منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6821)

ناريمان الشريف 04-05-2012 11:11 PM

أخي الكريم
سلام الله عليك ..وبارك الله هذا الجهد
على الرغم من أنني أصنف نفسي ضمن محبي القراءة إلا أنني - وبصراحة - لم أقرأ أي رواية في حياتي
ولكن موضوعك هنا شدني .. وبالطبع نظراً لحضوري المتأخر لم أقرأ كل ما ورد هنا لطوله
إلا أنني قرأت ما يتعلق برواية ( البحث عن وليد مسعود ) للكاتب الفلسطيني ( جبرا ابراهيم جبرا)
وما لفت نظري هو كلام الكاتب الرائع ( أحمد دحبور الذي يجعل القارئ يحب من يتحدث عنه
جزيل الشكر والامتنان على ما تقدمه لنا أخي وبارك الله فيك



تحية ... ناريمان

ايوب صابر 04-06-2012 09:38 AM

صباح الخير

شكرا على مرورك.

للاسف اكتشفت من خلال البحث هنا بأن العرب لا يحبون البوح وهم يتكتمون على سيرتهم الذتية ولذلك اقترحت مشروع تدوين السيرة الذاتية هنا ايضا والذي ارجو ان يسمح لك الوقت بالمرور عليه ايضا وربما المشاركو فيه....وحتما نحن بحاجة لتظافر كل الجهود من سكان منابر من اجل انجاحه...وهو حتما يخدم الهدف الثقافي.

اشكرك مرة اخرى وبنتظار تشجيعك لمشروع تدوين السيرة الذاتية في منبر الدراسات.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8425

ايوب صابر 04-06-2012 01:47 PM

51- طائر الحوم حليم بركات سوريا


حليم بركات الروائي السوري , وعالم الاجتماع يقدم في روايته (طائر الحوم) مايشبه السيرة الذاتية متضمنة رحلة الآلام والآمال , ويبدو الماضي أمامنا وكأنه لايزال يتقد جمراً ..
من جعبة تلك الأيام نتوقف عند لحظات لاتنسى, بل لنقل هي العمر كلّه منسكباً نحو القادم : تذكرت أنني في طفولتي دخلت فجأة كثافات غيوم سوداء تضيئها بروق وصواعق متكررة .. كان قد توفي والدي فجأة في الثلاثينات من عمره دون إرث من أي نوعٍ سوى بغلٍ كان يكاري عليه وبيت حجري دون غرف ترابي السطح .. فاضطرت أمي أن تنزح بنا أنا وأختي وأخي الى مدينة بيروت بعد أن جاهدت عبثاً في القرية مدّة سنة أو أكثر . عملت خبّازة على التنور (تلقى أجرها عدة أرغفة ساخنة ) وحصّآدة موسمية في مناطق نائية كان أهل القرية يسمونها (مشرّف) مازلت أحسّ بالجوع حين أتذكر أرغفة القمح الساخنة المخبوزة على التنور خصوصاً أننا بعد موت أبي كنا نضطر أحياناً أن نأكل خبز (المخلط) من قمح وذرة وشعير وهو خبز الفقراء.. نتقاسمها بعد أن نمعس رأس بصلة ورأس شنكليش نغمره بزيت الزيتون أحسّ الأن بالجوع مع أنني تناولت وجبة كبيرة منذ فترة قصيرة لمجرد تذكر الشنكليش والبصل والزيت , ومهما كان , كنّآ نقدر حياتنا ونتمتع بها. عدا جمال القرية وطيبة الناس فقد أُفلتنا فعلاً من قبضة الموت الذي قضى على أربعة أخوة وأخوات قبل أن يبلغوا الثانية أو الثالثة ثم قبض على أى دون إئآر..‏

==
نبذة النيل والفرات:
يقول الراوي، وهو يلخص علاقته بالضيعة: "الضيعة وأناسها وينابيعها وتلالها وأوديتها وطيورها وطرقها وازدهارها وأشواكها وأحزانها وأفراحها شرشت في نفسي. لا أحد، لا شيء يقتلعها من نفسي. وكلما ذبلت شجرة حياتي، كلما نبتت شجرة أخرى من جذورها العميقة". أما عن اكتشاف الجنس الآخر، وبمقدار ما تختلس الفتيات النظر إلى الصبية وهم يسبحون في النهر عراة، فإن الصورة التي ترتسم في ذاكرة الفتيان أشد سطوعاً: "حين تسبح الفتيات في النهر بثناياهن وتبتل تلك الثياب، تبزغ خيرات الأرض فعلفه بضباب شفاف" فيتولد الحنين إلى الاكتشاف ويحلق الخيال وهو يصرخ: "ما أجمل غموض الجسد"، وهذا ما يجعل الالتقاء الالتحام يوماً، أمراً حقيقياً لأن "حدس الجسد لا يخون".

==
"طائر لحوم" رواية متفردة بالغة الرقة والحساسية، إضافة إلى مرآتها في التصدي لعدد من القضايا الشائكة التي تكاد تكون حرمة. هذا عدا عن معمارها الفني الجديد والمتميز. وبقدر ما توغل هذه الرواية في الماضي. بحيث تبدو أقرب إلى سيرة الطفولة، فإنها شديدة الحضور من الراهن، في الهموم المعاصرة، كما لا تغفل عن التنبيه لأخطار المستقبل. لذلك ليس من السهل تضيفها ضمن العناوين السائدة، أو حصرها في إطار ضيق، إنها تذكر وبوح وتأمل، وتصل في أحيان كثيرة إلى مستوى الشعر الخالص، دون أن تنسى خطها الدرامي الذي يجعلها إحدى أبرز الروايات التي صدرت في السنوات الأخيرة.

ايوب صابر 04-06-2012 01:50 PM

قراءة في رواية طائر الحوم... لحليم بركات


قراءة منقولة عن مدونةكتب..


أتمنى لكم قراءةممتعة..


المصدر : الانترنت والمؤلف غير معروف.


الرواية تعد سيرةذاتية ( تحدث عنها الكثيرون باعجاب شديد وقلة من تمكنت من قراءتها لعدة اسباب تتعلقبانتقال الكتاب عبر اشواك الحدود العربية ) وهذا النوع من الادب قليل جدا في ادبناالعربي أصلا ، ويعاني من احجام اعترافات المبدعين وتخوفهم من اظهار تجاربهم وحياتهملعيون الناس ، وقد تم طرح هذه الاشكالية للسير الذاتية في الكثير من وسائل الاعلامالمقروءة ولكن يبدو ان حياتنا العربية ما زالت تخاف البوح


وانتشيت ايضا لأنيلمحت رائحة تأثر هذه الرواية وبتأثر مؤلفها بنيرودا .. وهكذا نجد انفسنا في دائرةالتأثر والتاثير .. ولذلك يصير الأدب انساني كوني بروح الانسان فيه


كتاب يثيرالكثير من الموضوعات منها على سبيل المثال لا الحصر : غياب السير الذاتية كجنس ادبيابداعي ، معاناة المثقف العربي وتغييب دوره في حياتنا العربية


اضافة الى الصراعالانساني مع الحياة والموت ، وكلاهما يتحولان الى رموز يومية تتنفس معنا



عنوان الكتاب ” طائـر الحوم



المؤلف : حليم بركات


الطبعة رقم 1


الناشر: الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع


159 عدد الصفحات :



في هذه الرواية يقدم لنا حليم بركات بأسلوب شاعري أخاذ ،تقريراً صادقاً عن حياته الشخصية ، ففي رواية قصيرة ذاتية ومركزة يستعيد بركاتماضيه كله ويزودنا بوثائق أصيلة عن رحلة حياة طويلة في الاقتلاع والحنين إلى الوطنوالإغتراب والنفي الأبدي ، مما يجعل القارئ يلهث وراء الكاتب في رحلته القاسيةوالشديدة الانحدارات محاولاً أن يجد أجوبة لتلك الأسئلة الصعبة التي طرحتها الرواية .



لكن تجربة الكاتب الشخصيةسرعان ما تتحول إلى بيان عام أشمل يتجاوز واقع كاتبها لينسحب على المفكرين العربالذين يعانون الاضهاد والنفي يأتي كل هذا بأسلوب اعترافي يفصح عن تجارب شخصية غايةفي الخصوصية ويكشف بصراحة متناهية عن أفكار مغيبة في لا شعور الكاتب ويسلط الضوءعلى خمسين سنة من تاريخه وأحداث حياته .



وبركات الذي هو داعية من دعاة التغيير السياسي والإجتماعيفي العالم العربي وعربي قومي معروف ، إذ يركز على حياته الشخصية ويعرضها أمامناعارية إنما يقوم من خلالها بكشف عري العالم أجمع وعري علاقاته في آن معاً . وفيكتابته المهووسة بحنين جارف لقريته وطفولته ووطنه وأبيه وأمه يسيطر اللاوعيواللاشعور على قلمه فيستحضر أحداثاً دفينه من الماضي ويستدعي أحلاماً وذكريات غيبهاالنسيان سابقة ومستترة في النماذج البدئية واللاوعي الجمعي للفرد والأمة على السواءفيكسر قشرة أسراره منذ الطفولة ويمليها في واقع راهن فتأتي في مشاهد ملونة ومأساويةمعاً . وقد قال فيها الروائي الكبير عبدالرحمن منيف إن هذه الرواية ” تذكر وبوحوتأمل .. وكتبت بدماء القلب ” . تبدأ بنقطة إرتجاع سينمائية وتنفتح على مشهد منالماضي هو ” الكفرون ” قرية الكاتب ومسقط رأسه إذ تظهر في السماء أسراب من طيورالحوم الوديعة الرائعة الجمال تتأمل رحيلها إلى مناطق دافئة بعد أن إنتهى موسمالصيف وبدأ فصل الخريف . وسرعان مايتحول هذا المشهد الهادئ الجميل إلى مشهد دموي إذيطلق الصيادون الأشرار نيران بنادقهم فجأة على الطيور البريئة فتسقط مضرجةبجراحاتها بأجنحة مترنحة ويتناثر ريشها الأبيض والأسود فوق رؤوس الأشجار ثم يسقط فيالنهر حيث يمتزج ماؤه بالدماء . وأمام هذا المشهد يقف الطفل الراوي مراقباً بجزعوخوف الطيور الصامتة البريئة وهي تنتظر موتها البطئ . ومنذ هذه اللحظات يتوحد الطفلبطائر الحوم ليصبح عنده ، فيما بعد ، رمزاً للمفكر العربي المظهد ، المحاط بكل قوىالشر والطغيان ، الذي يدور إلى الأبد حول الكرة الأرضية ولا يجد مواطئا لقدمه ،باحثاً على الدوام عن الحرية والخلاص لنفسه ولأمته في آن معاً ، وناشداً الحلوللتناقضات الكون الحادة في الفرح والحزن ، في الفقر والغنى ، في الحب والكراهية ، فيالشرق والغرب ، وفي البحث عن معنى الحياة والموت .



بات الطفل الرواي الذي شهد عدوان الصيادين وشر الناس معذبروح الطفولة نتيجة الظلم والعدوان الممارس ضد الطيور والمنطبق على الأفرادوالمجتمعات والأمم . كما بات مشحوناً بكراهية شديدة لبشاعة هذا العالم ، الذي ينذرنفسه داعية للتمرد والحرية والثورة في كل مجالات الحياة ، على مستوى الفرد والمجتمعمعاً . ويؤمن بشكل عميق بأن أبيات بابلو نيرودا – التي أوردها في الصفحة الأولى منالرواية :



، هذه هي الأرض التيأغرقت



جذورها فيشعري



عمقها فيداخلي



كما في تلك البحيرةالمفقودة



تسكن رؤية طائر،



تنطبق على العالم العربيوبشكل أكثر تحديداً يؤمن بأن نيرودا ماهي إلا رؤيته هو والتي تنشد الخلاص وتسعىإليه .



وحقيقة أن بركات يتصدىفي روايته هذه لموضوعات صعبة ومعقدة وتنسحب بالتالي على الماضي والحاضر والمستقبل . وأبعد من هذا فانه يأخذ طريق الخلاص وذاك عن طريق مايقدمه الكاتب من رؤى وإضاءاتتستشرف المستقبل . والواقع أن مثل هذه المواقف القومية ليست بالغريبة ولا بالجديدة . فسبق للشعراء والروائيين العرب أن حملوا أنفسهم مهمة تصوير وتأريخ ويلات شعوبهمبما فيها وقائع الظلم التي يعيشها شعب فلسطين ، ووقائع التعسف التي يقوم بها القادةالعرب ضد شعوبهم ، وأوضاع التفتت والإنقسام في الأمة العربية . إلا أن بركات يخرجعن إطار مسؤوليته تجاه الوطن العربي ويتجاوزها إلى العالم كله إذ يتوحد بشعبافريقيا في جوعه وفقره ، وبأطفال اليابان في مأساتهم إثر ويلات القنبلة الذرية فيهيروشيما كما يتوحد بالأقلية السوداء في الولايات المتحدة في نضالها لإنهاء سياسيةالتميز العنصري . إنه باختصار يتوحد بكل الضعفاء والمقهورين والمظلومين في العالموبكل العاجزين الذين لا صوت لهم . إن مثل هذا التوحد الإنساني مع المسحوقين ومثلهذا التعاطف الكوني معهم إنما يأخذ مثالية عالية مليئة بصيحات تبشرية متواصلة تحضعلى التمرد والرفض والمقاومة .



وفي مشهد آخر يستعرض بركات ذكرى أليمة عصفت به وهو طفل حين يقف برعبوهول أمام فراش أبيه الذي كان يواجه الموت في آخر لحظات احتضاره ، فتأتي كلماتهبالغة التأثير قوية ، خارقة للروح وباعثه على البكاء . ولا بد لنا أن نسجل هنا أنماكتبه بركات في هذا الصدد يعتبرمن أكثر الكتابات قوة وتأثيراً في الأدب العربيالحديث . إضافه إلى أن وصفه لشخصية أبيه ، هذه الشخصية التي طغت على الرواية وتسربتفي ثناياهها ، تدخل وعي القارئ ولا تخرج منه . لقد رسم صورة رائعة ، صورة أب أصيلمن أيام الدنيا الغابرة ، مثالي ، ذي وقار وذي هيبة يمضي عمره في خدمة زوجتهوأولاده ، مجبول بالحب والتضحية



وهذا الطفل الذي فقد أباه في الكفرون والذي شهد موته المفاجئ الأليموالذي فقد صورة المثال الأعلى ، والقدرة على الحياة ، هذا الطفل يكبر ثم يرحل إلىأمريكا ويصبح أستاذاً جامعياً . لكنه في البلد الذي هاجر إليه يعود لمواجهة الموتمن جديد . هذه المرة يواجه موت أمه الطاعنة في السن ، إلّا أن التجربة هنا تختلففهذه السيدة الفاضلة النبيلة والتي كان الكاتب قد أهداها أحد أعماله الروائيةبالعبارة التالية ” إلى الملحمة التي كانت حياتها سلسلة عطاء ومحبة ” .هذه الأم هيمريضة الآن بأكثر من مرض ومصابة فوق ذلك بالنسيان وأمست في حالة فقدان وعي دائم وتتأرجح مابين الحياة والموت . ومع تأرجحها المرير هذا يتأرجح الكاتب معها بين هذينالعالمين . فالكاتب المعذب بعذابات أمه وآلامها يعيش من جديد تجربة موت أبيه ويقفممزقاً وعاجزاً عن فعله أي شيئ إلا الدعاء لله أن يأخذ أمه إليه رأفة بها وبه ، وفيهذا المشهد يغوص الكاتب في معاني الموت والحياة ويطرح فيها أسئلة كونية وأن كانتكلماته في موت أبيه حادة ومؤثرة إلا أن كلماته في وصف صورة أمه القديسة لا تقل قوةوحساسية عنها بل تنحفر بعمق في وعي القارئ وتبقى خالدة .



لاشئ يموت ولاشئ يتلاشى فيذاكرة الكاتب ، فها هو يستعيد مشهد آخر لشخصية من أيام طفولته تعمل أثراً في النفسلا يمحى . إذ كان في القرية شخص معتوه يدعى مخول ، كان غريباً ومشرداً وعجيب الخلقة . لا أحد يعرف من أين جاء أو أين ولد ، لذا كان عرضة مستمرة لتهكم أطفال القريةوإهاناتهم غير المحدودة ، يضحكون منه ويلاحقونه بالعصي والحجارة على مر السنين . ويأخذ المشهد بعداً مؤثراً حين يتذكر الكاتب أن أباه كان في إحدى الأمسيات يغنيبصوته الدافئ أبيات العتابا بلحن عاطفي حزين ، وكان في الشارع وخلف الدار يقف مخوليجهش بالبكاء وتنهمر الدموع بمرارة على وجهه ، لقد اخترقت أبيات العتابا روح ذلكالمعتوه وأثارت شواجنه الدفينة وعواطفه المقموعة في داخله . أزاء هذا المشهد يحدثوعي فجائي عند الطفل الراوي تجاه مخول ويتعاطف معه ، وينذر نفسه للدفاع عنه ضدأطفال القرية .



ربما كانت أعظمخدمة قدمها بركات في روايته هذه هي تخليد قريته ومسقط راسه كفرون ، فهذه القريةالمغمورة الصغيرة في سوريا والتي لم يسمع بها كثيرون تصبح فجأة ذات شأن ومعروفة فيالعالم أن حب الكاتب الشديد لها واخلاصه الهائل لها ووصفه الحي لأشجارها وكرومهاوطرقها وأوديتها وأناسها والذي سيطر على الرواية كان ذا أهمية بالغة في تحويلها إلىمكان تاريخي ذي دلالة خاصة ، وفي جعلها بطلاً رئيسياً في الرواية .



إنه لمن المفارقة أن نجدالكاتب يطلق لفظ حبيبتي على زوجته طوال الرواية ، إلا أنه لم يستطع ان يعطيها وصفاًغنياً أو رائعاً كما هو الحال في معظم شخصيات الرواية ، ونجد أن الحوار والجدالبينهما لم يكن إلا وسيلة وأداة فنية هدفها استدعاء الأحلام واستحضار ذكريات الماضيوأثارة التساؤلات حول المستقبل ، وعلى طوال الرواية بأسرها تبدو علاقته بها ، وكذلكعلاقتها به ، علاقة فكرية محورية المركز دون أن تكون علاقة حب حقيقي بين شريكين . إلا أن ” طائر الحوم ” تبقى واحدة من اقوى الروايات في الأدب العربي الحديث ومنأكثرها شفافية وحساسية . وهي في حقيقة صراحتها وأسلوبها الاعترافي نادرة ومميزة ،أنها رواية مليئة بالمشاعر وبالألتزام الحميمي وبروح المقاومة .



انها حقاً بمثابة مرآة لروحهذا الكاتب وسجل حافل بتاريخه الشخصي ، وسجل تاريخي خالد لقرية كفرون ، إنها تبدوكشجرة علقت على أغصانها أحداث أجيال متعاقبة ، وأنها بحق إنجاز كبير آخر يضاف إلىأعمال هذا الروائي وشهادة ميلاد وجواز سفر .



وتبقى الرواية إسهاماً قيماً وهاماً في الأدب . لقد جعلتناننظر إلى الأشياء بعين مختلفة وبطريقة مغايرة وفوق كل شيئ وفرت لنا فرصة لنتفحصحياة هذا الكاتب العربي ، وأود أن أختم هذا الشرح بعبارة للشاعر السوري شوقي بغداديإذ يقول

” إنها رواية تعصر القلب وتغسل الروح

ايوب صابر 04-06-2012 02:07 PM

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


حليم بركات
حليم بركات (1933- ) عالم اجتماع واستاذ جامعي وروائيسوري. ولد في الكفرون في سورية عام 1933 توفي والده عندما كان بسن العاشرة فانتقلت عائلته للعيش في بيروت حيث نشأ. عملت أمه وكافحت لتعيل العائلة وتعلم أبناءها. حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في علم الاجتماع من الجامعة الاميركية في بيروت ثم دكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة متشغن في الولايات المتحدة ( آن آربور) 1966 . له العديد من المؤلفات والمقالات المنشورة.
رواياته
  • القمم الخضراء (1956)
  • الصمت والمطر (1958)
  • ستة أيام (1961)
  • عودة الطائر إلى البحر (1969)
  • الرحيل بين السهم والوتر (1979)
  • طائر الحوم (1988)
  • إنانة والنهر (1995)
  • المدينة الملونة (2006)
دراساته
  • النازحون: نفي واقتلاع (1968)
  • المجتمع العربي المعاصر (1984)
  • حرب الخليج (1992)
  • المجتمع العربي في القرن العشرين (1999)
  • المجتمع المدني في القرن العشرين (2000)
  • الهوية أزمة الحداثة والوعي التقليدي (2004)
  • الاغتراب في الثقافة العربي (2006)
وصلات خارجية
[عدل] بعض مقالاته
==
From Wikipedia, the free encyclopedia

Halim Barakat (Arabic: حليم بركات‎) is an Arab novelist and sociologist. He was born December 4, 1936 into a Greek-OrthodoxArab family in Kafroun, Syria, and raised in Beirut.[1]
[ Career

Barakat received his bachelor's degree in sociology in 1955, and his master's degree in 1960 in the same field. He received both from the American University of Beirut. He received his PhD in social psychology in 1966 from the University of Michigan at Ann Arbor. From 1966 until 1972 he taught at the American University of Beirut. He then served as research fellow at Harvard University from 1972 to 1973, and taught at the University of Texas at Austin in 1975-1976. From 1976 until 2002 he was Teaching Research Professor at The Center for Contemporary Arab Studies of Georgetown University.
Barakat has written about twenty books and fifty essays on society and culture in journals such as the British Journal of Sociology, the Middle East Journal, Mawakif and al-Mustaqbal al-Arabi. His publications are primarily concerned with difficulties facing modern Arab societies such as alienation, crisis of civil society, and a need for identity, freedom and justice. He has also published seven novels and a collection of short stories. These are rich with symbolism and allegory to world events. His novel Six Days (Sitat Ayam, 1961) is prophetically named for a real war yet to come in 1967; as such, it became a prelude to the later novel Days of Dust ('Awdat al-Ta'ir ila al-Bahr, 1969), which unfolds the existential drama of the June War of 1967.
[Selected Books

Barakat, Halim (2011) (in Arabic). Ghurbat al Kateb al-Arabi. Beruit: Dar Al-Saqi.
Barakat, Halim (2008) (in Arabic). Al-Mujtam' Al-Arabi Al-Mu'asir: Bahth Fi Tagheir alahual waa’al'alaqat. Beruit: Center for Arab Unity Studies. ISBN9953822344. OCLC313494100.
Barakat, Halim (2008). The Crane. The American University in Cairo Press. ISBN9774161416. OCLC181138745. Ta'ir al-Howm (1988) A novel in Arabic translated into English by Bassam Frangieh and Roger Allen.
Barakat, Halim (2006) (in Arabic). Al-Ightirāb fī al-thaqāfah al-ʻArabīyah: matāhāt al-insān bayna al-ulm wa-al-wāqīʻ [Alienation in Arab Culture]. Beruit: Center for Arab Unity Studies. ISBN9953820902. OCLC123501655.
Barakat, Halim (2006) (in Arabic). Al-Madīna Al-Mulawwana [City of Colors]. Beruit: Dar Al-Saqi. ISBN1855167816. OCLC73486809.
Barakat, Halim (2004) (in Arabic). Al-Huwīyah: Azmat al-adāthah wa-al-waʻy al-taqlīdī [Identity: An Encounter Between Modernity and Tradition]. Beruit: Riad Alrayes. ISBN995321140X. OCLC58477760.
Barakat, Halim (2000) (in Arabic). Mujtama ' al-'Arabi Fi al-qarn al-'ishrin, bahth fi taghyir al-ahwal wa-al-'alaqat [Arab Society in the Twentieth Century]. Beruit: Center for Arab Unity Studies. OCLC46648968.
Barakat, Halim (1995) (in Arabic). Aldimocratiyya Wal-Adala Al-Ijtimaiyya [Democracy and Social Justice]. Ramallah: MUWTIN The Palestinian Institute For the Study of Democracy. OCLC33154368.
Barakat, Halim (1995) (in Arabic). Innana Wan-Nahr [Innana and The River]. Beruit: Dar Al-Adab. OCLC32475166.
Barakat, Halim (1993). The Arab World: Society, Culture, and State. University of California Press. ISBN0520084276. OCLC26300272.
Barakat, Halim (1992) (in Arabic). Harb Al-khalij: Khutut Fi Al-Raml Walzman [Gulf War: Lines in Sand and Time]. Beituit: Center for Arab Unity Studies. OCLC30476525.
Barakat, Halim (1990). Six Days. Three Continents Press. ISBN0894106619. OCLC22347356. Sitat Ayam (1961), a novel in Arabic translated into English by Bassam Frangieh and Scott McGehee.
Barakat, Halim (1985). Contemporary North Africa: Issues of Development and Integration. Croon Helm. ISBN0709934351. OCLC12210270. From the Center for Contemporary Arab Studies' symposium, North Africa Today: Issues of Development and Integration, held at Georgetown University (1982). Introduction and chapter by Barakat.
Barakat, Halim (1979) (in Arabic). Al-Rahil Baina Al-Sahm Wal-watar [A Journey Between the Arrow and the Cord].
Barakat, Halim (1977). Lebanon in Strife: Student Preludes to the Civil War. University of Texas Press. ISBN0292703228. OCLC2598612.
Barakat, Halim (1974). Days of Dust. Medina University Press International. ISBN0914456083. OCLC1104402. Awdat Altair Ila albahr (1969), a novel in Arabic translated into English by Trevor LeGassick with an introduction by Edward Said.
Barakat, Halim; Dodd, Peter (1968). River Without Bridges: A Study of the exodus of the 1967 Palestinian Arab refugees. Institute for Palestine Studies. ISBN0914456083. OCLC2656805.
Barakat, Halim (1958) (in Arabic). Alsamt Wal-Mattar [Silence and Rain]. A collection of short stories.
Barakat, Halim (1955) (in Arabic). Alqimam Alkhadra' [Green Summits].

ايوب صابر 04-06-2012 02:08 PM

حليم بركات: ما ظهر بعد محاضرة أدونيس عنبيروت هو «فساد فكري»
عالم الاجتماع السوري لـ«الشرق الأوسط»: كتابي «المجتمع العربي في القرن العشرين» لا نظير له في اللغة العربية على ما أعلم
بيروت: سوسن الأبطح
إذا كان البعض يحب استخدام مفردة «إحباط» لتوصيف ما وصل إليه الوضع العربي الراهن، فإن عالم الاجتماع حليم بركات يستبدلها بعبارة أخرى هي «بداية الوعي»، ويستعيض عن الرؤيا المتشائمة بأخرى تترك منافذ للأمل والعمل معاً. وهنا حوارمعه:
* تدافع في كتابك «المجتمع العربي في القرن العشرين» عن كيان عربي تتشابه سماته الأساسية، وترينا ذلك على مدى صفحات طوال، فإلى أي مدى تصمد نظريتك في وجه تيار يتحدث اليوم عن مجتمعات عربية يصعب إيجاد ما يوحدها؟
ـ هذا الكتاب هو حصيلة ثلاثين سنة من البحث، شارك خلالها معي طلابي ليبصر النور، وهو على ما أعلم لا نظير له في اللغة العربية لأنه يتناول المجتمع بشمولية. وأود هنا أن أقول إذا كان التنوع داخل المجتمع العربي الكبير هو الذي يخيف الناس ويجعلهم يرفضون فكرة المجتمع الواحد، فإن البلد العربي مهما كان صغيراً نجده متنوعاً أيضاً، والتنوعات على اختلافها لا تلغي الهوية الواحدة، لأن ثمة دائماً ما هو مشترك. والأمر لا يتوقف على اللغة والدين والمصالح وما أشبه مما نشدد عليه حين نتحدث عن الوحدة. ولكن لنأخذ تركيبة العائلة المتشابهة على مدى الجغرافيا العربية، إضافة إلى التشابه الشديد في البنى الطبقية الاجتماعية، وهذا له من التأثير في سلوك الناس ما يتجاوز العوامل الاقتصادية والسياسية. المشترك بيننا هو أكبر مما نتصور، والتشتت عائد لأسباب تتجاوز التشابه والاختلاف. والدليل بأننا لو أخذنا الدول الخليجية وهي شديدة التشابه في ما بينها لوجدناها رغم ذلك غير موحدة بدورها.
* إذن أين تكمن المشكلة؟
ـ الهوية ارتبطت بمشروع يعمل باتجاهه المجتمع. فمنذ منتصف القرن التاسع عشر إلى الوقت الراهن سعى العرب لإقامة نهضة تقوم على وحدة قومية، من خلال نظام اقتصادي عادل وتعليم يفتح المجال أمام كافة الطبقات. والهوية لا يمكن فصلها عن النشاط الذي يقوم به المجتمع. فحين نتحدث عن الهوية الفلسطينية فلأن هناك عملاً على الأرض باتجاه تحقيق هدف ما. ولا هوية من دون مشروع. وإذا عدنا إلى العرب وجدنا ان النهضة التي كافحوا من أجلها لم تتحقق، لذلك هناك شعور كبير بالخيبة خاصة في فترة الأزمات، حين يتبين للناس مثلاً ان إسرائيل بإمكانها ان تهدم البيوت وتقتل الناس من دون أن يملكوا دفعاً لأذيتها، أو حين تدخل أميركا العراق بالسهولة التي شهدناها، أو حين يتساءل العرب لماذا لم يستفيدوا من مواردهم الاقتصادية الهائلة بقدر ما استفاد منها الغرب منها.
* هذا إحباط له ما يبرره..
ـ ربما يفضل ان لا نسميه إحباطاً وإنما هو «وعي»، بل لنقل انه «بدايات وعي». الإحباط هو ان تتمسك بمشروع الوحدة ثم تجدها أصعب بكثير مما تصورت، لأن المعيقات كانت كثيرة، منها عدم قيام دولة ديمقراطية، وعدم وجود عدالة اجتماعية، وتهميش الناس. ثم تنتهي إلى نتيجة مفادها أن أي حركة سياسية، أو غير سياسية ستولد لتغيير هذا الوضع ستفشل، هذا هو الإحباط، أي الإفتراض المسبق بأن السبل كلها قد سدّت. والفرق الجوهري بين الأمس واليوم، ان الاعتقاد السائد كان بأن الحلم لا بد سيتحقق، والنصر آتٍ لأن الحق معنا، وكأن النتائج محتومة. لكن الحق لا ينتصر في بعض الأحيان والشواهد التاريخية كثيرة. فهناك شعوب كانت على حق لكنها أبيدت مثل الهنود الحمر الذين لم نعد نشعر بوجودهم في أميركا. وفي ظني أن الوعي تعمق الآن لأننا نعي بشكل أفضل العوامل التي حالت دون تحقيق ما نتمنى. وهنا يختلف البعض في تشخيص الحلول وتظن فئة بأن عدم القبول بما يعرض علينا من الخارج، في الوقت الراهن، سيجعلنا في وضع أسوأ من الذي نحن فيه.
* هناك أصوات اليوم تعتبر ان المشروع العربي انتهى أمره، ولم يعد له من داعٍ. والخلاص هو دولة وطنية ناجحة بدلاً من حلم وحدوي طوباوي فاشل.
ـ هذا الطرح يتناسى أن الدائرة الصغيرة تعاني ذات مشكلة التفتت التي ابتليت بها الدائرة العربية الكبيرة، ولنأخذ مثلاً لبنان الذي ما يزال التنوع فيه مشكلة لم تجد حلاً لها. ولكل دولة عربية مشاكل داخلية مشابهة ما تزال مستعصية.
* هل هذا يعني ان النجاح في بناء الدولة الوطنية سيكون من الأولويات لتحقيق الوحدة المنشودة؟
ـ قد يبدو الأمر كذلك، إنما عملياً يتبين ان الالتفات إلى الشؤون الداخلية مع إهمال المحيط، لا يحل المشكلة بل يعمّق الإحساس بالخيبة، ويقلل من إمكانية السيطرة على الموارد الوطنية. هناك قوة مسيطرة على العالم وعربياً تتم السيطرة بالتفاهم مع القيادات.
* ولكن هل معاينة نموذج الدولة الوطنية بمقدوره أن يضيء على بعض جوانب العلل العربية العامة؟
ـ الأمور تختلف من بلد إلى آخر، لكن الجزء عنده متشابه مع الكل، وقد نتصور حين نحصر الدائرة أن العلاج بات أسهل، ثم سرعان ما نكتشف لو أخذنا عينة مثل لبنان أن مشكلته أكبر منه. النظر إلى الجزء ككل نهائي هو خنوع واستسلام لإرادة خارجية بالتعاون مع نخب البلد، لذلك يشعر العربي بأزمة في علاقته مع السلطة ويراها مسيطرة عليه من الخارج. فهي قوية على الشعب ضعيفة أمام القوى الخارجية. والتغيير لا يمكن ان يحدث من دون وجود حركة اجتماعية أو سياسية، فالتغيير ليس شأناً فردياً، انه عمل أحزاب أو تكتلات نطلق عليها في علم الاجتماع اسم «حركة اجتماعية»، من دونها صعب جداً تغيير الواقع.
* وهذا غير موجود...
ـ بل هو ممنوع في بلدان عربية عديدة. وما نلحظه حالياً ان الناس يطالبون بالحريات والحقوق المدنية والمشاركة. ما نسميه تنشيط المجتمع المدني هو ان تقوم حركات عندها رؤية واستراتيجية وأهداف محددة تعمل كجماعة بإشراك الشعب لتغيير الواقع.
* أين تكمن محطات الإجهاض الكبرى للمشروع العربي في رأيك؟
ـ بعد 1967 حين فشلت الحركة القومية العربية جاءت فترة البحث عن بديل آخر وإعادة تحديد الهوية، وكان قد بدأ نقد لديكتاتورية الحركات القومية، لكن بعد نجاح الثورة الإيرانية الدينية ارتفعت أصوات تقول ان الإسلام هو بديل العروبة. وكانت النواة موجودة منذ عام 1928 مع الإخوان المسلمين، وتعود فكرياً إلى أكثر من 155 سنة أي إلى زمن كتابات الأفغاني ومحمد عبده والكواكبي. لقد قبلوا بتفاعل مع الغرب، لكنه إسلامي ويرفض تسليم مشيئته للخارج. بهذا كانوا ينصحون الحكام حينها. لكن هذه الدعوة أصبحت ثورة مع النموذج الإيراني، لأن المسلمين استطاعوا إزاحة أكثر الإمبراطوريات استبداداً، وهو المدعوم من أوروبا وأميركا. وظن البعض ان الأمر ممكن عربياً، وهو الذي ولّد الخوف عند قسم من الحكام العرب فأرادوا القضاء على النموذج القائم وساعدتهم أميركا في حرب بقيت من عام 1982 إلى عام 1988، وقضى بسببها الملايين من الناس. وهذه الحرب ضد ايران انتهت بانقسام العرب على بعضهم البعض، ولم تكن حرب الخليج عام 1991 سوى نتيجة، وكذلك كان الحصار على العراق الذي خلف الجوع والفاقة والتمزق الداخلي. أما مصر فقد نجح كيسنجر بعزلها عن المنطقة العربية، حين قال لهم نعيد لكم سيناء وكونوا وسطاء بيننا وبين العرب. والحكومة المصرية أصبحت مرتبطة بسبب المساعدات بالخارج، وصار المشروع العربي الموحد ضعيفاً جداً، وإذا اضفنا إلى ذلك تشتت المسارات الذي نتج عن ما قبل اوسلو، والخلاف العراقي السوري الذي لم يتم تجاوزه نستطيع ان نقول بأن المشروع العربي غير موجود. ولكن حتى المشروع الإسلامي لا يبدو انه يستطيع ان ينجز ما فشل المشروع العربي في تحقيقه، لذلك أقول بأن المخرج هو في تنشيط المجتمع العربي.
* الحجة اليوم لفرملة حركة مدنية وديمقراطية هي الحركات الإسلامية المتطرفة التي يخشى وصولها إلى السلطة!
ـ الحركة المتطرفة هي نتيجة وجود قوة مستبدة، لأنها قوة تحاول أن تواجه قوة. حين يصبح هناك نوع من النظام الديمقراطي الحقيقي يصير لكل مصلحة في هذا النظام العام. هكذا يدخل المتطرف في اللعبة ويحافظ عليها. أما توقيف اللعبة بالكامل لأن هذا الأخير ان هو نجح قد يسعى للتخلص من أعدائه فهو موقف قصير النظر، لأنه يخلق تطرفاً معاكساً له. والفت النظر إلى اننا هنا لا نتحدث عن ديمقراطية كلية، لأن الديمقراطية لا تستورد. وقبل ان توجد تحتاج لإيمان عميق بالحرية. أما مجتمعاتنا فهي تلغي الفرد لصالح العائلة أو الجماعة الكبرى. ولا غرابة بعد ذلك ان يلغى الفرد في السياسة. المكتمل عند العرب اليوم ليس الفرد ولا المجتمع إنما القبيلة أو الجماعة التي ترتبط في ما بينها برابط العرق أو الطائفة. وبفضل دعم هذه الجماعة يحصل الفرد على الوظيفة أو خط الهاتف، وبالتالي يصبح الفرد مديناً لجماعته لا للدولة، ويحتاج لأن يقدم ولاءه لها.
* وهو ما يقزّم دور المؤسسات أو قد يلغيها.
ـ لأن كل جماعة معنية بمصلحتها الذاتية لا بمصلحة الأمة أو الوطن. وكلما ازدادت الصعوبات، ازداد الإنسان عناية بمصالحه اليومية. وما حصل اننا تحولنا إلى مجتمع خدمات، الجماعة فيه هي المركز الفاعل. و«من يخرج عن الجماعة يعرى» كما يقولون، لأنه يضعف، حتى الزواج ليس شأناً فردياً.
* هل الحل هو في إنهاء سلطة المجتمع الأبوي؟
ـ نعم لقد كتب علي الوردي وهشام شرابي في هذا الموضوع. حرب العراق أظهرت الخلافات المذهلة بين الأعراق والمذاهب، والأخطر من ذلك القبائل التي اعتمد عليها صدام، وتعلم منه الأميركيون التعاون مع شيوخ القبائل لتثبيت وجودهم.
* قال أدونيس مؤخراً في محاضرة له أثارت غضباً شديداً ان بيروت ليست مدينة. فهل هناك مدن عربية بالمعنى المتعارف عليه، وأنت قد درست المدينة والريف؟
ـ إذا كنا نعتبر المدن العربية الموجودة وصلت إلى ما نريد يكون ثمة خطأ كبير، لأن القناعة ان هذه المدن ليست ما كنا نتصوره، ومجالات التحسين لا تحصى. فالفساد والنفعية يجهزان على كل شيء، بما في ذلك الطبيعة، من دون اعتراض أحد، لذلك فإن عدم الانتقاد هو تعاون على بقاء التخلف موجود. ما قاله أدونيس يقوله الناس جميعاً. وما ظهر بعد محاضرة أدونيس عن بيروت هو «فساد فكري» لا علاقة له بما قاله أدونيس نفسه.
* أدونيس تحدث عن بيروت وكأنما المدن العربية الأخرى لا تعاني الأزمة ذاتها.
ـ لقد قضى ثلث عمره في بيروت، ولو كان قد عاش في القاهرة لربما كان قد قال فيها الشيء نفسه. هذا لا يعني أن بيروت متخلفة عن المدن الأخرى بل قد تكون متقدمة عن كثير من غيرها، ومع ذلك فبيروت ليست مشروعاً انتهى، بل ربما ان هناك سيراً يتم في الطريق الخطأ. والنقد هنا جزء لا يتجزأ من عملية التغيير.
* اعتبرت الأدب أحد المداخل لفهم المجتمع العربي المعاصر، هل هذا عائد لغياب الإحصاءات والمعلومات، أم لإيمانك بأن الأدب هو الأجدى لفهم المجتمعات؟
ـ هناك نقص كبير في المعلومات، لكن هذه لو وجدت أظل أعتبر الأدب مصدراً معرفياً مهماً. فروايات نجيب محفوظ عن القاهرة لا تضاهيها أي دراسات اجتماعية ومثلها تلك الروايات التي كتبت في أوروبا أثناء الثورة الصناعية. شخصياً كان عندي دائما اهتمام بالأدب وتحديداً الرواية. لا بل درست علم الاجتماع ليفيدني في كتابة الأدب. وقد قمت بدراسة عن المخيمات الفلسطينية. لكنني شعرت بعد صدور الدراسة في كتاب ان شيئاً إنسانياً كان ناقصاً فسجلته في رواية.
* يزعجك الاهتمام بك كعالم اجتماع أكثر من الاهتمام بك كأديب؟
ـ كتابي عن «المجتمع العربي المعاصر» كما كتاب «المجتمع العربي في القرن العشرين» يقرآن بشكل واسع، بعكس الرواية التي لا تجد هذا الرواج. وهو أمر أفهمه. فالعديد من الجامعات تدرس هذه المادة والطلاب بحاجة لمراجع في هذا المجال فيستعينون بكتابي. وهذه الحاجة الملحة لا تتوفر للرواية التي أتمنى فعلاً ان تجد ما للدراسات من اهتمام. فالرواية تقدم الجانب الإنساني وأحاسيس الغربة والوعي وتعقيدات العلاقات العائلية. الفلسفة والعلم استفادا من العلوم الاجتماعية، وهي بدورها استفادت من العلوم الإنسانية. وتجزئة المعرفة موجودة بسبب وجود حاجة للاختصاص. وبقدر ما نجزئ المعرفة ننسى ان هناك تفاعلاً بينها، في ما التفاعل هو الذي يحقق للاختصاص وجوده ضمن رؤيا.
* حضّرت عامي 1993 و1994 تقريرين حول التنمية العربية ورفضت الأمم المتحدة نشرهما، في ما كان الاحتفاء لافتاً بتقرير التنمية العربية الذي صدر عام 2002، فما الذي تغير؟
ـ التقريران اعترض على نشرهما المكتب العربي في الأمم المتحدة، لأنه مكتب يمثل الحكومات العربية، وذلك بحجة وجود نقد فيهما للسلطات العربية. أما لماذا شاهدنا ما شاهدناه من احتفاء بعد ذلك بالتقرير الشهير رغم امتلائه بالنقد فهذا ما لا أستطيع الإجابة عليه. وكل ما أعرفه أن وسائل الإعلام الأميركية تلقفته بحرارة، ووجدنا الجميع يتكلم عنه هناك. وأعتقد أنهم أرادوا إظهار تخلف المجتمع العربي أمام الرأي العام، لتصبح حجة الذهاب لتأديب وتعليم هذا المجتمع مقبولة. لا أدّعي ان أميركا كانت وراء تحضير التقرير، لكن التوقيت كان مناسباً واستحق الدعاية التي رأيناها، ثم وجدنا الحكومات العربية تناقشه وكأن لا مسؤولية لها في ما هو مطروح. ولكن لنفكر بجدية رغم كل هذا الانتشار.. هل الحكومات العربية ستتبنى المشروع وتسعى لتصحيح أخطائها؟

ايوب صابر 04-06-2012 02:09 PM

ستةايام - رواية
عندما صدرت رواية "ستة أيام" اعتبرت بمثابة نبوءة، لأنها تخيلت حرباً إسرائيلية عربية تمتد لستة أياموتنتهي بهزيمة عربية. كتب حليم بركات هذه الرواية قبل حرب حزيران 1967 بستةأعوام.
اسم المؤلف
حليمبركات
عدد الصفحات
174
سنة النشر
2000
اسم الناشر
المركز الثقافي العربي


ايوب صابر 04-06-2012 02:10 PM

حليم بركات

يتيم في سن الـ 10

ايوب صابر 04-07-2012 10:31 AM




هل لهذه القصة جذر في الواقع، أو شبه في الحياة !!
"حكاية زهرة" هو اسم كتاب للكاتبة اللبنانية حنان ألشيخ، يكفي أن تدخل في عمق الغلاف لتتسائل كثيراً حول سر الاكياس أو معنى ألأشكال التي على الغلاف، لتتشوق اكثر بمعرفة المزيد عن ماهية بطل القصة وهي –زهرة-
حكاية إمرأة في عالم الرجال، حربهم وسلامهم، أديانهم وقوانينهم.
حكاية زهرة تبدا في صحراء ، صحراء ذو شقين : البرتقالة وصُرتها ..وعالم الذكور
لقد كانت زهرة وأمها كالبرتقالة وصرتها وصُرة هذه البرتقالة "زهرة" وهي شاهد عيان على خيانة الأم، باستخدام إبنتها زهرة كوسيلة مصطحبة لأمها الخائنة بحجج عديدة منها زيارة الطبيب، أو زيارة الجدة وغيرها من الزيارات المتكررة، لتروي الأم ظمئها من الرجال أمام أعين إبنتها زهرة...والشق الآخر هو عالم الرجال الذي لاحقها بوحشية في دهاليز الإغتصاب ليكون شرفها قد سُحب في حُقن ثخينة وليكون !! صاحب أكبر حُقنة تَسحب شرفها هو خالها "هاشم" الذي إغتصبها بوحشية .
لقد كرهت نفسها لأنها صامتة ولكنها غير خرساء، صاحية وتعيش ولكنها تحلُم أن تعيش، وصمتها كان مرضها، كان حلمها سماع جملة واحدة من أول مُغتصبيها وهي: "زوجتك نفسي" ويا لبراءة المسكينة.
ففي كل مرة إغتصاب ، كانت تندلع الحرب في داخلها إبتداءً من دماغها حتى أصابع قدمها ، لقد أغتصبت وأجهضت مراراً وتكرارًا وهي عابثة غير مكترثة ، ليكون أول المجرمين –المغتصبين- هو "مالك" صديق أخاها الذي أغواها بالحب العذري وأقوال جُبران ووسطهم إبن خالتها قاسم ، وليكون آخرهم هو قاتلها وبالنهاية فهي لا شيئ سوى علامة إستفهام !! من بيروت الى بيروت ، من حزب الى حزب، من لبنان الى أفريقيا، من ثقب ألحمام الى عش زوجية الى ترك الزوجية الى آخر النفق .
لقد ودّع خالها "هاشم" الوطن لبنان ليذهب الى أفريقيا، لقد كان مُخلصاً للوطن بكل ذرة ووفاء، ليكون عيْبه الوحيد أن جيوبه لم تكن ممتلئة بالمال، وأبوه ليس بزعيم يقولون له ما أن يلمحوا طربوشه: "يعيش يا يعيش يا"
لقد نُفي الى بلاد الغربة أفريقيا. وكانت رائحة الوطن تتسلل اليه عَبر الرسائل التي تبعثها اليه إبنة أخته زهرة ، وها هي زهرة تزوره شهر كامل، لقد كان يشم رائحة إرتباطه بعائلته ووطنه من خلالها، وكان يريد ألالتصاق بيدها ووجهها وشعرها وذيل فستانها ليحس بوطنه لبنان، كان يريد أن يصرخ –يشهق- أنه دخل الى الوطن ولكنه لم يدخل الوطن كما اعتقد بل دخل بزهراء وبمعنى آخر لقد أصبح ثاني مُغتصبي أبنة أخته.
تزوجت زهرة من صديق خالها "ماجد" الذي آمن في نهاية اللأمر أن رُؤية الدم والعذرية هي شيئ رجعي ، ولكن ما نَفع ذلك فالأمر محسوم عند زهرة كأنه سيّان، فقد تصرفت أثناء زواجها كالمجنونة غير مكترثة بشيئ، وغير مسؤولة عن شيئ، وأنها في نهاية الأمر لا شيئ وهنا تطلقت، لتصبح أمنيتها الوحيدة أن تعود الى رَحم أمها .
الحرب دخلت لبنان، والموت يسيطر من منتصف الشارع الى آخره لتدخل بقفص إغتصاب آخر وكان قنّاص، ر جل من أبناء حارتها ، وبما أن صفة الاغتصاب أو السماح بممارسة الجنس معها هو إدمان –وبرغبتها أحياناً- فقد حَملت منه !! لقد كانت في السابق صُرة البرتقالة وها هي تصبح برتقالة ولكن صرتها هو الكيس ليصبح الكيس حجتها للذهاب من مكان الى مكان، والاغتصاب والاجهاض هو برنامجها السنوي ولكن !! في هذة المرة الاجهاض صاحب رفيقته زهرة ليكون موتها على يد آخر مغتصبيها ... لقد أغمضت عينيها – أم تراها لم تفتحهما قبلاً ..لتلهث آخر أنفاسها " انا الميتة يا بشر".


ايوب صابر 04-07-2012 11:31 AM

نبذة النيل والفرات:
حنان الشيخ، تقرأ في سطور المجتمع مأساة الأنثى الطافحة باستبدادية ذكورية همجية، سادية المنطلق والمنتهى. وزهرة هي رمز لكل أنثى، هي زهرة تنال حظها من الألم والاضطهاد والعبثية بكل ألوانها من مجتمع ذكوري يحقّ فيه للذكر ما شاء. تكتب حنان في زمن الحرب الأهلية اللبنانية عن حرب عاشتها زهرة فاقت بمأساتها مأساة الحرب الحقيقية. رحلتها من أفريقيا إلى لبنان، من الجنوب إلى الجنوب، من بيروت إلى بيروت، من حزب إلى حزب، من ثقب الباب إلى خيالات الغرف، إلى آخر النفق، حكاية أنثى في مجتمع الحضارة المزعوم.






نبذة الناشر:
"حكاية امرأة في عالم الرجال، حربهم وسلامهم، أديانهم وقوانينهم. حكاية امرأة إذا كانت صاحية وتعيش، أم أنها تحلم أنها تعيش. وفي حلمها، غالباً ما تسيطر الكوابيس. حكاية امرأة في عالم يرعبها، يهدَّدها، يلاحقها بوحشيته الذكريّة حتى الرمق الأخير، مثل غول الطفولة.
حكاية تعصر، بصدقها عصراً. من أفريقيا إلى لبنان، من الجنوب إلى الجنوب، من بيروت إلى بيروت، من حزب إلى حزب، من ثقب الباب إلى خيالات الغرف إلى آخر النفق. حكاية زهرة في صحراء".

تبدو انها تجربة شخصية وان كانت
الإسم: نبيل فهد المعجل شاهد كل تعليقاتي - 28/02/2006
بريد الإلكتروني: mojilnf@hotmail.com
تحكي زهرة تجربتها الشخصية وتكشف عن العلاقة السرية التي تجمع بين أمها وذلك الرجل المجهول الذي اكتفت زهرة فقط بالإشارة إليه، وذكر تفاصيل معاملة الأم لها فالرواية (الفتاة زهرة) تأخذ طرف الحكي في مقابل مراحل عدة من عمرها،فهي الشاهدة على خيانة الأم للأب منذ مرحلة الطفولة، وهي الشاهده- أيضا- على التفرقة في المعاملة التي يعقدها أبوها وأمها بينها. تروي زهرة جانبا آخر من حياتها إثر الظروف التي تعرضت لها منذ نشأتها - خيانة الأم، محاباة الأم للأخ الفاسد أحمد، قسوة الأب ورعونته، تدليل الأخ وحرمان الأسرة لتوفير مصاريف دراسته في أمريكا ـ كلها ظروف قاسية جعلت في داخل الفتاة الكثير من المعاناة الخاصة. أما عن حياتها الشخصية التي كان لابد أن تجد فيها عوضا عن حياتها الأسرية، فهي تسير بخراب حياتها الأسرية نفسه، عندما تقع في علاقة أثمة مع صديق الأخ ....

ايوب صابر 04-07-2012 11:38 AM

حكاية زهرة

حكاية امرأة في عالم الرجال، حربهم و سلامهم ، أديانهم و قوانينهم
حكاية امرأة إذا كانت صاحية و تعيش ، أم أنها تحلم أنها تعيش. و في حلمها ، غالباً ما تسيطر الكوابيس. حكاية امرأة في عالم يرعبها ، يهددها ، يلاحقها بوحشيته الذككرية حتى الرمق الاخير ،مثل غول الطفولة
حكاية تعصر ، بصدقها عصرا
من إفريقيا الى لبنان ، من الجنوب الى الجنوب ، من بيروت الى بيروت ، من حزب الى حزب ، من ثقب الباب إلى خيالات الغرف إلى آخر النفق
حكاية زهرة في صحراء
==
ولدت حنان الشيخ في بيروت عام ،1945 منذ طفولتها كانت تشعر بتوق إلى الانعتاق من بيئتها المتشددة والمنغلقة. عملت في الصحافة وأصدرت أولى رواياتها انتحار رجل ميت . 1970 سنة 1968 تزوجت وانتقلت مع زوجها إلى الخليج العربي حيث كتبت فرس الشيطان ، 1975 ثم سافرت لتقيم في لندن إثر الحرب الأهلية في لبنان وكتبت عنها روايتها حكاية زهرة 1980 التي منعت في الدول العربية لأنها تعالج موضوع الجنس، ثم كتبت وردة الصحراء 1982 مجموعة قصص استوحتها من رحلاتها في أنحاء البلاد العربية.
حنان الشيخ كاتبة متحررة ترفض الواقع الذي تعيش فيه المرأة العربية وهي تكتب بلا رقابة وبجرأة متخطية الأعراف والتقاليد كاشفة التأخر والجهل السائدين في العالم العربي

==
http://www.maktbtna2211.com/book/8831

==
The story of Zahra -book review

“The Story of Zahra” written by Hanan- Al Shaykh, is an insight into the fractured psyche of a young Lebanese girl, scared by the unrequited love of her mother, the many meaningless relationships she entered into, the intimidating and critical social norms of Beirut and finally by her own intense confusion, disarray and low self esteem which further aggravated her fragile state of mind It is a story about a girl who is in search of fulfillment, in search of her self, terrified of the outside world and its menacing accusations and judgments . Ever since I can remember I have felt uneasy, I have never felt anything else “.It is an iconoclastic story of a person who is able to find peace and ones true self in the midst of the anarchy and chaos of a civil war. It is a bizarre account of how while the ravages of war were destroying the lives and composure of other individuals such as her brother Ahmad, at the other end of the spectrum Zahra was discovering in this abnormality her strength ,self and the normalcy she had been yearning for. A large part of Zahra’s insecurity can find its roots in her relationship with her mother, which held many paradoxes and can perhaps be best explained as a love-hate relationship. She despise

ايوب صابر 04-07-2012 11:41 AM

Hanan al-Shaykh

From Wikipedia, the free encyclopedia


Hanan al-Shaykh (b. November 12, 1945, Beirut) is a Lebanese author of contemporary Arab women's literature.

Biography

Hanan al-Shaykh's family background is that of a strict Shi'a family. Her father and brother exerted strict social control over her during her childhood and adolescence.

She attended the Almillah primary school for Muslim girls where she received a traditional education for Muslim girls, before continuing her education at the Ahliyyah school. She continued her gender-segregated education at the American Girls College in Cairo, Egypt, graduating in 1966.
She returned to Lebanon to work for the Lebanese newspaper Al-Nahar until 1975. She left Beirut again in 1975 at the outbreak of the Lebanese Civil War and moved to Saudi Arabia to work and write there. She now lives in London with her family.
[
About her work

Hanan al-Shaykh's literature follows in the footsteps of contemporary Arab women authors like Nawal El Saadawi in that it explicitly challenges the roles of women in the traditional social structures of the Arab Middle East. Her work is heavily influenced by the patriarchal controls that were placed on her by not only her father and brother, but within traditional neighborhood in which she was raised. As a result, her work is a manifestation of a social commentary on the status of women in the Arab-Muslim world. She challenges notions of sexuality, obedience, modesty, and familiar relations in her work.
Her work often implies or states sexually explicit scenes and sexual situations which go directly against the social mores of conservative Arab society, which has led to her books being banned in the more conservative areas of the region including the Persian Gulf. In other countries, they are difficult to obtain because of censorship laws which prevent the Arabic translations from being easily accessible to the public. Specific examples include The Story of Zahra which includes abortion, divorce, sanity, illegitimacy and sexual promiscuity and Women of Sand and Myrrh which contains scenes of a lesbian hard core sexual relationships between two of the main protagonists. Arab critics also cite that al-Shaykh's work perpetuates myths and stereotypes about women's condition in the Arab World
.
In addition to her prolific writing on the condition of Arab women and her literary social criticism, she is also part of a group of authors writing about the Lebanese Civil War. Many literary critics cite that her literature is not only about the condition of women, but is also a human manifestation of Lebanon during the civil war.
Scholars cite notions of the nation possessing a female identity and woman standing for nation in not only al-Shaykh's literature, but also in the works of her contemporaries including Evelyne Accad[citation needed].
[
Works in Arabic
  • Suicide of a Dead Man, 1970 (انتحار رجل ميت)
  • The Devil's Horse, 1975
  • The Story of Zahra, 1980 (حكاية زهراء)
  • The Persian Carpet in Arabic Short Stories, 1983
  • Scent of a Gazelle, 1988 (مسك الغزال)
  • Mail from Beirut, 1992 (بريد من بيروت)
  • I Sweep the Sun Off Rooftops, 1994
[Works that have been translated into English from Arabic
The locust and the Bird: My Mother's Story (Trans. 2009)

External links

ايوب صابر 04-07-2012 07:18 PM

كتبت أول رواية لها وهي في عمر التاسعة عشرة، ولدت وعاشت في بيروت وانهت دراستها في القاهرة، ثم عادت لتعمل كصحفية في جريدة النهار ومجلة الحسناء، ثم عاشت متنقلة بين لندن ودول الخليج بسبب الحرب الاهلية في لبنان، والان تعيش في لندن منذ سنة 1984، وهي تكتب بالعربية، وترجمت رواياتها إلى احدي وعشرين لغة، كما عرضت روايتها، 'اوراق زوجية' على مسرح 'هامستد' في لندن. بالاضافة إلي رسالة ماجستير في الادب المقارن بين روايتها ' بريد بيروت' ورواية 'لون ارجواني' لأليس وولكر، باعتبارهما مكتوبتين علي شكل رسائل متبادلة.
.
.
حنان الشيخ روائية لبنانية تقيم في لندن. من أعمالها حكاية زهرة ، مسك الغزال، بريد بيروت، أكنس الشمس عن السطوح. تُرجمت بعض أعمالها إلى لغاب أجنبية عديدة.
اختيرت كل من مسك الغزال، بريد بيروت، أكنس الشمس عن السطوح ضمن لائحة أهم الكتب الأدبية العالمية من قبل أكثر من لجنة أدبية.
.
.
تزيح حنان الشيخ الستار عن مسرح الحياة في رواياتها لتطل مشاهدها حيّة بأشخاصها بمواقعها، بزمانها ومكانها، روايات تزخر بعبق الحياة، وبإخراج ذكي تستحيل شخصياتها مخلوقات تتماوج حركتها من خلال المعاني والحروف. والمجموعة المختارة من أعمال حنان الشيخ تكشف عن إبداع روائي أنثوي استطاعت من خلاله الروائية تجسيد حالات وإيحاءت أنثوية في حالات خاصة وحتى عامة. ومن معالجة مواضيح حياتية بعمق وموضوعية بلغة هي للحديث الشيق أقرب، تدعوك لزيارة لندن، لتتعرف على عاصمة الضباب من خلال شخصيات تتفاوت أدوارها ومواقعها ومشاربها في هذه الحياة... لتثبت لك "إنها لندن يا عزيزي"، ومعها، حنان الشيخ، تكنس الشمس عن السطوح، لتتطلع معها على خفايا الدور والقصور من خلال مجموعتها القصصية "أكنس الشمس عن السطوح" التي تأخذ بتلابيب بعضها كاشفة حنان الشيخ من خلالها عن شفافية إنسانية رائعة تطلّ من عباراتها، تطلّ من سطورها التي تتماوج وكأنها شريط تسجيلي تسمع منه رنات الصوت، وهمسات الأحاديث، شيقة هي تلك الأحاديث بهمسها بصراخها تشيع في أرجاء الصفحات نبض الحياة. وتأبى حنان الشيخ إلا أن تقص عليك "حكاية زهرة" وهي حكاية امرأة في عالم الرجال، هي حربهم وسلامهم، أديانهم وقوانينهم، امرأة لا تدري إن حقاً تعيش، أم أنها في حلم غالباً ما تسيطر عليه الكوابيس، فهي تتواجد في عالم يهددها، يلاحقها بوحشيته الذكرية حتى الرمق الأخير، مثل غول الطفولة.
وفي "مسك الغزال" تستعرض حنان الشيخ حكاية أربع نساء في عالم تنكشف أسراره أمامك كقارئ لتصل مع الروائية إلى مفترق في تجربتها الروائية، فهي استطاعت أن تستكشف عالم المرأة العربية وتكون صوتاً في تقديم هذا العالم. وحنان الشيخ في تجربتها الروائية تكشف للعين المستور وتترك العين ترى والعقل يحلل... والخيال يحلق.

أعمالها:

http://www.neelwafurat.com/images/lb...mal/8/8675.gif
حكاية زهرة
"حكاية امرأة في عالم الرجال، حربهم وسلامهم، أديانهم وقوانينهم. حكاية امرأة إذا كانت صاحية وتعيش، أم أنها تحلم أنها تعيش. وفي حلمها، غالباً ما تسيطر الكوابيس. حكاية امرأة في عالم يرعبها، يهدَّدها، يلاحقها بوحشيته الذكريّة حتى الرمق الأخير، مثل غول الطفولة.
حكاية تعصر، بصدقها عصراً.
من أفريقيا إلى لبنان، من الجنوب إلى الجنوب، من بيروت إلى بيروت، من حزب إلى حزب، من ثقب الباب إلى خيالات الغرف إلى آخر النفق.
حكاية زهرة في صحراء".
http://www.neelwafurat.com/images/lb...l/28/28086.gif
مسك الغزال
في هذه الرواية، تصل حنان الشيخ إلى مفترق في تجربتها الروائية. فهذه الكاتبة التي استطاعت أن تستكشف عالم المرأة العربية، وتكون صوتاً خاصاً في تقديم هذا العالم، تصل في "مسك الغزال" إلى القدرة على القبض على التجربة وتقديمها بأشكالها ومستوياتها المختلفة.
أربع نساء وثماني عيون، والواقع يقدّم نفسه بنفسه. كأنّ الكتابة القصصية هي قابلة الواقع الذي يولد من جديد، نكتشفه، وندهش من وجوده المغطى بحجابات عيوننا. الكتابة تكشف العين وتتركها وحيدة أمام ما تراه.
تأتي "مسك الغزال" لتؤكَّد حضور حنان الشيخ وتميّزها، ولتعطي شهادة أولى عن واقع المرأة في الصحراء العربية. "مسك الغزال" هي بهذا المعنى رواية أولى. أولى لأنها تقترب من الواقع كمن يكتشف قارة جديدة. وفي الاكتشاف دهشة وخوف وحب. أربع نساء وحكايات عالم جديد يتشكل أمامنا.
http://www.neelwafurat.com/images/lb...mal/8/8545.gif
أكنس الشمس عن السطوح
حنان الشيخ تكنس الشمس عن السطوح بعد لملمة أخبار ما كشفته أضواءها تحت السطوح... بشر وحجر وحكايات تأخذ بتلابيب بعضها كاشفة عن شفافية إنسانية رائعة تطل من عبارات حنان الشيخ تطل من سطورها التي تتماوج وكأنها شريط تسجيلي تسمع رنات الصوت فيه وتذهب مع تلك الأصوات إلى أبعد حدود الخيال لتراها تختال أمام ناظريك وكأنها عالم زاخر وتغدو مع صفية في البوسطة في طريقها إلى زوجها السجين تحمل معها حبات الفريز حبات الأمل... ومع نازك ومع شادية ومع انغريد... تغوص في الحكايا لتختزن مشاعر الألم والأمل، وحلم وخيال حياةٍ لا تنتهي.
http://www.neelwafurat.com/images/lb...mal/8/8654.gif
بريد بيروت
"لم يعد من الممكن للسنوات التي مرت والحرب بين أضلاعها أن تحتفظ بصداقتنا كما كانت فحتى اللغة قد تبدّلت، الحرب طمرت ناساً وأبرزت آخرين، ووجدت نفسي ألف أشخاصاً ازدحموا بالقصص والأخبار كما لو كانت من سن المراهقة أو في سنتي الجامعية الأولى، ولأن الحرب ألغت الظروف الطبيعية اليومية ازداد الناس غرابة. أخذت أستمتع بهذه الغرابة، وهي تشدّني إليها بعد أن فتحت نفسي للآتي وللغادي كخان طومين الذي كانت تصف جدتي به بيت والدي، وأخذ البشر يدخلون حياتي زرافات. ولأن لكل منهم حركته وصخبه، كان عقلي وساعاتي تضيق بهم من وقت إلى آخر، لكنّي لم أكن أقوى إلا على معاشرتهم".
في بريد بيروت إحساس مرهف وشاعرية تفيض وحرارة تنبع من ألم ومعاناة عميقين عاشتهما الكاتبة حنان الشيخ في مدينتها بيروت، وقصتها في هذه الرواية ترسم فيها بمزيد من الواقعية ومن الإحساس والشاعرية، مجتمعها المقفل، والمكلل بالحرب الدامية التي قسمته إلى جزئيين وقسمت أهله بين الدول البعيدة والقريبة، وجعلت منهم غرباء بعد أن كانوا في تلاحم وتكاتف.
http://www.adabwafan.com/content/thumbnails/1/48494.jpg
امرأتان على شاطئ البحر
فتاتان لبنانيتان، إحداهما من جنوب لبنان والأخرى من شماله، تجمع بينهما مغامرة الغربة وعشق البحر الذي فتحت ذكرياته جروح الروح.
رواية صغيرة عابقة باللون المحلي والتقاليد والإثارة التي تميزت بها كتابة حنان الشيخ.
http://www.adabwafan.com/content/thu...1/BK_53742.jpg
حكايتي شرحٌ يطول
تكمل حنان الشيخ في "حكايتي شرح يطول" مسيرتها الأدبية الشاهدة، المحرضة والكاشفة لمجتمعنا. تدخل كالاشعة السينية في ظلام أنفسنا وتقاليدنا وحقيقتنا المرة بكل أصرار ومثابرة، غير مبالية ان كان هذا البوح -الذي لا مكان له سوى الصدق- سيسبب الحرج والاستنكار.
"حكايتي شرح يطول" هو سيرة حياة أمها "كاملة" الذي قرر الجرذ مصيرها. تجبر على الزواج والانجاب وهي ما تزال تحلم بالحلوى وأساور الشمع الملونة. ومنذ ذاك الحين وهي تتأرجح بين أمواج الحياة، تعلو مع الموجة السعيدة وتهبط مع الموجة المؤلمة، فيصبح عالمها أكثر غرابة من عوالم القصص والروايات.
تؤكد حنان الشيخ من جديد موهبتها في القص المميز ورصد الاحداث بكل زخم وشفافية، محولة بذلك أمها الى بطلة من بطلات رواياتها.
"حكايتي شرح يطول" احتفال بالحياة، وشرح للنفس وطبيعتها.
http://www.neelwafurat.com/images/lb...l/88/88063.gif
إنها لندن يا عزيزي
ثلاثة ابطال، كل يصارع اوهامه. شابة عراقية جميلة، ومومس مغربية تدعي انها اميرة سعودية، وشاب من لبنان يصطحب قردا راقصا، كل منهم يقع في حب مدينة "لندن"، وكل على طريقته يفاوض تعقيدات البقاء على قيد الحياة في مدينة تقدم الحب والمال والحرية مقابل ثمن باهظ: انه سيف ذو حدين.
مضحكة، مشوقة، مثيرة، مؤثرة، تلك رواية حنان الشيخ التي لا تجمع بين تناقضات العرب والانكليز فحسب ، بل تبني كذلك جسرا بين السرد الادبي والشعبي

ايوب صابر 04-07-2012 07:20 PM

حنان الشيخ تروي لنا قصة أمّها في:
"حكايتي شرح يطول"

د. نـبـيـه القــاسم
رغم وجود المصادر التراثية العديدة التي تُؤكد وجود نماذج من السيرة الذاتية في تراثنا العربي،(1) إلاّ أنّ السيرةَ الذاتية بمفهومها الحديث وتعريفها النقدي تُعتَبر "ظاهرة حديثة غَربية" حسب رأي جورج ماي(2). ويتحدّد تعريفُها كما جاء على لسان مُنَظرها الأبرز فيليب لوجون " حَكي استعادي نثري يقومُ به شخص واقعيّ عن وجوده الخاص، وذلك عندما يُركّزُ على حياته الفرديّة وعلى تاريخ شخصيته بصفة خاصة"(3) وبعد مدّة عاد وحَدّث تعريفَه بقوله: "أنّ الكتابة السير- ذاتية هي أوّلا ممارسة فرديّة واجتماعيّة لا تقتصر على الكُتّاب وحدَهم" (4).
وكما في الإبداع الأدبي عامّة وكتابة السيرة الذاتيّة خاصة كان الرجلُ هو المبدع الأوّل والوحيد لفترة زمنيّة طويلة في الغرب. هكذا أيضا في أدبنا العربي كان الرجل هو المُبادر والمُتفرّد. ويعود ذلك إلى ذكوريّة المجتمع وصعوبة اختراق المرأة للحواجز العالية التي وُضعَت أمامها. فالرجلُ لم يُسَلّم بسهولة بقدرة المرأة على مُراوغة الكلمة ومُراودتها واصطيادها وخلق نموذج إبداعيّ
كما يستطيع الرجل، ولهذا شهدنا التشكيكات والاتّهامات والإدّعاءات التي رافقت ظهور كل إبداع أنثوي وادّعاء رجل أنّه صاحبُ هذا العمل(أذكّرفقط بما جري للشاعرة سعاد الصباح والإدّعاء بأنّ الشاعر نزار قباني هو مَن يكتب لها قصائدها، وما جرى للكاتبة أحلام مستغانمي عندما أصدرت روايتها "ذاكرة الجسد" والقول بأنّ الشاعر سعدي يوسف هو صاحب النّص).
دخول المرأة عالم الخَلق والإبداع ومنافستها للرجل في قُدس أقداسه التي اعتبرَها اختصاصاته المُتفرّد بها وضعت كليهما أمام تحديّات كبيرة. وشعر الرجل باهتزاز عرشه وانحسار تألّقه وانقشاع الهالة التي أسبغها على نفسه، وأن المرأة التي طالما، حَجّمها في وظائفها التي حدّدها لها وقيّدها في الإطار الذي رسَمه، تتمرّد وتكسرُ قيدَها وتكتسح أطرَها وتتجاوزُ وظائفَها وتُواجه الرجلَ في ساحته مُواجهةَ الندّ للندّ.
وكانت المرأة العربية، كما الغَربية، على إدراك تام بأنها تُحارب الرجل من موقعه الخاص به. فالمجتمع الذي تتمرّد عليه وتخرجُ لمُواجته وتَغييره ذكوري بمفاهيمه وعاداته وتقاليده وحتى لغته. هذا المجتمع الذكوري الذي وضع له قوانين صارمة ومتشدّدة وصعبة التّجاوز والاختراق، حتى على الرجل، وحدّد الأقانيم الثلاثة المقدّسة التي لا يجوز الاقتراب منها وهي: الجنس والدين والسياسة. وإذا كان يصعب على المبدع الاقتراب من هذه الأقانيم المحرّمة الثلاثة في الرواية أو الشعر فكيف ستكون حالته في السيرة الذاتية التي تكون شهادة الإدانة الرئيسية والكافية لتسليم عنقه لمقصلة المجتمع والسلطات المسؤولة. وكيف سيكون ردّ فعل مجتمعُنا العربي المُتشبّث بالماضي إذا كانت صاحبةُ هذه السيرة الذاتية واحدة من بناته المُتمَرّدات!؟ وذلك لأنّ السّردَ في السيرة الذاتيّة يكون بضمير المتكلّم مما يعني كما يقول جيرار جينيت سيكون " التبئير على بطل السيرة شيئا مفروضا في الشكل السير- ذاتي".
ويُوضّح جينيت " بأنّ السارد السير- ذاتي غير ملزم بأيّ تحفّظ بإزاء ذاته، والتحدّث باسمه الخاص، بسبب تطابق السارد مع البطل". ويؤكّد " أنّ التبئير الوحيد من وجهة نظر السارد - البطل، يتحدّد بالعلاقة مع معلوماته الحالية كسارد، وليس بالعلاقة مع معلوماته الماضية بوصفه بطلا، أي أنّ اتّجاه السّرد لا يبدأ بشكل خطيّ، كما هو في الحياة التي عاشها في الماضي، بل الحياة التي يرويها (الآن) بوصفها جزء من ماضيه"(5).
ورغم أنّ التطابق بين المؤلف والسارد هو المطلوب، والقائم فعلا في معظم الأعمال السير – ذاتية إلاّ أنّ الصدق المطلوب غير مؤكّد في كتابة السيرة الذاتية وذلك لما تتعرّض له السيرة الذاتية من إمكان الخطأ أو التصحيف المتعمّد كالنسيان أو التناسي، والحذف والإضافة، والتعديل والتكييف، وإكراهات الوعي القائم زمن الكتابة والاسترجاع اللاحق للأحداث"(6) ويشير والاس مارتن إلى متغيّرات تمنع تقديم صورة ثابتة لحياة الكُتّاب منها ما يتعلّق بالنفس التي تصف الأحداث حيث تتبدّل منذ تجربة الأحداث ومنها ما يتعلّق بالأحداث وقيمتها في زمن استرجاعها وكتابتها"(7). كما أن الصدق في السيرة الذاتية محاولة يُحبطها أو يحدّ منها زمنُ الكتابة، كما أنّ فعل الاسترجاع والاستعادة بواسطة الذاكرة يتمّ في الحاضر، ذهابا إلى الماضي بطريقة الانتقاء أو الاختيار التي تسميها يمنى العيد (الاستنساب) وعجز الكتابة عن استعادة كل أبعاد المحكي بل اجتزاء وأحيانا تقديم وتأخير الوقائع كما يقتضيه السياق. (8) ولا يملك سارد السيرة- الذاتية القدرة للتخلص من زمن الكتابة (الحاضر) ليلتحم بالماضي الذي يرويه"(9) وهذا ما يدفعه إلى (خلق الماضي) الذي يصعب على الاستعادة.
وحنان الشيخ الكاتبة اللبنانية التي تألّقت في إبداعاتها الروائيّة مثل "حكاية زهرة" و "مسك الغزال" تخرج إلينا بعمل إبداعي متميّز هو "حكايتي شرح يطول". والحكاية هي قصّة أمّها كاملة التي روتها لحنان لتُقدمها لنا. تقول كاملة في نهاية قصتها: "ها هي حكايتي كتَبَتها لي ابنتي حنان.. حتى إذا رويتُها لها توقّفتُ عن لوم نفسي. كنّا نجلس معا من غير آلة تسجيل، تخطّ في دفاترها الصغيرة التي تُشبه المفكّرات التي ألصقتُ عليها الصوَر"(10). وتُخبرنا أنّها كانت تستهلّ حديثها مع حنان في كل مرّة بالكلمات "حكايتي شرح يطول، لوما الجرادة ما علق عصفور" وأنّ حنان لم تنشر القصة مباشرة وإنّما خبأتها، وبعد مرور عامين على وفاتها عادت إلى الأوراق وجهّزتها للنشر واكتشفت أنّها نسيت أن تسأل أمّها عن معنى الكلمات التي كانت تبدأ بها كلامها. وأنّها استفسرت من صديقة لها عن المعنى(11) ومن ثمّ اختارت مبتدأ الكلمات لتكون عنوانا للقصة.
ووالدة حنان الشيخ "كاملة" لم تكن تعرفُ القراءْة والكتابة، وكانت تُعبّر عمّا تُريد بالصوَر التي ترسمها. والقصة كما كتبتها حنان هي سيرة ذاتية لوالدتها ترسّمت فيها حياتها من بدايتها في بيتهم المتواضع في جنوب لبنان وما عانته وأمها وشقيقها على أثر هجْر الوالد لهم وزواجه من أخرى والتنكّر لحقوقهم ممّا دفعهم للأعمال الصعبة ومن ثم قرار الأم الانتقال إلى بيروت للعيش هناك في كنف الأبناء من الزوج الأول. وفي بيروت لم تكن الأوضاع الاقتصادية أفضل، فقد اضطرت الأم للعمل وعلى دفع ابنتها كاملة التي لم تتجاوز العشرسنوات، إلى طَرق أبواب البيوت للكسب. وكانت نقطة التحوّل الأولى في حياة كاملة عندما كتبوا كتابها على زوج شقيقتها التي توفيت ومن ثمّ إيداعها عند خياطة قريبة لتُعلمَها المهنة حيث تَعرّفت هناك على جار الخياطة محمد الذي جذبته كاملة الصغيرة بجمالها ورشاقتها وعفويّتها وصغر سنّها وصوتها الجميل فطاردَها حتى نجح في كسب قلبها ليعيشا قصة حبّ عنيفة لم تتأثر بزواج كاملة ولا بولادتها مولودتها البكر فاطمة. فقد حرصت ومحمد على اللقاء المستمر في غرفته وحتى أقامت معه العلاقة الجنسية التي كانت "حنان" ثمرتها آلى حدّ ما. وتتوسّع كاملة في وصف زوجها بكل النعوت السلبية وتذكر محاولاتها المتكررة للتخلّص منه حتى نجحت في النهاية بالطلاق منه والزواج من حبيبها محمد الذي عرفت معه أجمل أيام حياتها. لكن سعادتها انتهت بحادث طرق أودى بحياة محمد ومواجهة كاملة وأولادها لصعاب الحياة ووحوشها من جديد. وبانفجار الحرب الأهلية عام 1975 وجدت كاملة نفسها تفتقد أولادها الواحد تلو الآخر، ففاطمة وحنان مع الأولاد يسافرون إلى لندن . وتلحق بابنتيها من محمد إلى الكويت ومن ثم تلحق بابنها البكر إلى ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة. ولكنها تقرّر العودة إلى لبنان لتعيش في وطنها وبين أهلها حتى كانت نهايتها بأن مرضت وفارقت الحياة وهي وسط أفراد بيتها.
قد تبدو سيرة حياة كاملة في خطوطها العريضة عاديّة كحياة الآلاف من الفتيات العربيات في بلداننا العربية. لكن التميّز فيها في التفصيلات والأحداث والمُمارسات التي كان يرفضها الأهل ويعاقبون عليها ويدينُها المجتمع. فكاملة منذ صغرها انحازت إلى جانب أمّها ورفضت طاعة والدها والبقاء عنده فغافلته وهربت. وفي بيروت كانت تتحدّى العيون الملاحقة لها وتقابل أصحابَها بالسخرية. كانت تحلم أن تكون ممثلة سينما ولهذا كانت تذهب دون علم أفراد بيتها لحضور أفلام سينمائية وكانت تتقمص شخصية البطلة وتحياها بكل تفاصيلها. وعندما وقعت في حبّ محمد لم تهتم لعواقب ذلك وانساقت في حبّها رغم أنها كانت مخطوبة لزوج شقيقتها التي توفيت. ولم تستسلم لحكم العائلة بتزويجها القسري وتمرّدت، وعندما فشلت كل محاولاتها وأرغمت على الزواج رفضت اقتراب زوجها منها حتى تآمر عليها الجميع واغتُصبَت بالقوة. وفي علاقتها مع محمد تحدّت كلّ مفاهيم العائلة والمجتمع وظلّت تُقابله وتُبادله الحبّ حتى نجحت أخيرا بالزواج منه بعد إرغام زوجها على الموافقة علىالطلاق منها.
وسيرة حياة كاملة هي سيرة حياة الكثيرات مثلها اللاتي عشن ظروفها التي عاشتها، وهي صورة بانورامية للمجتمع الشيعي الفقير في الجنوب اللبناني بكل عاداته وتقاليده ومفاهيمه وعلاقاته، وما يحدث لمَن يترك هذا المجتمع لينفتحَ على مجتمع بيروت المتفجر والمتغيّر أبدا. كما أن سيرة كاملة هي تأريخ للأحداث المهمة التي عاشها لبنان منذ سنوات العشرينات من القرن العشرين حتى سنوات السبعينات الأخيرة وأحداث الحروبات الأهلية اللبنانية في الخمسينات والسبعينات من القرن نفسه. كاملة تُمثّل هذا النموذج المتمرّد من الفتيات وحتى الشباب الذين رفضوا الاستسلام للواقع ونظروا إلى المستقبل يريدون ارتيادَه من أوسع بواباته لا يقفُ أمام طموحهم أيّ عائق. لم يكن في تحدّيها للواقع المَعيش ما هو من الخوارق والمستحيلات وإنما كان الإصرار على الرفض والنزوع الدائم للتغيير والخروج على المألوف. وذلك يتمّ ببساطة وعَفويّة تقترب من البراءة الطفوليّة ولكن باستمرارية وثبات على الرفض والتحدّي والسّعي نحو التغيير مستفيدة من معايشتها لوالدَيها وما تميّز به كلّ منهما : الأم باصرارها على ملاحقة الزوج الهاجر لها والمتزوّج عليها ومطالبته بدفع ما يُستَحَقّ منه، ومن ثم تركه والابتعاد عنه إلى الأبناء في بيروت لخوض حياة جديدة . والوالد الذي عشق نفسَه وأحبّ المرأة ووجد فيها سعادته وفرحَه فلم يتنازل عنها، ولأجلها ترك الزوجة والأولاد. وكما والدها أيضا كاملة كانت تخون زوجَها وتتحدّى المجتمع بعاداته وتقاليده، وتلتقي حبيبَها، وحتى تُضاجعه، ولم تهتم بكلام الناس وتعليقاتهم. ومن ثمّ تركت زوجَها وابنتيها من أجل الزواج من حبيبها الذي اختاره قلبها، ولم تشعر بالندم.
كاملة كانت تعي أهمية الدور الذي قامت به في حياتها وأبعاد الأفعال التي مارستها، رغم أن البعض قد يعتبرها عاديّة وليست ذات قيمة. فكاملة كونها الساردة لقصتها تُذكرنا بقول ماري تيريز عبد المسيح في تحليلها لدنيوية الحب في "طوق الحمامة" لابن حزم الأندلسي: " السارد هنا لا يُجاهرُ بخطيئته بل إنّه في حديثه عن تجربته في الحبّ يكشفُ عن مكنون ذاته بما له وما عليه فيما يخُصّه ويخصّ الآخرين. ويتمّ الإفصاح عن الذات في أسلوب ديالكتيكي حواري يُشارك فيه الساردُ والقارئ معا. حيث يخوض كلّ منهما التجربة عبر الآخر ممّا يهيئهما لتجاوز ذاتيّة الأنا لبلوغ الآخر. فالسارد يُجاوز ذاتيّتَه حينما يُشركُ القارئ في تجربته والقارئ يُجاوز ذاتيّته حين يخوض تجربة السارد. وإذا تحقّق التواصل بين السارد والقارئ عبر التجربة الابداعيّة يكون ما يُطلَق عليه بالمفهوم الأوسطي بلوغ التنوير perieteia وبالمفهوم الديني الهداية للحق"(12). ولهذا اهتمّت أن تكون سيرتها مُدوّنة ليعرفها الآخرون، وسعدتْ أنّها أودعتْ قصتها عند ابنتها الكاتبة حنان، التي كانت الأقربَ إليها ورأت فيها صورة مطابقة لها.
لقد اختارت الكاتبة حنان الشيخ أن تروي قصّة والدتها بضمير المتكلم لأن الوالدة هي التي روت قصتها وحنان أعادت صياغتها وتحدّثت باسمها ونجحت في أن تكتبَ سيرة ذاتيّة يتوفّر فيها الشرط المهم الذي حدّده فيليب لوجون وهو وجود تطابق بين المؤلف والسارد والشخصيّة.(13) وما تنفرد به "حكايتي شرح يطول" أنها تنسحب على أربعة أزمنة هي:
أ‌- زمن وقوع الأحداث في الماضي البعيد. ب- زمن سرد الأحداث على الكاتبة في الماضي قبيل موت صاحبة القصة. ج- زمن الكتابة. د- زمن القراءة.
ومن الطبيعي أن تتفاوت الأزمنة وتتداخل ما بين الاسترجاع والاستحضار وفي حالة "حكايتي شرح يطول" تكون العودة للماضي والاسترجاع للأحداث على دفعتين:
الأولي: عندما روت كاملة صاحبة السيرة قصتها على ابنتها حنان . والثانية: عندما قامت الكاتبة حنان، بعد مرور سنوات على موت أمها، بكتابة ما سمعته وسجّلته في أوراقها.
وطبيعي أن تَتمّ في المرتين، خلال محاولة الذهاب إلى الماضي والاستعانة بالذاكرة لاسترجاعه وإحيائه تحت تأثير الحاضر بمفاهيمه وتغييراته، قَصَد الساردُ أو لم يقصد، عمليات الانتقاء والاختيار والتقديم والتأخير لسَرد الأحداث ممّا يُبعد صفة الصدق الكامل عن السيرة الذاتية التي توخّتها الكاتبة بتقديمها لقصّة والدتها. فمهما حاولَ كاتبُ السيرة الذاتية التخلصَ من أثر الزمن الحاضر ، زمن الكتابة، والالتحام بالماضي فسيجدُ أنّه واهم وليس بمقدوره ذلك.
حنان الشيخ في كتابتها لسيرة والدتها، كما في رواياتها السابقة، لم تحاول الرقابةَ والحذفَ ومراعاةَ الآخرين، ونقلت لنا بكل صدق وأمانة مواقفَ وأفكارَ وممارسات أمّها كاملة التي بكل شجاعة تجاهلت الأقانيم الثلاثة المحرمة "السياسة والجنس والدين" وتمرّدت على مفاهيم الناس وقوانينهم. فعندما أحبّت وهبَت روحَها ونفسيتَها وحتى جسدَها للحبّ وللرجل الذي أحبته رافضة كل النصائح والتهديدات، وتجاوزت كلّ الحواجز والصعوبات حتى حققت التواصلَ معه والزواج منه. وعندما شعرت أن المراسيمَ الدينيّة المُتّبعة تُقيّد حريّتها وتضغط على أنفاسها رفضتها بسهولة ودون أيّ شعور بالذنب، فقد رفضت إدخالَ الشيخ المقرئ الذي أثقل عليها بحضوره اليومي بعد موت زوجها حتى ضاقت ورفضت فتح الباب له وسألته بتحدّ وآصرار :"نعم شو بتريد؟ وإذ قال: أنا الشيخ اللي بيجي كل يوم أقرأ عن روح ابن عمّك. قالت له طاردة إيّاه: الظاهر إنّك غلطان بالبيت، ما فيش ميّت عنّا مش حرام تفوّل علينا"؟(14)
يبدو أنّ الكاتبة حنان الشيخ انساقت في كتابتها لسيرة والدتها فجعلتها تتحدّث بالنيابة عنها حتى بعد عجزها عن الحركة والكلام والوعي وحتى بعد مغادرتها للحياة وبعد مرور سنوات على موتها ممّا جعلني كقارئ أتساءل عن الحكمة في عملها هذا، ولماذا لم تقم حنان، التي ائتَمَنَتها أمّها على قصتها، بعد تدهور صحة أمّها ومن ثم موتها، بتسجيل ما كتبته بلسانها هي مؤكدة بذلك على اخلاصها لوصية أمها ووديعتها ومُظهرَة حبّها الكبير لتلك الوالدة التي كان لها التأثير الكبير عليها مما كان يُكسب القصّةَ المصداقية والواقعيّة والقبول أكثر. لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال: إنّ حنان الشيخ في روايتها لسيرة والدتها الذاتية ساهمت في ترسيخ هذا الجنار في أدبنا العربي الحديث واستطاعت أن تُحقّق الشرطَ الأساسيّ فيه وهو وجود التطابق بين المؤلف والسّارد والشخصيّة.

الإشارات:
1- قطع من السيرة الذاتية لمحمد بن شهاب الزهدي والسيرة النبوية لابن اسحق وابن هشام وكتاب سيرة محمد النفس الزكية ، وكتاب الحارث بن أسد المحاسبي، وكتب سير الملوك والأمراء والسلاطين. ونجد تراجم وسير الفقهاء والمحدثين والقراء في كتب الفارابي وابن سينا والبيروني وياقوت الحموي وغيرهم.
2- جورج ماي: السيرة الذاتية، ترجمة محمد القاضي وعبدالله صولة، قرطاج، تونس 1993،
3- فيليب لوجون: السيرة الذاتية، ترجمة وتقديم عمر حلي. المركز الثقافي العربي بيروت 1994 . ص 22
4- فيليب لوجون: جريدة القدس العربي، لندن – العدد 4118 في 13 آب 2002 ص 11
5- جيرار جينيت وآخرون: وجهة النظر من السرد إلى التبئير، ترجمة ناجي مصطفى، الدار البيضاء 1989، ص 67
6- حاتم الصكر: السيرة الذاتية النسوية: البوح والترميز القهري. مجلة فصول ، عدد 63 شتاء وربيع 2004. ص 211
7- والاس مارتن: نظريات السرد الحديثة، ترجمة حياة جاسم محمد، المشروع القومي للترجمة القاهرة 1998، ص 97
8- يمنى العيد: السيرة الذاتية الروائية والوظيفة المزدوجة، مجلة فصول، العدد الرابع، القاهرة شتاء 1997، ص 12
9- جورج ماي : مصدر سابق ص 94
10- حنان الشيخ: حكايتي شرح يطول. دار الآداب ، بيروت 2005. ص 379
11- المصدر السابق ، ص 380
12- ماري تيريز عبد المسيح: دنيوية الحب في طوق الحمامة. مجلة إبداع، العدد التاسع، سبتمبر 1996، ص 92
13- فيليب لوجون : مصدر سابق ، ص 24
14- حنان الشيخ: حكايتي شرح يطول، ص 280

ايوب صابر 04-07-2012 07:21 PM

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


حنان الشيخ روائية لبنانية من بلدة أرنون في جبل عامل (جنوب لبنان)
ولدت في بلدة أرنون عام 1943 ميلادي
انهت دراستها في القاهرة
تنقلت وعاشت في بلدان كثيرة فمن بيروت إلى القاهرة فالسعودية وصولا إلى لندن
كتبت أولى رواياتها في عمر التاسعة عشر.
عملت في جريدة النهار اللبنانية ومجلة الحسناء اللبنانية لفترة من الوقت
ترجمت رواياتها إلى احدى وعشرين لغة
مؤلفاتها
  1. انتحار رجل ميت
  2. حكاية زهرة
  3. مسك الغزال
  4. فرس الشيطان
  5. أكنس الشمس عن السطوح
  6. امرأتان على شاطئ البحر
  7. بريد بيروت
  8. إنها لندن يا عزيزي
  9. اوراق زوجية
  10. حكايتي شرحٌ يطول
المصادر

قضاء النبطية في قرن - علي حسين مزرعاني- صفحة 252 - الطبعة الأولى 2002م

ايوب صابر 04-07-2012 07:23 PM

ولدت حنان الشيخ في بيروت عام ،1945 منذ طفولتها كانت تشعر بتوق إلى الانعتاق من بيئتها المتشددة والمنغلقة. عملت في الصحافة وأصدرت أولى رواياتها انتحار رجل ميت . 1970 سنة 1968 تزوجت وانتقلت مع زوجها إلى الخليج العربي حيث كتبت فرس الشيطان ، 1975 ثم سافرت لتقيم في لندن إثر الحرب الأهلية في لبنان وكتبت عنها روايتها حكاية زهرة 1980 التي منعت في الدول العربية لأنها تعالج موضوع الجنس، ثم كتبت وردة الصحراء 1982 مجموعة قصص استوحتها من رحلاتها في أنحاء البلاد العربية.
حنان الشيخ كاتبة متحررة ترفض الواقع الذي تعيش فيه المرأة العربية وهي تكتب بلا رقابة وبجرأة متخطية الأعراف والتقاليد كاشفة التأخر والجهل السائدين في العالم العربي

ايوب صابر 04-07-2012 07:24 PM

حنان الشيخ: صارحت أبي بأنني أضع الحجاب في حقيبتي لا على رأسي
صرت مقبولة لأن السياسة تغيّرت

http://www.aawsat.com/2004/12/31/images/art.274487.jpg
بيروت: سوسن الأبطح

ينتمي الكتاب الجديد للروائية اللبنانية حنان الشيخ «حكايتي شرح يطول» الى «أدب البوح» النادر في أدبنا العربي الحديث، فعلى صفحاته سيرة أم الكاتبة بكل سقطاتها ومعايبها وجمالياتها. هي أمٌ لا تشبه كل الامهات التقليديات، خلبتها نجمات السينما، وسرقها البريق فتركت اولادها لتذهب مع حبيبها، باحثة عن احلامها بكل ما امتلكت من ارادة ومعاندة. كتاب يحكي سيرة امرأة جنوبية تعجنها بيروت وتخبزها في زمن زهو المدينة، لكن الأهم من هذا كله انه يفتح باب الاعتراف على مصراعيه، ويسقط حواجز «العيب» وهيبة «المحجوب»، من خلال تفاصيله الصادمة. فكيف كتبت حنان الشيخ هذا الكتاب، في اي ظرف، ولأي غاية. ثم هل سيرة الأم هي فاتحة لنقرأ سيرة الروائية الذاتية، ام هي سيرة بديلة. عن هذا الكتاب الصادر عن «دار الآداب» وعن طفولة غير عادية دار الحوار مع حنان الشيخ:
* كيف اشتعلت فكرة الكتاب في رأسك، وما كان سبيلك لتدوينه على النحو الحيوي الذي خرج به؟
ـ في السنوات الخمس عشرة الأخيرة من حياة امي، اصبحت قريبة منها جداً، وعرفت انها قضت عمرها يؤنبها ضميرها لأنها تركتنا صغاراً وتزوجت من حبيبها. كنت كلما عبّرت عن حبي لها وجدتها وكأنها لا تصدق انني اسامح ما فعلته معنا. صرنا نتحدث عن طفولتها، اعود معها الى الماضي لتعي من خلال مراجعتها لحياتها سبب تركها لنا. لم يكن في نيتي عمل كتاب، لكنني اكتشفت بعد ثلاث جلسات معها ان حياتها كشجرة الصّبار التي رغم شوكها تزهر دائماً وتبقى مزدانة بألوان ارجوانية. فكّرت ان ثمة ما يستحق الكتابة، وحين اخبرتها انني سأكتب قصتها فرحت كثيراً، وقالت لي انها تريد للكتاب ان يصبح فيلماً سينمائياً، فقد كانت ترى نفسها، طوال عمرها، بطلة فيلم سينمائي. توفيت أمي قبل ثلاث سنوات، وكنت قد بدأت حواري معها خمس سنوات قبل مرضها.
* الرواية مصوّرة بالفعل، وفيها من النبض ما يؤهلها لتكون سينمائية؟
ـ على هذا النحو كتبت «حكاية زهرة» لأنني كنت اتخيل القنّاص والحرب، وأنا عن بعد. وكي اعود إلى زمن ماض في حكاية امي كان لا بد لي ان استعيد صوراً كاملة. ولأنني كنت في لندن وبعيدة عنها، كانت كلما تذكّرت قصة او تفصيلاً اتصلت بي لتحكي قبل ان تنسى. وتسألني: «ماذا ستسمين الكتاب؟». سمّه «انا والعذاب والحبوب المهدئة»، او عناوين تعتقدها مناسبة. ما كان يعنيني ان اكتب حرفياً ما ترويه. وحين هممت بكتابة الكتاب مَرِضَت. وكنت متشائمة لأن ثلاث صديقات لي انجليزيات حين كتبن سيرهن متن. ففكّرت بأن أمي روت قصتها وارتاحت، وبعد 8 شهور رحلت. لكنني في هذه الاثناء اغلقت سيرة الكتاب وكنت ازورها في لبنان باستمرار، وابقى الى جانبها، ولم اعد الى ما سجّلت قبل مرور سنة على وفاتها.
* لعل هذا الكتاب شفاء لك ايضاً بعد وفاتها؟
ـ شفاء لي صحيح، رغم انه جعلني اندم على اشياء كثيرة، وأشتاقها اكثر، لأنني لم اعتمد فقط على روايتها، وإنما اعانني اخوتي ايضاً بقصصها التي يعرفونها، واطلعوني على رسائل حبيبها محمد إليها ورسائلها اليه التي استكتبتها آخرين، وثمة رسالة بينها بخط أختي وهي في السادسة، اضافة الى مذكرات حبيبها محمد. لقد سكنني الماضي وأرّقني وتعبت، وشعرت وكأنني عدّت الى هناك لأصلح ما فسد. صرت ألوم نفسي، لماذا ابتعدت عن امي وعن زوجها؟ ألم يكن عليّ ان أحبه انا ايضاً لأنها احبته؟ لقد اكتشفت هذا الرجل من كلامها، لكنني حين رأيت خطه ورسائله صرت اليه أقرب، فأنا ككاتبة أتأثر بالكلمة المكتوبة وأصدّقها. كنت اسمع انه رجل نبيل، ولم أقدّر ما اسمع إلا حين أصبحت وحدي امام رسائله.
* من السيرة نشعر ان والدتك صاحبة حس روائي كبير كي تروي تفاصيلها بهذه الروح الفياضة؟ او انك بارعة الى حد سهّل عليك تقمّص حياتها والعودة عشرات السنين الى الوراء؟
ـ اكتشفت وهي تروي لي، وكأنني امتداد لها، هذا ما جنّني، وضايقني. لأنني عرفت كم هي ذكية وموهوبة. انها هي الكاتبة التي كان يجب ان تتعلم. كنت استعين بها حين اكتب لأنها سريعة البديهة وعندها تشابيه غير مألوفة، اذكر حين كتبت قصة «مدينة الملاهي» وهي عن مدينة الأموات في القاهرة التي يحتفى فيها بالراحلين وفق طقوس تشبه ما كان يفعله الفراعنة، اخبرت امي القصة واستشرتها في ما يمكنني ان اكتب فأجابتني: «كلما ضاقت الصدور زوروا القبور». سألتها ايضاً وانا اكتب احدى مسرحياتي ماذا يفعل انسان وحيد وغاضب، قالت لي: كالأسد بكل قوته وجبروته حبيس قفص لا يجلس ولا يستكين ويذرع زنزانته جئته وذهاباً. اخذت من امي كثيراً، وسيرتها ساهمت هي في كتابة تفاصيلها.
* من خلال سيرة امك، يبدو فهم ادبك اسهل من ذي قبل؟
ـ وأنا كذلك فهمت نفسي افضل. بعد ان تعرّفت على امي عن قرب بت أعرف، من أين أتيت؟ من أنا؟ حين كتبت للمسرح، لم أكن اعرف خلفيات كثيرة، الآن ادرك ان امي من عائلة كوميدية، والدها كان يضحك كل من حوله وهي ايضاً رغم حياتها المريرة. لذلك حين عرض عليَّ ان اكتب للمسرح اكتشفت الجانب الفكاهي من شخصيتي الذي كان مطموساً، وهذا آتٍ من جانب أمي لا شك.
* هل ستفتح سيرة والدتك لك باباً لكتابة سيرتك الذاتية؟
ـ لا ابداً، سيرتي ليست مهمة، وليس لها بعد درامي. تحدثت عن ذاتي قليلاً في نهاية كتابي الجديد، واعتقد ان كل كتاب لي يحمل شيئاً مني.
* تركزين في كل رواياتك على معاناة المرأة وكأنك لم تتحرري من ألم قديم رأيته في طفولتك، رغم ان الزمن أنصفك، ولربما بمقدورك ان تكتبي عن امرأة من صنف آخر، وهي التي تعيشينها اليوم؟
ـ شخصياً ككاتبة أجد أن الدراما تجذبني. وفي قصصي الجديدة خفّت حدة هذا الألم. فأنا استمد مواضيعي مما حولي. ففي رواية «انها لندن يا عزيزي»، ظن الناس انني اتحدث عن بائعة هوى مغربية تتقمص دور أميرة، وآخر مخنث، لهم مقالب مضحكة، لكنني في حقيقة الامر اتحدث عن مجتمع يطمس الحريات ويبقى افراده بعد ان يخرجوا منه مضطربين، والفصام يسكنهم، واعتقد رغم ان مجتمعاتنا تتغير، ما تزال هذه المواضيع تجذبني، ولا اريد ان اردع نفسي عنها. لكن مسرحياتي وقصصي القصيرة تحيد عن هذه الاجواء، ثم ان هذا ما يستهويني.
* انت في لندن منذ عشرين سنة، لكن احداث رواياتك تبقى في لبنان؟
ـ في الفترة الأخيرة، وفي المسرحيتين اللتين كتبتهما انتقلت قليلاً بفكري الى هناك اي من الشرق الى الغرب.
* لأنك علمت انها ستوضع على المسرح في لندن، وليس في لبنان؟
ـ لا، كنت ما ازال مصرّة على انني لم أبعد عن البلاد العربية، لربما هي اللغة التي تجعلني راسخة الى هذا الحد، في روايتي «انها لندن يا عزيزي» بدأت الدخول في الاغتراب الجغرافي والحقيقي، بعد ان كنت اكتب عن اغتراب الانسان عن ذاته في مجتمعه. في هذه الرواية دخلت اجواء اخرى.
* لكنك عدت الى لبنان عبر سيرة والدتك؟
ـ صحيح. لكنها المصادفة.
* لو أخذنا مي تلمساني من الجيل الروائي النسائي الجديد، لوجدناها تتصالح مع انوثتها ووضعها الاجتماعي، عكس جيلكم الذي عاش مأزق البحث عن الحرية، ودفع الظلم، ولعله ما يزال حبيس هذا الوضع؟
ـ ثمة تطور حصل، لكن اعتقد ان مجتمعاتنا ما تزال متنوعة، وفيها من الظلم الشيء الكثير. ارى اليوم بعض الفتيات العصريات في ظاهرهن لكن في مفاهيمهن، لربما نحن في الستينات كنّ اكثر منهن تطوراً في العمق. المجتمع في غالبيته اصبح اكثر سطحية. في ايامنا، كانت كل واحدة منا تريد ان تصنع مهنتها وتجيد ما تحترف، لم نكن ننتظر الزوج. جيلنا كان كثير التساؤل وله رؤيا واضحة. بالنسبة لنا الغرب كان هو التحرر والعصرية، الآن صار عندنا علامات استفهام كبيرة، لأننا نرى عيوبهم بشكل افضل، والامور تنحو الى التعقيد.
* كروائية هل تحبين ان تعبري عن رأيك السياسي بشكل مباشر؟
ـ اكتب نصوصاً وانشرها مثل «المرأة الافغانية وامي»، الذي كتبته عند الحرب على افغانستان، عبّرت خلاله عن رأي في التعصب والمرأة المحجبة، وحين ذهبت الى الاندلس كتبت «في ساحة الاسود جلست وبكيت» عن العرب وحاضرهم وماضيهم. احياناً لا ينشرون لي ربما ما اكتبه يبدو لهم قوياً وحاداً.
* لم تخفت حدة جرأتك عن ذي قبل، بل ربما زادت، ومع ذلك أصبح قبول ما تكتبينه أيسر، فهل نذهب نحو المحافظة كما ندّعي ام صوب الانفلاش؟
ـ صرت مقبولة اكثر، لأن السياسة تغيرت، وربما لأنني عرفت في الغرب. بات النشر لي وعدم مصادرة كتبي بالحدة نفسها، هو جزء من عملية إثبات حسن النوايا اتجاه قيم بعينها.
* كنت منذ البدء صادقة في ادبك ولم تراع كثيراً ما يمكن ان يقال عنك، فهل كان هذا جزءا من البحث عن الحرية حينها؟
ـ ذلك لربما متأتٍ من انني لم اعش حياة تقليدية في بيتنا، امي لم تكن في البيت، وابي يشتغل طوال النهار ولا يعود الا ليلاً. لم تكن هناك سلطة أبوية ثم ان الشخص في تكوينه الجيني يحمل التمرد احياناً. وانا اكتب سيرة امي اكتشفت ان امي بتركها البيت وزواجها بحبيبها، وثورتها على واقعها، قد تكون اورثتني اشياء كثيرة. لا اسأل نفسي هذا السؤال. لكنني اذكر حين كنت صغيرة جداً ومررت بمنطقة «رأس بيروت» وشاهدت البحر، قلت في نفسي، اريد ان اعيش هنا لا في «رأس النبع» مع الجيران الذين يفتحون الشبابيك كلما مررنا ليتفرجوا علينا. تمردت على والدي المتدين كثيراً، وصارحته انني اكذب عليه وانني اضع الحجاب في حقيبتي لا على رأسي. كان اقربائي يقولون بأن حياتي ستكون صعبة لأنني اعاند وأشاكس. انما اريد ان اقول هنا بأنني عشت حياة مختلفة عن الآخرين بسبب غياب امي. كنت احمل الأكل لوالدي وامشي في بيروت من سوق الى سوق، اقرأ المكتوب على اللافتات وكان ثمة كلام جميل يسحرني.
* لغتك ايقاعها سريع، والمشهد عندك يطوى بسرعة، بحيث لا تتركين فرصة للقارئ ليتململ، فهل انت انسانة ضجرة؟
ـ جداً، ثم انني لا افكر بأن ما اكتبه سينشر، يخيل الي انني ألعب او اكتشف عالماً جديداً اتمتع به بعد ان بنيته. منذ صغري كنت احب ان أُسلّي من حولي، واثبت لأولاد الحي اننا مثلهم، رغم ان امنا تركتنا، كنت امثّل لهم، اخترع لهم قصصاً، اكذب عليهم، اردتهم ان يقبلوني، واستعملت خيالي لأتودد إليهم، رغم انني كنت اعيش باستمرار اغتراباً داخلياً. حين كنت ادخل بيتنا اشعر بأن اشياءه تتكلم، اثاثه اشخاص ناطقون، هذا عدا النسوان الكثر اللاتي كان يعج بهن البيت، وحكاياتهن وثرثراتهن، هناك عوامل كثيرة لعل منها انني لم اكن ناجحة بالقدر الكافي في المدرسة، ولم اتعلم كثيراً، ولم ادرس كثيراً، ولم اقرأ كثيراً كما فعل غيري، لذلك لم تتقيد موهبتي.
* انت في النهاية روائية تنهلين من الحياة لا من الكتب؟
ـ تماماً.. لكن حين اقرأ شيئاً أتأثر فحين كتبت اول مؤلفاتي «انتحار رجل ميت» كنت قد قرأت «السأم» لألبيرتو مورافيا، وتقمصته قليلاً وجعلت الراوي رجلاً سائماً، رغم ان شخصية هذا الرجل كانت تسكن عقلي وأعرفها جيداً، إلا انني ما استطعت ان اتخلص من تأثير مورافيا حينها. بطبيعتي ايضاً احب قصص الناس وأخبارهم. وحين اقرأ لا احب الروايات المستندة الى التاريخ، وأفضّل عليها الشعر مثلاً. يدهشني الشعر الجميل بقدرته على التكيف.
* انتقاد كثير يوجه للأدباء المترجمين الى لغات عديدة وانت بينهم، البعض يتهمهم بالكتابة في مواضيع ترضي الغرب، والبعض الآخر يعزو ترجمتهم لعلاقات شخصية؟
ـ من ناحيتي كان الحظ الى جانبي، اتيت في الوقت المناسب. البعض يقول انني ترجمت بسبب كتابتي عن الجنس، لكن ثمة من كتب عن الجنس اكثر مني مائة مرة ولم يترجم. ما حصل ان «حكاية زهرة» جاءت في وقتها، خلال الحرب عام 1976، ثم صادف ان اختيرت بين الروايات العشر التي ترجمها «معهد العالم العربي» عند افتتاحه. بعد الترجمة نالت الرواية جائزة Elle وكتب عنها كثيراً، ربما لأنها تتحدث عن الحرب او لكوني شيعية ومن الجنوب، وكان الكلام كثيراً عن «الخمينية» حينها. كي تحصد الرواية الجائزة كانت بحاجة لقراء يصوتون لها، ويبدو ان الناس احبوها، ثم ترجمت الى الانجليزية، لأن ترجمة تجرّ وراءها اخرى. ننسى احياناً ان الغرب لا يترجم ما لا يباع، هم تجار في النهاية ويريدون ان يربحوا. انما حين يترجم لك كتابان او ثلاثة، ويعرفون انك جدية ومنتجة يدعمونك. لكن الشرط الأساسي ان تباع كتبك. اعتقد ايضاً ان ثمة اكثر من عامل قد يلعب دوراً. على اي حال انا اعمل كثيراً ولا افكر بما يقال حولي. فالنملة التي تكون مشغولة بتخزين مونتها لا تفكر بما يحدث في الحديقة.

ايوب صابر 04-07-2012 07:26 PM

بعد تقديمها سيرة ذاتية "جريئة" عن والدتها

الروائية حنان الشيخ: لهذه الأسباب رفضت الظهور مع "أوبرا وينفري"



دبي - العربية.نت
أكدت الروائية اللبنانية حنان الشيخ أنها رفضت عرضا للظهور في برنامج المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري، وذلك بعد نجاح روايتها "حكايتي شرح يطول" وتروي فيها بأسلوب شائق وعميق السيرة الذاتية لأمها.

وعن قصة رفضها الظهور في برنامج "أوبرا"، تقول: "بعد نجاح الكتاب في لندن وأميركا، تمّ إرساله ضمن كتب أخرى طبعاً إلى أوبرا وينفري التي تختار مع فريق عملها الكبير ما تراه مُلائماً. ووجدوا في كتابي ما يجذب انتباه الناس إليه لكونه يحكي سيرة ذاتية لامرأة عربية مُسلمة أميّة تحدّت عائلتها وبيئتها وعشقت على زوجها وتركت منزلها وأطفالها وابنتها التي أصبحت فيما بعد الكاتبة المعروفة التي تجرأت أن تنشر قصة أمها كما هي".

وتابعت في حديثها إلى صحيفة "الحياة": "اتصلوا بي ورحّبت بالفكرة طبعاً إلّا أنهم اشترطوا علي بعض الأسئلة التي لم أجد لها مبرّراً وكأنهم كانوا يُريدون إعطاء الحوار طابعاً فضائحياً إلى حدّ ما. لذا فضلّت عدم الظهور مع أوبرا بالشروط التي ترضي برنامجها على حساب قناعاتي الشخصية. وأخبرتهم بصراحة بأنني لا أرغب في الظهور معهم لتدخلهم الوقح بتفاصيل لا تهمّ البرنامج ولا المشاهدين.

وأضافت: "ولا أخفي عليك أنّ الدار التي تولّت نشر الكتاب في أميركا سألتني: (هل كنت تحلمين بالظهور في برنامج أوبرا؟). الدار انزعجت كثيراً للقرار الذي اتخذته واعتبروا رفضي لهذا العرض فيه خسارة مادية كبيرة لهم كدار نشر. ولكنني مقتنعة بما فعلت ولست نادمة على الإطلاق، لأنني على رغم الجرأة التي تُلازمني كصفة إلّا أنني لا أقدّم أي شيء على حساب شفافيتي وصدقي واحترامي لنفسي ولأدبي. ولكن في المجلّة التي تصدر عن برنامج أوبرا تناولوا الكتاب وقدّموا مقالة نقدية جميلة جداً، ولم يأتوا على ذكر سوء التفاهم الذي حصل في ما بيننا".


وفي موضوع آخر، وفيما إذا كانت نهاية بعض الحكام المستبدين في ثورات "الربيع العربي" قد أثرت بها، قالت: "الشباب العربي حاربهم بالشغف وحبّ الحياة بعزّة وكرامة. قلبهم كان سلاحهم. وأعتقد أنهم نجحوا في ما أرادوه. هناك من يعتقد أنّ التغيير يُمكن أن يؤدي للأسوأ ولكن كيف يُمكن أن نعرف ما الذي ينتظرنا ونحن نلتزم أماكننا من دون أن نُحرّك ساكناً. هل نقبل بالظلم خوفاً من المجهول؟ وهل ثمة ما هو أسوأ من الأوضاع التي كانت تعيشها هذه الشعوب؟."

وزادت: " إنّ المصير الذي لاقاه الزعماء العرب هم الذين قرّروه لأنفسهم. ماذا يعني أن يحكم فرد شعباً كاملاً ما يُقارب نصف قرن؟ وماذا ينتظر من يقبع في الحكم ثلاثين وأربعين عاماً والبلاد تغرق في القمع والفقر والجهل؟ شعبه لن يُكرّمه في النهاية، ولن يموت طبعاً ميتة الأبطال. هؤلاء الأشخاص عاشوا جنون العظمة ونسوا الحياة بصورتها الطبيعة، تجاهلوا دورة الكواكب ووجود الشمس والقمر واعتقدوا أنّ كلّ شيء يدور في فلكهم وأنّهم سيبقون إلى الأبد. وهذه الكذبة التي صدّقوها هي التي أودت بهم إلى هذه النهايات المخزية".

ايوب صابر 04-08-2012 12:04 AM

حنان الشيخ
- طفولة صعبة ومؤلمة.
- تقول عنها في مقابلة صحفية اعلاه"لم اعش حياة تقليدية في بيتنا، امي لم تكن في البيت، وابي يشتغل طوال النهار ولا يعود الا ليلاً. لم تكن هناك سلطة أبوية ثم ان الشخص في تكوينه الجيني يحمل التمرد احياناً. وانا اكتب سيرة امي اكتشفت ان امي بتركها البيت وزواجها بحبيبها، وثورتها على واقعها، قد تكون اورثتني اشياء كثيرة. لا اسأل نفسي هذا السؤال. لكنني اذكر حين كنت صغيرة جداً ومررت بمنطقة «رأس بيروت» وشاهدت البحر، قلت في نفسي، اريد ان اعيش هنا لا في «رأس النبع» مع الجيران الذين يفتحون الشبابيك كلما مررنا ليتفرجوا علينا. تمردت على والدي المتدين كثيراً، وصارحته انني اكذب عليه وانني اضع الحجاب في حقيبتي لا على رأسي. كان اقربائي يقولون بأن حياتي ستكون صعبة لأنني اعاند وأشاكس. انما اريد ان اقول هنا بأنني عشت حياة مختلفة عن الآخرين بسبب غياب امي. كنت احمل الأكل لوالدي وامشي في بيروت من سوق الى سوق، اقرأ المكتوب على اللافتات وكان ثمة كلام جميل يسحرني".
- وتقول في ردها على سؤال آخر وهو : * لغتك ايقاعها سريع، والمشهد عندك يطوى بسرعة، بحيث لا تتركين فرصة للقارئ ليتململ، فهل انت انسانة ضجرة؟
ـ جداً، ثم انني لا افكر بأن ما اكتبه سينشر، يخيل الي انني ألعب او اكتشف عالماً جديداً اتمتع به بعد ان بنيته. منذ صغري كنت احب ان أُسلّي من حولي، واثبت لأولاد الحي اننا مثلهم، رغم ان امنا تركتنا، كنت امثّل لهم، اخترع لهم قصصاً، اكذب عليهم، اردتهم ان يقبلوني، واستعملت خيالي لأتودد إليهم، رغم انني كنت اعيش باستمرار اغتراباً داخلياً. حين كنت ادخل بيتنا اشعر بأن اشياءه تتكلم، اثاثه اشخاص ناطقون، هذا عدا النسوان الكثر اللاتي كان يعج بهن البيت، وحكاياتهن وثرثراتهن، هناك عوامل كثيرة لعل منها انني لم اكن ناجحة بالقدر الكافي في المدرسة، ولم اتعلم كثيراً، ولم ادرس كثيراً، ولم اقرأ كثيراً كما فعل غيري، لذلك لم تتقيد موهبتي.

غير واضح تماما متى مات والدها وهناك ما يشير الى احتمال ان تكون ابنة محمد حبيب امها وان كان محمد والدها تكون قد عاشت بعيدة عنه ثم مات في حادث سيارة وهي صغيرة ..على كل حال لا شك انها عاشت حياة مأزومة ومضطربة.

يتيمة اجتماعيا بسبب غياب الام,

ايوب صابر 04-08-2012 02:20 PM

53- ريح الجنوبعبد الحميد بن هدوقة الجزائر

لأول مرة على النت رواية " ريح الجنوب" لعبد الحميد بن هدوقة
لأول مرة على النت وحصريا الرواية الجزائرية المشهورة " ريح الجنوب" لعبد الحميد بن هدوقة بصيغة جافا للهواتف الجوالة الداعمة للعربية.
نشرت هذه الرواية سنة 1971 وتُعدُّ أول رواية جزائرية ناضجة فنيا وهي تصوّر المجتمع الريفي الجزائري بعاداته وتقاليده وخرافاته. وبطلته الطالبة الجامعية نفيسة التي تعود إلى قريتها في العطلة الصيفية بعد انتهاء الجامعة وهي تحلم بالعودة إلى العاصمة لإنهاء دراستها، لكن أباها كان يدبر لها شيئا آخر، حيث تحقيقا لمصالحه الإقطاعية أراد تزويجها من شيخ البلدية الذي يفوقها في السن مرتين.
وحينما لم تستطع أن توقف تحضيرات أبيها لتزويجها قررت الفرار؟
ولكن هل ستنجح؟ أترككم مع رواية رائعة جدا صوّرت بحق المجتمع الريفي الجزائري في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي.
وقد حُوّلت إلى فيلم جزائري سينمائي يحمل العنوان ذاته.

الرابط هو :

http://www.mediafire.com/?7cqu32k9n399rb9
==

ريح الجنوب - دراسة نقدية
عن منتديات الشروق
الكاتب : سميحة
لقد شهد الأدب الجزائري محاولاتقصصية مطولة تنحو منحى روائيا ، وأول عمل من هذا النوع كتبه صاحبه سنة 1849 وهو "حكايةالعشاق في الحب والاشتياق" لمحمد بن إبراهيم المدعو الأمير مصطفى ، ثم تبعتهمحاولات أخرى مثل "غادة أم القرى" لأحمد رضا حوحو، "الطالب المنكوب" لعبد المجيد الشافعي ، " الحريق" لنور الدين بوجدرة ... (1) .

إلا أنالنشأة الجادة لرواية فنية ناضجة ارتبطت برواية "ريح الجنوب" ، وقد كتبها عبدالحميد بن هدوقـة في فترة كان فيها الحديث جديا عن الثورة الزراعية فأنجزها في 5/11/1970 ، ثم كان التطبيق الفعلي لهذا المشروع في 8/11/1971 ،فدشن الرئيس هواري بومدين أول تعاونية للثورة الزراعية في قرية خميس الخشنة في 17/06/1972 ، ثم دشنت بعد ذلك أول قرية اشتراكية في عين نحالةبتاريخ 17/06/1975 (2) .

تنطلق الروايةفي صباح يوم الجمعة ، - وهو يوم سوقأين يستعدعابـد بن القاضي للذهاب إلى السوق مع ابنه عبد القادر ، فيقف قرب الدار متأملاأراضيه وقطيع الغنم الذي يقوده الراعي رابح ، وعلى صدره هم ينغص راحة باله ، ذلك أنهناك إشاعات بدأت تروج منذ صدور القرارات المتعلقة بالتسيير الذاتي حول الإصلاحالزراعي ، ثم خطرت بباله فكـرة بعثت في نفسه السرور حين نظر من الخارج إلى غرفةابنته نفيسة ، يتلخص مضمونها في تزويج ابنته إلى مالك شيخ البلدية والذي يقومبتأميم الأراضي ، في ذلك الوقت كانت نفيسـة داخل غرفتها تعاني الضيق و الشعوربالضجر تقول أكاد أتفجر، أكاد أتفجر في هذه الصحراء(3) ، ثم تضيـف " كل الطلبة يفرحون بعطلهم ، أما أنا فعطلتي أقضيها فيمنفى " (4) ، و فجأة تهدأ نفيسة منحالة الاضطراب ، عندما تسمع صوت أنغام حزينة كان يعزفها الراعي رابح ، فتطرب ولايخرجها من ذلك إلا صوت العجوز رحمة منادية على أخيها عبد القادر من بعيد ، معلنة عنقدومها ، كي تذهب مع خيرةوالدة نفيسة- إلى المقبرة ، فترغب هذه الأخيرة في الذهابمعهما " أرغب في ذلك يا خالة ! أود أن أرى الدنيا ، إنني اختنقت في هذا السجن" (5) .

بعد أيامتحتفل القرية بتدشين مقبرة لأبناء الشهداء الذين سقطوا أيام حرب التحرير، فيستقبلعابد بن القاضي أهل القرية في بيتـه رغبة منه في التأثير في مالك و إعادة ربط مابينهما من صلات قديمـة فمالك كان خطيب زليخـة – ابنة عابد بن القاضي- والتي استشهدتأيام الثورة ، حين أعد مالك ورفاقـه من المجاهدين لغما كان من المفترض أن يستهدفقطارا عسكريا ، لكنه خطأ استهدف قطارا مدنيا كانت زليخة من ركابه ، مما أثار غيظابن القاضي فوشى بالمجموعة لقوات الاحتلال ، فأثر ذلك في نفس مالك و أصبح يتهرب منه، وفي هذا اليوم يوم الاحتفال يدعو عابد بن القاضي مالكا لرؤية زوجته خيرة ، لأنهاترجو ذلك منه ، فيقبل دعوتها، وعندما يدخل الغرفة ما إن يقع نظره على نفيسة حتىيبهت لما رأى ، فهي شديدة الشبـه بأختها وخطيبته السابقة زليخة .

ويسعى عابدبن القاضي لإشاعة خبر خطوبة مالك لابنته نفيسة على الرغم من تحفظ مالك ، فتعلن خيرةهذا الخبر لابنتها فترفض بشدة لأنها لا ترغب بالبقاء في القرية ، كما انه لا تريدالزواج بشخص يكبرها سنا ولا تعرفه جيدا وحين يصر الأب على قراره وتفشل في صده ،تستنجد بخالتها التي تسكن في الجزائر فتكتب لها رسالة ، تطلب من رابح أن يحملها إلىالقرية المركزية ويضعها في البريد ، فيعجب بها رابح لأنها تكلمت معه بلطف ، وظنهامعجبة به ، فقرر زيارتها ليلا، وبالفعل يقوم بذلك، وعندما تجده فجأة أمام سريرهاتدفعه وتشتمه: " أخرج من هناأيها المجرم ! ، أيها القذر أيها الراعي القذر " (6) ، فخرج مطأطأ رأسه حزينا، وبقيت تلك الكلمة المؤلمة تدوي في سمعه " أيها الراعي القذر " ، ومن يومها يقررترك الرعي ويشتغل حطابا.

تمر الأيام ولا يزال الأب مصمما على تزويجابنتـه لمالك ، فتفكر طويلا في حل لمشكلتـها ، فتفكـر في إدعاء الجنون ثم الانتحار، وأخيرا يقـع اختيـارها على حل نهائي وهو " الفرار" ، فتضع خطة محكمة للهروب ،وتقرر تنفيذ خطتها يوم الجمعة لأن الرجال يتوجهون إلى السوق بينما النساء يتوجهنإلى المقبرة ، فتخرج متنكرة مرتدية برنس والدها حتى لا يعرفها أحد ، فتتجه إلىالمحطة عبر طريق ذا طابع غابي فتظل ويلدغها ثعبان ، فيغمى عليها، ويصادف أن يجدهارابح – الذي أصبح حطابا- فيتعرف عليها ، و يعود بها إلى بيته أين يعيش مع أمهالبكماء ، ولا يطلع والدها لأنها لا تريد العودة " دار أبي لن أعود إليها أبدا " (7) ، لكن الخبر يشيع في القرية فيعلم والـدها ، ويعزم على ذبح رابح ، فينطلقإلى بيته ، ويهجم عليـه بقوة شاهرا " موسه البوسعادي " فتنهار قوى رابح ، فتسرع أمهإلى فأس ضاربة عابد بن القاضي على رأسه فتنفجر الدماء من رأسه ومن عنق رابح ،فتنصرف الأم مسعفـة ابنها و البنت مسعفة أباهـا ، ثم قامت الأم ودفعت نفيسة إلىخارج البيت وبدأت تصرخ ، فأقبل الناس فزعين ، واتجهت نفيسة راجعة إلى بيت أبيها،بعد أن فشلت محاولتها فيالهرب.

(1) ينظر عمر بنقينة ، في الأدب الجزائري الحديث ، ص 197/198
(2) ينظر عمر بنقينة ، الأدب العربي الحديث ، شركة دار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع ، الجزائر ،ط1 ،1999 ص 168
(3) عبد الحميدبن هدوقة ، ريح الجنوب ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ، ط5 ،ص10

(4) عبد الحميدبن هدوقة ، ريح الجنوب ، ص10

(5) المصدرالسابق ، ص20

(6) عبد الحميدبن هدوقة ، ريح الجنوب ، ص108

(7) المصدرالسابق ، ص246

ايوب صابر 04-08-2012 02:21 PM

عبد الحميد بن هدوقة

أديب جزائري (1925 - 1996).
ولد عبد الحميد بن هدوقة في 9 يناير1925 بالمنصورة برج بوعريريج. بعد التعليم الابتدائي انتسب إلى معهد الكتانية بقسنطينة، ثم انتقل إلى جامع الزيتونةبتونس ثم عاد على الجزائر ودرس بمعهد الكتانية بقسنطينة. نضاله ضد المستعمر الفرنسي الذي كان له بالمرصاد، دفعه إلى مغادرة التراب الوطني مرة أخرى نحو فرنسا ثم يتجه عام 1958م لتونس، ثم يرجع إلى الوطن مع فجر الاستقلال.توفي في أكتوبر 1996م.
تقلد عدة مناصب منها: مدير المؤسسة الوطنية للكتاب، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، عضو المجلس الاستشاري الوطني ونائب رئيسه.
علّم الأدب العربي بالمعهد الكتاني بين 1954- 1955 ثم التحق بالقسم العربي في الإذاعة العربية بباريس حيث عمل كمخرج إذاعي، ومنها انتقل إلى تونس ليعمل في الإذاعة منتجاً ومخرجاً. وبعد عودته إلى الجزائر عمل في الإذاعتين الجزائرية والأمازيغية لأربع سنوات ورئس بعدها لجنة إدارة دراسة الإخراج بالإذاعة والتلفزيون والسينما وأصبح سنة 1970 مديراً في الإذاعة والتلفزيون الجزائري.
أمه بربرية وأبوه عربي مما أتاح له أن يتمتع بتلك الخلفيتين اللتين تمتاز بهما الجزائر وأن يتقن العربية والأمازيغية بالإضافة إلى الفرنسية التي تعلمها في المدارس رغم أن الفرنسية في تلك الحقبة من تاريخ الجزائر كانت ممقوتة لأنها لغة المستعمر، خصوصاً لدى سكان الريف الذين اعتبروا المتكلمين بها والدارسين لها بمثابة التجنيس. من هنا جاء قرار والده بإرساله إلى المعهد الكتاني الذي كان فرعاً للزيتونة في تونس. وكان أساتذة هذا المعهد من الأزهريين أو ممن تخرجوا من المدرسة العربية الإسلامية العليا بالجزائر. له مؤلفات شعرية ومسرحية وروائية عديدة ترجمت لعدة لغات. اكسبته نشأته في الأوساط الريفية معرفة واسعة بنفسية الفلاحين وحياتهم. ما جسده في عدة روايات تناولتها الإذاعات العربية.
مؤلفاته
وصلات خارجية

ايوب صابر 04-08-2012 03:38 PM

في اعتقادي أن شخصيات مثل الوالد لم يخرجوا للجمهور صدفة، وإنما تكونت شخصياتهم بعد تجربة وبعد نضال وبعد تضحيات. ربما، وأقول ذلك بتحفظ لأنني لم أقرأ جميع الأعمال النقدية عن الوالد، ربما يتم حصر عبد الحميد في خانة الأديب وكفى، لكن الوالد كان مناضلا في صفوف حركة انتصار حريات الديمقراطية، تخيلي أنه كان مطاردا من قبل الاستعمار الفرنسي وجرح برصاصة في ذراعه أطلقها عليه رجل الشرطة الاستعمارية>

من مقابلة مع نجل مؤسس الرواية الجزائريّة أنيس بن هدوقة للوكالة: عبد الحميد بن هدوقة كان شاعرا .. وطباعة أعماله ليست مسؤولية وزارة الثقافة

==
ابنهدوقة.. كان -يبدو- خجولاً.. منطوياً.. متواضعاً.. أنيقاً، هادئاً، وإذا تكلم أقنع،ويمتاز في كتاباته بأسلوب جميل، أخاذ، رصين.. وبفكر عميق ثاقب.. ولغة قوية مطواعةكان لامعاً..! وكان يمكن أن يحاط بالحب، كما يحاط بالحسد..‏
والدهرجل عالم وجيه.. ولد في قريته الصغيرة /الحمراء/ وفي القرية الكبيرة المجاورة/ /المنصورة/ شب عبد الحميد، وحفظ القرآن ودرس مبادئ اللغة العربية، وتعلم في المدارسالفرنسية ثم حوله والده إلى معهد /الكتانية/ بقسنطينة للدراسة بالعربية حيث داومفيه مدة خمس سنوات، /عبد الحميد من ولاية/ سطيف/.‏ من مقالعبدالحميد بن هدوقة ورحيل الأدباء..!؟

ايوب صابر 04-08-2012 03:50 PM

عبد الحميد بن هدوقة

دخل المعترك السياسيوأصبح عضواً في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ثم اميناً عاماً بها، ورئيسجمعية الطلبة الجزائريين في تونس. قبض عليه في 18 كانون الاول - ديسمبر- 1952 فيتونس بعد قيامه بمهمة صحافية وذلك بتغطية تظاهرات نسائية في احدى احوار تونس، وسجنفي زغوان في تونس ثم فر من السجن مع مجموعة من رفاقه. (سنة اندلاع ثورة التحريرالجزائرية) عاد الى الجزائر. وعندما حصل الانقسام بين حركة انتصار الحرياتالديمقراطية وجبهة التحرير الوطني، استقال من كل مناصبه وكرس جهده لتدريس الادب فيالمدرسة الكتانية، ونتيجة ملاحقته المستمرة، اتخذ بطاقة تعريف جديدة باسم عبدالحفيظ مصطفى، وجواز سفر وغادر ثانية الى فرنسا ونتيجة الجهد والتعب الكثير دخلالمستشفى وطلب منه الاطباء تغيير عمله، وربما كان هذا هو السبب الاساسي الذي جعلهيهتم بالكتابة والإبداع اكثر من اي شيء آخر، كالتمثيل في السينما او المسر.



ايوب صابر 04-08-2012 09:47 PM

قراءة في رواية: نهَاية الأمس للرّوائي الجزائري عبد الحميد بن هدوقه
أحمد دوغان‏

إن المتتبع للأدب الجزائري الحديث يشعر بادئ ذي بدء أنه أدب ثوري، عرف حقيقة الثورة بكل أبعادها النضالية، الثورة ضد الاستعمار، والثورة ضد الإقطاع والاستغلال، والثورة في مرحلة البناء الاشتراكي، وهذا يعني أنه أدب هادف.. عمل على تغيير الواقع نحو الأفضل، وكان التزامه به حتمياً، وتجلى هذا الالتزام في سائر الفنون الأدبية، وإذا تجلت الصور الثورية المختزلة في الشعر والقصة القصيرة، فإن الرواية استطاعت أن تبلور معالم الحياة الواقعية إبان الثورة، وأثناءها، وبعد الاستقلال، ولعل هذا الواقع قد قدّم لهم مادة خصبة تساعد الروائي في عملية الإبداع، ومن الروائيين الذين عايشوا الأحداث في الجزائر واقعاً وفناً، "الطاهر وطار" و "عبد الحميد بن هدوقه" وإذا وقفنا في فترة سابقة عند رواية (الزلزال)1للطاهر وطار، فإن حديثنا في هذا المقال سيكون عن رواية (نهاية الأمس)2للروائي عبد الحميد بن هدوقه.‏
ولد الروائي والقاص الجزائري عبد الحميد بن هدوقه سنة 1929 بالمنصورة التابعة لولاية سطيف، قضى طفولته في الريف، في قرية تركت آثارها على كتاباته من بعد.. وبعد إتمامه للتعليم الابتدائي، انتسب إلى المعهد (الكتاني) بقسنطينة، ولما بلغ من العمر سبعة عشر عاماً سافر إلى مرسيليا، بفرنسا، وظل هناك حتى عام 1949 ليلتحق بالمعهد ذاته، ولمدة سنة ثم يجدد السفر ثانية، ولكن هذه المرة إلى تونس، وفي جامع الزيتونة يقضي أربع سنوات في دراسة الأدب إلى جانب كونه طالباً في (معهد الفنون الدرامية) ليعود إلى الجزائر في عام الثورة 1954، ويقوم بتدريس مادة الأدب في (المعهد الكتاني) ولم يكن (ابن هدوقه) في مهنته مدرساً فقط، وإنما كان مناضلاً، مما دفع الاستعمار الفرنسي إلى ملاحقته إلا أنه هرب إلى فرنسا، وذلك في نوفمبر من العام نفسه ليعمل هناك، وعلى أثر الجد والتعب نقل إلى المستشفى، وطلب منه الأطباء تغيير عمله، وشجعه ذلك على الاهتمام بالأدب أكثر، فأخذ يكتب المسرحيات باللغة العربية، لتذاع من إحدى المحطات، وفي عام 1958 يترك فرنسا ملتحقاً "بتونس" وفيها تفرغ للأدب، ومن بعد إلى مجموعته (الكاتب وقصص أخرى) القصصية فإنه لا بد أن يعيش الواقع الذي عاناه ابن هدوقه في تونس حتى الاستقلال.‏
ومع فجر الاستقلال يعود الروائي ابن هدوقه إلى الوطن، ليعمل في الإذاعة الوطنية، إلى جانب متابعة كتاباته في القصة3 والرواية4 والشعر5 والوراثة6.‏
الحدث في الرواية:‏
تقع الرواية في مئتين وست وثمانين صفحة من القطع الوسط، وفي سبعة فصول تطول وتقصر حسب مقتضى الحدث في الرواية.‏
تطل علينا شخصية (البشير) المعلم الذي تقله سيارة (اللاندروفر) إلى المدرسة في إحدى القرى.. ولدى وصول البشير يستقبل من أفراد القرية الذين يدعونه إلى قهوة القرية، فيقبل الدعوة، ويذهب معهم، وعند الانصراف يدعوه كبير القرية.. إلى تناول الطعام فيفعل ذلك، وعند المساء يعود أدراجه إلى المدرسة، ولكنه يفاجأ بأن الماء غير موجود، فيعود ثانية إلى ساحة القرية فيحضر ما يحتاج من الماء، وعلى الشمعة، كأن يتناول الشاي والقهوة، وتذهب به الخواطر، التي تبدأ... بزوجته التي تركها وهي في وقت الوضع والولادة، ملتحقاً بالجبل، مع الثوار، وكيف أنها طلبت منه البقاء إلا أنه قال لها (ثقي أنني سأعود أننا سننتصر، إن ثورتنا الآن قوية).. ثم ينتقل إلى خاطرة أخرى إذ أنه أصيب برصاص العدو، ولم يشعر إلا وهو في مخيم جيش التحرير، ثم ينقل إلى ألمانيا، وتنقطع أخبار الزوجة والأهل، وعند الشفاء ينقل إلى تونس، وفيها يتابع الدراسة ويتعرف فتاة، تريده زوجاً، ويصر على صداقتها، وعندما يطلعها على بعض مشكلاته، تنقطع عن الدراسة، ولم يعد يراها.‏
وعلى متابعة الشاي ولفافات التبغ "عند ذكرياته".. يوم أن عاد إلى قرية في جويليه (تموز) عام 1962 ليجد القرية أنقاضاً لا زوج ولا ولد ولا أحد.. فغادر القرية إلى العاصمة.‏
وفي الفصل الثاني يستيقظ صباحاً، في الساعة الرابعة.. يخرج إلى ساحة المدرسة يفكر بإيصال الماء إليها.. يذهب إلى مقهى القرية، يبحث عن بعض أوان للاستعمال ويعلم أن ذلك لا يوجد إلا عند (أم الحركي).. وبواسطة كبير القرية (بو عرارة) يذهب إلى (ربيحة) العجوز.. وعند طرق الباب تخرج فتاة في الحادية عشرة تسمى فريدة يسألها عن جدتها.. تحضر العجوز، ويخبرها بو غرارة بطلب المعلم البشير.. وإذا كان بالإمكان أن تعمل في المدرسة حسب طلب المعلم، فوافقت العجوز.. وتذهب في اليوم الثاني، وعند عودتها تسألها كنتها عن المعلم.. فتقول لها أنه ابن حلال... وتزيد الكنة رقية من الأسئلة، فتقول أنها لم تعرف عنه سوى أن اسمه (البشير) وأنه سأل عن (فريدة) وسعالها، ولا بد أن يعرضها على طبيب في أقرب وقت.‏
وفي الفصل الثالث تفكر رقية في زوجها الأول أيام الخطبة ثم الزواج.. والتحاقه بالجبل، وكيف أن الدورية العسكرية الفرنسية قد جاءت في غياب العم والد زوجها الشيخ حموده، ودنسوا شرف ابنه، ولما عاد إلى البيت وعلم من زوجة العجوز ذهب إلى الجبل، وعاد ببندقية رشاشة، وقبع عند حجر المصلى منتظراً الدورية الفرنسية.. وهو يقول في نفسه (التاريخ لا تكتبه الأقلام الجميلة، وإنما الأفعال الفذة، والقصص الفذة، وقصص الشرف عاشت على روايتها الأجيال والأجيال) وما إن مرت الدورية حتى قضى على جميع أفرادها، واستشهد هو أيضاً، ومنع الاقتراب منه، ولما همت زوجه، لتدفنه قتلت هي الأخرى مما اضطرت زوجة البشير إلى الرحيل.‏
وفي الفصل الرابع.. يبدأ "البشير" بتصوراته حول مستقبل المدرسة، ولا بد من الماء، ثم المطعم، انطلق مع (غرارة) لرؤية القرية.. وشاهد أرض الإقطاعي (ابن الصخري) وكيف أن الماء يسيل فيها، بينما القرية بحاجة إليها.. ثم ينقلنا الروائي إلى انتشار خبر عمل أم الحركي في المدرسة وغضب أهل القرية.. وثائرتهم في وجه المعلم، الذي أصر على تحدي ابن الصخري في داره لأنه هو الذي حرضهم، وكان الصراع قوياً بين ابن الصخري وبين المعلم (البشير) ويقف بو غرارة إلى جانب البشير.. واتفقا معاً على أخبار المجلس البلدي بالموضوع.. وبالموافقة على شراء الجديد والأسلاك لتسييج المدرسة، وكان الشخص الثالث الذي يقف إلى جانبهما هو القهوجي.‏
وفي الفصل.. تظهر لنا رغبة العجوز في صنع الأواني للمعلم، والكنة ترغب أن تصنع له حاجة من الصوف، بينما يزداد سعال فريدة.. الذي يكون مصحوباً بالدم وما أن تنام حتى تستيقظ من جديد والدم يملأ فمها.. ولم يمهلها السعال كثيراً، فتموت، وتخبر العجوز المعلم.. الذي يذهب بدوره إلى الدكان ليرسل إلى دار الفقيدة بعض المواد الغذائية، ثم يتابع طريقه إلى منزل (بو غرارة) ويتفقان على أن يلتقيا في المدرسة، وفي منزل العجوز يلتقي المعلم وبو غرارة ثم يأتي القهوجي وابن الصخري، ليقول (البشير) عن ابن الصخري (إنه منافق جاء ليقال عنه أنه رجل متواضع لا يتخلف في الملمات) وتألم المعلم لأنه لم يسرع إلى إنقاذ الطفلة.‏
بينما رقية تعود بها الذاكرة إلى زوجها الأول المجاهد، ثم إلى زواجها من الحركي.. وفي اليوم الذي يليه توافد (بو غرارة) ثم دخل المعلم، وأثناء دخوله كانت رقية قد خرجت لجلب الماء.. فتراه، لكنه لم يرها.. إنه ذاته زوجها الأول.. وبكت، وظن الجميع أنها تبكي على ابنتها.‏
وعند حمل الجنازة.. وفي الطريق إلى المقبرة تأكدت رقية من صحة رؤيتها.. وأن المعلم هو زوجها الأول.. وزادت أحزانها، فإنه يدفن الآن ابنته. وجاء اليوم التالي، ويبدأ المعلم في الحفر ووضع القضبان الحديدية، ويمر ابن الصخري.. ليقول للمعلم (أن القلم والفأس لا يجتمعان في يد) ويبدأ الصراع من جديد.. ويتشعب الحديث، متناولاً قصة الماء، ثم يطلب ابن الصخري من (البشير) أن يعمل مديراً لشؤون المزرعة.. لأنه يعلم أن المعلم لا بد أن يحرك شعور أهل القرية.. فتنقلب الأمور رأساً على عقب... ويستريح بعد غرس ثلاثين من الأعمدة.. وفي المقهى يلتقي (بو غرارة) مع البشير.. ويتحدثان حول ما جرى بين البشير وابن الصخري.‏
وفي الفصل السادس تقبل سيارة البلدية، ويتهامس أبناء القرية.. إلا أنها تحط عند ابن الصخري.. ويعرف أن ابنه هو الذي جاء..‏
وينقل لأبيه شأن نقل الماء إلى القرية، بينما وصلت رسالتان إلى المعلم بالموافقة على المطعم واستخدام العاملة، ونودي المعلم على أن هناك ضيوفاً في انتظاره، فيسرع ليرى رئيس البلدية والمهندس.. واستدعى (بو غرارة) ثلاثة رجال ليتعاونوا في نقل المعدات والأنابيب، وجرى حوار بين المعلم ورئيس البلدية، ثم بين رئيس البلدية وابن الصخري.. ويصر رئيس البلدية على نقل الماء، واتفق "البشير" والمهندس على أن يتم وصول الماء في يوم افتتاح المدرسة.‏
وفي صبيحة اليوم التالي جاءت العجوز لتخبر المعلم بنبأ هدم الجامع، وأن المشار إليه على أنه فعل ذلك هو المعلم، وتطلب منه ألا يخرج، إلا أن الصوت والشتم وصلا إلى المعلم، وخرج ليرى ما الخبر، ليرمى بحجرة، وعند التحقيق تشار أصابع الاتهام إلى ابن الصخري. وجاء موعد تسجيل التلاميذ.. ويطلب المعلم من (السعيد) ابن الحركي.. أن يحضر والدته للإمضاء بعد أن انتبه على أن رقية هي قد تكون زوجته من خلال قراءته لورقة الميلاد.. وهنا تشعر رقية أن البشير علم بكل شيء.‏
وفي الفصل السابع.. تقابل رقية المعلم.. تأكد المعلم من أنها زوجته لكنه لم يصارحها.. ويبدأ الصراع في نفسه، يطلب من بو غرارة أن يذهب معه لطلب الزواج من رقية.. على الرغم مما سيقال.. فيوافق بو غرارة قائلاً له (إن وقفت أمس إلى جانبك فلست لأقف في الغد ضدك أنني في أعماقي ما زلت جندياً في جيش التحرير) وعند نقل الخبر عن طريق العجوز إلى رقية، تمانع في المرة أولى لكنها سرعان ما توافق ويتبسم الفجر.‏
الشخصية المحورية:‏
إن الشخصية المحورية هي شخصية (البشير) التي تظهر بثوريتها، فقد تحملت أعباء النضال، منذ بداية الرواية فهو (لم يقدم على المجيء إلى هذه القرية من أجل تعليم الأطفال والقراءة والكتابة فحسب بل بدافع أعمق... إنه جاء ليحرض الناس على أن يثوروا على أوضاعهم).. وبقدر مهمته الصعبة قاوم وناضل بصبر.. فها هو في الماضي يقول لزوجته (ثقي أنني سأعود وأن الجزائر ستتحرر... أفهمت؟ من أجل هذا أفارقك وأنت حبلى، وأفارقك ولو كنت الليلة ستضعين حملك، إننا سننتصر، إن ثورتنا الآن قوية، ولم يبق من الكثير إلا القليل).. والبشير التقدمي الوطني يرد على أحد أساتذته في تونس.. وعندما أراد تغيير المجتمع القروي وجد العقبات، طرح عمل المرأة، المدرسة هي الثورة في الريف.. ومن هنا كان الصراع بين البشير وبين ابن الصخري.. بل بين الثورة، والإقطاع وعندما علم بأن زوجة الحركي هي في الأصل ثورته كان في موقع الاختبار فأعلن عن زواجه.. وعندما أنهى مهمته في القرية، قرر الانتقال إلى قرية أخرى، لأن الثورة أدت مهمتها في هذه القرية، بينما القرى الأخرى بحاجة إلى البشير.. جر المياه، المدارس، القضاء على الإقطاعيين، من هنا فإن الشخصية المحورية ثورية عملت على تغيير المجتمع الكامل، ولم تبدله ظروف الحياة، والحقيقة أن ابن هدوقه يهتم كثيراً بشخصياته، ويعمل على نجاح هذه الشخصيات بفنية روائية.‏
الشخصيات الثانوية:‏
لقد طرح الروائي ابن هدوقه مجموعة من الشخصيات إلى جانب البشير.. فشخصية (الشيخ حمودة) و (والد البشير) قدمت موقفاً خالداً كان بمثابة الثورة لدى (البشير) وكذلك شخصية (بو غرارة) التي حملت الثورة ذاتها، وشخصية ثالثة العجوز (ربيحة) مثال ثوري، فهي لم تهجر وطنها، وتمسكها بالطين شرف لها، بل هي تعاطفت مع البشير الذي يمثل الثورة، أما الشخصية المضادة (ابن الصخري فهي الوجه الحقيقي للإقطاع والجشع ويجب القضاء عليه. وشخصية (رقية) هي جزء من "البشير" وانتصرت معه أما باقي الأسماء فهي مفاتيح الثورة.‏
من كل يظهر لنا أن الشخصيات التي اختارها ابن هدوقه ثورية أكدت على استمرارية البشير، وكان لها دور في التحريف، لأن الزمن الذي اختاره الروائي لهذه الشخصيات، كان كالصاعق في العمل الفدائي من أجل نجاح العمل الثوري وهذا تأكيد على أن القاعدة الجماهيرية هي التي تخلق الثورة الفعالة، والبشير في حد ذاته من هذه الجماهير.‏
الفن في الرواية:‏
التصورات في الرواية واضحة الملامح.. لقد تعرف الروائي إلى قضية الأرض، والثورة، وانتصار الثورة على الإقطاع... ودور العلم في الريف.‏
وهذه التصورات جاءت في القضية التي أعلن عنها البشير منذ البداية (فهو لم يقدم على المجيء إلى هذه القرية من أجل تعليم الأطفال القراءة والكتابة فحسب، بل بدافع أعمق من هذا، جاء ليحرض هذه القرية جاء ليحدث انقلاباً.. ليرضى الناس أن يثوروا على أوضاعهم).‏
هذا الحدث الذي طرحه ابن هدوقه هل واكب الرؤيا الفنية الروائية؟ وكيف كان الصراع؟ أقول لقد قدم الكاتب تشكيلاً فنياً بارعاً فقد استعمل التصوير الفني.. من حيث التشويق، تأزم الصراع، الأسلوب الذي اعتمده الروائي..‏
وكل ما جاء في الرواية يدل على أن ابن هدوقه ينتمي إلى الواقعية والواقعية الاشتراكية. على الرغم من استعماله أحياناً إلى اللغة الشعرية.. التي تدل على اهتمام الكاتب باللغة والأسلوب.. والتكوين الفني.. بقي أن نقول أن الروائي قدم لنا صورتين بارزتين حين صور زواج البشير من رقية، ثم افتراس رقية من قبل الدورية الفرنسية وفي الحقيقة ليس في عمل ابن هدوقة، وإنما ألفاظ الجنس أصبحت مباحة عند كثير من الكتاب، بل أن الجنس في منظورهم أصبح جزءاً من الواقع

ايوب صابر 04-08-2012 09:54 PM

لا نعرف شيء عن والدي عبد الحميد هدوقة لكن لا شك ان حياته تبدو مأزومة كونه ابن ريف ولد زمن الاستعمار وسافر للدراسة الابتدائية في بلد قريب ثم الى فرنسا وهو ابن 17 سنة للدراسة وهربا من القوة الاستعمارية ثم عاد الى تونس ونجده مسافرا من جديد. شارك في النضال واصيب برصاصة وسجن.

هو حتما اكثر من مأزوم وسنعتبره يتيم اجتماعي كونه غادر العائلة وهو شاب للدراسة وهربا من القوة الاستعمارية. وعلى امل ان يزودنا بلقاسم علواش بمعلومات تفصيلية عنه.

يتيم اجتماعي.

ايوب صابر 04-08-2012 10:13 PM

54- فردوس الجنون احمد يوسف داوود سوريا


رواية ((فردوسُ الجنون)) لأحمد يوسف داود - عينُ الواقع السحرية
5/26/2010 1:58:25 PM

(1)



(1)
سأتناول رواية (فردوس الجنون) لمؤلفها الشاعر والروائي أحمد يوسف داود، وقد صدرت هذه الرواية عام 1996 عن اتحاد الكتّاب العرب..‏ والرواية المشار إليها ذات حجمٍ كبيرٍ في عددِ صفحاتها وفي تعدُّدِ موضوعاتها التي تتشعّبُ وتتسلسل بطريقةِ التأسيس على أفعالِ شخصيّاتٍ محوريّةٍ واضحة المعالم ثمَّ السير مع هذهِ الشخصيّات عبر فواصلَ فنيةٍ تجعلً من الحكايات المتقطّعةِ المنبثقةِ من تحوّلاتِ الشخصيات أسلوباً في العمل الروائي الذي لا يبدو تقليديّاً في إطاره العام..‏ وعليهِ نقولُ إن رواية (فردوس الجنون) لم تستسلمْ للأداءِ الفني التقليدي بل تجاوزت هذا التحديد بإفادتها من فنِّ الروايةِ وواقعها المتحقّقِ من خلال الإنجاز الروائي السابق لتجربةِ هذهِ الرواية التي خرجت إلى فضاءاتٍ أكثر حرية وأشمل إبداع عن طريقِ الإمكانات غير المحدّدة للّغةِ وعوالمها والأحداث التي تحتوي الواقعَ فكرةً وتجسيداً لتنطلقَ بهِ إلى قناعات سرديّةٍ تمسكُ ـ في الغالب ـ بالمتلقّي وتقوده معها مصطحباً أسئلتهُ وتأويلاتِهِ ومشاركاً الشخصيّات في الكثيرِ من التفاصيل عن طريق استنطاق الرموز التي يؤديها المؤلف عبر جملهِ ومقاطعَ أحداثِهِ التي غالباً ما تُفضي إلى الغرائبية رغم انطلاقها من أرضٍ على درجةٍ كبيرةٍ من التماس مع الواقع الحي.‏
(2)
تبدأُ رواية (فردوس الجنون) من لعبة خارج النص توضّح الفطنةَ والذكاء الحاد الذي يتمتعُ بهِ المؤلف وهو يعطي شخصيّاتِهِ أدواراً وأقنعةً بمثابة مقدّمة فنيّة أو مدخلٍ إشاريّ مهم حمل عنوان "بيان الأبطال" وقد ذُيِّلَ بتوقيع (سرحان) تلكَ الشخصيّة المموَّهة الغريبة التي تهيمنُ بشكلٍ واضحٍ وأخّاذ في إيحائِهِ على الشخصيات الأُخرى في الرواية بعد أن يفاجئنا المؤلف بتغييب هذهِ الشخصيّة ـ بالتقدير إلى الشخصية الثانية ـ (بليغ) التي يتفوّقُ حضورها على شخصيّة (سرحان) التي تعدُّ الشخصيّة الأولى في العمل الروائي، وهذهِ المعادلة تذكِّرنا أسلوبياً بالعمل الروائي المعروف (ليلة لشبونة) للروائي الألماني (ريمارك)، أذكرُ ذلكَ مقارناً بين أسلوبيّ الروايتين إذ أنَّ ريمارك في (ليلة لشبونة) يبدأُ مع القارئ بشخصيّةِ راوٍ مهيمنٍ على أجواءِ الدخولِ إلى أعماقِ الرواية ثم ينسحبُ هذا الراوي بشكلٍ مفاجئٍ عن المشهد المرصود لتحلّ الشخصيّةُ الثانيةُ التي يلتقيها الراوي مصادفةً في الميناء مكانَ الشخصيّة الأولى في السياقِ الفني وتقودُ مسارَ الأحداث وتدخلُ في صلب نسيجها إذ أنَّ الراوي الجديد (المقاتل) في (ليلة لشبونة) هو الذي يسحبُ مسارَ الأحداثِ إلى (أناه) هذا التقاربُ الأسلوبيُّ ـ إذا صحَّ التعبير ـ لا يعني أن مؤلف رواية (فردوس الجنون) قد استفادَ بشكلٍ ما من عمل ريمارك في إبحاره الخاص في روايته والذي ينمُّ عن تولّيه لعبة روائية مهمّة تنطوي على مقدرةٍ خلاّقةٍ في فهم فنِّ الرواية ومحاولته الجادّة في الانفلات من الإصغاء الصارم لتقليديّات بناءِ الرواية وتقديم الأشخاص وعرض ملامحهم...الخ...‏
(3)
يبرّرُ الروائي (أحمد يوسف داود) اتّساع عوالم روايتِهِ باغتراب بطلِهِ (بليغ) والتحوّلات الهامّة التي تتعرَّضُ لها شخصيته وهو الهاربُ من السجن (بمعونةِ أحد رجال الشرطة) والداخل إلى سجنٍ أوسع من التصوّرات المتشظيّة والتيه والغربة، حيث ينتهي إلى عوالمَ لا تستقرُّ على ملامحَ بشريّةٍ مباشرةٍ إذ يلتقي في هروبِهِ (سرحاناً) بمحض المصادفة ـ والتي يكشفُ القارئ لاحقاً بأنّها لم تكنْ كذلك بل إنهُ لقاءٌ مدبرٌ بدقّة ـ ويقودُ سرحانُ بليغاً إلى شجرتِهِ الغريبة التي هي بمثابةِ بيتِهِ أو عالمه، ذلك العالمُ الصغيرُ في مساحتِهِ الكبيرُ بإيحاءاتِهِ، ذلك أنَّ العديد من المنطلقات الحسّاسة في الرواية تبدأُ منهُ وتنتهي إليه.. هذا المكان يتعرَّف فيهِ (بليغ) على مجموعةٍ غريبةٍ ومثيرةٍ من الأصدقاء لينشئَ معهم أغرب العلاقات الإنسانية التي تحملُهُ إلى أمكنةٍ وأحداثٍ وشخصياتٍ ومواقفَ لا يصدِّقُها القارئُ بسهولةٍ وهي بمجملها تغيِّرُ نمطَ شخصيتِهِ وتقودُهُ إلى ممارساتٍ في أجواءٍ مختلفةٍ عنهُ ليظهر لنا ـ المؤلف ـ بالنتيجة أن بطلَهُ يعاني من أزمةِ (سيزيف) وصخرتِهِ الأسطورية المعروفة التي تتشكَّلُ عند (بليغ) في حياتِهِ المليئةِ بالمفاجآت الصعبة التي تبقيه أسيراً لهذهِ الصخرة، هذا فضلاً عن الأبعاد المزدوجة لدلالات بعض الشخوص (ليلى والطفلة التي تفارقُ الحياة، الدكتور والضابط الذي هو أخٌ لبليغ كذلك الأمّ المزورة..الخ) وحتى حياة (بليغ) في (بيروت) وممارستِهِ لأكثر الأعمال تناقضاً فيما بينها.. فما العلاقة بين العمل السياسي الثوري المحموم والعمل المهين في ملهىً ليلي؟‍!‏ هذا إضافة إلى الانطباعات الشخصيّة الملغّزة التي تمر بهِ وهو يختلفُ نفسياً مع الزمن الذي يحيا فيه وعبرَ أكثر من دلالةٍ فكريّةٍ وفنية...‏
(4)
إن أهمَّ ميزات رواية (فردوس الجنون) هي نجاحها في خلقِ جوٍّ متضاربٍ ينطلقُ من آلامٍ إنسانية بسيطةٍ عبرَ الكثير من الأحداث والتعبيرات التي تُبثُُّ عن طريق السخريةِ المريرةِ أو الكوميديا السوداء إلى أعقدِ العلاقات الغرائبيةِ التي تمتدُّ في الكثيرِ من تصوّراتها إلى الوهم بأعمقِ دلالاتِهِ وتصوّراته، كما أن في الروايةِ أفكاراً كثيرةً لا تُطْلَقُ بشكلٍ مباشرٍ إلى متلقّيها ولا تخاطبُ قارئاً فيه ركودٌ ثقافيٌّ أو عسرٌ تأمليٌّ، بل تسعى بالقارئ إلى منطقةِ المتعة المشوّشة بالأسئلة، وإلى إحساسه ـ القارئ ـ بضرورةِ التدخل بأي شكلٍ من الأشكال لفكِّ الاشتباك بين علاقات الرواية المختلفة.‏ كما لا ننسى بأن رواية (فردوس الجنون) استفادت من اللغةِ الشعرية لإنجاحِ فكرة التحليق بالإيحاء والانطلاق به إلى موسيقى الدلالة بشقّيها الجمالي المحلّق والموضوعي المحض، وأن الرواية لا تستسلم كلياً لإيقاع الحدث الزمني ولا تفسِّرُ إشاراتها بسهولةٍ بل تذهبُ بهذهِ الإشارات إلى أقصى حالات التأمُّلِ لتعودَ بها إلى عين الواقع السحرية التي لا تلبّي نداءَ الإحساس المباشر بها وبشكل بليد..‏ إن رواية (فردوس الجنون) روايةٌ جديرةٌ بالتحليقِ معها وقراءتها باستــــــمتاعٍ قراءةً فاحصةً متأنية.‏
منذر عبد الحر

ايوب صابر 04-08-2012 10:18 PM

فردوس الجنون
الوحدة
الاثنين27/9/2010
جودت حسن
لا توجد رواية بلا شخصية , ولا توجدشخصية بلا صراع , هذا أمرٌ يجب أن يكون من البديهيات .. أما عندما يقتصر الأمر علىشخصية ( واحدة ) تتفرّع عنها كل الشخصيات الأخرى , فإن الحديث عن الرواية يبدوصعباً وفظاً إلى حد ما ..! وهذا الحدّ يجب أن تظهره المعايير الأدبية , وهذا ما لميبلغ كماله بعد ..! إن
المونولوج هوالسائد في القصّ الحديث , لكنه ليس عاجزاً عن تقديم الشخصية الروائية وإدارة » أزمة « الصراع بين أكثر من قطب وأكثر من شخصية ..! في رواية الأستاذ » أحمد يوسف داود « الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب بعنوان : » فردوس الجنون « صبوة مجنونة للحاق بحلمسوريالي يستطيع رسم الواقع بغير أدوات هذا الواقع .. وأنا أظن أن الكاتب أراد أنيخط ملحمة غنائية تشاكل رواية حيدر حيدر في : » وليمة لأعشاب البحر « الرواية التيهي سرد ومكابدة لبطل وشخصية صراعها موجود في كل صفحة وفي كل حركة .. واللغة نفسهاعند حيدر حيدر تتحول في رأيي إلى » بطل « ! إن اللغة عند » حيدر « تتحول إلى كابوسيقضّ مضجع الذين حولوا الشخصيات المنفية إلى أرقام .. ! لكنّ هذه اللعبة خطيرة ولايمكن تقليدها بسهولة .. ثم , إن الروح الشاعرية عند » حيدر « تغطي و » تجمّل « فنياً الخروقات في كل صراع وشخصية لم يصل إلى ذروة هذا التناقض الذي على الرواية أنتسطّره , وعلى الراوي أنْ يجيد حبكه واللعب عليه من خلال الكلمات .. ! النشيد هناعند الروائي » أحمد يوسف داود « مع أن البطل الوحيد - الراوي - يكاد يكون واحداً فيالروايتين ! بطل أحمد يوسف داود منفي في لبنان وفي ميليشيات التهريب .. في رواية » فرودس الجنون « هناك شخصية مركزية واحدة تتفرع عنها الشخصيات الأخرى , أو هي تخلقنقيضها لتكون كاملة كرواية , لكن أبطالها يتحدثون بالنيابة عن الراوي - المؤلف الذييتقمص دور الجنون ليبرز عورات هذا العالم : » في أوطان لا تنتج غير أصناف العلكةالرديئة , كيف يمكن حتى لأرسطو أن يتفلسف ? « ص10 .. نتابع أيضاً : » الحياة ماعادت غلطة سافلة وحسب , بل هي قد صارت في هذا العصر الفاضل مجتمع قاذورات ومجمعفظاظات يخترع الشيطان ذاته « ص8 .. ولأن الروائي الكاتب يدرك سلفاً أنه لا يستطيعتقديم كل هذه الكمية من الجنون في رواية حتى لو بلغت صفحاتها الألف , فإنه يعترف » لحظتها , تبين لي مدى سذاجة روايتنا هذه قياساً إلى الجنون الفعلي الذي احتلّالعالم « . ص12 .. ! وفي الصفحة التي تلي نقرأ : » كنا نجد هذا العالم أمامنا كلمااخترعنا وهماً روائياً كي ننساه .. وجدنا أنفسنا واقعين في مطبّات من الجنون البارد « ص13 ..! والمؤلف يجد أنه من الصعب تغيير قواعد اللعبة هذه عندما يجد أنه لايستطيع أن يخترع جنوناً يليق بسفالة هذا العالم .. وهنا علينا أنْ ندقق قليلاًبالشخصيات في الرواية وفي صراعها .. مع منْ تتصارع هذه الشخصيات إذا كان خالقهاالروائي يقرّ بعجزه عن تغيير اللعبة , الأمر الذي لا ينبغي أن يؤيده النص الجديدالذي يسرد طرفاً من الجنون : » ممنوعٌ عليك أن تضع ولو لمسة صغيرة جديدة في قواعدالجنون « ص 17 .. وهذا الهمّ يكاد يصبح كابوساً يؤرّق المؤلف الذي يعود إليه بعدعشر صفحات قائلاً : » إنّ إحدى سقطات روايتنا هذه أيها السادة , هي أنّ الجنون فيهايبدو لنا - نحن أبطالها - سخيفاً إلى درجة محزنة .. إننا نُبدي أسفنا أمامكم , علىأننا لم نستطع أنْ نكون فيها مجانين حقيقيين بالقدر الذي ترغبونه ..! « ص27 ..! فيرواية » فردوس الجنون « يوجد حدّ أدنى من السوريالية , وهذه في رأس قفزة ملائمة فيالعصر الفاوستي الجديد , لكي نبرهن أننا لم نعدْ بحاجة إلى الروح , وكل ما يصبوإليه الأبطال في الروايات وخارج الروايات هو تحقيق الجزء الأسفل من فلسفة أبيقور ..! تبقى اللغة في » فرودس الجنون « شخصية حاضرة لتذكر بالشاعر المؤلف , واللغة هناتستر ولا تعري .. ونحن تنقصنا المعايير النقدية لنفرق في الألفية الثالثة ما بينشخصية » واقعية « وأخرى يرسمها خيال » الشاعر « , الأمر الذي يجعل الصراع أقلّتوتراً , والجنون أقلّ فائدة , والصراع على الوصول إلى النهايات القصوى في » الحدث « وفي » التشويق « أكثر عقلانية , في الوقت الذي يجب فيه على اللغة أن تسقط مندورها كورقة توت , وهذا أمر لم يقصّر فيه الراوي - المؤلف .. لكن الجنون يحتاج إلىسوريالية , وهذه تحتاج إلى جنون اعترف الكاتب بأنه جاء ساذجاً وبسيطاً .. لكنهارواية تسرد جزءاً من التاريخ المعاصر لشرقيّ بلدان المتوسط , ( فردوس الجنون ) للشاعر والروائي أحمد يوسف داود , هي رواية شيقة , وجذابة , وشاعرية , وكثير منالتخيل الذي يعكس الواقع بلغة الحالم , وهناك لوحات مسرحية كاملة يمكن تطويرها فيالمستقبل لكي يكتمل الجنون الأصلي في شرق المتوسط .. في شرق لم تمرّ عليه لمسات » فاوست « , ولا يريد أنْ يصدّق بأن » العقل « مصيبة حتى في رواية ..!‏

ايوب صابر 04-08-2012 10:32 PM

قراءة في فردوس الجنون
المصدر جريدة الف

إذا كانت الرواية – أي رواية – وهي تحكي مقاطع من حياة الناس والمجتمع والعالم،في فترة معينة، قد تطول وقد تقصر،بأحداثها وسيرورة مصائرها، فيتوجب بداية إخضاعها كبناء حكائي أو قصصي إبداعي، لقوانين العالم الموضوعية......قوانين الزمان والمكان والحياة، إلا أن روايتنا هنا يبدو أن لها قوانينها الخاصة، أو لنقل إنها تبتدع قوانينها التي تحقق متطلبات الحداثة والتحديث، والتجريب الذي يتقصد البحث عن أشكال جديدة للبناء الروائي، تلك التي اشتغل عليها الكاتب والأديب أحمد يوسف داؤود ، كهم إبداعي مستمر ومتواصل، يسم جميع أعماله بلا استثناء، في محاولة للوصول إلى حالة إبداعية تحيل إلى المتغيّر دوماً، والمستجد والمستحدث، وعدم اعتبار اللحظة زمناً منفصلاً...كينونة ، بل معطى متوالد ، يتعلق بالقبل والبعد... وما بينهما، وما تحتهما... وفوقهما، وأيضاً بما ليس بهما كمتعلق غير ثابت، لا يحيل إلى ذاته ، ولا يحمل بالتالي شروط بقائه وفنائه في طبيعته، انطلاقاً من القطع مع مبدأ الانفصال والتوحد، أو مع نسبية اللحظة .
والأديب أحمد يوسف داؤود ، كهم إبداعي مستمر ومتواصل، يسم جميع أعماله بلا استثناء، في محاولة للوصول إلى حالة إبداعية تحيل إلى المتغيّر دوماً، والمستجد والمستحدث، وعدم اعتبار اللحظة زمناً منفصلاً...كينونة ، بل معطى متوالد ، يتعلق بالقبل والبعد... وما بينهما، وما تحتهما... وفوقهما، وأيضاً بما ليس بهما كمتعلق غير ثابت، لا يحيل إلى ذاته ، ولا يحمل بالتالي شروط بقائه وفنائه في طبيعته، انطلاقاً من القطع مع مبدأ الانفصال والتوحد، أو مع نسبية اللحظة بما هي بداية ونهاية، فافتراض الفصل والانفصال، يجبّ مبدأ الحداثة ، ويحيل إلى ما يستلزم إعادته، بدلاً من عودته بطبيعته بتجلّ مختلف أو منزاح ، أو بتشكيل يعكس المعنى في إحالاته وتحولاته... لا في غائيته.
فردوس الجنون لها زمنها الروائي الخاص، الذي يفيض عن الزمن التاريخي ، ويفارق منطقه
المنطقي، لمواكبة الأبعاد غير النهائية لتحولات الحدث الروائي، وهو أيضاً ليس انتقائياً ، بل متحرك... متقافز، أو متوهم ، أو غائب أو مفترض، مما يجعل منه عنصراً أداتياً من جملة العناصر التي يتحكم الكاتب بإيقاعها وسيرورتها ، من خلال تركيزه على فرضية استحالات الزمن وتغيراته، ويكون فلسفة إبداعية حداثية، تلائم وتوافق المحمول الفكري، فيتلونان بلون بعضهما، ويحيل كل منها إلى الآخر.
الكاتب كمبدع للتوقيت يشي بمقولاته عبر تحكمه بمواقع خطى الزمن الروائي،ومتابعته لها، كزمن مفترض أو مسترجع، أو قادم، ويصبح هذا الفهم للتوقيت ذو علاقة واجبة الوجود بالرواية، من أجل الصورة البنائية التي تتسع للخلق والتخليق، المختلفان عند الكاتب عن العالم الحكمي، ولهذا وجب خلق عالم زمني روائي متخيل وفق الرؤية التي تبرر وتفسر العالم المخلوق، أو واجب الخلق.
من الواضح أننا لسنا هنا أمام فلسفة للفكر فقط، بل فلسفة للطبيعة والتاريخ واللغة، فالشعوري واللاشعوري عبر اضطراب اللحظة الزمنية وتقلقلها ، يعبران عن نفسيهما معاً ، وتحتفظ الذاكرة الانتقائية ، والرغبة ببناء ذاكرة جديدة منتقاة بمركز أساسي مما يسمح بالتحرر من الذاكرة كتاريخ، أو كمعطى، ويقيم بينهما فاصلاً ، هو علامة الاستقلال أو الفراق الذي تولدت عنه الصورة داخل الكلي المستمد من محايثة اللحظة لمبدأ الاستيلاد المستمر لذاتها، والتي تحيل إلى حداثة الفكر، ثم تنعكس عنها.( أنكرني أخوتي أمي ماتت من الغم بينما ضاع أبي في غابات المارتينيك وهو يطارد خلاسياته الجميلات وكل ذلك لأنني أركب على قصبة وأركض وراء أشباحي منقاداً بهوس الاكتشاف بينما هم يرغبون في أن أصير حكيماً )
الفرشة الروائية تجمع كورال الشخصيات المتخيلة، وتستحضرهم في بداية القص، كاستهلال يحيل إلى التواصل الحي، ويؤكد استغراق الواقع للمتخيل أو توثيق الواقع بالتخييل، فبيان الأبطال يشعر بالتزام الواقع من حيث الوجود المعاين، ها نحن نتكلم ( نحن أبطال هذه الرواية) ...وتأتي جملة اسألونا لماذا... لتؤكد واقعية الحال بافتراض واقعية المساجلة، وهو اختبار لا يمكن أن يرقى إليه الشك في يقينية الوجود ، إذن فالوجود هو الافتراض الأساسي ، أما ما ينسحب عليه من توصيف فهو أمر آخر، والانشغال بمقاومة الجنون هو تأكيد لحالة الواقعية ، وليست نفياً للواقع، ويكون تمييز حالة الجنون ، هو المعادل لوجود العقل بالفرض، ومسألة الخطأ والصواب، هي من متعلقات الواقع أيضاً، ويتبادل الخاص والعام أمكنتهما، فتصبح القاعدة هي الاستثناء، والاستثناء قاعدة يمكن تعميمها فيما يتعلق بالأحكام القيمية للحياة والكون والبشر، ويصبح من يمكنه تمييز الجنون من العقل، يمثل القلة النادرة، التي لا تنال أحكامها- وللأسف - حظها من الاعتبار، والمسألة موضوعية بالأصل، فمن يوجد في مدينة العوران يجب أن يستر عينه ، وإلا كان هو الاستثناء، وطالما أن ذوي الجهالة ينعمون في فراديسهم، فالأمر محلول بالنسبة لهم، ويبقى أولئك التعساء بعقولهم وحكمتهم، غرباء في مملكة المجانين، فهل يجب أن يشربوا من نهر الجنون، كيلا يستمر التمايز والتمييز؟ أو أن رؤوسنا الفاخرة لا يليق بمساحاتها الرحيبة، وهي على الهيكل، سوى هذا النوع من الشواغل؟ وأين بالأصل تكمن مسألة الخطأ والصواب؟ وهل الخطأ والصواب هما من متعلقات العقل؟ وأي عقل نعني؟ أم أن المسألة لا تمثل برمتها سوى اصطلاحاً ومعطى بشرياً، يخضع لنسبية الزمان والمكان والكون؟.
تشرع الرواية السؤال والتساؤل عن الموقف من فرضية خطأ العالم، وهل من اللازم تنصيب الشخص لنفسه شاهد بينة شخصية على خطأ العالم ؟، هذا السؤال ينبني على مشروعية تخطئة العالم أساساً ، ومجرى الأشياء ، لكن هذا العالم هو بالتأكيد أكبر من أحكامنا وأفكارنا، والصعوبة تكمن في قابلية الفكر كمعطى، للتحديد خارج العالم،لكن افتراض أن هناك موتى أحياء يحل المسألة مباشرة ( كنا فقط نطمح إلى إثبات أنه ما زال بين الموتى الأحياء غير المعلنين ذلك الخيط الواهي من الصلات الإنسانية الجميلة وسنعترف لكم هنا بأن الدافع إلى ذلك لم يكن أكثر من أمل ساذج وغبي على الأرجح بأن ذلك الخيط قد يتحول إلى حبل إنقاذ في يوم من الأيام ) ...إن كلمة قد تحيل إلى إمكانية التحقيق والتحقق ، أي تشير إلى توفر عناصر الواقع، وإن بحدودها الدنيا، وهنا يكون الأمل بالحياة مشروعاً، الحياة المفارقة لليوتوبيا التي تحمل بذور فنائها في ذاتها عموماً، بتقديمها الفكر على الواقع والقول بأسبقية النظرية، ومن الطبيعي أن لا مكان للأمل في ظلها، بل فقط الحلم في غياب العقل، أما في حالة الأمل، فالأمر مختلف، إذ يكون الأمل أيضاً حلماً، إنما بحضور العقل الذي يحايث الواقع ، ويستمد منه عناصره، ولو صعب الوضع واستدق، ويبدو أننا لا نملك أكثر من ذلك الآن، لكننا نطمح ونأمل، والأمر يتعلق بالآن والإمكان تحديداً لا نفياً...( أنا متعصب للحياة أي نعم متعصب للحياة ...والحياة لا تكون إلا في مكان يا سيد بليغ فالمكان هو وطن للحياة وطني وطنك وطننا أوطان الناس جميعاً معلوم وليس الوطن فكرة للضحك على الذقون وليس مذبحا وهمياً يموت عليه الانسان بلا معنى ولا غاية ولا هدف لا الوطن هو مطار روحك للتحليق نحو الله هذا هو رأيي من البداية ).وأيضاً..
( لا يهمني من تكون لكنني عرفتك أنا مدينة لك بإعادتي من سجن حلمي المسكين إلى رحابة واقع أشعر بأننا قد نصير قادرين على إحياء جماله رغم فظاعة ما نمر به من عذاب ) .
فهل تكون الكتابة ذاتها وليدة الصعوبات التي تسببها متطلبات التحديد هذه، أو أنها احتفالية متعمدة باكتشاف المفارقات التي يمكن أن تظهر في كل مكان بين متطلبات الروح الحالمة، وبين نوازع الفكر المعقلن، المتصل بمسائل الكشف، وما يمكن أن ينتج عنها من مظاهر السلب والاستلاب، أو الفراق، أو الاغتراب الروحي.
من الواضح أن الكاتب يحاول تسريب الصدمة التي تجتاحه إزاء كل هذا إلى قرائه، الصدمة التي تسببت بانثقاب روحه، وبالتالي بروز الحاجة للترقيع،(سرحان الإسكافي ونائبه بليغ، ترقيع ماركات الأرواح المعطوبة بأحدث الآلات اليابانية خدمة متقنة ودهان فاخر ) نعم... فليس ثمة متسع من الوقت للهدم وإعادة البناء، ومن الضروري التعرف على القاتل والمقتول في غمرة الصدمة الهائلة للحدث، صدمة السوق... الأخلاق السياسة... الأحزاب، وهذا ما يبرر اللجوء إلى التمايز والتمييز وربما البعثرة وإعادة التوليف في صورة الشاهد المشهود، فالشاهد لوحده ليس بوسعه إلا اللغط والإزعاج، والمشهود يمثل التحدي الدائم، من الطبيعي إذن أن تنتج الفوضى والخراب، خراب الروح، ولن يكون بوسع الكاتب إلا اللجوء للسخرية المعبرة عن الرفض الكلي لما هو كائن خارج نطاق الرغبة والإرادة.( ولو سلامة فهمك خواجا سرحان هم يعني الدهاقين الذين يستطيعون شطب المخلوقات بخربشة توقيع على ورقة أو بأمر في تلفون ثم يحدثونك بالألوان وعلى الهواء مباشرة عن الحرية وراء ابتسامة أنيقة كما يليق بالنصابين ...) وأيضاً ( أنت المسكين الطيب الذي لم يكن يطلب إلا القليل من المعقولية لحركة الدنيا صرت عاجزاً عن أن تعرف ما الذي تريده أنت ثم وصلت أخيراً إلى أنك لا تطلب إلا موتاً بالتوقيت الشخصي ...)
مفارقة الواقع بشروطه المكانية والزمانية، ليس هدفاً بحد ذاته، أو وسيلة للهرب، فهذا ليس من شأنه، ولا يكفي بدون شك لتحويل العالم أو تبديل الحياة، لكن ربما بفضل محايثة الواقع غير المحدد، والذي تقودنا إليه الأسباب المختلفة التي تسمح لنا بشعور كانت تمنعه عنا معطيات الواقع المنطقي ومقولاته، تبرز الحاجة لعملية الانتخاب العقلي، التي تظهر ميولنا في تناقضاتها، وعمليات التوافق والإخضاع اللازمة للوصول إلى وحدة المقول الأخلاقي أو العاطفي أو الوجداني ، المتمثل بضمير الرواية الحقيقي ، كذات منفصلة، والتعرف على قدراته في توحده، ورغباته، ( وشكرت القصبة في سري لأنها حملتني ذات يوم بعيداً عن الجامعة وعن حذلقات حكمة الجامعة وفتحت لي أبواب فلسفات الحياة المتقلبة الواسعة وهي تتجسد في أسرار صغيرة مخبأة في حركة البشر ، لكن تلك الأسرار الصغيرة كلها تنبع من سر واحد كبير ومتناقض، سر مستعص على الجلوس في مقاعد الدراسة حيث لا يمكن للمرء أن يشك في محفوظات اليقين الخالص الذي يحشون به رأسك ، وحيث الرأس صندوق فرجة على قداسة كل ما ليس منك وليس وسيلة لدخولك في نظام الدنيا ككائن من لحم ودم )
إن مجموع الذوات المتناثرة في أطر وشخوص مختلفة تتكلم وفق القولبة التي تحكمها، والتي يتم ضبطها دائماً ومتابعة حركتها من قبل الكاتب انطلاقاً من إمساكه الدائم بخيوط القص، وسيطرته على أدواته، وفق ما يجب أن يكون، ولو عبر الحلم والتداعي، وتقطيع الزمن، و بفضل ضمير المتكلم الذي يشرع الحق بالتقول، وعلى مسؤوليته كشاهد معاين،( وعندها اقترحت على الشباب أنا محسوبكم سرحان )...تاء المتكلم هنا تبتدئ القص بضمير الأنا الرائي، المتسلح بحواسه ، مع الاعتماد أحياناً على ضمير الغائب المنفصل عن الزمان والمكان، المتعالي على الحدث، الذي يرد في سياق الحوارات، الأمر الذي مكنه من استنطاق الذوات المتناقضة والمتنافرة، بما يفيد الحكم الذي يتطلب تكييف الواقع، وإعادة تشكيله، أو تغييبه إذا اقتضى الأمر، وعبر فانتازية المصادفات والمفارقات، وانفلاتها من قيود المحاكمة العقلية أو التاريخية، أو حتى التقانية، فالحياة ربما كانت فراغاً تعكر صفوها الصور الغامضة والمتدفقة التي تجتاحها،لكنها تحركها ...وتعطيها قيمتها، ولو كانت على غير ما نشتهي، فلا يتحرج بليغ من إيراد صيغ الشتم والتهديد التي يتلقاها ( اسمع أنت يابن الشرفاء يابليغ الحمود إذا أخطأت مرة واحدة أو ترددت لحظة في قتل من يحاول الوقوف في وجهك أو سكت على أذية مخلوق فأنا من الآن أنصحك بالهرب إلى أي مكان لا تصل يدي إليك فيه ...لأنني وقتها سأجعلك تلعن السلعة التي خرجت فيها من بطن تلك المجنونة فهمت أم أعيدها عليك؟)...ثم( هاأنذا أركض وأركض ولا ألتفت وأعرف أنه سيظل يراقبني حتى أختفي رغم أننا في برية مقفرة ولكن ما أطول هذه الطريق نحو الحدود التي قال إنه على مسافة أمتار فمتى سأصل إلى النبع؟ متى متى يا ألله؟ ) ثم على لسان بليغ ذاته ( يا إلهي يا إلهي... معقول ؟ أركض كل هذا الركض هارباً من جنون لأجد نفسي في مصيدة جنون آخر ؟ ) وأيضاً( أنا مطارد وسأبقى مطارداً فما الفائدة؟) .
المكان الأكثر ملاءمة لتوصيف حالة الجنون هو بيروت، بيروت الحرب، وتعميم مناخات الحرب، وإسقاطها على مساحات الذاكرة والتذكر، لإنتاج ذاكرة المأساة، التي ستسم الروح،( أوه بيروت بيروت دائماً بيروت مسيرة ما لا أستطيع حسابه من الكمائن والألغام والأعلام والأناشيد والخيبات والأخوات المعطوبة والشعارات والمؤتمرات والمذابح والمدائح والأوسمة والخطب والأكاذيب والآباء يا لطيف كم صارت بعيدة هذه البيروت ) ثم ( لقد فتحت جبهتي الخاصة كي أسدد حساب الثأر في روحي المحترقة بهيجان الخيبة وأنا أرى جميلة تسقط كانت ممسكة قلبها بيد وبطنها بيد وهي تتلوى من الألم المرعب...) وقرار الدخول في حمأة الحرب ليس خاضعاً لحسابات العقل ولا حتى المصالح ، فالمزاج له دوره في هذا العالم غير المعقول ( لكن قلبي ظل يغلي في أعماقه مكابراً ببلاهة حتى أنني رغم تهشم بارودتي التي لم تعد صالحة لشيء قررت أن أبقي جبهتي مفتوحة، وصار همي كله ينحصر في أن أجد لها نشيداً أي نشيد كان ، لكن المشكلة التي ظلت تؤرقني منذ أن صرت معروفاً هي مشكلة من صار في إمكاني أن أختارهم كخصوم؟...) ثم ( غريب يرقصون هناك رغم أنهم بين أكوام من الجنائز)
بيروت هي الكذبة التي يريد الكل تأسيسها على إيقاع لعبته وتلاعبه، مما يشعر بالانمحاق، وأن الخلاص بعيد، وأن كل عرس لقيامتنا مستحيل، مما يبرر الهلوسة... الهلوسة التي تستحضر الكاتب كضمير لا يستطيع الابتعاد عن الموكب، وعبر الصور ، ومماحكة الذاكرة التي قد لا يستطيع - وربما لا يريد – التحكم بتداعياتها ، وانتخابها ، والتركيز على علاقة الصورة بالمعنى...فشهرزاد هي الورقة الصورية –ورقة الضد – التي يسخر بها من طقوس الوضع، ويخاطب بها العقل البدئي، وبها يراهن على صمود الروح ( ورأيت شهرزاد تنسحب وقد أدركها الصباح الشهرياري الدامي أو أوشك )...أما أسباب صعوبة القيامة فكثيرة ومتنوعة ، أهمها حالة الخصاء التي ربما تنتج المصادفات ، لكنها لا تعد بأي شيء من ناحيتها ، مما يسمح بتعميم الحالة كأصل وليس استثناء، وتؤكد أن عقم الرجال أساسه عقم الرجولة ( أنا رجل فعلاً أم لا ؟) وأيضاً ( ربما صرنا أولاد ميتم كبير بعد أن تم تجريدنا من هذه الذكورة الملعونة...) ،ثم( فأنت حين لا يكون لجبهتك خصوم محددون يقودك البين بين إلى أن تصبح أشبه بجربوع مخصي تجره مجارير الآخرين إلى حيث لا يعلم ) حالة الخصاء هذه تبقي وللأسف على الحياة بحدودها الدنيا، فالعقم محلاً وموضوعاً موجود على كل حال، وهو وجود حال وآني ، ولما كان التسليم بالأمر مسألة تتعلق بالوجود والعدم، فليس هناك أنسب من البرزخ مقاماً للروح والعقل ، البرزخ الذي ينتصب علامة الكمون، وهو أقصى ما يمكن إدراكه في ظل رحمة الخالق.( رفضوا أن يتقبلوا شرف خصومتي لهم وبذلك وضعوني مجبراً في الحياد في منطقة ذاك البين بين الملعون والذي لا تعرف فيه إلا الحيرة حتى أنك لا تعود أكثر من غريب عن نفسك )
تنسحب هذه الحالة على مظاهر الانفصام والانفصال... والتأثر والتأثير، لدى أشخاص الرواية ، فالحب والحرب يأتيان بقرار ( أما لماذا خطر لي أن أفتح جبهة عشق كي أسكت جبهات الحرب حين دخلت فتلك معضلة...) ثم ( وحين لا تعرف ضد من عليك أن توجه جبهتك، فإن غضبك لا يمكن له أن يصل مهما تفجر إلى أبعد من رأس منخارك، إذا ما كنت تعوم داخل هذه البحار من التفاهة الخالصة ....واخترت اعتبار رصاصاته جزءاً من مساعدة شقيقة على التحرير ، أما تحرير أي شيء والتحرير من أي شيء فالله وحده يعلم...) . وأيضاً ( أعط أي شقندحي من هذا الشرق الغريب رشاشاً أو حتى مقلاعاً وزوده بخمسة مصفقين وملقن ماكر ثم انظر ما يحدث الأرض كلها لا تعود تتسع لأمجاده

ايوب صابر 04-08-2012 10:33 PM

تابع ،،،

النساء المعشوقات يحبهن على التوالي، ويتعرف إليهن الواحدة تلو الأخرى...وجميعهن دفعة واحدة أحياناً عبر لعبة الأسماء وتعددهاوتوحدها – روز وزهرة – نوح الأول والثاني – بليغ الأول والثاني- في مقاربة ميثولوجية تؤكد حضور الأسطورة في وعيه كرمز للانتماء ، ويعيد فكرة الماهية المشتركة لجميع أشكال الحب التي عاشها بشكل متتابع،( وشربت حسبما أمرت يا بليغ شربت وأنا أرى صوراً أخرى جديدة قديمة من حياة كانت وربما تكون أو ستكون لكنني كنت أضعتها ذات موت طفولة وانبعثت حية نابضة بما هو في غاية البساطة لكنه مع ذلك عصي على الفهم فالصور ذاتها مضطربة تترك إحساساً غامضاً في الروح ولا تعلن لها عن شيء محدد ومع الخمر استسلمت لأبصر ما الذي يريده هذا الرأس المحترق قدام الحضور البهي لتلك المرأة الحزينة التي تبدت مثل زهرة في خرائب مدينة ضربها زلزال )... ولن يكتشف أخيراً في جميع وجوه النساء هذه، إلا وجهاً واحداً ، هو الذي يحبه...تماماً كما في جميع وجوه الرجال أنفسهم، وذلك من خلال العناصر ممكنة الوجود في نفسه كما في نفس الآخرين ، فأحرى به أن يستحضر من ذاته – مع التحفظ على عطبهامادة الحب الأساسية ليكون أكثر صدقاً وواقعية ، ويبتعد على الأقل عن مشقة مجابهة الشعور بالخيانة، لاستحالة وقوعها كفعل سلبي بسبب غياب أحد أهم أركان القصد، ويبقى محذور تعدد الوجود الواقعي فعلاً ، الذي يحيل إلى اللا إرادة، أو اللاشعور، لإعطاء نتيجة مغايرة، وهو ما يمكن أن يحدث بدون قصد، لكنه وللأسف موجود أو محتمل، وكأن الكاتب يسلم بلا معقولية العقل باعتباره خالق أدوات الإدراك، حتى تلك التي لا تنسجم مع العقل، أو لا توصل إلى نتيجة ، فلا يكفي تفسير التماثل والترادف، وتعدد الأسماء ، وبالتالي تعدد الهويات ، أو نفيها ،( قد يأتي يوم تعرف فيه أن زهرة ليست إلا حلماً وأنك قضيت الليل منفرداً بروحك) ثم (من دهور كانت بيروت مهزومة ولولا ذلك لما وصلوا إليها أما زهرة فهي مجدلية من طراز هذا الزمان لكن أحداً لم يؤلف لها أسطورتها بعد).
الموت نفسه لم يعد ذو أهمية ، طالما أن الانسان لا يجب أن ينتظر ليرى رأسه تتدحرج ليتيقن من موته، فهناك الموت الحكمي... المفترض، النازل منزلة الموت الحقيقي، والموت الفانتازي ، الحاصل بعد خسران اليقين بعناصر الحياة والأشياء، والحياة نفسها لا يهمه من أين تصدر، ولا من أين تستمد قيمتها، طالما أن الحضور الروحي تتحكم به علاقات لا تخضع لمقاييس الكون والتاريخ، فتتحول وتتداخل الأرواح والأشباح، ويمكن التعرف إليها كأشياء مجردة من القيمة، ومن هنا يمكن فهم شخصية بليغ...ضمير الرواية ، والقبول بما أسبغه عليه الكاتب من إمكانيات ، ربما كانت صدى لحضور الكاتب نفسه، الذي لا يتحرج من الحضور عند اللزوموفي الأمكنة التي تتطلب وجوده، والحضور الحكمي أو الفانتازي ، يفسر ويبرر الوقائع، فيرقى بليغ إلى مستوى الفيلسوف أحياناً، وقد يستجدي النصح والمشورة من طريف ، الشخصية التي تمثل الظل والشعاع في آن ، ويماهي حركة روحه، وينكفئ بليغ عندما تغيب الفانتازيا ، ويرجع إلى ذاته عبر رجوع الكاتب إلى تهدئة اندفاع الرمز، فيخرج من السديم لفترة يتعرف فيها على نفسه تحت ضوء الشمس، وعلى بيته وأمه... وأخيه الدودة ، في مقاربة عيانية يرجع فيها إلى روحه، ويدرك من خلالها انمحاقه الأكيد، واستحالة وجوده ضمن هذا التشوه الحاصل، فيعود به الحلم، ويعود بالحلم الذي يمازج اليقظة إلى بيروت، ولا يتحرج الكاتب من استجداء الفانتازيا مجدداً ، بل يضطر للجوء إليها وتعميقها ، كمعادل تقني، للإحاطة بالمكان... وتفسير العودة بدلاً من عدمها ، ولتفسير وضع بليغ وتحولات شخصيته ونوازعها، التي تشكل النسق العام لتحولات الحدث الروائي وسيرورته، ثم يخرج منها طائعاً ليخاطب ذاته الواقعيةالحيوية ...ذات الإمكانات الكبيرة ...كخال أصيل ينتمي إلى ذات الأصالة التي ينتسب إليها بليغ الثاني...الشاعر المبشر بالأعراس، ويضمّن الكاتب النص قصيدة ، يشكل ورودها إشارة توحي بحضور المنشئ، في حركة جريئة ومستحدثة، تحيل إلى التوثيق، قد تكون مستمدة من أدوات المسرح، الذي يكون التواصل الحي والمباشروالتوثيقي فيه جزءاً من طبيعته ، وكأنه يردد...كم قد قتلت وكم قد مت عندكم ثم انتفضت فزال القبر والكفن .
وإذا كانت المصادفات أو الحتميات -لا فرق- ، هي التي قادت بليغاً إلى بيروت، وكان مناخ الجنون والتشوه- كما اكتشف - وراء كل مجريات الأحداث التي تعصف بهذا المكان، فإن هذا المناخ ذاته ، سيسحب بالضرورة نتائجه على الأمكنة الأخرى المختلفة التي تنتمي إليها ذات الشرائح الاجتماعية والطبقية، وإذا كان في مكان كبيروت قد أنتج حرباً أهلية عبثية مجنونة، فإنه يمكن أن ينتج ظواهر أخرى-تصدر عن ذات السيماء الجنونية- لكنها مختلفة بالشكل أو المستوى في القرية، التي عاد إليها بليغ مختاراً، ليكتشف أن لا كبير فرق بين بيروت السائرة نحو الموت بالانتحار الطوعي، والذي قادتها إليه أسباب الجنون، وبين مكان آخر قصي، يصدر عن ذات المقدمات والأسباب والماهية، لكنه ينتج التشوه الصامت والتفسخ البطيء ربما، وعهده بها –وفقاً لذاكرته الأولية- بعيدة عن متناول وحش الجنون القادم ، ليكتشف أن الرياح المسمومة من القوة والعنف بحيث وصلت إلى أقاصي المساحات والجهات، و الاختلاف هنا فقط في طبيعة أدوات الصراع،المحددة لشكل الظاهرة أو طبيعتها، وتكون صدمة بليغ في أخيه والآخرين ، تماثل صدمته بأطراف الصراع الأخرى المختلفة في بيروت، والتي صدم بجنونها الذي لم يسلم منه أحد فيما يبدو، فيعود هذه المرة مختاراً، لأنه على الأقل، اكتشف في بيروت ذاته ربما، وأسهمت إقامته فيها في بناء ذاكرة جديدة لن يكون بمقدوره التخلي عنها مجدداً، ذاكرة تتعلق بحياته الجديدة، الفكرية والسياسيةوالعاطفية، التي عاشها إبان تواجده في بيروت المتحاربة، إنما التي تستطيع إرشاد الشخص إلى ذاته، أو تساعده في اكتشاف ذاته، وهو أمر يتعلق بطبيعة الحدث المعاشوضخامته وجديته من جهة، وللإمكانيات الأخرى التي تنتجها المدينة بطبيعتها، وربما كان الرهان الأخير على الطهارة التي تنتجها النار بعد الحريق.
الرواية تحفل-بحواراتها وخطها الدرامي على مستوى الحدث وتحولاته- بالكثير الكثير من المصادرات الجريئة... العقلية والفكرية والسياسية والدينية ،على السائد من السياقات إياها، وعلى ما يتم العمل عليه، من قبل أدوات الفساد والإفساد،وعلى مستويات الثقافة والسياسةوالاجتماع...والعقل، من تأسيس لحالات تنذر بالقطع مع إحالات العقل باعتباره القيمة الأساس في معادلة الحياة، وبالطبع ليس هناك-وللأسف- من معيار غير الجنون، في غياب أدوات الكشف الحسي الأخرى لتمييز العقل ذاته، أي تقعيد وتعميم الاستثناء للولوج إلى القاعدة التي أصبحت لا تحيل إلا إلى الغربة، عالم العقل..المقصي والمهمش. لكنه-لحسن الحظ أو سوئه- الوسيلة الممكنة الوحيدة في عالم الغرائب والعجائب، لتمييز خطأ العالم وصوابه، فلماذا نعجب بعد كل هذا من فراديس الجنون؟ وهي المكان الذي يتسع ويؤوي شاربي ماء النهر، على ما تنبأ به جبران، وهم غالبية البشر الذين ينعمون في بيمارستانات عالم الجنون الوافد بصلفه وجبروته، والهازئ من عالم الوعي، ومنطق الحياة والبشر، في سيرورة تحولات وقحة، لا تقيم وزناً لإنسانية الانسان وعقله، وهل يبقى لنا سوى الأمل الذي يبدو أننا محكومون به فعلاً؟ الأمل الحلم الذي يستدعي القليل من عناصر الإنسانية المتبقية في هذا العالم، وعليها الرهان لوحدها في تحقيق الحلم ، أو مقاربته. والمعادلة في غاية الصعوبة، فإما أن نشرب كلنا من نهر الجنون، أو أن يثوب العالم إلى رشده، الأمل بالحلم هو مادة تمسكنا بالحياة، فهل تنهزم الحياة وتتراجع مسيرة الإنسانية؟ أو تواصل مسيرتها المتعثرة لاستكمال بناء عالم الإنسان كما تقتضيه إنسانيته وثقافته وحضارته؟ .
وإذا كانت الرواية تبتدئ العلاقة مع المتلقي ببيان مباشر ، يشكل استهلالاً ومدخلاً، يتيح فهم المنهجية الأسلوبية، ويقدم مفاتيح أولية للدخول في متن النص، فإن هذا الاستهلال يصبح جزءاً لا يتجزأ من النص، ويبنى عليه ما بعده، وتصبح العناوين الفرعية التالية مدخلاً لفهم التنويعات على مستوى التشكيل الخارجي، لكنها تتعلق بالداخل، من حيث أن هذه العناوين تبدو مدروسة على مستوى الإيحاء، وعنوان (بليغ ينزلق على قشرة موز)، يوحي بضمير الغائب، بينما نجد أن بليغ نفسه هو المتكلم، ويقدم رؤيته في هذه المسألة (بليغ الحمود ؟ يا إلهي كم يثير قرفي هذا الاسم .....وها أنذا أتأمل فيه كما لو أنه ليس اسمي....قال بليغ الحمود قال )...ويكرر الكاتب الطريقة ذاتها في الفصل التالي ( بليغ في لعبة المطاردة ) ليؤكد بقاء النص تحت نظره، لا خوفاً من انفلاته، بل ربما لاستمرار لعبة التواصل مع المتلقي، وتذكيره بأن الأمر لا يعدو كونه حكاية، بتقديمه للراوي بنفسه،ثم يتركه يتوجه بالخطاب على طريقته، وبلسانه، وتأتي العناوين ( زواريب إمبراطورية الظلال) و(احتفال في شبكة مثقوبة) ثم ( بليغ يبيع الشيطان) ليبين رأي الكاتب بما يحدث، لا كشاهد فقط، بل كصاحب موقف، وليؤكد انفصال النص عن منشئه، وبقاءه على الحياد فيما يتعلق بالسيرورة الروائية،فهو يوصّف فقط، وقد يعطي رأيه من الخارج، ساخراً أو ممتعضا،أو مستنكراً ، وحتى عناوين ( نفق للدخول إلى متاهة القاتل والمقتول).. و( الفصول والغايات في إعمار العواصم بالقبضايات ) و(أقصر المسالك بين حطام الشرف الهالك)...فإنها تحيل إلى تبعيض الوتيرة الحكائية، وتقديم الفصل بطريقته-أي الكاتب- ويحمل العنوان أيضاً إحالة تراثية في ما يتعلق بالسجع، على طريقة واضعي السير في العصور السابقة، أما عنوان (طوق الحمامة ) الذي يستعيره من عنوان كتاب تراثي له وجود فعلي، فالغاية منه على الأرجح ، تقديم روح ذلك الكتاب المشهور، بالتماهي مع مجريات الحدث الروائي، وربما البعد الدرامي للعشق في ماهيته، وفي الرواية، وليبين فهمه الخاص للتراث بإسقاط العناوين ذاتها على المستجد من الحوادث الحكائية، ويندرج عنوان ( سورة العنكبوت) في ذات الإطار من الفهم ( أن يختطف زمنك منك أو أن يسرق بعضه وأنت ترى وتعجز عن أن تفعل شيئاً فهذا أمر مغيظ إن لم يكن أمراً مذلاً ومع ذلك فأنا الذي مررت في مثل تلك التجربة تقبلتها أخيراًراضياً أو مكرهاً، لكن أن يدخلوك في لعبة تذكر لماضيك الذي لا تتمنى شيئاً قدر ما تتمنى أن تنجح في استمرار الهرب منه...فهذا استخفاف مهين بكرامة الحياة الإنسانية كلها مهما تكن تبريرات ذلك الاستخفاف...) ويأتي عنوان ( الزوابع والتوابع في بدء استراحة اليوم السابع) ليعلن من جانبه –أي الكاتب- أن المسائل المشكو منها أساساً ، منذ اليوم الأول لخلق الحكاية، حكاية التاريخ على طريقته، أو حكاية الخلق، وهي على كل حال من التاريخ، مستمرة، ولن تنتهي في اليوم السابع ، يوم الانتهاء من خلق الكون، ويوم راحة الخالق، فهنا ... ستستمر الزوابع والعواصف، كما في الأيام التي ستأتي، ولن ننعم بالراحة على طريقة الإله، أو من كتب ذلك عنه على مسؤوليته، أما عنوان ( رسالة الغفران)...المأخوذ بصيغته من التاريخ الأدبي والفكري، فهو تقديم ساخر، لكن ممن ؟ إنه من النفس، فهل هناك أبلغ من طلب الغفران لتاريخ صنعناه بأيدينا؟، وطلب الغفران في حد ذاته، هو إعلان صريح عن العجز، واعتراف بالخطايا، وأيضاً بعدم القدرة على استمرار تحملها، لعل المغفرة تخفف شيئاً من ثقل الأوزار، وربما كان يحمل الاحتمال المقابل، وهو مشروعية...أو ضرورة المساجلة في طبيعة عملية التصفية والحساب الأخير، وهل من المؤكد نزول العقاب بمستحقه في وقت من الأوقات؟، أو وصول الثواب إلى مستأهله؟ وحتى طريقة تناول الحسنات والسيئات في الموازين والمكاييل، وأشكال العقاب والثواب...كما تمت الإشارة إليها في رسالة المعري الخالدة، والتي يحيل إليها الكاتب بالقطع، ثم ينهي الكاتب فصوله بعنونة الفصل الأخير ب (بقايا من سيماء الجنون)...ليقرر أن الجنون لم تنته فصوله، وإن مجمل التحولات الدرامية في النص ،لم يكن لها أن تنتهي بحالة مختلفة عما بدأت به، وأن الحكاية ليس من شأنها أن توصل القارئ، أو حتى الكاتب، إلى ما يرغب به، فهذا هو الواقع، ولا نستطيع من جهتنا التدخل لتغيير الصيرورة، من حيث هي نتائج لمقدمات ربما .
فردوس الجنون للروائي الأستاذ أحمد يوسف داؤود ، علامة متميزة في مسيرته الإبداعية ، خصوصاً على مستوى التكنيك الذي أسس له في ما سبق من أعمال روائية ، واستكمل بناءه في هذه الرواية ، فابتعد عن السرد الملازم لإيقاع الزمن، واعتمد التقطيع، والانتقال من الراهن المضارع ، إلى الزمن المفترض أو المضمر، في حركة توحي بعدم التحديد ، وتشي بتقلقل الحياة، وعدم يقينيتها، وتبرر قراءة الداخل بواسطة الخارج،بدلاً من العكس، بافتراض الحلول في الذوات المختلفة ، وتقويل الشخصيات ما يجول في فكره هو بأسلوب مزج السرد بالمونولوج، مع الاعتماد على الضمير المنفصل عنه، والمشتق من الأنا الداخلية للذوات، فلا ينكرها ولا يؤكدها، ويكتفي بمساواتها مع الضمائر المخاطبة، مما يحيل إلى الحيادية التي تشي بمصداقية المقول المفترض... لا الحدث بحد ذاته، بل كإمكانية حدوث، في محاولة لتعميم الرؤية الجمعية ( أنا الذي أتفرج عليّ من فوق ) وأيضاً ( ضحك أنا الذي يمشي ) و ( رأى أنا المقيد المتفرج ) ...فهل هناك أكثر حيادية في تناول الأنا ؟ إنها حالة من حالات التشخصن التام، لأن استقراء الجنون ، هو بحد ذاته عقلانية تحيل إلى الواقع، وإن كان تعميم حالة الجنون يوحي بالسلب، إلا أنه يفيد الإيجاب من حيث الإحالة، وهو وإن كان يحمل على الاعتقاد بعدمية الواقع أو عبثيته، إلا أنه يعمق الشعور بأهمية الواقع المعقلن الذي يستمد منه الفكر عقلانيته.
فردوس الجنون، هي في الواقع أكثر من رواية، ولعلها الشكل الذي يمثل إرهاصاً بمستويات فنية وإبداعية مستقبلية، أسس لها الكاتب على مستوى الشكل والموضوع...الداخل والخارج، وروايتنا هي اختزال للعالم في فكر كاتبها، وموقف منه أيضاً، ويتضايف كل من التاريخ والجغرافيا والفلسفة وعلم النفس واللغةواللاهوت... بالإضافة لحضور السياسي والاجتماعي والثقافي بشكل لافت ، في تشكيل جديد ومستحدث، والكاتب إذ يقدم كل ذلك في عمله ، فإنما يقدم نفسه...أو بعضاً منها. وربما كانت هذه هي فلسفة الكاتب الحياتية التي يريد منا التعرف إليها، أو ما يريد الكاتب أن يوصله، وبهذا تظهر الرواية كخط دفاع عن الوجود ...وجود الكاتب في نفسهوفي الآخرين الذين يحيا بهم ومعهم .
اللوحة من أعمال : غيث العبد لله

ايوب صابر 04-08-2012 10:33 PM

أحمد يوسف داوود

ولد في قرية تخلة- منطقة الدريكيش- محافظة طرطوس عام 1945.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في الدريكيش، ثم درس في دار المعلمين بحمص وتخرج منها عام 1963، وعمل في التعليم الابتدائي حتى عام 1970 حيث تخرج من الجامعة- قسم اللغة العربية وآدابها فعمل مدرساً في الثانويات ثم انتقل إلى وزارة الإعلام حيث عمل رئيساً لشعبة الأطفال ومعاوناً لرئيس الدائرة الثقافية، كما ندب للعمل رئيساً للقسم الثقافي في جريدة تشرين ولا يزال موظفاً على ملاك هذه الجريدة.
مؤلفاته:

الشعر:

1-أغنية ثلج- شعر- وزارة الثقافة بدمشق 1970.
2-حوارية الزمن الأخير- شعر- وزارة الثقافة بدمشق 1972.
3-القيد البشري- شعر- وزارة الثقافة بدمشق 1978.
4-قمر لعرس السوسنة- شعر-دار المسيرة بيروت 1980.
5-أربعون الرماد- شعر- اتحاد الكتاب العرب. - دمشق 1992
6- مهرجان الأقوال- دار أرواد بطرطوس 1997.
الرواية:

7-دمشق الجميلة- رواية- اتحاد الكتاب العرب بدمشق 1976.
8-الخيول- رواية - ط1 - وزارة الثقافة بدمشق 1976، ط2- دار الحصاد بدمشق 1992.
9-الأوباش- رواية- وزارة الثقافة بدمشق 1981.
10- تفاح الشيطان - دار الأهالي بدمشق 1988.
11- فردوس الجنون- اتحاد الكتاب بدمشق 1996.
روايات للفتيان الكبار:

12-حكاية من دمشق - وزارة الثقافة - ضمن مجموعة "الوشاح الأزرق"- قصص مشتركة- دمشق 1975.
13-السيف المرصود- المجموعة من ثلاث روايات / وزارة الثقافة بدمشق 1979.
المسرح:

14-الخطا التي تنحدر- مسرحية - اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1972.
15- مالكو يخترق تدمر- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1980.
إضافة إلى مسرحيات منشورة في المجلات هي:
"الغراب" / مجلة المعرفة 1971- "الكنز" / الموقف الأدبي 1974. "سفرة جلجامش"/ المعرفة 1968، "ربيع دير ياسين" / الآداب 1973.
النقد :

16-لغة الشعر- وزارة الثقافة بدمشق 1980.
تاريخ:

17- سيرة المجاهد سعيد العاص- دار المستقبل بدمشق 1990.
18- الميراث العظيم- دار المستقبل بدمشق 1991.

ايوب صابر 04-08-2012 10:37 PM

مقابلة صحفية مع الروائي السوري الكبير أحمد يوسف داود:أعيش من كتاباتي?!.. إنها مجرد مزحة!!..سوء تسويق الكاتب والمبدع السوري ( افضل) عقوبة للكاتب الجيد ...لم أشتغل بالنفاق ولم أكن ( مساح جوخ ) طوال حياتي..

شؤون ثقافية
السبت 28/10/2006
هيثم يحيى محمد
من يعرف ( احمد يوسف داود) الاديب السوري المتنوع الابداع... عن قرب ( وانا منهم) .. يدرك مدى خفة دمه..وظرافته .. وذكائه.. ونقائه.. ويدرك اكثر من غيره مدى العمق الفكري.. والثقافي الذي يمتلكه ..ومن قرأ ويقرأنتاجات هذا الاديب في. الشعر . والرواية.. والمقالة.. والمسرح .. والبحث .. يدرك مدى دقة..
وصدق مدرس الادب العربي في دار معلمي حمص ( المرحوم محمود فاخوري) عندما كان يقول للجميع في كلمناسبة عن (احمد ) الطالب في الدار بداية ستينات القرن الماضي لقد جمع الفن كله في احمد.‏
هذا الاديب المتألق كرمته محافظته (طرطوس) منذ ايام ضمن فعاليات مهرجان عمريت الثقافي للعام الحالي .. وبمناسبة هذا التكريم الذي يستحقه اجرينا معه اللقاء التالي.‏
* متى بدأت الكتابة? ومتى بدأت النشر? وهل واجهت صعوبات في النشر عند البداية?‏
** 1-قبل الحديث عن بدايات الكتابة والنشر سأقترح التحدث بإيجاز عما تأسس لها في الطفولة واليفاعة فلقد ولدت بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية ( اواخر عام 1945) اي قبيل استقلال سورية بأشهر قليلة, وكان ذلك في قرية صغيرة من ريف الساحل حيث كانت بقايا برج قديم وكانت القرية بالتالي تختزن كنوزاً من الحكايات والاحلام والتهويمات والتخريفات مثلما كانت-كسائر قرى الريف السوري آنذاك-تعاني من الفقر والجهل اللذين يزيدان في تنوع تلك الكنوز, بقدر ما يزيدان من وجود الشخصيات القلقة التي تخترع تخييلات غريبة فكهة للخروج من حصارها الى العالم الذي كان ينفتح ببطء شديد حتى نهاية الخمسينات على الاقل.‏
في تلك الظروف كانت قراءة القرآن عند الخطيب ( شيخ الكتاب) هي فرض عين تقريباً على كل طفل في الخامسة وما فوق, وكانت سير( حمزة البهلوان-فيروز شاه-الف ليلة وليلة-عنتر تغريبة بني هلال سيف بن ذي يزن) هي مادة الثقافة الاولى, ولم يكن الامر يخلو من امكانية الحصول على بعض كتب من الشعر العربي او مختارات منه... وكانت الطبيعة آنذاك اكثر ثراء وعطاء وحضوراً في سائر تفصيلات الحياة اليومية حتى انها لا تكاد تشبه ذاتهااليوم في شيء!.‏
وفي المدارس القليلة والبعيدة كان الحصول على العلم بالكد والاجتهاد هدفاً أعلى أما قاعدته الاساسية فكانت التعلق بالمثل العليا في التعامل مع الذات والآخرين, وتلك قاعدة سنكتشف متأخرين أنها غير ذات صلة تذكر بعمليات الواقع الحقيقي.‏
ولأنني ولدت وحيداً لأب متلاف كان علي ان اكون متفوقاً في الدرس على الجميع من اقراني, وانا احمل على كاهلي مترتبات كل الذي سبق ذكره .. وفعلتها تسع سنوات كاملة, وبعدها ساقني قدري الى دار المعلمين بحمص حيث تبدأ رحلتي الفعلية مع الكتابة.‏

* ما هي نتاجاتك المطبوعة- او المخطوطة ومتى صدر كل منها ?‏
** منذ عام 1970وحتى عام 1998 صدر لي نحو من ثلاثين كتاباً سأذكرها اجمالاً واذكر عددا من اهمها :‏
آ-سبع مجموعات شعرية اهمها : القيد البشري-اربعون الرماد- مهرجان الاقوال واحدى هذه المجموعات ضاعت عند صدورها في بيروت عام 1982 حيث هدمت دار المسيرة التي اصدرتها بالقنابل الصهيونية فلم ار المجموعة ولكن قصائدها منشورة في الصحف والمجلات وتحتاج الى اعادة جمع وترتيب.‏
وهناك مجموعتان مخطوطتان ربما عملت على اصدارهما قريباً.‏
ب-خمس روايات معروفة, وكتب لكثير عن عدد منها وهي : دمشق الجميلة- الخيول - الاوباش - تفاح الشيطان - فردوس الجنون. وهناك مسودة رواية مخطوطة شبه منجزة, ولا تحتاج الا الى كتابتها في صيغتها .‏
ج-مسرحيتان نشرتا في كتابين هما : الخطا التي تنحدر - ما لكو يخترق تدمر.‏
وآمل انه لم يضيعها او يتلفها, فأنا لم اكن احتفظ بالمسؤولين واعتقد انه من ا هم المسرحيات التي تناولت القضية الفلسطينية ونشوء الكيان الصهيوني.‏
وهناك ايضاً مسرحية للاطفال عنوانها ( محكمة في الغاب) نشرتها منظمة الطلائع كما نشرت قصة للاطفال ايضا بعنوان (البرج) وكذلك نشرت لي دار المستقبل قصتين للاطفال في كتاب صغير واحد.‏
ولدي عدد من النصوص المسرحية المخطوطة للكبار اخرجت بعضها فرق في المحافظات لكنها الآن لا تعني لي شيئاً مهماً.‏
د-اصدرت لي وزارة الثقافة اربع روايات للفتيان في سبعينات القرن الماضي, واحدة منها ضمن مجموعة الروايات الفائزة بجائزة مسابقتها لهذا الجنس الادبي الخاص فازت روايتي بالجائزة الاولى.‏
اما الثلاث الاخريات فاصدرتها في كتاب واحد يحمل عنوان السيف المرصود) وهذه الروايات تتوجه الى الفتيان بين سن 12-16 عاماً.‏
ه-في نهايات السبعينات صدر ايضا عن وزارة الثقافة كتابي النقدي المعروف عن الشعر (لغة الشعر) ولدي الآن مسودة كتاب ضخم لم تكتب خاتمته عن النقد من منظور خصوصية اللغة العربية وفلسفة تاريخها وانماط الاداء الادبي بها . وهو كتاب- رغم ما أراه من اهميته - بحاجة الى اعادة نظر وكتابة جديدة.‏

ايوب صابر 04-08-2012 10:38 PM

تابع ،،
و- في عام 1990صدر لي كتاب اعتبره بالغ الاهمية وذلك عن دار المستقبل بدمشق وهو كتاب الميراثا لعظيم اعادة بناء المنجز الحضاري منذ الالف الرابع حتى ظهور الاسلام كما اصدرت لي الدار ذاتها كتاب (سيرة المجاهد سعيد العاص) وساهمت في عدد من الكتب المشتركة التي اصدرتها ايضا.‏
وفي عام 1997اصدر لي اتحاد الكتاب بدمشق كتاب( رقصة الشيطان: البرنامج الصهيوني لنصف القرن القادم) وهو كتاب يعالج هذا البرنامج على اساس ما كتبه شمعون بيريس في كتابه ( الشرق الاوسط الجديد) الذي صدر عام 1992 وجرت ترجمته الى العربية عام .1993‏
أما آخر كتبيبعد عام 2000 فهو مجموعة مقالات ودراسات مختارة في الفكر والادب ويحمل عنوان ( اوراق مشاكسة) وهناك بضع مئات من المقالات والدراسات النقدية وغير النقدية منشورةفي المجلات والصحف داخل سورية وخارجها ولم اجد الوقت لجمعها ونشرها في كتب .‏
أنت أديب متنوع الابداع -ترى اين تجد نفسك اكثر.. هل في الشعر .. ام في الرواية. ام في المقالة .. ام في المسرح ام في البحث .. ولماذا?‏
أن يكون الاديب او الكاتب متنوع الابداع فهذا ليس عيباً مثلما انه ليس ميزة, وهذا ينطبق ايضاً على التخصص في الكتابة الابداعية. والمهم في نظري هو القيمة الفنية والفكرية لكل عمل ينجزه الكاتب, واعتقد ان التنوع مرهون بظروف ومحفزات لا يعرفها الا الكاتب ذاته, كما انه في النهاية دليل غنى معرفي اذا ما جاءت الاعمال المنجزة او اغلبها على الاقل- محققة لمستوى فني وفكري جيد اما اين اجد نفسي في أي الاجناس التي وردت فيسؤالك , فالواقع أنني اجدها في كل ما كتبت .‏
* هل تعيش جيداًمن كتاباتك .. وكتبك .. أم ...?‏
** اعيش من كتاباتي وكتبي?!! .. لا شك في انك تمزح!‏ على اي حال, فقط بعض الذين يكتبون اعمالاً درامية تلفزيونية-نعرف جميعاً ذلك المستوى المغيظ لسخافة اكثرها وسطحيته- يمكنهم العيش من كتاباتهم في بلدنا .‏
اما اهل الكتابات الاخرى فنادراً ما يحصل ذلك لأحدهم, وهذا ( النادر) لا بد من ان تتوفر فيه وله شروط وظروف واشياء اخرى لا مجال للخوض فيها هنا !‏
واسمح لي ان اقول لك هنا: انك بهذا السؤال قد نكأت جراحاً لدى غالبية كتاب بلدنا فعلى الارجح ان المرء عندنا يكاد يصبح منبوذاً- ان لم نقل كلمات اخرى- عندما يصير كاتباً جيداً, لأن الكاتب الجيد هو صاحب رأي مسؤول وموقف مسؤول وهذا لا يريح كثيرين ممن يرون في الثقافة خطراً على مكاسبهم وفي النهاية تجد ان سوء تسويق الكتاب السوري والمبدعالسوري هو ( افضل!!) عقوبة للكاتب الجيد, بالاضافة الى (الصمت) عن قيمة ما يكتب.‏
واخيراً انظرمعي ألا ترى ان ( رئيس لجنة شراء) في وزارة او ادارة ما ( يكسب !!) في بضعة اعواماضعاف ما يملكه اهم كتاب سورية المعروفين منهم والمغمورين?! وكم تبلغ المكافأةعندنا على اجود الكتب الابداعية والفكرية?‏
ثم قارن ذلك كله بمصروفات مدير خاسر دائما على اصلاح سياراته وبنزينها .. فقط!!‏
نحن - اقصد الكتاب الذين يسمونهم مبدعين -نتقاعد في الستين, أوج النضج الفني والفكري فياعمارنا الفاخرة, مثلما يتقاعد كتبة الصادر والوارد في مختلف الدوائر- كلهكتابة!!.. والمحظوظون بيننا يظفرون بأن يسمح لهم بكتابة زاوية في جريدة كل خمسة عشريوما او شهر اما ذوو الحظ الاوفر فربما يشار الى موتهم بخبر مطول او مقالة آسفة, وربما ترسل جهة ما اكليل ورد بشريط الى جنائز بعضهم, بل قد تذهب الى حد اقامةاحتفال مغيظ بمناسبة رحيلهم !‏
اعيش?! ومن كتبيوكتاباتي?!.. لا ياصديقي هذا كثير !! وربما يجب ان تتساءل اولاً: من هو الكاتب الذي - يستأهل العيش?!‏

* استاذ احمد.. انت متهم من البعض .. بالمزاجية في عملك - بالهجومية في العلاقة مع البعض بماذا تردعلى هؤلاء?‏
** هذه التهمة تهمة المزاجية في العمل, تضحكني وانا اسأل من يرميني بها : هل توجد لأي عمل عندنا قواعد واضحة يجب التزامها بالفعل?! ثم انني اقول لهؤلاء: انا لم اشتغل بالنفاق ولماكن ( مساح جوخ) لأحد ولا محابياً لأولئك ( المعتمدين) انصاف المتعلمين والجهلةوالادعياء وباعة الكلام المسطح الرخيص على انني لم يسمح لي مرة بالاستقرار في عملاو الاستمرار فيه !.. وعام 2000 قال لي احد كبار المسؤولين في زيارة يتيمة له في مكتبه انني عوقبت على مدى عشر سنين على مقالة كتبها رجل من الجبهة الشعبية في مجلة الهدف دون ان أدري, والرجل فلسطيني يحمل اسم ( أحمد داود) اما انا فلم أكتب كلمة واحدة إلا باسم ( أحمد يوسف داود ) وكانت عقوبتي ان احرم من أي دخل اضافي ذي قيمة من كتابتي والآن اتساءل في نفسي: ترى, كم عدد المرات التي عوقبت فيها بمثل تلك العقوبة على ما لم افعله بتاتاً ومن دون أن اعرف ?!‏
وربما يجب ان يتساءل مثلي باستنكار: هل المزاجية هي ان تلتزم بالقدر المتاح من الاخلاص للحقيقة في عملك وان تترك هذا العمل حين لا يتبقى امامك إلا خيانة نفسك عبر خيانة تلكالحقيقة?!‏
اما الهجومية في العلاقة مع البعض فذلك شرف ليتني حزته بالقدر الكافي فالادعياء والجهلة والمرتزقةوالحمقى يستحقون ما هو اكثر ايلاماً من الهجومية !‏
مسرحيتان فيكتاب‏
وهناك عدامسرحية ( سفرة جلجامش) التي سبق ذكرها ثلاث مسرحيات منشورة في المجلات هي: الغراب, في مجلة المعرفة عام ,1971 والكنز في مجلة الموقف الادبي عام ,1974 واوبريت بعنوان : ربيع دير ياسين , نشرت في مجلة الآداب البيروتية عام 1973- وهناك مسرحيتانق صيرتان من فصل واحد نشرتا في جريدة البعث عام 1979 و 1977 لا يحضرني الان إلا عنوان اولاهما ( ولادة مهربة) -كما ان هناك مسرحية بعنوان (فصل من تاريخ بيت الجبيلي) وكانت دار المسيرة ببيروت قد ارسلتها لي- قبل تهديمها- مخرجة ( علىالابيض) لتصحيحها, وقد اخذها مني المرحوم غالب هلسا والدكتور وليد حمارنة لاخراجهاعلى المسرح وبقيت منذ ذلك الحين لدى الصديق وليد الذي سافر ولم يكتب لي ان اراه منذعام .

ايوب صابر 04-09-2012 11:29 PM

اعتقد ان ما يقوله احمد يوسف داوود في هذه المقابلة يشير الى انه عاش طفولة مأزومة:

" قبل الحديث عن بدايات الكتابة والنشر سأقترح التحدث بإيجاز عما تأسس لها في الطفولة واليفاعة فلقد ولدت بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية ( اواخر عام 1945) اي قبيل استقلال سورية بأشهر قليلة, وكان ذلك في قرية صغيرة من ريف الساحل حيث كانت بقايا برج قديم وكانت القرية بالتالي تختزن كنوزاً من الحكايات والاحلام والتهويمات والتخريفات مثلما كانت-كسائر قرى الريف السوري آنذاك-تعاني من الفقر والجهل اللذين يزيدان في تنوع تلك الكنوز, بقدر ما يزيدان من وجود الشخصيات القلقة التي تخترع تخييلات غريبة فكهة للخروج من حصارها الى العالم الذي كان ينفتح ببطء شديد حتى نهاية الخمسينات على الاقل.‏
في تلك الظروف كانت قراءة القرآن عند الخطيب ( شيخ الكتاب) هي فرض عين تقريباً على كل طفل في الخامسة وما فوق, وكانت سير( حمزة البهلوان-فيروز شاه-الف ليلة وليلة-عنتر تغريبة بني هلال سيف بن ذي يزن) هي مادة الثقافة الاولى, ولم يكن الامر يخلو من امكانية الحصول على بعض كتب من الشعر العربي او مختارات منه... وكانت الطبيعة آنذاك اكثر ثراء وعطاء وحضوراً في سائر تفصيلات الحياة اليومية حتى انها لا تكاد تشبه ذاتهااليوم في شيء!.‏
وفي المدارس القليلة والبعيدة كان الحصول على العلم بالكد والاجتهاد هدفاً أعلى أما قاعدته الاساسية فكانت التعلق بالمثل العليا في التعامل مع الذات والآخرين, وتلك قاعدة سنكتشف متأخرين أنها غير ذات صلة تذكر بعمليات الواقع الحقيقي.‏

ولأنني ولدت وحيداً لأب متلاف كان علي ان اكون متفوقاً في الدرس على الجميع من اقراني, وانا احمل على كاهلي مترتبات كل الذي سبق ذكره .. وفعلتها تسع سنوات كاملة, وبعدها ساقني قدري الى دار المعلمين بحمص حيث تبدأ رحلتي الفعلية مع الكتابة.‏".

وعليه سنعتبره مأزوم.

ايوب صابر 04-10-2012 03:04 PM

55- وسمية تخرج من البحر ليلى العثمان الكويت


من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
وسمية تخرج من البحر هي رواية للأديبة ليلى العثمان تم تحويلها إلى فيلم تلفزيوني قام ببطولته الفنانة الكبيرة سعاد عبد الله والفنان خالد أمين.
قصة الحب هذه، مشبعة برائحة البحر أيام البحر، تدور في أزقة الكويت القديمة، وعاداتها، ثم تعود إلى البحر. منه تبدأ، وإليه تنتهي، حين تخرج وسمية، كعروس البحر فوق موجة لا حدود لها لما تستطيع أن تفعل. وحصد الفيلم التلفزيوني على العديد من الجوائز الفنية وأبرزها في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون بجائزة للفنانة سعاد عبد الله.

==
نبذة النيل والفرات:
"كيف لهذه... أن تفهم أنها بسؤالها المتكرر عن حبه للبحر إنما تفجر سكون العاصفة، تهز شجرة الماضي البعيد فتتساقط الذكريات، متسابقة، توقظ كل شيء نام. آه لو تعلم أنها بسؤالها المستمر، إنما توقظ في قلبه وجهها، فتعود عيناها إليه، توجدان من جديد في كل مرة، جمرتين حارقتين، لؤلؤتين صافيتين، ثمرتين صافيتين، ثمرتين ناضجتين، تهتزان أمامه، فيشرق كل شيء فيها حتى اسمها... وسميّة... كان اسمها وسميّة، يا ذاك الوجه الأسمر النابض بلون الصحراء، يا نجمة الليالي المتلألئة بالسهر..." وعبد الله ذاك المتيم تحكيه ليلى عثمان وتحكي حكاياته المرسومة بدم القلب، وكأنها هي عبد الله أو هي وسمية لأنها حكايا لا يعرف مكانها إلا من كتبها، ومن كتبت له... وحكايتها دمعتان انحدرتا... مع الألم.. رغم الزمن شيء عميق شق الصدر فانفجر الوجع أغنية طال رقادها... مزقت أكفان ألم... فارتعشت جثث الفرح التي ندثرت تحت رطوبته وانطلقت في حنجرة عبد الله أغاني مخنوقة... كم تاق إلى انطلاقها... أخذوا وسمية إلى البحر... آه يا زينة البنات يا وسمية يا حسرة قلب أمك من بعدك... أخذها البحر وأخذها الزمان وطواها في ثناياه ولكنه لم يستطع طيها من ذاكرة عبد الله... تسطع حلماً كلما خبت الآمال... وتنسج أملاً كلما تثاقلت الآلام... تحكيها ليلى عثمان حكاية نسيجها العبارة الوجدانية والمعنى المفعم بالرقة والأثيرية التي تحرك مكامن المشاعر بلمسة بعيدة عن الإباحية التي غاصت بها معالم الروائية الحديثة.
==
وسمية تخرج من البحر



"كيف لهذه... أن تفهم أنها بسؤالها المتكرر عن حبه للبحر إنما تفجر سكون العاصفة، تهز شجرة الماضي البعيد فتتساقط الذكريات، متسابقة، توقظ كل شيء نام. آه لو تعلم أنها بسؤالها المستمر، إنما توقظ في قلبه وجهها، فتعود عيناها إليه، توجدان من جديد في كل مرة، جمرتين حارقتين، لؤلؤتين صافيتين، ثمرتين صافيتين، ثمرتين ناضجتين، تهتزان أمامه، فيشرق كل شيء فيها حتى اسمها... وسميّة... ك..."كيف لهذه... أن تفهم أنها بسؤالها المتكرر عن حبه للبحر إنما تفجر سكون العاصفة، تهز شجرة الماضي البعيد فتتساقط الذكريات، متسابقة، توقظ كل شيء نام. آه لو تعلم أنها بسؤالها المستمر، إنما توقظ في قلبه وجهها، فتعود عيناها إليه، توجدان من جديد في كل مرة، جمرتين حارقتين، لؤلؤتين صافيتين، ثمرتين صافيتين، ثمرتين ناضجتين، تهتزان أمامه، فيشرق كل شيء فيها حتى اسمها... وسميّة... كان اسمها وسميّة، يا ذاك الوجه الأسمر النابض بلون الصحراء، يا نجمة الليالي المتلألئة بالسهر..." وعبد الله ذاك المتيم تحكيه ليلى عثمان وتحكي حكاياته المرسومة بدم القلب، وكأنها هي عبد الله أو هي وسمية لأنها حكايا لا يعرف مكانها إلا من كتبها، ومن كتبت له... وحكايتها دمعتان انحدرتا... مع الألم.. رغم الزمن شيء عميق شق الصدر فانفجر الوجع أغنية طال رقادها... مزقت أكفان ألم... فارتعشت جثث الفرح التي ندثرت تحت رطوبته وانطلقت في حنجرة عبد الله أغاني مخنوقة... كم تاق إلى انطلاقها... أخذوا وسمية إلى البحر... آه يا زينة البنات يا وسمية يا حسرة قلب أمك من بعدك... أخذها البحر وأخذها الزمان وطواها في ثناياه ولكنه لم يستطع طيها من ذاكرة عبد الله... تسطع حلماً كلما خبت الآمال... وتنسج أملاً كلما تثاقلت الآلام... تحكيها ليلى عثمان حكاية نسيجها العبارة الوجدانية والمعنى المفعم بالرقة والأثيرية التي تحرك مكامن المشاعر بلمسة بعيدة عن الإباحية التي غاصت بها معالم الروائية الحديثة

ايوب صابر 04-10-2012 03:26 PM

رواية "وسمية تخرج من البحر" (قراءة: مريم العدوي)


مع كتاب جديد في حملة "كتب تجمعنا"، وهذه المرة قراءة في أحد الكتب الكويتية قدّمتها القارئة (مريم العدوي) من عُمان، والكتاب هو رواية "وسمية تخرج من البحر" للكاتبة الكويتية (ليلى العثمان).


ضمن مبادرة كُتب تُجمعنا في مرحلتها الأولى بين عُمان والكويت حصلتُ لحسن الطالع على رواية : وسمية تخرج من البحر للأديبة الكويتية ليلى عبدالله العثمان.

الروائية ليلى العثمان تعدّ من أبرز الكتّاب على الساحة العربية عامة والخليجية خاصة ، حيث أصدرت منذُ وقت مُبِكر العديد من الإصدارات القيّمة مُنعت بعضاً منها من التداول بدعوى أن الروائيّة وجهت بها إساءة إلى بعض قيّم المجتمع الكويتي المحافظ .

صدرت الطبعة الأولى لرواية عام 1986م عن دار شركة الربيَّعان لنشر والتوزيع أما الطبعة الثانية والثالثة فقد صدرت عن دار المدى للثقافة والنشر والتوزيع عام 1995م و عام 2000م .

تقع الرواية في 157 صفحة ولقد تُرجمت إلى الإيطالية وتعد من أفضل 150 رواية عربية ضمن تقييم عام 1996م حيثُ حصلت على المركز 55 ، كما حصلت على المركز الثالث على المستوى الخليجي وذلك ضمن قائمة أصدرها إتحاد الكتّاب العرب بدمشق لأفضل أعمال القرن العشرين .

تم تحويل الرواية إلى سهرة تلفزيونية للمخرج: عبد العزيز الحداد من بطولة الفنانة : سعاد عبدالله والفنان: خالد أمين عام 1996م وحصل هذا العمل على جائزة أفضل ممثل عن دور الفنانة : سعاد عبدالله من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون ، كما كان للمسرح كذلك نصيب من الرواية حيث قدم المسرح مسرحية تحمل ذات الاسم وسمية تخرج من البحر من إعداد وإخراج : نصّار النصّار عام 2007م ، كما أشار المخرج التونسي رضا الباهي على استئناف تعاونه مع الروائية ليلى العثمان لتحويل أحد أعمالها إلى فيلم روائي .

عندما أصبحت الرواية بين يديّ سكنني هاجس أن وسمية حورية ستخرج من البحر ، لكنَّ الأمر تبين لي في نهاية الرواية حيثُ وسمية كانت الحورية التي سيحتفظُ بها البحر للأبد.

وسمية تخرج من البحر تحكي قصة حُب عذريّ جمع بين وسمية بنت الحسب والنسب وعبدالله ابن مريوم الدلالة في إحدى القرى الساحلية للمجتمع الكويتي و البحر كان شاهد عيان على بداية القصة البريئة ونهايتها البائسة .

عبدالله ... لا يحب شيئاً في حياته مثل حبه للبحر ، رغم أن زوجته تحول كل لحضة يعود فيها من البحر برائحته التي يحب وتكره إلى جحيم إلا إنه كان وما زال يجد في البحر متسعاً لهدهدت الذاكرة/ الألم / الوجع الذي ما برحَ يراودُ أمسهُ بصورة وسمية .

كان عبدالله اليتيم الذي تصطحبه أمه مريوم الدلالة في رحلتها اليومية إلى منازلِ القرية ، تبيعُ ما تجودُ به صرتها الصغيرة ، تساعد نساء العائلات الغنية من أجل أن تجمع المال الذي تربي به عبدلله ليغدو رجلاً تُسند على قامتهِ أوجاعها التي بدأت مُبِكراً ، مُبكِراً جداً ، منذُ أن غادرها والد عبدالله تاركاً لها حمل تربية عبدالله و أن تكون الأم والأب لهذا الطفل .

كنّا صغاراً ولا ندري بَعدُّ ما الهوى؟ * ولا ما يردُ عليه القلب بالخفقان

تبدو أبيات ابن زيدون لولادّة موائمة كذلك لقصة عبدالله و وسمية ، لقد كانت أوقات جميلة تلك التي يقضيها عبدالله بصحبة وسمية بينما والدته تقوم بمساعدة أم وسمية في أعمال المنزل ، لم تكن وسمية تعامل عبدالله بفوقية كما يفعل السواد الأعظم من الأطفال الذين يملكون ما لا يملكهُ عبدالله ولكنَّ وسمية تشبههم حيثُ تملكُ ما يتيحُ لها فرصة معاملتهِ بفوقية إن أرادت .

مع الأيام كبرت وسمية وضعت الحجاب و( البوشيّه) وتوارت خلف جدران المنزل وبات من المحرم أن تلتقي بعبدالله ، لم تعد الصغيرة التي من الممكن أن تلعب مع عبدالله أو تجري خلفه لتقذفهُ برغوة الصابون .

هل شكا عبدالله كثيراً للبحر ؟
لم يصبحُ بإمكانهِ رؤية وسمية عند شاطئ البحر ، يجلسان تداعب الموجات المتمردة على الزرقة أقدامهم ، كانت وسمية تستمعُ إلى حكاياته وأغانيه الأثيرة إلى روحها .
ربما هدايا القدر أرادت ذلك وربما الشيطان هو من زرع فكرته الأفعى في رأس عبدالله ، لذا قرر عبدالله ووسمية - بعد أن طرد حبها الشديد للبحر الخوف من السلطة الذكورية- أن يلتقيا لمرة واحدة عند البحر ليعودا طفلين صغيرين لا شئ قادرُ على سلب سعادتهما وهما قبالة البحر ، تصلي أرواحهم صلاة حُبْ عذري لا يُرضي ذائقة المجتمع الذي لا يؤمن بشئ كإيمانهِ العميق بالطبقية وكل ما يعرفه المجتمع هو أن وسمية بنت الحسب والنسب بينما عبدالله ابن مريوم الدلالة ليس إلا .

التقيا بعد صلاة العشاء ، حسبهما أن سواد الليل سيكون ستاراً على الجرم الذي لم يقترفاه بعد ، لكن كل عيون المجتمع ستشهد على إنهم اقترفاه فيما لو أن أحداّ لمحهما وحيدين على شاطئ البحر !

في وقت قصير استعادا نشوة دغدغة رائحة البحر لذكرياتهم المندسة بين الأوجاع والأمنيات عديمة الأجنحة ، لكنَّ الرياح جرت بغير ما يشتهي القلبان ، مرَّ رجل من الشرطة على الشاطئ ، وكان على وسمية أن تسرع بالاختباء لحماية الجوهرة الثمينة التي سيدنسها فعلها هذا ، الشرف .

سواد السماء في الأعلى ، لون البحر المبهم في الليل ورمل مسترسل لا شئ آخر ، إذن أين تخبئ وسمية جسدها؟
كم تمنت في لحضتها لو كانت نسياً منسيا !

البحر ... جاءت من أجله ، توسلت إليه الآن كذلك ليحفظ عفتها من تدنيس العيون والعقول الواهمة بالخطأ باسم العيب والحرام والذي لا يصح .

دست جسدها النحيل بين أمواجه الباردة ، كتمت أنفاسها ، رجت بأن تكتم رئتيها لوقت قصير شهية التنفس ، وصمتت ، تحدث عبدالله مع الشرطي وأوهمه بأنه وحيداً إلا من الوجع لا ثالث لهما ، انصرف الشرطي ، وأسرع عبدالله يبحثُ عن حبيبته بين يدي من ضنه الحارس الأمين ، البحر .

لكنهُ لم يجد سوى عباءة طافية على السطح !

في الصباح سار الخبر كالنار في الهشيم ، فجراً كانت أم وسمية وأم عبدالله يغسلان شعر وسمية بعد أن خضباه بالحناء ، لكنَّ البحر كعادته غادر ، أختطف جسد وسمية على حين غفلة !


مريم العدوي

ايوب صابر 04-10-2012 03:59 PM

ليلى العثمان
٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦



ولدت الروائية ليلى العثمان عام 1943 بالكويت،حيث تلقت علومها ونالت الثانويية.
ترجمت بعض مجموعاتها القصصية إلى عدد من اللغات، صدر عنها كتابان لعبد اللطيف الأرناؤوط وهاتف الجنابي.
في تعريفها عن نفسها تقول : أنا عشت في زمن النكبة الفلسطينية وزمن النفط ولكننا بقينا في البيوت القديمة وعشت في المدينة القديمة داخل السور فترة لابأس بها، بعدها انتقلنا خارج السور، فالكويت لها سور يحيط بها وللسور بوابات، وتسنى لي أن أعرف المدينة القديمة بأحيائها الثلاثة الرئيسة، لهذا ترد في أدبي تلك الصور، والدي كان متزوجاً بأكثر من امرأة، فكنت أعيش في منطقة الشرق وكان يأخذنا عند إحدى زوجاته في منطقة أخرى فتعذبنا ثم ينقلنا إلى زوجته الثانية في منطقة (قِبله)، ثم إلى منطقة اللظاظ، بالتالي عشت في الأطراف الثلاثة، ثم قلت إنني عشت حياة صحراء، وعندما طلقت أمّي فرّت بنا وهربت إلى الصحراء وكان والدي لا يعرف مكاننا.
بالنسبة لي عشت جو الصحراء بكل تفاصيلها، وعشت جو البحر أيضاً بكل تفاصيله فصار عندي هذا التلاقح بين البيئتين، ولكني أحنّ كثيراً للمدينة القديمة، ومازالت خريطة المدينة القديمة في ذهني فحين أزور المكان أتذكر بالضبط أماكن الدكاكين والشوارع وغيرها، وباستطاعتي أن أرسم كل البيوت التي عشت فيها بتفاصيلها أيضاً.
نعم، عندي ستة أولاد، وبإمكاني أن أقول لك إن ألدّ أعداء الكاتب أسرته، لكن إذا استطاع الكاتب رجلاً كان أم أمرأة، أن يتخطى هذه العقبة نجح، أقول رجلاً كان أم امرأة؛ لأن الكاتب أيضاً قد يسلط عليه الله زوجة تنكد عليه ولا تفهم طبيعة عمله، هناك مبدعون قضت عليهم نساؤهم وقتلن مواهبهم وقضين عليهم تماماً، لكني عملت توازناً بين الكتابة وعائلتي، طبعاً أنا لم أعمل في وظيفة معينة؛ لأن والدي كان من أثرياء البلد وترك لنا تركة مما جعلني أكسب الكثير من الوقت الكويت تتراجع عن تكريم ليلى العثمان
عادت الدولة الكويتية فتراجعت عن تكريم الكاتبة الكويتية ليلى العثمان عام 2000 بعد أن كانت أعلنت أن العثمان سوف تكون من بين "المكرمين" على هامش انعقاد الدورة الخامسة والعشرين لمعرض الكتاب الكويتي. كما سحبت منها وزارة الإعلام الكويتية جائزة الأدب التي كانت قد منحها لها "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" عن مجموعتها القصصية "يحدث كل ليلة".
و للعثمان قصة مع الكتابة والكتب جرت عليها كثيرا من المشاكل، فمع إطلالة العام 2000، كانت الكاتبة والروائية الكويتية ليلى العثمان تقف أمام المحكمة بتهمة كتابة أدب يتضمن "عبارات تخدش الحياء العام. و قد حكمت عليها المحكمة بالسجن شهرين أو بدفع غرامة مالية مقدارها خمسون دينارا. دفعت ليلى الغرامة وأخلي سبيلها.
من مؤلفاتها

1-امرأة في إناء -قصص- الكويت 1976 (ط2: 1981).
2-الرحيل -قصص- دار الآداب- بيروت 1979 (ط2: 1984).
3- يحدث كل ليلة - قصصص 1979
4-في الليل تأتي العيون -قصص- دار الآداب- بيروت 1980(ط2: 1984).
5-الحب له صور -قصص- دار الآداب- بيروت (ط2: 1983).
6- المرأة والقطة - رواية 1985
7- سمية تخرج من البحر -رواية- الكويت 1986.
8- فتحية تختار موتها - رواية- القاهرة 1987.
9- حالة حب مجنونة - قصص 1989
10- 55 حكاية قصيرة - قصص 1992
11-الحواجز السوداء -خواطر- 1992.
12- زهرة تدخل الحي - قصص 1996

ايوب صابر 04-10-2012 04:01 PM

ليلى العثمان
من وكيبيديا

ولدت ليلى عبد الله العثمان في الكويت لأسرة كبيرة هي عائلة العثمان ووالدها عبد الله العثمان أحد الرجال المعروفين بالكويت. بدأت محاولاتها الأدبية وهي على مقاعد الدراسة، ثم بدأت النشر في الصحف المحلية منذ عام 1965 في القضايا الأدبية والاجتماعية، وإلتزمت منذ ذلك الحين ببعض زوايا أسبوعية ويومية في الصحافة المحلية والعربية وما تزال. لها العديد من القصص والروايات التي ترجمت بعضها إلى لغات عدة. كما إختيرت روايتها وسمية تخرج من البحر ضمن مائة رواية عربية في القرن العشرين.
سيرتها الذاتية

ولدت في الكويت في بيت يهتم بالأدب، فوالدها (عبد الله العثمان) كان شاعرا وكـان له منتدىً أدبيا كبيرا. بدأت محاولاتها الأدبية وهي على مقاعد الدراسة، ثم بدأت النشر في الصحـف المحلية منذ عام 1965 في القـضايا الأدبية والاجتماعية، والتزمت منذ ذلك الحين ببعـض الزوايا الأسبوعية واليومية في الصحـافة المحلية والعربية وماتزال. لها ستة أبناء: 4 بنات وولدين، ولها خمسة أحفاد: 3 بنات وولدين.
أعـدّت وقدمت عددا من البرامج الأدبية والاجتماعية في أجهزة الإعلام/إذاعة وتلفزيون. تولت مهام أمين سر رابطـة الأدباء الكويتية لدورتين لمدة أربع سنوات. تواصل كـتابة القصة القصيرة والرواية والنشاطات الثقافية داخل الكويت وخارجها. اختيرت روايتها "وسمية تخرج من البحر" ضمن أفضل مائة رواية عربية في القرن الواحد والعشرين. تحولت الرواية المذكورة إلى عمل تلفزيوني شاركت به دولة الكويت في مهرجان الإذاعة والتلفزيون – القاهرة. قدمت الرواية ذاتها على المسرح ضمن مهرجان المسرح للشباب عام 2007
الجوائز التقديرية</SPAN>
  • حصلت على العديد من شهادات التقدير والدروع والميداليات من جهات عديدة:
مؤلفات الكاتبة</SPAN>

في القصة القصيرة</SPAN>
  • امرأة في إناء
    • ط أولى / 1976 ذات السلاسل / الكويت
    • ط ثانية / 1981 شركة الربيعان للنشر والتوزيع / الكويت
    • ط ثالثة / 1992 شركة الربيعان للنشر والتوزيع / الكويت
    • ط رابعة / 2000 دار المدى / دمشق
  • الرحيل
    • ط أولى / 1979 دار الآداب / بيروت
    • ط ثانية / 1984 الكويت
    • ط ثالثة / 1992 دار المدى / دمشق
    • ط رابعة / 2000 دار المدى / دمشق
  • في الليل تأتي العيون
    • ط أولى / 1980 دار الآداب / بيروت
    • ط ثانية / 1984 الكويت
    • ط ثالثة / 2000 دار المدى / دمشق
  • الحب له صور
    • ط أولى / 1982 دار الوطن / الكويت
    • ط ثانية / 1983 دار الآداب / بيروت
    • ط ثالثة / 1987 دار الشروق / القاهرة
    • ط رابعة / 1995 دار المدى / دمشق
    • ط خامسة / 2000 دار المدى / دمشق
  • فتحية تختار موتها
    • ط أولى / 1987 دار الشروق / القاهرة
    • ط ثانية / 1995 دار المدى / دمشق
    • ط ثالثة / 2000 دار المدى / دمشق
  • حالة حب مجنونة
    • ط أولى / 1989 الهيئة العامة للكتاب / القاهرة
    • ط ثانية / 1992 شركة الربيعان للنشر والتوزيع / الكويت
    • ط ثالثة / 1995 دار المدى / دمشق
    • ط رابعة / 2000 دار المدى / دمشق
  • 55 حكاية قصيرة
    • ط أولى / 1992 شركة الربيعان للنشر والتوزيع / الكويت
    • ط ثانية / 2000 دار المدى / دمشق
  • الحواجز السوداء
    • ط أولى / 1994 دار القبس / الكويت
    • ط ثانية / 1997 مطبعة مقهوي / الكويت
    • ط ثالثة / 2000 دار المدى / دمشق
  • زهرة تدخل الحي (مختارات قصصية)
    • ط أولى / 1996 دار الآداب / بيروت
  • يحدث كل ليلة
    • ط أولى / 1998 المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت
    • ط ثانية / 2000 دار المدى / بيروت
  • حلم غير قابل للكسر (مختارات قصصية)
    • ط أولى / 2003 الهيئة العامة لقصور الثقافة / مصر
  • ليلة القهر
    • ط أولى / 2005 دار شرقيات / مصر
  • قصيرة جدا
    • ط أولى 2007 مطبعة الفيصل / الكويت
في الرواية</SPAN>
  • المرأة والقطة
    • ط أولى / 1985 المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت
    • ط ثانية / 1998 دار المدى / دمشق
    • ط ثالثة / 2000 دار المدى / دمشق
  • وسمية تخرج من البحر
    • ط أولى / 1986 شركة الربيعان للنشر والتوزيع / الكويت
    • ط ثانية / 1995 دار المدى / دمشق
    • ط ثالثة / 2000 دار المدى / دمشق
  • العصعص** ط أولى / 2002 دار المدى / دمشق
  • صمت الفراشات
    • ط أولى / 2007 دار الآداب / بيروت
  • خذها لا أريدها
    • ط أولى / 2009 دار الآداب / بيروت
  • حلم الليلة الأولى
    • ط أولى / ٢٠١٠ دار الآداب / بيروت
في السيرة</SPAN>
  • بلا قيود.. دعوني أتكلم
    • ط أولى / 1999 دار الحدث للصحافة / الكويت
    • ط ثانية / 2000 مطبعة الفيصل / الكويت
  • المحاكمة.. مقطع من سيرة الواقع
    • ط أولى / 2000 دار المدى / دمشق
    • ط ثانية / 2001 دار المدى / دمشق
    • ط ثالثة / 2005 وزارة الثقافة اليمنية / صنعاء
أدب الرحلات</SPAN>
  • أيام في اليمن
    • ط أولى / 2004 مطبعة الملك / الكويت
أدب الحرب</SPAN>
  • يوميات الصبر والمر
    • ط أولى / 2003 مطبعة الملك / الكويت
    • ط ثانية / 2004 مطبعة الملك / الكويت
في الشعر</SPAN>
  • وردة الليل
    • ط أولى / 2008 مطبعة الفيصل / الكويت
البحوث وأوراق العمل</SPAN>
  • ملامح من السيرة الذاتية
  • تجربة شخصية في تثقيف الذات
  • أدب المقاومة
  • معوقات الإبداع عند المرأة
  • الخطاب حول المرأة
  • صورة المرأة في الفن القصصي
  • الموهبة والموهوبون
  • المبدعون والمدن القديمة
  • تجربتي مع الرواية
  • عن الرواية / حاكيات الماضي
  • الكويت القديمة في تجربتي القصصية
  • الرواية والحدث السياسي
  • العنف ضد المرأة في السينما والرواية العربية
  • المبدعات والرقابة
  • محاكمة المبدعات/تجربتي الشخصية في محاكمتي
مؤلفات عن الكاتبة</SPAN>
الترجمات
  • مجموعة قصص إلى اللغة الروسية ضمن كتاب (رياح الخليج)
  • مجموعة ترجمات لقصص باللغة الإنجليزية نشرت في مجلات متخصصة
  • مجموعة كاملة باللغة الألمانية تحـت عنوان (الجدران تتمزق)، عن دار أورينت للنشر / برلين الغربية عام 1988
  • مجموعة ثانية بعنوان (زهرة تدخل الحي) عام 1993، عن دار أورينت للنشر
  • مجموعة باللغة البولندية مختارة من مجموعاتها القصصية تحت عنوان (امرأة في إناء) عام 1991
  • مجموعة قصصية مترجمة إلى اللغة اليوغسلافية / الصربوكرواتية / عام 1985، تحت عنوان (في الداخل عالم آخر)
  • مجموعة قصصية مترجمة إلى اللغة اليوغسلافية / الألبانية / تحت عنوان (في الداخل عالم آخر) عام 1985
  • ضمن مختارات لكاتبات من العالم الثالث، ترجمت بعض قصصها إلى اللغة الهولندية، عن دار نشر هيث فيرلد فينشتر، وقد ضمت المجموعة كتابات 22 كاتبة من آسيا وأفريقيا
  • ترجمة مجموعة قصص إلى اللغة الفرنسية عن هيئة اليونسكو بعنوان (من مفكرة امرأة) - باريس عام 1997
  • ترجمة مجموعة قصص إلى اللغة الجورجية تحت عنوان (في الليل تأتي العيون) عن دار الصداقة للترجمة والنشر والتوزيع – سوريا - عام 1997
  • ترجمة بعض القصص إلى اللغة الأسبانية في كتاب (كاتبات عربيات) الذي تصدره دار النشر " كومبانيا دي ليتراس " الأسبانية
  • ترجمة مجموعتها القصصية (الحواجز السوداء) إلى اللغة الفرنسية، وقام بالترجمة الكاتب الجزائري الكبير مرزاق بطاش
  • ترجمة قصة إلى اللغة السويدية في كتاب: قصص مختارة لكاتبات من العالم العربي، تحت عنوان (رائحتي شهية كالنعناع)، ترجمة هنري دياب
  • ترجمة روايتها (وسمية تخرج من البحر) إلى اللغة الروسية، وقام بالترجمة المستشرق فلاديمير شاغال
  • دخلت ضمن (أنطولوجيا الكاتبات العربيات المعاصرات) الذي صدر عن دار "موندا دوري الإيطالية"
  • ترجمة روايتها "وسمية تخرج من البحر" إلى الإيطالية، وذلك لاختيارها ضمن أفضل مائة رواية عربية للقرن العشرين
منع بعض كتاباتها</SPAN>

حكم عليها بالسجن لمدة شهرين عام 2000 مع أديبة كويتية أخرى هي أستاذة فلسفة الأخلاق في جامعة الكويتعالية شعيب بتهمة نشر كتابين يتضمنان "عبارات مسيئة للدين وخادشة للحياء العام" حسب رأي المحكمة.[1] أثارت ضجة مؤخرا في الكويت بسبب كتاباتها وتم منع نشر أخر رواية لها بأمر قضائي عام 2006.

ايوب صابر 04-10-2012 04:04 PM

ليلى العثمان: سعيدة بمحاكمتى لأنها دفعتنى لكتابة إبداع جديد

المصدر منتدى القصة العربية
محمد السنوسي الغزالي

القاهرة - العرب اونلاين - أحمد مجدي: بالقطع هى أديبة مثيرة للجدل، والذى يقرأ للأديبة الكويتية ليلى العثمان يشعر على الفور أنه أمام كاتبة موهوبة لديها القدرة على الحكى بأسلوب رشيق، وصياغة فنية جيدة، ومضامين هذه القصص الإنسانية التى تصيغها تعطى صوراً حية لما يجرى فى واقع دنيانا من أحداث، ومن خلال رصد الكاتبة لها تخرج لنا لوحات فنية قادرة على إمتاعنا، وقادرة على أن تجعلنا نفكر فى مغزى هذه الأحداث أنها تعطينا لقطات ومن خلال هذه اللقطات تتضح المعانى التى تريد ليلى العثمان إيصالها للناس بلا مباشرة أو مواعظ، ولأنها كاتبة جريئة ومشاكسة وتعتبر الكتابة سلاحها فقد تعرضت بعض أعمالها للمصادرة والمحاكمة التى صنعت شهرتها الكبيرة على مستوى العالم العربي، فى هذا الحوار تؤكد الكاتبة أنها اضطرت لاختراق مجتمعها المحافظ بسبب ما تعرضت له من عنف فى الطفولة سواء من جانب والدها أو المجتمع الذى تعيش فيه .. فإلى نص الحوار:

بمنابة حضورك الملتقى الثالث للرواية العربية تحت اسم "الرواية والتاريخ" فى رأيك ما مدى العلاقة بينهما؟
اختيار العنوان كان أكثر من رائع لأن الرواية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ، وذلك من ضمن الحكاية فنحن عندما كنا صغار كانت أمهاتنا يجلبن لنا تاريخ الحكايات القديمة المعروفة، ويحرصن على حكايتها لنا، والتاريخ بالنسبة للأدب نوعان إما تأريخ لمكان أو منطقة أو بلد معينة وتأخذ تاريخها الاجتماعى والاقتصادى مع التركيز على الجانب السياسي، وهنا الكاتب يكتب الرواية دون أن يكون هناك تدخل إبداعى من جانبه.. وأن يأخذ الكاتب التاريخ ويستفيد منه ويحاول توظيفه فى عمل روائى بمعنى أن تكون هناك مخيلة للكاتب وصنع شخصيات من وحى خياله يشترط ألا تكون موجودة على أرض الواقع.. ومن هذا الكلام نستطيع استخلاص أن هناك عملاً روائياً يدخل ضمن التاريخ وعملاً تأريخياً بمعنى تأريخه بالسنوات والأزمنة.. وفى شهادتى بالمؤتمر ذكرت جزئية بسيطة عن تاريخ الحياة الاجتماعية والتراث الموجود بدولة الكويت، ولم أقدم أى جزئية سياسية ولهذا ليس هناك اتصال بين التاريخ والرواية.

ومتى يكون التاريخ فى الرواية تزييفاً وتزويراً؟
يوجد فى بعض مجتمعاتنا العربية وبعض الدول المتخلفة تزييف وتزوير فى التاريخ الروائى لأن كل كاتب يكتب التاريخ الخاص بالأنظمة الموجودة فى وقته وعندما يأتى نظام آخر جديد يختلف بشدة عن السابق يمحو كل ما كتبه من قبل ويضع التاريخ الذى يتماشى مع أغراضه وأهوائه، وهذا ما حدث مع الرئيس العراقى السابق صدام حسين عندما قام بإلغاء كل تاريخ العراق القديم وقدم تاريخاً خاصاً به، وكأنه هو الذى خلق التاريخ العراقى كله.. بالإضافة إلى أنه من الممكن حدوث تزوير فى التاريخ من منطلق إذا كانت الدولة تحتوى على أكثر من حزب بمعنى أن كل مؤرخ من هذه الأحزاب سيكتب التاريخ الذى يتماشى مع آرائه وأفكاره بالإضافة إلى أن هناك بعض المؤرخين إذا كتبوا عن منطقة معينة حتى ولو كانت غير التى يعيشون فيها يكتبون عنها من منطلق شخصى ويزوروا فى تاريخها ليرضوا من دفعوهم لهذه الكتابة.

حنين

بعيداً عن المؤتمر.. ما هو سر ارتباطك بالبيئة الكويتية القديمة؟
لدى حنين لا يوصف إلى المدن القديمة بكل تراثها وطقوسها ورائحة أزقتها.. ولا تعلم مدى الحزن الذى يصيبنى وأنا أرى ملامح هذه المدن تتغير مع الزمن، ولعل ارتباطى بالبيئة الكويتية القديمة هو ارتباط بقيم وتقاليد عشتها بكل تفاصيلها وعندما أكتب عن ذلك الماضى فإنما أكتب ذاكرتى عن مجتمع بسيط قبل تعرضه لهذا التحول المفاجئ والتحاقه بركب الحضارة.. لكن تلك النقلة السريعة أفقدت الإنسان الكويتى والخليجى بشكل عام جزءاً أساسياً من إنسانيته وقيمته الأصلية وقد حاولت رصد مظاهر هذه التغيرات التى طالت المجتمع الخليجى ومزقت قيمته القديمة، وقامت بتفتيت كيان الأسرة وأفسدت جيلاً كاملاً من الشباب الذى اعتاد الترف والاندماج بالتجليات السطحية لحضارة لم يسهم بصنعها فى الأساس.. واليوم عندما أقارن بين جيلى والجيل الجديد اكتشف عمق ما حدث بين الجيلين من تطورات وتغيرات سلبية طرأت على هذا الجيل الذى لا يجد ما يحلم به برغم من أنه يمتلك أدوات لم نكن نمتلكها.

عانيت كثيراً مع الرقابة.. فما رأيك فى الوضع الرقابى للمبدع فى الفترة الحالية؟
لدينا فى مجتمعتنا العربية دول تقبل أن تواجهها بحقيقة الأمور سواء التطورات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التى تحدث بداخلها حتى ولو كانت هذه التطورات سلبية.. وأخرى لا تقبل ذلك حتى تخفى الجانب السيء لديها وتستخدم أسلوب تزوير الحقائق لكى تظهر أمام بقية الدول المحيطة بها بصورة مميزة.. وفى فترة الستينات كان هناك حرية كبيرة فى كتابة الفنون الأدبية بدولة الكويت حتى أن الكتاب كانوا ينشرون ما يريدوه لكى يعبروا عن آراءهم وأفكارهم دون أن يجدوا أى معاناة رقابية وكانت معظم هذه الكتابات تعبر عن الظروف الموجودة ووقتها، وفى هذا الوقت كان الوطن العربى يعيش فى زمن أستطيع أن أصفه بأنه عصر النهضة والتنوير بما تواجد فيه من نهضة أدبية وازدهار للحريات بصورة كبيرة وكانت هناك تيارات وشخصيات قومية ساهمت فى تلك النهضة مثل الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر والذى قام بتحويل مصر من عالم الظلومات والعوائق إلى عالم انفتحت فيه الحرية الإبداعية لفن القصة والرواية.. ولكن بعد سنوات الحروب والهزائم التى توالت على وطننا العربى ظهرت بعض الأفاعى الشرسة وأقصد بها الأحزاب السلفية والتى ظهرت وقتها وسيطرت على الإبداعات والحريات بالإضافة إلى أن هذه الهزائم جعلت كل إنسان عربى يهرب إلى ما يجده ملجأ يحميه ولكن الأغلب هربوا إلى الدين استغلوه بشكل خاطئ ومن هنا تصبح الدول تابعة لرقابات تفرض من هذه الجماعات التى دمرت حريات المبدع والفنون الأدبية بشكل عام والدليل ما حدث معى من خلال محاكمتي.


- وهل أثرت عليك تلك المحاكمة من الناحية الشخصية؟
عندما بدأت الدخول فى تلك المحاكمة شعرت بألم وكنت خائفة أن يتأثر أولادى بذلك لكننى عندما علمت أنهم أخذوا المسألة بصورة طبيعية ووقفوا بجانبى برغم من أنهم على درجة كبيرة من التدين رفع ذلك من معنوياتى كثيراً.. أما بخصوصي، فكنت قوية جداً واستطعت تحدى كل الصعوبات التى واجهتها ولم أرضخ لكل طلباتهم التى فرضوها على وبشكل عام أنا سعيدة بتلك المحاكمة لأنها دفعتنى لكتابة إبداع جديد وهو كتاب "المحاكمة" الذى وصفت فيه المعاناة التى تعرضت لها خلال محاكمتي.

- من وجهة نظرك.. هل هناك حدود لحرية المبدع؟
من المفترض ألا تكون هناك أية حدود للأعمال الأدبية وأنا مع أن يكون المبدع حراً فى التعبير عن آرائه وأفكاره يُطرح القضايا التى نعانى منها سواء السياسية أو الاجتماعية وأن تتمتع مجتمعاتنا بالقدر الكافى من الحريات الملائمة لها لكننى أيضاً من جانب آخر أتماشى وراء الحرية الملزمة، ولست مع الكتابة عن الجنس بصورة فاضحة.. وأنا أعرف صديقات كاتبات من مختلف الدول العربية يكتبن بشكل فيه حرية كبيرة لكننى فى بعض الأوقات أشمئز عندما أقرأ لهن فصولاً فى الجنس لأننى ضد العري، وذكر الفضائح الجنسية لمجرد تسويق الروايات.. ونحن ككتاب عرب نرتكز فى أعمالنا على ثلاثة أمور وهى السياسة والدين والجنس ولكن علينا أن نعالجها بشكل محترم وبأسلوب يتماشى مع مجتمعنا العربى وعندما نكتب عن الجنس بشكل خاص يجب أن يكون هناك دافع ومبرر واضح لهذه الكتابة.

- الحاسة السادسة :لماذا تهتمين بذكر الحواس دائماً فى تصريحاتك؟
المبدع عندما يكتب كل حواسه تتحرك معه حتى شم الرائحة لأنه أحياناً يشعر بتواجده فى تلك البيئة التى يكتب عنها وأنه يشم رائحة الأشياء الموجود بها بداخله فيستطيع أن يصفها بالشكل الملائم كل هذا إلى جانب حاسة الذاكرة والحاسة السادسة بمعنى أن الكاتب أثناء كتابته يتنبأ بأشياء من الممكن أن تحدث فى المستقبل ولا تكون موجودة فى الواقع الحالى الذى نعيشه.. وهذا ما حدث معى فى قصة "الجنية" حيث إننى توقعت فيها حدوث الحرب العراقية الإيرانية قبل أن تبدأ وذكرت أن هذه المنطقة سيشب بها حريق ولم يضم أحد قبل هذه الرواية حتى لم يتفهموا لمثل هذه الأمور، وارتكزوا على أننى أتنبأ بالغيب ولم يضعوا فى اعتبارهم أن مثل هذا التنبؤ ما هو إلا تصور منى اتجاه قضية أطرحها من وجهة نظرى الشخصية كما أنهم ابتعدوا تماماً عن جماليات الكتابة المتميزة الموجودة فى هذه القصة.

-لماذا تمثل كتابتك اختراقاً لمجتمع محافظ والذى يعتبره البعض نوعاً من التغريب أو الحرية الزائدة؟
كتاباتى تعتبر متمردة لأنه ليس هناك من يتمرد ولم أجد من يساعدنى فى هذا التمرد خاصة من النساء الكاتبات لشعورهن بالخوف بالإضافة إلى أننى عانيت كثيراً فى رواياتى الأولى "امرأة فى إناء" عام 67 وأخرى بعنوان "يوميات الصبر والحرم" عام 96 لأننى كنت صريحة فى كتابتى اتجاه بعض القضايا والأمور السلبية الموجودة فى مجتمعاتنا العربية.. وبشكل عام الإنسان إذا أراد تحقيق حلم فى مخيلته لا بد أن يضع أمامه المتاعب وليس المتعة والشوق للكتابة.
العنف الأبوي

-اتهموك بأن أبطال قصصك ورواياتك يعيشون حالات كثيرة من العنف.. فما تعليقك؟
أنا دائما أشير إلى العنف فى رواياتى وقصصى نظراً لأنه كان جزءآً من طفولتى لأننى عانيت من العنف الأبوى والمجتمعى وأيضاً النفسى والجسدي.. ومن هذا المنطلق أردت أن أوضح كل ما تعرضت له من عنف والآثار الناتجة عنه سواء الجسد أو الروح.. وفى بعض الأحيان لا بد من ذكر العنف فى الروايات والقصص حتى يستطيع الكاتب الوصول إلى حلول للقضايا والمشكلات المطروحة بالإضافة إلى أن الذكورية الشرقية والتصلب والقهر الموجود فى مجتمعنا العربى لا يجب أن أتجاهله وأوضحته فى معظم كتاباتى لأنى كما قلت عانيت من هذه الأشياء فى طفولتى حتى أننى ذكرت فى روايتى "فتحية تختار موتها" مدى العنف الذى تعرضت له الطفلة من والدتها والذى أدى بها فى النهاية إلى الموت، أوضحت أيضاً كيف من الممكن أن تفكر البنت فى الموت فضلاً عن أن تعيش مع والدتها لشدة قسوتها عليها.

-هل تهتمين بالنقد؟
لا .. لأن النقاد الموجودين الآن على الساحة الأدبية لا يتفهمون المعنى الحقيقى للنقد ولم يدرسوه دراسة علمية وكل ما يفعلوه أنهم يقرأون الكتاب دون أن ينظروا للبعد الفكرى والمضمون الأدبى المقدم فيه وبعدها يبدأون استعراض الكتاب بشكل باهت وسطحى وأنا أحب الناقد الذى يدخل فى الكتابة عن رواياتى ويكون متخصصاً ويعلم تماماً ما يكتبه ولكن للأسف كل الناس فى جميع التخصصات أصبحوا يكتبون انتقادات موجهة لكبار الأدباء دون أن يعلموا سلبيات ما يفعلون وبشكل عام كل اهتمامى أثناء كتابتى لأعمالى الأدبية ينصب على القارئ ليس إلا.

-وماذا عن جائزتك التى تقدميها باسمك؟
تقديمى لجائزة باسمى راودتنى عندما شعرت بمدى التفاعل والنهوض الذى ظهر على الأدباء الشبان بعدما تبنيت رابطة الأدباء ورعاية منتداهم المعروف باسم منتدى المبدعين الجدد فى المجالات الأدبية المختلفة.. والأسباب التى جعلتنى أخصص الجائزة للقصة القصيرة فقط هى أن أصنع نوعاً من التنافس الشريف بين الشباب الواعد وأن أشجع من يكتب القصص القصيرة بشكل متميز وبأسلوب صحيح.. والجائزة قيمتها ثلاثة آلاف دولار تمنح كل سنتين ..وتمثال قام بصنعه أهم نحات عالمى وهو سامى محمد، وأيضاً شهادة تقدير يوجد عليها توقيعي.. وقد حصلت على الجائزة فى شهر ديسمبر الماضى استبرق أحمد وهى شابة كويتية عن مجموعتها القصصية "عذوبة الضوء".

-هل لديك جديد؟
هناك مجموعة قصصية بعنوان "ليلة القهر" سوف تصدر قريبا ورواية أخرى بعنوان "صمت الفراشات" .

ايوب صابر 04-10-2012 04:05 PM

ليلى العثمان في رحلة الحياة والكتابة:أنسنة العالم أو تأنيث الكتابة... والوعي النسوي المضادّ
جهينة- أحمد علي هلال:

ترى هل مثّلت الكاتبة الكويتية ليلى العثمان فيما كتبته وأبدعته في عوالم القصة القصيرة والرواية وقصائد النثر وسواها، ظاهرة استثنائية لا تقف عند حدود المشهد القصصي والروائي الكويتي والخليجي، ظاهرة قد تفسرها نتاجاتها في تلك الحقول المختلفة؟!
وبالتأكيد فإن تأكيدها لحقيقة الجدل والسجال حولها، سيضفي على ما أبدعته ليلى العثمان خصوصية لافتة على امتداد تجربتها من عام 1965، حيث صدور مجموعاتها القصصية «امرأة في إناء، يحدث كل ليلة، في الليل تأتي العيون، الحب له صور، حالة حب مجنونة، 55 حكاية قصيرة، زهرة تدخل الحي، لا يصلح للحب»، إلى انعطافها إلى عالم الرواية في «المرأة والقطة روايتها الأولى عام 1985، إلى فتحية تختار موتها، والمحاكمة، العصعص، صمت الفراشات، مقطع من سيرة الواقع» فضلاً عن ولوجها فضاء القصة القصيرة جداً، وكتابتها قصائد النثر والخواطر والمقالات والمقالات بلا قيود... دعوني أتكلم».

السيرتان
ربما تتضافر سيرتا المبدع الذاتية والإبداعية لتشكّلا عالماً قائماً بذاته من الدلالات والاستيهامات والرموز، لعلنا نستقرئ في نسيجه ومحكيه واقعاً تتكشف فيه هوية، وأنساقاً اجتماعية وأخلاقية وثقافية وفكرية، وعليه... فإن جدلاً بين الخاص والعام سيضبط العلاقة ما بين المبدع ونصه، ولاسيما إذا كان عالم المرأة هو المنطلق، والباعث لهواجس إبداعية وشواغل لا تنتهي.
فالكاتبة ليلى العثمان استطاعت التعبير عن نفسها من خلال إرث سردي متنامٍ، لا يأخذ معناه من خلال التنوع والامتداد وابتكار لغة خاصة مختلفة فحسب، بل من خلال بث رؤى خاصة، لعل مبتدأها هموم المرأة الكويتية ومن ثم المرأة الخليجية والعربية، تستنطق التاريخ والذاكرة، وتبحث عن الصوت الإنساني، وهي لا تذهب إلى الماضي لأنه ماض، بل تنبش في بنيته، تحفر عميقاً في آثاره لتناهضه بمعنى مناهضة أسلبته، من أجل صلة بالحاضر تقارب المسكوت عنه في الاجتماع والسياسة والثقافة، وتزحزح السائد وتتصدى لإشكاليات ومعوقات لا تخص امرأة بعينها في الأغلب الأعم، من مثل: «استمرار النمط الأبوي كشكل أساسي للعلاقات الاجتماعية، ومحاولات الإقصاء المستمر لدور المرأة في الحياة الثقافية، وأن المعوقات ما زالت وربما تزداد يوماً بعد آخر، إذا ما تنامت التيارات المعادية لتحرر المرأة ولإبداعها ولإنسانيتها».
شعرية الرفض
تلك هي رؤية ليلى العثمان التي ستجد حواملها الأدبية في متون سردياتها الزاخرة بشعرية التمرد والرفض، ومنظومة الرموز المحفزة لتأويلات جمة، لعل في مقدمتها التماهي بين الكلمة والكاتبة، حيث تقف روايتها القصيرة «المرأة والقطة» مثلاً على حقيقة نزوع المثقف للرفض – رفض لا معقولية الواقع، والتحرر من الخوف وإدانته.
تتوغل- العثمان- عميقاً في دقائق النفس البشرية، فتقف على مأساة الفتاة الشرقية، فمعاناة المرأة الخليجية، تلتقط بخبرة ودراية دلالات الحرية الإنسانية، وترى في المرأة مركباً سيكولوجياً متعدداً، فتسقط عليها اتجاهاتها الواقعية المفتوحة على الحلم والأسطورة والزمان المتخيل والواقعي، وسواها من اتجاهات «رومانسية» لا تغفل عن إيقاظ المتخيل السردي، على إيقاع الحب والموت، حيث تتنكب أقدار شخصياتها التي تلوذ بأحلامها- حريتها الفردية- إزاء عالم يعوق التطلع، متسلط كابح لصوت المرأة ووجودها، لا يريد منها سوى الوقوع في أسر جاذبية استلابها.
نقي وجارح
وصف أدبها بأنه أشبه بالماس، نقي وجارح، هذا الوصف الذي قاله نقاد حصيفون من أمثال عبد اللطيف الأرناؤوط، قارئ أعمالها غير الكاملة، يختزن صدقها وجرأتها وخصوصية تجربتها في الفضاء الثقافي الكويتي، وما أثارته من ردود أفعال متباينة إثر صدور رواياتها «العصعص، المحاكمة، صمت الفراشات»، حيث هجاء القهر العائلي، ورصد التجربة الذاتية، واستدعاء زمن الطفولة، والجهر بمحنة المرأة العربية الصامتة والمحكومة بالخوف، وأهمية الماضي في تشكيل الحاضر.
ليلى لا تصالح الواقع
تلك الجرأة حملت روائياً سورياً معروفاً على القول: ليلى لا تصالح الواقع، لا تراه قدراً، لا تتعبده صنماً، لا تنوء تحت وطأته، لا تهرب منه إلى الأمام، بل تواجهه، ترفضه، تقاومه».
هكذا دأبت ليلى العثمان على الكتابة، مثيرة أسئلتها الكبرى عن الوجود والإنسان والمكان والهوية، أسئلة «ميتافيزيقية» اتسعت لها الرواية بحساسية جارحة، وقول روائي لا يكتب الواقع، بقدر ما يفارقه، ولعل الثمن الموضوعي للاختلاف سيتجاوز تكريمها وانتزاع جائزة الأدب التي منحها لها «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عن مجموعتها القصصية «يحدث كل ليلة»، أو وقوفها أمام المحكمة بتهمة كتابة أدب يتضمن «عبارات تخدش الحياء العام» إلى عالمها الذي يشبهها، وكيف تصوغه وتمتلك كثافته ليقول بأن القهر متساوٍ.
مشروع حرية
قهر الرجل والمرأة على حد سواء، لتكتب عن بلاغة انتهاك الجسد أو الروح تعالج رصيدهما في متخيلها اليقظ، ولتستدعي مشروع حريتها، وإنسانية الخوف، وفي كل أشكال معالجتها، ثمة توتر درامي يحيل على اللغة والحدث ولا يكتفي بهما فالرواية كمغامرة محسوبة شأنها شأن الكتابة، فإلى جانب ما تتوهج به، تبث قلقها وإلى جانب ما تهدمه من متعاليات الواقع، تبني بالرؤية ما يوازي عالماً مفقوداً كالحب الذي تقوم عليه روايتها «وسمية تخرج من البحر» في اختزاله بالبحر كمهاد لإسقاطات دلالية لعلاقة تقليدية تجمع قطبين متنافرين في حياة واحدة لابد من وضع نهاية لها، ما يشي باستبطان التوحد، والذهاب بعيداً في المرجعيات النفسية للإبداع.
على نحو يثير الجدل تمضي ليلى العثمان في مشروعها الإبداعي، بشغف الحكاية وغوايتها وانفتاحها على آفاق طليقة، خارج تعييناتها- غالباً- فهي كما يقول عنها الروائي حنا مينة في تقديمه لمجموعة «في الليل تأتي العيون»: «ليلى العثمان امرأة من الكويت تكتب لكل رجل وامرأة في العالم العربي، عسى الإنسان أن يلتزم بإنسانيته» ومن اللافت أن الإنسانية محور نتاجاتها، ليست إلا إنسانية مثلومة.
من هو الإنسان؟!
أو ملتبسة بفعل ما يواجهها من قسر وخوف وإحباط وانكسار أحلام، فالإنسان كما تقول ليلى العثمان: «ليس ملاكاً ولا إنساناً، الإنسان هو ما سوف يكون، ونحن نساعد في تكوين هذا الإنسان، أن نرفعه إلى أعلى أو نهبط به إلى أسفل» الإنسان في مواجهة الموروثات، وسلطة التقاليد، وعبث المدينة.
نزوع إلى الخلاص
هل تبشر الكاتبة بالخلاص الفردي، وهل تقود الجنون إلى حتفه ليكون وجه الموت أليفاً، وهل تصطفي حكمتها في صياغة الواقع أو الوقائع؟!
إن عالم المرأة في الخليج هو عالم ليلى العثمان، بما يتضمنه من دورة الصراع بين قيم الماضي، والانفتاح على العالم الجديد، لكنه يختزن تفعيل دورها بوصفها متفوقة في الثقافة والعمل، تنهض الرواية لدى –العثمان- إذاً بتيمات رئيسية هي «الحلم والواقع والتخيل» مؤسسة على ثقافة ستتضح خطاباتها في فضاءات السرد، لتصبح معادلاً موضوعياً للمعيش المفقود أيضاً، لردم فجواته، وما يضع وعياً مضاداً في مواجهة أسلبة الذات وتحررّها، بما يستطيعه الفن لأن يتخطى، ويعيد تشكيل الوعي بين الحياة والكلام، بين السرد والرمز بكل متطلّباته، كذلك تأتي الرواية من العثرات، من الطرق المسدودة... تأتي بأسئلتها وبنواقصها، كي «لا تأكل المبدعة ثورتها»!.
جائزة ليلى العثمان
في خضم انشغال ليلى العثمان بمنجزها الواسع الطيف ومعاركها المفتوحة، تفتح صالونها الثقافي على النقد والإبداع، يلتقي في أجوائه مبدعون كويتيون وعرب.. من مختلف الاتجاهات والتجارب، والثقافات، ثمة فعاليات تحتضن الإبداع بأسمائه وعلاماته المتحققة وغيرها، تجربة تذكر بصالونات ثقافية عربية مع اختلاف في خصوصية المكان، وطبيعة القضايا، وسجالات الثقافة، بل تعلن جائزة باسمها إلى مبدعي الشباب الكويتي، ظاهرة قد تجد مثيلها في غير قطر عربي، كما ليلى العثمان ذاتها كظاهرة إبداعية، وليست بعيدة عما تنجزه مثيلاتها الروائيات العربيات مثل: سحر خليفة، ونعمة خالد، وأحلام مستغانمي، ورضوى عاشور، وعالية ممدوح، وليلى أبو زيد، على مستوى ارتيادهن مناطق ظليلة، وعلى مستوى تقاناتهن السردية، ومستوى ما يقاربن من موضوعات شائكة ملتبسة تنطوي على تحديات مثيرة وخطرة بآن معاً في «رحلة الصدق والإدانة»... الكتابة والحياة..

ايوب صابر 04-10-2012 11:29 PM

ليلى العثمان

تقول :
- أنا دائما أشير إلى العنف فى رواياتى وقصصى نظراً لأنه كان جزءآً من طفولتى لأننى عانيت من العنف الأبوى والمجتمعى وأيضاً النفسى والجسدي.. ومن هذا المنطلق أردت أن أوضح كل ما تعرضت له من عنف والآثار الناتجة عنه سواء الجسد أو الروح.
وتقول : أنا عشت في زمن النكبة الفلسطينية وزمن النفط ولكننا بقينا في البيوت القديمة وعشت في المدينة القديمة داخل السور فترة لابأس بها، بعدها انتقلنا خارج السور، فالكويت لها سور يحيط بها وللسور بوابات، وتسنى لي أن أعرف المدينة القديمة بأحيائها الثلاثة الرئيسة، لهذا ترد في أدبي تلك الصور، والدي كان متزوجاً بأكثر من امرأة، فكنت أعيش في منطقة الشرق وكان يأخذنا عند إحدى زوجاته في منطقة أخرى فتعذبنا ثم ينقلنا إلى زوجته الثانية في منطقة (قِبله)، ثم إلى منطقة اللظاظ، بالتالي عشت في الأطراف الثلاثة، ثم قلت إنني عشت حياة صحراء، وعندما طلقت أمّي فرّت بنا وهربت إلى الصحراء وكان والدي لا يعرف مكاننا.

هي حتما عاشت طفولة مأزومة وهي حتما يتمية اجتماعية.


الساعة الآن 05:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team