منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=28725)

ياسَمِين الْحُمود 06-08-2021 03:42 PM

أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
متى يرتاح هذا الهدهد المسافر؟
متى يجد شجرة تُؤويه ؟
متى يركن إلى غصن لا يخاف من بندقية تقترب بين الحفيف تترصده؟
كم شجرة مستعارة نام في حضنها فأيقظوه منها في الهزيع ليطردوه
كم من شجرة اندس بين أغصانها وأوراقها هربا من برد، فهربت أغصانها عنه وتركته عاريا متجمدا.
كم من مرة عاد ليجد يدا عابثة عاثت في عش صغاره وسرقت قوتهم.
كم مرة فر بجناح مرتجف وقلب منهك ليلوذ بأمان لا يعرف أين يجده.
كم من مرة حاول فيها الاستسلام للنوم، لكن قلبه ظل مستيقظا قلقا غير آمن في سربه
لا يملك قوت يومه.
كم من مرة نفض جناحيه في السماء مرتعشا مرتعدًا وهو يسأل : من له الحق بامتلاك هذا الفضاء؟
من أعطى لنفسه حق ملاحقة الطيور التي لا تريد أكثر من مساحة تقي رجليها من عثرة؟
لقد تعب هذا الطائر المسافر كثيرًا وهو يطالع في عيون كثيرة تترصده..
عيون في نظراتها شهوة الالتهام.
عيون في نظراتها شهوة الاقتناص.
تعب هذا الطائر الحزين من الفرار من جائعين لا يرون فيه إلا لحمًا مشويا
وتعب من فارهين لا يرون فيه إلا ريشا يصلح لوسائدهم.
وتعب من الاختباء عن عجائز يردن رأسه لسحر يقيهم الشر.
أطفال يلعبون فيلاحقونه بالحجارة…
أولاد يتدربون فيقذفونه بالموت…
وعابرون يودون معرفة سر جماله…
تسلمه الريح إلى ريح…
وتأخذه الأرض إلى أرض…
ويعبر من بحر إلى بحر…
كم وعدوه بالأمان فأخلفوا…
كم حلفوا له بالأيمان فحنثوا…
كم حضروا له عشا ليقتنصوه…
كم قال لهم أنا الهدهد المحرم قتله… فحاولوا اغتياله
ما زال يبحث عن خبر مدينة لا تعبد الشمس من دون الله…
ما زال يبحث عن أرض لا فخاخ فيها تنتظره
من فوقه حجارة
من تحته فخاخ
من ورائه بنادق
ومن أمامه مؤامرات
شبع من الفزع وتعب من الوصب
ما زال يطير وحيدًا وحيدًا وحيدًا…
حزينًا حزينًا حزينًا
أما آن لهذا الطائر أن يحط؟!!

ثريا نبوي 06-08-2021 11:04 PM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 301207)
متى يرتاح هذا الهدهد المسافر؟
متى يجد شجرة تأويه؟ /تؤويه
متى يركن إلى غصن لا يخاف من بندقية تقترب بين الحفيف تترصده؟
كم شجرة مستعارة نام في حضنها فأيقظوه منها في الهزيع ليطردوه
كم من شجرة اندس بين أغصانها وأوراقها هربا من برد، فهربت أغصانها عنه وتركته عاريا متجمدا.
كم من مرة عاد ليجد يدا عابثة عاثت في عش صغاره وسرقت قوتهم.
كم مرة فر بجناح مرتجف وقلب منهك ليلوذ بأمان لا يعرف أين يجده.
كم مرة حاول فيها الاستسلام للنوم، لكن قلبه ظل مستيقظا قلقا
غير آمن في سربه لا يملك قوت يومه.
كم من مرة نفض جناحيه في السماء مرتعشا مرتعدًا وهو يسأل : من له الحق بامتلاك هذا الفضاء؟
من أعطى لنفسه حق ملاحقة الطيور التي لا تريد أكثر من مساحة تقي رجليها من عثرة؟
لقد تعب هذا الطائر المسافر كثيرًا وهو يطالع في عيون كثيرة تترصده..
عيون في نظراتها شهوة الأكل/ الالتهام.
عيون في نظراتها شهوة الاقتناص.
تعب هذا الطائر الحزين من الفرار من جائعين لا يرون فيه إلا لحمًا مشويا
وتعب من فارهين لا يرون فيه إلا ريشا يصلح لوسائدهم.
وتعب من الاختباء عن عجائز يُردن رأسه لسحر يقيهم الشر.
أطفال يلعبون فيلاحقونه بالحجارة…
أولاد يتدربون فيقذفونه بالموت…
وعابرون يودون معرفة سر جماله…
تسلمه الريح إلى ريح…
وتأخذه الأرض إلى أرض…
ويعبر من بحر إلى بحر…
كم وعدوه بالأمان فأخلفوا…
كم حلفوا له بالأيمان فكفروا/ فحَنَثوا…
كم حضّروا له عشا ليقتنصوه…
كم قال لهم أنا الهدهد المحرم قتله… فحاولوا اغتياله
مازال /ما زال يبحث عن خبر مدينة لا تعبد الشمس من دون الله…
مازال/ ما زال يبحث عن أرض لا فخاخ فيها تنتظره
من فوقه حجارة
من تحته فخاخ
من ورائه بنادق
ومن أمامه مؤامرات
شبع من الفزع وتعب من الوصب
مازال / ما زال يطير وحيدًا وحيدًا وحيدًا…
حزينًا حزينًا حزينًا
أما آن لهذا الطائر أن يحط؟!!

كنتُ هنا أقرأُ وأستمتع بثقافتِك الشاسعة ومعجمِكِ الشاهق
ورَهَفِ قلبِكِ الذي وسِعَ الطيور فَضاءً مُوازِيًا وتأمُّلًا مُسافرًا
دُمتِ والبوحَ القصيدة

:45:

أزهر عمر قاسم 06-09-2021 07:53 AM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
نص جميل جدا
و ممتع جدا
شكرا لقلمك الساحر
ياسمين

حمزه حسين 06-09-2021 08:09 PM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
يا لهذا الطائر
المثابر
الجميل

وما يخفيه تحت أجنحته
حلمه الأجمل

مجددا تتألقين
رائعتنا ياسمين الحمود

لقلبك السلام

عبد الكريم الزين 06-10-2021 10:29 PM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
سرني أن أتابع الإبداع والثقافة الموسوعية
وأحزنني أن أشاطر الهدهد تشرده ومآسيه
ربما قد يحط الطائر المسكين يوما ما
كما ترجل الفارس عبد الله بن الزبير

باقات ورد وود:43:

ياسَمِين الْحُمود 06-10-2021 11:19 PM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي (المشاركة 301279)
كنتُ هنا أقرأُ وأستمتع بثقافتِك الشاسعة ومعجمِكِ الشاهق
ورَهَفِ قلبِكِ الذي وسِعَ الطيور فَضاءً مُوازِيًا وتأمُّلًا مُسافرًا
دُمتِ والبوحَ القصيدة

:45:

دائما تسعديني بوجودك
وجمال كلماتك
لا عدمتك غاليتي
تشرفت بحضورك أمّي
وسرني أنها راقت لك..
دمتِ بخير :44:

ياسَمِين الْحُمود 06-10-2021 11:24 PM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أزهر عمر قاسم (المشاركة 301298)
نص جميل جدا
و ممتع جدا
شكرا لقلمك الساحر
ياسمين

شكراً لهذه اللباقة
وشكراً لحس الذائقة :31:

ياسَمِين الْحُمود 06-10-2021 11:28 PM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزه حسين (المشاركة 301395)
يا لهذا الطائر
المثابر
الجميل

وما يخفيه تحت أجنحته
حلمه الأجمل

مجددا تتألقين
رائعتنا ياسمين الحمود

لقلبك السلام

الألق مبتور من دون حضورك أيها الشاعر الراقي
فأهلا بك في كل مكان وزمان صديقاً وأخا وأستاذًا:20:

ياسَمِين الْحُمود 06-10-2021 11:47 PM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم الزين (المشاركة 301578)
سرني أن أتابع الإبداع والثقافة الموسوعية
وأحزنني أن أشاطر الهدهد تشرده ومآسيه
ربما قد يحط الطائر المسكين يوما ما
كما ترجل الفارس عبد الله بن الزبير

باقات ورد وود:43:

أتمنى أن يحط هذا الطائر الجميل يوما ما
ولا يتعرض للأذى بأشكاله
الأخ عبد الكريم الزين
أتعلم كم أنا سعيدة
بحضورك الغالي
بل سأشكر الهدهد
الذي ألقى بحروفك على ضفافي :43:

محمد أبو الفضل سحبان 06-11-2021 01:25 AM

رد: أما آن لهذا الهدهد أن يحط؟!
 
..وكيف يحط الهدهد في أرض حبلى بالحروب والفتن!!!...وكيف يأمن جانب الإنسان ويغني في زمن لم يعد فيه أمان !!! ربما هو الطيش والجهل بتاريخ ضابط المخابرات الرائع والمهندس المائي البارع وقصته مع نبي الله سليمان والتي تعلمنا أول ما تعلمنا أن كل راع مسؤول عن كل ما استرعاه الله تعالى من إنسان أو حيوان أو طبيعة أو بيئة ، ...فأين نحن من المسؤولية ؟؟؟؟
إبداع ترفع له القبعات مع أزكى التحيات.
:43:


الساعة الآن 11:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team