منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أي طريق نتّبع؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28273)

نورة الحسن 03-03-2021 11:21 AM

أي طريق نتّبع؟
 
في الكراهية والموت
كلمة الكراهية ،ماهي هذه الكراهية التي هي كاللامبالاة، وكالعنف تدمّر العالم وتلغي إنسانية الإنسان وتردّ إلى الحالة الوحشية، حالة ما قبل الثقافة!
يساعدني هنا في تجلية المعنى ثُلة من الفلاسفة والمحللين _ أعني المحللين النفسيين _
الذين عنوا بهذا " المرض" لأنه بكل تأكيد مرض وليس مجرد صعوبة من صعوبات النفس!
المقاربة الأولية، الساذجة تقول أنها عداء شديد ونفور قوي وبغض عميق في قبالة شخص ما أو شيء ما، لكن التدقيق عند "جوزية أورتيغا إي غاسيه " يوجه إلى أنها تعني أن نقتل بالقوة_ بالمعنى الأرسطي _ أي ضمنياً أو افتراضياً أن ندمّر عمداً أو قصداً وأن نلغي الحق في الحياة، أن نكره أو أن نبغض معناه أن الغيظ يتملكنا لمجرد وجوده، وأننا نريد اختفاءه أو محوه الجذري

ياسر علي 03-03-2021 12:29 PM

رد: أي طريق نتّبع؟
 
عودة ميمونة أستاذة نورة الحسن، كنت في هذا الركن أحاول ملء فراغ لحسن الحظ لم يدم طويلا وإلا لاستنفدت ما بجعبتي من حكايات، ولبقيت أطوف الأروقة بيدين عاريتين، لكن ألطاف الله كبيرة وجاءت بك في الوقت المناسب.

مقالة في الصميم تنبه وتحذر من لعنة اسمها الكراهية.

مرحبا بعودتك أستاذة نورة الحسن.

ياسَمِين الْحُمود 03-03-2021 01:41 PM

رد: أي طريق نتّبع؟
 
أصبحنا وأصبح الملك لله
فتحت عيني على عودتك يا نورة
عوداً حميداً
موضوعك يستحق قراءة متأنية
حتماً سأعود :44:

ياسَمِين الْحُمود 03-04-2021 01:46 AM

رد: أي طريق نتّبع؟
 
الجلوس في الشرفة أسفلها المارينا
ووسط الأجواء الباردة والغيوم الجميلة ينبغي الكتابة عن الرومانسية لا عن الكراهية ؟!
قمة التناقض::d
ولأنني وعدتك بالعودة ها أنا أعود

الكراهية يا نورة تفرز نسغاً مسموماً، هي اغتيال، لكنه ليس اغتيالاً قوياً مباشراً، إنه اغتيال مستمر، دائم يجري بدون انقطاع.
تفرض الكراهية نفسها بصورة خفية، مستترة لا يمكن مااحظتها إلا بدءًا من تأثير ما تقصد إليه من النفس، في شكل مشاعر وصور تتبلور في أعماق النفس، كالشعور بابرد وبالتحجر والجمود، مثلما هي الحال في الحلم،الكراهية بما هي عالم نفي الذات، تلغي كل ما يعبر عن هذه الذات، تنفي ما يظهر عنها: العاطفة، وتحول دون تجلّي مزاياها: الحركة،النشاط، الحرارة، والحرية، وهي لاتقبض على الحقيقة، إنها تزنزنها، تحاصرها وتحصرها في باطن فكرة جامدة، حيث لاشيء يقبل التغيير والتحول، حيث كل شيء ساكن على الدوام
الكاره يسبح في عالم اليقينيات والمطلقات وبهذا المعنى يمكن تعريف الكراهية بأنها النفي الراديكالي للشخص وبإنها ترتد إلى القصد في تدمير الآخر، بمهاجمته في وجوده وفي إنسانيته.
لكن لنحذر دوما التعميم في حالة" الحب والكراهية" لا شك أن الكراهية إخفاق في الحب لكنها ليست النقيض العضوي المباشر له، إنها بالمعنى المنطقي ضد من أضداده.

فاضل الباتل 03-04-2021 09:22 AM

رد: أي طريق نتّبع؟
 
شدني الموضوع كما شدني كلام الأفاضل على المداخلة
المحللة ماري كلود دوفور تعتبر الكراهية قسوة مدمرة عن عمد وقصد وأنها سلاح رئيسي للإفناء وهي تميز بين العدوانية التي هي عرض حياتي انفعالي مزاجي وبين الكراهية التي هي قوة تطب تجريد الكائن من ذاتيته وشخصانيته وتتخذ أشكالاً اجتماعية مختلفة، ترفض الجديدوتتجه إلى الماضي،تطلب الإعادة والتكرار وتجرد المكروه من ذاتيته.

(مقتبس من كلام الأخت ياسمين
لكن لنحذر دوما التعميم في حالة" الحب والكراهية" لا شك أن الكراهية إخفاق في الحب لكنها ليست النقيض العضوي المباشر له، إنها بالمعنى المنطقي ضد من أضداده.)


تعقيبا على كلامك يا ياسمين
نحن حين نخفق في الحب يمكن أن نكره-حتى القتل- لكن يمكن أيضاً في الأغلب من الأحوال أن نلوذ بمرارة الإخفاق وأن نكتفي بالحزن أو بالاكتئاب، في المثالين الدالين اللذين سقتهما تتجسد الكراهية في أقصى أشكالها .

تحية للأخت نورة



ياسَمِين الْحُمود 03-04-2021 11:13 PM

رد: أي طريق نتّبع؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاضل الباتل (المشاركة 288208)
شدني الموضوع كما شدني كلام الأفاضل على المداخلة
المحللة ماري كلود دوفور تعتبر الكراهية قسوة مدمرة عن عمد وقصد وأنها سلاح رئيسي للإفناء وهي تميز بين العدوانية التي هي عرض حياتي انفعالي مزاجي وبين الكراهية التي هي قوة تطب تجريد الكائن من ذاتيته وشخصانيته وتتخذ أشكالاً اجتماعية مختلفة، ترفض الجديدوتتجه إلى الماضي،تطلب الإعادة والتكرار وتجرد المكروه من ذاتيته.

والفيلسوف بيير دولونيه يؤكد التحليل نفسه إذ يقول " الذي يكره ينكر كل وجود لموضوع كراهيته، حتى أنه يحيله إلى قدر ضئيل من الموجود، وإذا لم يجد ذلك كافيا يقتله إنه لا يريد أن يعرف عن وجود الآخر شيئاً، الكراهية، نفي؟ للشخص وقصد إلى تحطيم الآخر بمهاجمته في وجوده وفي إنسانيته.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاضل الباتل (المشاركة 288208)


(مقتبس من كلام الأخت ياسمين
لكن لنحذر دوما التعميم في حالة" الحب والكراهية" لا شك أن الكراهية إخفاق في الحب لكنها ليست النقيض العضوي المباشر له، إنها بالمعنى المنطقي ضد من أضداده.)


تعقيبا على كلامك يا ياسمين
نحن حين نخفق في الحب يمكن أن نكره-حتى القتل- لكن يمكن أيضاً في الأغلب من الأحوال أن نلوذ بمرارة الإخفاق وأن نكتفي بالحزن أو بالاكتئاب، في المثالين الدالين اللذين سقتهما تتجسد الكراهية في أقصى أشكالها .



المثالين ذاتيهما أخ فاضل تقترن الكراهية بشكل أو بآخر بالدين،
في الحالة الأولى تسوغ التنظيمات الدينية- السياسة المتصلبة العنيفة فعلها بدين الإسلام نفسه وبآمر الحاكمية الإلهية أحكام الشريعة واستعادة نظام الخلافة وقيادة العالم، وهي تختار لإنفاذ هذه الغايات أشد وأقسى أشكال الصراع التي عرفتها التجربة الإسلامية وينطق بها ظاهر النصوص الدينية، أي أن دين الإسلام يبعث من جديد مدججا بآيات( مرحلة الصراع) وحمولا في صورة العنف والكراهية وقد نبذت منه آيات الرحمة والحرية والعدل والكرامة الإنسانية.
في الحالة الثانية تستبد فكرة"يهودية الدولة"- المستترة- وإنكار حقوق الآخرين وتدفع الكراهية للآخر وعدم الاعتراف بحقه في الوجود إلى حدود التدمير المروع.
ويمارس أبناء "المحرقة" وأحفادها الكراهية نفسها، والشر نفسه اللذين مارستهما النازية في أولئك البؤساء ،كل ذلك جرى ببرود وبدماء جامدة وبشكل" عادي" فبدت أجساد الأطفال والرجال والنساء الممزقة الدامية، وبدت البيوت والمدارس والمساجد المدمرة أشياء عادية، تقترفها قوى الكراهية بشكل عادي، ويمحي الفرق محواً تامًّا بين الضباط الذين ينفذون الأوامر وبين "أيخمان" الذي كان هو أيضا ينفذ الأوامر


الساعة الآن 05:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team