين ينهبون خيرات أوطاننا ليس الكل بل الأغلب ، أعلم أن أحدكم يؤكد و يقول : إن كان بإستطاعتى جلب الملايين كما يفعلون لما قلت هذا ، أى إنه حقد لا أكثر ، لا عزيزى ، هناك رجال و سارقين ، فإن أراد أى منا نهج الحرام طريقا سيكسب العديد و العديد من المال .. ولكن عزيزى سيذهب أدراج الرياح ، أياكم و الحرام إن فيه سخط من الله ، و البطن الذى تمتلأ مما حرم الله ، فحقت عليها النار ، كما فى حديثه – صلى الله عليه وسلم - ، نعود لهذا الرجل .. جوفه المليئ و وزنه الذى يبلغ أكثر من مائة كيلو جرام ، و كذلك قامته التى لا تكاد تظهر بين أجسام من يدفع لهم مقابل حراسته ، حقا .. أستوقفنى .. سؤال : لماذا وجب على كل من ذاع صيته أن يكن له رجال لحمايته ، أهو الخوف من الشهرة ؟ ، أعتقد أنه لا يوجد أحد يصيب من يحب على الأطلاق ، بعيدا عن الشهرة و كل هذا .. رجال السلطة فى البلاد العريبه ، دائما ما تجد للرئيس حراسه ، و للوزير كذلك و للمحافظ فى بعض الدول ، و الأمراء فى دول أخرى ، لماذا دائما ما يخاف رجال السلطة على أرواحهم هكذا ، أحدكم يرد متسرعا .. أن الدولة تخشى أن يندس أحد بين الناس ليغتال أحدهم ، أنت واهم أخى ، الأمر كله لله ، ( عدلت ... فأمنت ... فنمت ) كلمات قالها عجمى فى سيدنا عمر بن الخطاب ، قد أكون فى كلماتى السابقة أخصصت أناس عن غيرهم فى حديثى ، أرجوكم لا تتهمونى بالعنصرية ، فهى ثقافة أحبها .. لا بل اعشقها بكل ما أملك من مشاعر فياضة بداخلى .. قد أكن تطرقت لأمور بعيدة بعض الشئ تُأخذ على لا لى ، و لكن إنها عادتى .. دائما ما أسير بلى بوصلة أفكار و أترك قلمى يمرح ليفقذ هنا و هناك دون أى قيود .. فأعذرونى .... أخر ما أود قوله : أنى علمت من هذا الحديث الذى لم أكمل لكم باقيه أن صديقنا مراقب من هؤلاء الرجال .

شخص ما جالس على مقعد أمامه مكتب باهظ ثمنه ، و ها هو يتحدث لشخص ما على هاتفه ، لا تخف يا بنى ، لا يستطيع أحد أن يقترب منك ، و لكن تبدو عليه ملامح الرعب ... من هذا و إلى من يتحدث ؟ .
صديقنا قرر الخضوع لأمر الرجل الذى طلب منه أن يجلس حتى نهاية هذا اليوم فقط ، و يغادر فى اليوم التالى ، و لكن .. فضولا لا أكثر .. سأله : لماذا ؟ ، فقام الرجل واقفا ، ليغلق الباب ، و يقول لصديقنا ، سأروى لك القصة من البداية و حتى النهاية .

اليوم نكتفى بهذا القدر .. دمتم له أصدقاء ، ودام لكم أخا و صديقا كريما ، سلمتم .. أعذرونى إن أطلت عليكم هذه المرة سنكمل فى وقت لاحق ..... فتعقبوا أثار قصته .
[/justify]

ريما ريماوي 06-04-2013 08:26 PM

لديك اسلوب متفرد وجميل وممتع...

لكن ما العمل مع كثرة الاخطاء يا احمد...

سأعود لأتمام قراءتي لك فيما بعد، بإذن الله.

شكرا لك، تحيتي وتقديري.

صفاء الأحمد 06-04-2013 11:19 PM

متابعة لك :)

سأعطيك جملة من الملاحظات التي تكررت فيما بعد ..
ليست بالخطيرة ولا تقلل بشكل كبير من القيمة الأدبية للنص لكن أتمنى أن تتقبلها برحابة صدر ..
هي فقط كي تبدو نصوصك أجمل .

بالتوفيق أحمد .

أحمد سليم بكر 06-05-2013 02:08 AM

أتمنى أبداء جميع التعليقات و الملاحظات
بالسلب و الإيجاب .. وخصوصا السلبية منها
.. شكرا للمتابعة .. أتمنى أن تظلوا فى المتابعه
و أبداء الرأى الممتع سماعه بالنسبة إلى .
شكرا على المتابعه

أحمد سليم بكر 06-05-2013 02:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريماوي (المشاركة 147885)
لديك اسلوب متفرد وجميل وممتع...

لكن ما العمل مع كثرة الاخطاء يا احمد...

سأعود لأتمام قراءتي لك فيما بعد، بإذن الله.

شكرا لك، تحيتي وتقديري.

بداية شكرا على المتابعه
ممكن أتعرف على هذه الأخطاء و أعرف إن كانت لغويه و نحويه أم غير ذلك ؟ .. ( مجرد سؤال )
أتمنى أبداء العديد منها إن أمتلكتى بضع من الوقت .. ( رجاء )
أسعدتنى

أحمد سليم بكر 06-05-2013 02:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الشويات (المشاركة 147893)
متابعة لك :)

سأعطيك جملة من الملاحظات التي تكررت فيما بعد ..
ليست بالخطيرة ولا تقلل بشكل كبير من القيمة الأدبية للنص لكن أتمنى أن تتقبلها برحابة صدر ..
هي فقط كي تبدو نصوصك أجمل .

بالتوفيق أحمد .

أشكرك سيدتى على تلك المتابعه الرائعه
أما عن الملاحظات فأتمنى سردها .. أو أغلبها أن كان لديك القليل من الوقت رجاءا
و أتمنى -تمنى خاص- الإسراع فى عرض الملاحظات ( قبل الحلقة القادمة )
أسعدنى مرورك .. شكرا

أحمد سليم بكر 06-13-2013 04:29 AM

الحلقة السابعه

[justify]
الضابط حسام على خليل لازال يبحث عن هذا الفتى الذى غاب منذ تلك الليلة الصماء ، و لكن هناك أمر مهم ، من هى القتيلة ؟ ، أين الإجابه على هذا السؤال ، و أخيرا من خلال كل هذا نستطيع تفسير ذلك ، القتلية هى صديقة علياء نور الدين – جارة صديقنا – ، و هى أيضاً خطيبة الضابط هشام صديق الضابط حسام ، يا لهذا الأمر الشائك ، كيف ؟!! ، إذن هناك خيوط متشابكة بين كل هؤلاء ، و لكن من معه مفتاح صندوق الدنيا الذى تمتلئ أركانه بالغموض و الأسرار ، اليوم هو يومكم ، نعم يومكم .. القصة بين عيونكم ، الأشخاص هم منا ، أناس عاشوا مثلما عشنا و سنعيش – بإذن من الله و مشيئه -، و لكنه الإختلاف الذى لطالما يميز بين البشر ، منا من يعيش حتى الموت بلا أى علمة على هذه البسيطه ، ومنا من يترك فى كل لحظة بصمة سواء بسلب أو الإيجاب ، نعم ، يا لها من دنيا ، يا لها ، الأن عرفنا لماذا الضابط حسام مهتم بتلك القضية ؟، أنه العهد الذى يجعله يشعر بالذنب ، العهد الذى قطعه على نفسه أمام صديقه بحماية والدته و أخته و خطيبته حتى يعود من مهمته ، و لم يفعل .. فماتت خطيبة صديقه بلا أى ثمن حتى الأن ، و الشخص الوحيد الذى يعرف قليلا من الأمر غاب و لم يجد للقائه سبيل ، و كذلك علمنا ما هذا العزاء الذى كانت به علياء ، نعم الأن بدء الغمام يزول ، و تنطلق أسراب من الضوء نحو عيوننا لنفهم قليلا .
الضابط على يتحدث إلى الضابط حسام ، و يسأله كيف له أن يأخذ هذه القضية على أمر شخصى فحسب ؟ ، و أكمل حديثه لن يعود أى نفع من تلك الأفعال التى فعلها ، ألا تكمل حديثك .. أخى على .. ماذا الذى فعله ؟ ، حسام ضابط كفئ جدا ، و له فى مهنته علامات جعلت لديه قدرة خاصة على حل العديد من القضايا فى وقت قليل جدا ، فماذا لديه ليفعله فى تلك القضيه ليصل إلى الجانى ، ليرتاح جزءا من ضميره ، و يستطيع النوم ، كما قال أنه لم ينم منذ أن أدركته تلك الجريمة ، سؤال مهم كيف رغم أنه كان فى مقر الجريمة لم يعرف من هى الفتاه التى قد تم قتلها ؟، أحدث لها تشوية .. مثلا ، لا أذكر ذلك .. هل أحدكم يتذكر ذلك ؟، و أما عن الدماء التى أتذكر أنه تحدث عنها فهى ليست قادرة على إخفاء ملامحها بشكل كامل ، يا لك من مشاكس أيها القلم أتعلم ما لا أعلمه و تخفيه عنى و عن أصدقائى القراء .
السيدة جميلة – والدة علياء - تجلس وحيدة فى غرفتها المظلمه ، لماذا هذا الحزن الذى أطلقت له راحتى ليمسك بهما و يأبى الرحيل ؟ ، أشعر بالحنين لبلاد الأفراح التى غبت عنها ريحها دهرا مع هؤلاء الأبطال ، أبطال من عالم الأحزان .. أتعلمون دائما ما تمس قلوبنا لحظات حب و فرح و حزن و شفقه و غضب و حياه .. نريد الحياه بكل ما فيها .. بكل ما تحمله من معانى .. نعم كل ما تحمله من معانى .. معانى الحياه بكل ما فيها .. الشعور .. الأحساس .. هو الشئ الذى إن فقدناه .. فقدنا أنفسنا إلى الأبد .. نعم إلى الأبد .. تموت الأمم عندما تفقد شعوبها الأحساس .. تسير الناس كالأموات .. تسير بلا قلوب .. يا له من شعور بشع أن أرتكن إلى قلب خاوى من أى مشاعر تجاه المواقف التى تمر على بين طيات هذه الدنيا - غريبة الأطوار - .. لازال قلمى يفعل ما لا أطيق .. و لا أتحمل .. و لا تتحملوا أنتم .. أسف لمرة أخرى عن أفعال قلمى هذا و أعدكم أنه لن يفعلها رغم أننى أعلم تمام العلم أن وعدى ليس له مجال من التحقيق على الإطلاق ، هيا نعود إلى هذه الغرفة المظلمة ، لماذا كل هذا يا أمى ؟ ، هذا ما قالته علياء لوالدتها عندما فتحت عليها باب الحجرة ، و لكن نظرة الحزن مدفونة فى عيونها مثل والدتها بل أكثر، جلست علياء بجوار والدتها على حافة السرير ناظرة إلى المرءاه، و شرعت بالكلام ، ألا تعلمى أنى لم أجد فى حياتى صديقه مثلها و لم أجد فى حياتى أخ مثله ، و غابا فى نفس اللحظة ، بلا أى مقدمات ، لا أستطيع أن أتلمس أركان الطريق حتى أسير من دونهما ، كانا حقا رائعين ، المبادئ التى عاشت عليها لطالما تمنيت أن أكون مثلها ، إنها كانت أفضل و اقرب صديقة لى على الإطلاق ، و أيضا هو كان عندما يكون موجود فى منزله يجعلنى أشعر بالأمان و الطمأنينة بكل ما فيهما من شعور بالراحة ، أنه كان رجل رم سنه الصغير ، كان يقدر الأمور تقديرها ، كان مليئ بالحماس و الحياه ، أتذكر إبتسامته و ضحكته التى لها صوت خافت جميل ، أتذكر كل شئ قاله ، كان دائما ما يكرر " يتفق الجميع فى طريقة الفرح ، لكن كلا منهم يحزن على طريقته الخاصة " ، يا له من عبقرى ، أتذكر القصص التى ملأت عينيه و فكره ، إنه كان مثالا للشاب الناضج ، يا لى حتى أنا صرت أتحدث مثله ، الدموع بدأت تسيل بلا وعى ، دقى يا موسيقى الحزن و أنطفئ يا نور السعاده و غيب يا أمل لقاء ، يا لها من لحظة جعلتنى أنتحب ، ترفع و جهة ببطء و تنظر إلى نفسها أمامها ، و تقترب من والدتها التى ملأ جوانبها الحزن ، أنتهى هذا المشهد ولكن بقى أثره فى نفسى ، إن هذا الشاب له ما يميزه ، و لكن فى كل ما حدث لازال هناك أمر غامض ، من وراء ما يحدث من يحرك خيوط القصة ، من هى الشخصية التى لديها أغلب الحلول بل جميعها ، و السؤال الأهم " متى ستظهر ؟ " .
نعود إلى الشاب الذى يجلس مع بدوى فى الحجرة ، أسف لقد أتيت متأخرا هذا المرة ، أنتهى الحوار ولا أدرى بماذا تحدث كلا منهم ؟ ، و لكن الغريبة هى نتائجه ، قرر الشاب البقاء إلى حيث ينتهى أمرا قد أتفقا عليه ، الساعه الأن السادسه مساءا ، العاشرة مساءا خرجا معا فى السيارة ، يا لهذا هل ما أراه صواب ؟ ، أنه سلاح يحمله صاحبنا ، إلى أين ذاهب كلا منهم ؟ ، ركبا السيارة إلى أن وصلا إلى مكان يبدو أنه قد هجره سكانه منذ سنين عديدة ، دخلا سويا ، و هناك ما يقرب من عشرون رجلا واقفون ، و فى وسطهم جالس رجل يبدو أنه رئيسهم ، دخل الرجل – بدوى – و فى يده حقيبة تبدو ملئية بالورق ، و معه صاحبنا ، سأله الرجل الجالس .. من هذا ؟ ، فأجابه أنه ذراعه الأيمن فى كل شئون عمله ، و سأله إذا كانت حقيبة الأوراق حاضرة ، فأجابه الرجل الجالس نعم ، و فتح الحقيبة التى يحملها فوجدتها مليئة بالأموال ، و قال هذه أموالك ، أستبدلوا الحقائب و خرج الأثنين معا ، و لكن هناك غدر ، فقد خرج مجموعة من الرجال من الباب الداخلى و ساروا أمام اللأثنين حتى يمنعاهم من الخروج ، و لكن بدوى كان زكى فقد أتى برجال حتى ينقذوه ، فأمسك بهاتفه الجوال و طلب رقم أحدهم ، فأتوا مباشرة و بدء العراك بدرواة لكن فجأة و قع الحاج بدوى صريعا على الأرض عندما ضررب برصاصة ، فلحق به الشل=ابو سار به مسرعا فوضعه بالسيارة و ترك الرجال يكملون ما أتوا لأجله ، و قد سار هو مسرعا قائدا للسيارة إلى المشفى ، و رغم خطر الحالة لازالت الروح لنم تفارق جسده إلى تلك اللحظة ، أدخله الطبيب غرفة عمليات مجهزة بسرعة ، و الأن تجرى تلك العملية و القلق واضح على صديقنا ، ماذا سيقول إذا سأله أحدهم ما الذى حدث ، و السلاح الذى كان معه قبل ركوب السيارة قد سرق منه ، ما الذى سيحدث فى غرفة العمليات و إلى ماذا سيؤدى ؟ .
سنكمل فى الحلقة القادمة .. دام لكم أخا و دمتم له كما شئتم وشاء الله .
[/justify]

ريما ريماوي 06-14-2013 01:39 AM

أهلا أخي أحمد... شكرا على حماسك...

ولا عليك كلنا نخطئ وبإذن الله نستفيد من بعض.

مبدئيا وبشكل عام أشجعك على قراءة بعض المواضيع في كتابة الهمزات.

والانتباه لجر المثنى بالياء بعد أحرف الجر مثلا من كليهما او من كلي الطرفين...

والتمييز بين الألف المقصورة والياء...

أرجو التعديل على ضوئها وسأعود لاحقا للنصوص...

ولربما تعاونا أنا وأختي صفاء في ذلك...


مع خالص التحية والتقدير.

صفاء الأحمد 06-14-2013 11:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريماوي (المشاركة 148618)
أهلا أخي أحمد... شكرا على حماسك...

ولا عليك كلنا نخطئ وبإذن الله نستفيد من بعض.

مبدئيا وبشكل عام أشجعك على قراءة بعض المواضيع في كتابة الهمزات.

والانتباه لجر المثنى بالياء بعد أحرف الجر مثلا من كليهما او من كلي الطرفين...

والتمييز بين الألف المقصورة والياء...

أرجو التعديل على ضوئها وسأعود لاحقا للنصوص...

ولربما تعاونا أنا وأختي صفاء في ذلك...


مع خالص التحية والتقدير.


صدقتِ عزيزتي ريما في ملاحظاتك ..

أما عن المضمون القصصي لنصوصك سأناقشه معك فيما بعد ..

همسة صغيرة ..

أتمنى أن تكون الحلقات التي تدرجها قصيرة كي نتمكن من متابعتك أولا بأول .. نظرا لضيق الوقت للأسف ..

بالتوفيق .. مودتي ..

أحمد سليم بكر 07-11-2013 02:33 AM

الحلقة الثامنة
 
[justify]أسف على تأخير هذه الحلقة كثيرا لكن هناك ظروف مررت به الفترة الماضية .. أرجو الإستمتاع
كل سنه و كل الأعضاء بألف خير و سلامة .. و تحية خاصة لكل من يقرأ هذه القصة ولازال
رمضان كريم .. اللهم بلغنا و أياكم ليلة القدر ..

الحلقة الثامنة
شخص تاه ماضيه- فقد الذاكرة- ، تورط فى جريمة ليس له يد فيها ، محبوب من كل من حوله ، تائه بين طيات هذه الدنيا الركينة جوانبها ،ألتقى برجل له العديد من القصص الغريبة ، أشخاص تربطهم علاقات غريبة هم أنفسهم لا يعرفونها، ملخص لما قد كان.
نعم لقد مات السيد / بدوى ، لا يعرف ماذا سيفعل الشاب ؟ ، تذكرت إن الحديث الذى تحدثاه هو و بدوى كان مجمله كوصية ، يوصى فيها بدوى هذا الشاب بالعائلة و المحافظة عليهم - إن حدث له مكروه - ،و قص عليه قصته التى غابت معه بعد موته إلى الأبد ، الخلاصة تكمن فى موته ، الأمر معقد الأن ، أين حقيبة الأوراق التى أخذاها ، و أين السلاح الذى يحمل بصمات صديقنا ؟، عندما أبلغته الممرضة بذلك الخبر المشئوم ، بعد أن جلس جلسة القرفصاء مرتكنا على الحائط فى حزن شديد بدى عليه ،و عناءا جم ظهر على ملامح وجهه ، أستوقف هذا الحزن خروج الجسد من حجرة العمليات و إلقاء النظرة الأخيرة منه على هذا الرجل الذى لم يعرفه إلى منذ ساعات ، و لكن المشكلة الان فى تبليغ الأسرة التى لم يبقى لها عائل و لا مساعد من بعد الله إلاه ، و أتت الممرضة لتعطى له أغراض الرجل التى كانت معه ، ملابسه و هاتفه و ساعته و نظارته ، و عندها أخذ الأشياء و عندما أمسك بالهاتف وجد هناك اتصال ، إنها هدى لا يستطيع إبلاغها بهذا الخبر فترك الإتصال حتى إنتهى ، ثم بعد ذلك بحث عن رقم هاتف خالد و فعلا حدث الاتصال و أتى خالد إلى المشفى بعد أن أعطى له العنوان ، وعندما أتى مهرولا دون أن يبلغ أى فرد بإنه أتى إلى هنا ،طلب منه طارق أن يكن مثلما تكون الرجال ،و أن يعرف أن الحياة التى كان يعيشها قد أنتهت بلا عودة و اليوم أصبح هناك من هم مسئولن منه ، كل هذه النصائح و تبدو الدهشة أكثر على خالد ، إلى أن أبلغه بالخبر ، و من دون أى كلمات أدمعت العيون إلى أن سالت منها بحورا دون أى صوت ،فأرتمى بين أحضان طارق و النحيب بين تارة و أخرى يعود و يذهب ، اليوم يوم حزين للأسف ، اللقاء الأخير ، نعم أنه اللقاء الأخير ، دخل خالد بعد إذن من الطبيب ليرى والده ويلقى عليه نظرة الوداع .
إلى لقاء لن يتكرر ،وإلى وداع لن يدوم ،هذه هى الحياة التى نعيشها تتلخص فى هاتين الجملتين ،الفرد منا يبحث عمن يحب فى كل هذه الحياه حتى يلقاه ليعيش معه لفترة تكن هى الأسعد على الإطلاق و لكن بكل ما فيها تنتهى ، قد تنتهى للأبد و يصبح اللقاء مستحيلا ، و لن تبقى الذكريات هى الركن الركين الذى يظل بين طيات النفس و لحظة الوداع للأسف لن تدوم فقد أنتهت أيضا ، فبذلك قد أنتهى الوداع و استحال اللقاء ، فما بالكم بالموت ، نعم إنها اللحظة الأصعب على الإطلاق ، عندما يخفق القلب إخفاقته الأخيرة التى لن تظل إلا لثوان و تجبر النفس على التبسم حى تنتهى الحياة بإبتسامة جميلة يتذكرك بها كل من رءاك ، أمل اللقاء أم جرح الوداع .. دنينا بين ذلك و تلك .
كل هذا فى كفة و عندما علمت هدى بهذا الخبر كفة أخرى تماما ، أولا حدثت لها إغمائه دخلت على إثرها المشفى و ظلت هناك ثلاثة أيام تحت الملاحظة ، و بالكشف إتضح أنها تعانى من فقر دم ، و كذلك هناك كلية تعمل بربع طاقتها و تحتاج إلى عملية لأن هناك أملاح مترسبة على الكلية ، و هذا جعل الموقف أكثر أزمة ، نحن الأن أواخر شهر مايو أى أن خالد سيدخل الإمتحانات بعد بضعة أيام ، و بين ذلك وتلك بدء الفتى فى محاولة إدراك الأمور بصعوبة ، حيث أنه كان يخرج من صباح باكر لهدى فى المشفى ، ويعود ليطعم الأطفال و يحفز خالد على المذاكرة ، ثم يعود عصرا لهدى و يطلب من الممرضات أبلاغه فى حالة حدوث أى أمر خطير ، و ساعد على ذلك بالطبع أنها قد دخلت مشفى خاص ، ثم يعود ليلا يقص القصص على الأطفال حتى يخلدا للنوم ، ثم يعود ليجلس مع خالد يحاول أن يساعده فى المذاكرة و هنا الأمر المهم أن خالد رغم كل ما به من ألم ، أكتشف أمر أن هذا الشاب يعرف حل مسائل صعبة جدا فى الرياضيات و كذلك يحفظ النصوص جيدا ، أى أنه متفوق فى الدراسة و أن رغم فقدانه للذاكرة إلى أن كل هذا لازال لا يمحى من ذاكرة رأسه ، أما الفتى نفسه لم يلاحظ هذا الأشياء و أما عن خالد لم يتحدث عنها معه .
حجرة الضابط حسام فى منزله ، و هو نائم على سريره ،و هناك شخص ملثم يضع إصبعه على الزناد و يوجه فوهة السلاح على رأسه .
القصة لا زالت لم تنهتى بعد ، فتابعونا .
[/justify]

أحمد سليم بكر 07-17-2013 01:57 PM

الحلقة التاسعة
لازال مصمم على ما يدور فى رأسه ، أتى له على – الضابط المعاون – بتصريح رؤية الجثة من داخل المشرحة ، كانت الساعة حينها تقترب من الواحدة بعد منتصف الليل ، فسأل على حسام ألن تذهب إلى المنزل ؟ ، قال له لا ، فساله عن والدته هل ستركها تبيت ليلتها وحيدة ؟ ، فأجابه بأن وائل أخوه الأكبر قد عاد بعد خمسة أعوام قضها فى الدراسة فى باريس ، و لذلك فأنه يطمئن أنها تبيت فى المنزل مع أخوه الأكبر ، الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، هناك إتصال لحسام ، الجرس يضرب ليقطع هذا السكون الركين ، ويستيقظ حسام النائم على كرسيه رافعا قدميه على حافة مكتبه ، و كذلك ينتفض على من على الأريكة الصغيرة التى كان ينام عليها أمام المكتب ، و لكن ما هذا الإتصال ، و إذ بحسام يرد ، و يسكن جسده و تظهر عليه علامات الدهشة و تنسكب الدموع من عينيه بلا أى وعى أو إدراك منه ، كل هذا حدث بين لحظات من الوقت لا تزيد عن دقيقة ، ماذا قيل له فى الهاتف ، أخاه الحاضر منذ ساعات قد فارق الحياه ، نعم إن الرجل الذى أتى ليقتل حسام بالخطأ قد قتل وائل ، لأنه عندما راقب المنزل لم يرى أى شخص معه إلا أمه ، و عندما حانت لحظة التنفيذ دخل المنزل و بحث بين الحجرات و رأى الأم نائمة و فى الحجرة التى تليها كان وائل نائما واضعا الغطاء على رأسه و مستديرا ناحية اليمين، و لأن الرجل أراد أن ينجز مهمته بسرعة وضع الوسادة على رأسه و وضع بها فوهة سلاحه و أطلق النار مسرعا و ذهب للخارج دون أن يعرف من الذى قتله – كان بالطبع متأكد أنه الضابط حسام - .
حسام و أمه جالسان فى المنزل ، يالها من لحظات تدمى القلوب ، نعم إنهما أعتادا عدم رؤيته منذ خمسة أعوام لم يأتى فيهم للزيارة إلا مرة أو مرتين على الأكثر ، و لكنهما عاشا على أمل اللقاء به بعد فترة ستمر بكل تأكيد و سيأتى لأنه لازال موجود ، و لكن اليوم قد فارق الحياة بلا أى ذنب ، ضف على ذلك أن الشعور بالألم و الحسرة يتضاعف عند حسام كلما يرى أمه حزينة لأنه بالطبع يشعر بالذنب لأن لديه يقين بأنه هو المقصود بالقتل ليس أخوه المسكين ، الام تنظر إلى الصور القديمة و تبدأ فى الإنهيار و لكنها صبورة لدرجها لا تتخيلها لم تطلق أى أصوات من النواح كعادة النساء بل بكت بشدة و لكنها سريعا ما أعادت إتزانها و هذا ما كان يقلق حسام أكثر ، لأن الشخص الذى يغلق على الأحزان صندوق أحاسيسه يصاب بأمراض عديدة فالكتمان أشد من البوح بما فى داخل القلوب .
مرت عدة أيام بلا أى أحداث جديدة صديقنا على حاله يساعد الطفلان فى أمور حياتهما ، و كذلكك يحاول جاهدا فى المذاكرة لخالد الذذى باقى على إنتهاء إمتحاناته بضع أيام ، و رعاية هدى التى قد من الله عليها بإتمام العمليية بنجاح و أستردت صحتها ، و لكن باقى لها يومان على الأكثر على الخروج ، أما علياء و والدتها فيعيشا بصورة مرتبكة بعض الشئ ، علاء تحاول أن تصل لأى خيوط للبحث عن طارق و إيجاده كان يساعدها فى ذللك صديقه الذى إفتقده بصورة غير عادية و هو كريم .
الكل هنا فى منتصف الطريق ، حتى نحن منا من هو فى سفر ذاهبا أو عاد ، فالموظف أنه فى وسط يومه الوظيفى و إنه فى وسط حياته الوظيفية و إنه فى وسط حياته العائلية ، الإنسان الواحد منا له عدة طرق يسير بها يوميا و لكنه لا يصل إلى نهاية أى واحدة منها و كذلك لا يعرف متى كانت لحظة البداية ، لذلك فإننا شأنا أم أبينا كلنا بلا أى إستثناء فى منتصف الطريق ، الأبطال بين أركان هذه السطور يعبثون و يتحركون يبكون و يضحكون .. إنها لحظاتهم ، إنها لحظات من الإنسانية الواقعية المدركة حسيا داخل كينونة النفس البشرية ، المبادئ التى تربينا عليها ، القيم التى من كثرة تكرارها طبعت فى داخل الرؤس ، نعم كلا منا يحب .. يعشق .. يستأنس بشخص ما ، قد لا يستطيع أن يحدثه بذلك عندما يكون موجود معه ، لبعض المشاكل و العقد التى هى من صنعنا نحن البشر ، و قد يفارقك من تحب للأبد فتسأل نفسك حينها لماذا لم أتحدث ، لماذا لم أقولها ، هل هى صبعة لهذا الحد ، البوح بما فى داخل النفس و إلا ستندم ، انظر له بين عينيه و خاطب النفس بالنفس و أسرد كل فيها كل ما تشعر به ، نعم الخوف سمة تميزنا و لكن حين يطغى الخوف من الفشل على الرغبة فى النجاح فإذن نحن أموات نتنفس ، أبديت قبل ذلك فى هذه سطور حلقة ماضية ، قائلا : قد لا بل نعم إذن فليكن ، أدركها بين رأسك حاول أن تفهم ما أرمى إليه ، أدركها بالله عليك ، إن أدركت بما فيها لفهمت العديد و العديد مما بين حروفها .
الفجر ، لقد إنتهت الإمتحانات و خرجت هدى من المشفى ، وبدأت الأسرة تجتمع فى المنزل بدون الأب ، و لكن الشاب قد نوى الرحيل ، و لكى لا يراه أحد منهم ناوى على الرحيل فى الفجر متسللا خاج البيت و لكن هدى قد خرجت من حجرتها التى كانت مستيقظة بها عندمما سمعة صوت أقام تسير على الأرض ، و عندها و جدتها يخرج من الباب و لكن أستوقفه المشهد ليعود.
الأسئلة التى تطرح نفسها اليوم ، من قتل بدوى و من قتل وائل و أين السلاح الذى كان مع طارق و أين الورق الذى أخذه بدوى و طارق من الرجال ، و هل لطارق علاقة بكل هذا ؟ .. و السؤال الأهم هل هذى تعرف من هو هذا الغريب .. و لا تريد أن تحدثه .. و إذا كانت تعرف لماذا لم تحدثه .. لفك اللغز أنتظرونا فى الحلقة االقادمة.

أحمد سليم بكر 07-22-2013 09:27 PM

الحلقة العاشرة
 
الحلقة العاشرة

رغم أنه قرر الذهاب إلى حيث لا يدرى، مجرد النظر إلى عينيها كان صعب، شعر بأنها تتشبث به و كأنه أخر أمل لها فى هذه الحياه التى تأخذها يمينا و يسارا بلا رحمة، طلبت منه مقابلة الأستاذ جمال هلال - المحامى الخاص بوالدها- ، فتعجب من هذا الطلب حيث إنه لا يعلم من الأساس من هو هذا الرجل ولكنه وافق على ذلك، و قرر مقابلته فى صباح اليوم التالى، و ذهب معها إليه فى مكتبه، و لكن طلب أن تكون المقابله معه هو فقط و أستأذنها فى الخروج من مكتبه، و الأنتظار فى الأستراحة، و تعجبت و تعجب كذلك الشاب من هذا الفعل الغريب و لكن حدث ما طلب و ظل هو وحيدا معه و طلب أيضا من المكتب السكرتاريه ألا يدخلوا عليه أحد تماما، بدأت المقابله بشئ مهم جدا حيث قال المحامى هذا الأسم ( هشام خليل تاج الغليبى) ، فنظر له الشاب فى عجب و لكن أكمل قائلا أن هذا هو الاسم الجديد للشاب، فبدأت الدهشة على الشاب، و كان على وشك الحديث فطلب منه المحامى ألا يتحدث و يسمع الخبر منه حتى النهاية، فأكمل إن الحاج بدوى طلب منه أن يضع له هذا الأسم منذ أن رأه أول يوم، و هذا الأسم هو يدل على انه أبن خال الأولاد، حيث أن والدة الأولاد و زوجة الحاج بدوى كانت تدعى السيدة جليلة تاج الغيلبى ، و كان لها أخ يدعى خليل مات بدون أن ينجب أولاد و كذلك زوجته فى حادثة قديمة قد مر عليها زمن طويل، و لكن المشكلة أن للأولاد بن خال أخر يدعى جميل سليم تاج الغيلبى يعيش فى نيويورك توفى والده منذ عام، وسيمثل مشكلة فى حالة عودته - إن حدث وعاد - حيث أنه سيكشف الأمر بكل سهولة، ورغم أن الشاب لا زال يسمع الرجل إلا أنه لا يفهم الأمر بالمطلق بل يحاول فهم الأمر خطوة خطوة ، و لكن بعد هذا الحديث صمت الرجل و نظر إلا الشاب ، يريد أن يسمع كلامه و لكن الشاب بادله نفس النظرة بلا أى كلمة، و بعد أن طال الصمت و طالت النظرات الغريبة من الجانبين، تحدث الشاب و كأنه تمالك الامر كليا و سأل سؤال غريب للغاية، هل تعلم من أنا ؟، فنظر له بدهشة، و أبدى أنه توقع هذا السؤال منه لأنه يعلم ذكائه الحاد الواضح من نظرة عينيه، فعاد ليكرر نفس السؤال، فطلب منه الرجل أن يغلق عينيه و وضع له ورقة صغيرة جدا فى يده و سأله قبل أن يفتح عينيه عما فى يده و هو يضغط على يده جدا مغلقها، فأجابه لا أعرف و لكن بعد ذلك طلب منه أن يفتح عينيه و سأله عما فى يده بعد أن تركها ليفتحها و يرى ما فيها، فرأه و أجاب ورقه ولكنها صغيرة، فنظر له و قال إذن إنه كان يعلم من أنا ، فأجابه الرجل ليس الأمر على هذا النسق بالتحديد، و لكن عندما رأه الحاج بدوى يلقى من السيارة فى الطريق الصحراوى أول الأمر و كان هو يسير من خلفها يراقبها لأن لها علاقة بأمر قديم - سيتم معرفته فيما بعد - ، قرر أن يعلم من هذا الشخص الذى قد تم إلقاءه من السيارة، و لكن حين بدأ يفكر فى الأمر كان الشاب قد سار ناحية الإستراحه فتركه يدخل و إنتظره فى الخارج و عندما خرج بدأ فى التحرك ناحيته و توقف له حين أخذ يشاور بيده، فبدت ملامح من الدهشة على وجه الشاب، و أكمل الأستاذ جمال الحديث أن الحاج بدوى تعجب حين رأه فاقد للذاكرة و لذلك أخذك معه البيت و حينها إتصل بى هاتفيا و طلب منى أن أعد الأوراق جيدا و أبحث لك عن أسم يقربك من العائلة و فى نفس الوقت لا يثير أى دهشه من الناس، و ذلك ما كان، الشاب سأل سؤال مهم ( لماذا كل ذلك؟ )، أجابه الأستاذ جمال بأن هناك عدواة بين الحاج بدوى و هؤلاء الرجال و أن هناك عدواة بينك و بينهم كذلك ، إذن فالمصلحة بينك و بينه واحدة، لهذا الأمر قد فعل كل ذلك، و سأل سؤال أخر مهم : ( و هل الثقة تصل لذلك فى شخص لا تعرفه ؟ )، أجاب الرجل بأنه لا يعلم أكثر مما قال و أن كل ما يريد أن يفهمه دُفن مع الحاج بدوى و هو الوحيد الذى يعرف باقى الأمر، فسأل سؤال أخر ( إذن من الممكن أنه كان يعلم من أنا؟ )، فأجابه الرجل بأنه على الأرجح أن يكون الأمر كذلك، أراد المحامى أن ينهى ذلك الحوار فطلب منه أن يأخذ الملفات التى تثبت أنه هشام خليل تاج الغيلبى و أن الأولاد خصوصا هدى و خالد لديهم علم بذلك، و سيكون هو الذراع الأيمن لهدى التى ستستلم كل ثروتها من والدها غدا، فنظر له بدهشة أكبر و هل الحاج بدوى لديه ثروة تحتاج كل هذه المخاطرة، فأجابه بأن الحاج بدوى من أكبر خمسة رجال أعمال فى مصر، فنظر له بذهول كبير، و كأن الرجل قد فهم ما يرمى إليه و أجاب الرجل ( أن الشقة التى رأها و المتجر الذى كان سيعمل فيه حقا ملك للحاج بدوى لكنه كان يسكن فى هذه الشقة منذ زمن بعيد و الأن لديه قصر و لكنه عاد لها فى هذا الوقت بالتحيد حتى لا يعرف أعدائه مكانه و سيعود الأولاد و هو معهم إلى القصر )، ومن هنا سيطرت على نفس صديقنا الدهشه و حينها قال له أن المقابلة أنتهت و يجب عليه الرحيل و أخذ هدى معه و أنها ستكون مسؤله و أخوتها منه من هذه اللحظة.
لا أعلم كيف الحديث الأن إذن هناك أمر لازال مخفى لا أعلم هل كان هذا الرجل يعلم من هو ذلك الشاب أم لا؟، و إذا فرضنا أنه كان يعلم من هو ذلك الشاب لماذا لم يحدثه؟، الأمر بدا صعبا جدا و لكن لازالت المفاجئات الكبرى لم تسرد بعد.
الضابط حسام على خليل بعد أن أتى له صديقه على على إذن رؤية الجثة و بعد الأنتهاء من دفن أخوه قرر أن يذهب إلى المشرحة لرؤية الجثة.
خرج هشام أو طارق - لا أعلم بماذا أسميه – مع هدى و ركبا السيارة عائدين و لكن هدى فاجئته عندما تحدثت و قالت هشام فنظر لها بدهشة ، إذن فلماذا أخرجها ذلك المحامى من المكتب و حدثه و حيدا، و لكن حتى لا ينساق وراء هذا السؤال أجابت بأن والدها شرح لها الموقف بالكامل قبل أن يحدث ما حدث و أنه توقع أن يموت، و لكن أزداد الأمر تعقيدا عندما قالت له بأن صاحب هذا الأسم فى الأساس قد فارق الحياة ، أسمع أحدكم يقولها فارق تلك الحياة (نعم)، فالمحامى لديه معلومات خاطئه، نعم لقد مات خليل تاج الغيلبى و زوجته فى حادث قديم و لكن قد تركا طفلان هشام و زهرة قد عنى الأبن من المرض فترة و مات صغيرا لم يتم أربعة أعوام و الفتاه مريضه بالتوحد و تعيش بأحد المستشفيات الكبرى منذ زمن بعيد قد تجاوز البضعة أعوام، يا لهذا الأمر الغريب، فجأة أصبح له أسم و أخت مريضة عليه مرقبتها و التعايش معها و كذلك الأولاد، و لكن لماذا لم يحدثه المحامى بكل هذا، نعم لقد أخفوا كل هذا عن المحامى حتى لا يعرف الأمر بأكمله، و يكونوا هم فقط القادرون على إنهاء هذه المسرحية عندما يستعيد ذاكرته و يتم التعرف على شخصيته الحقيقة، و لكن هناك أمر مهم لم يعرف الشاب المدعو جميل سليم أن هشام هذا قد مات و بذلك إن عاد فسيكون الامر طبيعى للغاية، و بذلك أصبح للشاب أسم جديد سيسير به حتى يعرف من هو حقا، توقفت السيارة فجأة لتوقف إشارة المرور و ألقى من النافذه التى بجانب هدى ورقه مكتوب عليها " لو حابب تعرف أنت مين .. هقبلك قريب " فأخذها الشاب و قرأها بسرعه و لكن عندما أراد النزول من السيارة أصطدم بابه بباب السيارة التى بجانبه ففتح الزجاج إلى النهاية و خرج بسرعه من النافذه و لكن عندما نظر إلى الشارع لم يجد أى فرد إلا السيارات التى تملأ المكان بأسره ، من يا ترى الذى يعرف من هو هذا الشاب؟ و هل سيكمل له الجزء الناقص من قصته؟، و من بعد ذلك تم فتح الأشارة وعادا ليكملا الطريق و لكن هذه المرة إلى القصرلا إلى الشقة.
عندما دخل حسام إلى المشرحه و طلب رؤية الجثه أخذه الطبيب و دخل به إلى المكان الموجوده به الجثه بعد أن رأى التصريح، و حينها أقتربا سويا من الجثه المغطاه و من بعدها كشف الغطاء، فبدت الدهشة على حسام ، فماذا رأى ؟، هذا ما سنسرده فى الحلقة القادمه.

أحمد سليم بكر 08-16-2013 12:31 PM

الحلقة الحادية عشر
 
الحقة الحادية عشر
[justify]

البداية ليست كالعاده ، نعم إننى أصبحت أشك فى الجميع ، من منهم أستطيع وضع ثقتى فى كلامه ، لا أعلم ، وصلا بالسيارة إلى القصر و دخلا فوجد رجل من الواضح أنه يعلم الكثير عن هذا البيت ، فهب واقفا عند دخولهما و خصوصا أن هدى هى من دخلت أولا ، و من بعدها صديقنا الشاب ، وبعد العديد من التبجيل و جلوس سيدة القصر هدى بالطبع ، ظل الرجل واقفا إلى أن أمرته بالجلوس ، و كأن هذا الكائن الرقيق المسالم تحول إلى رجل من أباطرة العمل الإقتصادى ، فتعجب صديقنا ، و نظر لها بدهشة ، فهبت واقفة و أمسكت بيده و هذا يحدث لأول مرة و أخذته بقوة إلى حيث لا يراهما الرجل ، و حتى دون أن تعتذر منه أو من الرجل ، و حينما أختفيا عنه ، بدأت بالحديث ، و عَرفت هذا الرجل لصديقنا بأنه عادل و هو محاسب يعمل مع والدها منذ أكثر من عشرة أعوام ، أى أنه موظف لديهم و يجب عليها أن تعامله بقوة و يجب عليه مساعدتها ، رغم الدهشة التى سيطرت عليه إلا إنه وافق على ما تريد ، و عادا إليه و بدءا العمل و البحث فى الحسابات و أستمرت الجلسه أكثر من أربع ساعات ، و من بعدها ذهب الرجل ، ثم وقف الشاب و تحرك قليلا ناحية حوض السباحة من أحد الأبوب ، ثم وقفت هى و سارت من خلفه ، و حدثته هذه المرة بصورة مغايرة ، فأبدت أنها تعلم ما يمر به ، و أنه لا يعلم عنها و عن أهلها الكثير ، خصوصا من أن العلاقة بينهم لما يمر عليها إلا شهر و بضعة أيام قد حدثت في هذه الفترة العديد من المتاعب التى تورط فيها بنسبة كبيرة ، و لكن تشعر تجاهه أنها تعلم عنه الكثير و أنه أحد أفراد العائلة حتى و إن كان قد أنضم لها واقعيا من فترة قليلة ، و أنها ستعتمد عليه كليا فى أمروها و أنها ستجعله الرجل الأول فى الشركات و المصانع بدون أى نقاش أو مجادلات منه حيال هذا الأمر ، و رغم دهشته ، أكملت بأن عليه أن يلتزم بالواجب الذى تعهد به لوالده .
الحياة التى تنصاع لأصاحبها قد تكون سعيدة فى بعض الأحيان ، ترتب للأمور التى تقوم بها و تسير على نهج جدولى محدد ، و هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذه الأعمال ، قد تكون حياتهم سعيدة و لكن دائما ما كان تغير النسق الملل الراكد موجود ، و أفضل من وجهة نظر شخصية ، قد يكون صديقنا تعود على المجال المُمنهج ، و لكن الأن الحياة أصبحت أسعد و أكثر إثارة ، يعرف يتعلم يجد يتابع ، يقف و يسير ، يزيد و يستزيد ، كل هذا و أكثر ، هل يحتاج أحدنا أن ينسى كل حاضره و ماضيه ، ليعيش مستقبلا أفضل ، الكل دائما يشير لما له و لكن من منا يشير بما عليه ، صعبه أليس كذلك ، القوة نعم القوة فقط التى تميز أحدنا عن الأخر ، الثقه هى جزء من القوة ، الإحترام هو جزء منها أيضا ، حديثى بالطبع عن القوة الروحية المعنوية المتجسدة بداخل نفوس البشر ، منا من يرد العنف و القبح بما هو مثيل له ، و منا من يكتفى بنظرة قد تحرقك من داخلك للأبد ، و لكن هذا التعامل قد يأتى بجدواه عندما نتعامل مع أشخاص لديهم من الأحساس الأمر الكثير ، و لكن عندما تموت الضمائر و تغيب المشاعر و نعيش كالبهائم بل أضل سبيلا ، تكون هى المفارقة العجيبة و نكون قد شارفنا على النهاية بما تحمل الكلمة من معنى ، نعم النهاية " عندما تموت الضمائر و المشاعر و يقتل الأحساس .. نكون قد متنا بالفعل " .
بعد أن إنكشف الغطاء ، رأى ما لم يكن فى الحسبان ، الأمر ليس كما كان يعتقد نعم ، الفتاه التى قُتلت ، لم تكن هى خطيبة صديقة ، لا بل أحدى الفتيات التى كانت تعمل معها فى الجريدة ، و لكن ماذا كانتا تفعلان فى هذه المنطقة ، و كيف توهم الجميع بقتلها ، و عندما سأل الطبيب عن إصدارهم بيان بقتلها ، قال إن الفتاة أتت مشوهة بنسبة كبيرة فى الوجه و الرقبة و عندها أتخذ الطبيب الموجود القرار بالبحث فى ملابسها و حقيبتها و وجد بطاقة تفيد بأنها هى و عندها قد تم أغلاق الملف ، فسأله عن ذلك الطبيب الذى فعل ذلك الأمر ، قال له أنه قد عثر عليه فى منزله وحيدا منتحرا ، قد علق نفسه فى سقف منزله ، فسأله و هل أحد يعلم لما قد فعل هذا ، فأجابه أنه كان له أبنا لما يتجاوزالعاشرة من عمره قد توفى منذ أيام ، حيث أنه كان يجرى عملية جراحية فى القلب و كانت معه والدته فى لندن ، و فشلت العملية و مات ، و لم تتحمل و الدته الصدمة فتوفت أيضا هناك بعده بعدة ساعات حيث أنها كانت تعانى من بعد الألام فى القلب ، و قد تم دفنهم منذ يومين عندما عادا بالطائرة ، و سأل هل تتحفظوا بالبطاقة الشخصية لهذه الفتاة قال نعم ، و لكن الصورة أيضا معرضة لكسر و مفقود منها جزء ، فتعجب الضابط و أندهش – يالهذا الأمر ، فأن أقرب إستنتاج قد يأتى لعقل أى منا أن هذا الأمر كله مخطط له و بأحكام ، و لكن بصورة مبالغ فيها - و أكمل الطبيب أن الإعتقاد الأرجح هنا أن نتيجة لكل ذلك قد ألتبس الأمر على هذا الطبيب المُنتحر و قرر أنها صاحبة البطاقة ، و فعلا قد حدث و رأى الضابط حسام البطاقة و وجد ما أبدى الرجل من ذى قبل .
الضابط على مع الضابط حسام فى المكتب ، فتحدث على عما قد يتصور فى ترتيب أحداث تلك الجريمة ، فبدأ حسام الحديث أن سميرة التى هى صديقة عفاف ... سميرة هذه هى التى قتلت و أكتشف الأن مقتلها ... و عفاف هى خطيبة صديقه الضابط و صديقة علياء كذلك ... سميرة هذه كانت تعمل مع العصابة التى كانت عفاف تكشف ألاعيبهم و أساليبهم القذرة فى شراء ضمائر الناس ليستولوا على أعمال و أموال ليس لهم أى حق فيها و كذلك يستولوا على حقوق الناس التى تعيش برضى لا يوجد له أى مثيل على هذه الأرض ، ليفترسوا حقوق الناس بلا أى رحمة ، و الأمر كالأتى :
أولا : كانتا – سميرة و عفاف - معا عند علياء ، أو ذاهبتا إليها ( و هذا أمر نستطيع إيضاحه بسهوله من خلال علياء نفسها )
ثانيا : و هذا تفسيره الخاص أن سميرة تابعا لهؤلاء القتلة ومدسوسة على عفاف ، و أنهم طلبوا منها أن تأخذ البطاقة الشخصية لعفاف و تجعلها معها بعد أن تكسر من الصورة جزء و بهذا تكون مهيئة حين قتلها ليعرفالجميع أن علياء قد ماتت .
ثالثا : و أعيدها أن كل هذا تفسيره الخاص ، أنهم قد أختطفا عفاف قبل أن ينفذوا الجريمة ، بحيث ألا تعرف أنها قد ماتت ، و الأمر المؤكد أنهم جعلوها ترى أن سميرة كانت تخونها حتى يزحزحوا أركان ثقتها فى أى فرد ، و إذا حاولنا فهم لماذا خطفوها ، سنعلم وهذا أمر مؤكد أن لديها من الملفات و المستندات ما يدينهم ، فخشية ألا يقع فى أيدى أى فرد أخر ، قرروا أن يجبروها على الأعتراف بما أخفته ، ثم يتخلصوا منها .
رابعا : قد مر هذا الشاب بالطريق فوجد الفتاه ، ملقاء على الأرض و يسيل منها الدم ، و الباقى كيفما قص الحراس الذين أستنجد بهم .
نعم لأنه تحليل منطقى بعض الشئ ، و لكن ما تفسير غياب السيارة ، قد تكون هى هربت منهم و أختفت فى مكان ما ، هذا ما أبداه الضابط على ، و لكن حسام متأكد أن هذا ليس صحيح بنسبة كبيرة – رغم أنه محتمل – لأنها إن هربت فأين ستذهب بالتأكيد ستأتى له أو لأقرب قسم شرطه ، إن لم تخف على نفسها ، فقد تخاف على زميلتها ، فإنهم بالطبع لن يظهيروها خائنة إلا بعد أن أحكوموا السيطر عى عفاف أولا .
بالنسبة كبيرة كل التحليلات لها جانب كبير من الصدق ، و لكن لماذا نظر الضابط على إلى الضابط حسام و هو ممسك برأسه و نظرا إلى سطح مكتبة ، لماذا لا أعلم ، و لكن هناك ما يخفيه على على حسام نعم هناك أمر ما فى نفسه .
باب القصر يفتح فتدخل فتاة لا أعرف من هى و لكن لها شكل و تصرفات غريبة من هى يا ترى ؟ .
على واقف فى مكتبه نظرا إلى الشارع من النافذه ، و بالتحديد إلى الضابط حسام الذى يسير نحو سيارته و لكن فى نظرة أمرا ما .
رجل ما جالس على مكتب باهظ ثمنه ، و يتحدث فى الهاتف الخلوى ، نعم أننى سأفعل ما أمرت به ، هذه هى الجملة التى قالها ثم أنتظر لأن صوت ما فى الهاتف يتحدث ، و لكن الرجل أغلق بعدها مباشرة و أنتهت المحادثة ، هل تعلموا من هذا الرجل أنه المحامى نعم إنه المحامى ، و من بعدها أمسك قلم و كتب زياد محمود ، من زياد هذا ، لا أعلم .
الحلقة القادمة مليئة بالأثارة أنتظروا ما ستأول إليه قصتنا ......
[/justify]

أحمد سليم بكر 09-02-2013 04:43 AM

الحلقة الثانية عشر
 
الحلقة الثانية عشر
زهرة جالسه على الأريكة فى الحديقة الخاصة بالمنزل ، و صديقنا قادم من غرفته فى الدور العلوى فيراها غريبة بعض الشئ ، لكنه يذهب لها بصورة طبيعية فيجد فى يدها كتاب ، ينظر لها و يقترب ، يجلس على مقعد بجوارها ، فلا تفعل أى ردة فعل و كأن شئيا لم يكن ، حاول أن يبدأ معها الحوار ، فأبدى السلام عليها ، فلم تجبه كذلك ، فعندها شعر بأنه قد يعانى بعض الشئ ، فى ظل هذا الحدث ، تأتى الطبيبة المعالجة لها فى المصحة النفسية الخاصة بمرض التوحد ، و تدعى هند ، فتدخلها مديرة المنزل إلى حيث يجلسا فتصل الطبيبة فتجده جالس على المقعد ناظرا لها و تجدها تقرأ ، فتلقى السلام ثم بعد ذلك تبدأ فى الحديث معها ، و يستعجب عندما يجدها ترد السلام عليها و بدأت تتلاقى الحديث بصورة طبيعية من هذه المرأة ، فإذن لماذا لم تبدى هذا الأمر معى ؟ سؤال أبداه بداخل قرارة نفسه ، بعد أن هب واقفا من جلسته سار عنهما حتى يتركهما وحيدتين ، و لكن فى نفس الوقت طلب من الطبيبة أن يقابلها حينما تنهى مقابلتها مع زهرة ، و بالطبع حدث هذا كله بعد أن تعرفا و لكن الغريب انه لم يعرف نفسه على إنه أخوها و لكن أكتفى بذكر أسمه منفردا فقط ، و كأنه توقع أن يصدر رد فعل من تلك الفتاة مغاير لما يسير عليه الموقف من هدوءو سكينه ، و أكتفى بأنه يطلق أسمه فقط ، ذهب فتناول طعام الفطور و أرتدى بذلته السوداء بدون رابطة عنق ، حيث أنه أبدى أنه يشعر بإستحسان عندما لا يربطها حول عنقه ، أخذ ينظر إلى نفسه متبسا بسمة فتورية ، ها أنا ا واقف أرى نفسى هل أعلم عن هذا الذى يجلس أمامى أى شئ ، لا يعلم أى شئ و لكن السؤال هل كل من يرونه و يسيرون بين أورقنا بمشاهد هم أبطال لها ، لا يعملون كذلك من هو ، فإن نفوسنا تحمل بداخلنا أمور لا نفقدها فهل هذا الشاب الذى فقد واقع حياته الذى عاشه لا محاله من قبل ، يتمنى أن يعود به الزمن إلى حيث كان أم أن جانب ما فى داخل رأسه يبيح له حياته الجديدة على أنها الحياة التى عاش فيها من قبل دون أن يعلم أنه بداخلها ، أعتقد أن فى نفوسنا التى قد يبدو ضعفها أحيانا ما يجعلنا نهرب كثيرا من الواقع الذى نعيشه لنرتمى بين أحضان الخيال الذى قد نصنعه بداخل خيال نفوسنا الواهم .
علياء أستيقظت منذ قليل و ذهبت لإعداد كوبا من الشاى ، و عندها سمعت صوت هاتفها الجوال فذهبت له حيث يرقد على سطح مكتبها المرتكن أحد أركان حجرتها الخاصة ، فنظرت إلى الشاشة ... فوجدته رقما غريبا عنها ... فأجابت ... إذ أنه شخصا ما ... و تحدث مباشرة ... و لكن لا أعلم ماذا قال ؟ ... فالصوت ليس واضح لى ... و لكن أعتقد أنها قد سمعت بصورة جيدة لما قد قيل من قبل هذا المتصل الغامض ... و بالطبع سنعلم لاحقا من هو ؟ ... و كذلك ماذا قال ؟ ... و لكن أنتظروا لحظة لماذا أقفلت الهاتف مسرعة بعد دقيقة على الأغلب من الأستماع ؟ ... و كذلك لما تكتفى بإنهاء المكالمة فقط بل و أغلقت الهاتف تماما ... هناك أمرا ما إذن ... ما هذا الذى يحدث دعينا نرى يجب أن أتحرك من مجلسى لأرى ما الذى تفعله ... إنها أخرجت حقيبة جلدية سوداء اللون من مكتبها ... و فتحت أقفالها بمفناح صغير من ميدالية مفاتيحا الخاصة ... و أخرجت منها مجموعها من المستندات و كأنها تتأكد من وجودها جميعا ... ما هذه المستندات و من المتصل و ماذا الذى قد قيل ... كل هذا يغيب عنا الأن و لكن لربما نبدأ فى فك طالسمه الشديدة غموضها بعد .
نعود لحسام هذا المسكين فى هذا الزمان ، الذى لازال يعيش بين أحاجيه ، أين ذهب الفتى ؟ ، من الذى أرتكب تلك الجريمة الشنعاء ؟ ، أين خطيبة صديقه التى يعقتد ولا زال أنها هاربة لحين استحسان الظروف ؟ ، و من هذا الذى أستطاع أن يدخل منزله و يقتل أخاه فى حضور والدته و خرج أن يستوقفه أحد ؟ ، و فوق كل هذا ترتيب أفكاره التى ترمى به على هذا الشاطئ برهة و هناك على شواطئ أخرى برهة أخرى ، أعتدل فى جلسته و أخذ نفسا عميق ، و قام من جلسته ثم سار بضع خطوات ليصل إلى النافذه لينظر على هؤلاء الذين تعصف بهم هموم الحياه ، سائررون فى الشوارع أمام قسم الشرطة الذى يعمل به ، رغم أن هناك أمرا ما لم أذكره ... أن خوف الناس العاديين فى مصر من دخول قسم الشرطة قد يكون أكبر من خوفهم من الشيطان ذاته ، أو قد يكون فى بعض الأحيان أكبر من خوفهم من اللقاء بالرجل الذئب فى رومانيا ، أو الوقوف أمام عينيى ميدوسا اللعينه فى أحدى جزر البحر المتوسط ، لأن فى مخيلتهم أن ما سيلاقونه فيه أكثر من العذاب الذى يتلقاه بروميثوس المعلق بين جبلين ليتلقى العذاب كل يوم ، إن الخوف من دخول هذا المكان أمر ليس فيه الكثير من التعنت فى الوصف بل الواقع عند بعض العامة أشد ، إن الفكرة التى بين العقول لازالت فكرة أن من يدخل هذا المكان له من الأمر ما قد يشينه ، و لكن بنظرة موضوعيه ، فى أعتقادى أن الشخص السوى الذى يدخل لهذا المكان ، لأن أغلبنا بالطبع يتعرض لمشكلة ما كل يوم منها البسيط و منها ما هو معقد و لا نستطيع ادراك حلوله بأنفسنا فإن لم نذهب للشرطة التى أعتقد بأنها الحامى الوحيد من أجهزة الدوله للحقوق ، فكيف نستطيع حل هذه المشاكل ، إذن سنلجأ بأمرا ما إلى حلها بأنفسنا ، لنتحول فى تلك اللحظة إلى مجموعة من الحيوانات لا يحكم بينهم إلا قانون الغاب ، فأنت على سبيل المثال أخى المواطن إن اللجوء إلى هذا المكان ليس عن قلة أبدا بل لتترفع عن المهاترات التى قد تؤدى بك إلى الانسياق نحو ما لا تقبل من أخلاق مهدورة مع من يبدو عليه حماقة الشر المكتبسة من المجتمع ذاته ، نعود لهذا المستند بكفه على حافة النافذه السفليه ، و كأن أمرا ما قاده إلى حيث الهلاك بأفكاره بعيدا عنا ، نعم أستطيع أن أستطرد و أبدى أرائى مثل هولمز فى مغامرته التى لا أعرف حلها إلا معه ، و لكن الأمر أبسط ، عاد إلى مقعد مكتبه مسرعا و أخذ و رقة بيضاء من القابعه تحت هذا الشئ الأسود بعد أن رفعه بكل تأكيد و أخرج قلمه الخاص الجميل شكله ، من الجيب الداخلى لسترته ، ثم أخذ يخط به و يكتب و لكن للأسف لم يتثنى لى رؤية ما قد كتب و لكن لحظة ، الباب أنه الرجل الواقف أمام المكتب فى هذا الزى المدنى الغريب المتهالك ، و ها هو ذا حسام يسمح له بالدخول ، فدخل و أخبره بأن هناك سيده واقفه فى الخارج ، الأن تدق الساعة الرابعه عصرا .
كل هذا الوقت تجرى مقابلة معها ، بلا شك أنها قد أنهت تلك المقابلة دون أن تقابله ، هذا الجالس فى حجرته بعد أرتدى ملابسه الأنيقة الجديده كاملة قد مر أكثر من ستة ساعات منذ أن تركها ، من بعدها ذهب ليرتدى ملابسه ، و قد تمت مقابلته مع هدى و بعدها ذهب معها إلى الشركة و قد عاد بعد ذلك فى حوالى الساعة الواحدة و النصف ظهرا و عاد لسلتقى بخالد ثم من بعده نزل الدرج و عاد ليرى ما إذا قد أنتهت من مقابلتها أم لا ، و لكن مديرة المنزل أخبرته بأنهما قد ذهبا إلى حجرتها فى الأعلى بعد أن أسدلت الشمس ضوءها الكاسح و حراراتها العالية درجتها على أرجاء المكان ، فأخبرها بأنه ينتظر فى حجرته ، فعندما تنتهى هذه الجلسه الطويلة أخبرنى و أجعليها تنتظرنى ، هذا ما أبداه مندهشا لكل هذه الفترة التى جلسها سويا، و من بعد ذلك عاد إلى الحجرة و ما هى إلى دقائق قد خلع فيها سترته و حتى أتت مديرة المنزل و طلبت منه أن يأتى لمقابلة السيدة فى الأسفل ، و حدث و جلسا فى أحد الصالونات التى تملأ أرجاء الساحة التى توجد فى مدخل هذا القصر ، و بدأ بالتحدث بأنه قد طلب هذه المقابلة حتى يتسنى له معرفة كيفية معاملة زهرة ، و عندها نظرت له السيدة و بدأت الحديث ، بدأت الحديث بسؤال أتعلم ما لديها من أزمه ، فأجاب بأنهم أخبروه بأنها مريضة بالتوحد ، فردته بسؤال و هل تعلم عن هذا أى شئ و لو الأمر اليسير ، فتبسم بسمة البلاهة ، مع تأرجح كتفه فى أشارة بأنه لا يعلم ، و لكنه داخل قرارة نفسه قد أطلق هذا التعبير و هو يحدث نفسه بأنه ربما يكون لى من العلم فى هذا الأمر و لكن كيف أتذكر هذا و أنسى من أنا ، فأجابته إذن فسحاول أن أعرفك به أولا ، مرض التوحد ، يعد من الأمراض النفسية الغريبة بعض الشئ فهو غالبا ما يصيب المء فى الطفولة المبكرة أو حتى حين فترة الرضاعه ، و هو مرض أيضا يعد من الأمراض التى ليس لها علاج الأن ، و أكملت كلامها يعانى مريض التوحد من مشاكل ما فى التواصل الأجتماعى و كذلك تلقى المصطلحات اللغوية ، و المهارات السلوكية ، و لكن تختلف خطورة المرض من شخص لأخر ، فسألها كيف ؟ ، فأكملت بردها على سؤاله الغير مبرر من وجهة نظرى و لكن فقط كان يريدنى أن أزيد كلماتى بما قد أبداه ، أى أن منهم من يرفض الأتصال الإجتماعى نهائيا و منهم من قد يوافق عليه و منهم من يتميز بما قد يجعله خارق بالنسبة للأشخاص العاديين ، و زهرة ليست من مرضى التوحد الذين أصيبوا به مبكرا لا بل أصبها بعد فترة قد تتجاوز الثالثة أو الأربعة أعوام ، و هذا قد جعل لديها قدرة على أن تختزن ما علمته من مهارات إتصال إجتماعى قبل هذه الفترة ، و لهذا السبب فإن التواصل معها سيكون أمرا سهلا لكن بعد فترة ، أى تراك كثيرا أمامها كل يوم تعطيها هدية ما تفضلها و تحبها ، و أيضا تطور لديها الجانب العلمى بالمتابعة الدقيقة حيث أنها أحبت الأدب و خصوصا الأدب الروائى و حفظت كثيرا من سير هؤلاء الأدباء ، و بدأت فى تلقى دروس التاريخ منذ فترة وجيزة و ميلها العالى للحفظ جعل منها ألة لحفظ تواريخ عجيبة و غريبة فإذا ذكرت أمامها و هى تركز فى كلماتك أى أمر يتعلق بأحداث قديمة قد قرأتها فستجدها تعلق و من الممكن أن تستطرد لسرد بضع سطور من كتاب ما ، فهى غالبا ما تقرأ ، كانت من أمهر من دربت فى حياتى على الأطلاق ، و هذا ليس نتاج تدربى وحدى بل نتاج عملنا جميعا ، فأهلها وفروا لها المال الوفير ، و المركز مدها بما تحب حتى تتقنه ، و عند هذا توقفت و نظرة إلى الفتى فكان واضع كل تركيزه فى كلامها و منسجما معه بكل حواسه ، و عندها أعتدلت فى جلستها و ركنت ظهرها فى أخر هذا المقعد الكبير و قالت ، المرء منا يتخيل له أنه قوى ، و لكننا أضعف من أن نكون أقوياء ، فمن منا ينكر الذبابة التى إذا دخلت أنفك أماتتك و لم تكتفى بمرضك فقط ، و من منا ينكر هذا النفس الذى يشعر به إذا دخل و لم يخرج ، و منا منا ينكر العقل الذى إن ذهب صرت حيوانا بكل معنى الكلمة ، و من منا ينكر العيون التى إن فقدنها سرنا بلا ضوء ، و من و من و من ، لا أحد ينكر و لكننا نتخيل فى أنفسنا القوة ، فنهلك بها دون غيرها ، ثم نظرت له ألا تريد أى شئيا أخر ، قال لها بعد أن هز رأسه بعنف و كأنه ذهب إلى وادى النسيان مع هذه الكلمات البراقه ، و قال لا و كأنه لا يعلم عما تتحدث لأنه كان ينتظر منها كلاما أكثر ، فهبت واقفه و أبدات شكرها على هذه الأسئله ، فبعدها بفترة تذكر أنه يجب عليه أن يقف ليسير معها إلى حيث الباب و سيرتها التى تقبع خارج القصر فى حديقته مع باقى السيارات ، فشكرها و سار معها إلى حيث السيارة رغم أنها طلبت منه أنها تعرف الطريق فعليه ألا يتعب نفسه ، فتركها و عاد و دخلت هى إلى السيارة ، ثم ما هى إلا برهة فجرت بعد أن وضعت قدميها من السيارة و قامت بالنداء عليه ، فنظر لها مسرعا بنظرة إنتباه عالية ، فقالت له بصوت عال قليلا حيث كانت المسافة بينهما تتطلب ذلك ، قالت ، عاملها كإنسان .. إنسان له من المشاعر ما يكفيه ليحب كل من حوله دون أدنى رفض لأى فرد .. و كررت عاملها كإنسان ، و نظرت للأعلى فإذ بزهرة تنظر لها من الأعلى و تلوح لها بيدها ، حيث أننى نسيت أنها أخبرتها بأنها سترها من الأسفل فهى وقفت كل هذه الفترة التى جلستها مع الشاب فى الأسفل ، دون أن تكل و لا تمل ....
أما عن السيدة التى ذهبت لحسام فى مكتبه ، فهى .........
لا الحلقة القادمة ستأتى لتكشف الستار عما هو مختبا ، لا يعلم عنه أى منا أى شئ ، سوى أصحابه الذين تدور بهم دوائرهم لترغمهم على أحداث قد يكرهها أحدهم ، و قد يقبلها أخر ، و لكنها أقدارنا فى هذه الدنيا ، نفعل ما نريد و ما لا نريد قفى بعض الأحيان ، و نقابل من نحب و من لا نحب كذلك ، إنها طريقنا لا عودة ، و لكن قد تأتى لنا فرصه فى منتصف الطريق لنعرج إلى أحى طرقها الجانبية لنغير واقع و ضعنا أنسفنا فيه بأيدنا ، فإن الزمن لا يعود إلى الخلف و لكن فى مستقبله ما قد يصحح من سوء ماضيه أو العكس ....

أحمد سليم بكر 09-25-2013 09:04 PM

الحلقة الثالثة عشر
 
الحلقة الثالثة عشر
السيدة التى ذهبت للضابط حسام فى مكتبه هى والدة سميرة ، كان يريد أن يسألها عن بعض الأشياء التى تخص أبنتها التى علمت بمقتلها ، فبدأت السيدة بالتحدث بعد أن رشفت من كوب الماء الذى أمامها ، نظرت إلى النافذة و أخذت تهمس فى حزن .... أبنتى ، لقد أحبت الحياه أحبت أن تكون سيدة مجتمع ، تمتلك السيارة و الشقة التى هى فى أرقى أماكن القاهرة ، و تمتلك الأموال التى تستطيع بها تحقيق ذاتها ، و لكن وسط كل هذا نسيت أن لكل هذا ثمن و لطالما جلست لأذكرها به فتنكرت عنه و إنها لن تفكر به أبدا ، لأنه و بكل بساطه سيمنعها عن تحقيق أهدافها ، العيون المليئة بالحسرة و القلب الذى طغى عليه الألم حتى أفقده هويته ، و سياج الظلام الذى منع النور من الوصول ، و فقد الأمل فى لقاء من هو عزيز على قلبك ، و وسط كل هذه المشاعر ها هو الشعور بالحسرة على عدم القدرة فى فعل أى شئ لرجوع الماضى ليظل حاضرا ، وسط هذا الألم ينظر لها حسام فى غاية الأسى ، و لكن أكملت رغم كل ما بها من مشاعر حزن مأسورة فى داخل أغلالها الدفينه ، أكملت أبنتى كل ما تمنته و لكنها تنازلت عن الكثير من مبادئها فى وسط هذا الزخم الذى نلاقيه فى أيامنا التى لا نعرف إلى أين مدارها ، و لكن حتى تتفهم حديثى هى حاولت أن تكون منتسبة بصورة أو بأخرى لأى حدث جل ذكرة ، و بدأت فى التقرب إلى نساء أعالى رجال المجتمع ، أما كصحفية أو زميلة نادى ، و بدأت فى دخول عمق اللعبة التجارية السياسية ، و لكن صديقتها كانت لا تحمل نفس الكم من الطموح الغير محددة هويته و من أين سيأتى و كيف ، فالأخرى دائما ما كانت مقيدة بمبادئها القويمة التى جعلت منها مارد فى وجه رجال قد طغوا و طغى بهم ضميرهم ليكون كلا منهم طاغوت يهدد مسار كل من يعيش بين أركان الوطن ، و أستوقفها حسام هنا ، إذن لماذا قتلوها ؟ ، فأجابته هذا ما لا أعلم عنه شئ ؟ ، فهز رأسه و أخبرها بأنه شاكر لها و أنه يريد أن يعرف لماذا تحدثت هكذا عن أبنتها ؟ ، فأكدت أنها لم تتحدث سوى بالحقيقة و ليس بغيرها على الإطلاق ، و أن شعورها بنقص ما فى أداء دورها ، قد يشعرها بأنها السبب فى كل ما جرى لها ، فأخبرها بأنها مثال قد يكون السير حذوه الأن ليس سهل على الإطلاق ، أنتهت المقابلة و ذهبت السيدة ، ليقف هو و يخرجها و يعود إلى مكتبه مرة أخرى ، و يقف أمام النافذه كالعادة واضعا يداه فى جيوب بنطاله وهو ينظر للناس المارون هنا و هناك ، و يتفكر فى كل ما بهم ، و كل ما يحملونه فى داخل نفوسهم بل كل ما يخفونه عمن يعيشون معهم و حولهم ، أيا منا يعرف ، أيا منا يعيش حياة حقيقة .... أيا منا واقف على هذه الأرض ؟ .
علياء تنزل من شقتها و تسير حيث الطريق الرئيسى و لكن لماذا لا تركب سيارتها الخاصه هذه المرة ، الخطوة تلو الأخرى ، ها هى واقفة ، أشارت لسيارة أجرة بالوقوف فتوقفت ، و صعدت السيارة ، و سارت ، ها هى تنزل من السيارة فى مكان لا أجد فيه سوى مرسى نيلى مهجور ، و بعض الشجر الكبير المتاكلة أغصانه ، و لكن تذكرت لم أخبركم أنها تحمل نفس الحقيبة التى أخرجتها من مكتبها و تأكدت بأن ما بها من مستندات موجود ، و الأن أرى رجلا ضخم الجثة أتى من الخلف يرتدى بنطال أسود و سترة سوداء و نظارة سوداء و قبعة سوداء ، و لا يظهر أنها تشعر به ، أحذرى ، قد أخرج سلاح و صوبه ناحيتها و ضغط على الزناد فخرت على الأرض ساقطة ، لترتطم رأسها بحجر كبير بعض الشئ و تفقد الوعى و يسيل الدم منها ، و لكن .... من كريم ؟! ، ماذا يفعل هنا هذا الفتى ، أتى راكضا نحو هذا الرجل و ضربه من الخلف بشده ، لكنه لم يؤثر فيه و ألتف نحوه و ضربه و لكن كريم تفدى الضربات و ظل يضرب ضربات خفيفة و لكن الرجل ضربه ضربه شديده و أخذ الحقيبة و لكن كريم أمسكها منه بقوة و سرعة لم أعرف من أين أتى بهم فقذف بها بعيدا ليركب هو سيارة تابعه له أتته مسرعه و يهرب لأنه رأى أن هناك سيارة ستأتى من بعيد ...... علياء راقدة على أحد أسرة المشفى فى حجرة خاصة ، و كريم يجلس أمامها ، و تبدأ هى فى فتح عينيها ، فتجده أمامها فتحاول فتحهما جيدا ، و سألته ماذا حدث ؟– سؤال تقليدى - ، فقص لها أنها خرجت من منزلها و كان هو واقف بجانب العمارة فحاول أن يحدثها و لكنها كانت سريعة و لم يلحق بها حيث لم تقف كثيرا حتى ركبت سيارة أجرة ، فتعجب لهذا الأمر ، فأستقل سيارة أجرة كذلك من خلفها و سار ورائها و عندما نزلت فى مكان لم يسمع به من قبل ، نزل هو أيضا ، و توقف بعيدا خلف شجرة ، ليرى ماذا ستفعل فوجد رجلا ضخما يأتى من خلفها و يمسك سلاح و يصوبه نحوها ، فركض نحوها لكنه قد فعل و ضغط عليه ، فوقعت و أرتطمت رأسها فى حجر و نزفت دما كثيرا و لكن العناية الألاهية قد أتت بسيارة لتحنوا علينا صاحبتها و تركبنا معها إلى المشفى و أنزلتنا هنا و دخلت بك سريعا و أتى الطبيب و قرر إجراء عملية لإخراج الرصاصة من الكتف الأيسر ، و عمل اللازم ، و قد تمت العملية بنجاح ، وها هى معه و تتحدث ، و أخبرها أيضا بأن الحقيبة معه لم تفارقه منذ حدث ما حدث ، و كأنه لا يريد أن يسأل من هم الأن و سيتركها لتشفى حتى يعرف من هم و ما فى هذه الحقيبة ، و هل لهم علاقة بطارق ؟ ، و لكنها أخبرته بأنها تريد إخبار الضابط حسام ليأتى سريعا ، و لكن يجب أن يخفى الحقيبة فى مكان أمن جدا فهى تعتمد عليه بعد الله فى هذا الأمر ، فأخبرها بأنه سيفعل كل ما تريد و لكن بدى عليها الأرهاق فطلب منها أن ترتاح ، فأخبرته بأنه يجب أن يطلب الضابط هاتفيا حتى يأتى فورا ، و قد حدث ، و أتى الضابط و قابله حسام فى المكان المخصص بالأستقبال ، و سأتركهما سائرين فى ممرات المشفى و سط الحجر و أرقامها و خطوطها الملونه ليعيد كريم القصة سرادا تفاصيلها لحسام ، و ها هما على بابا الحجرة ، فيطرقه كريم مرتين فتسمح له من داخل الحجرة بالدخول ، فيدخلا ... فيبدى حسام تمنيه بالشفاء السريع و أنه سيحاول أن يعرف من قد فعل ذلك و لكن يجب أن تتحدث بكل ما لديها حتى يستطيع أن يحميها و يساعدها ، فأخذت نفسا عميقا و بدأت فى قص ما لديها من أسرار قابعه فى أحشائها ...........
فى يوم الحادثة و قبل ثلاث ساعات من وجود الجثة ، كانت قد أتت عفاف و سميرة و هما صديقتيها و جلسا معها فى منزلها و جلسة طويله ، حيث أن كان بينهم بعض الخلاف ، و للعلم أن عفاف أتت قبل سميرة بمدة ليست كبيرة لتعطى لى حقيبة ببها بعض المستندات لأخفيها ، و أبدت بأنها تشعر بالقلق ، و أتت من بعدها سميرة و حاولت جاهدة أن أخفف ما بينهم من خلاف و لكن أسلوبهم فى التعامل كان صعب جدا و فهمت أن الأمر جذرى و أن الأمر قد كان صعب جدا و كانت كل واحدة منهما تريد أن تترك الجلسة وتذهب إلى أن أتت والدتى و أخذت تحاول تخفيف الأمر و كل هذا المحدثات قد أدت إلى قليل من التخفيف و لكن أيضا الأمر كان صعب بينهم ، ثم سألت عفاف و هى تعرف طارق جيدا عنه ، فطرقنا الباب مرة بعد الأخرى و لكن لم يفتح أحد فعلمنا أنه ليس بالمنزل ، ثم أوصلتهما إلى السيارة و بعد نقاش طويل قبلت سميرة أن تركب السيارة مع عفاف و سارتا ، و من بعدها علمنا بالجريمة و أن عفاف قد ماتت ، و لكن فوجئت صباح أمس بهاتف من عفاف فتعجبت و لكن لم أستطع أن أتدارك الأمر و لم أقدر أن أرد من الدهشه ، و هى أيضا تحدت بسرعة و أبدت أنها تريد الحقيبة غدا و أعتطنى عنوان لم أسمع به قط ، و لكنى نفذت هذا صباح اليوم و حدث ما حدث ......
نعم يختلف ماضينا عن حاضرنا و لكن دائما ما يشبهه فخصالنا لا تتغير ولا تتبدل و نحن هنا ، سيظل من ليس له مكان فى البحث عن مكان ليأويه ، و من ليس له شئ أو شخص يعيش له سيستمر أيضا فى البحث عن أيا منهما ، لماذا ؟ ، لأن دائما ما نحتاج إلى شئ نعيش من أجله ، أو شخص نعيش لأجله ، أو مكان فى هذه الدنيا يأوينا لنعيش مع من يحبونا و من نودهم ، القضية ليست فى أين و متى سنصل إلى ما نريد أو من نريد ، لا يجب دائما علينا أن نعرف كيف السبيل للوصول ، اليوم ... غدا ... و البارحه ... زمن عشنها و سنعيشه و إذا عاد بنا الزمن لأخترناه كذلك لأنه الأفضل لنا بدون شك فى ذلك ، الأمل هذا ما نبحث عنه دائما لكى نعيش ...........
حدثها الضابط حسام عن أن من ماتت ليست سميرة و أنها عفاف ، فبدت عليها الدهشة ... كيف ؟ ، فشرح لها ما وصل له و كانت مفاجئه كبيرة عليها ، و سألته و كيف نعرف السبيل لها ؟ ، و لكنه وقف صامتا ..... ، فبدى عليها الإنفعال المتزايد ، و لكن كريم حاول أن يهدأ من روعها بأى صورة و فشل ، فى ذلك حتى بدى عليها الإغماء و أتى الطبيب و معه الممرضة التى أستدعت واحدة أخرى معها ، و فجأة أزداد الوضع صعوبه و أخرجاهما من الحجرة ، و جلسا خارجا ينتظران فى تعقب شديد لما سيحدث ، و فى الداخل كان الطبيب و ممرضتاه يفعلون ما يستطيعون ، حتى مرت بسلام ، نعم أنه الحب الذى لا حدود له ، فهى لا ترعف لها صديقه وفيه أكثر من عفاف و اليوم هى تغيب عنها و بعد أن علمت أنها ماتت و فقدت الأمل فى رؤيتها للأبد ، أتى بصيص من النور ليطلعها على أن الأمر مجرد أكذوبه و أنها تعيش حتى الأن و لكن لا يعرفوا أين هى ، فيالنا كيف نتحمل هذا ، منا من له من القلب ما يستطيع أن يرسخ فى نفسه مبادئ من الإيمان القويم ، و لكن منا أيضا من قد يفشل فى ذلك ، و منا من له من الأحساس ما لا يؤهله لتحمل كل هذا بهذا الشكل ، معانى كثرة بين جوانح قلوبنا .......
نعود لصديقنا الذى يجلس على أريكته فى الحديقة فى صباح اليوم التالى ، و لا يحرك ساكنا و كأنه قد فارق هذه الحياة بكل ما فيها ، إلى أن بدأ يحرك يداه و يدخل أصابع كل يد فى الأخرى و يرفعهما ليضعهما خلف رأسه ، و يعود لسكونه ، ثم يأخذ نفس عميق و يقوم من جلسته بعد فترة من سكون يشوبها ألم الحزن الظاهر فى عينيه ، نعم يريد الأمل و يريد الرجوع لماضى غاب و حاضر لا يعرف عنه شئ و مستقبل مبهم ......
حلقة أخرى قد نعرف فيها أكثر .... أنتظروا دائما مزيد من المشاعر الإنسانية الزائفة و كذلك الحقيقية فى بضع أجزاء منها .....

أحمد سليم بكر 11-14-2013 11:26 PM

الحلقة الرابعه عشر
 
الحلقة الرابعة عشر

[justify]صباح يوم جديد، خرج الفتى مع هدى ذاهبا للمقر الرئيسى لمجموعة الشركات، و عندما وصلا و دخلت إلى مكتبها ، و هو كذلك دخل إلى مكتبه ، و ما هى إلى دقائق و قد أرسلت له أن يحضر إلى قاعة الأجتماعات الأن، فنهض مسرعا و ذهب إلى حيث أخبرته ، و عندما وصل وجد مديرى الإدارات جميعهم مجتمعون ، فعلم أن هناك أمرا مريب، فدخل وجلس فى مقعده، دون أن يتحث ، و حقا ما شعر ، فهناك أمرا مريب ققد جد ، الأموال التى فى أفرع البنوك لا تتم إلا صفقات هذا العام فقط ، و يجب أن يبدروا بفتح الوصيه و معرفة أن باقى الأموال ، فنظرت إلى الفتى ، و نهضت و ذهبت له فى جلسته فى وسط القاعه ، و طلبت منه أن يأتى معها إلى المحامى الأن ، و قد نهض .
وصل إلى المحامى فى مكتبه ، و طلبوا منه فتح الوصية و قد كان مقرر لها أن تفتح بعد أيام من إنهاء بعض الإجراءات ، و لكنه قد لبى طلبهم وأخبرهم أنه يريد إجتماع لكل أعضاء مجلس الإدراة لحصر كل شئ ، و ما هى إلا ساعه و قد حضر الجميع ، و عندها قدمت كل المستندات ، و أتت اللحظه الحاسمة ، لحظة فتح الوصية ، و قد فتحها المحامى و بدء بالقراءة : " السلام عليكم .. أتمنى أن يترحم على الجميع .. و يسامحنى من أخطأت فى حق له .. و يعفو عنى من ظلمته فى يوما ما .. و أن تبلغوا عنى لكل شخص ما علمتم أن بينى و بينه مشاحنة ما أننى سامحته و أرجوه أن يفعل .. أما عن إجتماعكم اليوم فأعلم أنه قد قدم عن موعده المقرر .. المال ... يعلم جميع أعضاء المجلس أننى دائما ما وضعت مال يكفى المنقصات سنويا .. و لا أحد يعلم أن باقى الأموال .. و قد جد الكثير من الأمور فى الفترة الأخيرة .. جعلتنى أخفى الأموال جميعها عن الانظار .. و لم يعلم مكانها أحد .. إلا شخص واحد فقط .. هذا الفتى الجالس معكم غريبا لا يتحدث .. هو فقط من لديه المفتاح .. و لكن يجب أن يتذكر كل ما قلته له .. ستندهش أبنتى .. و لكن عذرا كان الوقت قد أسدل الستار .. و كان يجب على أن أذهب معه فقط .. و كنت سأحكى لكى كل شئ ولكن إن عدت .. أما الأن فقد أنتهى الأمر و هو فقط من يحمل المفتاح .. و لكن يجب أن يتذكر كل ما قلته له .. حتى يعرف المكان الذى به المال و كذلك المفتاح .. و أنا أثق به .. و لكنى قبل أن أنتهى يجب أن أعتذر له مرة أخرى .. لأننى السبب فى فقده الذاكرة .. عندما رأى ما ليس صوابا أن يراه و لا أستطيع التوضيح أكثر من ذلك .. كانو سيقتلونه .. لولا أن أمرت رجالى أن يذهبوا له فيضربوه و يفقدوه الوعى و يحضروه لى .. و لكن حدث خطأ حيث أن من ذهب ليضربه ضربه فوق رأسه فأصابه ما أصابه .. و رغم أنى لست مضطر لسرد كل هذا و لكن ثقتى فيه تجعلنى أسرد دون أن أخشى أى شئ .. أعلم أنه سيغضب قليلا و لكن نفسه الطيبة ستجعله ينسى ما فعلت به .. و سيستمر فى مساعدة أبنائى .. و لكن يجب أن يعلم أن أبنائى يحتاجونه .. رغم ما فعل والدهم من أخطاء .. أنصحك يا بنى بألا تبحث بين ثنايا الماضى و تستمر فى واقعك كما أختاره لك الله .. أخيرا .. أبلغوا سلامى لأبنائى الصغار و عمال المصانع و الشركات .. أخا لكم فارقكم .. كتبها المحامى بإشراف منى أنا " ......... و موقع بخط يده و بصمته من أسفل الوصيه ، و قد أعطى المحامى لكل منهم نسخه ، بعد أن أنهاهه .
و لكن الكل فى وادى ، و الفتى فى وادى ، حيث قام من جلسته و أخذ نفسا عميقا و خرج إلى خارج المكتب ، فهبت هدى من خلفه و لكن المحامى أستوقفها و ذهب له ، فوجده فى مقعد من مقاعد الإنتظار فى الخارج ناظرا إلى الأرض و وضعا يده اليمنى فوق اليسرى أعلى خاصره فى جلسته و لا تبدو عليه أى ردة فعل إلا التجهم ، فجلس المحامى بجواره ، و بدء الحديث بأن الدنيا كالكتاب المفتوح أمام أعين الناس و لكن كلا منا ينظر لما يريد من الصفحات ، و لا يريد النظر أو حتى مجرد الإهتمام بباقى الصفحات ، و عندما تمر الأيام ، يندم أنه لم يدقق النظر فى أيا من تلك الصفحات التى يعطى لها اهتمام من الأساس ، و لكن قد فات الأوان فكل شئ فى هذه الدنيا قريب إلا الأمس فهو البعيد الوحيد ، و وسط كل هذا لم يبدى الفتى أى ردة فعل ، و لكن أستمر الرجل فى الحديث ، و طلب منه أن يسأله سؤال و رغم أن الفتى لم يبدى الرفض أو القبول إلا أنه سأل لماذا تبكى على حياتك الماضية العديد من الناس فى الشوارع يتمنون أن يحصلوا على إمتيازك بصفحة جديدة بيضاء يسطورن بها ما يحلو لهم ؟، هل تبكى الأهل ؟،فلديك أهل الأن يحبونك و يعتمدون عليك و يعلون من شأنك ، هل تبكى المال ؟ ، فلديك المال ، هل تبكى العلم ؟، فأننى سأتى لك بكل ما تريد من شهدات علميه موثقة ، فماذا تحتاج ؟، لا أعلم ما الذى يغضبك ، فقام الفتى من جلسته بعد هنيهه و وقف واضعا كفيه فى جيوب بنطاله و ناظرا إلى الرجل و ذهب حيث الباب ففتحه و نطق بأسم هدى حتى تأتى و سار و هى تتبعه ، دون الحديث بأى كلمه ، و ركب السيارة و أدارها و هى من خلفه ركبت بجانبه ، و لم تتحدث و لم يتحدث حتى وصلوا إلى المنزل ، فدخل و جلس فى الحديقة حيث كان يجلس أمس ، و لكن الأن نعلم ما يدور فى رأسه ، العديد من الأزمات و المشاكل التى جلبتها الايام له و لكن لازالت بسمته الرقيقة مفترشة أركان وجهه ، و لكن لازال يغطيها جبل من الألم و الحزن الذى لا يريد أن يفارقه ، و عندها أتت من خلفه هدى تريد أن تحدثه جلست على المقعد الذى بجواره ، و صمتت و أخذت تحرك فى خاتمها الذى فى أصبعها الأوسط فى يدها اليسرى ، و تختلس النظر إليه برهة و كلما قدمت على الحديث أستوقفها ماذا ستقول فصمتت ، و لازال هو مغموس فى أربابه المغلقه على جمجمة أفكاره ، و لكن كان يجب عليها أن تتحدث و قد فعلت بعد أن مر العديد من الوقت على هذه الجلسه الصامته و حينها قد أبدت أنها تشعر بمشاعر من الأسى و الحزن ، و لكنها تشعر بالسعاده فى أنه سيبقى معهم لتسند إليه أعمال صعبه بكل تأكيد على مثلها ، و أنها لا تعلم لماذا قد فعل والدها هكذا و لكنها متأكده من أنه ما فعل إلا ما فيه المصلحه له – الفتى- و لنا أيضا ، و هنا قد نظر إليها و بنظررة من الدهشة لما تقول ، و هنا قد نهض و أخذ يسير بضعة خطوات تجاه حوض السباحه فى الحديقة و وضع يده فى جيوب بنطاله و شد جسده للأعلى و و مد رقبته إلى الأعلى و أخذ نفس عميق و بدى قادم على حديث جم قد حشرته الأيام الماضية بين سجتن أفكاره ، و هنا تحدث بأن المصلحه حدث والدك تحدث عن حدثٍ ما قد حدث و هناك من كان يريد أن يفعل بى مكروه فأتى هو كملاك وديع ليحرر رقبتى من ظلم قد وقع على من دون ما أدرى ، فأمر رجاله ليأخذونى بضربى و أفقادى الوعى ، فضربنى أحدهم خطأ فأفقدنى ذاكرتى و وعى بدلا من أن يفقدنى وعى فقط ، و هنا قد أتى أيضا الملاك ليأتمننى على أسراره و أبنائه بعد موته ، و لي سهذا فقط بل و أمواله ، بما بكلمه قد أخبرنى بها أو جملة يجب أن أتذكرها حتى أستطيع إيجاد كنزه المفقود ، يالها من قصة طريفة ، و تبقى المصلحه لى ، و هنا بدء صوته يزادد حده و سرعه و كاد أن يلهث من قول الكلام بسرعه كبيرة ، و نسى أننى بشر ، إنسان له أهل يريد أن يراهم و يريدوا أن يروه ، نسى أن لحما و دم لى ما أبكى عليه و لى ما أفرح به ، لى أشخاص أتودد إليهم و يتوددوا إلى قد يعانوا الوحده من بعد أن تركتهم ، كل هذا و قد فعل لى ما هو فى مصلحتى ، نسى المشاعر و الأحاسيس التى تنتابنى من أنا ؟ ، ما الماضى ؟ ، ما الحاضر ؟ ، ما المستقبل ؟، كله مجهول ، فقط لأجل أن يحمى نفسه و فوق كل هذا مات دون أن يخبرنى رغم أنه يريد أن يأتمننى على ما لديه و ما يمتلك ، لا أعلم ماذا أقول ؟ ، و قد أخرج يديه من جيوبه و رفعها ليسمك بها رأسه و ينظر إلى السماء و هو يأخذ نفسه بقسوة ، و هنا نهضت هدى و أتت إليه تتلمس الأرض و هى تحشر الدموع بين جفونها حزنا على ما أصابه ، و عندما وقفت بجانبه بدأت فى الحديث بأنها تريده أن ينسى الاضى بما كان إلا إن من الله عليه بالتذكرة و أن يتطرق للحاضر والمستقبل و فقط ، و يجب أن يعلم أنها ليس لها يد فى كل ما جرى و أن أخوتها كذلك ، يجب أن يؤدى الدور لهم .
أما عن حسام فهو غارق فى ألامه وحيدا ، أخوه قد مات ؟ ، عفاف و هى خطيبة صديقه الذى طلب منه أن يحميها حتى تجد من يحبها من بعده و يتزوجها قد أختفت فى ظروف غامضة و يجب أن يصل لها و بسرعه حتى لا يحدث لها مكروه ، و أمه التى هى فى المنزل تجلس وحيده حزينه على أبنها القتيل بلا أى ذنب قد أرتكبه .
أما علياء فوالدتها قد أتصلت بها و لكنها لم تخبرها بأنها فى المشفى حتى لا تقلق و تنهى زيرتها الخارجية و تعود و لكنها طمنأنتها بالهاتف أنها جيده و الأحوال على ما يرام ، و لازالت تجلس فى حجرتها فى المشفى ، الحجرة مظلمة لا يشق ظلمتها إلى ضوء قليل قد أتى من نافذه زجاجية متوسطة الحجم فى جانب الغرفه مسدل عليها الستار إلا قليلا منها ، و تفكر فى الغائبون ، الفتى و عفاف ، ماذا حل بهم ؟ ، من يترى من له مصلحه فى أخفائهم .
كريم هو من يلازم علياء فى المشفى و يجلس على مقعد أمام باب الحجرة حتى يلبى رغبتها إن طلبت أى شئ ، و يفكر فى مستقبل صديقه الذى لم يره منذ فترة بعيده ، و بعد أن كان عاقد يديه واحدة على الأخرى متئكا على ظهر المقعد ، قد فك يديه و نزل بجسده إلى الأمام ليسند رسخيه على ركبيتيه و يقبض يد و يمسك بها الأخر و يضعهم أسفل زقنه سارحا فى شئ ما لا أعلم ما هو و لا يعلم أحد إلا الله الذى يعلم كل شئ و من ثم هو ، و هذا أمرا هام دعونا من الحديث منه الأن .
خالد جالس فى الحجرة فى الأعلى و يمسك بقلمه و يدق به على سطح مكتبه ، حتى هذا الصبى أصبح لديه ما يخفيه عنى و عن قلمى بالكم قوم غرباء .
و زهرة الواقفة فى شرفة حجرتها ناظرة إلى الفتى و هدى فى حديثهم .
لا يعلم ما فى نفوس الناس إلا ربهم الذى أدرى بكل شئ و من ثم هم أصحاب الأمور ، و لكن هل لى بمعرفة أحاجيهم لأسردها لكم لا ، هم فقط من يعلمون و أنا ، ما أنا إلا شخص غريب عنهم و عنكم لا أعرف إلا ما قد أبلغونى به عبر كلامهم و أفعالهم ، و لكن لازالت هناكالعديد من الأحداث و الأحاجيات التى ستحل عاجلا أم أجلا ، و لكن تذكروا الوحيدون الذين يعلمون هم و ليس أنا أو أنتم.
[/justify]

ياسر علي 11-15-2013 03:10 AM



أهلا بالكاتب أحمد سليم بكر

بدأت قراءة هذا النص الطويل وجدته مشوقا وصلت إلى الحلقة الثامنة لي عودة .

تحياتي


ياسر علي 11-15-2013 11:30 PM



طبعا قصة مثيرة و لا تكمن الإثارة فقط في أحداثها لكن في طريقة تقديمك لهذه الأحداث .
قد يكون عدد الشخصيات كثيرا يجعل بعض الإرباك يحدث للقارئ ، لكن في الوقت ذاته يعبر عن اتساع مخيال الكاتب و قدرته على استيعاب هذا الكم الهائل من الأشخاص بجزئيات حياتهم ونسج الروابط بينهم لتكون في النهاية كل شخصية لها مركزيتها في النص .

طبعا كما أشارت الأخت صفاء و الأخت ريما أن النص يعاني من كثرة الأخطاء الإملائية والمطبعية ، وأظن أنك بما تحمله من علم قادر وأكثر على تجاوز هذه السلبية بجهد بسيط .
أنت كاتب بارع
تحيتي .





أحمد سليم بكر 11-17-2013 02:56 AM

الحلقة الخامسة عشر
 
الحلقة الخامسة عشر
[justify]أحداث متلاحقة .. الجميع يقف موقف الرهبة و تخوف مما هو قادم .. و لكن من الذى يمتلك حلول الألغاز ؟ .. من يعلم ؟، و من لا يعلم؟ لا زالت عند موقف .. أبطال القصص هم فقط بعد الله من يعرفون أحاجيهم فى قصصهم التى يدركون أمورها و يعتلون منصة أحداثها .. و لهذا سنزال نتعقب خطاهم إلى أن نعلم من يعلم ؟ ، و من لا يعلم ؟ .
هدى التى لم تنم منذ ليلة الأمس التى كانت صعبة جدا على الجميع ، تبدأ هذا اليوم بكثير من التعب و الإرهاق ، و أراها فى هذه اللحظة تخرج من باب القصر و تتجه لسيارتها حيث أنتظار السائق لها ، و عندما تخرج إلى الضوء ترتدى نظارتها السوداء و تسير إلى حيث السيارة و تركب دون إبداء أى حديث و لا شكر للسائق الذى هب ناهضا و فتح لها باب السيارة الخلفى عندما رأها .. و أثناء سير السيارة باتت ألحان الهدوء و السكينة هى المسيطرة على الموقف ، و لم يتحدث أى شخص .. و ها هى قد وصلت لتصل إلى باب مكتبها و تمر على السكيرتارية و ترحب بها المساعده دون أى أبداء أى حديث لتفتح باب حجرة المكتب ، فتجد جميع أعضاء مجلس إدراة المجموعه فى إنتظارها ، فتخلع عنها نظارتها السوداء ، و تسير بخطى مسرعه نحو مكتبها و تجلس على مقعدها ، لتجلس و تتحدث عن سبب هذا الإجتماع ، فيبدأ أحدهم بالحديث ، بأن هناك أمرا لم يستطيعوا الحديث فيه أمس لما قد حل من مواقف غريبة ، و لكن وجب الحديث فيه قبل فوات الأوان ، إن الشركات التى ستعاقدون معها يجب أن يعقدوا معها الصفقات الجديدة للعام الجديد فى خلال أسبوع فقط و أن مندوبيها سيأتوا فى خلال يومين على الأكثر .. فبدأت الدهشة على هدى و حل الصمت قليلا ثم أبدت سأله عن الحلول المقترحه ، فنظر الجميع كلا للأخر دون حديث ، و كأنهم تعجبوا من طرح هذا السؤال ، إلى أن تحدث أحدهم بأن الموقف الراهن متوقف على الفتى و متى سيعرف أين الأموال ، و الثانى هو توقف الصفقات و الذى سيؤدى إلى كارثة للمجموعه الإقتصادية بأكملها العام المقبل ، و هنا بدأت الحيرة على الجميع ، إلى أن طلب منها أحدهم أن تتصل هاتفيا بالفتى لإحضاره و لكنها أبدت أن حالته النفسية لا تسمح بذلك ، و أنه يجب الصبر هذه الفترة عليه حتى يتمالك نفسه ، و لكن أحدهم تحدث بأن الوقت يلاحقهم و يجب عليهم جميعا أن يتحدثوا إليه فهذا الموقف ملك الجميع ليس هو فقط ، و رغم أنها لازالت تصر على أنها لا تستطيع أن تحدثه الأن ، أصر الجميع على أنها يجب أن تفعل و أن يترتب إجتماع سريعا خلال اليوم يكون هو حاضرا فيه ، و وسط هذا الحديث المضطرب و الموقف الصعب إذ بالباب يُفتح و يدخل الفتى ، فيرى التجهم بين ثنايا الجميع ، و يسأل عما قد حدث فيخبره أحدهم بالأمر ، فينهض من جلسته التى أستمع فيها لكل ما أبدى الجميع و خرج من المكتب دون أن يتحدث بأى حلول ، و لكن السؤال لماذا خرج مسرعا دون كلام ؟ ، و إلى أين يتجه فى ظل هذه الظروف ؟.
كريم واقف فى حديقة منزله و يمسك بأداة حفر حديديه و يحفر بضربات متلاحقة حفرة ليست بكبيرة و يخرج الحقيبة من كيس بلاستيكى أسود اللون ، أتذكر إنها الحقيبة التى طلبت منه علياء أن يخفيها عندما أستفاقت من المشفى ، و يمسكها بين يديه و ينظر لها و كأنه يتسأل ما بها و يقترب بأطراف أصابعها من القفل و لكن يبعد يده بسرعه و يضعها فى الحفرة و يعيد التراب إلى حيث كان و يضع فوقها شجرة صغيرة أخرجها من بوتقه فخارية و يغرسها حتى يعلم المكان و لا يعرف أحد بما فيه ..
الفتى فى مكتب المحامى ، يجلس على أحد مقعدى المكتب و أمامه المحامى ، و يحدثه المحامى و يسأله عن المبلغ الذى سيحتاجه ؟ ، أى مبلغ و لماذا ؟ ، لا أعلم الأن و لكن بالتأكيد سأعلم ، و قد أخبره برقم صخم ، و أبدى المحامى بأنه ليس فى مقدوره و لكنه سيحاول أن يجمع و لو نصف ما طلب ، و لكن ما كل هذا ؟ ، و يخبره الفتى بأنه يحتاج لمخزن كبير فى وقت سريع جدا كذلك ، و يبدى الرجل موافقته و أن الأمر فى هذا سهل جدا و سيفعل بسرعه و سيبلغه فى خلال ساعتين على الأكثر بالمكان ، ما الذى يبدأ فى ترتيبه هذا الفتى و هل له علاقة بالمشكلة التى تورط فيها الجميع الان ؟ ، و ها هو الفتى يخرج من باب المبنى و ينظر إلى سيارته ثم يتركها و يسير ، إلى أين يذهب و لماذا ترك السيارة ؟ ..
حسام فى مكتبه مع على ، و على يسأله عن رأيه فيما قد حدث لعلياء و هل حقا يعتقد بأن عفاف هى من أتصلت بها هاتفيا ، و هل يعتقد حقا أن عفاف تعيش ؟ ، و ينظر له حسام و هو يحرك أنامله على ذقنه المشعره ، و ينهض من جلسته واقفا و يسير نحو النافذه و ينظر إلى الشارع ، و ينظر لعلى ثم يحدثه بأن كل إنسان من هؤلاء الذين يسيرون أمام ناظريه فى الشارع له قصته الخاصه التى ترتبط أرتباطا وثيقا بكل من حوله و لكن هل يعلم هؤلاء الناس الذين يرتبط بهم أسراره أم هناك العديد منها الذى يخص به نفس دون أى شخص أخر ، فأبدى على باسما و حدثه بأنه يرى أرسطو قد بعثه الله من جديد فى القرن الواحد و العشرون ، و لكنه ينظر له و يبتسم و لا يتحدث ، و لكن ها هو ذا الرجل ذو الملابس المتهاكه القابع على باب المكتب قد يطرق الباب ثم يدخل ، ليخبره بشئيا ما ، و لكن أعتذر منكم فأنى لا أعلم ما الذى قد حدثه به ، أسف ..
علياء فوجئت بوالدتها مهرولة ناحيتها ، فقد أتت منذ ساعتين و لم تجدها فى المنزل و لكن لحسن الحظ أنها وجدت كريم صديق الفتى فى المبنى حيث أنه تم كسر الباب و دخول شقة الفتى من مجهولون و كان الضابط حسام و الضابط على هناك و قوة من الشرطة تتتعرف على أحداث الجريمة و ما مدى تأثيرها على الشقة ، و لكن الأمر المدهش أن لسارق لم يفعل أى شئ بمحتويات الشقى سوى كسر الباب ، و أعتقد أنكم قد علمتم بماذا قد أخبر الرجل الذى دخل على حسام فى مكتبه عندما كان مع على ، فأنه قد أخبره بما قد تم الأبلاغ عليه حيث أقتحام شقة الفتى ، و بالتالى فذهب مسرعا مع على و قوة شرطية إتجاه الشقة ، الحمد لله أننى علمت بهذا الأن حتى لا أصير أمامكم كالأبله تتخطانى الأحداث الأهم ، أرى فى وجوهكم بسمة السخافة مما أقول ، أعتذر لكم مرة أخرى ، فأنى لست ممن يكتبون الكوميديا بصورة جيدة ، مع العلم بأن الموقف لا يحتاج إلى كوميديا بكل تأكيد ، كفى أيها القلم عد لما كنت قابعا فيه ..
نعود لعلياء و والدتها فى المشفى ن بعد أن أطمأت عليها ، خرجت لتسأل الأطباء عن حالتها الصحية ، و قد دخل كريم لها بعد أن طرق الباب ، فقد سألته عما فعل بالحقيبة ، فأخبرها بأنه أخفها حيث لا يعرف أحد مكانها على الإطلاق ، فأبدت شكرها ، و سألته عما قد حدث لشقة طارق أقصد الفتى ، فأخبرها بأن الشقة رغم أن بها مال فلم يسرق على الإطلاق و ترك كما هو ، حيث أن والدى طارق قد أرسلوا له ثمن منزل جديد كانوا يريدون شراءه و لكن حدث ما حدث قبل أن يفعل ، و رغم وجود المال فلم يأخذه السارق و أخبرها أن المال قد أحتفظت به الشرطة و مقداره مائة ألف جنيه ، فأبدت دهشتها و نظرت له فى عجب مرددة مائة ألف جنيه ، فأجابها تخيلى ، و لكن بددت نظراته مريبة جدا ، و لكن أنا لا أعلم ماقد أخفوه فى هذه النظرات التى تحمل الكثير من الغرابه ..
هدى تدخل مكتب المحامى و بعد أن تستأذن السكرتارية تدخل إلى حيث المكتب ، و فتلقى سلام الله على المحامى و بعد أن يجيب تنظر حولها ثم ، تتحدث إليه سائله بأنه أين الفتى ؟ ، فأخبرها بأنه قد تركه منذ ثلاث ساعات أو أكثر ، فأخبرته بأن سيارته قابعه فى الأسفل امام المبنى ، فأخبرها بأنه لا يعلم لما قد تركها ، و لكنه علل بأن ممن الممكن أن يكون بها شيئا ما ، و عندما سألتهه لماذا قد أتى له ، أخبرها بأنه أراد معرفة رأيه فى الموقف الذى قد حدث ، و لكن لم يبدى أى شئ ذو اهمية حيال هذا الأمر ، فأنه أقصد المحامى ضعيف قليلا فى الجانب المالى و إدارة الأعمال و هذا بقدر حديثه الخاص عن نفسه ، و لكن أرى الدهشة فى عيونكم لماذا لم يحدثها عن المال و المخزن و كل ذلك ، أعلم أنه أمر صحيح و لكن لديه تفسيرا عندى ، سأبلغكم به ..
أما عن زهرة فهى جالسه فى مكانها فى الحديقة و ها هو المساء قد أقترب ، و خالد الذى أتى مهرولا و معه حقيبة لا أعلم ما بها و لكنه هرول مسرعا إلى حجرتته و دخل و أغلق على نفسه بابه ، يا لها هذا الفتى لماذا لا تتركنى أرى ؟ ، سأنزل لأرى الصبيان يلعبان فى الحديقة بكرة صغيرة دون أى إزعاج لزهرة ، و ما هى إلا دقائق قد تبلغ النصف ساعه حتى دخلت هدى من المنزل لتستقبلها مديرة المنزل و تأخذ منها حقيبتها ، و لكن لحظه لم تخرج فى الصباح بحقيبه أتتذكرون ذلك ، لعله أمرا ما قد حدث ، و تسألها عن الفتى فتخبرها بأنه قد أتى و عن خالد فتخبرها بأنه لم يكن موجود فى المنزل و ترى كذلك الصبيان من الدالخ يلعبان فى الحديقة و أمامهم زهرة جالسه ، و تصعد الدرج إلى الأعلم ، فتأتى ناحية غرفة الفتى و لكنها تفاجئ بخالد الذى أخبرتها المديرة بأنه غير موجود ، فتحدثت إليه أبدت أن المديرة أخبرتها بأنه غير موجود و أبدت أنها تريده فى أمرا ما بعد أن تتحدث إلى الفتى ، فطرقت باب حجرة الفتى ، و سمح لها بالدخول فدخلت و تركت الباب مفتوح ، و سألته أين كان لأنها رأت سيارته أمام المبنى الذى فى أحد أدواره مكتب المحامى و لم تجده فى الأعلى ، و أنه قد عاد و أخذ السيارة و سار دون أن يتنظرها ، فأخبرها بأنه لم يرى سيارتها و لا حتى السائق الذىكان يجلس على أحد المقاهى و لذلك فأن السائق أيضا لم يره عندما عاد ، و أخبرها بأن السيارة كانت تحتاج بضع من البزين فقد ذهب و أتى بأحدى الزجاجات بها القليل منه حتى يتثنى له الذهاب للبنزينه و هذا لم يحدث ، قد يستطيع أن يكذب عليها و لكن لا يستطيع أن يفعلها معنا ، أليس كذلك ؟
أنتظروا العديد من الأحجيات ، لازال الأمر معلق و معقد ...
[/justify]

أحمد سليم بكر 04-12-2014 04:17 PM

الحلقة السادسة عشر
 
الحلقة السادسة عشر
السكوت و الوحدة و العزلة التى تجعل الفرد منا يسافر فى عوالم من إختراعه هو ، و يعيش فيها هو فقط ، هذه المشاعر التى تنتج عن التخبط و عن عدم إدراك كل المعطيات حيث أن جميعنا فى هذه المواقف يحتاج إلى قليل من التفكير ، قليلا من العزله ، قليلا من صفاء الزهن ...
صديقنا جالس فى مكان ما خاوى تظهر على البساطه ،و أمامه النيل ،و مطبق يديه حول ساقيه ،و مريح زقنه على ركبتيه ،يفكر و يفكر يا لجمال المنظر ، السفن الشراعية و الأخرى التى تجعل النيل مليئ بالأنوار و تجعله يتنحى عن سكونه لما بها من صخب و أهازيج ...
أرى طارق واقف فى وسط أرض خاوية من أى شئ و يأتى له من خلفه شخص ما ، يرتدى جلباب و يظهر عليه الهيبة ،و يحدث طارق بأن السور سيبنى فى خلال يوم و لكن سيزيد الزمن قليلا ،أجابه طارق لا يهم المال الأهم هو التوقيت ، فقال له الرجل غدا مساءا سترى كل شئ جاهز ...
لا أعلم ما الذى يفعله طارق ، و لكن أعتقد أنه وصل لبعض الحلول ...
طارق يدخل المكتب فى مقر الشركة الرئيسى و يجد هدى جالسه ،فيطلب منها جمع كل مديرين التسويق و كل الموظفين الذين يعملون كمندوبين للشركة فى الأسواق ،فتسأله لماذا كل هذا ؟، فيبدى لها أنها ستعلم كل شئ فى وقته ...
قد جمع الجمع و جلس الجميع فى غرفة الإجتماعات و كان العدد كبير بجميع كل المندبون حيث أن أعداد كبيرة ظلت واقفة ،و عندما أبلغت السكرتارية أن الأجتماع قد تهيئ نهض طارق و كادت أن تنهض هدى فطلب منها ألا تأتى لحضور هذا الإجتماع و عندما يحين الوقت سيسرد لها كل شئ ، فتعجبت و أرادت أن تناقشة فى قراره و لكنه قد طلب منها ألا تفعل و أن لا يوجد أى وقت حتى يضيع ...
دخل طارق إلى الغرفة و قد أغلق الباب خلفه ،و أنا .. أننى أريد الدخول ،لا سيفوتنى هذا الإجتماع ،و لكن يجب أن أعلم بكل ما حدث فيه ،يجب أن أعلم ...
كريم جالس أمام علياء على كرسى موضوع بجوار سريرها التى ترقد عليه ، و يحدثها بأن تخبره عما ستفعل تجاه صديقتها التى لازالت تظنها على قيد الحياة بعد أن هاتفتها منذ أيام ،فتخبره بأنها ستفعل كل ما فى وسعها حتى تستطيع أن تجدها ،و لكنه تريد أن تستطيع أن تتمالك نفسها بسرعه ،و حينها يبدى لها أنه يستطيع أن يساعدها إن أرادت ،و لكن هل صديقتها قد تم إختطافها من قبل من تهجموا عليها فى الطريق ،وضغطوا على عفاف أن تتصل بهدى حتى يصلوا إلى الحقيبة ،وما بها من ملفات ،و فى نفس الوقت يخرسوا هدى و يخيفوها حتى لا تتحدث بشأن أى شئ ....
كل هذه التفسيرات منطقية ،و بما إن عفاف أتصلت فعلا بهدى على حد قولها ،لذلك تعد هذه التفسيرات هى الأقرب للصواب ...
طارق يعود إلى البيت و معه هدى ،و هى تركب بجواره فى سيارته ،و السائق يقود سيارتها من خلفهما ،و يصلوا إلى المنزل و تنزل من السيارة و يظل هو فى مكانه ،و تسأله عن سبب بقاءه ،فيخبرها بأنه ذاهب ليقضى شيئا ما ،فتطلب منه ألا يغامر بنفسه فى شئ ما و أن من الممكن حل الأمور المعقده كلها بدون أى متاعب ،فيهز رأسه دون أن يتكلم ،فتنزل من السيارة و يستدير هو و هى تقف بعد أن صعدت الدرج الصغير المكون من بضع درجات مستديرة قليلا لتكسبها هذه الإستدارة شكلا جماليا ،و تنظر للسيارة و هى تتحرك نحو الخارج و تبتعد ثم تقف على بوابة القصر حتى يفتح البواب باب القصر الكبير ليخرج و يغلق الباب من خلفة ، و هى لازالت واقفة تتنهد بصوت متحشرج و فى عينيها احساس كبير من الخوف ...
طارق فى مكتب المحامى ،جالس و أمامه المحامى ،فيتحدث طارق بأنه قد أعد كل شئ و ما باقى سوى المكان و أن الرد حيال ذلك قد تأخر ، فأجابه المحامى بأن الأمر قد تم و ينتظر مكالمة هاتفية للتأكيد ،و ما هى إلا دقائق إلا و قد أتت المكالمة و قد تم إنجاز مخزن كبير لتخزين البضاعة ،وهنا قد أعطى الرجل لطارق عنوان المخزن و هنا أستأذن الفتى ليعد الأمر ، و هنا قد توقف الفتى بعد أن فتح باب المكتب ليخرج ، و حدث الرجل بأن يومين و تخزن البضاعة بالكامل و فى اليوم الثالث سنبدأ فى التجهيز للسفر ...
و خرج طارق و أتصل ببعض من مديرين التسويق الذين قد أجتمع بهم صباحا ،و أجتمع بهم فى أحد المقاهى فى وسط المدينه و بعد الإتفاق على العديد من الأمور الهامة ،قد أعطاهم مهلة ثلاثة أيام ليعطوا له النتائج الإيجابية و أبدى لهم أن الأموال متوفرة بصورة كبيرة و أنه سيتقبل أراهم إن كانت فى عكس أراه و سيتم مناقشتها و أتخاذ ما هو أفضل لتطبيقه ...
و عندها نهض الجميع سواه ، ظل جالسا قيلا و أركز مفصليه على المنضده التى أمامه ،و أرتخى بذقنه على قبضة يده بعد مسك قبضة أحدى يديه بالأخرى ، و ظل يفكر فى الأمر ،ثم نهض و من كثرة ما يشغل باله ترك على المنضدة مائة جنية دون أن يدرى رغم أم الطلبات التى طلبوها جميعا لم تتجاوز العشرون جنهينا ...
فى المنزل كانت هدى جالسه على الأريكة أمام حوض السباحه و لا تكاد تسيطر على نفسها فتغفل بعينها قليلا ثم تعود لتستيقظ عندما تميل برأسها على أحدى الناحيتين ،و فى أنحاء الليل الداكنة ،قد سمعت صوت السيارة قادمة ،و عندها علمت أنه قد أتى و كانت الساعه قد تجاوزت الثانية صباحا ،أى غياب أكثر من أربعة ساعات منذ أن أتى بها للمنزل ،و عندما دخل وجدها واقفة فى وسط قاعة الأستقبال ،فسألها عما جعلها مستيقظة لهذا الوقت من الليل ،فأجابته أنها كانت قلقة عليه ، فأخبرها بألا تقلق ،و بعد أن توقف هنيهه تحرك و صعد الدرج حيث غرفته فى الأعلى و تركها واقفة مكانها ،فنظرت له بشئ من الدهشة ،و لكنه لم ينظر لها و أكمل سيره ،و دخل غرفته و أرتمى على السرير فنام دون أن يدرى بملابسه على نفس هيئته ...
فى الصباح بعد أن أستيقظ و أرتدى ثيابا غير التى تهالكت على جسده ليلة أمس ،نزل فوجد هدى واقفة فى أحدى قاعات الأستقبال ،و عندها ألقى عليها السلا و سألها إن كانت ستذهب أم لا ،فأجابته نعم ،و خرجا سويا و دخلا سيارته و كذلك السائق دخل سيارتها منفردا ، و تحركت السيارة الأولى ثم السائق بالأخرى ،و فى حين هو يقود السيارة مدت هى يدها نحو راديو السيارة ،لتضغط علي مفتاحه فيعمل و ينطق بأغنية رومانسية ما ،فأنا لا أتذكر هذا الأمر الأن ،و لكن ردة فعله هو أن مد يده كذلك فطفئه ،و عندها نظرت له بغيظ و فتحته مرة أخره و لكنه قد فعل نفس ردة الفعل و فعلتها ثالثا و فعلها كذلك ،وعندها ألتفت ناحية النافذه و لم تحدثه ،و عندما وصلا إلى الشركة نزلت وحدها و سارت مسرعه دون أن تحدثه ،و رغم شخصيته التى لا تستطيع تفسيرها إلا أنه أبتسم بسمة غريبة تنم عن الحنين و الموائمة ...
أحدكم يسألنى كيف أنا ككاتب لهذه الأحداث لم أرثى مبادئ الحب بين هى و طارق ، و لكن هذا ما قد تعرفوا سبله فيما هو أت ...
الهدوء الذى يسير بين الناس فى أوقاتهم العصيبة حيث يمتنع الجميع عن الكلام ،أو بمعنى أصوب لا يعرف أحد بماذا يتكلم ؟، فنبدأ بالنظر ،كلا منا ينظر إلى الأخر ،كلا منا يريد أن يختذ موقفه فى نظرة دهشة متهجمه على محياه و لكنها ليست كافية ....
طارق .. هدى .. كريم .. حسام .. علياء .. عفاف .. على .. زهرة .. خالد .. المحامى .. كلا منهم دائرة خاصة تتقاطع مع الأخرين فى مساحات مشتركة تنتج عن كل تلك الدوائر قصة تنسج نسيج من الإنسانية التى يدرك فيها المرء نفسه و كيف من الممكن أن تتغير الدنيا بحدث قد يحدث من قبيل الصدفة ،أو الخطأ و لكن الله أدرى بكل أمر و هو أعلى و أعلم بكل نفوسنا ، لازالنا فى منتصف الطريق ،و لا تزالوا أنتم كذلك...

أحمد سليم بكر 07-28-2014 12:16 PM

الحلقة السابعة عشر
 
[justify]
الحلقة السابعة عشر
رجل يجلس على مقعده و يتحدث فى الهاتف و لم أستطع أن أره سوى من ظهره ، يتحدث بأن يجب على الفتى أن يشعر بالخوف الشديد مما هو قادم له ، حتى لا يستطيع أن يفكر فى أى شئ ، بأنه الوحيد الذى يحمل السر فبتعطيله كل الأطراف المناسفة ستكسب الكثير من الوقت ، يصمت برهة و كأنه يستمع لمن يتحدث معه ، ثم يقل " لأ مش عاوزه يموت دلوقتى كفاية أنه يخاف ، بس يخاف جامد " ، ثم يمسك الهاتف و يلتف بنا المشهد لنرى وجهه و لكنه أول مرة يظهر فى الصورة ، ماذا تخف أيها القدر بين ثنايا خباياك .
الفتى يبدأ فى دخول البضاعة بالكامل فى المخازن التى أعدهها هو ، ليست التى أتى بها المحامى ، فالمخازن التى أتى بالمحامى أدخل بها صناديق فارغة و لا أعلم لماذا فعل هذا ، و هنا قد أبدى بأن فكرته إلى الأن تنفذ بنفس الصورة التى يريدها ، بعد أن أتم دخول جميع البضاعة فى نفس الوقت الذى كان أحد مديريه يدخلوا الأخرى من دون أن يعرف أى فرد ما لاذى يحدث ، فلا يعلم من يحمل الصناديق الحقيقة أنها مليئة و لا يعلم من يحمل الأخرى يعلم أنها فارغه .
أغلقت الأبواب ، فركب سيارته و أمسك بهاتفه الجوال و أتصل بهدى و أخبرها بأنه سينتظرها فى مكان ما قد وصفه لها ، و تحرك هو بسيارته ، وصل المكان و ظل يتنظرها فترة ، إلى أن أتت و معها السائق ، فبعد أن غادرت السيارة نحوه ، أخبر السائق بأنه يذهب إلى المنزل عائدا ، ثم طلب منها أن تركب سيارته و قاد السيارة ، و هما فى السيارة بدأ الحديث عما قد فعله ، ثم فى النهاية قال : " أنا واثق أن أنا دلوقتى معرض للموت أكتر من أى وقت تانى ، البضاعة فى المخازن اللى عنوانها معاك فى الورقة اللى أدتهالك ، متثقيش فى أى حد ، خالد فاهم هيعمل كويس " ، هدى ترد : " هشام أنت بتقلقنى " ، الفتى مرة أخرى ينظر لها نظرة غريبة بأبتسامة صفراء و يقول : " هشام "، و يعاود النظر للأمام ثم إلى الجهة الأخرى ثم يعود ناظرا للأمام و تعتدل هى كذلك فى جلستها ناظرة للأمام .
أحد الرجال زى المناظر العجيبة يدخل مكتب المحامى ، و يتحدث له : " الباشا عايز الفار يفضل فى المصيدة شويه " ، المحامى : " ليه ؟ " ، يعاود الرجل الحديث : " معنديش غير اللى قولته " ، المحامى : " أوكى .. أتكل أنت على الله دلوقتى " .. بعد أن يغادر الرجل ، يمسك المحامى الهاتف و يحدث الرجل الذى لم أعرف عنه سوى شكله فقط ، و يسأله لماذا ؟ ، فيشرح له الباشا على حد تعبيرهم أن الفتى قد كشفه بنسبة كبيرة و من الضرورى أنه يغير طريقة تفكيره ، و رغم أن المحامى فضل يؤكد أنه يعلم عنه كل شئ ، لم يستطع إقناع ذلك الرجل المبهم .
حسام يتحدث إلى على بأنه يجب أن يصل لعفاف و بسرعه ، و لكن على لديه تفكير أخر ، يجب أن نعرف أولا ماذا تحتاج عفاف ، ما الذى قد طلبته من علياء ، و لم ترد أخبارنا به ، و فى هذا الوقت يتحدث حسام : " لو جينا بصنا من الأول كده .. علياء و عفاف و سميرة فى بيت علياء .. عفاف و سمية مختلفين .. بعد ما أقنعتهم علياء أنهم يمشوا مع بعض .. ليقوا اللى عايزين يخلصوا عليهم .. سميرة أتقلت .. و عفاف أختفت .. جه طارق جمال محمود .. شاف الجثه .. بلغ .. أختفى .. عفاف تكلم علياء .. تطلب مقابلتها .. ليه ؟.. ده السؤال الأول .. طارق فين ؟ السؤال التانى .. طارق لي يد فى اللى بيحصل ؟ السؤال التالت و الأخير .. علياء أيه دورها فى ده كله ؟ ده الرابع .. أما الأخير .. فمين من مصلحته يشبك التشبيك دى كلها " .. و بعد أن يصمت لحظه و يضرب بقلمه على سطح المكتب و تظهر عليه علامات التركيز القوية .. ففتح عينيه بأستدرتهما الكاملة و قال بصوت حاد و قوى دال على إستنتاج موثوق فيه : "كريم " .. فينظر له على بغرابة: " ماله ؟ " ، فيعاود الحديث :" هو الرابط الوحيد اللى ما بين كل دول .. موجود فى كل التفاصيل .. بس اللى ميركزش ميشفهوش .. كريم صديق طارق .. و علاقته بعلياء قوية .. هو اللى لحق علياء يعنى كان معاه أو عارفها رايحه فين .. كريم هو اللى عنده حلول لكل ده أو على الأقل على أغلب الأسئلة دى " ، فيمسك بسلاحه ليضعه على خصره من الجانب الأيمن ، ثم يرتدى بذلته السوداء الداكنه ، ثم يمسك بساعته و يشبثها فى يده اليسرى ، ثم يمسك بعلبة سجائره و ولاعته و النظارة السوداء خاصته و يتحرك بسرعه قائلا : "أنا لازم أشوف كريم دلوقتى .. لو فى جديد يا أما هتلاقينى فى المستشفى عند هدى لأنه على طول هناك ، يأما عنده فى البيت .. سلام " ، و يخرج و يغلق الباب ، فينظر له على نظرة غريبة ثم يضررب بأصبعه الوسطى على سطح االمكتب و يتحرك بسرعه أيضا ، لا أعلم ما الذى يحدث .
سؤال لم يأتى على خاطر أحدكم ، الوصية خاصة الحاج بدوى تخبر بأن الحاج بدوى هو من أختطف طارق ، و من هيئ القصة لخطفه ، لينقذه .. هذا على حد قول الوصية ، سؤال إذا .. من الرجل الذى كان يتحدث إلى الرجال فى اليخت و يسألهم بأنه سيتحدث أما لا و أين تركوه و هل معه مال .. أقصد المشهد الذى شاهدته من قبل ، إذا هناك شئيا ما خطأ ، و لكن إذا تحدثنا بصورة منطقية ، سنجد أن هناك إحتمال من الثلاثة ، أما لاذى أختطفه هؤلاء لأنهم عرفوا أنه قد رأى الجريمة ، هذا أولا ، أو الأمر الثانى ، أن يكون الحاج بدوى شريك هؤلاء الرجال ، و الأخير أن الحاج بدوى ما قاله صحيح و هناك شئ ملتبس علينا نحن .. الأمر صعب الأن .
و لكن الأمر الأصعب على الفتى أنه علم أن المخزن قد أحترق ، فأرتدى ثيابه بسرعه و كذلك هدى ، و سار بسيارة مسرعا جدا ، فوصل وجده كوما من الرماد ، و هنا نظرات الدهشة التى كانت على العيون و نظرات الحسرة التى ملأت الوجوه ، كانت معبرة أكثر من أى شئ أخر ، كل الرجال واقفون ، يرون أنها الحادثة الأبشع التى ستدمر كل شئ لأنها ببساطة تعد الحل الأخير لدى الفتى ، و لكن الفتى واقف واثق من نفسه جدا ، و ينظر إلى كل هذا و يظهر حزن و اسى غير حقيقى ، و يطلب من هدى أن تركب السيارة و يركب هو و يقود السيارة فتتحدث له و هى ناظرة أمامها : " هنعمل أيه ؟ .. كل اللى أنت شكت فيه كان صح " .. فأجابها : " هنكمل زى ما احنا " .. هدى : " يعنى " .. فيقطع كلامها : " بالظبط .. مش مطلوب أى خطوة جديدة دلوقتى .. لازم الكل ينام و يتغطى كويس .. حتى أحنا " ، فتنظر له دون أن يبدلها أى نظرات مثلها ، الأن الأمور قد تظهر غير واضحه لكن بقليل من التركيز تظهر فى غاية الوضوح .
السيارة تصل أمام الباب الداخلى للقصر و تنزل هدى دون أن ينزل هو ، فتحدثه " أيه أنت مش نازل " ، فيشير برأسه أنه لا ، فتساله " رايح فين " .. فاجاب : " بلاش قلق " .. فتحدثت :" لازم أقلق بالذات دلوقتى .. لو حصلتك حاجه الموضوع هيبقى عب جدا عليا ".. فأجاب : " خليها على الله " ..ثم يتحرك بالسيارة ، و يغادر و هى ناظرة له كالعاده و هو يتحرك بالسيارة للخارج ، تنظر نظرة مليئة بالرقة و التشبث بالأمل ، الأمل الذى معقود حول رقبته ، فهو يمثل كل شئ الأن ، يجب أن يظل موجود لأطول وقت ممكن هذا بالأضافة ، لإزدراف المشاعر الإنسانية التى تشعر به و تحاول أن تظهره لكن كيف ، و فى نظره والده قد فعل به ما لا يفعل ، كيف يستطيع أن يشعر ناحيتها بأى شئ و والدها فى نظره هو سبب كل ما به الأن ، هذا ما يدور فى خاطرها .
الفتى يذهب للمحامى و بعد أن يدخل له ، و يخبره بماا حدث ، و يجيبه المحامى بأنه قد علم ما حدث ، سأله الفتى ماذا سنفعل ، أخبره بأنه يجب عليه أن يفكر جيدا أولا ، و هذا الأمر يتطلب وقت ، و لكن كان هناك أرم ما قد حدث ، الهاتف أطلق نغماته أكثر من مرة و المحامى لم يشأ الرد و كانت نظرات الفتى قد أقلقت المحامى و جعلته يشك فى أن الفتى قد علم كل شئ و هذا بالتحديد ما أراده الفتى .
نزل الفتى من مكتب المحامى و دخل إلى سيارته و هو ينظر إلى النافذة خاصة مكتب المحامى و كأنه يرى المحامى و هو ينظر له من الاعلى ، حتى أن المحامى خشى أنه يراه رغم أن المكتب فى الدور الخامس عشر ، فعاد الماحمى أدراجا نحو الخلف ، يا لهذا الخوف ، ففى بعض الأحيان خوف النفس يكن اكثر واقعية من خوف الجسد .
ما إن سارت السيارة إلى و قد تحدث المحامى فى الهاتف إلى نفس الشخص ، و يقل المحامى ذلك مندهشا : " لغيتوا " ، بعد صمت ليستمع ما يقال له : " طايب كان ليه من الأول " .. الصوت يتضح قيلا من الهاتف : " بعد حرق المخازن مش مضطرين للدم .. كمل زى ما أنت " .. المحامى يومئ برأسه و يغلق الهاتف و يتحرك خطوتين أو ثلاثة و يمسك بقمة ظهر الكرسى الأيمن القابع أمام مكتبة الباهظ ثمنه و يدور فى خاطره شئيا ما .
ما إن أقترب الفتى من القصر فى أحدى الشوارع التى ليس بها العديد من المارة و المظلمة قليلا و التى تحفه الأشخار من الجانبين ، إلا و قد شعر بأرجحة فى الإطارات ، فنزل فوجد العجلة اليسرى الأمامية قد ثقبها أحد المسامير الصلبة ، فعرف أنه الخطر ، فألتف مسرعا و أبتسم بسمته كالعاده ، و نظر بثقة حتى أتت الرصاصة التى تصطدم بجانبية العلوى الأيمن .
قادما ، نحن ننتظر ما قد حدث له .. و سنعلم الحقيقة شنا أم أبينا و علينا أعمال العقل .. نصيحة .

[/justify]

أحمد سليم بكر 07-28-2014 02:20 PM

الحلقة الثمنة عشر
 
[justify]الحلقة الثامنة عشر
بعد أن أطلقت عليه الرصاصة و هو ناظر إلى ما يطلقها هذا الملثم المختبأ خلف الشجرة ، يظل واقف لدقائق من الزمن ، يأخذ أنفاسا قد يبحث فيها عن الراحة الغير موجوده بالطبع ، و يظل يقاوم لكنه لا يستطيع الوقوف أكثر من ذلك ، فأرتخى الجسد و لكنه لازال يقاوم فسند بكفيه على السيارة ، و لكن ما هى إلى برهة أخرى و قد جثى على ركبيته ثم أرتجى جسده بالكامل على الأرض ليصطدم وجهه بالأرض ، و عندها و هو يقاومم الموت ، أرخج هاتفه ، و طلب هدى و قالها بنفس ذاهب بلا عودة ألحقينى فى طريق القصر و ظلت تتحدث ، سألة عما قد حدث لكنه أغلق الهاتف ليتركه يرتطم بالأرض .
تأخذ أرفاد الأمن و الساق و تخرج فى طريق القصر لتجد السيارة على بعد ما يقرب من خمسة عشر دقيق من القصر ، و تجد ملقى أمامها ، فتنظر فاتحة عينيها و كأنها كادت تبتلع الدنيا ، و تحرك يديها إلى أن تغطى بأصابعها طرف وجهها السفلى أى فكها وفمها ، و هنا ننتهى إلى هنا .
بعد أن تم نقله إلى المشفى دخل غرفة العمليات بسرعه ، و ها هو قد مر عليه أكثر من ثلاث ساعات داخل غرفة العمليات ، و ما أن خرج الطبيب إلا و تلقته هدى بشغف ، و أجابها أنه قد نجح فى إجراء العملية ، لكن الوضع خطر فقد أقتربت من القلب كثيرا ، بعده خرج الفتى على سريره السائر و هو ملاقى عليه بلا حراك ، تحت تأثير التخدير طبعا .
نقل إلى غرفته التى سيظل قائما فيها فترة من الزمن ، هناك العديد و العديد من الأسئلة ، للوهلة الأولى ، ظن الجميع أن المحامى و الباشا الذى يتحدث معه هاتفيا هم من سيفعلوا تلك الجريمة ، و عندما أطمن الباشا للفتى و قام بإلغاء العملية ، ظن الجميع أن الفتى نجح فيما قرر فعله من البداية ، لا واهم من يظن أن للفتى عدو واحد ، الجميع سيأتون عليه و هو يعلم ذلك و سيبدأ فى الحرب مع هؤلاء قريبا قريبا جدا .
عندما خرج حسام من المكتب كان قد قرر الذهاب لكريم ، فعلا هذا ما حدث ، و وجده فى المشفى ، وجده جالس على المقاعد البلاستيكية المتصلة بوصلة حديدة من الخلف الموضوعه أمام غرفة علياء ، و هنا تحدث له دون أن ينظر له و كذلك كريم لم ينظر له أيضا :
- أيه لسه فاكر أن أنا مش واخد بالى منك
- مسيرك هيجيلك يوم و هتفهم
- يعنى أنت عارف ده
- اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى .. ( بضحكه صفراء مستنكرا ) و أنا مش أعمى
- طايب براحة عليا
- وقت الراحة فات
- هتجيب اللى عندك
- اللى عندى ما يفيدكش
- أنت تقول و أنا اللى أحكم
- غلطان .. لو عايز توصل صح هتوصل لوحدك .. الموضوع كل فى وضوح الشمس
- ( بعد ألتوى بوجهه ناحيته ناظرا له نظرة ثقة ) .. بس أنت هتفيدنى يا كريم
- ( كريم نظر له أيضا فى ثقة ) مأعتقدش
هنا حسام علم بل تأكد أن كريم لديه مما يخفيه ، و لكن عندما تفكر فى الأرم من الجانب الأخر من الممكن أن يكون كريم يريد أن يوصل هذا الإنطباع لحام و هذا الأمر الأكثر أحتمالا .. لزكاء كريم .. و هذا ما دار فى رأس حسام و تأكد منه حسام ، أن كريم يريد لحسام أن ينشغل به قليلا و يبحث عما يخفيه .
أما على الذى خرج بعد حسام فها هو يسير فى الشارع و كأنه خائفا من شئ ما .. يتلفت من خلفه و أمامه و عن يمينه و يساره كأنه لا يريد أن يعرف أحد إلى أن ذاهب .. ألهذا دخل بما نحن فيه .
العقيد حاتم يرسل فى طلب حسام .. حسام عائد للتو من مقابلة كريم .. فيذهب مباشرة للعقيد حاتم ، بعد أن طرق الباب و سمح له بالدخول ، و دخل سمح له العقيد بالجلوس ، و هنا تحدثا سويا :
- أنا عارف إن هشام غالى عليك
- و أنه وصاك على خطيبته اللى ملهاش حد هى و أمها و أمه ، بس مش معنى كده أنك تسيب شغلك و حياتك و تمسك فى قضية و تحولها لموضوع شخصى و هى فى الأساس أتحولت من عندنا
- يا أفندم أنا عندى دوافعى و أستنتجاتى اللى هتوصلنى لكل حاجه قريب
- يا بنى خلاص الموضوع خلص و القضية أنتهت
- يا أفندم
- حسام أنت كفئ مش عايزك تزعل منى
- ركز فى القضية اللى هيسلمهالك المقدم حسين .. تمام يا سيادة الرائد
- تمام يا أفندم
- تقدر تتفضل
- شكرا يا أفندم
خرج و هو على وجهه علامات السخط تظهر بشده على محياه ، ليسير فى إتجاه مكتبه فيدخل و يشد الباب من خلفه بقوة ، و هنا بعد أن دخل إلى مكتبه و جلس على مقعده ، أخرج كل أوراقه و ظل يبحث فيها ، لمن ماذا .......
هدى جالسه بجوار الفتى و هى ملقى على سريره بلا أى حراك ، و مرت ثلاثة أيام و هو فى داخل الغيبوبة ، و فى ليلة اليوم الثالث و هدى جالسة بجواره ، تقرأ أيات من القرءان ، بدأ فى فتح عينيه و عندما رأته بدا على وجهها الأستهلال ، فتحت عيناه ، عاد نعم قد عاد ، هدى كادت تطير من فرحة عودته و عندها قد جلست بجواره على طرف السرير ، و هى ناظرة له ممسكة بيده التى بها أجهزة قياس النبض ، و تتحدث له :
- ألف حمدلله على السلامة
و لكنه لا يستطع الحديث بصورة طبيعية ، و لكنه تحدث بصعوبة طالبا منها أن تأتى له بخالد ، و بالفعل قد أتى خالد ، فأشار له أن يقترب منه و حدثه فى أذنه بشئ ما ثم أجابة خالد بالموافقة و من بعدها خرج خالد من الحجرة و كأنه ذاهب فى مهمة ما .
خالد يقف أمام مبنى قديم فى أحد أحياء وسط القاهرة و ينظر للأعلى ، ثم يدخل من بوابة المبنى العاليه ، و يصعد للور الخامس ، ليسأل بعد أن طرق الباب و فتح له عن أستاذ فيصل ، و هذا الرجل محل ثقة من الفتى و يعمل مدير للتسويق فى أحدى الشركات ، و عندما أدخله ابن الأستاذ فيصل و أجلسه فى حجرة الضيوف ، ما هى إلا دقائق و قد أتى الأستاذ فيصل ، بعد أن تبادلا السلا تحدثا سويا ، و بدأ خالد بالحديث :
- أنا جاى فى رسالة
- قولى بس الأول أيه أخباره
- أول حاجه أحنا على أتفقنا أوعى تفكر تقرب فى المستشفى
- قولى بقى رسالة أيه
- بيقولك اللى أنتو ماشين عليه أتغير
- نعم
- زى ما بأقولك كده ، من بكرة أبدأ فى التوزيع
- فى تغير فى الأسعار ؟
- لأ زى ما هى
- تمام
- بكرة عايزين نسمع أخبار حلوة
الفتى يتحدث بصوت ضعيف ذاكرا أسم هدى فأجابته ، فحدثها بأن لا أحد غيره و هى و خالد يعلم مكان المخازن الجديدة المخزنه بها البضائع ، و هنا أخبرها بأن الشخص الأخير الذى هو محل ثقة ، قد تتغير نظرته له بعد قليل ... حيث أنه أخبر طارق أن يبلغه أن غدا سيتلم أول دفعة من البضائع و عليه بيعها بالكامل و إعطاءء نتيجه سريعة للفتى عبر خالد.
خرجت السيارات المحملة بالبضاع ، و ما إن وصلت للتسليم حتى غيرت بالسيارات الحقيقة الحمالة للبضائع بسرعه ، و قد تمت الثفقة ، و وجد الفتى أن فيصل هذا هو الشخص يمكن أن يضع ثقته فيه .
القصر شخصين ملسمين دخلا إلى القصر ، بعد أن تصلقا الحائط الخلفى ، ليهبط فى الحديقة ثم يدخلا من الباب المطل على حوض السباحة و يسيرا بخلسة غلى الأعلى و حاولا فتح الحجرات إلى أن وصلوا لحجرة الوالد وجدو الخزيينة و لكن الأمر الغريب أنهم وجدوا سلاح ، ليس هذا الغريب ، و لكن هذا السلاح و هو نفس السلاح الذى كان مع الفتى عندما قتل الحاج بدوى ، كيف وصل هذا السلاح إلى هنا ، كيف ؟ ، معنى ذلك أن فى البيت من يعلم الكثير و لكنه لا يريد أن يعلم الباقى بما يعلمه هو ، و قد يكون لا ........
[/justify]


الساعة الآن 02:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team