منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020 (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=27812)

ياسَمِين الْحُمود 01-17-2021 09:52 AM

الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
المركز الأول

الاستاذة القاصّة عبير عزّاوي

خُبْزٌ مرّ

قذفها الدور الطويل خارج القفص الحديدي الذي أعدوه لتنظيم
طابورالخبز ، غادرت الطابور مكرهة ، لتبحث عن هاتفها الجوال الذي أحست بأنه سُلَ من جيب ثوبها وأثناء انسلاخها من معمعة الزحام ، تمزق ثوبها بخرق طويل من الخصر إلى الذيل ؛ توارت لتواري سوءة الثوب ؛ وتستر فخذيها العاريتين . مشت مبتعدة عن الشارع المضاء بأنوار حمراء وفضية دلفت في حارة جانبية لملمت أطراف الثوب وعقدته كيفما اتفق ؛جلست مستندة إلى جدار مبنى منزو عن الشارع ، وأراحت ظهرها من تعب اليوم الطويل فقد جاءت من بلدتها التي توقفت مخابزها إلى أقرب منطقة من العاصمة لتتمكن من الحصول على مخصصها اليومي.
أرخت جسدها فتغلغل هواء دمشق قارس البرودة إلى عظامها ، ليل دمشق صار موحشاً ، غريباً ومثقلاً بالانتظار . وقبل أن تستعد للمغادرة توقفت أمامها سيارة عالية ذات محرك دفع رباعي، فتح بابها كدعوة للصعود وهذا مما اعتاده الناس في أرياف العاصمة من الاستعانة بأي سيارة عابرة لتوصلهم إلى مقصدهم بعد تقطع السبل وانتشار الحواجز العسكرية أو ماتبقى منها بفعل الحرب . حرّكتها قوة غامضة فاستجابت للدعوة ؛ ربما هو ميلها للانصياع الذي ولّده عندها عملها في خدمة الآخرين؛ .
نهضت من مكانها ؛ صعدت السيارة التي مالبثت أن انطلقت تنهب الطريق قاطعة الشوراع بنزق و حدّة ،
نظر إليها السائق الشاب في المرآة وابتسم ؛ ثم نظر إليها الرجل الذي يجلس إلى جانبها لمح عقدة ثوبها وقد انحلت وبرز جسدها ندياً ؛ نظر إلى زميليه نظرة خاصة .
انحرفت السيارة في طريق فرعي وزادت سرعتها .
توقفت السيارة أمام باب جانبي صغير لملهى ليلي على أطراف جبل قاسيون .
- تفضلوا.
قال أحد الرجال الثلاثة .
نزلت آخرهم ؛ دخلوا جميعاً حجرة صغيرة مضاءة بأنوار خافتة ؛ انصرف اثنان وبقي الثالث الذي كان يجلس إلى جانبها في السيارة ؛ شعرت برعدة صامتة تجتاحها وعينا الرجل تقتحمانها وتثيران رعباً ممزوجا بنشوة كامنة، منذ وقت طويل لم تتأملها عينا رجل . فكيف بهاتين العينين الوقحتين .قال :
- أنت جميلة جداً ولكنك تحتاجين لبعض الرتوش.
قهقه ثم فتح باباً صغيراً يبدو مثل باب خزانة ثم قال لها :
أولاً حمام ساخن يزيل آثار الشارع عنك ، أمسكها من كتفيها ودفعها إلى داخل الحمام.
بعد أن خرجت ناولها مجموعة من الأغراض ومن بينها ثوب باذخ أسود اللون؛ واقتادها إلى طاولة كبيرة متوارية وراء حاجز تغطيه مرآة طويلة وقد أترعت الطاولة بأنواع من أدوات التزيين ومساحيق التجميل ومستحضرات تراها لأول مرة ولاتعرف كيف ولم تستخدم .
قال لها:
-" جهزي نفسك .
وقفت حائرة فمنذ زمن طويل لم تضع هذه المستحضرات على وجهها ونسيت كيف تفعل ذلك أصلاً .
نضت عنها ثوبها وألقته جانباً وارتدت الثوب الأسود الفاخر ؛ الذي كان يضيق عند خصرها فيبرز جمال قوامها ويكشف كتفيها فيبدو بياضها الناصع . أتمت كل شيء، ثم وقفت تتأمل شكلها الجديد . وشعرت بخفق قلبها لجمال وجهها الذي نسيته منذ زمن.
تسلل إلى سمعها صوته وهو يتحدث على الهاتف
- نعم لكَ عندي هدية هائلة .تحفة فنية . سأثبت لك أنها أجمل بكثير ممن نعرفهن .
أراهنك ....
..نعم وأنا قد قبلت الرهان .

عندما خرجت بدا محتداً وساخراً في الوقت نفسه لكنه لم يتمالك نفسه عندما وقعت عيناه عليها فأطلق صفيراً طويلاً منغماً.
أجلسها على الكرسي ثم قال :
-" سأعود بعد قليل وخرج مسرعاً .
شعرت بوحشة صامتة مريبة ؛ الجدران تطبق على صدرها فيضيق نفسها ؛ ارتعش شيء في قلبها ينبئها بقرب حلول كارثة ما . هاجس يرافقها منذ سنين ويزرع رجفة. حاولت استدرار دموعها لكنها استعصت عليها .خذلتها هي الأخرى كما كل شيء .زوجها الذي قضى ؛ وإخوتها الذين هاجروا .
وكل من حولها ، المشغولين بتدبير قوت يومهم :
- كل حدا غرقان بهمو يا أمي .
تردد صوت أمها في رأسها وهي تبرر لها خيباتها المتتالية وهوان أمرها.
أمها هي الوحيدة التي تحاول لملمة شعثها ومساعدتها على إعالة أولادها الثلاثة . تذكرت أمها وأولادها ، قفزت كالملسوعة تحاول إيجاد وسيلة للاتصال بأحد منهم ؛ بحثت طويلاً لكنها لم تجد . وبعد أن يئست ، عادت للجلوس على كرسيها نفسه تتأمل المكان حولها؛ الغرفة الواسعة والأثاث الفخم المتناثر بفوضى، الصور الفاضحة المعلقة على الجدران وأشياء كثيرة لم تعرف لها استخداماً . اللون الأسود يطغى على الأثاث والأدوات وتضفي الإضاءة الخفية بعدا غامضاً لجو الغرفة المريب .
اعتراها ارتعاش وجل، وتمنت لو تكون الآن في طابور الخبز أو أنها تمارس ضياعها العبثي إذ تخرج كل يوم تجوب المحلات والأسواق بحثاً عن عمل ، يوماً تجد عملا وتكسب بضعة آلاف من الليرات ، ويوماً تعاكسها الظروف و تنغلق بوجهها أبواب الرزق ، فتنفق مما ادخرته من مال شحيح ؛ أو تستدين ممن تعرفهم وممن لاتعرفهم ؛ فتتراكم عليها الديون ؛ وتغرق في دوامتها الأبدية .
و الآن توجد في هذا المكان المترف الذي يبدو كأنه في كوكب بعيد .
بدأت تنساب إلى سمعها صوت موسيقا صاخبة وضحكات وكلمات جريئة .
في أعلى الجدار فوق المرآة لمحت نافذة صغيرة تُسرِّب ضوءاً شرساً؛ عمّق ذلك الضوء وحشتها ، لكنه أغراها بالاقتراب .وضعت كرسياً واعتلته ونظرت من خلال النافذة .
كان المكان صالة واسعة مليئة برجال ونساء يتمايلون ويرقصون والدخان يملأ الأجواء ويعطيها سحراً خلاباً كأنها في حلم ضبابي . نزلت بسرعة وعادت لكرسيها قبل أن يفُتح الباب ويحضر الرجل حاملاً كأسا من الشراب ناولها إياه وقال :- اشربيه بسرعة وهيا بنا نذهب.
شربت الكأس بلا مبالاة، وتذكرت أنها جائعة ، جائعة جداً . لكن حركته السريعة طردت إحساسها المفاجئ بالجوع ؛ فقد تلقف يدها وخرج مسرعاً ؛ اجتاز بها عدة ممرات، ثم وجدت نفسها في تلك الصالة ؛ هالها الكم من الأضواء الساطعة ؛ ارتعد قلبها وشعرت أنها تقف أمام كرة هلامية كبيرة تمد يدها بوجل تلامس ظاهر الكرة فتموج بين يديها ، تسحبها برفق وروية إلى داخلها اللزج فتستحيل الأشياء حولها إلى كتلة مائعة تدغمها معها في فضاء يدور وتتلون ذراته بأضواء جديدة أخاذة مبهرة عنيفة و قاسية .
عندما أفاقت من شرودها كان الجميع قد تحلّق حول طاولة يتوسطها برج من قوالب الكعك الخاص بأعياد الميلاد مزينة بأوراق دولار خضراء اللون .
وكل من في الصالة يرفع يديه ويصفق بينما شاب مفتول العضلات قصير الشعر طويل الذقن يطفئ الشموع وينخرط الجميع في نوبة صخب هائلة يصيحون بصوت واحد: جو نا تلي .. جو نا تلي ....
فيرفع أحد الرجال من زاوية الصالة يديه ويحييهم . فهمت أنه صاحب المكان وأن ما يهتفون به هو اسم المكان نفسه . الموسيقا والأجساد تتابع رقصها ، احساس بطعم مرّ يملأ معدتها الخاوية ويصعد إلى حلقها .
خفتت الأضواء وساد ظلام شفيف بأضواء خفية بعيدة ، ميزت بعض الوجوه التي لم تبد غريبة عنها ، وجوه شهيرة ريانة بحمرة خفيفة على الخدود وأفواه فاغرة تضحك بهناءة ، ولمعت أمامها صور سريعة لوجوه الناس في بلدتها .كالحة ومصفرةٌ ويابسة. فضحكت بدموع تملأ جفنيها ،ولم تستطع إيقاف ضحكها المتعالي ولا دموعها المتناثرة .
أخذ الجميع يلتصقون ببعضهم البعض ؛ يتبادلون الهمسات و القبلات والأحضان ؛ وترتفع كؤوس الشراب عالياً .
شعرت بجسد مرافقها يضغطها بعنف وشفتيه تقتحمان وجهها والدنيا حولها تدور تدور وهي لاتملك أن ترفع يدها لإيقاف دوران كل شيء فأغمضت عينيها وهي تلج الكتلة المائعة التي أتمت ابتلاعها .
عندما فتحت عينيها كانت ملقاة على السرير الذي رأته في الغرفة السوداء نفسها ؛ جسدها عارٍ إلا من بعض قطع ممزقة و مشرع للهواء و يداها مقيدتان وحولها تتناثر ملابس سوداء وأشياء تبدو كأنها أدوات تعذيب ؛ سوط وحبال وأشياء أخرى. نظرت إلى المرآة الضخمة قبالتها ، بقع زرقاء داكنة تتنشر في جسدها وعينها اليمنى متورمة بهالة بنفسجية . لم لاتتذكر شيئا سوى حلم ملوث بالدم و ألم يحطم مفاصلها.
صوت قرقعة الباب أجفلها
دخل الرجلان نفساهما اللذان استقلت معهما السيارة ؛ أحدهما هو رفيقها في الحفل يقول باستياء :
- ذلك المعتوه ، لا أدري إلى متى سيظل متعجرفاً مغروراً . كان حفل عيد ميلاده مثيراً ولكن لا أدري لم لم يكمل سهرته معنا هنا .
أجاب الآخر - لقد فاته حفلنا هنا كانت ليلة تستحق ، من أين لك بهذه الفكرة .
- لابأس لقد ظفرنا نحن بالهدية . خسرنا الرهان لكننا ربحنا غنيمة ستبقى معنا هنا قدر مانشاء نعيد كل يوم حفلنا الصاخب المجنون..
وقهقه الاثنان ؛ حملا بعض الأغراض و خرجا . وسمعت صوت السيارة يبتعد بزمجرة دواليبها العالية.
لم تعرف كم بقيت من الوقت ؛ ولكنها فهمت أنهما ينويان إبقاءها فترة أخرى ؛ ضجّ عقلها و توقف عند أولادها وأمها. لابد أنها الآن تغرق في لهيب البحث عنها .
" كان الألم يخترق كل ذرة فيها ..لكنها تحاملت على نفسها ؛ فكّت قيد يديها وأبعدت عن نفسها بقايا الثياب الممزقة ؛
تمكنت من الوقوف على قدميها جررت أشلاءها خارج السرير بحثت عن ثوبها القديم وارتدته؛ كان تمزقه على حاله ولكنها لم تهتم بعقده ثانية فبقي فاغراً فاه .
انسلّت من الغرفة ؛ ركضت في الزقاق إلى الشارع الواسع
مازال ظلام ماقبل الفجر يهيمن على كل شيء ؛ يبدو داكناً ؛ ثقيلا؛ دبقاً ؛ وهلامياً . وهي غارقة فيه، وخرق ثوبها يكشف جروحاً عديدة على جسدها .
انتصبت وسط الشارع كشجرة هجرتها جذورها ، وأخذت تبتسم لأضواء السيارات المسرعة وهي قادمة نحوها بجنون .

ياسَمِين الْحُمود 01-17-2021 09:53 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
تقرير عضو لجنة التحكيم الدكتورة سميرة ضيف الله الزهراني

اللغة عالية ، والسرد متقن، ثيمة الانكسار وأثرياء الحرب وامتهان كرامة الضحايا، لكن الضحية بدت مستسلمة وكأنها مستمتعة بذلك؛ ولعل ذلك راجع إلى إتصافها بالخنوع والانكسار أمام جبروت السادة والمالكين للمال .

تقرير عضو لجنة التحكيم الأستاذ عيدان الكناني
التسلسل القصصي جميل وعنصر الإثارة والتشويق حاضر وعمق التجربة الإنسانية من حزن وجوع ومعاناة وذكريات مؤلمة واللعب في مساحة ساخنة في الذهن واللغة الجميلة المعبرة القصة باختصار تصلح أن تكون مشهداً تمثيلياً بامتياز .

حسام الدين بهي الدين ريشو 01-17-2021 11:21 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
ألف مبارك
وبورك الجهد الذي كان خلف المسابقة

ناريمان الشريف 01-17-2021 11:26 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
ألف مبارك للقاصة السورية ( عبير عزاوي )
على قصتها ( خبز مُرّ )

حقاً إنه خُبزٌ مرّ بل وأكثر ، فزمن الحرب الذي أفرز مثل هذه الحالة المرّة لحياة غريبة فقدت معظم أهلها ، فبات الحصول على لقمة العيش في زمن الحرب صعباً ومراً و غالي الثمن
مشهد حيك ببراعة لغة وسرداً
هنيئاً لك عبير على هذا الفوز وإلى الأمام
تحية ... ناريمان

ياسر السعيد الششتاوي 01-17-2021 12:34 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
القصة أكثر من ألف كلمة وهذا يخالف شرط المسابقة ، والكثير من الهمزات غير مكتوبة ومهملة ، أما الجانب الفني فلنا فيه إطلالة قريباً

ناريمان الشريف 01-17-2021 12:43 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر السعيد الششتاوي (المشاركة 280140)
القصة أكثر من ألف كلمة وهذا يخالف شرط المسابقة ، والكثير من الهمزات غير مكتوبة ومهملة ، أما الجانب الفني فلنا فيه إطلالة قريباً

أؤيد وجهة نظرك
وهذا ما قلته تقريباً في مكان آخر
أشكرك أستاذ ياسر
تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 01-17-2021 02:07 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 280108)
المركز الأول

الاستاذة القاصّة عبير عزّاوي

خُبْزٌ مرّ

قذفها الدور الطويل خارج القفص الحديدي الذي أعدوه لتنظيم
طابورالخبز ، غادرت الطابور مكرهة ، لتبحث عن هاتفها الجوال الذي أحست بأنه سُلَ من جيب ثوبها وأثناء انسلاخها من معمعة الزحام ، تمزق ثوبها بخرق طويل من الخصر الى الذيل ؛ توارت لتواري سوءة الثوب ؛ وتستر فخذيها العاريين . مشت مبتعدة عن الشارع المضاء بأنوار حمراء وفضية دلفت في حارة جانبية لملمت أطراف الثوب وعقدته كيفما اتفق ؛جلست مستندة إلى جدار مبنى منزو عن الشارع ، وأراحت ظهرها من تعب اايوم الطويل فقد جاءت من بلدتها التي توقفت مخابزها إلى أقرب منطقة من العاصمة لتتمكن من الحصول على مخصصها اليومي.
أرخت جسدها فتغلغل هواء دمشق قارس البرودة إلى عظامها ، ليل دمشق صار موحشاً ، غريباً ومثقلاً بالانتظار . وقبل أن تستعد للمغادرة توقفت أمامها سيارة عالية ذات محرك دفع رباعي، فتح بابها كدعوة للصعود وهذا مما اعتاده الناس في أرياف العاصمة من الاستعانة بأي سيارة عابرة لتوصلهم إلى مقصدهم بعد تقطع السبل وانتشار الحواجز العسكرية أو ماتبقى منها بفعل الحرب . حرّكتها قوة غامضة فاستجابت للدعوة ؛ ربما هو ميلها للانصياع الذي ولّده عندها عملها في خدمة الآخرين؛ .
نهضت من مكانها ؛ صعدت السيارة التي مالبثت أن انطلقت تنهب الطريق قاطعة الشوراع بنزق و حدّة ،
نظر إليها السائق الشاب في المرآة وابتسم ؛ ثم نظر إليها الرجل الذي يجلس إلى جانبها لمح عقدة ثوبها وقد انحلت وبرز جسدها ندياً ؛ نظر الى زميليه نظرة خاصة .
انحرفت السيارة في طريق فرعي وزادت سرعتها .
توقفت السيارة أمام باب جانبي صغير لملهى ليلي على أطراف جبل قاسيون .
- تفضلوا.
قال أحد الرجال الثلاثة .
نزلت آخرهم ؛ دخلوا جميعاً حجرة صغيرة مضاءة بأنوار خافتة ؛ انصرف اثنان وبقي الثالث الذي كان يجلس إلى جانبها في السيارة ؛ شعرت برعدة صامتة تجتاحها وعينا الرجل تقتحمانها وتثيران رعباً ممزوجا بنشوة كامنة، منذ وقت طويل لم تتأملها عينا رجل . فكيف بهاتين العينين الوقحتين .قال :
- أنت جميلة جداً ولكنك تحتاجين لبعض الرتوش.
قهقه ثم فتح باباً صغيراً يبدو مثل باب خزانة ثم قال لها :
أولاً حمام ساخن يزيل آثار الشارع عنك ، أمسكها من كتفيها ودفعها إلى داخل الحمام.
بعد أن خرجت ناولها مجموعة من الأغراض ومن بينها ثوب باذخ أسود اللون؛ واقتادها إلى طاولة كبيرة متوارية وراء حاجز تغطيه مرآة طويلة وقد أترعت الطاولة بأنواع من أدوات التزيين ومساحيق التجميل ومستحضرات تراها لأول مرة ولاتعرف كيف ولم تستخدم .
قال لها:
-" جهزي نفسك .
وقفت حائرة فمنذ زمن طويل لم تضع هذه المستحضرات على وجهها ونسيت كيف تفعل ذلك أصلاً .
نضت عنها ثوبها وألقته جانباً وارتدت الثوب الأسود الفاخر ؛ الذي كان يضيق عند خصرها فيبرز جمال قوامها ويكشف كتفيها فيبدو بياضها الناصع . أتمت كل شيء، ثم وقفت تتأمل شكلها الجديد . وشعرت بخفق قلبها لجمال وجهها الذي نسيته منذ زمن.
تسلل إلى سمعها صوته وهو يتحدث على الهاتف
- نعم لكَ عندي هدية هائلة .تحفة فنية . سأثبت لك أنها أجمل بكثير ممن نعرفهن .
أراهنك ....
..نعم وأنا قد قبلت الرهان .

عندما خرجت بدا محتداً وساخراً في الوقت نفسه لكنه لم يتمالك نفسه عندما وقعت عيناه عليها فأطلق صفيراً طويلاً منغماً.
أجلسها على الكرسي ثم قال :
-" سأعود بعد قليل وخرج مسرعاً .
شعرت بوحشة صامتة مريبة ؛ الجدران تطبق على صدرها فيضيق نفسها ؛ ارتعش شيء في قلبها ينبئها بقرب حلول كارثة ما . هاجس يرافقها منذ سنين ويزرع رجفة. حاولت استدرار دموعها لكنها استعصت عليها .خذلتها هي الأخرى كما كل شيء .زوجها الذي قضى ؛ وإخوتها الذي هاجروا .
وكل من حولها ، المشغولين بتدبير قوت يومهم :
- كل حدا غرقان بهمو يا أمي .
تردد صوت أمها في رأسها وهي تبرر لها خيباتها المتتالية وهوان أمرها.
أمها هي الوحيدة التي تحاول لملمة شعثها ومساعدتها على إعالة أولادها الثلاثة . تذكرت أمها واولادها ، قفزت كالملسوعة تحاول إيجاد وسيلة للاتصال بأحد منهم ؛ بحثت طويلاً لكنها لم تجد . وبعد ان يئست ، عادت للجلوس على كرسيها نفسه تتأمل المكان حولها؛ الغرفة الواسعة والأثاث الفخم المتناثر بفوضى، الصور الفاضحة المعلقة على الجدران وأشياء كثيرة لم تعرف لها استخداماً . اللون الأسود يطغى على الأثاث والأدوات وتضفي الإضاءة الخفية بعدا غامضاً لجو الغرفة المريب .
اعتراها ارتعاش وجل، وتمنت لو تكون الآن في طابور الخبز أو أنها تمارس ضياعها العبثي إذ تخرج كل يوم تجوب المحلات والأسواق بحثاً عن عمل ، يوماً تجد عملا وتكسب بضعة آلاف من الليرات ، ويوماً تعاكسها الظروف و تنغلق بوجهها أبواب الرزق ، فتنفق مما ادخرته من مال شحيح ؛ أو تستدين ممن تعرفهم وممن لاتعرفهم ؛ فتتراكم عليها الديون ؛ وتغرق في دوامتها الأبدية .
و الآن توجد في هذا المكان المترف الذي يبدو كأنه في كوكب بعيد .
بدأت تنساب الى سمعها صوت موسيقا صاخبة وضحكات وكلمات جريئة .
في أعلى الجدار فوق المرآة لمحت نافذة صغيرة تُسرِّب ضوءاً شرساً؛ عمّق ذلك الضوء وحشتها ، لكنه أغراها بالاقتراب .وضعت كرسياً واعتلته ونظرت من خلال النافذة .
كان المكان صالة واسعة مليئة برجال ونساء يتمايلون ويرقصون والدخان يملأ الأجواء ويعطيها سحراً خلاباً كأنها في حلم ضبابي . نزلت بسرعة وعادت لكرسيها قبل أن يفُتح الباب ويحضر الرجل حاملاً كأسا من الشراب ناولها إياه وقال :- اشربيه بسرعة وهيا بنا نذهب.
شربت الكأس بلا مبالاة، وتذكرت أنها جائعة ، جائعة جداً . لكن حركته السريعة طردت إحساسها المفاجئ بالجوع ؛ فقد تلقف يدها وخرج مسرعاً ؛ اجتاز بها عدة ممرات، ثم وجدت نفسها في تلك الصالة ؛ هالها الكم من الأضواء الساطعة ؛ ارتعد قلبها وشعرت أنها تقف أمام كرة هلامية كبيرة تمد يدها بوجل تلامس ظاهر الكرة فتموج بين يديها ، تسحبها برفق وروية إلى داخلها اللزج فتستحيل الأشياء حولها إلى كتلة مائعة تدغمها معها في فضاء يدور وتتلون ذراته بأضواء جديدة أخاذة مبهرة عنيفة و قاسية .
عندما أفاقت من شرودها كان الجميع قد تحلّق حول طاولة يتوسطها برج من قوالب الكعك الخاص بأعياد الميلاد مزينة بأوراق دولار خضراء اللون .
وكل من في الصالة يرفع يديه ويصفق بينما شاب مفتول العضلات قصير الشعر طويل الذقن يطفئ الشموع وينخرط الجميع في نوبة صخب هائلة يصيحون بصوت واحد: جو نا تلي .. جو نا تلي ....
فيرفع أحد الرجال من زاوية الصالة يديه ويحييهم . فهمت أنه صاحب المكان وأن ما يهتفون به هو اسم المكان نفسه . الموسيقا والأجساد تتابع رقصها ، احساس بطعم مرّ يملأ معدتها الخاوية ويصعد إلى حلقها .
خفتت الأضواء وساد ظلام شفيف بأضواء خفية بعيدة ، ميزت بعض الوجوه التي لم تبد غريبة عنها ، وجوه شهيرة ريانة بحمرة خفيفة على الخدود وأفواه فاغرة تضحك بهناءة ، ولمعت امامها صور سريعة لوجوه الناس في بلدتها .كالحة ومصفرةٌ ويابسة. فضحكت بدموع تملأ جفنيها ،ولم تستطع ايقاف ضحكها المتعالي ولا دموعها المتناثرة .
أخذ الجميع يلتصقون ببعضهم البعض ؛ يتبادلون الهمسات و القبلات والأحضان ؛ وترتفع كؤوس الشراب عالياً .
شعرت بجسد مرافقها يضغطها بعنف وشفتيه تقتحمان وجهها والدنيا حولها تدور تدور وهي لاتملك أن ترفع يدها لايقاف دوران كل شيء فأغمضت عينيها وهي تلج الكتلة المائعة التي أتمت ابتلاعها .
عندما فتحت عينيها كانت ملقاة على السرير الذي رأته في الغرفة السوداء نفسها ؛ جسدها عارٍ إلا من بعض قطع ممزقة و مشرع للهواء و يداها مقيدتان وحولها تتناثر ملابس سوداء وأشياء تبدو كأنها أدوات تعذيب ؛ سوط وحبال وأشياء أخرى. نظرت إلى المرآة الضخمة قبالتها ، بقع زرقاء داكنة تتنشر في جسدها وعينها اليمنى متورمة بهالة بنفسجية . لم لاتتذكر شيئا سوى حلم ملوث بالدم و ألم يحطم مفاصلها.
صوت قرقعة الباب أجفلها
دخل الرجلان نفساهما اللذان استقلت معهما السيارة ؛ أحدهما هو رفيقها في الحفل يقول باستياء :
- ذلك المعتوه ، لا أدري إلى متى سيظل متعجرفاً مغروراً . كان حفل عيد ميلاده مثيراً ولكن لا أدري لم لم يكمل سهرته معنا هنا .
أجاب الآخر - لقد فاته حفلنا هنا كانت ليلة تستحق ، من أين لك بهذه الفكرة .
- لابأس لقد ظفرنا نحن بالهدية . خسرنا الرهان لكننا ربحنا غنيمة ستبقى معنا هنا قدر مانشاء نعيد كل يوم حفلنا الصاخب المجنون..
وقهقه الاثنان ؛ حملا بعض الأغراض و خرجا . وسمعت صوت السيارة يبتعد بزمجرة دواليبها العالية.
لم تعرف كم بقيت من الوقت ؛ ولكنها فهمت أنهما ينويان ابقاءها فترة أخرى ؛ ضجّ عقلها و توقف عند أولادها وأمها. لابد أنها الآن تغرق في لهيب البحث عنها .
" كان الألم يخترق كل ذرة فيها ..لكنها تحاملت على نفسها ؛ فكّت قيد يديها وأبعدت عن نفسها بقايا الثياب الممزقة ؛
تمكنت من الوقوف على قدميها جررت أشلاءها خارج السرير بحثت عن ثوبها القديم وارتدته؛ كان تمزقه على حاله ولكنها لم تهتم بعقده ثانية فبقي فاغراً فاه .
انسلّت من الغرفة ؛ ركضت في الزقاق إلى الشارع الواسع
مازال ظلام ماقبل الفجر يهيمن على كل شيء ؛ يبدو داكناً ؛ ثقيلا؛ دبقاً ؛ وهلامياً . وهي غارقة فيه، وخرق ثوبها يكشف جروحاً عديدة على جسدها .
انتصبت وسط الشارع كشجرة هجرتها جذورها ، وأخذت تبتسم لأضواء السيارات المسرعة وهي قادمة نحوها بجنون .

وتستر فخذيها العاريين (العاريتين )
تعب اايوم ( اليوم ) الطويل
نظر الى ( إلى ) زميليه نظرة خاصة .
وإخوتها الذي ( الذين ) هاجروا .
تذكرت أمها واولادها ( وأولادها )،
وبعد ان ( أن ) يئست ،
الى ( إلى ) سمعها صوت موسيقا صاخبة وضحكات وكلمات جريئة .
ولمعت امامها ( أمامها ) صور سريعة لوجوه الناس في بلدتها .
ولم تستطع ايقاف( إيقاف ) ضحكها المتعالي ولا دموعها المتناثرة .
ولكنها فهمت أنهما ينويان ابقاءها ( إبقاءها ) فترة أخرى
بعد السلام عليكم

- هذه بعض الأخطاء - أعتبر بعضها طباعية -
- بالإضافة إلى ( تنوين الفتح ) الذي غاب تماماً عن الكثير من الكلمات .
- غياب بعض علامات الترقيم الضرورية كالفواصل .
- غياب ( المسافة ) اللازمة بين بعض الكلمات مثل ( لاتعرف ، طابورالخبز ) وغيرها
- شعرتُ لوهلة أن بعض أحداث القصة مفتعلة وفيها تناقض ، وهناك أمثلة منها :
1- أليس غريباً على امرأة سورية - والبرد قارس - أن ترتدي فستاناً لمجرد تمزقه بدت منها فخذاها ؟!
2- أليس غريباً أن تنظر إلى التورّم البنفسجي في عينها اليمنى وهي ما زالت مستلقية على الفراش ، ثم بعد ذلك تأتي جملة أخرى أنها قامت ونظرت إلى المرآة بصعوبة .؟!
ثم تقول في موضع آخر ( فكّت قيد يديها وأبعدت عن نفسها بقايا الثياب الممزقة ؛ )
أي قيد طري هذا تفكه بهذه البساطة ، كذلك معنى أنها كانت مقيدة ، أنها ممنوعة من المغادرة ، فكيف غادرت بهذه البساطة ،؟!
إضافة إلى أدوات التعذيب التي شاهدتها في الغرفة ، ما الفائدة من ذكرها وهي لم تتعرض لتعذيب كونها كانت مسالمة مستسلمة لم يصدر عنها أي قول أو موقف اعتراض واحد ؟!

3- كان الأجدى بها بعد مرحلة استباحة شرفها ، أن تتحدث وبعمق عن انتهاك شرفها بدلاً من وصف الخسارة المادية التي أحدثتها ليلة مُرّة على جسدها؟!
4- تقول أنها وقفت على كرسي من غرفة النوم التي كانت فيها ونظرت إلى الصالة ، ثم بعد ذلك ، تأتي لتقول أن الرجل أخذ بيدها واجتاز ممرات .. هذا يعني أن المسافة طويلة .. وهنا تناقض واضح ..
5- كونها اعتادت على مساعدة الآخرين - مع أنها لا تعمل - ، فهذا لا يعطي لنفسها الإذن أو تنصاع من غير تفكير لأن تصعد سيارة فيها شباب غرباء ، الأصل ، بمجرد أن لمحت السيارة بعد توقفها أن ترفض عرض إيصالها فوراً ..- هنا بدت وكأنها ابنة ليل لا تعبأ بشرفها . ولكن يمكن غض النظر هنا كون الجوع والحاجة اللتان جعلاها تنسى كل شيء وتنكسر أمام حاجاتها .
6- أليس غريباً أيضاً - عندما رأت مستحضرات التجميل - أن تقول ( وقد أترعت الطاولة بأنواع من أدوات التزيين ومساحيق التجميل ومستحضرات تراها لأول مرة ولاتعرف كيف ولم تستخدم .
وقالت في موضع آخر
( وقفت حائرة فمنذ زمن طويل لم تضع هذه المستحضرات على وجهها ونسيت كيف تفعل ذلك أصلاً .أنها أشياء لا تعرفها - وفي مكان آخر تقول نسيت كيف تستخدمها ؟! )
هذا ما وجدته في القصة ... مع الاحترام لآراء الجميع
أرجو أن تتقبل القاصة ملاحظاتي ..
تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 01-17-2021 03:45 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
إضافة أخرى ، بصراحة تردّدت قبل كتابتها ، ولكنني أرى أنه من الواجب الأخلاقي والاجتماعي أن أضيفها ،

وهي أن هذه القصة ، أساءت لشخصية المرأة السورية ، التي أظهرتها بمظهر الضعف والخنوع والاستسلام ، لدرجة السكوت عن الدفاع عن شرفها ، لمجرد حاجتها الماسة لربطة خبز فيها بضعة أرغفة .. والمصيبة أنها لم تأخذ شيئاً ولم تعدْ لأولادها بربطة الخبز بل عادت كما خرجت ، لا تحمل إلّا الخيبة ؟!!
حيث أن القصة حدثت في مجتمع سوري ، ومعلوماتي - وكما يعرف الجميع - أنه من المجتمعات العربية المحافِظة .
هذا من جهة ، الأدب عادة يشتغل على محورين :
الأول : أن يُنقل الواقع كما يجب أن يكون .
والثاني : أن يُنقل الواقع كما هو ، بكل ما فيه من تقزز وألم ولوعة وووو
ليصل بالقارئ إلى مرحلة المقت من الواقع فيعتبر ويأخذ العبرة ويتحقق الهدف
الذي من أجله كُتب النص .
وهنا استخدمت القاصة الطريقة الثانية حيث نقلت الواقع كما هو مع
المبالغة ( الخيالية ) ..
لدرجة الإساءة للمرأة السورية كما أسلفت
كلي احترام ..
وتحية .. ناريمان

صبا حبوش 01-17-2021 04:03 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
مبارك الفوز ابنة بلدي ..حبذا في قصصك القادمة أن تجعلي للمرأة السورية مكاناً بين النجوم ، وإن كان الفقر والفوضى هما سيد الموقف

ياسر السعيد الششتاوي 01-17-2021 06:03 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 280183)
إضافة أخرى ، بصراحة تردّدت قبل كتابتها ، ولكنني أرى أنه من الواجب الأخلاقي والاجتماعي أن أضيفها ،

وهي أن هذه القصة ، أساءت لشخصية المرأة السورية ، التي أظهرتها بمظهر الضعف والخنوع والاستسلام ، لدرجة السكوت عن الدفاع عن شرفها ، لمجرد حاجتها الماسة لربطة خبز فيها بضعة أرغفة .. والمصيبة أنها لم تأخذ شيئاً ولم تعدْ لأولادها بربطة الخبز بل عادت كما خرجت ، لا تحمل إلّا الخيبة ؟!!
حيث أن القصة حدثت في مجتمع سوري ، ومعلوماتي - وكما يعرف الجميع - أنه من المجتمعات العربية المحافِظة .
هذا من جهة ، الأدب عادة يشتغل على محورين :
الأول : أن يُنقل الواقع كما يجب أن يكون .
والثاني : أن يُنقل الواقع كما هو ، بكل ما فيه من تقزز وألم ولوعة وووو
ليصل بالقارئ إلى مرحلة المقت من الواقع فيعتبر ويأخذ العبرة ويتحقق الهدف
الذي من أجله كُتب النص .
وهنا استخدمت القاصة الطريقة الثانية حيث نقلت الواقع كما هو مع
المبالغة ( الخيالية ) ..
لدرجة الإساءة للمرأة السورية كما أسلفت
كلي احترام ..
وتحية .. ناريمان

وأحب أن أضيف تبدو بطلة القصة ساذجة جدا وكأنها لا تعيش في هذا الزمن مع أن الإنسان الذي يجد صعوبة في حياته أو رأى من المآسي الكثير كالشخصية السورية يكون حذرا من الآخرين بدرجة كبيرة

عابد الراهب 01-17-2021 06:42 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
كم هو رائع الفوز
وكم هي جميلة القصة بعيداً عن الأفلاطونيات التي يراد انتهاجها كما لو أنها قصة قرآنية
ملتزمة بحكمة التنزيل.
يجب أن نعي أن القص له منافذ كثيرة وله أهداف كثيرة أجلها وأصدقها في نظري ما خرج منها من عباءة المثاليات المزيفة التي تريد دفن الحقيقة الموجعة في التراب كي لايصار إلى حلها مع تطور الوقت، القص بواقعية هو جوهر الحقيقة في فن القص فهي الضوء الكاشف لعلل المجتمع كما رأينا في القص الواقعي بعيدا عن فنتازيا المثاليات التي أوهمتنا زمنا طويلا بعالم غير مانراه في واقعنا
فن القص بأسلوب الواقعية هي الأمل الأدبي في رتق جروح الزمن وعلل المجتمعات، إن أردنا ارتقاء وعلاجا لأمراضنا.
يقول رشاد رشدي عن القصة القصيرة (إن الكاتب يصور الحدث من زاوية واحدة فقط، ويصور موقفاً محدداً من حياة الفرد. والاستثناءات مهما كثرت رغم قيمتها الأدبية تظل خارج إطار التصور العام).
ومع ذلك إن أردنا قبول الرأي الآخر أن نؤمن بمقولة محمد الشنطي (إن القصة القصيرة من أكثر الفنون استعصاء على التنظير والتأطير الشكليين، إلى الحد الذي أدى إلى شيوع القول بأن كل قصة هي تجربة جديدة في التكنيك)

أما الأخطاء الإملائية والمطبعية فلا تؤثر على النتيجة النهائية في نظري فجل القصاص بل وحتى مؤلفي الكتب يستعينون بمختص في التصحيح الإملائي، ولا أخلي لجنة التحكيم ومسؤولي الموقع من مراجعتها قبل نشرها.
شكري الممتد للجنة التحكيم التي أرى فيض حكمتها ونور بصيرتها في اختيار القصص الفائزة فيما قرأته من قصص حصلت على المراكز الخمس.


ياسَمِين الْحُمود 01-17-2021 06:47 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أعضاء منتديات منابر ثقافيَّة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
طابت أوقاتكم جميعا، وأينما ما كنتم بكلِّ خيرٍ وعافيةٍ وإبداعٍ.
آثرت اختيار هذا المكان بالتحديد لكتابة هذه الإضاءة نيابةً عن القائمين على منتديات منابر ثقافية.
إضاءة على نتائج مسابقة القصَّة القصيرة:
بداية لا نخفي سعادتنا بكلِّ هذا النقاش، والاهتمام بالمسابقة، ناهيكم عن عدد المشاركين الكبير، هذا العدد الذي يدل على ثقة مقدَّرة، وحسن ظنٍّ معتبر من القراء في منتديات منابر ثقافيّة ومختلف فعالياتها في جميع الألوان والأجناس الأدبيّة المختلفة.
إنّنا نحاول جاهدين تحريك المياه الراكدة، ونقل النقاش من مجرد أخذٍ وردٍّ إلى مساحةٍ حرّة وراقيّةٍ يتم فيها إثراءٌ وإضافةٌ _من خلال تبادل الرؤى والتجارب والخبرات_، ومنح المسابقة ابتداءً من الفكرة مرورًا بالتحضير والإعداد، وانتهاءً بإعلان النتيجة فرصةً إبداعيّة للارتقاء بهذا الفن الجميل على مستوى العالم العربيِّ.
ومن أجلَّ هذا رأيت أن أضع بين أيديكم النقاط الآتية: :
1) النصوص الفائزة في المسابقة هي أفضل النصوص المشاركة وفقًا لتقرير لجنة المحكمين الموقَّرة، أي أنَّ الفائزين الخمسة بالمسابقة، ليسوا هم الأفضل في كتابة القصّة القصيرة عربيًّا، ولكنَّهم الأفضل من بين المشاركين في هذه المسابقة الذين وصل عددهم إلى 160 مشاركًا.
2) المرونة في تطبيق الشروط دليلٌ على عدم التزمت، وإتاحة الفرصة للمبدعين والمبدعات، فلو تجاوزت القصَّة في عدد كلماتها الألف، فلا يعني هذا استبعادها بالكليّة، بل يشفع لها إتقان السرد، وفنياته، وعذوبة اللغة والحمولة الفكرية، فـــ "اللغة العربية تجري عليها معايير الصَّاغة لا مكاييل الباعة" كما قال ذات مرَّة أديبٌ عربيٌّ.
والشرط الوحيد الذي بسببه تمَّ استبعاد بعض القصص _وهي قليلةٌ على أيَّة حال_، هو كون تلك القصص ليست أصيلة؛ أيَّ أنّها مسروقةٌ (للأسف) من أعمال آخرين نشرت مسبقًا، وهنا نؤكد أنَّ ذلك ما تمكنت لجنة التحكيم من اكتشافه، ولو تبين مستقبلًا للمنتديات، أو للجنة التحكيم أنَّ إحدى القصص الفائزة _لا سمح الله_ ليست أصيلةً، فإنّه سيتم الغاء الجائزة، والتشهير بالمتسابق، وما إلى ذلك.
3) لم يخل نصٌّ واحدٌ من الهنّات اللغويَّة والإملائيَّة والأسلوبيَّة، آثرنا إبقاءها كما هي، فليس من مسؤولياتنا في إدارة المنتديات، ولا من مهام اللجنة المحكِّمة تجميل النصوص، بل تقييمها بوضعها الأصليِّ الذي وصلتنا به من قبل المشاركين.
مع العلم بأنَّ سلامة اللغة وضع من ضمن المعايير لدى لجنة التحكيم، فبعض القصص الفائزة حصل على درجةٍ متدنيةٍ كثيرًا في هذا المعيار، لكنّها فازت في مجموع الدرجات نتيجة حصولها على درجات عليا في باقي عناصر التقييم.
4) أحاطتنا لجنة التحكيم علمًا بأنَّ لأعضائها على النصوص الفائزة جميعها بعض المآخذ الأسلوبيَّة والفكرية، ورصدت اللجنة سقطاتها القاتلة ربَّما، ولكنها وبالتنسيق والتشاور والتفاهم فيما بينهم من جهةٍ، ومعنا كمنظمين للمسابقة من جهةٍ أخرى، تم موازنة هنَّات وأخطاء القصص الفائزة بالنواحي الجماليَّة والفنيَّة لفن القصِّ عمومًا، وتمَّ تغليب َا ما هو متحققٌ، وأشرنا _قدر الإمكان_ إلى ما هو غير ذلك.
5) ليس من ضمن أهدافنا كمنظمين الحصول على الرضا المطلق والكامل من المتلقين؛ فهذا محض وهمٍ وغايةٌ لا يمكن الوصول إليها، ولكننا نحاول الارتقاء بالذائقة ورفعة الأدب، مقدرين لكم جميعًا اهتمامكم وتفاعلكم، محترمين كلَّ انتقادٍ بناءٍ، ووجهة نظر متجردةٍ من الشخصانيّة، وهدفها الصالح العام.
6) لا نزكي أنفسنا، نحسب أنَّنا من خلال هذه المسابقة النوعيّة في كمِّ عدد المشاركات، ونوعيّة كثيرٍ منها، نحسب أنفسنا قاب قوسين أو أدنى من كسب أقلامٍ جميلةٍ، وقاصين مميزين يرفدون المكتبة العربيَّة بما هي أهلٌ له من أدبٍّ رفيعٍ، فيه المتعة الفنية والقيمة الأدبية.
7) ليس بإمكاننا باعتبارنا جهةً منظمةً، ولجنة تحكيم حجب الجوائز عن الفائزين بسبب الهنَّات اللغوية التي ما خلت منها قصَّةٌ من القصص المشاركة، والقصص المشاركة التي وجدناها أقرب للسلامة اللغويَّة التامة، وجدتها لجنة التحكيم مفتقدةً لكثيرٍ من جماليات السرد ومقتضياته الفنيّة المعتبرة.
وليس من المنطق أن نحجب جوائز المسابقة الخمس، لأنَّ في كلٍّ قصّةٍ بعض الأخطاء اللغويّة.
وعندما وضعنا شرط سلامة اللغّة ضمن شروط المسابقة، أردنا من خلاله التأكيد على أهميّة اللغة العربية؛ لغة القرآن الكريم، وهويَّتنا التي نعتز ونفتخر بها كثيرًا، ووضعنا في اعتبارنا منذ اللحظة الأولى أنَّ ما لا يدرك كلَّه لا يترك جلّه.

8) أيُّ مشاركٍ لم يفز ليس له حقُّ السؤال عن درجة قصَّته، وهل وصلت للــ 35 قصَّة التي تجاوزت المرحلة الأولى، أم لا.

9) يفترض بكلِّ مشاركٍ بالمسابقة قراءته مسبقًا لشروطها قبل دخوله المسابقة، فدخوله لها يعتبر الموافقة الضمنيّة والكليّة على شروطها، ومن شروطها الموافقة على النتيجة.

10) ختامًا هي تجربة ثريَّة يتعلم منها الكتاب المبتدؤون، ونتعلم منها منظمين ومحكمين.
هذا والله نسأل العون والتوفيق والسداد.

ياسر السعيد الششتاوي 01-17-2021 09:17 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 280203)
أحببت أن أختار هذا المكان بالتحديد لكتابة هذه الإضاءة
إضاءة على نتائج مسابقة القصة القصيرة
بداية لا نخفي سعادتنا بكل هذا النقاش والاهتمام بالمسابقة والعدد الكبير للمشاركين، فهو هدف بعيد المدى للمسابقة، فنحن نحاول تحريك البحيرة الساكنة؛ ليتحول النقاش إلى تبادل للآراء والخبرات، وتعميق لمحاولة الارتقاء بهذا الفن الجميل، وأود الإضاءة على بعض النقاط، ومنها:
1) النصوص الفائزة هي من أفضل المشاركات، أي أن المشاركين ليسوا الأفضل في كتاب القصة عربيا، بل ممن شارك في المسابقة، وحسب!
2) المرونة في تطبيق الشروط دليل على عدم التزمت، وإتاحة الفرصة للمبدعين والمبدعات، فلو تجاوزت القصة في عدد كلماتها الألف هذا لايعني سقوطها بل يشفع لها إتقان السرد وفنياته وعذوبة اللغة والحمولة الفكرية، " فاللغة العربية يجري عليها معايير الصَّاغة لا مكاييل الباعة" كما قال ذات مرة أديبٌ عربيٌّ.
3) لم يخل نص واحد من الهنات اللغوية والإملائية والأسلوبية، آثرنا إبقاءها كما هي فلسنا من يقوم بتجميل النص، بل الحكم عليه بوضعه الأصلي.
4) النصوص الفائزة جميعها لنا على كل منها مآخذ أسلوبية وفكرية، ورصدنا سقطاتها القاتلة ربما، ولكننا وازناها بالنواحي الجمالية والفنية لفن القص، وغلبنا ما هو متحقق، ونقدنا ما هو غير ذلك.
5) ليس من ضمن أهدافنا الحصول على الرضا المطلق والكامل من المتلقين؛ فهذا محض وهم وغاية لا يمكن الوصول إليها، ولكننا نحاول الارتقاء بالذائقة ورفعة الأدب، مقدرين اهتمامكم وتفاعلكم جميعا.
6) من يعلم، ربما استطعنا أن نكسب أقلاما جميلة ترفد المكتبة العربية بما هي مستحقة له من أدب رفيع، فيه المتعة الفنية والقيمة الأدبية.
7) ليس بإمكاننا حجب الجوائز عن الفائزين بسبب الهنات اللغوية التي ماخلت منها قصة من القصص وإن كانت هناك كم قصة سليمة لغوياً فهي خلت من جماليات السرد أو أمور أخرى.
8) وفي النهاية هي تجربة ثرية، يتعلم منها المبتدئون، كما نتعلم منها نحن.
9) وأي مشارك لم يفز ليس له حق السؤال عن درجة قصته أو ما إذا كانت من ال35 قصة التي وصلت إلى النهائيات ' فهو قد قرأ الشروط قبل دخول المسابقة ، فدخوله لها يعتبر الموافقة على شروطها، ومن شروطها الموافقة على النتيجة.

1ـ المرونة !!! أي مرونة هذه؟!! فالبعض لديه قصص أجمل مما قدمها تتجاوز الألف كلمة أو ألفين ولكنه التزم بالشرط، وأعتقد أن هذه المرونة ليست مرونة بل هي عين الظلم!! فلقد وصلت القصة الفائزة إلى 1400 كلمة، ولو كانت زادت عن الألف عشر أو عشرين كلمة لكان يمكن تقبل الأمر، وكان من الأفضل عليكم ألا تحددوا عدد الكلمات... لو أردنا المرونة الحقة.
2ـ أعتقد أن الهنات اللغوية والإملائية يجب أن تكون في القصة الفائزة بالمركز الأول أقل ما يمكن وليس بهذه الطريقة الفجة
ثالثاً : لا لوم على الكاتبة اللوم على منسق الجائزة وعلى لجنة التحكيم، وقد أصدرتم بيان سابق على إعلان النتيجة بأنكم أخرجتم بعض القصص من السباق لمخالفة شرط أو شرطين، فيا ترى كم قصة خرجت لمخالفتها شرط عدد الكلمات ؟؟!
رابعاً: هذه جوائزكم وأنتم أحرار تعطونها لمن تشاؤون... والسلام!!

ياسَمِين الْحُمود 01-17-2021 09:39 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
((ثالثاً : لا لوم على الكاتبة اللوم على منسق الجائزة وعلى لجنة التحكيم، وقد أصدرتم بيان سابق على إعلان النتيجة بأنكم أخرجتم بعض القصص من السباق لمخالفة شرط أو شرطين، فيا ترى كم قصة خرجت لمخالفتها شرط عدد الكلمات ؟؟!))

أخ ياسر هل أنا صرّحت بأننا استبعدنا بعض القصص لتجاوزها عدد الكلمات؟!!!
من أين تأتي بالكلام؟!
قلت استبعدنا بعض القصص بدون ذكر الأسباب وبما أنك تؤل الكلام
سأذكر لك السبب بعض القصص سبق نشرها على الشبكة العنكبوتية
وهذا خرق للشروط لذلك استبعدت من قبلي قبل إرسالها للجنة التحكيم.

((2ـ أعتقد أن الهنات اللغوية والإملائية يجب أن تكون في القصة الفائزة بالمركز الأول أقل ما يمكن وليس بهذه الطريقة الفجة))


الأخطاء الإملائية والتي ذكرتها أمّي ناريمان ليست حجة لأنه ليس خطأ مقصود والدليل أن نفس الكلمات الواردة في القصة صحيحة ماعدا واحدة منها خطأ مثل حرف الجر (إلى ) فورد أكثر من 7 مرات أو أكثر.
وإسقاط همزة القطع ورد في كلمتين منه.

سؤال أخير لكل من ينتقد زميله،، لو كنت من الفائزين هل كنت تنتقد غيرك؟

عبد الكريم الزين 01-17-2021 09:44 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر السعيد الششتاوي (المشاركة 280221)
1ـ المرونة !!! أي مرونة هذه؟!! فالبعض لديه قصص أجمل مما قدمها تتجاوز الألف كلمة أو ألفين ولكنه التزم بالشرط، وأعتقد أن هذه المرونة ليست مرونة بل هي عين الظلم!! فلقد وصلت القصة الفائزة إلى 1400 كلمة، ولو كانت زادت عن الألف عشر أو عشرين كلمة لكان يمكن تقبل الأمر، وكان من الأفضل عليكم ألا تحددوا عدد الكلمات... لو أردنا المرونة الحقة.
2ـ أعتقد أن الهنات اللغوية والإملائية يجب أن تكون في القصة الفائزة بالمركز الأول أقل ما يمكن وليس بهذه الطريقة الفجة
ثالثاً : لا لوم على الكاتبة اللوم على منسق الجائزة وعلى لجنة التحكيم، وقد أصدرتم بيان سابق على إعلان النتيجة بأنكم أخرجتم بعض القصص من السباق لمخالفة شرط أو شرطين، فيا ترى كم قصة خرجت لمخالفتها شرط عدد الكلمات ؟؟!
رابعاً: هذه جوائزكم وأنتم أحرار تعطونها لمن تشاؤون... والسلام!!

أرجو من الأخ الكريم أن يتقبل بصدر رحب، أن المسابقة كانت ناجحة بجميع المقاييس مع ما اعتراها من "هفوات" حسب رأيه.
فالهدف الأساسي من المسابقة هو صرحت به الأستاذة ياسمين
"بداية لا نخفي سعادتنا بكل هذا النقاش والاهتمام بالمسابقة والعدد الكبير للمشاركين، فهو هدف بعيد المدى للمسابقة، فنحن نحاول تحريك البحيرة الساكنة؛ ليتحول النقاش إلى تبادل للآراء والخبرات، وتعميق لمحاولة الارتقاء بهذا الفن الجميل"
ونحن لا ننكر المجهود الجبار الذي قامت به الأستاذة العزيزة في إدارة الكم الكبير من النصوص القصصية. و ما يتطلبه ذلك من جهد ووقت.
وكذلك الأمر بالنسبة للجنة التحكيم مشكورة على مجهودها.
و ما يهم في المسابقة هو المشاركة وصقل التجربة وإثراء النقاش.

ياسَمِين الْحُمود 01-17-2021 09:58 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
كنت أتمنى النقد يكون من أصحاب القصص الثلاث التي دخلت بالمنافسة بقوة ولم يحالفها الحظ وهي القصص التالية أسمائها
المطرة الأولى/ للقاص علاء الدين كويدر

المقامر/ للقاص سفيان بشار ( أبا عبد الرحمان)

فنجان قهوة للقاص نجم الدين بكري من سوريا


وليس ممن لم تدخل قصصها حتى ضمن ال 35 قصة من التصفيات

عماد عيسي 01-17-2021 10:12 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
مبارك للفائزين
طالما بقي قلمي فسوف أكون فائزا يوما

ياسَمِين الْحُمود 01-17-2021 10:23 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد عيسي (المشاركة 280237)
مبارك للفائزين
طالما بقي قلمي فسوف أكون فائزا يوما

أحييك على هذه الروح:31:

ياسَمِين الْحُمود 01-17-2021 10:46 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد عيسي (المشاركة 280237)
مبارك للفائزين
طالما بقي قلمي فسوف أكون فائزا يوما

أخ عماد عيسى
قررت أن تكون الفائز السادس بأسلوبك الراقي:45:
تواصل معي عالخاص

ناريمان الشريف 01-17-2021 11:41 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
https://www.facebook.com/10305202173...11624104210620

من هنا على صفحة منابر على الفيس
أرجو المتابعة والتشجيع
مع الشكر

ماجد عبدالله العلي 01-18-2021 01:44 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
مبروك ،

قصة ممتازة ومتعوب عليها

تحياتي

محمد عبد الحفيظ القصاب 01-18-2021 04:33 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
مباركٌ الفوز

وإلى مزيد من عطاء

لم أجد غير هنا البحث عن الهنات!
وقصّة أخرى.....
جميلٌ هذا الطلب في بلوغ الكمال والعدل الذي لا يوجد عند أحد.
وهي آراء بين الأخذ والردّ.

وحظٌّ أوفر لمن لم يفزْ

تحياتي والمحبة

منى الحريزي 01-18-2021 05:28 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
رأيي من رأي الغالية ناريمان والتي نقدت النص و " كفت ووفت "
ولا أنكر أن الكاتبة كانت متمكنة وذات قلم واعد ...
ولكن حينما قرأت القصة لم استسغ تلك الصورة السلبية
التي خرجت بها الى أذهاننا نحن القراء

وقد حوى النص بعض المشاهد الإيحائية الغير لطيفة ...
وإني دوماً أفضل أن يكون للأدب دور إيجابي لنشر القيم والأفكار
ومشاركة المشاعر النفسية المألوفة ....

ولكن لي رأي آخر هو كرأي الأخت الكريمة ياسمين
ورضا الناس غاية لاتدرك وعلينا دوماً بمنهج الوسطية والإعتدال

محمد سيف الدين الشريطي 01-18-2021 10:23 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
مبروك للفائزة وبدوام النجاح والتألق،

عبد الكريم الزين 01-18-2021 11:12 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
[QUOTE=عابد الراهب;280202][color="dimgray"]كم هو رائع الفوز
وكم هي جميلة القصة بعيداً عن الأفلاطونيات التي يراد انتهاجها كما لو أنها قصة قرآنية
ملتزمة بحكمة التنزيل.

تحية طيبة
أخي العزيز مع احترامي لرأيك الكريم.
أليست أحسن القصص في كتاب الله!
ألسنا ملتزمون بحكمة التنزيل! "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
أرى أن الأدب إذا كانت غايته المتعة الخالصة وتصوير الواقع بحذافيره، فلن يساهم إلا في تكريس واقع متخلف .
بنفس المنطق تساهم بعض الأفلام والمسلسلات في إفساد الأخلاق، ونشر الرذيلة، بدعوى نقل الواقع بإخلاص.
نقرأ لكتاب أجانب ونعجب بالجانب الفني لإبداعهم، لكن لا يعني ذلك أن نقلد أفكارهم. ونستنسخ تجاربهم.
ويظل الكاتب الحق صاحب موقف والتزام، وذو رسالة سامية يستمد إبداعه من القيم الأصيلة لمجتمعه. قد يضعف ذلك الجانب الفني في كتاباته لكنه يمنحها بعدا أسمى.
تحياتي

ياسَمِين الْحُمود 01-18-2021 11:44 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
أتمنى من الفائزة بالمركز الأول وبجدارة التواصل معي
لإرسال جائزتها بأسرع وقت ممكن

ياسر علي 01-18-2021 12:37 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
إضاءة مختصرة للنص


تناولت القاصة في متنها الحكائي معاناة أرملة سورية شابة في ليلة باردة إذ حاولت الحصول على رغيف خبز لأبنائها الثلاثة لكن بدون جدوى، إذ تعرضت خلال الزحام أمام المخبزة لسرقة هاتفها بعد أن مزق النشال رداءها في موضع حساس يظهر بعض مفاتنها مما عمق من ألمها وأمعن في إحراجها باحثة عن ظلال تقيها شرور الضياء، لكنها ما لبثت أن أضحت فريسة تتلاعب بها ذئاب الليل، إذ بعد إغرائها وإغوائها مورست عليها سلوكيات شاذة وعند انبلاج الفجر تمكنت أخيرا من الهروب.*

الجمالية الفنية في النص*

العنوان جاء حاملا للتناقض الذي يحاول النص بسطه فالخبز هو شعار الحياة والحياة عادة هي السيطرة على الموقف والتحكم في المصير ودلالتها هي التوازن بين الأخذ والعطاء فأول كلمة في العنوان توحي بالإجابية لكن سرعان ما تتلاشى عندما تمسح المرارة هذا الأثر الإجابي وهي إشارة ظل النص مخلصا لها، حيث كل تلك الإيجابيات سرعان ما تذوب في محيط السلبية و هنا مربط فرس الواقعية في النص من حيث الظاهر. فالبطلة، كانت تريد خبزا فلم تتمكن منه بل فقدت هاتفها في إشارة بارعة إلى فقدان إمكانية التواصل مع المحيط، ولأنها تود أن تواري سوأتها هربت من الضياء إلى العتمة، من مكان مأهول إلى مكان مهجور، وهذا مكمن التناقض. فالقاصة أبدعت بحشر البطلة في مواقف مربكة. السيارة تعني الحركة و عودة الأمل بعد الوحشة والغربة والبرد، شطب الحاضر المؤلم وفتح الأفق على الجديد لكن لعنة السلبية تلاحق كل بارقة أمل تبدو في الأفق، مما جعل البطلة تستسلم لقدرها على أمل أن تحصل على شيء، فانصاعت بغير مقاومة، ليس لأن القاصة لا تستطيع جعل بطلتها تنتفض لكن فسحا للمجال، وذلك لإظهار ما تكابده النفوس الطيبة و إبرازا للتناقض الاجتماعي والاستغلال البشع الذي يمارسه البعض على الفئات الهشة.

اختارت القاصة الملهى وأراه اختيارا موفقا لأنه في ثقافتنا مكان خاص بطبقة بعينها ولكونه هروبا من جهة أخرى وقفزا على الأوجاع، وبشكل أدق هو حالة انهيار التعقل والاستسلام المطلق للغريزة. ولكون البطلة لم تستطع الإنسلاخ عن انسانيتها فقد أمضت في المكان لحظات بالغة القسوة فرغم أنها حصلت على ثوب يقيها شر ثوبها القديم فلم يستطع إيقاظ القيم الجمالية في نفسها بل أحست بالغبن ولم تتحمس لمستحضرات التجميل وحين كان الجمع منخرطا في دوامة اللهو ظلت تعيش انفصاما قاهرا فذهنها هناك مع أمها و أولادها و مع الجوع.

في الآخر وجدت جسدها مسرحا لجريمة الرغبات المنحرفة التي تنم عن فقدان الغريزة لنمطيتها عند هؤلاء الذئاب البشرية.*

في النهاية تخلصت من الكابوس بالهروب، لكن أين المفر؟

النهاية المفتوحة تجعل المتلقي راغبا في المشاركة لكن يبدو جليا انسداد الأفق أمام البطلة فربما تلك السيارات عجلت لها الخلاص.

هناك نقط مضيئة كثيرة في النص. كلمة البداية "قذف" وكلمة النهاية "الجنون" تلخصان النص فهناك قذف للبطلة من الدور "النظام" إلى الجنون و الضياع. القاصة بارعة في اللغة و تقوم بالتطويل بسهولة حين تريد وضع الحدث تحت المجهر. و تملك قدرة كبيرة على التكثيف حين تريد الاختزال وتسريع المشهد.

إن كان ظاهر النص مغريا فكيف بما وراء السطور، حين نستعير من يونغ اللاشعور الجمعي و نحاول استنطاق هذا النص وتملس أسباب ولادته. سنجد سوريا الاعتبارية، كثقافة ووجود حضاري، مجسدة بالبطلة *وأمها هي الأرض المعطاءة و أبناؤها هم الشعب السوري بمختلف مشاربه. حين تعرف ما أصاب هذا البلد الذي كان ذات يوم رمزا ومفخرة عند العرب تعرف مبرر هذا الانكسار الذي تحمله البطلة في وجدانها.

كل هؤلاء الأغراب الذين يجوعون هذا الوطن ويكسرون هيبته ويمزقون وحدته هم من يستحقون أن يسألوا أين عقولكم بل أين غريزتكم السوية، فالنص صرخة عميقة تقول أنا سوريا الأبية لا أستحق هذا المآل.

عبير عزاوي 01-19-2021 10:59 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
عزيزتي أستاذة ناريمان :
أسعدني الفوز حقيقة ، ولكن حز في نفسي أمر واحد هو فهمك أنني أساءت للمرأة السورية وهذا أبكاني والله ، فلا أنا ولا غيري يمكن ان يتجرأ على ذلك .
النموذج الذي قدمته القصة هو نموذج إنساني عام لأي امرأة في بلد تتناهشه الحرب والانهيار الاقتصادي والاجتماعي . وهو ليس صورة نمطية عن المرأة السورية إطلاقاً .
الأخطاء التي وقعت بها في الكتابة سببها أن هاتفي قديم وأحرفه صغيرة؛ ولا تتمايز أمامي. وأنا مدرسة للغة العربية وأدعي شرف الدفاع عنها وحمل لوائها ولا يمكن أن أقع في أخطاء من هذا النوع .
الأمر الأخر الذي أود الإشارة إليه أن رؤيتك لتصرف الشخصية الفاعلة وركوبها مع غرباء هو منطق يفرضه كاتب القصة وليس منطق الشخصية ولايمكن فرض منطق الكاتب لئلا تفقد الشخصية مصداقيتها .
النقاط التي وردت أيضا أجوبتها في القصة ذاتها ..المرآة امام السرير مباشرة ولذلك تمكنت المرأة من رؤية نفسها عارية ومقيدة بقيد يسهل فكه لانه قيد صوري تفرضه طبيعة العملية التي تمت وهي تعبر عن شذوذ وسادية عند المغتصبين وهذه نقطة اود توضيحها أن الترف والفوضى بلغت باصحاب هذه الطبقة ان يتجاوزوا الطرق العادية للانتهاك الى طرق أخرى شاذة .
المرأة المستسلمة رمز لطبقة كبيرة لاتجد سوى الصمت والابتسام بوجه الموت القادم وقد تقصدت جعلها صامتة وان الابتسامة رمزها الوحيد للتعبير عن القهر .
أخيرا : قد لا يبدو من اللائق أن يرد الكاتب ويدافع عن نصه ولكن استميحك العذر في ذلك لأن اتهامي بتشويه صورة المرأة ااسورية آلمني جدا .
المرأة السورية وأنا وانت نماذج عنها ليست هي نحن فقط بل هي ايضا نماذج تداس وتنهش كل يوم وتحتاج لتسليط الضوء عليها .
أشكرك من قلبي لأنك قدمت لي مثالب النص ورؤية كثير من القراء قد تصله كما وصلتك وهذا سيدفعني حتما للتلعم وتدارك هذه المثالب.
بورك علمك وعملك وأتمنى لك التألق الدائم
اشكركم يا آل المنابر شكرا بالغا علياءه لأنكم أتحتم المجال لقلمي للظهور والتميز .

ياسَمِين الْحُمود 01-19-2021 11:29 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عزاوي (المشاركة 280674)
عزيزتي أستاذة ناريمان :
أسعدني الفوز حقيقة ، ولكن حز في نفسي أمر واحد هو فهمك أنني أساءت للمرأة السورية وهذا أبكاني والله ، فلا أنا ولا غيري يمكن ان يتجرأ على ذلك .
النموذج الذي قدمته القصة هو نموذج إنساني عام لأي امرأة في بلد تتناهشه الحرب والانهيار الاقتصادي والاجتماعي . وهو ليس صورة نمطية عن المرأة السورية إطلاقاً .
الأخطاء التي وقعت بها في الكتابة سببها أن هاتفي قديم وأحرفه صغيرة؛ ولا تتمايز أمامي. وأنا مدرسة للغة العربية وأدعي شرف الدفاع عنها وحمل لوائها ولا يمكن أن أقع في أخطاء من هذا النوع .
الأمر الأخر الذي أود الإشارة إليه أن رؤيتك لتصرف الشخصية الفاعلة وركوبها مع غرباء هو منطق يفرضه كاتب القصة وليس منطق الشخصية ولايمكن فرض منطق الكاتب لئلا تفقد الشخصية مصداقيتها .
النقاط التي وردت أيضا أجوبتها في القصة ذاتها ..المرآة امام السرير مباشرة ولذلك تمكنت المرأة من رؤية نفسها عارية ومقيدة بقيد يسهل فكه لانه قيد صوري تفرضه طبيعة العملية التي تمت وهي تعبر عن شذوذ وسادية عند المغتصبين وهذه نقطة اود توضيحها أن الترف والفوضى بلغت باصحاب هذه الطبقة ان يتجاوزوا الطرق العادية للانتهاك الى طرق أخرى شاذة .
المرأة المستسلمة رمز لطبقة كبيرة لاتجد سوى الصمت والابتسام بوجه الموت القادم وقد تقصدت جعلها صامتة وان الابتسامة رمزها الوحيد للتعبير عن القهر .
أخيرا : قد لا يبدو من اللائق أن يرد الكاتب ويدافع عن نصه ولكن استميحك العذر في ذلك لأن اتهامي بتشويه صورة المرأة ااسورية آلمني جدا .
المرأة السورية وأنا وانت نماذج عنها ليست هي نحن فقط بل هي ايضا نماذج تداس وتنهش كل يوم وتحتاج لتسليط الضوء عليها .
أشكرك من قلبي لأنك قدمت لي مثالب النص ورؤية كثير من القراء قد تصله كما وصلتك وهذا سيدفعني حتما للتلعم وتدارك هذه المثالب.
بورك علمك وعملك وأتمنى لك التألق الدائم
اشكركم يا آل المنابر شكرا بالغا علياءه لأنكم أتحتم المجال لقلمي للظهور والتميز .

أهلا بالروائية عبير عزاوي
وألف مبروك الفوز
وكل النقاط التي ذكرتيها نضعها بعين الاعتبار
تكتبين القصة القصيرة
شاركتِ بالعديد من الأمسيات الأدبية والمسابقات،
فزتِ بجائزة اتحاد الكتاب العرب لعدة سنوات متتالية وبجوائز أخرى
فلا غرابة بفوزك
"عبير عزاوي".. الكلمة النابضة بالحياة مثلما قرأت في الشبكة العنكبوتية
أرجو التواصل معي على الخاص لمعرفة كيفية إيصال جائزتك.

ياسَمِين الْحُمود 01-19-2021 11:32 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
أين أنتِ يانور الموصلي لم يبق غيرك لاستلام جائزته:4:

منى الحريزي 01-19-2021 01:56 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
الأخت العزيزة عبير عزاوي
نقد العمل من ناحية أدبية وهذا طبيعي فالجميع قال رأيه وأرجو أن تتقبلي ذلك
و لاتحملي في قلبك شيئاً ...و آمل أن تأخذي الأمر برحابة
ومبارك لك الفوز وأهلاً بك نجمة متألقة في منابر ...

ناريمان الشريف 01-19-2021 09:48 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 280360)
إضاءة مختصرة للنص


تناولت القاصة في متنها الحكائي معاناة أرملة سورية شابة في ليلة باردة إذ حاولت الحصول على رغيف خبز لأبنائها الثلاثة لكن بدون جدوى، إذ تعرضت خلال الزحام أمام المخبزة لسرقة هاتفها بعد أن مزق النشال رداءها في موضع حساس يظهر بعض مفاتنها مما عمق من ألمها وأمعن في إحراجها باحثة عن ظلال تقيها شرور الضياء، لكنها ما لبثت أن أضحت فريسة تتلاعب بها ذئاب الليل، إذ بعد إغرائها وإغوائها مورست عليها سلوكيات شاذة وعند انبلاج الفجر تمكنت أخيرا من الهروب.*

الجمالية الفنية في النص*

العنوان جاء حاملا للتناقض الذي يحاول النص بسطه فالخبز هو شعار الحياة والحياة عادة هي السيطرة على الموقف والتحكم في المصير ودلالتها هي التوازن بين الأخذ والعطاء فأول كلمة في العنوان توحي بالإجابية لكن سرعان ما تتلاشى عندما تمسح المرارة هذا الأثر الإجابي وهي إشارة ظل النص مخلصا لها، حيث كل تلك الإيجابيات سرعان ما تذوب في محيط السلبية و هنا مربط فرس الواقعية في النص من حيث الظاهر. فالبطلة، كانت تريد خبزا فلم تتمكن منه بل فقدت هاتفها في إشارة بارعة إلى فقدان إمكانية التواصل مع المحيط، ولأنها تود أن تواري سوأتها هربت من الضياء إلى العتمة، من مكان مأهول إلى مكان مهجور، وهذا مكمن التناقض. فالقاصة أبدعت بحشر البطلة في مواقف مربكة. السيارة تعني الحركة و عودة الأمل بعد الوحشة والغربة والبرد، شطب الحاضر المؤلم وفتح الأفق على الجديد لكن لعنة السلبية تلاحق كل بارقة أمل تبدو في الأفق، مما جعل البطلة تستسلم لقدرها على أمل أن تحصل على شيء، فانصاعت بغير مقاومة، ليس لأن القاصة لا تستطيع جعل بطلتها تنتفض لكن فسحا للمجال، وذلك لإظهار ما تكابده النفوس الطيبة و إبرازا للتناقض الاجتماعي والاستغلال البشع الذي يمارسه البعض على الفئات الهشة.

اختارت القاصة الملهى وأراه اختيارا موفقا لأنه في ثقافتنا مكان خاص بطبقة بعينها ولكونه هروبا من جهة أخرى وقفزا على الأوجاع، وبشكل أدق هو حالة انهيار التعقل والاستسلام المطلق للغريزة. ولكون البطلة لم تستطع الإنسلاخ عن انسانيتها فقد أمضت في المكان لحظات بالغة القسوة فرغم أنها حصلت على ثوب يقيها شر ثوبها القديم فلم يستطع إيقاظ القيم الجمالية في نفسها بل أحست بالغبن ولم تتحمس لمستحضرات التجميل وحين كان الجمع منخرطا في دوامة اللهو ظلت تعيش انفصاما قاهرا فذهنها هناك مع أمها و أولادها و مع الجوع.

في الآخر وجدت جسدها مسرحا لجريمة الرغبات المنحرفة التي تنم عن فقدان الغريزة لنمطيتها عند هؤلاء الذئاب البشرية.*

في النهاية تخلصت من الكابوس بالهروب، لكن أين المفر؟

النهاية المفتوحة تجعل المتلقي راغبا في المشاركة لكن يبدو جليا انسداد الأفق أمام البطلة فربما تلك السيارات عجلت لها الخلاص.

هناك نقط مضيئة كثيرة في النص. كلمة البداية "قذف" وكلمة النهاية "الجنون" تلخصان النص فهناك قذف للبطلة من الدور "النظام" إلى الجنون و الضياع. القاصة بارعة في اللغة و تقوم بالتطويل بسهولة حين تريد وضع الحدث تحت المجهر. و تملك قدرة كبيرة على التكثيف حين تريد الاختزال وتسريع المشهد.

إن كان ظاهر النص مغريا فكيف بما وراء السطور، حين نستعير من يونغ اللاشعور الجمعي و نحاول استنطاق هذا النص وتملس أسباب ولادته. سنجد سوريا الاعتبارية، كثقافة ووجود حضاري، مجسدة بالبطلة *وأمها هي الأرض المعطاءة و أبناؤها هم الشعب السوري بمختلف مشاربه. حين تعرف ما أصاب هذا البلد الذي كان ذات يوم رمزا ومفخرة عند العرب تعرف مبرر هذا الانكسار الذي تحمله البطلة في وجدانها.

كل هؤلاء الأغراب الذين يجوعون هذا الوطن ويكسرون هيبته ويمزقون وحدته هم من يستحقون أن يسألوا أين عقولكم بل أين غريزتكم السوية، فالنص صرخة عميقة تقول أنا سوريا الأبية لا أستحق هذا المآل.

أخي الأستاذ ياسر
بعد السلام عليك ..
أنت تعرف جيداً أنني أثق برأيك ، وأنا شجعتك في مكان آخر لتقدم قراءة للقصة
بغية إلقاء الضوء على بعض الجوانب الحرجة فيها
ولا أخفيك .. بعض ما جاء في قراءتك مقنع والبعض الآخر ،، لم يقنعني إطلاقاً
أنت تقول ( إذ بعد إغرائها وإغوائها مورست عليها ....)
هذا الكلام لم يحدث البتة في القصة ، فهي لم يُمارس عليها أي ضغط ولا إغراء ولا إغواء ، بدليل أنها عادت خاوية الوفاض
أنت تقول ( إن كان ظاهر النص مغريا فكيف بما وراء السطور، حين نستعير من يونغ اللاشعور الجمعي )
ما هذا ( يونغ اللاشعور ) ؟! لم أفهم !!
وأخيراً تقول ( كل هؤلاء الأغراب الذين يجوعون هذا الوطن ويكسرون هيبته ويمزقون وحدته هم من يستحقون أن يسألوا أين عقولكم بل أين غريزتكم السوية، فالنص صرخة عميقة تقول أنا سوريا الأبية لا أستحق هذا المآل. )
هؤلاء الذين انتهكوا حرمة تلك المرأة ( وعلى حد رأيك الاعتبارية ) هم ليسوا غرباء ، فهم من أهل البلد ، وهذا تذكير وإشارة أخرى بإهانة جديدة . أن الذين أساءوا هم من أهل البلد ،
عزيزي الأستاذ ياسر ...
أراك هنا كمن يرش العسل على السم ليجعله مستساغاً .
ولا تنس ، أنه ليس كل القراء يقرؤون بالمستوى الذي قرأت فيه القصة ، فالنصوص الأدبية لا يكتبها صاحبها للنقاد الكبار الذين يقرؤون ما خلف السطور ،
أنا شخصياً قرأت على قدر مستواي المتواضع ,,, وهكذا رأيت ..
أخيراً أنا معك أن سوريا ستبقى الأبية ولا تستحق هذا المآل على الإطلاق ، وأضيف ، سوريا أيضاً لا تستحق أن يلعب بها بنوها ويقدمون أنموذجاً من النساء السوريات بهذا المستوى ..

ناريمان الشريف 01-19-2021 10:27 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عزاوي (المشاركة 280674)
عزيزتي أستاذة ناريمان :
أسعدني الفوز حقيقة ، ولكن حز في نفسي أمر واحد هو فهمك أنني أساءت للمرأة السورية وهذا أبكاني والله ، فلا أنا ولا غيري يمكن ان يتجرأ على ذلك .
النموذج الذي قدمته القصة هو نموذج إنساني عام لأي امرأة في بلد تتناهشه الحرب والانهيار الاقتصادي والاجتماعي . وهو ليس صورة نمطية عن المرأة السورية إطلاقاً .
الأخطاء التي وقعت بها في الكتابة سببها أن هاتفي قديم وأحرفه صغيرة؛ ولا تتمايز أمامي. وأنا مدرسة للغة العربية وأدعي شرف الدفاع عنها وحمل لوائها ولا يمكن أن أقع في أخطاء من هذا النوع .
الأمر الأخر الذي أود الإشارة إليه أن رؤيتك لتصرف الشخصية الفاعلة وركوبها مع غرباء هو منطق يفرضه كاتب القصة وليس منطق الشخصية ولايمكن فرض منطق الكاتب لئلا تفقد الشخصية مصداقيتها .
النقاط التي وردت أيضا أجوبتها في القصة ذاتها ..المرآة امام السرير مباشرة ولذلك تمكنت المرأة من رؤية نفسها عارية ومقيدة بقيد يسهل فكه لانه قيد صوري تفرضه طبيعة العملية التي تمت وهي تعبر عن شذوذ وسادية عند المغتصبين وهذه نقطة اود توضيحها أن الترف والفوضى بلغت باصحاب هذه الطبقة ان يتجاوزوا الطرق العادية للانتهاك الى طرق أخرى شاذة .
المرأة المستسلمة رمز لطبقة كبيرة لاتجد سوى الصمت والابتسام بوجه الموت القادم وقد تقصدت جعلها صامتة وان الابتسامة رمزها الوحيد للتعبير عن القهر .
أخيرا : قد لا يبدو من اللائق أن يرد الكاتب ويدافع عن نصه ولكن استميحك العذر في ذلك لأن اتهامي بتشويه صورة المرأة ااسورية آلمني جدا .
المرأة السورية وأنا وانت نماذج عنها ليست هي نحن فقط بل هي ايضا نماذج تداس وتنهش كل يوم وتحتاج لتسليط الضوء عليها .
أشكرك من قلبي لأنك قدمت لي مثالب النص ورؤية كثير من القراء قد تصله كما وصلتك وهذا سيدفعني حتما للتلعم وتدارك هذه المثالب.
بورك علمك وعملك وأتمنى لك التألق الدائم
اشكركم يا آل المنابر شكرا بالغا علياءه لأنكم أتحتم المجال لقلمي للظهور والتميز .


عزيزتي عبير
هذا النداء ليس للتسويق أو من باب المجاملة أنت كاتبة بارعة ,وأشهد لك بذلك
والكل هنا يعرف ناريمان ، أنا لا أجامل ولا أودَُ أن أظهر نفسي من خلال اعتراضي
فقد كنتُ على وشك أن أترك الردَّ هنا على أي تعقيب له علاقة بالقصة .
ولكن دموعك حرقتني وأجبرتني على التوضيح
فالله يشهد أنني لم أشأ بتعليقي إبكاءك أو تسبيب أي جرح لك ..
بدليل .. أنا أول من بارك لك .. وأول من نشر قصتك على صفحة منابر ( على الفيس بوك ) وأول من بارك لك هناك
وأعيد ( ألف مبارك على التفوق والفوز )

ولكن يا عزيزتي ..
تقولين ( النموذج الذي قدمته القصة هو نموذج إنساني عام لأي امرأة في بلد تتناهشه الحرب والانهيار الاقتصادي والاجتماعي . وهو ليس صورة نمطية عن المرأة السورية إطلاقاً .)
كان ذلك ممكن لو لم تشيري بشكل واضح أنها سورية وذكرتِ ( دمشق وقاسيون ) ولو لم أعتبرها سورية إذن سأعتبرها فلسطينية ، لأن بلادنا أيضاً أكلتها الحرب وضاعت وبيعت وجاع وهُجّر أهلُها ، وبقرت بطون نسائها ، واغتصبت بناتها على مرأى ومسمع آبائهن وإخوانهن ووووو
ولكن كان ذلك كله تحت ضغط التهديد بالسلاح
وتقولين ( المرأة المستسلمة رمز لطبقة كبيرة لاتجد سوى الصمت والابتسام بوجه الموت ) هذه مشكلة أخرى ..
ولو أن بطلة قصتك ، قاومت أو زاحمت أو اعترضت لكان ذلك مقبولاً ، فتحتَ الضغط والتعذيب يمكن أن يحصل أكثر من هذا ، لكنني لم ألمحْ في قصتك ما يشير أنها تتعذب ، والأصل لو أنها خُيّرتْ بين الموت والاعتداء عليها لاختارت الموت
وأيضاً كان الأجدى أن توضحي من خلال السرد حجم معاناتها وجوع أطفالها قبل الخروج من مأزق ذل طابور الحصول على الخبز ، إلى ذل الاعتداء ، لم تتذكر البطلة أطفالها إلى بعد أن وصلت إلى المكان التي احتجزت فيه وذلك لم يتجاوز سطر واحد

تذكري يا عبير ،،
أن الآلاف من القراء قرؤوا قصتك .. ومن المؤكد أن بعضهم كانت له ذات وجهة نظري ، فأنت تكتبين لكل الفئات لا لنقاد يفهمون ما خلف السطور ، تكتبين عن بلدك التي يسرّك في النهاية أن يقف الجميع إلى جانبك وجانبها ..
يجب أن تعرفي جيداً أنني لو قرأتُ هذه القصة في أي مكان سيكون لي نفس التعليق .. وليس لأنها الفائزة ..
ثم لماذا ، لم يعترضْ أحد على باقي القصص ؟! أليست فائزة هي الأخرى ..

هذه السطور الأخيرة ليست لك ، بل لكل من سوّلت له نفسه أن يظن مجرد ظن أن تعليق ( ناريمان ) كان من باب الحسد أو من باب الاعتراض من أجل الاعتراض ..
لأولئك الذين بصموا بالعشرة من غير أن يقرؤوا - ربما - لانتشالك من لسان ناريمان
أود أن أوضح أنني لم أتعرّض لشخصك ، فأنت أختي وابنتي وزميلتي في مهنة الكتابة
احترق دمي على المرأة السورية لأنها أختي في المعاناة وستبقى رفيقة جرح ..
أعتذر إن كنت جرحتك من غير قصد ..
أمك / ناريمان

نهـاد الـرجوب 01-20-2021 11:34 AM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
مبارك الفوز وأتمنى لك فوزا أكبر وأكبر وأكبر
ولكن غاليتي لي بعض الملاحظات
بداية لم ألحظ أي معاناة في القصة توحي بأن الخبز مر
ولم ألحظ كرامة وأنفة وعزة نفس للمرأة خلال كل سطور القصة.. كانت منقادة للاشيء
لم تظهري المعاناة ولا جوانب من الرفض ولا حتى مشاعر التقزز أو القهر
كل هذا يعطي انطباعا أن المرأة المذكورة في القصة هي "فتاة ليل" معتادة على هذا السحب للملهى الليل وكأن الأمر طبيعي، حتى أنها لم تقاوم الصعود ولا الانعطاف بالسير لوجهة غير وجهة بيتها
والمقزز أنها لم ترفض شيئا رغم أنها أم
وضعي تحت هذه الكلمة ألف سطر
((((أم)))
والأمهات أطهر المخلوقات ذوات عزة وكرامة وأصل نقي
فما بالك وأنت تتحدثين عن امرأة سورية ذات نسب شرقي أصيل..

عزيزتي
أنا لا أنتقد لمجرد النقد
أنا هزّني أن أقرأ شيئا يهين المرأة العربية بدعوى الأدب
لم ألحظ رسالة واضحة في هذه القصة التي زادت عن الألف كلمة.

كامرأة لم استسغ هذا الخنوع واللامبالاة والضعف والتناقض
كأم أول ما أفكر به هو الستر وحفظ ماء الوجه وقوت أطفالي وكيف سأعود إليهم بكامل عظمتي

كان بامكانك تصوير المشهد والحبال والأربطة بأقل كلمات وأكثر معاني ورقي

لم أتخيل أن أقرأ قصة فيها من ال... على صفحات منبر عظيم هو منتدى المنابر..
لا أتهجم عليك ولا على لجنة التحكيم
ولكن
هناك أسس منطقية في حبكة أي قصة لتكون بمركز أول

أم أن الموضوع ساخن وهو ما يطغى على لغة العصر حاليا.

دمتِ بخير
وأتمنى لقلمك الاستمرار بأعمال أكثر رفعة وأنفة

ياسر علي 01-20-2021 01:23 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
أهلا بالأستاذة ناريمان الشريف
أعدت قراءة النص مرة أخرى وعادة أكتفي بقراءة واحدة لعلني أجد مبررا لما يقال عنه فلم أجد، وقولي هذا صادق لا محاباة فيه. فالنص محبوك ومتقن ويستعرض معاناة البطلة من بدايته إلى نهايته، وينقل اشمئزازها ورفضها لما يحدث لها من البداية إلى النهاية.
تختلف قراءة النصوص من خلفياتنا وتأويلاتنا من العقل الناظم والمنظوم كما عند لالاند إن لم تعجبك قصة اللاشعور الجمعي عند يونغ رائد مدرسة التحليل النفسي. أعرف أن الكثيرين يميلون إلى استدامة المنحى الكلاسيكي للنقد كما خطه أريسطو وتبنته الثقافات الأخرى لأنه يتيح إمكانية رفض النصوص لمآخذ غير أدبية، عندما نتحدث عن الواقعية فالأمر مختلف لكونها تنقل الواقع كما هو كبناء تحتي لأجل إثارة الصدمة و إعادة النظر في تمثلاتنا له والسعي لتغييره وتحقيق التحرر.
دمت بخير

عبير عزاوي 01-20-2021 03:28 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
السلام عليكم ورحمة الله ..
تلقيت رسائل ترحيبكم أستاذ حمد وأستاذة ياسمين ..شكرا لكما

عبير عزاوي 01-20-2021 03:30 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
أشكر الأستاذة ناريمان والاستاذ ياسر علي والاستاذة منى حريزي لتفضلهم بقراءة النص

عبير عزاوي 01-20-2021 04:02 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
أستاذة ياسمين تواصلت معك برسالة خاصة لكن يبدو ان رسائلي لاتصلك
أجد صعوبة في التعامل مع المنتدى ربما لأني جديدة فيه ..
هل من طريقة اخرى للتواصل؟

ياسَمِين الْحُمود 01-20-2021 04:34 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عزاوي (المشاركة 280851)
أستاذة ياسمين تواصلت معك برسالة خاصة لكن يبدو ان رسائلي لاتصلك
أجد صعوبة في التعامل مع المنتدى ربما لأني جديدة فيه ..
هل من طريقة اخرى للتواصل؟

أرسلتِ لي رقم هاتفك أظن فيه خطأ
أرسلي رقم أختك المتواجدة في الكويت وسأتواصل معها

عبير عزاوي 01-23-2021 01:03 PM

رد: الفائز بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة2020
 
أشكركم من صميم قلبي آل منابر لرقيكم ومصداقيتكم وسعيكم لرفعة الأدب وفن القصة القصيرة
دمت بخير وإبداع وعطاء


الساعة الآن 07:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team