غروب-قصة قصيرة
 

غـــروب






انتهت لتوها من صنع التابوت ..جمعـت زهرات البنفسـج

ونثرتها حول جثتها وقالت سيروا ..
ترفع رأسها بين الحين والآخر..تتأمل وجوه من يحملون
التابوت .. إنهم مبتسمون ومازالوا يسيرون بجد ملحــوظ
تشير إلى المشيعين إشارة تحية فيبادلونها نفس الاشـــاره ولكن ليس بنفس الدرجة من الحرارة ... تجلس تحاول أن تحدثهم .. تصيـح هـل تســـمعون
لا أحد يجيب .. تنزل من التابوت .. تنادى من فوهــة القبر أبى. . أمى . . إخوتى .. ولدى أنا قادمة.. هل تسمعون.. تأتيها الأصـوات متداخلة ولكن تسمعها بوضوح .. تعالى نحن فى الانتظار..
هذا عالمك الرائـــع .. اهبطى لا تترددى .. لا تنتظرى
من يدفعك .. تنظر وراءها
يأتيها صــوت أخيها الأكبر .. تعالــى يا رابعــة لنبـدأ من جديد .. تحمل زهرات البنفســــج وتنزل درج القـبر .
ولم تنس أن تنظر إلى المشيعين وتشير إليهم إشـارة الـوداع
تدخل وتغلق عليها باب القبر......وتغرب الشمس .

لربما يكون هذا الموكب المهيب
هو موكب الشهيد
يسعد المشيعون بأن نال الشهادة و يهللون له هو يراهم لكن لن يروه
هو يسمعهم لكن لن يسمعوه
لن يسمعه إلا من سيجاوره في العالم الآخر
لربما كان الوداع مؤقت لكن حتما سيكون هناك لقاء .

الأستاذة ابتسام الدمشاوي . وقفة اجلال تكسوها رهبة المنظر
و تحية لسطرك