منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات التربوية (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   تعالوا نكتب قصص أطفال ساحرة: ورشة عمل (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10508)

ايوب صابر 01-15-2013 08:55 PM

تعالوا نكتب قصص أطفال ساحرة: ورشة عمل
 
وانا اتصفح حياة وما كتب عن كاتبة قصص الاطفال السويدية استرد لندجرين صاحبة واحد من اعظم 100 كتاب في التاريخ اعجبني هذا المقال الذي كتبه الاستاذ شقير حول فن كتابة قصة للاطفال.

ووجدت ان التعرف على طريقة كتابة قصص الاطفال عند الكاتبة السويدية ربما يساعد على كتابة قصص جديدة ضمن نفس السياق الذي يبدو ناجحا جدا لانه يفترض الذكاء في الطفل ويقدم لخياله الواسع ما يريد ان يسمعه ويبتعد عن الوعظ والارشاد والتلقين المباشر.

ساحاول ادراج ما يتوفر من معلومات حول الكاتبة وطريقتها واسلوبها في الكتابة قبل ان ننطلق في محاولتنا لكتابة قصص اطفال ساحرة ضمن ورشة العمل هذه والتي آمل ان يشارك فيها كل من يحب ولديه قدرة على الكتابة الابداعية.

تابعوني هنا ....

==


كيف ندخل إلى عالم الأطفال
بقلم محمود شقير
تكتسب الكتابة الأدبية للأطفال جدواها وجدارتها، بقدر تلبيتها لاحتياجات الأطفال المعرفية والنفسية والعاطفية والجمالية والترفيهية، وبقدر ما تمكنهم من عدم الانجرار كلياً وراء ثقافة الصورة التي تحملها إلى الأطفال، أجهزة الإعلام الحديثة، التي تهدد الكتاب المقروء وتمعن في إبعاد الطفل القارئ عنه على نحو خطير.

انطلاقاً من ذلك، ومن معاينتي لعدد من النصوص الشعرية والقصصية المكتوبة للأطفال في فلسطين وغيرها من البلدان العربية، فقد لاحظت أن ثمة طغياناً للوظيفة التوجيهية لأدب الأطفال على حساب الوظائف الأخرى التي لا تقل أهمية عن الوظيفة المذكورة ، بل إن هذه الوظيفة التوجيهية تتجلى في عدد من النصوص على نحو مبالغ فيه ، بحيث تبدو فيها نزعة الوعظ والرغبة في التلقين مخلة بشروط العمل الأدبي وبجمالياته، وتفضح من وجه آخر، ما تواطأ عليه الكبار من فهم خاطئ مؤداه أن الطفل كائن ضعيف مفتقر الى من يمد له يد المساعدة في كل شئ، فلا يلبث هذا التواطؤ أن يستفحل الى أقصى حد، مما يولد حالة من الاستهانة بذكاء الطفل، والمجازفة بتقديم نتاجات أدبية مختلفة، دون تبصر في حقيقة موقف الطفل منها، ومدى تقبله لها، ودون اعتبار لمدى تلبيتها لاحتياجاته العاطفية والنفسية، أو إدخال المتعة إلى نفسه أثناء القراءة، وهو الأمر الذي يغفله بعض كتاب الأطفال، فيكتبون للطفل أفكارهم ورؤاهم التي لا تتلاءم مع إدراكه الغض، ويقدمون له مشاعرهم وأحاسيسهم التي لا تتطابق مع مشاعره وأحاسيسه، للفارق الكبير بينهم وبينه في العمر والتجربة والثقافة والإدراك.
إن لدى الأطفال قدرات على الإدراك وعلى فهم الأمور بطريقتهم الخاصة، وهو أمر قد يبدو مفاجئاً للكبار في بعض الأحيان. وللتدليل على ذلك أسوق بعض الأمثلة: كنت قبل فترة وجيزة، أشاهد مجموعة من الأفلام القصيرة لعدد من المخرجين من بلدان عديدة، في ذكرى جريمة الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك. من بينها فيلم من أفغانستان، تسأل فيه المعلمة تلاميذها الذين لا يتجاوز عمر الواحد منهم خمس سنوات: من الذي دمر برجي التجارة في نيويورك؟ يجيب أحد الأطفال: الله هو الذي دمر البرجين. يتصدى طفل آخر للتعليق على هذه الإجابة قائلاً: ولكن ليس لدى الله طائرات. يؤكد الطفل الأول: الله دمر البرجين، وهو الذي يميت الناس ويخلقهم. يعلق طفل آخر قائلاً: ليس الله مجنوناً لكي يميت الناس ثم يخلقهم.
كذلك، فقد لاحظت الأمر نفسه في نصوص بالغة التكثيف، مفاجئة، كتبها أطفال، وجمعتها الكاتبة Nanette Newman في كتاب عنوانه Small Talk، أقتبس منه ما يلي: كتبت أليس (5 سنوات) تقول: To get married you have to shave your legs I think
وكتب نورمان (6 سنوات): I wouldn't fall in love because girls are all spotty and they wisper ، وكتب نيك (6 سنوات) : my dad was going to marry my mum but he forgot. وكتبت آنا (5 سنوات) : I am helping my Mummy choose my next Daddy وكتب أندريه (6 سنوات) : once you've had a baby you can't put it back. وكتبت تينا (6 سنوات) : A new borned baby can't talk it just thinks all day
ولتجنب نزعة الوعظ والإرشاد والمباشرة في التوجه إلى الأطفال، ربما كان من المناسب التذكير بقصة " Pippi Long Stocking " للكاتبة السويدية Astrid Lindgren ، لتبيان ما يلحقه الإصرار على الوعظ المباشر والتلقين من قمع لخيال الطفل، ومن تدجين لفضوله المعرفي، ومن خلق قيود جديدة تكبله باسم الحرص عليه ، وتنشئته على نحو صحيح .
ففي هذه القصة المتميزة تتجنب الكاتبة نزعة الوعظ المباشر والتلقين تماما، وتسمح لبطلة قصتها بحرية الحركة والفوضى ، وتشجعها على كسر النظام المألوف ، وعلى القيام بمغامرات جديدة ، وعلى ارتكاب مخالفات صغيرة ، دون أي تدخل منها لنقدها أو ادانتها الا على نحو غير مباشر ، وباسلوب غاية في الذكاء ، فالطفلة " Pippi " " ليس لها أب ولا أم . وهي تحبذ ذلك ، لأنه ليس هناك من يأمرها بأن تذهب للنوم في المساء ، ولاسيما عندما تكون في قمة نشاطها وبهجتها . فهي تفعل دائما ما تريد"، وحينما كانت تخفق البيض لتحضير الفطائر لها ولصديقيها ، فان بيضة تنكسر على رأسها ولا تكترث لذلك ، بل تقول " لقد سمعت دائما أن صفار البيض مفيد للشعر "، وحينما تأكل " فهي تستلقي على الطاولة ، وتضع الطعام على الكرسي " ، حيث " لا يوجد هناك من يطلب منها أن تجلس بطريقة صحيحة "، "وعندما تنام " Pippi " تضع قدميها على الوسادة ورأسها تحت الغطاء . انها تفضل النوم بهذه الطريقة . ولا يوجد هناك من يأمرها بألا تفعل ذلك"، وفي حين " قامت " Pippi " بترتيب طاولة المطبخ بشكل جميل "، فانها شربت الشوكولاته السائلة ثم " قلبت الفنجان على رأسها كأنه " طاقية " ولكنه لم يكن فارغا تماما ، فسالت بقايا الشوكولاته على وجهها "، وبعد ذلك تلعب هي وصديقاها لعبة القفز " في أنحاء المطبخ فوق الأشياء الموجودة فيه ، دون أن يلمسوا الأرض " ، وفي النهاية يضطر صديقاها الى مغادرة بيتها، تقول صديقتها كأنها عائدة الى مكان لا يروق لها : " من المؤسف أننا يجب أن نعود الى البيت في النهاية ".
إن هذه القصة وهي تمارس تحريضها ضد السائد والمألوف ، استجابة منها لرغبات الأطفال في المشاغبة والعبث والتحدي ، لم تتوقف عن تكرار ثيمة واحدة بعينها تؤكد على أن الطفلة تعتمد في كل شئ على نفسها، وتلك قيمة تربوية ما كان يمكن لها أن تصل الى قرارة نفس الطفل الا " بالتجرؤ على الواقع ، بكسر قيوده ، وتجاوز حدوده ، واعادة تركيب العلاقات بين عناصره ، أو اعادة استخدام أدواته. ولا يتاح ذلك الا من خلال الانطلاق في الخيال الخلاق الذي يتجاسر على جمود الواقع ، ويتجاوز صلابته " على حد رأي أحد النقاد العرب.
ولعل تجربتي في الكتابة للأطفال أن توضح فهمي لكيفية الدخول إلى عالم الطفل، كما توضح بعض خصوصيات الكتابة النابعة من طبيعة الوضع الذي يحياه الشعب الفلسطيني، فقد انصبّ اهتمامي إلى حد كبير، وأنا أكتب قصصاً قصيرة ومسرحيات للأطفال، على الهم الوطني. كنت معنياً بجذب الأطفال إلى حب الوطن، وإلى التعلق بالأرض، وإلى رفض سلطة العدو المحتل للوطن والأرض. وقد ألهمتني انتفاضات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، والأذى الذي يتعرض له أطفال فلسطين، كتابة قصص ترصد مشاعر الأطفال لدى رؤيتهم لجنود الاحتلال وهم يقمعون مظاهرات الاحتجاج السلمية أو يفرضون منع التجوال على المواطنين الأبرياء. وكتبت قصصاً عن أطفال حقيقيين استشهدوا على أيدي جنود الاحتلال. كتبت هذه القصص محاولاً ما أمكن تجنب المباشرة الصارخة، وكنت معنياً بأن تصل الفكرة إلى الأطفال دون شعارات أو خطب بليغة، وأعتقد أن أفضل ما كتبت في هذا المجال، قصة "الجندي واللعبة" التي استوحيت مادتها مما وقع فعلاً مع طفلتي الصغيرة على الحدود، وهي عائدة مع أمها من الأردن، حينما قام جندي إسرائيلي بتمزيق لعبتها البلاستيكية خوفاً من وجود مادة متفجرة بداخلها. بالطبع، فإنني لم أكتف بالمادة الخام لتشكيل القصة، وإنما تصرفت بهذه المادة على النحو الذي أحالها إلى قصة فنية.
فيما بعد، كتبت قصة طويلة للفتيات والفتيان، تتناول الرغبة في التعايش وإحلال السلام العادل، ومحاولة التعرف إلى تفكير الآخر، علاوة على تطرقها لبعض مظاهر تخلفنا الاجتماعي، وبالذات حينما يتعلق الأمر بالمرأة أو بالفتاة، وحينما يتعلق الأمر بالدور التقليدي الذي تلعبه المدرسة والأسرة وغيرها من مؤسساتنا الاجتماعية، ما قد يدفع بعض فتياتنا إلى طريق خاطئ، وإلى الهرب من بيت الأسرة كرد فعل على المعاملة السيئة التي يلقينها هناك. وكتبت رواية للفتيات والفتيان فيها الكثير من الخيال والفانتازيا، أناقش فيها فكرة التعايش مع الآخر أيضاً، وهي الفكرة التي يقف الاحتلال عائقاً أمامها. الرواية تنطلق من فكرة خيالية لحل الصراع، ثم تنتهي بضرورة إلغاء الأسلحة من حياة البشر والتطلع إلى الحرية والحب والطمأنينة والسلام. وفي هذه الرواية ثمة انتباه إلى التعددية التي يتسم بها المجتمع الفلسطيني، فأبطال الرواية هم من المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون في حالة تامة من التفاهم والانسجام.
كذلك، فقد انتبهت في قصصي إلى الجانب الاجتماعي في حياة الأطفال. ثمة أطفال يعيشون في أسر فقيرة. كيف نتعامل مع موضوع الفقر مثلاً؟ بعض الكتاب يعمدون إلى معالجات سوداوية تدخل الحزن إلى نفوس الصغار. والمطلوب عدم إدخال الحزن إلى نفوسهم، وعدم تحميلهم ما هو أكبر من قدراتهم. إذاً، يمكن أن نتحدث عن الموضوع بطريقة حذرة ، وبما يجعل الطفل متفهماً لظروف أهله، فلا يلح في طلباته الكثيرة، وقد فعلت ذلك في بعض قصصي بحيث يكتسب الطفل خبرة جديدة ووعياً جديداً، ولكن دون الدخول به إلى تعقيدات لا حاجة له بها.
كتبت قصصاً أخرى تجعل الأطفال محبين للطبيعة من حولهم ومندفعين إلى التفاعل معها والاستمتاع بمظاهرها من مطر وغيم وأشجار وجبال. ولعلنا نتذكر تلك الجملة التي وصف فيها الروائي الكولومبي الشهير غارسيا ماركيز، علاقة أهل المدينة بالريف، حينما قال إنهم حينما يتحدثون عن الريف، يقولون: إنه ذلك المكان العجيب الذي تمشي فيه الدجاجات وهي نيئة! (وذلك انطلاقاً من أنهم لا يرون الدجاج إلا وهو مشوي خلف الفاترينات الزجاجية للمطاعم). وقد كتبت قصصاً تربوية تعلم الطفل بعض أساليب السلوك الصحيح، كما كتبت مسرحية للفتيات والفتيان حول الممارسة الديمقراطية داخل الأسرة، وكتبت مسرحية أخرى حول ضرورة الحفاظ على بيئة نظيفة. ومسرحية ثالثة حول الخوف الذي يسببه الاحتلال وعساكره للأطفال الفلسطينيين، وكذلك حول ضرورة انصراف الأطفال إلى دراستهم وألعابهم، وتأجيل مشاركتهم في مقاومة الاحتلال إلى أن يبلغوا سن الرشد. كما كتبت قصة اسمها "الملك الصغير"، أتحدث فيها عن أهمية التسامح وتفهم الآخر وعدم اللجوء إلى العنف لحل النزاعات.
أبطال قصصي هم من الأطفال والبشر العاديين، وأهتم في قصصي بإبراز دور البنت تماماً مثلما أهتم بدور الولد، وأهتم بدور المرأة اهتمامي بدور الرجل، كما أنني ألجأ في بعض قصصي إلى أنسنة الحيوانات والطيور والاستعانة بها لأداء أدوار البطولة في هذه القصص، وأستمد العون في ذلك من التراث العربي القديم الذي جسد في كتاب "كليلة ودمنة" حكايات تدور كلها على لسان الحيوانات، وفيها مجموعة من القيم التي ترشد الناس إلى أفضل السبل للتعامل مع بعضهم بعضاً وإلى فهم أفضل للحياة. أما الحمار فله مكانة خاصة في قصصي، وقد كتبت قصصاً عديدة بطلها حمار. وفي الوقت نفسه ففي قصصي دفاع عن حق الأطفال في اللعب. وقد كتبت قصة استفدت فيها من واحدة من شخصيات تراثنا المحكي، وأقصد هنا "الشاطر حسن" الذي يقرأ في دفتره بعض الوقت ثم يحول الجبال إلى ذهب، بمعنى أن قراءته في الدفتر تجعل أوامره مطاعة. يستعير الطفل "ماهر" الدفتر من الشاطر حسن ثم يحول رجال الحي الذي يقيم فيه إلى ملوك ونساء الحي إلى ملكات مدة يوم كامل، لكي تتاح له ولأصدقائه من الأطفال فرصة للعب من دون تدخل من ذويهم. كل ذلك بأسلوب ساخر تتحقق من خلاله متعة القراءة، التي هي أهم شرط من شروط الكتابة للاطفال.
كما نشرت خمسة كتب تعالج موضوعات محددة ولغايات تعليمية. من بينها كتاب مكرس لذوي الاحتياجات الخاصة، آخذاً بعين الاعتبار عدم عرض هؤلاء كما لو أنهم موضوعات غريبة، وإنما ينبغي التعامل معهم كما نتعامل مع أية شخصية طبيعية تقوم بأعمال طبيعية، منتبهاً في الوقت نفسه إلى حقيقة وجود حواجز في المجتمع تعرقل محاولات المعاق نحو حياة طبيعية ناجحة، حيث أن غالبية المعاقين يعانون من التمييز ضدهم في مجالات العمل وفي التعليم وحتى في المواصلات العامة وغيرها من مجالات الحياة اليومية. وكتاب آخر مكرس لإلقاء الضوء على طبيعة معاملة الطفل. بطل الكتاب طفل يتعرض للعنف في البيت وفي المدرسة وفي المجتمع، ما يجعل سلوكه عنيفا مع أقرانه من الأولاد. وكتاب آخر مكرس لمعالجة موضوع التسرب من المدرسة والذهاب إلى العمل في سن مبكرة.
أميل في الكثير من قصصي إلى الاهتمام بعنصر الفكاهة والسخرية لإمتاع الطفل أثناء القراءة، وأظن أن هذا النوع من الكتابة يحتاج إلى جهد خاص. وأميل إلى العناية بعنصر الخيال لما له من أهمية في إغناء عالم الطفل وتوسيع مداركه، وأحرض على استخدام اللغة الفصيحة المبسطة التي تتلاءم والتحصيل المعرفي للطفل وقدرته على الاستيعاب.
مع ذلك، أعترف بأن عالم الأطفال ليس سهلاً، والدخول إليه يحتاج إلى تحصيل معرفي وخبرة حياتية ومراس أدبي، وأعترف أن بعض قصصي التي نشرتها في السنوات الماضية، تميل إلى التركيز على وجهات نظر خاصة بي، من دون أن تكون بالضرورة مقنعة للأطفال أو جاذبة لاهتمامهم. وحينما أقرأ بعض صفحات من كتاب "Harry Potter" للكاتبة J.K.Rowling أو أشاهد بعض مشاهد متلفزة منه، فإنني لا أجد متعة في المتابعة، ولا أفكر بكتابة مثل هذه الكتابة الممعنة في السحر والغرابة والمغامرات، لاعتقادي أن ليس هذا ما يحتاجه الأطفال في بلادي وفي العالم سواء بسواء، ومع ذلك، فإن ملايين النسخ قد بيعت من هذا الكتاب، الذي أثار اهتمام أطفال العالم على نحو أكيد، وهذا بدوره يطرح من جديد أسئلة عديدة عن: كيف ندخل إلى عالم الأطفال؟ وماذا نكتب لهم؟

تاريخ الإدراج: 7 / 1 / 2007

ايوب صابر 01-15-2013 08:57 PM

أشهر كاتبة عرفها أدب الطفل على مر التاريخ
ولدت استريد ليندجرين (Astrid Lindgren) في 14 نوفمبر 1907 في مدينة فيمربي بوسط السويد، نشأت الفتاة في بيئة تمجد القراءة، لذلك تعرفت مبكرا على القصص والروايات الخيالية، وهو ما أهلها للعمل في مجال الصحافة وهي في سن صغيرة.
بدأت استريد في كتابة القصص عند سن 37 وكانت قصة اليتيمة المتمردة “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” أول وأشهر كتبها التي بلغت سبعة ملايين نسخة ثم تحولت بعد ذلك إلى دراما، و ترجمت إلى جميع لغات العالم، وبلغ عدد كتبها أكثر من 100 قصة وكتاب، ترجمت غالبيتها إلى 76 لغة من لغات العالم المعروفة، وتم بيع ملايين النسخ منها حول العالم.
لقبت استريد بـ (معلمة الأجيال) السويدية، والغريب أن انطلاقتها كانت مجرد نتيجة للحظة طفولية بريئة تقول عنها في إحدى التصريحات: “بدايتي الحقيقية، ككاتبة أطفال بدأت في عام 1941 عندما أصيبت ابنتي كارين بمرض التهاب الرئة وهي في السابعة من عمرها، في كل يوم، وأنا أجلس بجانب سريرها، كانت تلح علي لقص حكايات لها، وفي إحدى المرات سألتها: أي الحكايات تريدين؟ فأجابت: حكاية بيبي ذات الجوارب الطويلة، لقد اخترعت هي هذا الاسم في لمح البصر، لهذا لم أسألها أي شيء، فقط بدأت بسرد القصة، ولأن الاسم غريب فقد سردت حكاية غريبة أيضا، بعد وقت أحبت ابنتي هذه الحكاية وأحبها أصدقاؤها، وبقيت ولسنوات أحكي لهم حكايات بيبي”.
قامت ليندجرين بتعليم الأطفال من خلال ما كتبته من قصص لهم القدرة على التفكير واتخاذ القرار وحتى التمرد الإيجابي، ولكن المشحون بالأحاسيس النبيلة والتضامن ايضا، ما أسهم في تربية أجيال من الناس ذوي شخصية قوية ومؤثرة. فالأطفال الذين قرأوا قصة “جنان ذات الجورب الطويل” في الأربعينات واستمدوا منها الشجاعة والمروءة يعيدون قراءتها اليوم على أحفادهم، ليتواصل تأثير الكاتبة على الأجيال.
ويعد وصول حكاية “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” للنشر في حد ذاته رسالة كفاح، حيث فكرت استريد في البداية بطبعها في شكل كتاب لتقدمه كهدية لابنتها في عيد ميلادها، ولما اتصلت بإحدى دور النشر، رفضت الدار نشر الكتاب، فحاولت الكاتبة مرة ثانية وراسلت دار نشر أخرى أقامت مسابقة لقصص الأطفال، وبعد فترة اتصلوا بها ليخبروها بفوز قصصها والموافقة على نشرها
ولعل انطلاقة الكاتبة تكمن ايضا في مواقفها الإنسانية وفي إيمانها بحقوق الطفل والحيوان، وبسبب إسهامتها في تثبيت حقوق الأطفال في القانون السويدي، تم تأسيس منظمة “بريس” – انطلاقاً من فكرتها – لضمان حقوق الأطفال في المجتمع. ويُذكر في هذا الصدد ايضا مساهمتها في إنشاء أول مكتبة عالمية في أوروبا تحتوي على أكثر من مليون كتاب وبغات العالم المختلفة، وتعد حصة اللغة العربية منها الأكبر، حيث تجاوز عددها 17 ألف كتاب.
تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية، كما أنها تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية، وهذا يدل على صدق تجربة استريد في طفولتها، وكونها بالفعل عاشت طفولة مليئة بالجمال والأحداث الممتعة، تقول ليندجرين في إحدى تصريحاتها: “أنا لم أبدع قصصي من خيال أطفالي، أنا بسهولة كتبت عن طفولتي، وأنا لا أصغي إلا لصوت الطفل الذي في داخلي”.
يلقب السويديون مدينة فيمربي مسقط رأس الكاتبة، بمدينة استريد ليندجرين، وهناك بعد وفاتها تم بناء ساحة كبيرة بجانب منزلها حيث يلتقي فيها الزائرون على مدار العام بشخوص أبطال قصصها بكامل ملابسهم والأدوات التي يتعاملون بها.
وهكذا تحولت تجربة مبدعة في مجال أدب الطفل، إلى حراك إبداعي عالمي وعمل معرفي منظم هدفه خدمة الطفولة وإسعادها.


توفيت استريد ليندجرين عن عمر يناهز 95 عاما في يناير عام 2002، وبعد رحيلها سجلت في حقها الكثير من الشهادات، كان أبرزها ما قاله ملك السويد كارل جرستاف: “لقد عنت استريد ليندجرين عبر كتاباتها المتفردة الكثير لنا جميعا، صغارا وكبارا ليس في السويد وحدها وإنما في العالم بأسره، فقد كان لحكاياتها أن تسحر وتذهل كل حواس قارئها. عوالم قصصها ممتلئة ببيئات وأناس يختلفون تماما عما هو موجود في السياق اليومي العادي والمتوقع غالبا”.
لقد عاشت استريد وفية لطفولتها التي حملتها معها حتى في شيخوختها، وظهر هذا من خلال التماع عينيها وتمردها وضحكتها الطفولية.
تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية، كما أنها تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية

ايوب صابر 01-15-2013 08:57 PM

بيبي لونغ ستوكينغز.. الطفلة الملهمة المتمردة
صعب ان انتقي قصه من القصص التي امر بها وتمر بي خلال هذه الاجازه الصيفيه غير التقليديه باجوائها البارده في غالب الاحيان، واعلم صعوبه الحديث عن هذه الاجواء في ظل ارتفاع الحراره المرافق لانقطاعات التيار الكهربائي في احياء كثيره من مدن المملكه بما فيها الرياض. لكني ارغب في مشاركتكم في الامر لاسيما وان هذه التجارب تقل الاشاره اليها لدي الحديث عن بلد مثل السويد او مثل امريكا بولاياتها المتعدده. لابدا من حيث بدات، بالسويد، واتناول قصه ليست خلافيه تزعج السامعين.. قصه احدي الاطفال التي تناولتها رائده كتابه قصص الاطفال السويديه الاديبه استريد ليندجرينAstrid Lindgren (1907- 2002)، وهي قصه الطفله "بيبي لونغ ستوكينغز" Pippi Longstockings او بيبي ذات الجوارب الطويله. وسبب بدئي بها ان في نفسي وفي نفس اولادي شيئا من روح هذه الطفله المتمرده والمسالمه في ان مما يجعلني لا استطيع الانتقال الي موضوع اخر قبل اشفاء الغليل من مداعباتها الذكيه.
علي الرغم من ان كتابات ليندجرين مترجمه الي معظم لغات العالم وتعد الكاتبه الثامنه عشره في ترجمه اعمالها علي مستوي العالم وبيعت من كتبها حوالي 145 مليون نسخه من قصص اشهرها بيبي لونغ ستوكينغز التي ترجمت الي 60 لغه، بالاضافه الي كارلسون علي السطح، واطفال بولبيري السته او الاطفال السته المزعجين وغيرها. ولسبب او لاخر انتشرت شخصيه معينه في بلاد دون اخري لسبب يعود الي استحسان تلك الشعوب لها، فعلي سبيل المثال اعتبر كارلسون الشخصيه الكارتونيه والقصصيه رقم واحد في الاتحاد السوفييتي السابق ودول شرق اوروبا، بينما شاعت قصه بيبي في بقيه انحاء العالم. اما العالم العربي فلم يعرف هذه الكاتبه او قصصها الا في حدود ضيقه، فلم اجد لبيبي لونغ ستوكينغز الا ترجمه دار المني تحت اسم "جنان ذات الجورب الطويل". وقليل هو ما يعرف عن هذه الكاتبه الفذه وتاثيرها علي ادب الطفل في العالم العربي. ربما للموقف النقدي من كتابات ليندجرين التي تجعل البعض يتحرج من قبولها وربما لبعض الشقه بين العالم العربي والعالم الاسكندنافي، او هكذا نتصور. فما هي قصه استريد او قصه بيبي واخواتها من قصصها الاخري؟
تعتبر استريد كاتبه الهمت ملايين الاطفال حول العالم ليفكروا بطريقه مختلفه، ليفكروا لانفسهم وليسعدوا بالطبيعه ويبحثوا عن الامان فيها. يعتبرها نقادها محرضه للتمرد علي سلطه الكبار وسلطه التربيه التقليديه والتعليم والمجتمع لتصويرها شخصيه بيبي في صوره فتاه يتيمه الام في التاسعه تعيش في فترات طويله بمفردها في بيت يسمي "فيلا فيلاكولا" في قريه ريفيه هادئه مع حصانها الابيض المنقط بالاسود وقردها "السيد نيلسون". والدها بحار جاب المحيطات وجابتها معه في فترات متفرقه وفي فترات اخري كانا يقيمان في هذا المنزل. وهي تُصور كطفله تستطيع تدبر امرها وهي تعيش مما اثار استياء التربويين والجيران في القريه واخذ كل يريد ان ينقل بيبي الي دار لرعايه الاطفال وهي تصر ان بيتها هو بيت اطفال نظراً لانها طفله وتعيش فيه ثم انها ليست بمفردها فمعها حصانها وقردها ولا تحتاج احداً ان نقصت عليها مؤونه فلديها صندوق من القطع الذهبيه الذي تركه لها والدها من سفرياته البحريه فتصرف جنيهاً كلما رغبت في شراء شيء، وهو ما جعلها عرضه لطمع بعض اللصوص الذين تعاملت معهم بكل تسامح ومحبه وجعلتهم يحتارون في امرها، وهذا في طابع مرح. ويشارك بيبي في القصه صديقاها في البيت المجاور، تومي وانيكا اللذان يشاركانها مغامراتها ويستمتعان بجراتها وقدراتها الخارقه ويندهشان لمعرفتها بالعالم وشعوبه التي زارتها. لذلك فتمثل بيبي الشخصيه المتمرده علي السلطه المجتمعيه وسلطه الكبار وسلطه التربيه التقليديه، فهي لا تذهب الي المدرسه وتكتسب تعليمها من والدها وخبره السفر فحسب. وتتميز بيبي بانها حره الروح، شديده التفاؤل، منطلقه التعبير والتصرف، تحسن الظن في الجميع مع حس عال بالعداله والانصاف، وما يثير الهام الاطفال بالاضافه الي ذلك هي قوتها الخارقه فهي تستطيع ان تحمل حصانها بيد واحده، وفي قصه تحدت اقوي رجل في العالم في سيرك مر بقريتها بان حملته باثقاله علي اصبع واحده وهي تقول ان كان هو اقوي رجل في العالم فانا اقوي فتاه في العالم، واصبحت لازمه من مقولاتها التي تتناقلها الفتيات.
وبيبي ليست الشخصيه الوحيده لدي استريد التي تمثل الخروج علي السلطه العامه فهناك ايضاً شخصيه كارلسون في قصصه الثلاثه وغيره من الشخصيات التي وان كانت محبوبه الا انها تنحو الي الاستقلاليه وابداء الراي الحر. كما تحمل شخصيات استريد ليندجرين افاقاً من الخيال المتناهي والذي يردد صدي خيال الاطفال المنطلق، وتعزز انطلاقه بهذه الشخصيات التي لا تخضع لقوانين البشر وانما لقوانين الطبيعه في بيئتها المسالمه والعادله.
كنت قلقه من هذه القصه التي غزت بيتنا وانا ابحث في ثقافه السويد قبل السفر اليها وابحث عما يناسب الاطفال حتي تعرفت علي استريد وبيبي، ووجدت لها فيلماً كرتونياً طويلاً بالانجليزيه محكم الصنع والاخراج والالحان التي جعلت من زين الشرف تتسمر امام الكومبيوتر وكلما انتهي الفلم تطلب اعادته وبعد قليل انضم اليها اجواد ايضاً وقد ظننت ان قصه الطفله لن تلفت نظره لكن هناك من التفاصيل ما شده كذلك وقد اخذا يحفظان كلمات الاغاني ويرددانها وهي تقول "انا ملك نفسي، هناك سحر في كل شيء، ماذا سافعل اليوم يا تري؟" وهي تتنقل علي ظهر السفينه تساعد طاقمها ووالدها في كل تفاصيل الرحله كما تحاول انقاذ والدها بعد ان سقط في البحر.

ايوب صابر 01-15-2013 08:58 PM

كاتبة الأطفال أستريد ليندجرينبالعربية

لندن: «الشرق الأوسط»
عن دار «المنى» بالسويد، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، صدر الجزء الأول من قصة الأطفال «إميل في لنبريا»، والجزء الثاني «إميل في لنبريا يسرح ويمرح» لكاتبة الأطفال السويدية الشهيرة أستريد ليندجرين. وترجم الجزء الأول إلى العربية سعيد الجعفر، بينما ترجمت الجزء الثاني آن كريستين باتفوز نصار.
من أجواء القصة الاولى:
«هل سمعت يوماً بفتى يدعى إميل في لنبريا، الذي كان يسكن في مزرعة كاتهولت في سمولاند؟ لا؟ أحقاً؟ أؤكد لك أن جميع أبناء لنبريا كانوا يعرفون ابن عائلة سفنسون، ذاك الشقي الذي كانت مشاغباته تتجاوز عدد أيام السنة، والذي كان يخيف سكان لنبريا لدرجة أنهم قرروا إرساله إلى اميركا. أجل، أجل، ولهذا الغرض جمعوا ذات يوم بعض النقود وذهبوا بها في صرة إلى أم إميل قائلين:
«ربما تكفي هذه النقود لكي ترسلي إميل إلى اميركا»، فقد كانوا متأكدين من إن لنبريا ستصير أكثر هدوءا من دون وجود إميل فيها. وكانوا بالطبع على حق، غير ان أم إميل جن جنونها ورمت بالصرة بقوة جعلت النقود تتبعثر فوق لنبريا بكاملها».

ايوب صابر 01-15-2013 08:58 PM

استريد ليندجرين (1907=2002)م (Astrid Lindggren) كاتبة اطفال سويدية شهيرة ولدت في 14 نوفمبر 1907 في مدينة فيمربي بوسط السويد، نشأت الفتاة في بيئة تمجد القراءة، لذلك تعرفت مبكرا على القصص والروايات الخيالية، وهو ما أهلها للعمل في مجال الصحافة وهي في سن صغيرة.{{ترتيب_افتراضي بدأت استريد في كتابة القصص عند سن 37 وكانت قصة اليتيمة المتمردة “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” أول وأشهر كتبها التي بلغت سبعة ملايين نسخة ثم تحولت بعد ذلك إلى دراما، و ترجمت إلى جميع لغات العالم، وبلغ عدد كتبها أكثر من 100 قصة وكتاب، ترجمت غالبيتها إلى 76 لغة من لغات العالم المعروفة، وتم بيع ملايين النسخ منها حول العالم.
لقبت استريد بـ (معلمة الأجيال) السويدية، والغريب أن انطلاقتها كانت مجرد نتيجة للحظة طفولية بريئة تقول عنها في إحدى التصريحات: “بدايتي الحقيقية، ككاتبة أطفال بدأت في عام 1941 عندما أصيبت ابنتي كارين بمرض التهاب الرئة وهي في السابعة من عمرها، في كل يوم، وأنا أجلس بجانب سريرها، كانت تلح علي لقص حكايات لها، وفي إحدى المرات سألتها: أي الحكايات تريدين؟ فأجابت: حكاية بيبي ذات الجوارب الطويلة، لقد اخترعت هي هذا الاسم في لمح البصر، لهذا لم أسألها أي شيء، فقط بدأت بسرد القصة، ولأن الاسم غريب فقد سردت حكاية غريبة أيضا، بعد وقت أحبت ابنتي هذه الحكاية وأحبها أصدقاؤها، وبقيت ولسنوات أحكي لهم حكايات بيبي”.
قامت ليندجرين بتعليم الأطفال من خلال ما كتبته من قصص لهم القدرة على التفكير واتخاذ القرار وحتى التمرد الإيجابي، ولكن المشحون بالأحاسيس النبيلة والتضامن ايضا، ما أسهم في تربية أجيال من الناس ذوي شخصية قوية ومؤثرة. فالأطفال الذين قرأوا قصة “جنان ذات الجورب الطويل” في الأربعينات واستمدوا منها الشجاعة والمروءة يعيدون قراءتها اليوم على أحفادهم، ليتواصل تأثير الكاتبة على الأجيال.
ويعد وصول حكاية “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” للنشر في حد ذاته رسالة كفاح، حيث فكرت استريد في البداية بطبعها في شكل كتاب لتقدمه كهدية لابنتها في عيد ميلادها، ولما اتصلت بإحدى دور النشر، رفضت الدار نشر الكتاب، فحاولت الكاتبة مرة ثانية وراسلت دار نشر أخرى أقامت مسابقة لقصص الأطفال، وبعد فترة اتصلوا بها ليخبروها بفوز قصصها والموافقة على نشرها.
ولعل انطلاقة الكاتبة تكمن ايضا في مواقفها الإنسانية وفي إيمانها بحقوق الطفل والحيوان، وبسبب إسهامتها في تثبيت حقوق الأطفال في القانون السويدي، تم تأسيس منظمة “بريس” – انطلاقاً من فكرتها – لضمان حقوق الأطفال في المجتمع. ويُذكر في هذا الصدد ايضا مساهمتها في إنشاء أول مكتبة عالمية في أوروبا تحتوي على أكثر من مليون كتاب وبغات العالم المختلفة، وتعد حصة اللغة العربية منها الأكبر، حيث تجاوز عددها 17 ألف كتاب.
تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية، كما أنها تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية، وهذا يدل على صدق تجربة استريد في طفولتها، وكونها بالفعل عاشت طفولة مليئة بالجمال والأحداث الممتعة، تقول ليندجرين في إحدى تصريحاتها: “أنا لم أبدع قصصي من خيال أطفالي، أنا بسهولة كتبت عن طفولتي، وأنا لا أصغي إلا لصوت الطفل الذي في داخلي”.
يلقب السويديون مدينة فيمربي مسقط رأس الكاتبة، بمدينة استريد ليندجرين، وهناك بعد وفاتها تم بناء ساحة كبيرة بجانب منزلها حيث يلتقي فيها الزائرون على مدار العام بشخوص أبطال قصصها بكامل ملابسهم والأدوات التي يتعاملون بها.
وهكذا تحولت تجربة مبدعة في مجال أدب الطفل، إلى حراك إبداعي عالمي وعمل معرفي منظم هدفه خدمة الطفولة وإسعادها.
توفيت استريد ليندجرين عن عمر يناهز 95 عاما في يناير عام 2002، وبعد رحيلها سجلت في حقها الكثير من الشهادات، كان أبرزها ما قاله ملك السويد كارل جرستاف: “لقد عنت استريد ليندجرين عبر كتاباتها المتفردة الكثير لنا جميعا، صغارا وكبارا ليس في السويد وحدها وإنما في العالم بأسره، فقد كان لحكاياتها أن تسحر وتذهل كل حواس قارئها. عوالم قصصها ممتلئة ببيئات وأناس يختلفون تماما عما هو موجود في السياق اليومي العادي والمتوقع غالبا”.
لقد عاشت استريد وفية لطفولتها التي حملتها معها حتى في شيخوختها، وظهر هذا من خلال التماع عينيها وتمردها وضحكتها الطفولية.[[تصنيف:مؤلف

ايوب صابر 01-15-2013 08:59 PM

ترجمة "إميل في لنبريا" لساحرة الصغار ليندجرين





عن دار المنى بالسويد، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، صدر الجزء الأول من قصة الأطفال "إميل في لنبريا"، والجزء الثاني "إميل في لنبريا يسرح ويمرح" لكاتبة الأطفال السويدية الشهيرة أستريد ليندجرين. وترجم الجزء الأول إلى العربية سعيد الجعفر، بينما ترجمت الجزء الثاني آن كريستين باتفوز نصار.
من أجواء القصة الأولى وفق صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية:
"هل سمعت يوماً بفتى يدعى إميل في لنبريا، الذي كان يسكن في مزرعة كاتهولت في سمولاند؟ لا؟ أحقاً؟ أؤكد لك أن جميع أبناء لنبريا كانوا يعرفون ابن عائلة سفنسون، ذاك الشقي الذي كانت مشاغباته تتجاوز عدد أيام السنة، والذي كان يخيف سكان لنبريا لدرجة أنهم قرروا إرساله إلى أمريكا. أجل، أجل، ولهذا الغرض جمعوا ذات يوم بعض النقود وذهبوا بها في صرة إلى أم إميل قائلين:
"ربما تكفي هذه النقود لكي ترسلي إميل إلى أمريكا"، فقد كانوا متأكدين من إن لنبريا ستصير أكثر هدوءا من دون وجود إميل فيها. وكانوا بالطبع على حق، غير أن أم إميل جن جنونها ورمت بالصرة بقوة جعلت النقود تتبعثر فوق لنبريا بكاملها".
ولدت ساحرة الصغار أستريد ليندجرين في نوفمبر عام 1907 في بيت أحمر اللون تحيطه أشجار التفاح من كل صوب. تقول كما نقلت عنها جريدة "الاتحاد" الإماراتية: المزرعة التي عشنا فيها كان اسمها نيس وهي ما تزال تحمل نفس الاسم. المزرعة قريبة جدا من مدينة فيمربي في منطقة سمولاند.
بلغ إنتاجها أربعة وثمانين كتابا للأطفال وحوالي أربعين نصا سينمائيا وعديد من المسرحيات، هذا إضافة إلي عدد من الكتب للقارئ البالغ.. وقد تم تحويل أغلب أعمالها إن لم تكن كلها إلي أفلام ومسلسلات تلفزيونية ومسرحيات وأعمال إذاعية مختلفة.. كما ترجمت أعمالها إلي خمس وثمانين لغة حية في العالم وبيع من كتبها ما يزيد علي 130 مليون نسخة لتكون الكاتبة السويدية بل العالمية الأكثر انتشارا في القرن العشرين علي الإطلاق.
وكانت ليندجرين تؤكد أن هدف قصصها هو: "يجب أن يعرف الأطفال أن في الحياة حزنا وشرا وأن الحياة ليست أرض حكايات سعيدة فقط".
غادرت ليندجرين الحياة عن عمر يناهز 95 عاما في يناير عام 2002.


أسرار أحمد 01-18-2013 08:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 136940)
وانا اتصفح حياة وما كتب عن كاتبة قصص الاطفال السويدية استرد لندجرين صاحبة واحد من اعظم 100 كتاب في التاريخ اعجبني هذا المقال الذي كتبه الاستاذ شقير حول فن كتابة قصة للاطفال.

ووجدت ان التعرف على طريقة كتابة قصص الاطفال عند الكاتبة السويدية ربما يساعد على كتابة قصص جديدة ضمن نفس السياق الذي يبدو ناجحا جدا لانه يفترض الذكاء في الطفل ويقدم لخياله الواسع ما يريد ان سمعه ويبتعد عن الوعظ والارشاد والتلقين المباشر.

ساحاول ادراج ما يتوفر من معلومات حول الكاتبة وطريقتها واسلوبها في الكتابة قبل ان ننطلق في محاولتنا لكتابة قصص اطفال ساحرة ضمن ورشة العمل هذه والتي آمل ان يشارك فيها كل من يحب ولديه قدرة على الكتابة الابداعية.

تابعوني هنا ....

==


كيف ندخل إلى عالم الأطفال
بقلم محمود شقير
تكتسب الكتابة الأدبية للأطفال جدواها وجدارتها، بقدر تلبيتها لاحتياجات الأطفال المعرفية والنفسية والعاطفية والجمالية والترفيهية، وبقدر ما تمكنهم من عدم الانجرار كلياً وراء ثقافة الصورة التي تحملها إلى الأطفال، أجهزة الإعلام الحديثة، التي تهدد الكتاب المقروء وتمعن في إبعاد الطفل القارئ عنه على نحو خطير.

انطلاقاً من ذلك، ومن معاينتي لعدد من النصوص الشعرية والقصصية المكتوبة للأطفال في فلسطين وغيرها من البلدان العربية، فقد لاحظت أن ثمة طغياناً للوظيفة التوجيهية لأدب الأطفال على حساب الوظائف الأخرى التي لا تقل أهمية عن الوظيفة المذكورة ، بل إن هذه الوظيفة التوجيهية تتجلى في عدد من النصوص على نحو مبالغ فيه ، بحيث تبدو فيها نزعة الوعظ والرغبة في التلقين مخلة بشروط العمل الأدبي وبجمالياته، وتفضح من وجه آخر، ما تواطأ عليه الكبار من فهم خاطئ مؤداه أن الطفل كائن ضعيف مفتقر الى من يمد له يد المساعدة في كل شئ، فلا يلبث هذا التواطؤ أن يستفحل الى أقصى حد، مما يولد حالة من الاستهانة بذكاء الطفل، والمجازفة بتقديم نتاجات أدبية مختلفة، دون تبصر في حقيقة موقف الطفل منها، ومدى تقبله لها، ودون اعتبار لمدى تلبيتها لاحتياجاته العاطفية والنفسية، أو إدخال المتعة إلى نفسه أثناء القراءة، وهو الأمر الذي يغفله بعض كتاب الأطفال، فيكتبون للطفل أفكارهم ورؤاهم التي لا تتلاءم مع إدراكه الغض، ويقدمون له مشاعرهم وأحاسيسهم التي لا تتطابق مع مشاعره وأحاسيسه، للفارق الكبير بينهم وبينه في العمر والتجربة والثقافة والإدراك.
إن لدى الأطفال قدرات على الإدراك وعلى فهم الأمور بطريقتهم الخاصة، وهو أمر قد يبدو مفاجئاً للكبار في بعض الأحيان. وللتدليل على ذلك أسوق بعض الأمثلة: كنت قبل فترة وجيزة، أشاهد مجموعة من الأفلام القصيرة لعدد من المخرجين من بلدان عديدة، في ذكرى جريمة الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك. من بينها فيلم من أفغانستان، تسأل فيه المعلمة تلاميذها الذين لا يتجاوز عمر الواحد منهم خمس سنوات: من الذي دمر برجي التجارة في نيويورك؟ يجيب أحد الأطفال: الله هو الذي دمر البرجين. يتصدى طفل آخر للتعليق على هذه الإجابة قائلاً: ولكن ليس لدى الله طائرات. يؤكد الطفل الأول: الله دمر البرجين، وهو الذي يميت الناس ويخلقهم. يعلق طفل آخر قائلاً: ليس الله مجنوناً لكي يميت الناس ثم يخلقهم.
كذلك، فقد لاحظت الأمر نفسه في نصوص بالغة التكثيف، مفاجئة، كتبها أطفال، وجمعتها الكاتبة Nanette Newman في كتاب عنوانه Small Talk، أقتبس منه ما يلي: كتبت أليس (5 سنوات) تقول: To get married you have to shave your legs I think
وكتب نورمان (6 سنوات): I wouldn't fall in love because girls are all spotty and they wisper ، وكتب نيك (6 سنوات) : my dad was going to marry my mum but he forgot. وكتبت آنا (5 سنوات) : I am helping my Mummy choose my next Daddy وكتب أندريه (6 سنوات) : once you've had a baby you can't put it back. وكتبت تينا (6 سنوات) : A new borned baby can't talk it just thinks all day
ولتجنب نزعة الوعظ والإرشاد والمباشرة في التوجه إلى الأطفال، ربما كان من المناسب التذكير بقصة " Pippi Long Stocking " للكاتبة السويدية Astrid Lindgren ، لتبيان ما يلحقه الإصرار على الوعظ المباشر والتلقين من قمع لخيال الطفل، ومن تدجين لفضوله المعرفي، ومن خلق قيود جديدة تكبله باسم الحرص عليه ، وتنشئته على نحو صحيح .
ففي هذه القصة المتميزة تتجنب الكاتبة نزعة الوعظ المباشر والتلقين تماما، وتسمح لبطلة قصتها بحرية الحركة والفوضى ، وتشجعها على كسر النظام المألوف ، وعلى القيام بمغامرات جديدة ، وعلى ارتكاب مخالفات صغيرة ، دون أي تدخل منها لنقدها أو ادانتها الا على نحو غير مباشر ، وباسلوب غاية في الذكاء ، فالطفلة " Pippi " " ليس لها أب ولا أم . وهي تحبذ ذلك ، لأنه ليس هناك من يأمرها بأن تذهب للنوم في المساء ، ولاسيما عندما تكون في قمة نشاطها وبهجتها . فهي تفعل دائما ما تريد"، وحينما كانت تخفق البيض لتحضير الفطائر لها ولصديقيها ، فان بيضة تنكسر على رأسها ولا تكترث لذلك ، بل تقول " لقد سمعت دائما أن صفار البيض مفيد للشعر "، وحينما تأكل " فهي تستلقي على الطاولة ، وتضع الطعام على الكرسي " ، حيث " لا يوجد هناك من يطلب منها أن تجلس بطريقة صحيحة "، "وعندما تنام " Pippi " تضع قدميها على الوسادة ورأسها تحت الغطاء . انها تفضل النوم بهذه الطريقة . ولا يوجد هناك من يأمرها بألا تفعل ذلك"، وفي حين " قامت " Pippi " بترتيب طاولة المطبخ بشكل جميل "، فانها شربت الشوكولاته السائلة ثم " قلبت الفنجان على رأسها كأنه " طاقية " ولكنه لم يكن فارغا تماما ، فسالت بقايا الشوكولاته على وجهها "، وبعد ذلك تلعب هي وصديقاها لعبة القفز " في أنحاء المطبخ فوق الأشياء الموجودة فيه ، دون أن يلمسوا الأرض " ، وفي النهاية يضطر صديقاها الى مغادرة بيتها، تقول صديقتها كأنها عائدة الى مكان لا يروق لها : " من المؤسف أننا يجب أن نعود الى البيت في النهاية ".
إن هذه القصة وهي تمارس تحريضها ضد السائد والمألوف ، استجابة منها لرغبات الأطفال في المشاغبة والعبث والتحدي ، لم تتوقف عن تكرار ثيمة واحدة بعينها تؤكد على أن الطفلة تعتمد في كل شئ على نفسها، وتلك قيمة تربوية ما كان يمكن لها أن تصل الى قرارة نفس الطفل الا " بالتجرؤ على الواقع ، بكسر قيوده ، وتجاوز حدوده ، واعادة تركيب العلاقات بين عناصره ، أو اعادة استخدام أدواته. ولا يتاح ذلك الا من خلال الانطلاق في الخيال الخلاق الذي يتجاسر على جمود الواقع ، ويتجاوز صلابته " على حد رأي أحد النقاد العرب.
ولعل تجربتي في الكتابة للأطفال أن توضح فهمي لكيفية الدخول إلى عالم الطفل، كما توضح بعض خصوصيات الكتابة النابعة من طبيعة الوضع الذي يحياه الشعب الفلسطيني، فقد انصبّ اهتمامي إلى حد كبير، وأنا أكتب قصصاً قصيرة ومسرحيات للأطفال، على الهم الوطني. كنت معنياً بجذب الأطفال إلى حب الوطن، وإلى التعلق بالأرض، وإلى رفض سلطة العدو المحتل للوطن والأرض. وقد ألهمتني انتفاضات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، والأذى الذي يتعرض له أطفال فلسطين، كتابة قصص ترصد مشاعر الأطفال لدى رؤيتهم لجنود الاحتلال وهم يقمعون مظاهرات الاحتجاج السلمية أو يفرضون منع التجوال على المواطنين الأبرياء. وكتبت قصصاً عن أطفال حقيقيين استشهدوا على أيدي جنود الاحتلال. كتبت هذه القصص محاولاً ما أمكن تجنب المباشرة الصارخة، وكنت معنياً بأن تصل الفكرة إلى الأطفال دون شعارات أو خطب بليغة، وأعتقد أن أفضل ما كتبت في هذا المجال، قصة "الجندي واللعبة" التي استوحيت مادتها مما وقع فعلاً مع طفلتي الصغيرة على الحدود، وهي عائدة مع أمها من الأردن، حينما قام جندي إسرائيلي بتمزيق لعبتها البلاستيكية خوفاً من وجود مادة متفجرة بداخلها. بالطبع، فإنني لم أكتف بالمادة الخام لتشكيل القصة، وإنما تصرفت بهذه المادة على النحو الذي أحالها إلى قصة فنية.
فيما بعد، كتبت قصة طويلة للفتيات والفتيان، تتناول الرغبة في التعايش وإحلال السلام العادل، ومحاولة التعرف إلى تفكير الآخر، علاوة على تطرقها لبعض مظاهر تخلفنا الاجتماعي، وبالذات حينما يتعلق الأمر بالمرأة أو بالفتاة، وحينما يتعلق الأمر بالدور التقليدي الذي تلعبه المدرسة والأسرة وغيرها من مؤسساتنا الاجتماعية، ما قد يدفع بعض فتياتنا إلى طريق خاطئ، وإلى الهرب من بيت الأسرة كرد فعل على المعاملة السيئة التي يلقينها هناك. وكتبت رواية للفتيات والفتيان فيها الكثير من الخيال والفانتازيا، أناقش فيها فكرة التعايش مع الآخر أيضاً، وهي الفكرة التي يقف الاحتلال عائقاً أمامها. الرواية تنطلق من فكرة خيالية لحل الصراع، ثم تنتهي بضرورة إلغاء الأسلحة من حياة البشر والتطلع إلى الحرية والحب والطمأنينة والسلام. وفي هذه الرواية ثمة انتباه إلى التعددية التي يتسم بها المجتمع الفلسطيني، فأبطال الرواية هم من المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون في حالة تامة من التفاهم والانسجام.
كذلك، فقد انتبهت في قصصي إلى الجانب الاجتماعي في حياة الأطفال. ثمة أطفال يعيشون في أسر فقيرة. كيف نتعامل مع موضوع الفقر مثلاً؟ بعض الكتاب يعمدون إلى معالجات سوداوية تدخل الحزن إلى نفوس الصغار. والمطلوب عدم إدخال الحزن إلى نفوسهم، وعدم تحميلهم ما هو أكبر من قدراتهم. إذاً، يمكن أن نتحدث عن الموضوع بطريقة حذرة ، وبما يجعل الطفل متفهماً لظروف أهله، فلا يلح في طلباته الكثيرة، وقد فعلت ذلك في بعض قصصي بحيث يكتسب الطفل خبرة جديدة ووعياً جديداً، ولكن دون الدخول به إلى تعقيدات لا حاجة له بها.
كتبت قصصاً أخرى تجعل الأطفال محبين للطبيعة من حولهم ومندفعين إلى التفاعل معها والاستمتاع بمظاهرها من مطر وغيم وأشجار وجبال. ولعلنا نتذكر تلك الجملة التي وصف فيها الروائي الكولومبي الشهير غارسيا ماركيز، علاقة أهل المدينة بالريف، حينما قال إنهم حينما يتحدثون عن الريف، يقولون: إنه ذلك المكان العجيب الذي تمشي فيه الدجاجات وهي نيئة! (وذلك انطلاقاً من أنهم لا يرون الدجاج إلا وهو مشوي خلف الفاترينات الزجاجية للمطاعم). وقد كتبت قصصاً تربوية تعلم الطفل بعض أساليب السلوك الصحيح، كما كتبت مسرحية للفتيات والفتيان حول الممارسة الديمقراطية داخل الأسرة، وكتبت مسرحية أخرى حول ضرورة الحفاظ على بيئة نظيفة. ومسرحية ثالثة حول الخوف الذي يسببه الاحتلال وعساكره للأطفال الفلسطينيين، وكذلك حول ضرورة انصراف الأطفال إلى دراستهم وألعابهم، وتأجيل مشاركتهم في مقاومة الاحتلال إلى أن يبلغوا سن الرشد. كما كتبت قصة اسمها "الملك الصغير"، أتحدث فيها عن أهمية التسامح وتفهم الآخر وعدم اللجوء إلى العنف لحل النزاعات.
أبطال قصصي هم من الأطفال والبشر العاديين، وأهتم في قصصي بإبراز دور البنت تماماً مثلما أهتم بدور الولد، وأهتم بدور المرأة اهتمامي بدور الرجل، كما أنني ألجأ في بعض قصصي إلى أنسنة الحيوانات والطيور والاستعانة بها لأداء أدوار البطولة في هذه القصص، وأستمد العون في ذلك من التراث العربي القديم الذي جسد في كتاب "كليلة ودمنة" حكايات تدور كلها على لسان الحيوانات، وفيها مجموعة من القيم التي ترشد الناس إلى أفضل السبل للتعامل مع بعضهم بعضاً وإلى فهم أفضل للحياة. أما الحمار فله مكانة خاصة في قصصي، وقد كتبت قصصاً عديدة بطلها حمار. وفي الوقت نفسه ففي قصصي دفاع عن حق الأطفال في اللعب. وقد كتبت قصة استفدت فيها من واحدة من شخصيات تراثنا المحكي، وأقصد هنا "الشاطر حسن" الذي يقرأ في دفتره بعض الوقت ثم يحول الجبال إلى ذهب، بمعنى أن قراءته في الدفتر تجعل أوامره مطاعة. يستعير الطفل "ماهر" الدفتر من الشاطر حسن ثم يحول رجال الحي الذي يقيم فيه إلى ملوك ونساء الحي إلى ملكات مدة يوم كامل، لكي تتاح له ولأصدقائه من الأطفال فرصة للعب من دون تدخل من ذويهم. كل ذلك بأسلوب ساخر تتحقق من خلاله متعة القراءة، التي هي أهم شرط من شروط الكتابة للاطفال.
كما نشرت خمسة كتب تعالج موضوعات محددة ولغايات تعليمية. من بينها كتاب مكرس لذوي الاحتياجات الخاصة، آخذاً بعين الاعتبار عدم عرض هؤلاء كما لو أنهم موضوعات غريبة، وإنما ينبغي التعامل معهم كما نتعامل مع أية شخصية طبيعية تقوم بأعمال طبيعية، منتبهاً في الوقت نفسه إلى حقيقة وجود حواجز في المجتمع تعرقل محاولات المعاق نحو حياة طبيعية ناجحة، حيث أن غالبية المعاقين يعانون من التمييز ضدهم في مجالات العمل وفي التعليم وحتى في المواصلات العامة وغيرها من مجالات الحياة اليومية. وكتاب آخر مكرس لإلقاء الضوء على طبيعة معاملة الطفل. بطل الكتاب طفل يتعرض للعنف في البيت وفي المدرسة وفي المجتمع، ما يجعل سلوكه عنيفا مع أقرانه من الأولاد. وكتاب آخر مكرس لمعالجة موضوع التسرب من المدرسة والذهاب إلى العمل في سن مبكرة.
أميل في الكثير من قصصي إلى الاهتمام بعنصر الفكاهة والسخرية لإمتاع الطفل أثناء القراءة، وأظن أن هذا النوع من الكتابة يحتاج إلى جهد خاص. وأميل إلى العناية بعنصر الخيال لما له من أهمية في إغناء عالم الطفل وتوسيع مداركه، وأحرض على استخدام اللغة الفصيحة المبسطة التي تتلاءم والتحصيل المعرفي للطفل وقدرته على الاستيعاب.
مع ذلك، أعترف بأن عالم الأطفال ليس سهلاً، والدخول إليه يحتاج إلى تحصيل معرفي وخبرة حياتية ومراس أدبي، وأعترف أن بعض قصصي التي نشرتها في السنوات الماضية، تميل إلى التركيز على وجهات نظر خاصة بي، من دون أن تكون بالضرورة مقنعة للأطفال أو جاذبة لاهتمامهم. وحينما أقرأ بعض صفحات من كتاب "Harry Potter" للكاتبة J.K.Rowling أو أشاهد بعض مشاهد متلفزة منه، فإنني لا أجد متعة في المتابعة، ولا أفكر بكتابة مثل هذه الكتابة الممعنة في السحر والغرابة والمغامرات، لاعتقادي أن ليس هذا ما يحتاجه الأطفال في بلادي وفي العالم سواء بسواء، ومع ذلك، فإن ملايين النسخ قد بيعت من هذا الكتاب، الذي أثار اهتمام أطفال العالم على نحو أكيد، وهذا بدوره يطرح من جديد أسئلة عديدة عن: كيف ندخل إلى عالم الأطفال؟ وماذا نكتب لهم؟

تاريخ الإدراج: 7 / 1 / 2007

متابعة باهتمام

ايوب صابر 01-21-2013 03:26 PM

شكرا لك على اهتمامك. اريد منك ان تكوني مشاركة وليس فقط متابعة.

في الخطوة التالية سنحدد هندسة وخطة كتابة قصة الاطفال من واقع ما هو مذكور هنا.

لكننا نريد مزيد من المشاركين في هذه الورشة.


ريم بدر الدين 01-22-2013 11:50 AM

و أنا أتابع باهتمام أ. أيوب صابر لأنني أعرف أنك تولي ما تعمل كل اهتمامك و محبتك
و لدي ثقة بمشاركة فاعلة مميزة من سيدة هذا المنبر و مشرفته الرائعة
تحيتي لكما

ايوب صابر 01-22-2013 11:50 AM

اهلا وسهلا استاذة ريم . حضورك سيجعل للموضوع قيمة عالية.

ايوب صابر 01-22-2013 11:53 AM

كيف نكتب قصة أطفال ناجحة؟ (من وحي مقالة الاستاذ شقير اعلاه):

عناصر لا بد من أخذها في الاعتبار في هندسة النصوص الادبية المعدة للاطفال قبل البدء بالكتابة:

-الكتابة للأطفال يجب أن تعمل على تلبية الاحتياجات المعرفية والنفسية والعاطفية والجمالية والترفيهية للأطفال.

- يجب أن تكون قادرة على جذب الطفل للقراءة وتفضيل الكتاب على أجهزة الاتصال الحديثة.

- الابتعاد عن الوظيفة التوجيهية والتركيز على الوظائف الأخرى التي لا تقل أهميةعن الوظيفة المذكورة .

- الابتعاد عن نزعة الوعظ والرغبة في التلقين ولو على حساب العمل الأدبي، وجمالياته.

- عدم الافتراض بأن الطفل كائن ضعيف مفتقر إلى من يمد له يد المساعدة في كل شيء.

- عدم الاستهانة بذكاء الطفل.

- عدم المجازفة بتقديم نتاجات أدبية دون تبصر في حقيقة موقف الطفل منها، ومدى تقبله لها، ودوناعتبار لمدى تلبيتها لاحتياجاته العاطفية والنفسية، أو إدخال المتعة إلى نفسه أثناءالقراءة.

- تجنب تضمين النصوص أفكار الكبار ورؤاهم ومشاعرهم وأحاسيسهم التي لا تتلاءم مع إدراك الطفل الغض.

- تذكر دائما أن هناك فرق كبير بين الأطفال وبين الكبار في العمر والتجربة والثقافة والإدراك.

- تذكر إن لدى الأطفال قدرات على الإدراك وعلى فهم الأمور بطريقتهم الخاصة، وهو أمر قد يبدومفاجئاً للكبار في بعض الأحيان.


تابعونا لنتعرف على خواص الكتابة للطفل عند اشهر كاتبة القصة القصيرة للاطفال!

أسرار أحمد 01-22-2013 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 137339)
شكرا على اهتمامك. اريد منك ان تكوني مشاركة وليس فقط متابعة.

في الخطوة التالية سنحدد هندسة وخطة كتابة قصة الاطفال من واقع ما هو مذكور هنا.

لكننا نريد مزيد من المشاركين في هذه الورشة.

سلام الله عيك أستاذنا حقيقة أنا منذ مدة أكتب أشعار الأطفال و لديَّ رغبة
أن أتعلم كتابة قصص الأطفال و لكن طبعا ستكون مشاركاتي حالياً
مشاركات المبتدئين فأنا لم أكتب قصص للأطفال قبل الآن

أسرار أحمد 01-22-2013 10:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 137390)
و أنا أتابع باهتمام أ. أيوب صابر لأنني أعرف أنك تولي ما تعمل كل اهتمامك و محبتك
و لدي ثقة بمشاركة فاعلة مميزة من سيدة هذا المنبر و مشرفته الرائعة
تحيتي لكما

باركك الله أستاذة ريم

أسرار أحمد 01-22-2013 10:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 137392)
كيف نكتب قصة أطفال ناجحة؟ (من وحي مقالة الاستاذ شقير اعلاه):

عناصر لا بد من أخذها في الاعتبار في هندسة النصوص الادبية المعدة للاطفال قبل البدء بالكتابة:

-الكتابة للأطفال يجب أن تعمل على تلبية الاحتياجات المعرفية والنفسية والعاطفية والجمالية والترفيهية للأطفال.

- يجب أن تكون قادرة على جذب الطفل للقراءة وتفضيل الكتاب على أجهزة الاتصال الحديثة.

- الابتعاد عن الوظيفة التوجيهية والتركيز على الوظائف الأخرى التي لا تقل أهميةعن الوظيفة المذكورة .

- الابتعاد عن نزعة الوعظ والرغبة في التلقين ولو على حساب العمل الأدبي، وجمالياته.

- عدم الافتراض بأن الطفل كائن ضعيف مفتقر إلى من يمد له يد المساعدة في كل شيء.

- عدم الاستهانة بذكاء الطفل.

- عدم المجازفة بتقديم نتاجات أدبية دون تبصر في حقيقة موقف الطفل منها، ومدى تقبله لها، ودوناعتبار لمدى تلبيتها لاحتياجاته العاطفية والنفسية، أو إدخال المتعة إلى نفسه أثناءالقراءة.

- تجنب تضمين النصوص أفكار الكبار ورؤاهم ومشاعرهم وأحاسيسهم التي لا تتلاءم مع إدراك الطفل الغض.

- تذكر دائما أن هناك فرق كبير بين الأطفال وبين الكبار في العمر والتجربة والثقافة والإدراك.

- تذكر إن لدى الأطفال قدرات على الإدراك وعلى فهم الأمور بطريقتهم الخاصة، وهو أمر قد يبدومفاجئاً للكبار في بعض الأحيان.


تابعونا لنتعرف على خواص الكتابة للطفل عند اشهر كاتبة القصة القصيرة للاطفال!

ننتظر خواص الكتابة للطفل

ايوب صابر 01-24-2013 11:52 AM

مرحبا

وانا من المبتدئيين ايضا واتصور من سيشارك معنا سيكون جلهم من المبتدئين الا من اراد ان يحسن من طريقة كتابته لقصة الاطفال فربما يجد في ما نقوله فائدة اضافية.

ايوب صابر 01-27-2013 12:19 PM

كيف نكتب قصة أطفال ناجحة؟ (من وحي مقالة الاستاذ شقير اعلاه):

عناصر لا بد من أخذها في الاعتبار في هندسة النصوص الادبية المعدة للاطفال قبل البدء بالكتابة:

-الكتابة للأطفال يجب أن تعمل على تلبية الاحتياجات المعرفية والنفسية والعاطفية والجمالية والترفيهية للأطفال.
- يجب أن تكون قادرة على جذب الطفل للقراءة وتفضيل الكتاب على أجهزة الاتصال الحديثة.
- الابتعاد عن الوظيفة التوجيهية والتركيز على الوظائف الأخرى التي لا تقل أهميةعن الوظيفة المذكورة .
- الابتعاد عن نزعة الوعظ والرغبة في التلقين ولو على حساب العمل الأدبي، وجمالياته.
- عدم الافتراض بأن الطفل كائن ضعيف مفتقر إلى من يمد له يد المساعدة في كل شيء.
- عدم الاستهانة بذكاء الطفل.
- عدم المجازفة بتقديم نتاجات أدبية دون تبصر في حقيقة موقف الطفل منها، ومدى تقبله لها، ودوناعتبار لمدى تلبيتها لاحتياجاته العاطفية والنفسية، أو إدخال المتعة إلى نفسه أثناءالقراءة.
- تجنب تضمين النصوص أفكار الكبار ورؤاهم ومشاعرهم وأحاسيسهم التي لا تتلاءم مع إدراك الطفل الغض.
- تذكر دائما أن هناك فرق كبير بين الأطفال وبين الكبار في العمر والتجربة والثقافة والإدراك.
- تذكر إن لدى الأطفال قدرات على الإدراك وعلى فهم الأمور بطريقتهم الخاصة، وهو أمر قد يبدومفاجئاً للكبار في بعض الأحيان.

تابعونا لنتعرف على خواص الكتابة للطفل عند اشهر كاتبة القصة القصيرة للاطفال!


ظلوا معنا لنتعرف على خصائص الكتابة للاطفال عن الكاتبة السويدية؟!

ايوب صابر 01-27-2013 04:21 PM

خواص الكتابة لقصص الاطفال عن اشهر كاتبة في المجال استريد ليندجرين (Astrid Lindgren) المولودة في 14 نوفمبر 1907 في مدينة فيمربي بوسطالسويد:

- بدأت استريد في كتابة القصص عند سن 37 وكانت قصة اليتيمة المتمردةبيبي لونجستوكينج” أو “ جنان ذات الجورب الطويل” أول وأشهر كتبها .

- انطلاقتها كانت مجرد نتيجة للحظة طفولية بريئة تقول عنها في إحدى التصريحات: “بدايتي الحقيقية، ككاتبة أطفال بدأت في عام 1941 عندما أصيبت ابنتي كارين بمرض التهاب الرئة وهي في السابعة من عمرها، في كليوم، وأنا أجلس بجانب سريرها، كانت تلح علي لقص حكايات لها، وفي إحدى المراتسألتها: أي الحكايات تريدين؟ فأجابت: حكاية بيبي ذات الجوارب الطويلة، لقد اخترعتهي هذا الاسم في لمح البصر، لهذا لم أسألها أي شيء، فقط بدأت بسرد القصة، ولأنالاسم غريب فقد سردت حكاية غريبة أيضا.

- قامت ليندجرين بتعليم الأطفال من خلال ما كتبته من قصص عن أطفال لهم القدرة على التفكير واتخاذالقرار وحتى التمرد الإيجابي، ولكن المشحون بالأحاسيس النبيلة والتضامن أيضا.

- فالأطفال الذين قرأوا قصةجنان ذات الجورب الطويل” في الأربعينات واستمدوا منها الشجاعة والمروءة يعيدونقراءتها اليوم على أحفادهم، ليتواصل تأثير الكاتبة على الأجيال.

- ويعد وصول حكاية “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” للنشرفي حد ذاته رسالة كفاح، حيث فكرت استريد في البداية بطبعها في شكل كتاب لتقدمهكهدية لابنتها في عيد ميلادها، ولما اتصلت بإحدى دور النشر، رفضت الدار نشر الكتاب،فحاولت الكاتبة مرة ثانية وراسلت دار نشر أخرى أقامت مسابقة لقصص الأطفال، وبعدفترة اتصلوا بها ليخبروها بفوز قصصها والموافقة على نشرها.

- ولعل انطلاقة الكاتبة تكمن أيضا في مواقفها الإنسانية وفي إيمانها بحقوق الطفل والحيوان.

- تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية.

- كما أنها تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة.

- إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية.

- هذا يدل علىصدق تجربة استريد في طفولتها، وكونها بالفعل عاشت طفولة مليئة بالجمال والأحداث الممتعة.

- تقول ليندجرين في إحدى تصريحاتها: “أنا لم أبدع قصصي من خيال أطفالي، أنابسهولة كتبت عن طفولتي، وأنا لا أصغي إلا لصوت الطفل الذي فيداخلي.

- وهكذا تحولت تجربة مبدعة في مجال أدب الطفل، إلى حراك إبداعي عالمي وعمل معرفي منظم هدفه خدمة الطفولة وإسعادها.

- ملك السويد كارل جرستاف قال في حق الكاتبة: “لقد كان لحكاياتها أن تسحر وتذهل كل حواس قارئها.
- وقال عوالم قصصها ممتلئة ببيئات وأناس يختلفون تماما عما هو موجود في السياق اليومي العادي والمتوقع غالبا”.

- لقد عاشت استريد وفية لطفولتها التي حملتها معها حتى في شيخوختها، وظهر هذا من خلال التماع عينيها وتمردها وضحكتها الطفولية.

- تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية.

- تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة.

- إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية.

ايوب صابر 01-27-2013 10:56 PM

- تعتبر استريد كاتبه الهمت ملايين الاطفال حول العالم ليفكروا بطريقه مختلفه، ليفكروا لانفسهم وليسعدوا بالطبيعه ويبحثوا عن الامان فيها.


- يعتبرها نقادها محرضه للتمرد علي سلطه الكبار وسلطه التربيه التقليديه والتعليم والمجتمع لتصويرها شخصيه بيبي في صوره فتاه يتيمه الام في التاسعه تعيش في فترات طويله بمفردها في بيت يسمي "فيلا فيلاكولا" في قريه ريفيه هادئه مع حصانها الابيض المنقط بالاسود وقردها "السيد نيلسون" والدها بحار جاب المحيطات وجابتها معه في فترات متفرقه وفي فترات اخري كانا يقيمان في هذا المنزل.

- بطلة قصصها تُصور كطفله تستطيع تدبر امرها وهي تعيش مما اثار استياء التربويين والجيران في القريه واخذ كل يريد ان ينقل بيبي الي دار لرعايه الاطفال وهي تصر ان بيتها هو بيت اطفال نظراً لانها طفله وتعيش فيه ثم انها ليست بمفردها فمعها حصانها وقردها ولا تحتاج احداً ان نقصت عليها مؤونه فلديها صندوق من القطع الذهبيه الذي تركه لها والدها من سفرياته البحريه فتصرف جنيهاً كلما رغبت في شراء شيء، وهو ما جعلها عرضه لطمع بعض اللصوص الذين تعاملت معهم بكل تسامح ومحبه وجعلتهم يحتارون في امرها، وهذا في طابع مرح.

- يشارك بيبي في القصه صديقاها في البيت المجاور، تومي وانيكا اللذان يشاركانها مغامراتها ويستمتعان بجراتها وقدراتها الخارقه ويندهشان لمعرفتها بالعالم وشعوبه التي زارتها.

- لذلك فتمثل بيبي الشخصيه المتمرده علي السلطه المجتمعيه وسلطه الكبار وسلطه التربيه التقليديه، فهي لا تذهب الي المدرسه وتكتسب تعليمها من والدها وخبره السفر فحسب.

- وتتميز بيبي بانها حره الروح، شديده التفاؤل، منطلقه التعبير والتصرف، تحسن الظن في الجميع مع حس عال بالعداله والانصاف، وما يثير الهام الاطفال.

- بالاضافه الي ذلك هي قوتها الخارقه فهي تستطيع ان تحمل حصانها بيد واحده.

- وفي قصة اخرى تحدت اقوي رجل في العالم في سيرك مر بقريتها بان حملته باثقاله علي اصبع واحده وهي تقول ان كان هو اقوي رجل في العالم فانا اقوي فتاه في العالم، واصبحت لازمه من مقولاتها التي تتناقلها الفتيات.

- وبيبي ليست الشخصيه الوحيده لدي استريد التي تمثل الخروج علي السلطه العامه فهناك ايضاً شخصيه كارلسون في قصصه الثلاثه وغيره من الشخصيات التي وان كانت محبوبه الا انها تنحو الي الاستقلاليه وابداء الراي الحر.

- كما تحمل شخصيات استريد ليندجرين افاقاً من الخيال المتناهي والذي يردد صدي خيال الاطفال المنطلق، وتعزز انطلاقه بهذه الشخصيات التي لا تخضع لقوانين البشر وانما لقوانين الطبيعه في بيئتها المسالمه والعادله.


- في قصص الطفله البطلة من التفاصيل ما يشد الاطفال ، وفيها اغني بكلمات جذابه لذهن الطفل "انا ملك نفسي، هناك سحر في كل شيء، ماذا سافعل اليوم يا تري؟".

- تصورها الكاتبة وهي تتنقل علي ظهر السفينه تساعد طاقمها ووالدها في كل تفاصيل الرحله كما تحاول انقاذ والدها بعد ان سقط في البحر.


ايوب صابر 01-29-2013 02:54 PM

تابع....مزيد من خواص الكتابة لقصص الاطفال عن اشهر كاتبة في المجال استريد ليندجرين (Astrid Lindgren) المولودة في 14 نوفمبر 1907 في مدينة فيمربي بوسطالسويد:

- كانت ليندجرين تؤكدأن هدف قصصها هو: "يجب أن يعرف الأطفال أن في الحياة حزنا وشرا وأن الحياة ليست أرضحكايات سعيدة فقط".

ايوب صابر 01-29-2013 03:23 PM

رأي الكاتب جميل السلحوت في قصص واسلوب الكتابة السويدية Astrid Lindgren :

- قصصها تصور بطريقة فنية بعيدة عن المباشرة قضية أحلام وخيالات الأطفال، وغيرتهم من بعضهم البعض، خصوصا الغيرة ما بين الأخوة في نفس البيت.

- بطلة القصة في قصتها ( ليلى ) ليلى طفلة في الخامسة من عمرها، هي الأصغر في البيت، لها أخوان نجوى وأيمن يكبرانها في العمر، ويذهبان إلى المدرسة وتبقى هي مع والدتها في البيت، لها دمية من القماش، على شكل كلب أهدتها لها والدتها في عيد ميلادها الثالث.

- ليلى بطلة القصة المذكورة- طفلة مشاكسة، تريد أن تتميز عن شقيقيها وعن الآخرين، لذا فهي ترفض أن يطلق على كلبها الدمية اسم كلب، وتصر على أن تسميه دبا، وعندما سألتها شقيقتها إذا ما كان هذا الدب قطبيا أم عاديا، أجابت: "انه دب كلبي، هذا رأيي" ص5 .

- رأت ليلى في منامها أن أخويها نجوى وأيمن يضربا " دبها الكلبي" المسمى " بامسي" فشعرت بغضب شديد، وتوعدت بأن تثأر له منهما. وفي محاولة من ليلى لفرض شخصيتها على الأسرة رفضت أن ترتدي " الكنزة " الصوفية البيضاء ا لناعمة ا لتي جاءتها بها أمها، وعللت رفضها قائلة: " لا لن ألبس هذه، لأنها تخز وتخدش" ص7.

- وأصرت على عنادها غير مقتنعة بما قالته أمها بأنها " طرية وناعمة" طالبة أن ترتدي ثوبها المخملي الأزرق الفاتح المخصص ليوم العطلة الأسبوعي، وأصرت أن تبقى عارية بدون ملابس حسب رأيها مع أنها " كانت ترتدي سروالا قصيرا وقميصا صغيرا وزوجا من الجوارب" ص8 .

- ولما طلبت منها أن تحضر إلى المطبخ لتتناولا كوبا من الشوكولاتة الساخنة، لم تجب مع أنها كانت جائعة، لأنها " تشعر بشىء من الرضا عندما تناديها أمها فلا تجيب" ص10 .

- ونزلت الدرج " ببطء شديد وكانت تتوقف عند كل درجة، لكي تبقى والدتها في حالة ترقب وحيرة وشك" ص10 .

- وعندما عادت إلى المطبخ، ولم تكترث بها والدتها، تنهدت ليلى وقالت لها:" طيب إذا كنت تصرين فيمكن أن أشرب فنجان الشوكولاتة الساخنة" ص13

- فقالت لها الأم " أبدا، أنا لا أصر على ذلك إطلاقا، ثم إن عليك أن ترتدي ملابسك أولا" ص13

- ازداد غضب ليلى واعتبرت ذلك سوء معاملة، وصاحت : " أنت أم قاسية، ص13

- ولما طلبت منها أمها أن تعود إلى غرفتها تأديبا لها بكت وصرخت، وعادت إلى غرفتها، وقامت بقص " الكنزة" وألقت بها في سلة المهملات وهي تردد :" سأقول إن الكلب قد عض القميص ومزقه قطعا" ص17

- وهي بهذا تشعر أنها ارتكبت خطأ، ولا تريد أن تتحمل مسؤوليته، فشعرت بالخوف، لكنها تبحث عن مبرر لعملها هذا، فقالت " لدبها الكلبي" :" كلهم لئام معنا، لهذا أنا أقطع الأشياء". ص19.

- وعندما طلبت منها أمها أن ترتدي " الكنزة " لتصحبها معها إلى المتجر، وهذا أمر تحبه ليلى، صرخت، فتركتها الوالدة، وذهبت وحدها، وبقيت ليلى وحدها في البيت، فأستعادت هدوءها وفكرت بأن ترحل من البيت قبل أن تعود والدتها، وأدركت " ان الرحيل لا يحقق غرضه إذا لم يتنبه ا ليه أحد" ص22
- فقررت أ ن تكتب باملاء ضعيف كما تعرف فكتبت: " أنا رحلت، انظري في سلة المهملات" ص23
- وهكذا فهي تريد أن تعرف والدتها ما فعلت " بالكنزة " وليلى غير موجودة، وفعلا ذهبت إلى بيت ا لجارة سلمى، وأخبرتها بقرارها في الرحيل قائلة: " أنا لا أحب العيش مع عائلة حسان " ص25
- أي عائلتها، زاعمة "ا نني لا أحصل على طعام أو ثياب عند عائلة حسان" ، وهي هنا تختلق المبررات لرحيلها أمام الجارة سلمى، وهناك ألبستها الجارة " كنزة " بيضاء سميكة واسعة، فرأت ليلى أن هذه " الكنزة " " ممتازة، لا تخز ولا تخدش ص27
- في حين أنها رفضت من أمها سابقا الكنزة ا لناعمة الطرية التي على مقاسها.
- وهناك عرضت عليها الجارة أن تؤجرها سدة مستودعها الخاص بالخزين والأمتعة القديمة ، فشعرت ليلى بسعادة غامرة، وذهبت برفقة ا لجارة إلى ا لسدة، وهي الأن تشعر بأن لها منزلا هي سيدته الوحيدة، وقامت بكل ما يطلب من ربات البيوت ، فتحت النوافذ للتهوية، وتحسست الستائر، ورتبت البيت الجديد، السرير لها، سرير صغير للعبة، الخزانة، الكراسي، الفرشة، بعض الوسائد، والغطاء وفرشت السجادة، ومرآة فوق الخزانة، ولوحة فوق سرير النوم، ومسحت الغبار، وملابس للعبة، حقا لقد وجدت نفسها سيدة البيت، فضحكت وقالت: " لو رأت نجوى كل هذا لطار عقلها " ص37
- وهكذا فانها وجدت نفسها متميزة على أخويها نجوى وأيمن، وهذا ما تريده، ولما أرادت ليلى اختيار ثوب للعبتها من بين الثياب الكثيرة قالت: "الثوب الأبيض المطرز، إنه الأفضل، سوف يسمح لها بأن تلبسه في يوم العطلة الأسبوعي فقط".
- وهكذا اهتدت وحدها أن ا لثوب الاجمل فقط لنهاية الاسبوع، وهذا ما رفضت قبوله من والدتها.
- عندما عادت الوالدة من المتجر، وعلمت برحيل ليلى حملت نبتة ورد في وعاء من الفخار وأهدتها لها، في حين سمحت ليلى لشقيقيها باللعب بلعبتها لارا لوقت قصير، فهي سيدة المنزل الجديدة وهي ا لتي تأمر وتنهى.
- وعندما حل الظلام شعرت ليلى بالوحدة، وأخذت تغني: آتي آتي نحو البيت.
الدنيا ليل وظلام.
وأنا وحدي والناس نيام ص58 .
- وهنا حضر والدها واخبرها ا ن والدتها حزينة لعدم وجودها في البيت، فقررت العودة معه، وألقت نفسها في حضن والدتها وهي تبكي وتقول، "سوف أعيش معك طوال عمري يا أمي" ص60 ، وفي هذه ا للحظة اعترفت ليلى بأنها أتلفت "الكنزة" بالمقص واعتذرت.
- وقد أخبرت شقيقيها أنها ستلعب في بيتها الجديد نهارا، وستعيش وستنام في بيت الأسرة ليلا، وإذا ما ضرب أحدهما " دبها الكلبي " فإنها سترد على ذلك بالضرب....

أسرار أحمد 01-29-2013 07:59 PM

باركك الله أستاذنا ننتظر المزيد

ايوب صابر 01-29-2013 08:45 PM


ما نقوم به حتى الان هو محالة لفهم آليات كتابة القصة الساحرة للطفل عند الاخرين وخاصة انجح كاتبة اطفال على الاطلاق.

ثم في مرحلة لاحقة سنضع سويا خطة هندسية محددة لبناء القصص الساحرة خاصتنا. يعني سنعمل Check list تضم كل العناصر التي سنأخذها في الاعتبار عندما نبدأ في الكتابة.

يمكنني من الان ان احدد بعض هذه العناصر التي سنعتمدها لبناء القصة الساحرة . مثلا
- سنجعل البطل او البطلة ايتام على شاكلة "جنان ذات الجوارب الطويلة"، ليس لان الكاتبة السويدية جعلت ابطالها ايتام ولكن لاننا نعرف من خلال ما اجريناه من دراسات ان الايتام هم مشاريع العظماء.

- نجعلهم يمتلكون طاقة استثنائية وقدرات لا محدودة كنتيجة ليتمهم.

- لديهم القدرة على عمل اشياء خارقة.

- سنجعلهم قادرين على رفع الصوت.

- سنجعلهم قادرين على رفض التابوهات التي تحاول لجمهم وتقييد تفكيرهم وفرض انماط معينة على تفكيرهم.

- سنجعلهم متمردين على سلطة المدرسة والاهل وهي السمة التي غالبا ما يتصف بها الايتام من العظماء كما يظهر في سيرهم الذاتية.

- وهكذا.

هذه دعوة متجددة لكل من يحب ان يشارك في ورشة العمل هذه بأن يساهم في رسم المخطط الهندسي للللللللنصصصصصوص الساححححححره التي ننوي كتابتها هنا ضمن ورشة قصصصصصص الاطفففففففال هذذذذه.

يا له تعالوا....

ايوب صابر 01-29-2013 09:52 PM

الاعتماد على المعرفة النفسية للطفل عند الكتابة "التحليل النفسي والتربوي- حسب سلحوت" :
- لقد اعتمدت الكاتبة على التحليل النفسي والتربوي في تنمية شخصية ليلى في هذه القصة، فهي تعرف الغيرة عند الأطفال، وتعرف مشاكسة الأطفال لوالديهم، وكيف يحاولون لفت أنظار الكبار اليهم.

- تريد ان تقول بأن على الوالدين بشكل خاص والكبار بشكل عام أن يعرفوا نفسية الطفل وكيفية التعامل معه، فقد لاحظنا في القصة كيف أن الوالدة لم تضغط على ليلى لتلبس "الكنزة"، كما لم تضغط عليها لتناول كوب الشوكولاته، والفطيرة، ولم تتبعها ولم تسألها شيئا عندما نزلت الدرج ببطء، كما لم تتماش معها عندما عادت إلى المطبخ جائعة وزعمت بأنها ستتناول إفطارها لأن أمها تصر على ذلك، وكيف طلبت منها أن تذهب إلى غرفتها، وتجلس فيها حتى تتأدب.

- كذلك الجارة سلمى، استقبلت ليلى، وسهلت لها كل الأمور التي تريدها، مثل استئجار البيت "السدة" ومساعدتها في تنظيفه وترتيبه، وجميعهم تركوها لتستكشف الأمور بذاتها، فوجدت أن ربات البيوت ينظفن بيوتهن، ويرتبنها، ويعتنين بالأطفال وغير ذلك.

- عندما عاد والدا ليلى أيضا تركاها تحقق ما تريد، لقناعتهم بأنها لن تستطيع الاستمرار في ذلك، وهذا ما كان عندما عادت إلى البيت بعد أن حل الظلام، عادت تبكي في حضن أمها، واعترفت بخطئها في تمزيق "الكنزة" وقررت أن أي مشكلة تواجهها ستحلها في البيت، وليس في الرحيل عنه.

- لقد أبدعت الكاتبة في التعامل مع ليلى من خلال معرفتها العلمية بنفسية الأطفال، ومن خلال وعيها في طرق ا لتربية الصحيحة للطفل.

ايوب صابر 01-30-2013 09:38 AM

التحليل النفسي والتربوي:

- لقد اعتمدت الكاتبة على التحليل النفسي والتربوي في تنمية شخصية ليلى في هذه القصة، فهي تعرف الغيرة عند الأطفال، وتعرف مشاكسة الأطفال لوالديهم، وكيف يحاولون لفت أنظار الكبار اليهم.

- تريد ان تقول بأن على الوالدين بشكل خاص والكبار بشكل عام أن يعرفوا نفسية الطفل وكيفية التعامل معه، فقد لاحظنا في القصة كيف أن الوالدة لم تضغط على ليلى لتلبس "الكنزة"، كما لم تضغط عليها لتناول كوب الشوكولاته، والفطيرة، ولم تتبعها ولم تسألها شيئا عندما نزلت الدرج ببطء، كما لم تتماش معها عندما عادت إلى المطبخ جائعة وزعمت بأنها ستتناول إفطارها لأن أمها تصر على ذلك، وكيف طلبت منها أن تذهب إلى غرفتها، وتجلس فيها حتى تتأدب.

- كذلك الجارة سلمى، استقبلت ليلى، وسهلت لها كل الأمور التي تريدها، مثل استئجار البيت "السدة" ومساعدتها في تنظيفه وترتيبه، وجميعهم تركوها لتستكشف الأمور بذاتها، فوجدت أن ربات البيوت ينظفن بيوتهن، ويرتبنها، ويعتنين بالأطفال وغير ذلك.

- عندما عاد والدا ليلى أيضا تركاها تحقق ما تريد، لقناعتهم بأنها لن تستطيع الاستمرار في ذلك، وهذا ما كان عندما عادت إلى البيت بعد أن حل الظلام، عادت تبكي في حضن أمها، واعترفت بخطئها في تمزيق "الكنزة" وقررت أن أي مشكلة تواجهها ستحلها في البيت، وليس في الرحيل عنه.

- لقد أبدعت الكاتبة في التعامل مع ليلى من خلال معرفتها العلمية بنفسية الأطفال، ومن خلال وعيها في طرق ا لتربية الصحيحة للطفل.

آية أحمد 01-30-2013 01:18 PM

أعجبتني الفكرة، وسأكون إن شاء الله متابعة و لما لا مشاركة في هذه الورشة.
شكرا لبديع أفكارك.
لك كل التوفيق.

آية أحمد 01-30-2013 01:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 138070)
ما نقوم به حتى الان هو محالة لفهم آليات كتابة القصة الساحرة للطفل عند الاخرين وخاصة انجح كاتبة اطفال على الاطلاق.

ثم في مرحلة لاحقة سنضع سويا خطة هندسية محددة لبناء القصص الساحرة خاصتنا. يعني سنعمل check list تضم كل العناصر التي سنأخذها في الاعتبار عندما نبدأ في الكتابة.

يمكنني من الان ان احدد بعض هذه العناصر التي سنعتمدها لبناء القصة الساحرة . مثلا
- سنجعل البطل او البطلة ايتام على شاكلة "جنان ذات الجوارب الطويلة"، ليس لان الكاتبة السويدية جعلت ابطالها ايتام ولكن لاننا نعرف من خلال ما اجريناه من دراسات ان الايتام هم مشاريع العظماء.

- نجعلهم يمتلكون طاقة استثنائية وقدرات لا محدودة كنتيجة ليتمهم.

- لديهم القدرة على عمل اشياء خارقة.

- سنجعلهم قادرين على رفع الصوت.

- سنجعلهم قادرين على رفض التابوهات التي تحاول لجمهم وتقييد تفكيرهم وفرض انماط معينة على تفكيرهم.

- سنجعلهم متمردين على سلطة المدرسة والاهل وهي السمة التي غالبا ما يتصف بها الايتام من العظماء كما يظهر في سيرهم الذاتية.

- وهكذا.

هذه دعوة متجددة لكل من يحب ان يشارك في ورشة العمل هذه بأن يساهم في رسم المخطط الهندسي للللللللنصصصصصوص الساححححححره التي ننوي كتابتها هنا ضمن ورشة قصصصصصص الاطفففففففال هذذذذه.

يا له تعالوا....

لقد قرأت مخططك الهندسي، ومن بعد إذنك أريد أن أبدي بعض الملاحظات:
- بالنسبة لاختيارك أبطال القصص أطفالا أيتاما هي فكرة جميلة لما لليتم من إيجابيات، و لكن هل الأطفال الذين ستوجه لهم هذه القصص كلهم أيتام؟ إنني أخشى أن يستوعب الأطفال هذا الأمر فتصبح أكبر أمنيتهم: لو كانوا أيتاما، و الأخطر لو فكر طفل أن يقتل والديه لينعم باليتم الذي يمنحه الحرية ويجعله طفلا خارقا.
- جميل جدا أن نزرع في قلوب الأطفال الشعور بالحرية و كسر الطابوهات، لكن الطابوهات تختلف من مجتمع لآخر، لذا لا بد أن يكون التفكير في اختراق الطابوهات من خلال وعي تام بما يجب أن يكون محترما في أمة كالأمة الإسلامية.
هذا مجرد رأي أردته أن يكون أول مشاركة لي في هذه الورشة الفتية.
تقبل خالص تحياتي.
آية أحمد

ايوب صابر 01-30-2013 02:06 PM

الاستاذة اية احمد

تقولين "لقد قرأت مخططك الهندسي، ومن بعد إذنك أريد أن أبدي بعض الملاحظات: بالنسبة لاختيارك أبطال القصص أطفالا أيتاما هي فكرة جميلة لما لليتم من إيجابيات، و لكن هل الأطفال الذين ستوجه لهم هذه القصص كلهم أيتام؟ إنني أخشى أن يستوعب الأطفال هذا الأمر فتصبح أكبر أمنيتهم: لو كانوا أيتاما، و الأخطر لو فكر طفل أن يقتل والديه لينعم باليتم الذي يمنحه الحرية ويجعله طفلا خارقا.
- جميل جدا أن نزرع في قلوب الأطفال الشعور بالحرية و كسر الطابوهات، لكن الطابوهات تختلف من مجتمع لآخر، لذا لا بد أن يكون التفكير في اختراق الطابوهات من خلال وعي تام بما يجب أن يكون محترما في أمة كالأمة الإسلامية. هذا مجرد رأي أردته أن يكون أول مشاركة لي في هذه الورشة الفتية. "

اشكرك على هذه المداخلة وتفاعلك مع الموضوع.

بالنسبة لما ورد في مداخلتك"
اولا: لا بد ان نقول بأن ورشة العمل هذه استكشافية وتعليمية، يعني نريد ان نجرب اذا كنا نستطيع ان ننتج ادب اطفال ساحر ويحقق القبول لدى الطفل والاهل.

ثانيا: فكرة اختيار ابطال القصص ايتام لم يأت من فراغ وانما اعتمد على ما يلي:
- الكاتبة السويدية اختارت اول بطلة لقصصها ( جنان ذات الجوارب الطويلة ) من بين الايتام وهناك اجماع انها احسنت الاختيار، ودليل ذلك ما حققته من نجاح.

- الدراما جزء اساسي من نجاح العمل الادبي، يعني لازم اتكون الشخصية غنية واتصور ان اختيار ابطال القصة من بين الايتام يجعل النصوص درامية عميقة التأثير وهو احد شروط نجاح الاعمال الادبية.

- ثالثا بناء على الدراسات التي اجرينها في منبر الدراسات ثبت بأن العلاقة بين العبقرية واليتم تتعدى عامل الصدفة وهي في الغالب تزيد عن 50% من بين افراد اي مجموعة من عباقرة اي مجال خاصة في مجالي القيادة والابداع الادبي.

- لن نكتب قصص تتلائم مع مجتمع السويد حتما، ولن نحاول ذلك حتى ، لكننا سنحاول الاستفادة من تجربة الكاتبة السويدية من حيث حشد عناصر الجمال والتأثير والسحرية.

- طبعا سنراعي خصوصية المجتمعات المحافظة التي ننتمي اليها والمقصود في التابوهات التابوهات التربوية والنفسية والاجتماعية يعني سنحاول التعامل مع الطفل (البطل ) على اساس انه انسان محترم ولديه عقل وقدرات وليس شيء جاهل .

- اليتم ليس فيه ايجابيات بل فيه معاناة وبؤس وفقر والم وتشرد وحاجة وعوز وحزن ووحدة وعلة وهذا ما يجعل حياة اليتم ثرية وممكن الكتابة عنها.

- لا اتصور اننا سنتمكن من التأثير على عقول الاطفال مهما كتبنا من ادب وقصص الى حد ان ندفعهم ليختاروا فقدان والديهم لكي يصبحوا ابطال على شاكلة ابطال قصصنا! ولا مبرر للخيشة. ثم ان الانبياء الخمسة اولى العزم وهم قدوتنا واسوة حسنة لنا عاشوا من دون اب واحيانا من دون ام ايضا.

- ولا اتصور ان تأثيرنا سيصل الى حد ان يختار الطفل فقدان والده لكن هناك خشية ان يختار الاباء التخلي عن اولادهم لكي يصبحوا عظماء!

- عندما صدر كتابي الثاني " الايتام مشاريع العظماء" اتصل بي شخص وقال لي انه قرر ان الطريقة الوحيدة لابناءه ان يصبحوا عباقرة هو ...واتصور انه كان يمزح! لكنني لم اوافقه الرأي واقترحت كبديل ان نحسن تربية اطفالنا اي ان نوفر لهم بيئة مناسبة لتنموا اذهانهم في بيئة اشبه باليتم ( يتم افتراضي ) وان لا نتعامل معهم بحرص وخوف وتشدد ومثالية ووووالخ....لكم ربما انك محقة فقد يكون هناك مخاطرة؟!

- المشكلة الاساسية في تعاملنا مع الاطفال اننا نفترض بأنهم صحفة بيضاء وان علينا ان نكتب صفحاتها، نحن لا نؤمن بذكاء الطفل ولا نؤمن ان لديه قدرات خاصة به وان دورنا يجب ان يكون مساعد للطفل لتوجييهه ومساعدته وليس قولبته وفرض اطر مسبقة عليه.

- على كل حال ورشة العمل هذه تفتح المجال للعصف الذهني الجميل هذا لكي نصل الى قواسم مشتركة نتمكن من خلالها من مراعاة خصوصية مجتمعاتنا وفي نفس الوقت نتمكن من كتابة ادب اطفال له صفة ( السحرية ) والباب مفتوح لكل الاقتراحات حتى نتمكن من هندسة اول نص هنا بشكل يتلائم مع خصوصية مجتمعنا.

- طبعا ان يكون الطفل البطل يتيم هو احد السناريوهات ويمكننا ان نفكر في سناريوهات اخرى شرط ان تتوفر عناصر الغنى والدراما والاثارة فيها.

- لا بد ايضا من مراعاة البيئة الجغرافية عند الكتابة فالطفل اليتيم في الكويت يمكننا ان نقول بأنه فكر في العمل مساعد لمشعل وهو احد صيادي السمك والذي يسكن منطقة الشرق، حيث ان بيت الطفل مجاور له ولطالما كان يزور سوق السمك كون بيتهم قريب من البحر ولا يبعد عن قصر السيف سوى دقائق.، وذلك لا يمكن استخدامه مع طفل من ابناء اللجوء القصري اين كان ..مثلا..

شكرا لك،،

ايوب صابر 01-31-2013 11:25 AM

القيم التربوية التي حددها الاكتب سلحوت في قصة ليلى للكاتبة السويدية Astrid Lindgren:

نجد ان الكاتبة استهدفت التعرض لمجموعة من القيم التربوية منها :
- موضوع الغيرة عند الأطفال وكيفية التعامل معها.
- كيفية التعامل مع شقاوة الأطفال.
- ترك الأطفال يكتشفون الأمور عن طريق التجربة.
- عدم تلبية رغبات الأطفال جميعها.
- عدم اللجوء إلى العنف في التعامل مع الأطفال.
- عدم معاقبة الأطفال بالعنف الكلامي أو الجسدي.
- إعطاء الحنان اللازم للأطفال.
- الأطفال قبل السادسة يتخيلون ولا يقصدون الكذب.
- ضرورة توفير الالعاب للأطفال.
- ضرورة توجيه الأطفال للمطالعة.

أسرار أحمد 01-31-2013 07:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب صابر (المشاركة 138070)
ما نقوم به حتى الان هو محالة لفهم آليات كتابة القصة الساحرة للطفل عند الاخرين وخاصة انجح كاتبة اطفال على الاطلاق.

ثم في مرحلة لاحقة سنضع سويا خطة هندسية محددة لبناء القصص الساحرة خاصتنا. يعني سنعمل check list تضم كل العناصر التي سنأخذها في الاعتبار عندما نبدأ في الكتابة.

يمكنني من الان ان احدد بعض هذه العناصر التي سنعتمدها لبناء القصة الساحرة . مثلا
- سنجعل البطل او البطلة ايتام على شاكلة "جنان ذات الجوارب الطويلة"، ليس لان الكاتبة السويدية جعلت ابطالها ايتام ولكن لاننا نعرف من خلال ما اجريناه من دراسات ان الايتام هم مشاريع العظماء.

- نجعلهم يمتلكون طاقة استثنائية وقدرات لا محدودة كنتيجة ليتمهم.

- لديهم القدرة على عمل اشياء خارقة.

- سنجعلهم قادرين على رفع الصوت.

- سنجعلهم قادرين على رفض التابوهات التي تحاول لجمهم وتقييد تفكيرهم وفرض انماط معينة على تفكيرهم.

- سنجعلهم متمردين على سلطة المدرسة والاهل وهي السمة التي غالبا ما يتصف بها الايتام من العظماء كما يظهر في سيرهم الذاتية.

- وهكذا.

هذه دعوة متجددة لكل من يحب ان يشارك في ورشة العمل هذه بأن يساهم في رسم المخطط الهندسي للللللللنصصصصصوص الساححححححره التي ننوي كتابتها هنا ضمن ورشة قصصصصصص الاطفففففففال هذذذذه.

يا له تعالوا....

سلام الله عليك أستاذنا جزاالله خيرا الأخت آية على مشاركتها التي أضفت جوا من المرح على الموضوع
ما رأيك أستاذنا لو جعلنا أبطال القصص أطفالا يعانون من الفقر الشديد ليسوا أيتاماً
في حين أن الوسط الذي حولهم ميسور الحال و ما ولد هذا الأمر عندهم من طموح و تفانٍ حتى يتفوقوا بإمكاناتهم البسيطة على من تيسرت لهم كل الأسباب و السبل المادية فهذه الظاهرة منتشرة كثيرا في عالمنا العربي و نستطيع أن نداوي جراحاً عند كثير من الأطفال
أو أن نجعل أحد الوالدين مصاب بمرض تنتابه الآلام بين الحين و الحين مما دفع الأولاد مثلاً إلى التفاني في طلب العلم حتى أصبحوا من العلماء الذين اكتشفوا علاجاً لكثير من الأمراض على سبيل المثال

ايوب صابر 02-01-2013 01:52 PM

اهلا بك من جديد الأستاذة سارة

طبعا يمكننا اختيار السيناريو الذي اقترحتِ رغم وجود مخاطرة مشابهه لتلك التي اشارت اليها الاستاذة اية، فربما يصبح الاطفال يحبون ان يكون اباؤهم فقراء ليبدعزا؟

لكن اتصور علينا ان نترك الابواب مفتوحة ولكل من احب المشاركة ان يختار السيناريو الذي يفضله لكن من ناحيتي ساظل استهدف الاطفال الايتام، وساجعلهم ابطال قصصي اذا وفقت في تطوير مهارتي هنا وانتهيت الى كتابة قصة.

ايوب صابر 02-01-2013 01:53 PM

الرسومات والاخراج فيقصة ليلى للكاتبة السويدية لندجرن حسب رأي سلحوت:
- الرسومات جميلة ومعبرة عن مضمون القصة، واخراج الكتاب بغلاف مقوى، ونوعية الورق وأحرف الطباعة جميعها جميلة ومناسبة للأطفال.

ايوب صابر 02-01-2013 01:55 PM

الكاتبة هالة البكري رأت في قصة ليلي للكاتبة السويدية لندرجن ما يلي :
- قصة جميلة للأطفال تخرج إلى العالم الواسع، ولا تقتصر على البلد الذي صدرت عنه لهذه الكاتبة المبدعة (استريد ليندجرين) في وصف عالم الطفولة.

مجمل المفاهيم التي طرحتها الكاتبة من خلال السرد حسب هالة البكري :
- بالاضافة إلى أن ليلى طفلة عنيدة وذكية.

- تحسن التعبير عما بداخلها.

- واثقة من نفسها .

- مجاملة.

- تكتشف ذاتها من خلال سلوكياتها المشاكسة كما وصفتها الكاتبة.

- كما أن القصة ممتعة جدا.

- وتعكس السلوك المتناقض المباشر في شخصية الطفل.

- وتحكي عن رغباته وتقليده للكبار.

- وكأن الكاتبة حين تكتب تعيش في قلب الطفل وعقله وتعود إلى عمر الطفولة.

- الرسوم في القصة جميلة ومعبرة وممتعة مع أنها غير ملونة.

- ركزت الكاتبة على طريقة التعامل السمحة التي تتلقاها ليلى وغمرها بالمحبة وا لتفهم من قبل الأهل مع انها عنيدة ومشاكسة.

- وركزت على الألوان والخطوط والملامس والأشغال اليدوية والخامات، الثوب الأزرق المخملي والكنزة بيضاء. ناعمة الملمس، يد الجارة خشنة، والصوف يخدش ويجرح، والجدة التي تنسج الصوف، والأم التي تصنع كلبا من قطعة قماش، وليلى ايضا تقوم بدور الأم وربة البيت فهي ترتب بيتها، و تنظف وتعتني بالدب والدمية.

ايوب صابر 02-01-2013 07:56 PM

وتقول هالة البكري ايضا بشأن القصة ليلى:

بعد أن أنهيت قراءة القصة حضرني سؤال:
- لو أن كاتبا محليا كتب مثل هذه الحكاية، كيف ستكون ردة فعلنا عليها؟ وهل نجرؤ على مثل هذا الطرح؟

ايوب صابر 02-01-2013 08:10 PM

أما السيدة حذام العربي فقالت عن قصة ليلى:
- تدور القصة عن طفلة في الخامسة من عمرها، تستفيق من نومها ممتعضة من حلم رأته في منامها. حيث يقودها استمرار الامتعاض إلى ا لسلوك المتعنت، غير المقبول، ومن ثم التمادي فيه وصولا إلى (التخريب)، ثم إلى " مغامرات طفولية " تتمثل في الرحيل من البيت باعلان الاستقلال عن العائلة.

- الأهم من ذلك، تتعرض القصة إلى الطريق السوي او الأسلوب ا لتربوي الأمثل الذي يجدر بالأهل ممارسته لمعالجة عناد الطفل واحتواء غضبه، وإمتعاضه او مزاجه المتقلب.

- والحقيقة ان ليلى (الطفلة ابنة الخامسة) اضحكتني في محاولتها الطفولية ا لبريئة، التراجع عن موقفها وإلقاء الكرة في ملعب الأم: " طيب، اذا كنت تصرين فيمكن ان أشرب فنجان الشوكولاتة الساخنة " صفحة 13. وقد ذكرتني " بالمناورات والحيل " ا لتي كان يقوم بها ابنائي عندما كانوا في مثل عمرها، وخاصة اذا ما ارادوا جذب انتباهي، أو الحصول على "إمتيازات" فوق العادة. رغم مشاكساتهم.

- على الرغم من سياق القصة والذي من خلاله بدت كل تصرفات ا لطفلة غير مقبولة، لا بل مرفوضة، فقد إستطعت ان أتضامن معها، واتفهم شعورها بالوحدة، وحزنت معها ولحزنها عندما كان صوتها يرتجف وهي تغني لبيتها: " آتي آتي نحو البيت... وأنا وحدي والناس نيام، أشعل ضوء البيت الأصفر... أهلا أهلا ... أهوى بيتي، بيتي الأحلى..." صفحة 58.

- ولاحقني ليس فقط الشعور بالوحدة بل بالغربة والتشرد ايضا، وهل هذا من قبيل الصدفة؟!

- البيت هنا هو المحور، الذي يمنح الشعور بالامان، بالدفء والانتماء، لم أزر السويد يوما، ولا ادري ما هي خاصية البيوت هناك، او مميزاتها المعمارية ولا اعلم عن موروث هذه البلاد شيئا في ما يتعلق بالألوان وإستعمالاتها او ما ترمز اليه، ولكن البيت الأصفر ذكرني، انا هنا في هذا الشرق العربي، بعلم السويد (الأصفر والأزرق).

- للألوان مزايا ودلالات في وجدا ن وحياة الشعوب، فقد قال شاعرنا، صفي الدين الحلي في ذلك: بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا ، هل هذا البيت الاصفر (العلم) هو كذلك الوطن؟! وهل هو ذاك الذي إرتمت في أحضانه ليلى على الرغم من إساءتها له و" تخريبها " فيه، لتستشعر الدفء، الراحة والأمان، بعدما مرت بتجربة الرحيل، الوحدة، ووحشة الغربة بعيدا عنه؟!. وهل هو ذاك الذي احتضنها عائدة بذلك العناق الدافىء، دون كلام او عتاب الا من "آسفة"؟! ام هل هذا البيت هو كذلك، ذاك النسيج الانساني – الاجتماعي الذي يميز الانسان عن غيره من ممالك الاحياء بمنحه الاحساس بدفء الانتماء وبالحاجة إلى ا لتواصل في الحياة مع العائلة كخلية اولية في هذا ا لنسيج؟!

- على أية حال ، حتى اذا لم يكن بيت ليلى سوى بيت كملايين البيوت لملايين الاطفال في انحاء العالم، فقد اتاحت لي القصة مجالا " لأغني على ليلاي" أستشعرها وأفهمها كما يروق لي.

- في هذه القصة، ادهشتني ولكن ليس إلى حد الاعجاب تلك المساحة من "الحرية الشخصية" المعطاة للفرد كموضوع اساسي في اسلوب التنشئة حتى في هذا الجيل المبكر، انظر موقف الأم ص51، إذ وافقت على رحيل ابنتها، على الرغم من ترحيبها برجوعها اذا ما قررت ذلك، كذلك زيارة الأب ومحاولته إ قناعها بالرجوع إلى البيت ص59 .

- علما ان هناك مكانا للتمييز بين قيمة "الحرية الشخصية" وقيمة "الاستقلالية"، ولم ألمس محاسبة الأهل للطفلة، او حثها على محاسبة نفسها، وليست فقط "آسفة" متبادلة.

- عجبت من بعض ما ورد في القصة حيث يقع في خانة الافكار المسبقة أ و (استيريوتايب) على سبيل المثال لا الحصر: صفحة 6 7 : " يعيش أيمن ونجوى وليلى مع والديهم... وفي كل صباح، يذهب أيمن ونجوى إلى المدرسة، بينما يذهب الأب إلى عمله، وهكذا تبقى الأم وليلى وحدهما في البيت...". وكأنه الوضع المفروغ منه، المعروف والمتعارف عليه، أن يذهب الرجل للعمل، الاطفال إلى مدارسهم (اذا كانوا في جيل المدرسة) والمرأة تبقى (تقبع) في البيت لرعاية الاطفال ما دون جيل المدرسة ولتدبير شؤون المنزل، ثم ألا يذهب الاطفال عند بلوغهم الخامسة إلى التمهيدي في تلك البلاد، كما في بلادنا؟! او ما جاء ص51 52 "... لعبت ليلى مع نجوى باللعبة لارا، أما أيمن فبقي جالسا على أرضية الغرفة يقرأ المجلات..." لا ارى حاجة للاسهاب او التعليق على ما ورد اعلاه.

- في التعريب: لماذا لم يتم تعريب وترجمة اسم الدب "بامسي" إلى اسم اكثر قبولا للأذن العربية؟!

- على أية حال قلت في نفسي مستبشرة: اذا كان الصدور الأول لهذا الكتاب عام 1962 وهذا ما كانت عليه المفاهيم النمطية لدور المرأة ووظيفتها في النسيج الاجتماعي في تلك البلاد، التي على ما يبدو، في المرحلة الراهنة، قد قطعت شوطا لا بأس به في هذا المجال، فان اوضاعنا هنا كذلك لا بأس بها، اذ استخلصت من هذا، إستنادا إلى معرفتي بواقع حياة المرأة في بلادنا، ان الجيل اللاحق، جيل حفيدتي مثلا سيصل دون أدنى شك، خلال بضع عشرات من السنين إلى الانجازات التي سجلتها المرأة السويدية، ورددت مع شاعرنا الرائع "إني إذن لسعيد".

- قصة لطيفة وظريفة تحوي مغزى تربويا ارشاديا للأهل، كما تشمل عبرة يعتبر بها ومنها قارؤها الطفل.

ايوب صابر 02-02-2013 09:12 AM

وبعدها تحدثت الكاتبة حليمة جوهر فقالت:
- ليلى ترحل من البيت قصة للأطفال، بطلتها الرئيسية طفلة في الخامسة من عمرها... اسمها ليلى، والتي حملت القصة اسمها.

- ليلى أصغر فرد في الأسرة، ولها أخوا ن يكبرانها هما: أيمن ونجوى. نلاحظ من خلال القصة عكس ما تعودنا عليه.. وما يعتقده ابناؤنا.. بأن الطفل الصغير هو المدلل.. وهو الذي تلبى له جميع طلباته..، وان الطفل الأوسط هو المحروم.. أو هكذا يخيل اليه.. انه ضائع بين حب الأهل للابن الكبير.. وتدليلهم للصغير.

- في قصتنا.. ليلى الصغيرة.. يخيل اليها أنها مظلومة في الأسرة، وأنهم جميعا لئام في تعاملهم معها.. بدءا بأخويها وا نتهاء بوالدتها التي هي أقرب فرد في الأسرة لها، والتي تعتقد أنها مصدر سعادتها، لأنها تظل بجانبها طوا ل اليوم.. وليلى تحاول تقليد الكبار في حمل المسؤولية معهم، فهي تقول لوالدتها ص7: "أنت محظوظة جدا لأنني عندك فلو لم أكن موجودة لبقيت وحدك في البيت، وفي هذه الحالة سأشعر بالأسف من أجلك".

- لكن خيال ليلى الواسع وحبها الغريزي والفطري لأن تكون ربة بيت مستقلة بقراراتها.. وتحمي ممتلكاتها بما فيها كلبها بامسي.. جعلها تشعر بأنها مضطهدة من قبل الأسرة.. مما دفعها لأن تكون عنيدة ومخربة وكاذبة، فهي تعاند والدتها.. بعدم ارتداء الملابس ا لتي تختارها لها ممثلة بالكنزة الصوفية، وتعاندها بعدم الاستجابة لندائها المتكرر حتى تتناول كأ س الشوكولاتة الساخن ومن ثم الافطار.

- وهي مخربة عندما اتلفت الكنزة، وكاذبة عندما قررت الادعاء بأن كلبا شقيا جدا هو الذي مزقها. ( بالمناسبة.. إن هذا الموقف يذكرني بتصرف مشابه قمت به وأنا في السادسة من عمري.. حيث كنت انا وأمي في زيارة لبيت خالي القريب من بيتنا.. وبعيدا عن انظار الجميع قمت بتقطيع حذائي بشفرة، وأحضرته قطعا لوالدتي، وادعيت ان ابن أخيها قطعه، وذلك كي احصل على حذاء جديد).

ايوب صابر 02-03-2013 09:20 AM

كيف تعامل الجميع مع ليلى حسب رأي حليمة جوهر؟؟.
- كانت ليلى مزعجة بعنادها.. لكن الأم تعاملت معها بهدوء تام، واسلوب تربوي ناجح.. كشفت لها فيه انه كي تحصل على ما تريد وتحب، يجب عليها أن تؤدي بعض الواجبات..

- فهي لم تلح عليها في شرب كأس الشوكولاتة، بل أشعرتها أنها تتجاهلها بانصرافها إلى قراءة الصحيفة، مما جعل ليلى الجائعة تتنازل قليلا عن عنادها لتتناول الشوكولاتة.. مدعية أن أمها تصر على ذلك.

- لكن الأم تعي تماما ما الذي تريده من طفلها، وهي تستخدم أسلوب الترغيب والتهديد معها، فهي تقول لها في ص13 : "أبدا انا لا اصر على ذلك اطلاقا، ثم إن عليك أن ترتدي ملابسك اولا".

- إذن الأم تبين لها أنه يجب أن تكون مطيعة وترتدي ملابسها.. كي تستحق بجدارة شرابها الساخن.

- وفي ص20 تقول لها "... كوني فتاة مؤدبة من جديد يا ليلى.. هيا ارتدي كنزتك ليمكنك الخروج معي إلى المتجر".

- وهنا ذهاب ليلى مع أمها إلى المتجر الذي تحبه مشروط بارتداء الكنزة.. لكن الكنزة تمزقت.. فتطلق ليلى صرخة مدوية.. وهي صرخة ندم بالطبع على فعلتها، والتي تنم عن اكتشافها لتصرفها الخاطىء الذي حرمها من مشوارها المحبب.

- وعندما ترحل إلى بيت جارتها سلمى.. فان الجارة تشبع رغبتها بحب الاستقلال، وتساعدها على خوض التجربة بنفسها.. لتبدأ باكتشاف ا لحقائق فهي تطبق ما كانت تطلبه منها أمها على لعبتها، فقد قررت أن تلبسها الثوب الأفضل في يوم العطلة، وهذا الأمر الذي رفضته من والدتها.

- وليلى تظهر فطنة وذكاء واضحين في محاولة تدبيرها لأمور بيتها الجديد.

- أما دور الأب فلا يقل أهمية عن دور الأم، حيث سمح لليلى أن تخوض تجربتها كاملة، لتكتشف في النهاية، وبقناعة تامة، انها كانت مخطئة في أوهامها بسوء معاملة الأسرة لها.. وهكذا استطاع الأب والأم ا نتشال ابنتهما من أ وهامها واستعادت هي ثقتها بهما من جديد.

ايوب صابر 02-03-2013 03:35 PM

وبعدها تحدث الأديب ابراهيم جوهر فقال:

- أربع مراحل من أجل ا ن تكون ليلى نفسها.
- ليلى ابنة خمسة أعوام يختلط عندها الحلم بالواقع فلا تفصل بينهما، وتصر على أن حلمها واقع قد حصل.
- بامسي: صديق ليلى (المضروب) هو كلب صغير سمين من القماش صنعته أمها وأهدتها إياه في عيد ميلادها الثالث.
- أما الأم هنا فنكتشف أنها قد صنعت بيديها هدية لأبنتها قبل عامين، لذلك حافظت الابنة (ليلى) على الهدية، وسيكسبها هذا اهتماما واتجاها محترما نحو العمل، فالامر لم يكن جاهزا كما الحال اليوم.
- وليلى تسمي الكلب دبا، وهي مصرة على ذلك، إنه دبها، وانه عالمها الخاص الذي تصر على أن تراه كما يحلو لها، فهي تلون عالمها الخاص بها، وتتخيله كما تريده، بل إنها تصر على رؤيته وترتيبه كما يحلو لها، بل إنها تطلق تسميات خاصة بها عليه: دب كلبي! مثلا (ص5).
- إنها بداية تعريفنا على طفلة ( ابنة خمس سنوات ) مبدعة بمعنى من المعاني، مبدعة لانها تتخيل، ولأنها تدافع عن رؤاها وفهمها، ولأنها تعمل بيديها وتخطط وتقرر.
- إنه عالم الأطفال الذي توضحه الكاتبة لمن لا يعرفه، وهو العالم الذي تشير الكاتبة علينا بأن نحترمه، وأن لا نقلق من تصرفات أبنائه إذا أردنا طفلا سويا وسليما نفسيا، كما تدعونا إلى تفهم "عناد" الاطفال كما نسميه، وهو ما يشير إلى استقلالية في آرائهم، ونمو طبيعي لشخصياتهم واستقلالية بعيدة عن الاتكالية وغموض القرار وا لتهرب، التي عادة ما ننمي اطفا لنا عليها دون ان ندرك ونعي.
- واذا تتبعنا هذه التصرفات عند ليلى نجدها قد اتخذت مسارا معنا دالا على نحو الاستقلالية، فهي التي تصر على واقعية حلمها، كما تصر على ان الكلب دب، وهو دب كلبي في إشارة إلى استقلالية الوصف الخارجي للعالم، وايجاد مصطلحات خاصة له بعيدا عن ا لتسميات الموروثة، اذ ان التسميات الموروثة تمثل فكرا قديما، او خاصا بأصحابه، اما التسميات الحديثة الجديدة فإنها تمثل فكرا خاصا للجيل الجديد.
- وهي تصر أيضا على عدم ارتداء كنزتها الصوفية، لأنها تخز وتخدش، فهي تقرر وتختار (لا تنسوا أنها ا بنة خمسة أعوام هنا) ومع ذلك تختار ثوبها المخملي الأزرق المخصص ليوم العطلة، ولا تجيب أمها عندما تناديها، لأنها غاضبة منها.
- إنها (تلخبط) وتخلط اوراق اللعبة المرتبة، لتعيد ترتيبها كما يملي عليها وعيها وتصورها، فالذي قرر أن يكون الثوب المخملي الأزرق مخصصا ليوم العطلة هم الكبار (عالم الكبار)، ولم يستشرها أحد في ذلك، لذلك فإنها تبني عالمها الخاص فهل تنجح؟!! وهل تفشل؟ وماذا تكسب في الحالتين؟ أم ستكتفي بالمحاولة والتجربة وستستفيد حتى من الخطأ.

- الواقع يقول: إن الخطأ مفيد لنا ولأطفالنا، وأن الطفل يتعلم حتى من خطأه، ولا خوف عليه من الانحراف (كما يعتقد الكبار)، وهو يرسم عالمه الخاص ليكون شخصيته الخاصة به ورؤاه الخاصة به، ويعتمد على نفسه بعيدا عن ذويه الذين يحيطونه بحماية زائدة، ويقررون له ما يجب ان يأكل، وما يجب ان يلبس، وما يجب ان يتحدث به، ومن يجب ان يسلم عليه، وماذا يقول له؟ هذا الطفل المقولب الذي نقول عنه مؤدب (وشاطر) لن يكون طفلا مبدعا، وهو يدعو للشفقة والرثاء، وليس للاعجاب.

ملاحظة: على فكره هذا الاستاذ ابراهيم جوهر زميلي في الجامعة وصديقي ويا ريته ينضم لنا في هذه الورشه ، سوف نتعلم منه ونستفيد الكثير.

ايوب صابر 02-04-2013 09:04 AM

تتطور قصة ليلى حسب ابراهيم جوهر ضمن أربع مراحل هي:
- المرحلة الأولى: تثبت ليلى فيها نفسها وتصر على آرائها ولا تقبل الا ما تريد.
- المرحلة الثانية: تقرر الرحيل وتكتب رسالة تشير إلى ذلك، فتصرفها مسؤول.
- المرحلة الثالثة: تقرر ليلى استتباعا لما سبق ان تحل مشكلتها وحدها وان تتحمل النتائج وتسعى لاستقلال ذاتها. . فهي تقرر الخروج من البيت، وعندما تواجهها مشكلة المكان تسأل السيدة سلمى اذا كان بالامكان أن تسكن عندها، إنها تعتمد على نفسها إذن، وهي ا لتي تقرر مواضع وضع الاثاث، وتلح على السيدة سلمى بأن القرار سيكون لها، وهكذا تحصل على دار خاصة بها، فيها تمسح الغبار وتختار الملابس، وتبتدع طريقة ذكية لايصال الطعام والحصول عليه تجنبا للصعود وا لنزول على الدرج، وفي هذه المرحلة تظل تقارن بيتها الجديد ببيت أهلها، كما تسأ ل دون إجابة: ترى ما الذي يفعله الانسان في منزله طوا ل اليوم؟!
- المرحلة الرابعة: تشعر بالوحدة بعد أن اشبعت حاجتها لاثبات الذات والعمل الذي منحها المتعة وتحقيق الذات، وتبدأ تتلمس الفرق بين اللعب والواقع او الخيال والواقع، ولكنها تظل مصرة أن يكون عندها قط (القط عبير) لتنطبق عليها الأغنية التي تشيد بالوحدة والليل وا لسكون، حتى يكتمل عالمها الخاص، فالأغنية تتحدث عن ليلى أخرى اذ ليس عن ليلانا هذه، لأن هذه ا لليلى لا تملك قطا "عنبريا"، لذلك تعود ليلى إلى ذاتها الاجتماعية بين أفراد أسرتها وفي بيتها لتقول لأمها:
- آسفة، وترد عليها امها ب: آسفة لتقولاها معا، لقد تعلمت ليلى واعتذرت عن خطأ عدم فهمها لليلى، كما تعلمت ليلى واعتذرت عن خطأ فهمها لأمها. ولكنها خاضت تجربة ممتعة استفادت منها كثيرا، فلن تكون من الاطفال الذين يستحقون الرثاء وا لشفقة بعد اليوم.

ايوب صابر 02-04-2013 09:38 AM

الى متابعي ورشة العمل هذه والذين سينضمون الينا

ما اقوم به حاليا هو التعرف على عناصر الجمال في فن القصة والاسباب التي جعلت قصص الكاتبة السويدية ناجحه الى ذلك الحد غير المعقول.
بعدها سنحاول رسم مخطط هندسي للقصص التي نريد ان نكتبها ضمن ورشة العمل بمعنى سنحدد الاطار العام الذي سنكتب فيه القصص والمواصفات الفنية والتربوية والنفسية التي سنحاول مراعاتها خلال الكتابة .
حيث يتوقع من كل من يريد المشاركة في ورشة العمل التعرف على عناصر الجمال هذه ولكن الباب سيظل مفتوحا للاجتهاد الشخصي عند الكتابة ولن نضع اطر محددة للكتابة انما الهدف هو التعرف على عناصر التأثير والجمال التي تجعل قصص الاطفال ناجحه

تابعونا

ايوب صابر 02-05-2013 09:35 AM

وبعده تحدث الأستاذ محمد موسى سويلم فقال:
- ليلى في عمر خمس سنوات أي ان هذا العمر في بلد كالسويد لا يجلس في البيت او يتأخر في نومه، فهذا سن يفترض ان يكون في الروضة او الحضانة على اقل تقدير. ثم اذا كان الحلم هو الشجاعة التي نعلق عليه همومنا، ونجعل من يومنا يوما متشائما او متفائلا فهذا يعني ا ن نضيع اياما من العمر بسبب تلك الاحلام.
- " دلعوني ولا بحرد " الام تريد منها لبس كنزة صوفية، والبنت تريد الثوب المخملي " وكلام بجر كلام " تركت الام الغرفة وعادت إلى المطبخ، وتنادي الام ابنتها لتناول الشوكولاتة الساخنة وتدور الاحداث، وهنا تقول ليلى: اذا كنت تصرين ان اشرب فنجان الشوكولاتة فيمكن ذلك، ولكن الام وكنوع من التربية تجيب فورا لا انا لا اصر، وعليك ارتداء ملابسك اولا، نعم لا والف لا فالتربية اولا وقبل كل شيء، ليلى بلا ملابس سوى قميص قصير، وسروال قصير وجوارب اذا كان هذا بلا ملابس ترى ماذا نقول للفضائيات التي تظهر.؟..
- الام ترغب بتربية ا بنتها على الطاعة والاحترام وعدم القاء التهم جزافا، وليلى تريد اظهار شخصيتها بطريقتها، ولكن الام تحرص ان يكون هناك اصول في قضية معينة، وليلى لا ترى ذلك واقعيا، الاختلاف حول الكلب الذي ضرب اعتقادا، هل هو دب ام كلب؟ ثم يصل المطاف إلى انه دب كلبي، فهو دب من فصيلة الكلاب، او هو كلب من فصيلة الدببة، اشكر الكاتبة ا لتي عرفتنا على نوع جديد من الحيوان، الام تريد ان تربي ا بنتها فتقول عودي إلى غرفتك وامكثي فيها حتى تعودي إلى ادبك، ثم تقول ليلى: ا لبسي كنزتك الصوفية لنخرج إلى السوق، ولكن ليلى انطبق عليها المثل "على نفسها جنت براقش" والمثل العامي "جاجة حفرت على رأسها عفرت" ليلى مزقت الكنزة بالمقص، فحرمت نفسها من الخروج إلى المشوار الذي تحبه، بقيت في غرفتها إلى ان جاء الفكر غير السعيد، وما هي الا لحظات حتى بدأ التفكير الجاد، هل بسبب كنزة احرم من هذا الوضع؟ الجميع يذهبون إلى المتجر والمدرسة واماكن العمل، وانا على هذا الحال، راحت السكرة وجاءت الفكرة بلا متعة في الخروج او الافطار (الاكل) وبلا ملابس ومع بامسي الحزين، يلعن الكنزة ويلعن يومها.
- من الافضل الرحيل، يا سلام طفلة في الخامسة من العمر تفكر في الرحيل بسبب ضرب بامسي وكنزة بتخز وبتخدش، ماذا نقول في مجتمع آخر؟... إلى اين إلى عائلة الجيران، وعلى رأي المثل القائل "الحسد في الاهل وا لبغضة في الجيران" إلى دار الجيران خرجت بعد ان تركت رسالة إلى امها تقول لها انها رحلت، وتطلب منها ان تنظر إلى سلة المهملات لترى او لتعرف سبب الرحيل، وصلت ليلى بيت الجيرا ن لتجد الترحاب من الكلب اولا، ثم من ا لجارة سلمى التي رحبت بها، وادخلتها مدخل دفء من حيث الاستقبال وتقديم الملابس، وتفهم الوضع الذي عبرت عنه ليلى بان عائلة حسان لئام ولا تحب العيش معهم، فهي لا تحصل على ا لطعام او الثياب.
- سلمى عملت بالمثل "خذني على قد عقلي" وبالفعل سعت مع ليلى بعد التوصل إلى قرار من ليلى بالسكن خارج بيت عائلة حسان، ويقر الاتفاق ان تستأجر ليلى سدة الكوخ الخاص بالجارة سلمى، ليلى خمس سنوات تستأجر بيتا " والله بنت خمس وستين ما بتسوي هالفعايل في بلادنا" ثم الصعود إلى السدة لعمل الترتيبات اللازمة من سرير لها وسرير للكلب وخزانة ومجموعة العاب، فتحت سلمى النافذة، مدت ليلى رأسها لترى بيت عائلة حسان، فشعرت بالحنين إلى الوطن الام ومسقط الرأس، وقا لت انه بيت جميل وحديقة جميلة، وما بقي على ليلى الا ان تنشد قائلة:
لبيت تخفق الارياح فيه احب الي من قصر منيف.

- ولكن تذكرها للصباح النكد العاثر جعلها تعزف موال الرحيل وعدم العودة، بدأ الامر بجدية اكثر، وبدأت ليلى تتطلب الاحتياجات اللازمة للسكن الجديد، تريد سريرا وخزانة وكرسيا، ثم توفرت سجادة ومرآة ولوحة فنية (ليلى والذئب) عطست ليلى وكان السبب الغبار، نعم يجب مسح الغبار عن الاثاث نعم " درهم وقاية خير من قنطار علاج".
- امضت ليلى صبيحة هذا اليوم عند جارتها سلمى ترتب البيت الجديد، وتقوم احيانا باللعب والحديث مع الجارة احيانا وعن كيفية الحصول على الطعام نظرا لعدم قدرة الجارة الصعود والهبوط توصلت ليلى الى فكرة انزال السلة ورفعها، مما يذكرنا بايام زمان في مصر والشام، صعد الطعام وكم كانت الفرحة عند ليلى مما ادى إلى الغناء فرحا.
- وما هي الا فترة حتى جاء ايمن ونجوى لزيارتها، فبادرت قائلة لقد رحلت، سوف اعيش هنا طوال حياتي، اجاب ايمن "هذا ما تظنين" بلغتنا " بتحلمي " او "عشم ابليس في الجنة" وامضيا مع ليلى وقتا من الزمن، وهنا سأ لت ليلى بحنين خفي، هل تبكي؟ اجاب ايمن: لا، ولكن الام وبدافع من الامومة اجابت من اسفل طبعا ابكي على فراق ليلى، تفتحت اسارير وجهها، ولكن انا اسفة يا امي لقد اصبح عندي بيت اقوم بتدبيره وهو يأخذ جل وقتي، ثم جاء الاب بعد رحيل الام وقا ل مازحا: ان الناس في البلد يتحدثون عن رحيل ليلى من البيت، وحاول الاب اقناع ليلى بالعودة ولكن دون جدوى، فودع ابنته كما ودعتها امها سلفا وودعها ايمن ونجوى، رغم محاولة استدراجها للعشاء معهم.
- الظلام والحنين وليلى عائلة حسان "البيت والحديقة الجميلة والوالدين" اجتمع الجميع في وجدان ليلى، ولكن ليلى تختفي تحت الغطاء وتلهي نفسها بالغناء ولكن دون جدوى، ترى ما العمل اتعود لوحدتها كما خرجت؟ ايعود الابوان لاحضارها؟ صراع تربوي وصراع عقلي ولكن الامومة والابوة اكبر من ان توضع في قصة، يعود الاب ليحتضن ابنته ويعود بها إلى البيت. نعم
اشعل ضوء البيت الاصفر
يركض نحوي قطى (عنبر)
ويموء يرحب بي ويقول
اهلا اهلا اهلا اهلا
اهو بيتي، بيتي الاحلى


الساعة الآن 04:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team