منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=47)
-   -   من نفائس القرآن الكريم (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5527)

عمر مسلط 07-31-2011 11:34 AM

من نفائس القرآن الكريم
 
من نفائس القرآن الكريم / د.حقي إسماعيل

من المعروف عند كثيرين أن القاعدة اللغوية تفترق عن القاعدة النحوية ، فالقاعدة اللغوية هي التي تحكم اللغة ، والقاعدة النحوية هي التي تحكم اللسان ، هنا نعرض ـ بإذن اللـه تعالى ـ قاعدتين لغويتين وردتا في القرآن الكريم .
قال تعالى : ﴿ واذكر اسم ربـّك وتبتـّل إليه تبتيلا ﴾ من سورة المزمل : 73 / الآية 8 .
الفعل : ( تبتـّل ) مصدره : ( تبتّلا ) مثل : ( تكلّم ـ تكلما ، تحصّن ـ تحصنا ، تنبّه ـ تنبّها ) .
والفعل : ( بتـّل ) مصدره : ( تبتيلا ) ، مثل : ( كلّم ـ تكليما ، حصّن ـ تحصينا ، نبّه ـ تنبيها ) .
هذا يعني أن النص القرآني الكريم استعمل فيه الفعل ( تبتـّل ) مع مصدر الفعل الآخر ( تبتيلا ) ؛ لأن الفعل ( تبتـّل ) ( تبتلا ) وليس ( تبتيلا ) .
كانت العرب إذا سلكت هذا النمط من الاستعمال فإنها تقصد به التدرج في الحكم المنصوص عليه في النص ، والفعل : ( تبتـّل ) يعني ( تعبّد ) ، وبما أن العبادة لا تأتي مرة واحدة ، وإنما هي سلوك يمارسه المتعبد بالتدريج ؛ لذلك جاء معبرا عنه بهذا النمط ، ومن هنا وضعت القاعدة اللغوية : ( إذا استعمل مصدر لفعل مع فعل آخر يشترك معه في الجذر المعجمي للكلمة ( ب ت ل ) فإن ذلك يفيد التدرج في الحكم المقصود في النص ، ومعنى النص : ( انقطع إلى اللـه عما سواه بالعبادة انقطاعا يختص به واستغرِق في مراقبته ) ..
ومن هذا المعنى قوله تعالى : ﴿واللـه أنبتكم من الأرض نباتا ﴾ من سورة نوح : 71 / الآية 17 ؛ لأن الفعل : ( أنبت ) مصدره : ( إنبات ) وليس : ( نبات ) ؛ لأن : ( نبات ) مصدر للفعل : ( نبت ) ، فكما أن النبات لا ينبت ويكبر ويثمر مرة واحدة ، كذلك العبادة .



منقول ...

ماجد جابر 08-06-2011 05:04 AM

تحيّاتي
أشكر لك أستاذنا القدير عمر مسلط هذا الموضوع القيِّم والمفيد .
منابر علوم اللغة تنتظر من يراعك الرائع المزيد.
بوركت ، ووفّقك الله.

مطر ابراهيم 08-06-2011 08:52 PM

سبحانَ الله، إعجازٌ بإعجازٍ هذا الكتابُ الكريم وكيف لا وهو كلامُ الله جلّ في علاه
شكراً لك أستاذ عمر وبارك الله فيك
محبتي
مطر

حاتم الحمَد 08-07-2011 11:47 AM

أخي عمر جزيت الخير عن موضوعك هذا

وكيف لايكون القرآن معجزا تتزاحم فيه قمة كل بلاغة وقيمة

وهو كلام رب الأرباب خالق البلاغة والكلام.

عمرو عامر 08-08-2011 06:40 PM

أشكر لك أستاذنا الكريم هذا الموضوع السامق.
تقبّل تحيّتي.

ماجد جابر 08-08-2011 09:02 PM

قال تعالى في سورة النور : 24 / 60 : (( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن واللـه سميع عليم )) .

هذا نص قرآني كريم فيه ملمس لغوي ونحوي له الأثر في فهم معنى النص الكريم ، فقد جاء استعمال المصدر المؤول ( المنسبك ) : ( أن + يستعففن ) هنا ولم يتم استعمال المصدر الصريح ( استعفاف ) لغايات في النص يتم على إثرها فهم معنى النص ، فـ :

( 1 ) : ( يستعففن ) فعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف ، وكل فعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف ( أ + س + ت ) إنما يخرج لإفادة معنى الطلب بلاغيا ـ باستثناء الفعل استوطن ـ ، فجعل اللـه ـ تبارك وتعالى ـ النسوة يطلبن العفة كل وقت .

( 2 ) : ( يستعففن ) فعل لا يجوز إعرابه فعلا مضارعا ( مشابها ) ؛ لأن ذلك يعني أن النسوة في الحال والاستقبال سيطلبن العفة ، وهذا يعني أن النسوة في الماضي لم يطلبن العفة ، وهذا نقيض الواقع ؛ لذلك يجب إعراب الفعل : ( يستعففن ) فعلا مستمرا ؛ لأن النسوة في الأزمنة كلها يطلبن العفة ـ حتى وإن لم تكن بعضهن تمتاز بالعفة ـ .

( 3 ) : جاء التعبير بالفعل : ( يستعففن ) ، ولم يتم استعمال المصدر : ( استعفاف ) ؛ لأنه لو تم التعبير بالمصدر : ( استعفاف ) لكان حكما ثابتا أن النسوة كلهن عفيفات ، وهذا مغاير للواقع .
د. حقي إبراهيم .

عمر مسلط 08-09-2011 02:30 PM

العزيز / ماجد جابر

جميل جداً ما نقلته لنا ...

وتبقى لغة القرآن ، لغة الإعجاز ، على مر العصور ...


أتمنى لك الخير ...

أحمد فؤاد صوفي 08-25-2011 01:16 AM

الأديب العزيز عمر مسلط المحترم

مانقلته هنا هو شيء عالٍ ورائع . .
أشكرك وأشكر الأحبة المشاركون على الدعم والمتابعة . .

دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

هند طاهر 08-26-2011 01:38 AM

القرأن

لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

كيف لا وهو كلام الله العزيز المنزل على عبده ورسوله سيد الخلق محمد صلً الله عليه وسلم

بورك فيك وجزااك الله خيراا

ماجد جابر 08-26-2011 02:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مطر ابراهيم (المشاركة 80831)
سبحانَ الله، إعجازٌ بإعجازٍ هذا الكتابُ الكريم وكيف لا وهو كلامُ الله جلّ في علاه
شكراً لك أستاذ عمر وبارك الله فيك
محبتي
مطر

تحيّاتي
أشكرك أستاذ مطر إبراهيم على مرورك الكريم ، وتشجيعك ، وألفاظك العذبة الجميلة كمنطقك العذب ومرورك العبق.
بوركت ، وبورك اليراع.



الساعة الآن 06:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team