منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11522)

عبده فايز الزبيدي 07-09-2013 10:10 PM

مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي
أحبتي !
بحول الله سأبذل الجهد لتدوين سير أهل الأدب المعاصرين ممن عرفت أو ممن سمعت بهم و شاع ذكرهم
و اشتهروا بحرفة القلم شعرا أو نثرا ، شريطة أن أعرفَ تأريخ ميلاده ، أو وفاته كشرط للترجمة له .
فما تجده أيها القارئ الكريم هو ما أقره الأديب بنفسه عن نفسه، اللهم ما خلا تراجم من مضى إلي ربِّه
كحمزة شحاتة و طاهر زمخشري و زوربا الحجاز و غيرهم ممن طعمت بهم المشروع ؛لمحبتي لهم و للتعريف بهم لظني أنهم لم ينالوا التعريف الذي يليق ، و قد أشرت للمصادر التي أشارت لهم .
أما ألية البحث:
- هو الاتصال المباشر بالمترجم له و الأخذ عنه .
- التواصل معه و سؤاله عن ما يشكل علي كطلب بعض المعلومات الخاصة كتأريخ المولد و مكانه و الكنية و ما شابه.-
- التشاور معه حول النصوص التي يرغب في مشاركتها مع الجمهور.
- التأكد من رضاه عن سردي لسيرته .

بقي من المتابعين _ فضلا لا أمرا _ أن يتحفونا بأمرين:
أولهما: التواصل بكريم نقدهم و صادق نصحهم و جميل دعائهم على العام و الخاص من وسائل التواصل و شكرا!
ثانيهما:ترشيح من تعرف من أدباء و شعراء في نواحيكم شريطة أن تكون أعماله باللغة الفصحى و ذات قيمة أدبية أرضى عنها .


للتواصل:
الرسائل الخاصة على موقع منابر ثقافية
https://www.facebook.com/alzopedyabduhfaiz
والله ولي التوفيق!

عبده فايز الزبيدي 07-09-2013 10:12 PM

http://www.farajat.net/ar/wp-content...ifa-alawi1.jpg



شريفة العلوي :


التقيت بقلم الشاعرة شريفة العلوي في منتديات الأدباء و المبدعين العرب و تشرفت بالقرب منها في منتديات أروقة الأدب فحيث كانت علماً بارزاً و قلباً حانياً على الجميع إلي وفاتها في تأريخ 22 إبريل 2013 للميلاد الموافق لـ جمادى الآخرة 1434 للهجرة ، و قد طلبت مني الإشراف على قسم الشعر فاعتذرت إليها و لكني قبلت منها الإشراف على قسم النقد الدراسات الأدبية.
و ( هي شريفة بنت محمد بن عبد الرحمن بن عثمان العلوي، من مواليد منطقة (بدة ) القريبة من مدينة عصب في أرتريا، بدأت الشاعرة العفرية شريفة العلوي دراستها الابتدائية وبداية المرحلة المتوسطة في المدرسة العراقية بجيبوتي ومن ثم انتقلت إلى الجزيرة العربية وأتمت بقية المراحل الدراسية على فترات متفاوتة نظرا لظروفها العائلية ،وتحمل الشاعرة شريفة العلوي شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في لندن بتقدير جيد جدا بالإضافة إلى حصولها على الدبلوم الإداري الشامل الذي يشمل: مواد تجارية، حاسب آلي، لغة إنجليزية بتقدير ممتاز.بدأت الكتابة الأدبية حين سنحت لها فرصة لنشرها في المواقع والمنتديات الأدبية مما ساعد على غزارة إنتاجها الأدبي حيث تصل نصوصها إلى ثلاثمائة نص بين الشعر والنثر والخاطرة والمقالة كما تتنوع الأفكار التي تتناولها هذه النصوص بين الفكر والاجتماع ومناقشة قضايا المحيط عامة من خلال رؤية ونظرة ثاقبة تدلل على مدى وعي المرأة الجيبوتية وتمسكها بالهوية العربية الإسلامية.
لها ديوان (زخرف البلح) و ديوان ( إلا أنا)...) 1
قلت ُ:
رثاها جملة من الشعراء منهم:
الشاعر الأرتيري صالح طه (ظميان غدير ) في منتديات أروقة الأدب بقصيدة جميلة قدم لها بقوله: رثاء لنبية الشعر :

فقدتُكِ شمساً في القصائدِ تُشرقُ *** وعطْراً زكيّاً منهُ روحيَ تعبقُ

وهذي دموعي علّها تَغسلُ العنا *** على فقْدِ منْ كانتْ بها الروضُ يُورقُ

تركتِ بهذي الدار ِ أهلاً وصحْبة ً *** جميعهمُ من بعد فقدك ِ فُرّقوا

سأبكيكِ شعْرا من دموعِ قصائدي *** وأَمضي إلى بحر ِ الأسى فيهِ أغرقُ

شــريفةُ ولّتْ نجمة عفرية *** فلا نورُ في ليلاتنا يتألقُ

لقدْ سَكَنَتْ في اللحدِ سيدة الرؤى *** فقلبي من الفقْدِ العظيمِ ممزّقُ

بأي قصيدٍ سوف أرثي قصيدة ً *** سماوية ً فيها البديعُ يُحلّقُ

بها القمران ِ الرائعان تجاورا *** فأبصرْ سناءً شعّ حينَ تُحدّقُ

شريفةُ يغفو الشعر في عمقِ بحرها *** وتُخرجهُ درّاً إذا هيَ تنــطقُ

يضيء جبينُ الشعر من خطراتِها *** ومن ماسها الشعري كم يتأنقُ

هي الجدولُ الجاري يفيضُ روائعا *** لينهلَ منه الظامئون َ ويستقوا

لقد كانت الأشعار تخطب ودّها *** نبية شعر للمعاني تنسّقُ

مشينا بُعيد الفقد لم نلق شاطئا *** وليس لدينا حين نبحر زورقُ

فيا ربّ ألهمْ إخوةً وأحبّةً *** سلوّا وشعراً صار بالنأي يُخنقُ .


و رثاها الشاعر العراقي عبدالستار النعيمي في منتديات أروقة الأدب بقوله:
شريفة اعذريني لأني بخيلْ *** فدمعي شحيحٌ وصبري قليلْ

بكيتكِ حزناً وما سدّ حزني *** أفولاً لبدري بليلٍ طويلْ

فديتك قُومي علينا بشِعر *** رقيق المعاني ؛فما من بديلْ

بعينيك تغفو نجوم الليالي *** بوجهك همسُ النسيم العليلْ

حنانيك عودي فقد طال نحبي *** وشهقات حزني تصد العويلْ

الى أين تمضين هل من مكانٍ *** ألاقيك فيه وهل من دليلْ

انا من شربت الهوى من يديكِ *** بأحلى كلامٍ وحرفٍ جميلْ

الا ليت موتي يضمني اليكِ *** لأُسقى مدادك في السلسبيلْ

واُروى بنثرك في منتداهُ *** واغفو على حرف شعرٍاصيلْ

حنانيك عودي فما لي سواكِ *** قريب- أنيس- نديم – خليلْ

ولكن دهري ابى انشراحي *** فسد الرتاج القوي الصقيلْ

فلم استطعْ ثقب حيط المنايا ***فكان الفراق الحزين الثقيلْ

من أدبها:

1. قصيدة (الأشواق):
ما أروع التحليق في الأشواق
بحرٌ علا في موقع الإغراق

أقسمت شعرا كي أجوب سماءها
من دهشتي عبّرت عن إملاقي

وبفرحتي قلّمت أظفاري التي
سبقت صعودا للسماء براقي

برقت حوافر خيلكم في خاطري
يا ليت شعري لو يحد فراقي

ولكم تعبت لأستعيد مكانتي
بين الورى ومواكب الإشراق

يا ليت جفني لو يداني قربكم
فجواركم عتق من الإشفاق

منذ القراءة والحياة بدت هنا
بملامحٍٍ لمعت على الأحداق

فأنا السفينة في بحور متونكم
عكفت على إبحارها أشواقي

وأنا الربيع إلى فصولك قادمٌ
وطن الزهور على مدى السماق

والشعر يجري كالفرات مجددا
شطر الرحيل وفاض بالإغداق

صعبٌ فيسهل كلما يجتاحني
يرتادني زمنا يفوق نطاقي

وبنات أفكاري التي خرّت هنا
نسكا وتسبيحا على أوراقي

يا قلب إني كم أحب بيانه
وبلاغة تندي الجوى بوثاقي

لكن خوفي حين يبدي مانعا
يطوي الفيافي عابرا أعماقي

هذا شعوري ذاك سر كتابتي
هيهات يحملني إليه رفاقي

حتى النجوم إذا رأتني أُطْربَِتْ
حاكت شهابا يقتفي أعراقي

ومن الجمال مراتب بقريضكم
كقوافل عبرت على أشواقي

نسجت مفاتنها الخمائل في الضيا
فترنمت بحروفها أوراقي

مد الحصيرة في فضاء قصائدي
لا مستحيل يحد من أذواقي

وأعود أختم في مقالي منشدا
يا ليت شوقي يستسيغ سباقي .


2. قصيدة (حكاية خبز قديمة) :


وللخبز طعم


كطعم الحقيقة


وللخبز سحر


كمخلب عرافة لا تتوب


وللخبز شمس لنجم يغيب


وليل كأحداق هر لعوب


يغامر بالضوء حينا


وحينا يزج بأفواههم في الرماد


عصي على الاحتراق


ولكنه يحرق الآخرين


بلا أدنى وخز الضمير


وللخبز سر قصي بعيد


فلا يدري تنوره عن هواه


ولا يدري خبازه عن مداه


وتلك الجموع صباحا مساء


تساق ككبش فداء


لأقدارها المبهمات


إلى دربها المستفيض من الاحجيات


وتنساق قسراً

لحتف يسمى حكاية خبز قديم.


3.قصيدة (و أجهل كيف يتم العثور على الشاعرة):


أنا لست هنا

أو هناك


لأني معلقة كالغبار


على ياقة المعطف المهمل

أتدلى حنينا

كما انثيال الحريرعلى المخمل

وأبث الغيوم هبوب النسيم

لأني معلقة في سماء القصيد

وأين القصيدة أين ؟

لقد لفظتني

وقد أنكرتني

كما تركتني

في صحاري التساؤل والأمنيات

حيث لا ماء

و لا زاد زادٍ

سوى سرب خوف الحباري

وومضة نبض الصواري

أمد لها ساعدي

بل أصابع برق ابتسامي

ولكن هيهات

لا جدوى من ..

ارتداد الرياح

على حائط ..

لا يصد اختراق الصدى

البعيد عن العين والهمس

بعيد عن القلب واللمس

أفتش عن حلمي

بين القصيدة

و بين أزيز الرياح الحزينة

أنا التائهة

في لجوج البحار العميقة

شواطئ تلك المحيطات

غائبة عن مرام الحقيقة

ولكن ..كل الحقائق تنصاع للشك

والشك أول درب الطريقة

ويصلبني الوقت بالانتظار

وروحي تهيم إذا ما الزوابع

ترجف خلف الدقيقة

هنا.. حيث تنكرني الفلك

جفاني دجى كحل عيني

وذاب على هدب خوفي

أينك يا رأب صدعي ..الـشقيقة

ولكنني خفقة لا تموت

وان كان موتي لأجلٍ ..قريب , قريب

سأرمق وسط فراغٍ جريء

يحيط بكون من الأمنيات الرقيقة

أظل كما زفرة الموج

أرعش قلب السماء

معلقة في حنين القصيدة

أفتش عنها

بين ماض مضى

وحاضر يوم كضيف أتى

في زحام غد مبهم السحنات

لأنه يبحث عن موطئ للثبات

ولم تترك الجاذبية له

كفاءة سمع يواصل إنصاته

واختلال البصر

في عيون الأسر

فكيف تحد عيونك

أو تكبح الأغنيات ..!

أفتش عنها

إن عثرت عليها

لسوف أضيع أنا

وأجهل كيف يكون...

العثور على الشاعرة. ( 2)

و بالجملة فهي شاعرة أديبة متمكنة أفادتها ثقافتها في إبراز تفاصيل شخصيتها الفنية بدقة و متانة ، رحمها الله تعالى.

__________
1. هذه المعلومات أعدتها صفحة (حامد إدريس عواتي) بالفيس بوك .
2. النصوص الشعرية مصدرها منتديات ( أروقة الأدب) .

عبده فايز الزبيدي 07-09-2013 10:17 PM

http://www.alweeam.com.sa/wp-content/uploads/7762.jpg

مستورة الأحمدي:

تو فيت الشاعرة السعودية المشهورة مستورة الأحمدي (وَلَه ) عن عمر يناهز 37 عاماً في يوم الإثنين عصرا بتأريخ الثالث من أكتوبر لعام 2011 (1)، و قد شاركت في مسابقة (شاعر المليون ) على قناة أبو ظبي الإماراتية .
كتب عنها الأستاذ خشان بن محمد خشان في منتداه (العروض الرقمي ) ما ملخصه :
( ( وَلَه) هكذا عرفتها لبضع سنوات عبر عدة منتديات لعل أطولها لقاء بيننا كان منتدى الشعر المعاصر.
أذكر أني قلت في أحد تعليقاتي عليها إنها من طراز فريد في سموق شعرها يذكرني بأبي تمام. وكانت مبدعة في الشعر الفصيح وفي الشعر النبطي ، ثم عرفت أنها مستورة الأحمدي عندما شاركت في شاعر المليون.ترحمها الله رحمة واسعة .

و سأعرض ما وجدته لدي من قصائدها وبعض ما أتوصل إليه من آثارها :


1. بيت من الرمل

وحدي أسامر شاطئي المهجورا**ابني على موج الظروف جسورا

الدرب زلقٌ كيف تثبت خطوتي **والبحر يُعرف بالوفاء كفورا

استأصلت عنقي العواطف ويحها **إذ كنت أنظر للوراء كثيرا

أحبو على قدمٍ تغالب جرحها**وأجر أخرى ترفض التجبيرا

في راحتي قلمٌ بقايا حبره **نزف يخط على الرمال سطورا

وعلى جبينٍ قد تبخر حلمه **قطرات ملح ترفض التقطيرا

سارت على درب التجاعيد التي**خفرت لأيام الشباب قبورا

قررت أن أبني برملك شاطئي**سكنا يقيني أعينا وهجيرا

وأنام أحلم أن يُخلد مسكني**لأعيش,إذ هجرت خطاي قصورا

فخلعت أطرافي لأدخل مسكني**فالبيت يبدو ضيقا وصغيرا

وزحفت واستلقيت بين رماله **والسقف يلزم أنفي التكويرا

ويصد جفني الذين استسلما**للنوم واتخذا الدموع سريرا

كم كنت أحلم أن أكون فقيرة**ملكت بسلطان الوداد أميرا

أو شاعرا تُهدي إليه شعورها**شعرا ويمضي عمره تشطيرا

أو مالكا للمال يهمل ماله **ويرى الثراء عواطفا وشعورا

أو فارسا , حرا يُهاب ويتقى **طرق الفؤاد لكي يكون أسيرا

ضحكات موج البحر تهزأ بالمنى**والرمل ليس على الصعاب جسورا

سأشق لي بين الحوائط مخدعا **سيكون قبري أن هوت محفورا



2. ((العودة بدونه))
---------------

متباعدان وإن دنت أجسادنا
متنافران كسائر الأضداد

تتثاءب الكلمات عند لقائنا
وينام نبضٌ بعد طول سهاد

ألم المخاض يفت في أرواحنا
ويموت طفل الشوق في الميلاد

نسعى لنسعد باللقاء وعنده
نحيا شعور مآتم الأعياد

كم ذا ألقن ناظري ماذا يرى
فيضيع في كهف الظنون مرادي

فيردني خوفي وتأبى عزتي
وأمد كفي بعد كف عنادي

وأحرر الكلمات قبل ضفائري
فيئن إحساسي من الأصفاد

وأحضر الثوب الذي عُزفت له
أولى حروف مُلقََّّن الإنشاد

وأعد بعض العطر علَّ محدثي
يصغي له إن فر منه جوادي

لكنه قد كان يبني قلعةً
متحصنا باليأس والإجهاد

سيان إن بعد المزار وقربنا
فالبين بين فؤاده وفؤادي .


3. عكاز قلبي

عكاز قلبي أيها القلم****الزم فؤادي إنه هرِمُ

لا تسرع الخطوات تجهده****ارفق بمن قعدت به الهممُ

اقصد, ولا تسكن فتُسكنه****إن جف حبرك جف منه دمُ

رفقا بمكلومٍ ينازعه ***** أنفاسه الإعياء والسأمُ

شقت خطاه خنادقا وعلى **** كتفيه شِيد بتربها هرَمُ

قد كان في وهج الصبا علما **** واليوم في وهن القوى علمُ

كم حطّم الأسوار وانطلقت **** أمواجه بالصخر ترتطمُ

ما غير الصوان رقتها ****بل إنها في صلده تشمُ

تسقي الرمال وكم تطهرها **** بالملح حين تدوسها قدمُ

وتظل رغم الصد صامدةً **** لا ينثني من نبلها عزم

تبدي الصفاء وما تبدِّله **** لو غار في أعماقها سقم

الشعر كان جزيرة رحلت **** أطيارها مذ ثارت الحمم

كم أبحرت فيه الشجون وكم **** عادت ودمع العين يبتسم

كان القرين لصبوتي فمتى **** بصرت به سالت به قمم

فعلى جناح الحلم هدهدها **** لينام فيها الوعي والألم

كان السحاب فراشها ومضى **** فهوت بصلد الأرض تصطدم


سقوط التمثال

سقطـت عليـه مـع الضيـاء ظلالـي*** والصـمـت يـدفـع جـاهـدا إقـبـالـي
مـا بالـه هـجـر الجمـيـع لنفـسـه؟ *** ومـن الـذي غيـري بــه سيبـالـي؟
كتـف اليديـن ومـال عـنـي معـرضـاً *** فـــي قـســوةٍ وصـلابــةٍ وتـعـالــي
مسترخيا في ركن بهـو مشاعـري *** متـأهـبـا لـلـنـوم مـثــل ســؤالــي
طــال السـبـات وحدثتـنـي خفـقـةٌ *** مــن بـعـد أعـــوام وبـضــع لـيـالـي
أن تصـهـل الأنـثـى وتـعــدو نـحــوه *** لأثـيـر هــذا النـقـع عـــن تمـثـالـي
فـأخـذت أنـفـث والغـبـار يحيطـنـي *** حتـى انتهـيـت إلــى مـكـانٍ خــال
فتعـثـرت كــل الـحـروف بمنطـقـي *** وتزاحـمـت فـــي غـصــةٍ وسـعــالِ
وتبـدلـت أحـنـى المشـاعـر ثـــورةً *** قـد حــررت نفـسـي مــن الأغــلالِ
وإذا الحمـامـة فــي فــؤادي قـطـةٌ *** قـتـلـت بنـيـهـا خـشـيـة الأهـــوالِ
قُرعت طبول الحرب بيـن جوارحـي *** وإلـى المخابـئ أسرعـت أقـوالـي
ما ضـر لـو مـادت بنفسـي أرضهـا؟ *** وتـصـدعـت تـحـتـي مـــن الـزلــزالِ
فإذا سقطت فسوف أسكن جوفها *** لأكــــون بــــذرة صــحــوةٍ ونــضــالِ
وسـيـذكـر الأدنـــون مــــا أبـلـيـتـه *** كــم مـيـتٍ قــد عـــاش بـالأعـمـال
وإذا صمـدت فسـوف أرفــع رايـتـي *** ولسوف أُروي الأرض مـن شلالـي
وأزيـــل بـالـمـاء الـطـهـور مـعـالـمـا *** لـلـحـسـن بــالألــوان والأشــكــالِ
هي كالقناع وحسب روحٍ أُهملـت *** أن تـرتـدي قـبـحـا بـاســم جـمــالِ
سأسير خلف العطـر عبـر نوافـذي *** وأحيك من شمس الضحى آمالـي
تقصي أكف الضوء جسم ستائـري *** لـتـضــم قـلـبــا بـــــارد الأوصـــــالِ
يـأتــي الـهــواء لـــه نـقـيــا دافــئــا ***يسـري لـروحـي عـابـرا أسمـالـي
فإذا العواطف خلـف ظهـر تحفظـي *** قد صارحت بالشوق طيف خيالـي
لأحـــل كـــل قـصـيــدة مـجـدولــةٍ *** فتسـيـر فــوق سـطـورهـا بـــدلالِ
فـي طرفهـا حــورٌ وفــي أعطافـهـا *** سـحـرٌ مـــن الأسـمــاء والأفـعــالِ
ضربت بشطريهـا السطـور وفيهمـا ***وشـي وشــت بــه رنــة الخلـخـالِ .....) (2)
________________
1. جريدة المدينة السعودية بنأريخ 4 - 10 - 2011 م
2. المصدر: منتدى العروض الرقمي.

عبده فايز الزبيدي 07-09-2013 11:27 PM



محمد برهام:

ترجمت له موسوعة البابطين كما يلي:
(هو الشاعر المصري محمد المرسي برهام ، ولد في عام 1909 للميلاد في قرية ديسط التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية و بعد أن حفظ القرآن وأنهى دراسته الابتدائية الدينية التحق بتجهيزية دار العلوم فحصل على الثانوية العامة, ثم التحق بمدرسة دارالعلوم (كلية دار العلوم الآن), وحصل على الدبلوم في عام 1936 للميلاد ، تقلب في وظائف وزارة التربية من تدريس وتفتيش وإدارة حتى أحيل إلى التقاعد في وظيفة مدير بالتربية ، قلب في وظائف وزارة التربية من تدريس وتفتيش وإدارة حتى أحيل إلى التقاعد في وظيفة مدير بالتربية والتعليم بالإسكندرية،توفي في عام 1994 للميلاد له ديوانان هما: ( الشموع ) صدر عام 1971 ، و ( القيثار ) صدر عام 1989 م.) أ.هـ
وقد وقع ديوانه الأول (الشموع) الصادر عن دار المعارف في طبعته الثانية 1977 م في يدي في عام 2013 م و قدم له الأديب عزيز أباظة مقدمة راقية أورد طرفاً مما قاله لاشتمالها على بعض قضايا الشعر المثارة في تلك الحقبة بما يلي :( ...تخرج صاحب الشموع في دار العلوم ، معقل الفصحى، و منهل الشعر و الأدب الصحيح سنة 1936 م ، فكان مما تعلمه فيها صقالا ما وهبته و جلاء لملكته الشعرية فاستملك القول المبين: ملكةً وهوباً ، و علماً كاملاً . و استجمع في حافظته الواعية أحسن ما قال العرب من شعر و نثر ، على مدار العصور المختلفة ...ثم تقلب في وظائف التربية و التعليم ، و بضصَّرَ تلاميذه بمذاهب الأدب الصحيح و الفن الرفيع ، و أفاء على بنيه في العلم من ذوقه البصير ....
لقد كنت أرى أن الأدب العربي لا ينهض بتدريسه على نحو نافع إلا أديب متمكن ذوَّاقة ... و لئن كان ديوان الشاعر الصادق سجل حياته، فإن ديوان الشموع مصدق لهذه القاعدة الفنية القديمة . فإنك تستطيع – في شيء كثير من اليسرو السهولة – أن تعرف الشاعر معرفة وثيقة من خلال ديوانه .... إن الديوان نمط جيد من الشعر ، و هو يجئ في أوانه ، فيطلع نجماً جديداً في سماء الشعر العربي الصحيح بعد أن غامت ، بما أطلقه فيها أولئك الذين يتجافون عن موسيقى الشعر، .... إن الذين ينادون بالتخلص من الوزن و القافية ، أحدهما أو كليهما ، إنما يعبرون عن عجزهم ، قبل أن تكون دعوتهم هذه تطوراً أو تطويراً ... المعادي 2 من مارس 1971) أ.هـ
من شعره:
قصيدة (الأماني الحائرة) عن اللغة العبرية:
لله كم من أمانٍ بتُّ أرقبها *** و لا يحققها دهري و أيامي
تراكمت فهي أكوام مكدسةٌ *** ليستْ تعد بأقلامٍ و أرقامِ
أحدث النفس َ عنها كلَّ آونةٍ *** و ما أدثها في غير أوهامِ
لهفي عليها و قد راحت تقاذفها *** يد المقادير من عامٍ إلي عامِ
ما إن نظرت إليها و هي حائرة *** إلا انثنيت بقلب صارخٍ دامِ
ألا تحقق لي الأيام أمنية ؟ *** حتى أودع أشجاني و آلامي
لكم أجمعها حولي و أندبها *** بكل أنشودة حرى و أنغام
مآرب كضياء الفجر باسمة *** حفت بعاثر جدٍّ غير بسَّامِ
يا حُسنها من أمانٍ لو يحققها *** دهري ، و ما رجعت أضغاث أحلام

قصيدة (شعلة ):
ألقيتني في الحبِّ ثم تركتني *** أذوي و تذبل في الهوى أوراقي
قد كان ظني أن تكوني جنتي *** لا أن تكوني شعلة الإحراق

قصيدة (مطال):
وفيها يعاتب الشاعر الشهير محمود غنيم و كان صديقاً له أورد منها:
يا غنيمُ وعدت بالديوانِ *** و على الوعد قد مضى شهران
لا تقل لي نسيتَ هلْ أنا أنسى؟ *** أنا و العذر كفتا ميزان
يسعُ الجُهدُ سِعرَهُ ، غيرَ أني *** رُمتُ إهداءه لترفعَ شاني

عبده فايز الزبيدي 07-11-2013 02:23 AM


محمد الحسن منجد

ترجم له صديقي الشاعر عبدالسلام بن بركات زريق الحموي الشامي في الملتقى الثقافي العربي، في 24- 3- 2011م ،بقوله:
(
- الشاعر محمد الحسن منجد من مواليد حماة 27-12-1935
- خريج دار المعلمين بحمص 1968
- عضو إتحاد الكتاب العرب 1975
- من أساتذته الشيخ المرحوم محمد الحامد والأستاذ الباحث
عبد الرزاق الأصفر وهما من علماء حماة الكبار
- قرأ العروض على يد الشاعر المرحوم محمد عالي الحمراء
المعروف ب (علي دُمَّر)
- معروف في الصحافة الأدبية ب ( الشاعر البركاني )
لجهارة صوته وطبيعة شعره القوي الجزل
- آثاره المطبوعة ....
- صراخ الجحيم 1975 ..... (29) قصيدة
- نداء الرميم 1998 ........ ( 23) قصيدة
- رماد الهشيم 1999 ....... (37) قصيدة
- جراح الصميم 2001 ..... (53) قصيدة
- سهر الشوق 2009 ....... (53) قصيدة
- عنده الكثير من القصائد التي لم تطبع بعد
- لبدايته مع الشعر قصة طريفة أحب أن أسردها هنا ..عام 1948 كان طالباً في المرحلة الإبتدائية
أستاذه في اللغة العربية وأثناء نكبة فلسطين ،طلب موضوعاً إنشائياً عن وعد بلفور المشؤوم ،فكتب الطالب الذي كان يحفظ أكثر القرآن الكريم:

أرض العروبـة يستبيـح ذمـارهـاقـــومٌ تَـخَـطـوا حـرمــةَ الأديـــانِ
جـاؤوا إلـى الأقصـى ذئابـاً كلـهـملا يـعـرفـون كــرامــة الإنــســان
جعلـوا النـذالـة والجهـالـة مهـنـةًبالـقـتـل والتـشـريـد والعـصـيـان
وتـجـاهـلـوا أن الـعـروبــة أمــــةٌأودتْ بعـرش الفـرس والرومـان
شدَّتْ ركاب المجد بل سارتْ بهـاوتسـلَّـحـتْ بـالـحـقِّ والإحــســان
ومشتْ إلى مهد الرسول وأرضهلتـعـيـد فـيــه شـعـائــر الإيــمــانِ
..............................
..............................
..............................
سُحقاً بنـي صهيـون إنَّ لنـا هنـابـيـتــاً أقــيــمَ بــعــزة الـرحــمــن



(هذا ما يحفظه الشاعر منها )
صباح اليوم التالي ....
الأستاذ .. من محمد الحسن منجد ؟
الطالب .. بخوف أنا
الأستاذ .. من كتبَ هذا ؟؟
الطالب .. والله أنا
الأستاذ .. أنت كاذب .. أتستطيع أن تضيف
إلى موضوعك شيئاً ؟؟
الطالب .. نعم
كان الموضوع قصيدةً من 7-8 أبيات أضاف له الشاعر، بعدد أبياتها تقريباً لتكتمل القصيدة إلى خمسة عشر بيتاً ، وهو في المدرسة ... كانت قصيدةً متكاملةً عروضاً، ولغةً ومعنى واجتمع الأساتذة ليهنئوا أنفسهم بولادة شاعرهم الصغير .
والشاعر من طبقة الكبار تربطني به علاقة رائعة .. يتنفس شعراً ..أرى أن شاعريته ترقى إلى شاعرية
عمالقة شعراء سوريا في القرن العشرين (عمر أبو ريشة -نزار قباني - بدوي الجبل ) عاش حياةً بائسة وما يزال ولم يرتقِ إلى درجة معاصريه المذكورين لسببين ..
1 - حالة العوز التي يعيشها والتي جعلته لا يغادر مجتمع حماة الضيق شأنه شأن معاصريه .
2 - إحباطه الذي رافقه من أول أيام عمره فجعله يزهد بكل شيء حتى بعشقه الأبدي (الشعر) حتى أنه لم يطبع نتاجه إلا في السنوات الأخيرة.
و مما أورد له من شعر ما أختاره هُنا:

فمن قصيدة (تشرينُ نصرٌ أحمر)

مشـتِ العصـورُ علـى هُــداكَ تبخـتـرُ*** فـــالأرضُ ريَّـــا والـفـضــاءُ مـعـطَّــرُ
والـنـصــرُ مـعـقــودٌ تــــرِفُّ بــنــودُه*** نـشـوى يداعبُـهـا الـضـيـاءُ فتـسـكـرُ
وبـنــو الـشــآمِ مــواكــبٌ مـوصـولــةٌ***تـهــزا بـوقــعِ الـحـادثــاتِ وتـسـخــرُ
خلـعـوا عـلـى الأيــامِ أثـــوابَ الـسـنـا***وتـصــدَّروا الـتـاريـخَ فــهــوَ مــنــوّرُ
وبَنَـوا صـروحَ المجـدِ مــن أكبـادهـ***مفـبــكــلِّ سـامــقــةٍ دمـــــاءٌ تَــقــطِــرُ
وسنا الجـراحِ يضـيءُ دربَ نضالِه***موالـلـيـلُ عــنــد حــدودِهــم يتـقـهـقـرُ
زرعـوا حقـولَ الـغـارِ فــوقَ ربوعِـنـا*** أَلـقـاً يـشــعُّ عـلــى الـزَّمــانِ فيُـبـهـرُ
وقضـوا علـى وهـجِ النـضـالِ قـوافـلاً *** " تشريـنُ " يـذكـرُ عهـدَهـا ويُـذكِّـرُ
يـا "شـام" حسـبُ الخالديـن دماؤهمْ *** يمـضـي بـهـا سـفـرُ الجِّـهـادِ ويَمـهـرُ .

قصيدة (يأس)
غـداً إذا مــتُّ مــات الـحـزنُ والألــمُ *** فـــلا شـعــورٌ ولا حِـــسٌّ ولا نــــدمُ
حسبي أغادرُ دنيـا النـاسِ مرتضيـاً *** دارَ الـبـقـاءِ فــأهــلاً أيــهــا الــعــدمُ
أمـضــي لـعـالـمِ أرواحٍ تـهـيـمُ بــــه *** روحي .. وتنعـدمُ الأعـرافُ والنُّظُـمُ
فـــلا خـصــامٌ ولا كــــرهٌ ولا مِــقَــةٌ *** ولا رِيـــــاءٌ ولا بــخـــلٌ ولا كــــــرمُ
ولا شـقــاءٌ ولا خـــوفٌ ولا دعــــةٌ *** ولا قـصــورٌ ولا يــــأسٌ ولا هِــمَــمُ
ولا جــمـــالٌ ولا قــبـــحٌ ولا غَــيَـــدٌ *** ولا صــبــيٌّ ولا كــهـــلٌ ولا هـــــرمُ
ولا نـجــومٌ ولا شــمــسٌ ولا قــمــرٌ **** ولا ســمـــاءٌ ولا أرضٌ ولا نَــسَـــمُ
* ** *
لِـــمَ الـحـيـاةُ وعـيـشـي كـلُّــه كَـــدَرٌ *** وفي ضلوعيَ نارُ الصمـتِ تضطـرمُ
والفـقـرُ يـأكـلُ أعـصـابـي يُمـزِّقـنـي *** والسهـدُ يفعـلُ بـي مـا يفعـلُ السقـمُ
ولـي حبيـبٌ يــؤوسٌ مــن مبادلـتـي *** حُـبَّــاً بـحــبٍّ .. ولا حِـــلٌّ ولا حَـــرَمُ
وكـلُّ مـا بيننـا فــي الـحـبِّ مختـلـفٌ *** الخـوفُ يرصدنـا .. والشـك والتُّهـمُ
مـات الـرجـاءُ ولــم أبـلـغْ بــه أمــلاً *** يا حسرةَ القلبِ بعدي سـوفَ ينعـدمُ
يا حسرةَ الشعرِ بعدي كيف يقرضُهُ **** متـيَّـمٌ فــي دجــى العيـنـيـن مكـتـتـمُ
إذا أشـــارتْ لـــه جـنَّــتْ عـواطـفـه *** وأمطـرتـه القـوافـي الـبـكـر تنـتـظـمُ
فينتـشـي الـكـونُ مــن آيـاتِـه طـربـاً *** ويسـكـر اللـحـنُ والأوتـــارُ والـنَّـغـمُ
* ** *
فـإن قضيـتُ فزورونـي علـى جَــدَثٍ *** وابكوا عليَّ ليرضـى المجـدُ والكـرمُ
أنـا الـذي فـي حياتـي كنـتُ أمنحُـكـم *** طيبَ الوفاءِ .. وحولي النـارُ تحتـدمُ
معـلَّـقٌ بخـيـوطِ الـوهــمِ .. مُحـتـكِـمٌ *** إلى الزمانِ .. وبئسَ الحُكمُ والحَكَـمُ
أقتـاتُ مـن صَلَـفِ الأيـامِ فـي حَــذَرٍ *** وأشـربُ اليـأسَ .. والأوهـامَ ألتـهـمُ
وفـي جحيـمِ شعـوري يكـتـوي أمــلٌ *** يُدمي فؤادي .. وخوفَ اللومِ أبتسمُ
وجُـلُّ مـن هــو حـولـي حـاقـدٌ وقــحٌ *** تَـزْوَرُّ عـن نفسـه الأخـلاقُ والقِـيَـمُ
مُعَطَّلُ الحـسِّ .. مغـرورٌ يعيـشُ بـه *** وحـشٌ تصـول بـه الأحـقـادُ والنِّـقَـمُ
وبيـن جَنْبَـيَّ يحـيـا الخـيـرُ مزدهـيـاً ***وفي ضميريَ ينمـو اليـأسُ والسـأمُ
وآفـةُ العـيـشِ أنــي شـاعـرٌ كـرهـتْ ***نفسي الحياةَ .. وغيري جائـعٌ نَهِـمُ

عبده فايز الزبيدي 07-11-2013 02:27 AM

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...Jpq-lobsCHYJEw


الدكتور عبدالله الصالح العثيمين

شاعر سعودي معاصر ،ترجم له الأستاذ الدكتور / ابراهيم خليل العلاف بقوله :
( ... ولد الدكتور العثيمين في عنيزة بالقصيم بالمملكة العربية السعودية سنة 1355هـ ((1936م) .. وتعلم مباديء القراءة والكتابة ، ثم التحق بالتعليم الحكومي (الرسمي) سنة 1370هـ (1950م) ونال شهادة ( المعهد العلمي السعودي ) في مكة سنة 1379هـ (1959م) .. تخرج في قسم التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1383هـ (1963) . سافر الى المملكة المتحدة ونال شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبرة / اسكتلندا سنة 1972م وكانت أطروحته لتلك الشهادة عن ((الشيخ محمد عبد الوهاب ، حياته وفكره )) . وقد طبعت كما سبق ان قدمنا . وبعد نيله للدكتوراه عين عضوا في هيئة التدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب ـ جامعة الملك سعود وترقى الى مرتبة أستاذ سنة 1982 . وكان عضوا في مجلس كلية الآداب لثلاث سنوات وعضوا في المجلس العلمي جامعة الملك سعود ممثلا لكلية الآداب اربع سنوات ، كما كان عضوا في اللجنة الاستشارية في وزارة المعارف للتطوير التربوي ، وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق ، وعضو هيئة تحرير مجلة الدارة ، التي تصدرها دارة الملك عبد العزيز في الرياض ، وعضو هيئة تحرير حوليات كلية الآداب التي تصدرها جامعة الكويت سنتين ، ومنذ سنة 1987 وهو الأمين العام لجائزة الملك فيصل ( العالمية) وابتداء من سنة 1999 أصبح عضوا في مجلس الشورى (البرلمان السعودي) ،وقد شارك في عدة مؤتمرات وندوات محلية وإقليمية وعالمية ، كما القى محاضرات عامة وشارك في أمسيات شعرية داخل السعودية وخارجها ...الدكتور العثيمين ، هو شقيق مفتي السعودية الأسبق الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، ومع هذا فان الدكتور عبد الله من خلال معرفتي به كان ذو توجه يساري تقدمي ، وفيما يتصل برؤيته التاريخية ، فانه يؤكد في كتبه ودراساته ومحاضراته على ضرورة الالتزام الصارم بالمنهجية العلمية التاريخية والى شيء من هذا القبيل يشير فيقول :
ان حياد الباحث امر تعتمد عليه جودة البحث بدرجة كبيرة ، وقربه من الموضوع الذي يريد دراسته ، يخوله معرفة كثير من أسرار ما يريد بحثه ، من ناحية اخرى ، قد يؤثر في موقفه ، بقصد او بدون قصد بطريقة تختلف قوة وضعفا من كاتب الى آخر ... ) أ.هـ
و من شعره التي وردت في ديوانه الذي اطلعت عليه عام 2011 ميلادي ، ما أختار منه:
من قصيدة بعنوان (عودة الغائب) :
و كان كتبها بعد عودته من دراسته في اسكتلندا إلي بلدته عنيزة سنة 1972 م:
طربت ماذا على المشتاق إن طربا *** لما دنت لحظاتٌ نحوهنَّ صبا
أرستْ على مدرج الأمجاد طائرتي *** و موعدي مع أحلامي قد اقتربا
حيث التي أسرتْ قلبي تعانقني *** و تمسحُ الهمَّ عن عينيَّ و التعبا
كم قد مكثتُ بعيدا عن مفاتنها *** أغالبُ السُّهد في اسكتلندَ مغتربا
و كم بعثتُ أناشيدي لأخبرها *** أني على العهد طال الوقتُ أم قَرُبا.


ومن معجم البابطين:
من قصيدة: الأســاطــيـــر حينما كنت صبيا
كنت أصغي للأساطير فأطرب
لم أكن وحدي الذي يصغي فيطرب
كل طفل في بلادي كان مثلي
يسمع الجدة تجترَّ أساطير عجيبة فيصدِّق
كل شيء كانت الجدة تحكيه يصدقْ
الخفافيش التي صارت أسودا
والثعابين التي صارت حمائم
لم تكن تستهدف التضليل بالقول المنمَّق
لم يكن يصدر ما جاءت به عن سوء نية


وتجاوزْتُ سنين العمر من طور لآخر, غير أني
رغم أن الشيب قد بات وشيكا
لم أزل أسمع أحيانا أساطير عجيبة
وحكايات تُردد
لأصدقْ
منذ ما يربو على عشرين عاما
وأنا أصغي لأخبارٍ تُردد
وحكايات غريبة
وادعاء يجعل الباطل حقا ويحيل الظلم عدلا

حدَّثوني
منذ ما يربو على عشرين عاما
أن إسرائيل باطل
فتقدمت إلى الميدان عن حقي أقاتل
غير أني كل مرة
أترك الساحة من غير انتصار .


من قصيدة: شجون وراء الحدود
أمسَى فَأَمّ مرقدهْ
مبتهجاً ما أسعدهْ
يعبّ أقداح الكرى
لذيدة مبرده
لم يكتو بما اكتوت
به عيون مسهده
أو يدرِ ما في يومه
فكيف يستجلى غده ؟
ونعمة الجهل بما
يجري ربيع الأفئده
تطير في أفيائها
راقصة مغرّده
بعيدة عما يدو
ر من رؤى منكِّده
وعن مآسي أمة
أوطانها مستعبده
تموج في ساحاتها
جنودها المجنده
لكنها لا تقتني
إلا سيوفاً مغمده
تجريدها عَزَّ على
أكفّها المقيده
متى انتضى مكبل
بقيده مهنده ؟
والحرف, دنيا الحرف لطـ _
ـفاً (خَلّها ملبّده)
الخوض في شؤونها
مشكلة معقده
ترى وجوهَ بؤسها
بعينك المجرده
رموزها مستغرب
أفكاره مستورده
يعرضها كما أتت
قوالباً مجمَّده
مصونة عما ينا
ل سحرها ممجده
إلى صدور قومه
سهامها مسدده
وكاتب أبوابه
عن الجديد موصده
أحب من تراثه
أبيضه وأسوده
حتى غدا هيمان في
سجونه المؤبده
يجترُّ ما يجترّ من
أقواله المردده
كأنها أدعية
مأثورة وأورده
وشاعر سلاحه
قريحة متّقده
متى أراد حلّقت
بديعة مزغردة
فصاغها أنشودة
يطرب فيها سيده
يمدحه لكنه
يمدح شيكاً (زنَّده)
وهل يهم تاجراً
إلا نموّ الأرصده؟


عبده فايز الزبيدي 07-12-2013 02:19 AM

http://www.alwatan.com.sa/Images/new...36R_2905-1.jpg
طاهر زمخشري

هو الشاعر و الكاتب طاهر بن عبدالرحمن زمخشري و يعرف بِـ (بابا طاهر ) ، ولد بمكة في المملكة العربية السعودية 1332هـ ـ 1906م، أنهى الدراسة من مدرسة الفلاح، عمل في مختلف أنشطة الدولة والدوائر الحكومية، بدأ بشؤون الصحافة والطباعة من مصحح إلى مراقب عام، وأشرف على جريدة " أم القرى "، ثم عمل في شؤون الجمارك في وزارة المالية فتقلد سكرتير الديوان وساهم في تنظيم اللوائح والأنظمة الأساسية، ثم شارك في تأسيس الإذاعة السعودية وكان من أوائل الذين عملوا فيها، أحب الطفولة والأطفال, وله مآثر مشهورة في ذلك, يقول: "الأطفال عشقي الأول والنهائي والأخير.. أنا عاشق البراءة وأحلام الطفولة وأمانيها, فالطفولة هي الوطن والحياة..)، فقدم مختلف البرامج الإذاعية والتمثيليات وبرامج الأطفال وكل ما يتعلق بالإنتاج الإذاعي حتى أصبح مراقباً عاماً لها، ثم انشأ أول مجلة سعودية خاصة بالأطفال وكان اسمها "الروضة"، وصدر العدد الأول من هذه المجلة يوم الخميس 14 ربيع الأول 1379 هـ، الموافق 17 سبتمبر 1959م وكانت تطبع في دار الأصفهاني وشركاه للطباعة في جدة، وهي أول مجلة سعودية ثقافية مصورة للأطفال وصدر عددها الأول تحت شعار " مجلة الطفل العربي السعودي " مقدمة نفسها أنها " مجلة ثقافية مصورة .. تصدر تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز وزير المعارف " .
صدرت " الروضة " بغلاف ملون عليه رسومات جذابة للأطفال في 16 صفحة مقاسها 22× 30 سم وثمنها نصف ريال سعودي والاشتراك السنوي فيها قيمته 25 ريالا داخل المملكة ، وقد ضمت المجلة في أعدادها حكايات وألعاب ومعلومات ورسومات تخاطب الطفل وتداعب اهتماماته .
وكانت نصف صفحات " الروضة " ملونة كما ضمت إعلانات تجارية ، وكان كل عدد يضم قصة مصورة بالألوان، وفي كل عدد جزءان من قصتين سرديتين مسلسلتين، كما ضمت صفحاتها الأخرى موضوعات ثقافية مختلفة تناسب عمر الأطفال .

لم تستمر طويلا، و توقفت بعد 27 عدد بتاريخ 1383هـ، كما شارك في إنشاء وتحرير معظم المجلات والجرائد في بلده.
نظم الشعر العمودي والحر ولم يكفه التشجيع الأدبي بل أنفق من جيبه الخاص على كل موهبة فنية تنبأ لها بالمستقبل الواعد، وكان يعتبر كل فنان أو فنانة أو مثقف تربطه به أواصر الصداقة إلا ويكون الترجمان له والمحامي الذي لا يكل ولا يمل، صارع الأيام وصارعته وصارع المرض حتى صرعه ولم يشك ولم يهن ولم يغصب ولم ييأس, والزمخشري شاعر وجداني, بل أبرز شعراء الوجدان في المملكة بشهادة النقاد, أصدر طاهر ديوانه الأول " أحلام الربيع" 1946م، وكان أول ديوان يصدر في السعودية بعد فترة طويلة من غياب المطبوعات عنها وعن منطقة الخليج، وترك بعد رحلته الشعرية الطويلة مجموعة مؤلفات ودواوين وترك اثنين وعشرين ديواناً شعرياً, ومئات القصائد الشعرية المنشورة في الدوريات, وكتب عنه وعن آثاره عدة دراسات وأبحاث.

من أعماله:
1. أحلام الربيع 1946م، الديوان الأول.
2. أنفاس الربيع.
3. أصداء الربيع.
4. أغاريد الصحراء.
5. على الضفاف.
6. ألحان مغترب.
7. لبيك.
8. أحلام.
9. ورمضان كريم.
10. عبير الذكريات.
11. من الخيام.
12. بكاء الزهر.
13. أوراق الزهر.
14. أصداء الرابية.
15. مع الأصيل، مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية.
16. العين بحر، بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين.
17. ليالي ابن الرومي، دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره.
18. حبيبي على القمر.
قبل حصوله على جائزة الدولة التقديرية 1983م عاش الزمخشري حياة المعاناة والبؤس والغربة وأقام طويلاً في مصر، ثم انتقل بعدها إلى تونس حيث كرمته الحكومة التونسية ومنحته وساما رفيعا، وتوفي هناك 1407هـ ـ20 يوليو 1987، كابد مرضاً قدمه لنا صورةً من المعاناة والمصابرة، لم يسلمه بؤسه فيها إلى يأس، وإنما إلى يقين بأن الحياة قدر، وأن الحي اقتدار لا يرقى إلى درجة القدر، وإنما يتعامل معه بالصبر.. والإيمان، فلكل إنسان مهمة حياتية ينجح فيها وقد يفشل.. وكلٌ ميسر لما خلق له.
كان الزمخشري أحد الذين حملوا مشعل تجديد الرسالة الفكرية في الجزيرة العربية، ونجح في إخراج الشعر السعودي من دائرة المحلية وأطلقه إلى مصر ولبنان وسوريا والعراق ثم إلى المغرب.
كتب عبدالله حمد القرعاوي في رثاء الزمخشري الأبيات الشعرية التالية:
بسمة كنت في قلوب الحزانى
كيف أصبحت دمعة في القلوب
عشت للحب والوفاء شراعاً
ترتخي في ذراه كل الخطوب
وتعلمت من دموع اليتامى
كيف تأسو مشاعر المكروب
صاغك الله رقة وحناناً
وحنيناً على شفاه الحبيب
فتلفعت بالعذوبة شعراً
وترنمت بالنشيد الطروب.

جوائزه:
حصول على جائزة الدولة السعودية التقديرية في الأدب 1404هـ ـ 1983.
كرمته الحكومة التونسية بمنحه وساما رفيعا.
نماذج من شعره:
قصيدته «إلى المروتين» نشرت في عام 1377هـ :
أهيم بروحي على الرابيه *** وعند المطاف وفي المـــروتين

وأهفو إلى ذكر غــاليه *** لدى البيت والخيف والأخشبين

فيهدر دمعي بآمـــاقيه *** ويجري لظــاه على الوجنتين

ويصرخ شوقي بأعمـاقيه *** فأرسـل من مقلتي دمــعتين

أهيــم وعبر المدى معبد *** يعلـــــق في بابه النيرين

فإن طاف في جوفه مسهد *** وألقى على سجـــفه نظرتين

تــراءى له شفق مجهد *** يواري سنـــا الفجر في بردتين

وليس له بالشجـا مولد *** لمغترب غــــــائر المقلتين

أهيم وقلبي دقـــاته *** يطـير اشـتياقاً إلى المسجــدين

وصدري يضج بآهــاته *** فيسري صداه على الضــفتين

على النيل يقضي سويعاته *** يناغي الوجوم بسـمع وعــين

وخضر الروابي لأنــاته *** تردد من شـجوه زفـــرتين

أهيم وحولي كؤوس المنى *** تقطر في شفتــــي رشفتين

فأحسب أني احتسبت الهنا *** لأسكب من عـــذبه غنوتين

إذا بي أليف الجوى والضنى *** أصاول في غـــربتي شقوتين

شقاء التياعي بخضر الربى *** وشقوة سهم رمــــاني ببين

أهيـم وفي خاطري التائه *** رؤى بلد مشرق الجـــانبين

يطـــوف خيالي بأنحائه *** ليقطع فيه ولو خطـــوتين

أمـــرغ خدي ببطحائه *** وألمس منه الثرى باليــدين

وألقـــي الرحال بأفيائه *** وأطبع في أرضـــه قبلتين

أهيم وللطـــير في غصنه *** نواح يزغرد في المســمعين

فيشدو الفــؤاد على لحنه *** ورجع الصدى يملأ الخافقـين

فتجري البــوادر من مزنه *** وتبقي على طرفه عــبرتين

تعيد النشــــيد إلى أذنه *** حنيناً وشوقاً إلى المــروتين
قصيدة "الموعد المنتظر":
حديث عينيكِ قد أفضى به الخَفَرُ لما تأوَّد في أعطافك الخَفَرُ
يا منية النفس قد طاف المراح بنا فراح ينشر من أفراحنا السمر
فبادليني الهوى فالبحر موجته عنا تُحدِّث لا ما ينقل الخبر
وفي الشواطئ للأصداء هينمةٌ يضمها في شُفوفِ الفتنة السَّحَر
والليل أغفى فأرخى من غدائره سودًا تهادى على أطرافها العمر
والصمت يسكب في سمع الدجى نغمًا الحب صدَّاحه والخافق الوتر
وإن أحلامنا في الشط غافية وفي الحنايا لهيب الشوق يستعر
والذكريات رؤاها كلما هتفتْ بنا استراحت إلى آمالنا الصور
فيا طيوف المنى.. فاض الحنين بنا وزادنا شجنًا أن النوى قدر
ولا نزال على الأثباج من لهب يسري بنا شوقنا والوعد ينتظر

قصيدة "في الأصيل":
أقبلَتْ في الأصيل والبسمْةُ العذراءُ في ثَغْرِهَا تُنيرُ صباحَا
وعلى قدِّها من الهَيف الراقص حسانةٌ تجيد المزاحا
غادةٌ .. زانها التورُّدُ في الخدِّ وناغت بالعطر منه الإقاحا
أتلَعتْ جيدَها وفيها من الإغراء ما يكسر العيون الصحاحا
وأماطت لثامها عن جمالٍ زاده الظُّرف رِقّةً ومَراحا
وتغنت بطرفها واستدارت بعد أن رف هدبُها صدَّاحا
جاذبَتْني الهوى بهمسة أجفان تجيد الإعراب والإفصاحا
عن فتون الدلال، عن سطوة الحسن، وعن خافق سَبَتْه فناحا
وانبرت ترسل الحديث أغاريدًا، أذابت في رجْعها الأرواحا
قيدتني ولم أكن أعرف القيد ولكن حملْتُه مرتاحا
****
أقبلتْ في الأصيل، والخصلة الرعناء تلتف بالمحيَّا وشاحا
فإذا بالصباح يضحك بالإسفار، والليل قد غفا واستراحا
عند مجرى السنا ليرتشف العطر وقد مدَّ بالظلال جناحا
في فتونٍ يعابث النور بالسحر بلحظٍ قد أشهرتْه سلاحا
والتعابير باللحاظ سهام فتحت في الضلوع منا جراحا
والفؤاد المجروح من حرقة اللوعة عانى وما تشكَّى وباحا
واللقاءُ المقدور كان على الدرب قطعناه غُدوةً ورواحا
لحظة واختفت وراء المسافات وما زال شوقنا مِلْحاحا
وعلى جسرِ وجْدِنا في دروب الحب نرجو لوَصْلِنا أن يُتاحا
فنذوق الهوى ، وننعم بالنجوى وبالصفو نُترعُ الأقداحا
****
قال عنه د.عبدالله باقازي في جريدة الرياض، في العدد (13492)، 25 ربيع الآخر 1426هـ:
)أبرز الشعراء عفوية الأستاذ الشاعر طاهر زمخشري.. لا زالت جملته الشهيرة: «أنا كومة الفحم السوداء.. تلبس الثياب البيضاء، وتقول: «أشعاراً: حمراء وصفراء وخضراء».. لا زالت هذه الجملة ترن في الآذان تذكر بفنان عفوي بسيط منفتح على بهجة الدنيا، يشرع نوافذ الأمل نحو ساحات الحياة الواسعة.. ويجعل من الحياة بسمة عريضة من التفاؤل!
عندما كتبت كتابي: «مظاهر في شعر طاهر زمخشري» عام 1408ه الموافق 1988م، كان طاهر زمخشري قد مات.. وقبل ان اكتب الكتاب وأشرع في تأليفه.. هزني شعر الزمخشري.. في كل الفنون التي قال فيها: كان مبدعاً من نوع خاص.. كان شعره الرثائي في أبيه.. وأمه.. وزوجته من أجمل شعر المراثي من الشعر السعودي الحديث بل العربي بعامة.
وقد اعتمدت قصيدة: «إلى المروتين» أنموذجاً شعرياً تحققت من خلاله كل المظاهر الشعرية في شعر.. كانت قصيدة «إلى المروتين» - في رأيي - هي قصيدة الاغتراب ومحاولة الوصول إلى «التوازن النفسي» في رحلة الاغتراب المرضية.. كانت الدلالات الثنائية ا لتي تفوقت على الدلالات المفردة تؤمي إلى محاولة «التوازن» التي كان الزمخشري يقوم بها.. ونشرت القصيدة في عام 1377ه وطنها الموسيقار: طارق عبدالحكيم بلحن شجي بعد ذلك، لعل ذلك اللحن من مقام «البياتي» فهو المقام الذي يفعل فعلته التأثيرية في المتلقى، ولعله من «السيكا» أو من الراست. المهم ان الموسيقار طارق قد أخذنا في لحنه إلى عوالم الزمخشري الخزينة.. من الوحدة والاغتراب:
- أهيم وقلبي بدقاته - يطير اشتياقاً إلى المسجدين
- وصدري يضج بآهاته - فيسري صداها على الضفتين.
- على النيل يقضي سويعاته - يناغي النجوم بسمع وعين
- وخضر الروابي لآناته - تردد من شجوه زفرتين.
لكن ما لفت نظري في شخصية الزمخشري - فضلاً عما سبق - جانب «الطفولة» فكل ما في هذا الشاعر يوحي بالطفولة الكامنة والتي تعبر عن نفسها في كثير من الحالات.
من جوانب هذه الطفولة الإنسانية.. تقديم الأستاذ طاهر زمخشري لأول برنامج إذاعي سعودي عن الأطفال عام 1369ه ابان بداية الإذاعة السعودية بجبل هندي بمكة المكرمة.
ومن جوانبها: إصداره لأول مجلة للطفل السعودي عام 1379ه بعنوان: «الروضة».. ولعل لفظة الروضة بعفويتها الدالة على الطبيعة البكر النقية هي التي أغرت الزمخشري بهذا العنوان وبعنوان البرنامج المسائي الذي قدمه طويلاً في الإذاعة بعنوان: «روضة المساء».
ومن جوانب الطفولة - أيضاً - تخصص ابنه «فؤاد» في «طب الأطفال»!
ومن مظاهرها صوته الطفولي عندما يتكلم هذا الصوت الذي جعل أحد زملائه في فترة نهاية السبعينات الهجرية في حدود 1378- 1379ه يقترح ان يقدم الزمخشري برنامج: «المرأة» - في الإذاعة - حيث لا نساء يقدمن - وكان صوت الأستاذ الزمخشري في عفوية وتلقائية ينطلق باستهلاله المعهود: «سيدتي.. ربة البيت»!
.. إنها الطفولة الكامنة في أعماق شاعر كبير.. ورمز من رموز الشعر السعودي المعاصر.. أسهم إعلامياً.. إذاعة.. وصحافة وفنياً.. شاعراً مزدوج العطاء.. بين الفصحى والعامية.. وراعياً للفن والفنانين.. وأبرزهم محمد عبده.
و من الجميل أن نختم هذه الترجمة بهذه القصيدة الفاخرة:
تقسوعلي بلاذنب أتيت به*** وماتبرمت لكن خانني النغمُ
أعاده شجنٌ باح الأنين به *** فهل يلام محبٌّ حاله العدم
حسبي من الحب أني بالوفاء له*** أمشي وأحمل جرحٌ ليس يلتئم
وماشكوت لأني إن ظلمت فكم قبلي من الناس في شرع الهوا ظلموا
أبكي وأضحكـ والحالات واحدة*** أطوي عليها فؤادن شفه الألم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة*** فالدمع في زحمه الالام يبتسم
وفي الجوانح خفاق متى عصفتْ*** به الشجون تلوى وهو مضطرم
فاظلمْ كما شئتَ لا أرجوك مرحمةً ***إنَّا إلي الله يوم الحشـر نحتكـم.

عبده فايز الزبيدي 07-12-2013 02:21 AM

http://www.wady7ly.com/vb/image.php?...ine=1255446751


الأستاذ /محمد بن بلغيث الجلبي

هو صديقنا الشاعر و الكاتب الأديب الأريب محمد بن بلغيث الجلبي القوزي ، من مواليد عام 1365 للهجرة ،الموافق 1945 للميلاد ، في بلدة القوز الواقعة جنوب القتفذة حاضرة المحافظة في عصرنا،
كان حدثني يوماً في منزله و في صحبتي الشاعر محمد بن أحمد المرحبي المعروف بـ (خريْص) أن من تولى تربيته و تعليمه أبوه ، و هو شديد التعظيم له ومن هذا قوله: ( كان والدي _يرحمه الله _ أحد الرجال الذين خدموا في سلك التعليم ، بل ومن المؤسسين فهو من أسس مدرسة الحبيل الإبتدائية وكان مقرها المسجد الجامع ، فكان يعمل معلماً ومديرَ مدرسة
وفراشاً، استطاع إقناع أولياء الامور بالسماح لإبنائهم بدخول المدرسة ، رغم معارضتهم لتعليمهم ... )، ثم التحق بالتعليم النظامي و تخرج معلما ً للمرحلة الابتدائية من معهد القنفذة بدرجة دبلوم المعلمين ..... و الجلبي شاعرٌ يجيد كلَّ فنون الشعر من فصيح و نبطي و عامي و كسرات ...... له جهود كبيرة في نشر الثقافة الشعرية في محافظتنا و الحفلات المدرسية و الأمسيات الأدبية خير شاهد ، له أعمال كثير ة، و لم أقف له على ديوان مطبوعٍ حتى الساعة ، غير أن أشعاره مشهورة و منها:
قصيدة (اعتذار):
يا أيها الشعر إني جئت معترفاً = أن المتاعب لا تنفــــــــــــــك تأتيني

أعاتب النفس عن ما خطه قلمي = وما كتبت قديـــــــــماً في دواويني

فإن أسأت بلا قصدٍ على أحدٍ = فاغفرْ أَياربُّ قبل المــــــوت يطويني

فالعذر من كلِّ شخصٍ ناله قلمي = ســألت ربي لدرب الخـير يهديني

قصيدة (هنا وطني)، و كان نشرها في 23 - 3- 2011 م بمناسبة عودة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من رحلة علاجية:
حنَت لك الدار واشتاقت لعودتكم= وترجم الشوقَ دمعٌ خُطَ بالوجنِ

وذي الربوع بلقياكم قد ابتهجت= وطائر السعد قد غنى على فنن

قد أسعد الشعب يامولاي مقدمكم = لحن البشائر قد أصغت له أُ ذني

ياسيد العُرْب من بدوٍ وحاضرةٍ = فأ نت فينا مكان الروح في البـــــــــــد ن

ما ضرنا ما يُثارُ اليوم من كـــذ بٍ =من عُصْبةٍ عُـــــر فو بالشر والفتن

أما درو أننا اخترناك قائدنا = الـــــــــكل رددها في السر والعلن

أما درو أننا دون الحمى أُسُدٌ =أرواحنا دونه تُهدى بلا ثمن

وكلنا دونكم جُندٌ وأفئدةٌ= وحبكم قد رضعناه مع اللبن

يا من بذلت ولم تمنن على أحدٍ = فكفك الجود لم تبخل ولم تهن

قد عُدت يا أملاً نهفو لطلعته= يادار هذا إمام الشعب فاحتضني

جعلت يا سيدي عيناً لكم وطناً = وقد كتبت على الأ خرى هنا وطني.

قصيدة (متى ذا الجرح يندملُ)
رثى بها صديقه الأستاذ/ أحمد بن بِلْقَاسم الشريف في 9-2-2012م:

بكت عليك أبا بلقاسم ٍ مُقلُ=وكلُّ جسم براه الحزن والعللُ

يامن رحلت عن الدنيا وزخرفها=مصا بنا ياأ خي في فقدكم جلل

تركت في القلب جرحاً لادواء له= فكم سأ لت متى ذا الجرح يندمل؟

تركت في النفس آ لاماً مبرحةً=عنا السعادة والأفراح قد رحلوا

وفقد شخصك أيم الله أحزننا= ولا مردَ لأ مرٍ إن دنا الأجل

فيك المروءة والأ خلاق نعرفها= لكم دعوت الى الفردوس تنتقل

من للمدارس والتعليم غيركمو= قد كنت با لأ مس للأ عباء تحتمل

حققت أعطيت كم أذكيت مجتهداً=حتى غدت جذوة التعليم تشتعل

قد كان فقدك بين الصَحْب صاعقة= حلت علينا فناء السهل والجبل

حتى ابتسا متنا من بعدكم ذبلت= أ صاب أ فراحنا من بعدك الشلل

مجا لس الصحب أ مست شبه خاويةٍ= والأرض يبكيك منها السهل والجبل

ومدمع العين أمسى لايفارقها= كأ ن أ عيننا بالدمع تكتحل

كلٌ له موعد لابد يدركه= وما على ظهرها لا شــــــــــك مرتحل

فالكل يسعى لآ مال يحققها = والموت حقٌ وعنه الناس قد غفلوا

فإ ن رحلت ففي الأ حداق منزلكم = منا القلوب الى الرحمن تبتهل

أ ن يجعل الله في الفردوس منزلكم= فيها المقام ويكسو جسمك الحلل

فإ ن أ طلتُ فما أ وفا كمو كلمي= كلا ولا أ نصفت أفعالك الجُمَل

لكن دعونا لك الرحمن مغفرةً= ما سار بالليل في كُنْه الدجى زحل

قصيدة (رجال المكارم)، نشرها بتأريخ 4-12- 2008 م،و رثى بها الشيخ أحمد بن عبدالكريم الناشري :
ربي إليك رفعت كفي ضارعاً=فأليك يا رحمن ينساب الندا
يا من رأيت النمل في غسق الدجى=وبعثت بالدين الحنيف محمداً
يا من بفضلك ذي الخلائق سبحت=أنت القدير بان تجل وتحمدا
ارحم فقيداً قد بكته قلوبنا=الباسط الكف الندية أحمدا
شيخ تسامى في البرايا جوده=في قومه كان الكريم السيدا
نبع المكارم والفضائل والتقى=فكأنه في الناس توأمه الندى
فهو الربيع بجوده وعطائه=عمَّ السواحل والسهول وأنجدا
ما مات من غنى الزمان بفعله=وبنى حصوناً للوفاء وشيدا
ما مات من كانت كذاك صفاته=شيخ بكل المكرمات تفَّردا
تأبى البشاشة أن تفارق ثغره=شهم على نبل الصفات تعوَّدا
فإذا الخطوب على الجميع تكالبت=يأتيك كالبدر المنير إذا بدا
وإذا القبيلة بالخصام تمزقت=جمع القلوب مقارباً ومسددا
فيسد أبواب الشقاق بحكمة=ويرد بالعقل اللبيب من اعتدا
فبكت تنومة والنماص لفقده=ونعاه ثربانُُ وجاوبه شدا
بل كل دار قد بكته بحرقةٍ=بصفاته ناح الحمام وغردا
لو أن أفعال الرجال مراتبُُ=لوجدته بين الجميع المبتدا
أو أن أرواح الخلائق تُفتدى=لرأيت أفواجاً تهب إلى الفدا
لكن هذا في الحياة مآلنا=ولكل نفس موعد قد حددا
تاللهِ ما قلت القصيد تملقاً=أو مستليناً جانباً متوددا
لكن أفعال العظام بموتهم=لا بد أن تروى كذا ،وتُخَّلدا .

و الجلبي فيه صفة ظاهرة لا تخطئها عين البصيرة ألا و هي الوفاء ،فهو شديد التعلق بمن يعرفهم و كما قرأت فقد كان يمدح و يرثي من حوله محبة و زلفى للقربى و الصديق، و من هذا قوله في أبيه:
تذكرني تلك السنون احبة = لهم في حنايا القلب نهر من الحب
أيا موطن الأحباب هيجت خافقي = فكم فيك لي اهل وكم فيك من صحبي
فلو طلب الغالي من الحب بعضه =للقلت فداك الروح فانزل على الرحب
لقد شاطر القوَزَ الحبيل ُ محبتي = فكان لكل منهما النصف من قلبي
فما زال حبل الود يمتد بيننا =ويقوى مع الايام في البعد والقرب
ففي دوحة التعليم ذكرى لوالدي = فاوصى بها خير وقال اسلكوا دربي
حباها من الاخلاص حنى كأنه = يهيم بمن يهواه كالعاشق الصب
وكان لهم في نهجه خير قدوة = سقاهم رحيق العلم من مورد عذب
فكم انجبت في ساحة العلم انجما = فكانو بفخر في دجى الليل كالشهب
إذا ذُكرالتعليمُ فاضت عيونُهم = وقالوا أيا رباه فلترحمِ الجَلْبِي

و يروي لنا في قصيدته (عتاب الأرض) عتْب بلدته القَـوْزِ عليه، و منها :


مهوى الفؤاد رنت اليَ وعاتبت=ما كنت احسب شاعري ينساني
لم تذكراسمي في قصيدك مرة=هل ما أرى ضرب من العصيان؟
أنسيت اني قد رعيتك يافعا=بل نلت كل محبتي وحناني ...
إلي أن يقول:

قالت كفاك القول عن عصرٍ مضى=والآ ن لوحدثت كيف تراني ؟
فأجبت وجه مشرق قد زانه=هذا البهاء وروعة العمران
يا (القَوزُ) أنت قصيدةٌ قد صغتها=بيراع أشواقي وحبرِ بياني
يا(القَوزُ) أنت اللحن إن أرسلته=رقصتْ على نغماته أوزاني
أنت التي أيقضت فيَ مشاعري=بل أنت نبضٌ مَهْده شرياني .

و بالجملة فله عندي ودٌّ كبير، و لي عنده مثله ، و للجلبي أيادٍ بيض أقلها حفظه غيبتي بكلِّ جميل من الثناء، و ما وصلني من أفواهِ الناس من رواحل حديثه ،لا يقل عن تجارة قريش لأهل قريشٍ ،إن يمَّنت جاءت لي بالطيب من الثناء، و إن شآمت أهدتني أفخر ما أتزيَّ به من الكلام الموشى بالتقدير، و قد حاولت ردَّ بعض ما يجب له من التقدير فقلت فيه :

بئرٌ معطلةٌ و حوضٌ دارسٌ
هَجَرَ الدلاء أساورٌ و بنانُ

مأثورةٌ ترك الندوبَ بجيدها
أثَرُ الرشاءِ بحيثُ قام حِسَانُ

من كرِّ مكرِ الغانيات بصخرها
فاسلم بنفسك أيُّها الإنسانُ

دمنٌ دواثرُ و المغانيَ أقفرتْ
صمُّ المعاهد خانها الخلان

إني تذكرت الهوى و زمانها
فتحدرت فوق اللجين جمانُ

النفسُ تمرض و الجسوم صحيحة
مرضُ النفوس توهمٌ و ذهانُ

طبُ النفوس عناق صبٍّ هاجرٍّ
طب الجسوم مشارب و دهانُ

تتأنق اللفظ الجميل لردها
يُشجيْك منها لؤلؤٌ مرجانُ

جمع الجمال فنونه في دُميةٍ
لو شئتُ قلت بأنها أشجانُ

فمن الجمال وسامةٌ و قسامةٌ
و من الجمال مقالةٌ و لسانُ

اللوذعيُّ إذا تحدث في الورى
قلتَ :المحدثُ للورى سَحْبَانُ

و إذا تتبع عازباً في شاردٍ
في الشِّعر قلت َ كأَنَّما حسانُ

متمدِّنٌ في الفكر إلإ أنَّه
يهدِيه آيٌ محكمٌ و أَذان

منْ معْشر الجود الذين همُ إذا
ظَلمَ الزمانُ على الزمانِ أعانوا


أهلٌ لميسرةٍ و دارُ مَسرَّةٍ
يلقاك فيه بشاشةٌ و خِوانُ

فهمُ البَرآءُ من النَّقيصةِ كلِّها
و همُ لهامةِ عصرنا تيجانُ


قَفْوِ المكارمِ بالمكارمِ دأْبُه
ولكلِّ جودٍ عنده إبَّانُ

فعطاؤكم ماءٌ لبارقةٍ إذا
مسَّ البسيطةَ ماستِ الأغصانُ

لكأنما أنت السحاب بسحِّه
و كأنَّ أنت و قطرنا صنوانُ

مبثوثُ خيرك لا ينامُ سحابه
تغفوا الأنام و جودكم يقظانُ

حاز المكارم فارسٌ أو شاعرٌ
ما المجدُ إلا صارمٌ و بيانُ

قد شاع ذكرك بالحجاز و رنَّمتْ
بعد العراقِ بصيتكم لبنان

ما أنت إمعةٌ يقول لقائلٍ
معكمْ أنا ! فيقوده شيطانُ

لا بلْ وُزعتَ على الفضيلة فطرة
و لأنت في سننِ الهدى سلطانُ

قد فتُّ في صنع القريض مراكضاً
فإذا المُحاول ظالعٌ حسرانُ

و بدعتُ معنىً في القريض مجدداً
فمشى بقوديَ إنسهم ْ و الجَان

لوددت أنّيَ بالقريض وفيتكم
حقاً فتشرفُ حينها أوزانُ

ما زلتُ ألْهَج ُ بالثناء عليكم
حتَّى تطبَّعَ بالثّناء لسانُ

آهٍ لحبِّك يا محمد ُ! إنه
أضحى صريحَ عدوّه الكتمان.


عبده فايز الزبيدي 07-12-2013 02:24 AM

محمد سنده البدوي
هوصديقنا أبو عبدالرحمن محمد بن علي بن سنده البدوي ،من مواليد عام 1392 هـ بقرية الصُّفة الكائنة بوادي حلي بن يعقوب المذكور في رحلة ابن بطوطة جنوب مدينة القنفذة بقرابة السبعين كيلا ، و الراحل عنها في يتأريخ 26 - 5 - 1425 هـ، و عمره ثلاث و ثلاثون سنة تاركاً أدباً ملتزما و متميزا ، في مجالي القصة و المسرح. تلقى تعليهم النظامي إلي شهادة الثانوية العامة ببلدته الصفة ثم انتقل إلي أبها في عام 1412 هت ؛ ليأخذ تعليمه الجامعي فالتحق بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم ما لبث أن حوَّل إلي قسم اللغة العربية ليتخرج فيها عام 1419 هـ.النحق أثناء تواجده بمدينة أبها بجمعية الثقافة و الفنون و حصل على عضويتها و كان أمله أن يصبح ممثلاً مشهورا و أنا أعرفُ ما يمتلكه من موهبة التمثيل خاصة الجانب الكوميدي(الهزلي) ، و لكن كان القدر يعدُّه لما هو أكبر من هذا الحلم، ففوزه بجائزة المفتاحة للقصة القصيرة و هي جائزة الأمير خالد الفيصل _أمير مكة حاليا _ و كان حينها أميرا لأبها ، قد غير مجرى حياته تماماً .
سخر حياته و فكره لفن الكتابة من قصة قصيرة و مسرحيات ذات الفصل الواحد و قصص للأطفال ، استحق بها الإشارة له بالحب بالقلوب قبل البنان و حصد التكريم و معه اللجوائز و منها:
- جائزة أبها في القصة القصيرة لثلاث سنوات .
- جائزة جمعية حائل الثقافية في القصة لسنتين متتاليتين .
- جائزة نادي المنطقة الشرقية في القصة القصيرة .
- جائزة نادي جازان، مناصفة ، عام 1418 هـ ، في قصص الأطفال عن مجموعة " حكايات البحر الأحمر" .
- جائزة نادي تبوك في قصص الأطفال عن مجموعة " الشمس تأكل الرجال".
- جائزة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مسرح الطفل عن مسرحية " بائع الحطب" .
-اختارته جريدة الجزيرة عام 1418 هـ كثاني أفضل قلم في مجال القصة القصيرة.
من أعماله:
- (سيفان و نخلة) مجموعة قصصية .
-(شجاعة نخلة) قصة للأطفال.
-(بائع الكلام) مسرحيات قصيرة .
-(البيت الكبير) مسرحية نال بها جائزة جامعة الإمام محمد بنسعود فرع الجنوب.

و قد أبنه بكل خير عند وفاته كلَّ من عرفه و عاشره و من هذا ما قاله أبو سلمان الدكتور ياسين الغانمي مدير جمعية تحفيظ القران الكريم بـ (حلي بن يعقوب) :
(مات يوم الجمعة وهو يقرأ القرآن _ كما أخبر مرافقوه عند موته _
وأقسم بالله العظيم أيمانا مغلظة لا أحنث فيها أبدا، والله على ما أقول شهيد
أنني عندما أتيتُ إلى وداعه بعد غسله في مغسلة الراجحي، أن وجهه كان يشعُّ نوراً ، و أنَّ لون وجهه كان على غير العادة ، إذا أنه تحول إلى اللون الأبيض مع أن بشرته كما هو معلوم لونها أسمر، فهنيئا له هذه الخاتمة، وهكذا هي خاتمة الصالحين ، نحسبه منهم والله حسيبنا وحسيبه، ولا نزكي على الله أحدا .)

و وصلني أن الأستاذ عفاف الدويش نالت درجة الماجستير في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية في رسالتها (البناء الفني في النص المسرحي لمحمد البدوي). رحمه الله تعالى!


عبده فايز الزبيدي 07-17-2013 12:03 AM

:
هو الطبيب الإستشاري / السيد عبد الله عبد الغني أحمد ، من مواليد المنوفية - مصر في فبراير عام 1966 م ، حصل على الثانوية العامة من مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية، ثم حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب في جامعة المنوفية . حصل على ماجستير الأمراض الصدرية من كلية الطب في جامعة بنها.
شارك في الكثير من الندوات الأدبية والشعرية والملتقيات الأدبية حتى عام 1992 م ، قاطع الحياة الأدبية والثقافية من عام 1992 ؛وذلك إحباطا لتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم العربي.
بدأ في التواصل الأدبي مرة أخرى في عام 2011 مع بداية ربيع الثورات العربية.
تعرفتُ على هذا الشاعر المصري الجميل في منتديات مجلة أقلام و منتديات تجمع شعراء بلا حدود، و توثقت عرى الصداقة هناك من خلال الحرف الشعري ، و من جميل ما يكتب:
1. قصيدة (القميص).
وَخَبّأَتنِي فِي القَمِيِصِ ثمّ رَاحَت
تُبَادِلُ الأَيّامَ فِي أَلحَانِها
وتَقِيسُ بُعدَ نَخلةٍ مِن شَهدِهَا
هي مَن أَفََاضَ النّهرُ فوقَ جَبِينها
وعَانَقتْ شَمْسَ المَغِيبِ
ووطّنَتْ أهْدَابَها أهدَابَنا
قَصِيْداً مِنْ حَنَانِ المُلْهَمِين
أَلاأيّها الشَادِي
لَقَد خَبّأَتنِي فِي الغَامِضِ الورديّ مِن أوراقِها
وَبَاغتت حُلمِي بوردةٍ فِي أفنانِها
ومِن ثمّ غَفَتْ فِي لحْظةِ افْتِتَانِها
وصَافِيهْ
صَبَاحُ الخيرِ مولاتِي: ها هُنا أنت
ها هُنا أملاكِي
فَلا تقيسي الصبحَ بالمسا
وَلا تقيسي عُمرَنا الذي انْقَضَى
بعمري الذي آتِي
أنا شمسٌ للمغيبِ
و أنتِ وردُك الآتِي
فضاءٌ يَحْكُمُ الفَضَا
.


2. قصيدة (أرق المنسرح).
أرق المنسرح
أمستْ على نارٍ من جوى العَتَبِ = هيمانةً تَشكِي أنّةَ الحِقَبِ
بين الأسى والدّمعِ المُراقِ شذًا = تَمشِي شُجونٌ من حاقدِ الرّيَبِ
كاللّيلِ مَعقودٌ فِيها كاحلُها = جَمرٌ ، حَرِيقٌ مِنْ هَامِسِ الكُتُبِ
في فَرْشِها دقّ النّجْمُ لَحنَ غَرَا = مٍ كانَ مِن حلمٍ ساكنِ الخَرِبِ
يَأتِي على مَهْلٍ كَاتِباً أرَقاً = في جَفنِ رقراقِ الدّربِ مُلْتَهِبِ
مَا بينَ جنبٍ والجنبِ غانيةٌ = تَقضي ليالي في حُضنِ منْ رَهَبِ
في عرشِها كالمَسْحُورِ يَأكلُها = وِسْوَاسُ هجرٍ كَانتْ على النّهَبِ
في خافقٍ مِن ترتيلِ هاجرُها = كانَ الأسى يسقِيها بلا أدبِ
ذُوْ غُصّةٍ يَروِي من مِرَارِ شَرَا = بٍ عَاشِقاً ظلّ العُمرَ في نَصَبِ
أرخى سدُولَ الهمِّ الّتي بِشقَا = ءٍ جاوَزَتْ عاتٍ حَالِفَ الكَذِبِ
هذي شَئوني في بحرِ مُنْسَرِحٍ = أعيتْ على بيتٍ راجِزَ العَرَبِ
إنْ جَاءَ يَطويْها أثقلتْ عليّ = يَ الشّعْرَ باءاً طَارتْ على الهَرَبِ
إنْ كُنتُ أزجيها في الغرامِ فَرَوْ = ضٌ بنتُ أشعارِي جئتُ بالعَجَبِ
إنْ كُنتُ أنْساهُ ، البّحرُ يَطلُبُنِي = والبّحرُ ممسُوسٌ جَدّ في طَلَبِي

___________________________
* مصدر الترجمة الشاعر نفسه .

عبده فايز الزبيدي 07-18-2013 03:46 PM

http://www.albndar.com/wp-content/up...A9-150x150.jpg


حسن بلقاسم الغبيشي

هو صديقي و رفيق الدراسة و العمل الأستاذ حسن بن بلقاسم بن جابر الغبيشي، شاعر سعودي ، من مواليد قرية السلامة بمركز وادي حلي بن يعقوب بمحافظة القنفذة
في عام 1393هـ، فهو من لداتي، حصل على الشهادة الابتدائية في عام 1405هـ و الشهادة المتوسطة عام 1409 هـ في مدارس السلامة،
و حصل على الشهادة الثانوية العامة في عام 1411هـ،تخرج في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في اللغة العربية عام 1417 هـ، يعمل معلماً بمتوسطة و ثانوية السلامة .
له شعر يميل فيه إلي الشعر الرومانسي الجميل من أعماله:

1. قصيدة (اعترافات عاشق):
نعــم أهــــــواكَ يــــــاأملي = نـعــــم أهــــــواكَ مـــن زمــــنِ
فــــــــمـنـذُ ولادة التاريخ = مــــنــــذُ نــــعــــومــة البــــدنِ
جـــعلـــتـُكَ نــغـــــمـة تســــري= إلـــى الأعــــــمـــاق تسحـرنــي
جـــعلــتــُكَ بـــلسمـــــاً يشــفــي = مــُصـــابَ السهدِ والشجنِ
جــعلـــتُـكَ بـين أنـــســــجــتـــي = وفــــي صـــحــوي وفـي وسني
فحــبــكَ بــــات يحـــضـــنـــنــي = يُـــشــتــتــنـــي.. يــــُلـمـلــمـنـي
وحــبـكَ صـــارَ يــنــبـــــوعـــــاً = عــلــيــــه الـــنـــــاسُ تـحسـدني
وحــبـكَ يــــــارفــيـــقَ الــقـــلبِ = يـــاعــــشـــقـــاً يـُــزلــــزلـــنــي
أريـــــجٌ بــــــاتَ يــغـــمــــرنـــي = أريجٌ كــــــم يــــُعـــــطـــــــــرنـي
أريــجٌ طــــــاهـــــــرٌ عـــبـــــقٌ = أريجٌ غــــــالــــــي الـــثــــمــــنِ
حنيــنٌ يـُـمــــزجُ الـــــوجــــدانَ = بـــالأفــــــــراحِ والـــــحَـــــــزن
جنــونٌ يـُـقـــلــبُ الأنــــفـــــاسَ = يُــــدنـــيــــنــي.. ويـــبــعــدنــي
وحبــكَ ياصــــديـقَ الـــــبـــوحِ = والكــــــلـــمــــــاتِ واللّــــَحـــــنِ
قصيــدٌ كــــــم يُســـافـــــرُ بـــي = إلــى الــبـــــيـــــداءَ والــمُـــــدنِ
إلــى روض مــــن الأحـــــــــلامِ= يُثـــيـــرُ كــــــوامــن الــفـَـنَـــــنِ
قصـــيدٌ كــــم يُغـــــازلـــــنـــــي = بسحـــرِ الــــحــبِّ والــــــعــلــــــن
قصيـــــدٌ كــــــاد يقــتــلـــنــــي = بـــــــداءِ الــــعشــــق مـن زمـــنِ
أنــــــا لـــولاكَ يــــــا قـــــمــري = ويــاشـــــــمــسي ويــــاسكـــنـي
غـــــريــــبٌ تــائــــهٌ أهــــــــذي = كــــمـــــا المجنــــونِ في المحــنِ
أنــــا لــــولاكَ يـــــا فــــــرحــي = ويـــــا بـــــــوحاً يُســـــامــرنــي
وحـــــيــــــدٌ.. لاأنــــيس لـــــــه = فـقل لي من سيــــحضـــنــــــنــي؟!
وقــــل لي يــــاضــياء الــــعــين = يــــاطـــيــــفـــاً يُــكـــــحــــلــني
حـــــيــــــاتي كـيف أقـــضـــيهـا = ولليـــل البــعـــــد مــــــزقـــــني
ومــــن ذا يســـــكـبُ الالـــحــانَ = فــــــــي الــــوجـــــــدان والأذنِ
ومن ذا ســـــــوف يـــُــوقـــدني = بـــــــوهـــــج الـعشق يُشعـلني
فـــانتَ الــــــروحُ والأشــــــواقُ = أنت الــــــحــبٌ يـــغــمــــرنــــي
وأنـــت الــــــــوردُ والأزهـــــــارُ = شـــــــــوقُ الطــــيـــرِ للغصـــنِ
فــمـــــهــمــا قـــلــــتُ أو رددتُ = أو أبــــديـــــتٌ مــن شــــجـــــنِ
ســـأبــــقـــــى مُقصّـــراً مــهـــما = جعلتُ حــنـــيـــنــــكم وطني
ســـأبــــقـــــى مُقصّــــراً حتـــى = وإن غُـــطـــيــــتُ بـالـــــكــفــــنِ .

2. قصيدة ( لن أحبك سواك):

من قالَ إنّي قد نسيتُ هواكِ=أنا ياحياتي ميتٌ بهواكِ
أنا لولا حُبكِ ضيّعتني دنيتي=لولاكِ لم أذق الهوى لولاكِ
أنا لولاحبكِ ماعرفتُ ملامحي=أو أنَّني أدنولصوت نِدَاك
فهواكِ يانبضَ الغرامِ سعادتي=وهواكِ يا نبضَ الغرامِ هلاكِ
أدميتني وجعلتِ مني عاشقاً=وبعثتِ في عيني ضياءَ سَناكِ
ورميتِ للقلبِ المعذبِ بسمة ً=فغدى يُرددُ ..آه ماأحلاكِ
أنا ياحياتي قد تركتُ ملامحي=وتركتُ قلبي في ربوع رُباك
وتركتُ من فرطِ الغرامِ حكايتي=مابين أطلالٍ وطيب نَداكِ
ونسيتُ ياأحلى النساءِ مواجعي=ونسيتُ آلامي فما أغلاكِ
ماكنتُ أحسبني أحبذُ مقتلي=حتى سَحِرتُ بعطركِ وشذاكِ
أو كنتُ أحسبُ أن أعانقَ هالكي=حتى جُنَّتُ بحسنكِ وبهاكِ
فغدوتُ ألهثُ كالوليدِ للحضنكِ=وركضتُ كالمجنونِ كي القاكِ
وتعانقتْ أشواقُنا وتأججتْ=حممُ الغرامِ تثورُ حين رؤاكِ
فكتبتُ فيكِ قصائداً لاتنتهي=وكتبتُ نثراً كي أنالَ رضاكِ
وهتفتُ والشوقُ الكبيرُ يضمني=أنا يافؤادي لن أحبَّ سواكِ


عبده فايز الزبيدي 07-18-2013 03:52 PM

هو ابو وليد خالد بن صبر بن سالم ،شاعرٌ عراقي مجيد ، من مواليد عام 1946م ،حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية ،و هو عضو في الاتحاد العام للكتاب والادباء العراقيين وعضو في اتحاد كتاب الانترنت في العراق.
له خمسة دواوين مطبوعة هي:

1ــ أُحرر عشقي (طباعة العراق)
2ــ عيناك وشبه الجملة(طباعة القاهرة)
3ــ وللعشق ايضا فتوى(طباعة دمشق)
4ــ يوسف يخرج من الجب(طباعة القاهرة).

شاعر نشط ، له القصائد الحسان في الصحف والمجلات العراقية والعربية،وهو مشارك في العشرات من المواقع الالكترونية_ حيث تعرفت عليه و على شعره_ مع مشاركاته في مهرجانات شعرية في العراق وخارجه.


من أعماله:
1.قصيدة.
(عيناكِ وشبهُ الجملة)



معَ ضحكة صَلـَّى لها حُلـُمي تسافرُ في جنوني
قالتْ وسِحْرُ انوثةٍ يَغوي المَفاتنَ عنـْدَ إغضاءِ الجفون
ماذا قرأتَ على عيوني؟
فأجبتـُها والروحُ يُمطرُها الهوى مُتوضـِّئا ً فيهِ الشِغافُ:
هلْ يستطيعُ قراءة ً مَنْ راحَ تـُغرقــُهُ بُحورٌ
هاجرَتْ عنها الضفافُ؟!
أنا تائهٌ في مُقلتيكِ يقودُني وَلـَهٌ مُعنـّى وارتجافُ
أمواجُ سِحركِ هاجمَتْ روحي فأغرقـَها الغرامُ
ألقى هواكِ غـَمامَة ً فوقي يُطرِّزُها الهيامُ
فأنا إليكِ أسيرُ كالأعمى
ومُتـَكِئاً على قلبي الذي سُدَّتْ جميعُ دُروبهِ إلآ إليكِ
ما عادَ يُبْصِرُ غيرَ نـَبْض ِالضوء ِ يَسْبَحُ في مَجَرّاتِ الهوى
في مُقلتيكِ
أضحى كمِثل ِ سَحابةٍ مسحورةٍ حَمَلـَتْ شغافَ جنونِها
ومضَتْ لتـُمطرَهُ عليكِ
***

ماذا سأقرأُ مِنْ سماواتٍ تتيهُ وأنجمٍ تتلوَّنُ؟!
تتمرّدُ الأضواءُ فيها كيْ تـُسَطـِّرَ للهوى موسوعة ً
فيها علومٌ للغرام تـُدَوَّنُ
ماذا سأقرأ ُ؟!
إنـّني مُتنقـِّلٌ بينَ التضاريس التي نـَفـَحَتْ عبيرا ًطاغيا ً
فالقلبُ فيها يُفتـَنُ
شفتان ِ طارَ اليهما شَغـَفي
وما في قــُبْلةٍ عَطـْشى يَحينُ المُمْكِنُ


والأنـْفُ مرسومٌ بريشةِ دَهْشةٍ مبهورةٍ تـَتـَفـَنـَّنُ
والشَعرُ مثلُ ضلالتي لا يهتدي
ضوءٌ تـَدافعَ فوقَ ليل ٍ يَدجُنُ
والرُدْنُ يَقصُرُ إذ ْ تزحْلـَّقَ قاصداً كـَتِفاً يُراقصُ حُزمة َالأضواء ِ
يَجذبُها ويَعْكسُ دَفـْقـَها
يا وَيلَ هذا الرُدْن ِكـَمْ يَتـَشَيْطـَنُ!!

***

يا هذهِ الانثى التي ما أبْصرَتْ اُمْيَّتي
وتـُريدُني وأنا أهيمُ على دروبِ الدهشةِ
أنْ أقرأ َ الموسوعةَ المَخمورة َ الإغضاء ِ
قدْ غرقتْ بها سُفني وبَوصَلتي وأعْيَتْ حِيلتي
فلـْتعذريني
إنـّني طفلٌ كسولٌ عابثٌ يرمي ارْتعاشَ الحَرْفِ فوقَ الضَّمَّةِ
كوني لهُ اُستاذة ً فـَلـَعَلـَّهُ يوما ً يُجيدُ قراءة ً
حتـّى ولوْ كانتْ لِشبْهِ الجُمْلةِ

2.قصيدة (فلسفة السندباد الحبري)

إنْ تـُحبّي فافهمي مشــكلتي * إنـني اُبْحـرُ فـي مِحْبرتـي!!

هـاربا ً مِنْ مُدن ٍ قدْ صادرَتْ * شــفتي واسـتعمرَتْ حنجرتي

مُدن ٍ قـدْ يَبسَ القلبُ بهـــا ! * وأحاطـتـْني بســور الغربـةِ!!

فاصعدي فوقَ سفيني وارقبي * مرفـأ َ الحُلم ِ علـى بَوصــلتي

إنْ عَلَتْ موجة ُحِبري فاصبري* واطـمئنـّي إنْ طـغَتْ زوبعـتي

وإذا صــرْتِ لنـاري حَطـبــا ً* فابْحثي في وَقـْدِها عنْ جَنـّتي

لا تخافــي مِنْ جنونـي ، رُبّما * كشــفَتْ ذرْوة َعقلـي جِنـّتي !

اطــلبي حَــقَّ لجــوء ٍ آمِــن ٍ* فوقَ صـدري واسـكني حريّتي


***


في ســــرير الثلج إنـّي نائمٌ * ليسَ في الغرفـةِ مِنْ مِدفـأة ِ

فانثري شَعرَكِ فوقي واعلمي * مـا علـى جلــْديَ مِنْ أغـْطـيـةِ

واقـْتـليـنـي قــُبَلا ً مجنـونـــة ً* ليسَ جُرْما ً موتـُنا في القـُبلـةِ

لسْــــتُ إلا شَــــفَة ً ظـامئــة ً* إنَّ روحي نبتَتْ في شــفتي

بينمــا العُــذالُ فـي أثوابهـم * ســتروا ما تحتها مِنْ خِسّـةِ

إنـّهم قدْ كذبـوا ، لا تـُخدَعي * ليسَ فـي أجسـامِنا مِنْ عَورةِ


***


عُـمُــري مِحْبــرة ٌ وامـرأة ٌ* تـرســمُ الشــوقَ لهــا أخيـلتي

هـذهِ كـلّ ُ حروفـي انتظـرَتْ * لتكونـي خبَـرا ً فـي جُملتــي

وهـل ِ الضــمّة ُ تكــفيهِ ؟! إذا * جُنَّ قلـبي لهفـة ً للضــمّةِ


***


إنْ تناقضْـتُ فلا تســْتغربي * فدموعي غرقتْ فـي ضـحكتي

وفصولي اجتمعَتْ في لحظةٍ * وشموسي غـَرَقـَتْ في غيمتي

شـــَبَقي يَلـْبسُ ثوْبـا ً ناسـكـا ً * وصلاتي عنـْدَ فـَيْض ِالشـهْوةِ

أنــا طـفلٌ وادعٌ أو عابثٌ !! * رُبّمـا لمْ تَنـْجُ منـّي لعْـبتـي


***


ســندبـادٌ أنــا لمْ اتعَــبْ ولا * ســفَراتـي خـُتِمَتْ بالســبْعةِ

رافـقيـنــي رحْلــة ً قـادمــة ً * فـي خليج الحِبر يا ســيّدتي

نكـتشــفْ فـي جُـزر ٍ نـائيـةٍ * ألفَ عُمْر ٍ في بقايـا لحْظةِ!!


***


ها أنا عَرّيْتُ نفســي صـادقا ً * فافهمـينـي ، هـذهِ فلســـفتـي


3.قصيدة (الشـــاعر)



دَثَّـــــر َالـلــيــلَ بــالــنــدى والأرَقْ= ورَفــيــقــاهُ حِـــبْـــرهُ والـــــــورَقْ
طارَ فوقَ السحابِ يغوي شموسا ً = تـائـهـاتٍ واحـتــالَ حـتّــى سَــــرَقْ
عَـلَّـمَ الـبـدْرَ كـيـفَ يـبــدو جـمـيـلا = قَـبَّـلَ الـلـونَ فــي شـفـاهِ الـشـفَـقْ
وغـيــومٌ تـــزورهُ فــــي الـلـيـالـي = إنْ تـلاقــتْ فـــي مُقـلـتـيـهِ بَــــرَقْ
يحمـلُ الزيـتَ لــو خـبـا أيّ ُ نـجـم ٍ = أمـطــرَ الـزيــتَ فــوقَــهُ والألَــــقْ
يُـرقِـصُ اللـيـلَ بالغـنـاء وتُـمـسـي = فـــوقَ عيـنـيـهِ شَـهْـقـة لـلـغَـسَـقْ
دربُــهُ الـوهــمُ والـهــوى مُبـتـغـاهُ = وجـنــونٌ يـســري بــــهِ والـقـلــقْ
لـوَّنَ الصمـتَ بالحـروف وأعطـى = للـقـوافـي مـــا خَـــفَّ لـفـظـا ًودَقْ
كـلّـمــا اسْــــوَدَّ لـيـلُــهُ بـهــمــوم ٍ = ابيـضَّ فـي الـرأس شَيبَـة ٌ فأتـلَـقْ
وإذا طـــارَ فــكــرُهُ فــــي خــيــال ٍ = صـــاغ َمــنــهُ قــلائــدا ًأوْ حَــلَــقْ
وأشـاعـوا عَــذ ْبُ الـكـلام ِ لـديــهِ = مَحْـضُ كِـذبٍ فـي كــلِّ فــنٍّ طَــرَقْ
كـذبــوا بــــلْ حــروفُــهُ كــعــذارى = زاهـــداتٍ ينـطـقْـنَ وَحْـيــا ًوحَـــقْ
هـــوَ والـفــنّ ُ والـجـمـالُ رفــــاقٌ = غـاصَ فيـهِ الجـمـالُ والـفـنّ ُ رَقْ
وغريرٌ ما إنْ يـرى السِحْـرَ بَحْـرا = فـــي عـيــون إلا مـضــى لـلـغـرَقْ
لهُ قلبٌ يمضـي إلـى العشـق لكـنْ = راحَ يبـكـي إنْ قلـبُـهُ قـــدْ عَـشــقْ
وهْوَ فـي الحُـبِّ مثـلُ قيْـس ٍولكـنْ = رُبّـمــا جُــــنَّ شــهْــوة ًأو شَــبَــقْ
وهْــوَ فـــي زهْـــدهِ إمـــامٌ ولـكــنْ = رُبّــمــا ابــتـــلَّ لـيــلُــهُ بـالــعَــرَقْ
هــوَ نــورٌ وفـيــهِ عـــشّ ُ ظـــلام ٍ = وظـــلامٌ والـثــوبُ مـنــهُ احـتــرَقْ
فيـهِ رجْـسٌ مِـن الشياطـيـن لـكـنْ = فــيــهِ لـلأنـبـيـاء ِ غــــارٌ يُــشَـــقْ
مُـتـعَـبٌ يَـجــدفُ الـخـيـالَ بـحِـبــر ٍ = وشــــراعـــــاهُ قـــلـــبُـــهُ والأرقْ
وهـوَ طيـرٌ مـا بـاعَ يومـا ًغـنـاءا ً = حسْـبُـهُ الــروضُ زهْــرُهُ والعـبَـقْ
شـرَفُ الحَـرفِ عنـدَهُ مثـلُ وَحْـي ٍ = مِــــنْ اِلاهٍ فـالـحــرفُ لا يُــرْتــزَقْ
بــــــدأ َ اللهُ خــلــقَـــهُ بـــحــــروفٍ = كـيـفَ حَــرْفٌ يُـبــاع ُ أو يُـخـتـرَقْ
اِنّــهُ الشـاعـرُ المُـشـظّـى خـيــالا ً = وغـرامــا ً وعِـيـشُـهُ فـــي رَهَـــقْ
فاقـرؤوهُ يَعلـقْ بكـمْ خيْـط ُ عـطـر ٍ = واسمعـوهُ فالسحْـرُ فـي مـا نـطـقْ





عبده فايز الزبيدي 07-21-2013 11:44 PM


عبدالرحمن أقرع

كتبت الشاعرة و الأديبة إباء إسماعيل عن سيرته الذاتية والإبداعية في منتديات مجلة أقلام قائلة:

إنه الشاعر والأديب والمترجم الفلسطيني د. عبد الرحمن أقرع
* من مواليد عام 1971 في مدينة نابلس بفلسطين
*حائز على بكالوريوس في الطب والجراحة العامة من جامعة الطب في مدينة فارنا بلغاريا
*حائز على الماجستير في علم وظائف الأعضاء من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
*يعد لشهادة الدكتوراة في فسيولوجيا النسيج الدهني .
*عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
*مدير عام منتديات الزهراوي الطبية
* عضو الهيئة الإدارية العليا لمنتديات ومجلة (أقلام الثقافية ) الرقمية.
*عضو نقابة الأطباء الفلسطينيين
*عضو الجمعية المصرية لأمراض الغدد الصماء والسكر
*عضو صديق في جمعية بيولوجيا الخلية البلغارية.
* المستشار الطبي لنادي الإتحاد الرياضي في مدينة نابلس.
*شاعر وقاص يكتب باللغتين العربية والبلغارية، ومترجم
له: ديوان(نسائم من الشرق) باللغة البلغارية صادر عن دار الحروف(بوكفيتي) للنشر في صوفيا/ بلغاريا 2007 .
* ديوان (الموت المستحيل) تحت الطبع ، سيصدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية.
* ديوان (لازوردي) باللغة البلغارية (مخطوط).
* مجموعة (على دروب الحياة) القصصية نشرت على موقع القصة السورية.
مؤتمرات علمية شارك فيها:
* مؤتمر الأطباء العرب الأمريكان في دورته العشرين –تموز 2006 في العاصمة الأردنية عمان.
* المؤتمر العلمي السادس لجمعية الغدد الصماء والسكر والإنجاب المصرية.سبتمبر 2006
* المشارك العربي الفلسطيني الأول في الدورة 17 للمنتدى الطبي الحيوي في جامعة طب فارنا-أيار 2007- فارنا/بلغاريا .
* مؤتمر (دور الترجمة في حوار الحضارات) المنعقد في جامعة النجاح الوطنية . تشرين الأول 2010. نابلس فلسطين.
المهنة الحالية:
أستاذ جامعي في كلية الطب البشري/ جامعة النجاح-فلسطين.

قلتُ: و كنيته أبو لجين، و هو بمهجره بدولة بلغاريا ، عرفته أول ما عرفته في منتديات مجلة أقلام حينما بدأت أكتب الشعر لأول مرة في حياتي في عام 2007 للميلاد ، و كان بيننا ما يكون بين الشعراء و الأدباء المثقفين من ودٍّ و تقدير.
من أشعاره:
1. قصيدة : (صَخَبُ روح)
هي أنتِ وحدك من تزيح عن الفؤادِ همومه
وتقرُّ فيهِ...
وتنتشي..
بالعشقِ دون خلائقِ الرحمانِ..
وحدكِ من تقول لخافقي:
انبض بحبي دون غيري
واستلذّْ..
بخلوتي..وبجلوتي
هي أنتِ وحدكِ من تحدد لي مسارَ النبضِ..
تمسكُ بالزمامِ..
لروحي النشوى
وتأخذها إلى أي الأماكن تنتقي
فتسير خلفكِ لا تفكرُ بالمآلِ ولا الطريقِ..
وتقتفي منك الخطى ..لا ترعوي
لمحالِ وصلكِ ..
وابتعادِ دروبنا عن بعضها
لكن روحي بالفتاتِ عن الموائدِ..
ساقطاً..لا تكتفي
أنا من خلقتُ لغيرِ هذي الأرضِ..
أعلمُ أنه لا الناسُ ناسي
لا ولا هذا الزمانُ بِلي
فالروحُ مني طفلةٌ ..
في قمقم الهرمِ الرشيدِ حبيسةٌ
تبكي وتضحكُ ما أرادَ لها الإلهُ، وتصطفي...
من فاخرِ الألعابِ ما شاءَ الخيالُ...
فتكتفي.

2. قصيدة (
ليدينِ من حبرٍ وعنبرْ)
قدم لها بقوله:(إلي محمود درويش):
ليدين ظلت نصفَ قرنٍ أو يزيدُ..
تهدهدُ الأحلامَ..
تغفو فوقَ صدرِ الجرحِ كالطفلِ الوليدْ.
ليدينِ قدَّت من فؤادِ الصخرِ دفترَ طفلةٍ..
تمشي إلى غرف الدراسةِ..
في سباقٍ مع صواريخ الغزاةِ..
لتنجلي ظلل الدخانِ عن الحقيقةِ ..
حيث يبدو الموتُ مدحوراً..
وأشلاءَ الطفولةِ باسقاتٍ
في السماءِ لها من المجدِ النقيِّ ملامح الفجرِ الجديدْ
ليدين تزحفُ في حقولِ الشوكِ
عائدةً إلى حيث الحصان
هناكَ ينتظر الرجوعَ ويؤنسُ البيتَ الوحيدْْ
لله همهمة الحصانِ..
وقد رأى زين الشبابِ وفارس الفرسانِ..
يأتي حاملاً في كفهِ بعضَ المدادِ
وقد تشققتِ الجرائدُ منذُ قحطِ النكبةِ الأولى
لتبدأ للرمادِ مواسمٌ في العيشِ سوداءٌ..
ويأكل جثة العربي دودْ
ليدين من حبرٍ وعنبرْ
ليدين من برقٍ يدغدغُ قلبَ غيمِ الشعر..
يهطل فوق وجهِ الأرضِ ريحاناً وزعترْ
ليسيلَ في الأتلامِ أنغاماً..
عليها يرقص الزيتون أخضرْ
ليدين فوق المعصمين علاهما وشمٌ ...
كوردِ الكرملِ المسلوب أحمرْ
ليدينِ خطت ألفَ منشورٍ ومنشورٍ..
توزعُ في أزقةِ قريةٍ
قبل الصلاةِ وبعدها
قبل الرحيلِ وبعدهُ
قبل اعتمادِ الأرضِ سيدة البداباتِ
التي رسمت ملامحنا ..
وسيدةَ النهاياتِ التي ضمت بقايا حلمنا
قبل المقايضةِ اللعينةِ..
بين حدِّ السيفِ مع دمنا المراق ِ..
على مذابحِ صمتِ أمتنا ..
وليتَ البيع أثمرْ
ليديكَ ملتها المنافي
لوحت بالأمس من أرضِ السدومِ لنا
لتمضي حيث للأحلامِ طعمٌ آخرٌ
حيثُ القصائد لا يعريها الصغارُ ..
وحيثُ لا تقفُ الجيادُ وحيدةً
وحيث يحلو الإعتذارُ..
وحيثُ زهرِ اللوزِ أبعدْ


3. قصيدة (نبيذ الوصلِ في كأسِ اللازورد)


جــادَ حِـبِّـي يـــا نـبـيـذَ الـوصــلِ جُـــدْ
وانسَكِبْ فـي عُمـقِ كـأسِ الـلازَوَرْدْ
أحــمــراً راقَ كــــوردٍ فــــوقَ خَـــــدْ
لــبــتـــولٍ فـــــــي حــــيــــاءٍ زانَ وُدْ
عـبـقـريَّ الـطـعـمِ مـــا لـلـطَّـعـمِ نِــــدْ
غـيـرَ معـسـولِ اللـمـى إنْ جَــدَّ جَـــدْ
عَـطِــرَ الـريــحِ كـمــا إذ فــــاحَ نَــــدّْ
صافِـيـاً كالصُـبـحِ يُجـلـى يــومَ سَـعْـدْ
نـسـتَـقــي مِــنـــهُ مُـبــاحــاً لا يُـــــرَدْ
لا ولا نَخـشـى فَـمـا للـعِـشـقِ (حَـــدّْ)
كـخـمــورٍ فــــي الـفــراديــسِ تُــعَـــدْ
لِـتُــقــاةٍ زانَــهُـــم تَــقـــوىً وزُهــــــدْ
نِعـمَ خمـرُ الوصـلِ يُسقـى بَـعـدَ صَــدّْ
وفِـــــراقٍ أورَثَ الـعـيـنـيـنَ سُـــهْـــدْ
مـــن يـديـهـا مَــزَجــت بـالـخَـمـرِ وُدْ
وأتــــت تَـمــشــي دلالا دونَ قَــصـــدْ
أدنــــتِ الــخــدَّ وقــالَــتْ هــــاكَ وَرْدْ
وارتَشِفْ من ذي اللمى خمراً وَشَهْدْ

عبده فايز الزبيدي 07-21-2013 11:49 PM

ترجمت لنفسها فيما نقله عنها الشاعر الفلسطيني سمير سكيك صاحب منتديات مجلة أقلام بقوله:
من مواليد حلب/، سوريا في 9 أيار 1962م
- 1984 المشاركة في مهرجان الأدباء الشباب تحت رعاية إتحاد الطلبة في سورية
- 1985 – 1986 المشاركة في مهرجان الأدباء الشباب تحت رعاية إتحاد الكتاب العرب
- 1985 إجازة في الأدب الأنكليزي من جامعة تشرين السورية
-1986 سفر إلى الولايات المتحدة والإقامة -1995 دراسات عليا من جامعة إيسترن ميشغن الأمريكية (e.m.u)
- 1998 عضو مؤسس في رابطة القلم العربية الأمريكية
- 1998-2002 رئيسة اللجنة الثقافية في رابطة القلم العربية الأمريكية
- 2004 نائب الأمين العام لرابطة القلم العربية الأمريكية
- 2005 رئيسة اللجنة الثقافية في رابطة القلم العربية الامريكية
- 1999 صدرت مجموعتي الشعرية الأولى (خيول الضوء والغربة) عن وزارة الثقافة السورية
-2001 صدرت مجموعتي الشعرية الثانية (أغنيات الروح) عن إتحادالكتاب العرب
- 2005 صدرت مجموعتي الشعرية الثالثة (ضوء بلادي) للأطفال عن إتحاد الكتّاب العرب
المشاركة في أنثولوجيا ( الأنثوغرام بويم ) لوحات للفنانة التشكيلية البريطانية ماري بلانت و قصائد لشعراء العالم بلغاتهم الأم، و ذلك ضمن معرض أقيم في قبرص شهر آب 2004 .
- 2005 مترجِمة مع مترجمين آخرين لأنثولوجيا( الأدب العربي الأمريكي المعاصر) تحت إشراف وترجمة د. لطفي حداد عن دار صادر للطباعة والنشر- بيروت
-2006 شهادة تكريم من الجمعية الدولية للمترجمين العرب
- رئيسة تحرير مجلة (صفحات) الصادرة باللغتين العربية والانكليزية عن رابطة القلم
- لدي مجموعتان شعريتان تحت الطبع بعنوان: )إشتعالات مغتربة(،( ضياء الحلم والحنين)
شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية والندوات الثقافية والإعلامية في أمريكا الشمالية باللغتين العربية والإنكليزية, وذلك عبر العديد من المؤسسات الثقافية العربية الأمريكية والجامعات الامريكية : رابطة القلم العربية الأمريكية , نادي بنت جبيل الثقافي الأجتماعي , آكسس , البيت العربي الثقافي , منظمة أدباء بلا حدود , إتحاد شعراء أمريكا اللاتينية , جامعة ديترويت ميرسي , جامعة ميشغن ,سكول كرافت كميونيتي كوليدج ...
* تدخل تجربتي الشعريّة في أنثولوجيات متعددة قام بها الباحثون : رئيس مؤسسة الشرق الثقافية الأديب والباحث اللبناني نخلة بدر، في أنثولوجيا (شعراء عرب أمريكان معاصرون). وموسوعة أخرى للشاعر والباحث اللبناني قيصر عفيف رئيس تحرير مجلة الحركة الشعرية ، الأديب والباحث السوري د. لطفي حداد، في (أنثولوجيا الأدب العربي المهجري المعاصِر) . والأديبة المغربية د. لطيفة حليم من جامعة محمد الخامس في المغرب، في أنثولوجيا (شاعرات مابعد جبران) والذي كان موضوع أطروحتها للدكتوراة. و الباحثة الأمريكية جيسيكا نيومان بالتعاون مع جامعة كولورادو الأمريكية.
* قامت الباحثة الأستاذة الجامعيّة د. لطيفة حليم بوضع تجربتي الشعرية ضمن المنهاج الدراسي لطلاب الأدب العربي في جامعة محمد الخامس في الرّياط/المغرب و ذلك لعامَي
( 2002-2003) و( 2003-2004)م.

قلتُ: و هي شاعرة ملمة بالعروض و العروض الرقمي ، و هي من تلاميذ الأستاذ خشان بن محمد خشان ، حيث وجدتها عضوا نشيطاً في منتديات (العروض) الخاصة بالأستاذ خشان ، و هي أمريكية من أصول سورية و هي لهذا تجيد الترجمة من الإنجليزية للعربية و العكس .
من شعرها:
1.قصيدة (صوتان )
تضيء نوافذ الكلماتْ!...
كأن الشمسَ صوتكَ
تغسل الصبحَ المندى،
من دموعِ خطايْ...
ويصبح ظلّها قلبي
فليتَ الحبَّ يبرئها
منَ الظلماتْ!...
وأرتشف الصدى
لكأن ذرات الصدى
صارت مياهكَ،
ترشح النار التي تسقي دمايْ!!...

كم نجمةٍ نامتْ على قلبي
وكم فجرٍ تنحّى عن دروبي
كي أهدهدَ شمسَ صوتِكَ
في سمايْ؟!..
اسكبْ صدى وطني
على شفقٍ مدمّى من شفاهكَ
وَاسْقني نورأً تعطّرَ من شذاهْ........
هذا الهوى المجنون
فوق هلال بيتي
أو صليبِ جروحه
يهمي ربيعاً منْ سناهْ....
يخطو.... مباركةٌ خطاهْ
وخطاه من نورٍ
على نهر ينادي:
ها أنا ماء الإلهْ...
فلتنزف الساحات
والأرض الشهيدة
كي تشعّ بلؤلؤ الفرحِ الجباهْ!.....

وألاحق الصوتَ المسافرَ
في لهيبكَ والبحارْ.....
تهفو رؤايَ إلى رؤاكَ بهيّةً
لكنّني أبقى السجينة
في متاهاتِ الغبارْ!.....

صوتي وصوتكَ
كالصدى والصوتِ
إذ يتعانقانِ مدىً
وأغنيةً
على عشبِ النهارْ!.....

اقرأْ ...هنا صوتي
وجرحي قد تدحرجَ
فوقَ أجنحة السؤالْ.......
فتح المدى
وأثارَ ضوءاً من دمائكَ
كالغزالْ.......

اقرأْ على بابي الكتابْ
فلربما للأذن عينٌ
كي ترى عينَ الصدى
وترى الغيابْ!.....

اقرأْ.... فهذا جمر صوتي
حين يقدح ناره
في روحكَ البيضاءَ
تأتيني على شجر الحنينِ
كنسمةٍ فوقَ الشعابْ.........
هيَ صوتنا وضياؤنا
وقصيدةٌ أبهى
لتدفع من رؤانا وحشةَ المنفى
وأهوالَ اليبابْ!

2. قصيدة (نشيد الطفل الشهيد)

طالعٌ منْ دمي،‏

كالسنا والحنينْ...‏

جسدي في الفلاةِ قطاةٌ‏

وروحي تحومُ،‏

على وردةٍ‏

منْ أنينْ....‏

فأنا صوتكمْ‏

وأنا جرحكمْ‏

وأنا ما تبقّى لكمْ‏

منْ زهور السنينْ!...‏

*** ‏

لماذا أموتُ،‏

بلا أُمْنيةْ؟‍!...‏

لماذا قُتلْتُ،‏

بلا بسْملهْ؟‍!...‏

لماذا جروحي،‏

تظلُّ جروحي؟‍!...‏

وكيف الطريقُ،‏

إلى الزلْزلهْ؟‍!...‏

*** ‏

طالعٌ منْ دمي‏

أرسمُ الضوءَ‏

واللغةَ الرّائعهْ...‏

طالعٌ من دمِ الشهداءِ‏

ومنْ أرْضنا،‏

سنْبله....‏

فاحملوا جسدي عَلَمَاً‏

وكتاباً‏

وغنّوا لأحْلامنا المُقْبِلهْ!!...‏

*** ‏

يجيءُ الصباحُ‏

ليحملَ روحي كصفصافةٍ‏

منْ ضياءْ...‏

يجيءُ الصباحُ‏

تراني أأذرفُ دمْعاً‏

على قمرٍ ينْطفي‏

أمْ سأرْفعُ في الرّيحِ‏

ورْدَ الإباءْ؟‍!...‏

يجيءُ الصباحُ‏

وقلْبي رفيفٌ،‏

يحنُّ إلى وطنِ الحُبِّ‏

والكبرياءْ!...‏

3. قصيدة (هواجسٌ على أرصفة الوطن )

أَرَقٌ ،
يُلوِّحُ في المدى
وَيَحطُّ في روحي القلقْ...
الحزنُ يَحرقني،
كما العصفورُ
ألْهَبَهُ الصّقيعُ
فَما احترَقْ!...
أرَقٌ يجوبُ مَراكِباً،
في جدولٍ
يغْفو على جبلِ الورقْ!!...
* *
لنْ تَستكينَ جَوارِحي لِجروحها
فَأنا اشتعالٌ،
في دماءِ الأزمنهْ...
سَأمدُّ أحلامي الفسيحةَ
كالشّجرْ...
وأرى سَنا الأحلامِ بَحْراً
في الحَجرْ...
فأنا الخصوبةُ،
في فضاءِ الأمْكنهْ!...
* *
ها لَيليَ الغافي،
يُناجي أنجُمَ الرَّغباتِ
في صُبْحِ الوطنْ...
شاخَتْ أناشيدُ الشّموعْ
وَتَكاثَرَتْ لغةُ الشَّجَن...
لأرى عصوراً مِنْ لَهبْ
وأرى خَراباً يستبيحُ،
دمَ العرَبْ...
وأرى نشيديَ ضاعَ
في الشجرِالغريبِ
أرى هُدىً ومَناسِكاً
يتسامَرُ الأمْواتُ فيها
غارقينَ بِمَوتِهمْ...
وأرى كأنَّ الأرْضَ،
ميلادٌ
وَميراثٌ
يُحَوِّمُ في النّوَبْ !! ...
* *
ألَمٌ يُنوِّرُ في المدى روحاً
ويُشعَلُ فَوقَ أضرحةِ الفَناءِ
كما الغِناءْ ...
مَوتٌ على مَوتٍ
وَمثْلُكِ يُقْتَلُ...
دمُكِ المُبَعْثَرُ في الدروبِ
جَداوِلُ ...
وَعَلَيْكِ يرْتَجِفُ المساءْ ...
يَتُها الطفولةُ،
يالَّتي فاحتْ بَراعِمُها
بِعِطْرِ الحُبِّ
في زمنِ الجَفاءْ ...
يَتُها الأمومةُ
يالّتي ذرَفَتْ دموعَ حليبها،
وَبَكَتْ نجومَ حياتِها،
أَلَماً
وجوعاً
وانْطِفاءْ ...
جُرْحٌ يَدُقُّ الرّوحَ
يَصْعَدُ كالدُّعاءِ
إلى السّماءْ ...
كَمْ هَدَّنا هذا المَتاهُ
كأنّنا مَوتى،
نُسافِرُ
في مَتاهاتِ الهَباءْ!..
* *
هاإنّني الخنساءُ
أطلعُ من ضلوعِ أُمومتي
قلْبي يَصيرُ حَمامةً
والروحُ يَحملها الضّياءْ

عبده فايز الزبيدي 07-21-2013 11:55 PM

الشاعر/شائع الغبيشي
هو الشاعر السعودي أبو عاطف ، شائع بن جابر بن شائع الوكيلي الغبيشي، ولد في قرية السلامة بمركز حَـلِيِّ بن يعقوب جنوب محافظة القنفذة ،في عام 1369 هـ ، تُوفي والده و هو صغير لم يبلغ الحُلم ،فانتقل مع أخويه حسن و بلقاسم إلي بلدة المظيلف شمال مدينة القنفذة ،و تبعد عن وادي حليِّ قرابة 140 كيلاً ،و كان في رعاية محمد بن عاطف الراشدي ، و هناك درس في الكتاتيب _ كتاتيب القرعاوية(1)_ القرآن الكريم و ألاربعين حديثا النونية و الحساب.
إلتحق في عام 1381 هـ بالتعليم النظامي بمدرسة السلامة ، و تخرج بدبلوم في معهد إعداد المعلمين بمدينة القنفذة عام 1391هـ، و في عام 1393 عين معلماً بمدرسة الفريق الابتدائية ، و
في عام 1402 االتحق بالكلية المتوسطة بمدينة الطائف لينال شهادة البكالوريوس .
عاد من الطائف ليعين بمدرسة كياد الابتدائية في عام1404 هـ ثم انتقل لمدرسته الأولى ابتدائية الفريق في تأريخ 11-1-1405 هـ و ظلَّ بها حتى وافاه الأجل في يوم الثلاثاء 23-5-1423هـ و هو قادمٌ من أبها إثر حادث سير ، رحمه الله تعالى.

و أبو عاطف شاعر مبدع جَهير الصوت حاضر الإحساس ،يملأ الحضور هيبة و دهشة فأحب الناس الشعر من خلاله و كان مهرجان معرض الطفل الفني الذي كان يقام كلِّ سنة بمدرسة الفريق تظاهرة يحضرها عشاق الرسم و الشعر، جمع المتبقي من شعره أهله و في مقدمته ابنه عاطف و ابن أخيه الشاعر/ حسن بن بلقاسم في ديوان صغير أوورد منه ما يلي:
من أشعاره:
1. قصيدة (نفسي من البين)، منها:
ماذا أقولُ و في الأحشاء ما فيها = نفسي من البينِ قدْ هاجت بلاويها
ما كنتُ أحسبُ أن البينَ يضعفها= و أن أفراحنا تبلى لياليها

2. قصيدة (تذوق الفن)
قصيدة بديعة ،ألقاها بمعرض الطفل الفني بمدرسة الافريق الابتدائية، منها
:
تذَّوق ِ الفنَّ إنَّ الفنَّ أسرارُ = في ريشة الطِّفلِ آراءٌ و أفكارُ
قد عبَّر الطِّفلُ في أعمال معْرَضِهِ= عمَّا يكنُّ و ما يرجو و يختارُ
فَسرْ رويداً ففي أعماله قصَصٌ= فيها غناءٌ و آهاتٌ و أوتارُ
يحكي لنا الطِّفلُ أفكاراً و أمثِلةً= يروي لكَ الرَّسْمُ ما ترويه أشعارُ
و متعةُ النَّفسِ إذ ألوانهُ نطقتْ =تبارك اللهُ ضاء العرض و الدارُ
و جرأة الرسم في لوحاتهم برزتْ = هم البراعمُ في التعبير أحرارُ.

3.قصيدة (إبداع فنان).
ألقاها بمدرسة الفريق الابتدائية في معرض الفنون، منها :
أتيتُ أمشي الهوينا غير عجلان = أمتع الطَّرفَ من إبداع فنانِ
أسرح الفكرَ في روضٍ تداعبني=أغصانه الغُض مِنْ شيحٍ و ريحانِ
استروحَ الزَّهْرَ في شوقٍ و في لَهَفٍ= و أذرفُ الدَّمعَ للماضي بتحنانِ
أبصرتُ بركةَ ماءٍ قلتُ: اعبرها !=نُثرتْ بداخلها حبَّا رمَّانِ
حملتُ ابنيَ خوفَ الماء يغرقهُ=فقيلَ: يا صاحبي تمويهُ ألواني


4.قصيدة (يا نفسُ صبراً).
رثى بها شيخ كنانة الشهير عبدالرحمن بن عيسى الكناني رحمه الله!،منها:

يا نفسُ صبراً فالقضاء حكيمُ
لا تجزعي إنَّ المصابَ عظيمُ

و تجملي يا نفسُ لا تتبرمي
إنَّ التَّـبــرُّمَ للأنــامِ جَـحيمُ

يا نفس قد نزلت بدار كنانةٍ
بلوى يشيبُ لهولهن فطيمُ


عبده فايز الزبيدي 07-21-2013 11:57 PM

هو الشاعر السعودي المقتدر ،عيسى بن علي بن محمد جرابا .من مواليد قرية الخضراء الشمالية بـجازان عام 1389هـ .تلقى تعليمه الأول بمدرسة الخضراء الابتدائية ، ثم التحق بالمعهد العلمي في ضمد، وتخرج فيه عام 1409هـ ثم التحق بكلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وتخرج فيها عام 1413هـ .عمل مدرساً في المعهد العلمي بمحافظة صبيا ، ثم في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض ، ثم في المعهد العلمي بمحافظة صبيا مرة أخرى وما يزال …
أحيا كثيراً من الأمسيات الشعرية داخل الوطن وخارجه.نُشر شعره في كثير من الصحف والمجلات المحلية والعربية وعلى صفحات الإنترنت.
حصل على المركز الأول في مسابقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على مستوى المملكة وبعض الجوائز الأخرى مثل جائزة نادي جازان الأدبي وجائزة نادي أبها الأدبي وإحدى جوائز نادي الشرقية الأدبي ونادي الباحة الأدبي ونادي الطائف الأدبي ونادي تبوك الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بحائل...
- شارك في مهرجان الجنادرية السابع عشر عام1422هـ بقصيدة حفل افتتاح الأنشطة الثقافية.
ـ شارك في مهرجان المدينة المنورة الخامس عام 1423هـ وذلك في أمسية شعرية.
ـ شارك في مهرجان الجنادرية التاسع عشر عام 1424هـ وذلك في أمسية شعرية.
ـ شارك في مهرجان الجوف الثاني عام 1425هـ وذلك في أمسية شعرية.
ـ مثل المملكة في فعاليات من الفكر والأدب السعودي في صنعاء في الفترة 7-9/3/1425هـ
ـ حصل على جائزة الأمير محمد بن ناصر للتفوق في دورتها الثالثة عام
1426_1427هـ
ـ ألقى قصيدة استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خلال زيارته لمنطقة جازان عام 1427هـ
ـ شارك في مؤتمر الأدب الإسلامي الثالث في جامعة أم درمان الإسلامية في السودان عام 1428هـ
ـ مثل المملكة في المهرجان الثقافي الخليجي الأول لدول مجلس التعاون في الشارقة عام 1428هـ
ـ مثل المملكة في الأيام الثقافية السعودية في اليمن عام 1430هـ
ـ شارك في مهرجان الجنادرية السابع والعشرين عام 1432هـ وذلك في أمسية شعرية.
- حاصل على جائزة شاعر الوطن من نادي الرياض الأدبي عام 1433هـ
ـ تُرجم له في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.
ـ تُرجم له في معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين.
ـ عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
ـ له ثلاث مجموعات شعرية مطبوعة الأولى
"لا تقولي وداعا" صدرت عن مكتبة الأديب بالرياض عام 1420هـ ، والثانية "وطني والفجر الباسم" صدرت عن نادي جازان الأدبي عام 1422هـ , والثالثة
"ويُورق الخريف" صدرت عن مكتبة العبيكان بالرياض عام 1424هـ.
من أعماله:
1. قصيدة:(ما لي و للشعر)
مَا لِي وَلِلشِّـعْرِ؟ مَـا أَوْقَدْتُ قَـافِيَةً
إِلاَّ وَهَـبَّ الـمَدَى رِيْحـاً فَتَنْطَفِـئُ

أَرَاهُ لِلقَلْـبِ نِبْرَاسَـاً يُضِيءُ وَكَـمْ
عَلَيْــهِ إِنْ شَــاخَتِ الآمَالُ أَتَّكِئُ

وَكُنْتُ أُجْـرِي عَلَى أَمْوَاجِـهِ سُفُنِي
وَإِنْ طَغَـتْ فَــإِلَى شَطَّيْـهِ أَلْتَجئُ

فَكَيفَ بَعْثَـرَ مَـا خَبَّـأْتُـهُ زَمَنـاً
مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ ؟كَيفَ الحُبُّ يَخْتَبِئُ؟

مَـا لِي وَلِلشِّعْرِ؟شَابَتْ مِنْهُ نَاصِيَتِي
وَكَمْ عَلَى هَدْأَةِ الأَسْحَـارِ يَجـْتَرِئُ

إِلَيــكَ أَشْكُـو وَلَكِنْ مِنـكَ يَا وَتَراً
عَنِ الخُلُــودِ تَسَـامَى لَيسَ يَهْتَرِئُ

يَدُقُّ قَلْبِـي إِذَا وَافَيـتَــهُ فَـرَقـاً
وَبِـالَّذِي فِيــهِ بَيْـنَ النَّاسِ يَنْكَفِئُ

هَـذَا أَنَـا كَمْ رَثَيْتُ العَاشِقِيْنَ وَمِنْ
حَيْثُ انْتَهَوْا فِي دُرُوْبِ العِشْقِ أَبْتَدِئُ



2.قصيدة (أَنَا... مَنْ أَنَا؟)



أَشْعَلْـتُ فِــي عَـيْـنِ الـدُّجَـى قِنْدِيْـلِـي
وَسَـكَـبْـتُ بَـيْــنَ ضُـلُـوْعِــهِ تَـرْتِـيْـلِـي

وَسَرَيْـتُ أَنْسُـجُ مِـنْ خُيُـوْطِ عَزِيْمَتِـي
رَحْـلِـي وَرَاحِلَـتِـي... حُــدَاءَ دَلَـيْـلِـي

لَمْ أَلْتَفِـتْ... كَـلاَّ... وَكَـمْ مِـنْ لاهِـثٍ
خَلْفِي... لَهُ دَحْرَجْتُ رَجْعَ صَهِيْلِـي!

تَغْفُو عَلَـى كَتِفِـي النُّجُـوْمُ وَمَـا غَفَـتْ
يَـوْمـاً خُـطَـايَ وَلا أَضَـعْـتُ سَبِـيْـلِـي

يَــرْوِي أَذَانُ الفَـجْـرِ غُـلَّــةَ مُهْـجَـتِـي
أَمَـلاً... وَيَشْـفِـي مِــنْ شَــذَاهُ غَلِيْـلِـي

يَمَّمْتُ شَطْرَ النُّوْرِ وَجْهِي... فَاكْتَسَى
نُــوْراً وَأَزْهَــرَ فِـــي مَـــدَاهُ هَـدِيْـلِـي

حَطَّـمْـتُ بِـالإِقْـدَامِ سُـــوْرَ مَـخَـاوِفِـي
وَلَـبِـسْـتُ بِـالإِصْــرَارِ كُـــلَّ جَـمِـيْــلِ

تَخْضـرُّ فِـي شَفَتِـي أَهَـازِيْـجُ الـهُـدَى
وَبِـهَـا إِذَا احْـتَـلَـكَ الـدُّجَــى تَعْلِـيْـلِـي

لُغَتِي تَـذُوْبُ الشَّمْـسُ فِيْهَـا مَـا خَبَـتْ
تَجْـلُـو كُـهُـوْفَ الـزَّيْــفِ وَالتَّضْـلِـيْـلِ

أَنَـا... مَـنْ أَنَـا؟ وَامْتَـدَّ يَلْتَهِـمُ المَـدَى
طَـرْفُ الـسُّـؤَالِ وَعَــادَ غَـيْـرَ كَلِـيْـلِ

وَسَـرَى صَـدَاهُ يَـلُـمُّ أَشْـتَـاتَ الــرُّؤَى
وَيُـضِــيْءُ لَـيْــلَ الـيَــأْسِ وَالتَّـخْـذِيْـلِ

أَنَـا مَـنْ أَنَـا؟ وَالكَـوْنُ يُصْـغِـي لَهْـفَـةً
وَيَـشُــقُّ ثَـــوْبَ الـصَّـمْـتِ بِالتَّحْـلِـيْـلِ

فَــإِذَا الـجَــوَابُ حُـرُوْفُــهُ كَـكَـوَاكِـبٍ
شَـعَّــتْ عَـلَــى الـهَـامَـاتِ كَالإِكْـلِـيْـلِ

مِـيْـمٌ مَعِـيْـنٌ لَـيْــسَ يَنْضُـبُ...مَـرْتَـعٌ
خِصْـبٌ... يَطِيْـبُ عَلَـى ثَـرَاهُ مَقِيْلِـي

سِــيْــنٌ سَــــلامٌ فَــرَّعَــتْ أَغْـصَـانُــهُ
وَلِـفَـيْـئِــهِ يَـشْــتَــاقُ كُــــــلُّ عَــلِــيْــلِ

لامٌ لآلِــــئُ مِــــنْ خِــصَـــالٌ كُـلَّــمَــا
لَـمَـعَـتْ تَـسَـاقَـى الـكَــوْنُ بِالتَّبْـجِـيْـلِ

مِيْـمٌ... وَمَـاذَا بَعْـدُ...؟ لَيْـسَ بِحَاجَـةٍ
وَجْــهُ النَّـهَـارِ إِلَــى وَمِـيْــضِ دَلِـيْــلِ

أَنَـا مَـنْ أَنَـا؟ أَنَـا مُسْلِـمٌ... وَتَنَـاثَـرَتْ
عَـبَـرَاتُ دِجْـلَـةَ مِــنْ عُـيُــوْنِ الـنِّـيْـلِ

وَإِذَا بِـمَــكَّــةَ تَـسْـتَـحِــثُّ بِـطَـاحَــهَــا
شَــوْقـــاً إِلَـــــى لُــقْــيَــاهُ بِـالـتَّـهْـلِـيْـلِ

نَادَتْـهُ طَيْبَـةُ... كَـمْ إِلَيْـهِ هَفَـتْ! وَكَــمْ
غَـنَّـى لَــهُ الأَقْـصَـى غِـنَــاءَ خَـلِـيْـلِ!

وَتَـهَـلَّـلَـتْ بِـالـبِـشْـرِ كُــــلُّ غَـمَــامَــةٍ
وَهَــمَــتْ عَــلَــى عَـيْـنَـيْـهِ بِالتَّـقْـبِـيْـلِ

أَنَـا مُسْلِـمٌ أَسْمُـو... إِذَا العَزَمَـاتُ لَـمْ
تَـلْـوِ الخُـطَـى عَــنْ مُحْـكَـمِ التَّنْـزِيْـلِ

3. قصيدة ( كِلانَا نِصْفُ حَي!)

سَكَبَ الوَجْدُ فُؤَادِي فِي يَدَيْ
لَمْ يَكُنْ مَيْتاً... وَلَكِنْ نِصفُ حَيْ

عَاثَتِ الذِّكْرَى بِهِ فَانْتَثَرَتْ
بِالأَسَى آهَاتُهُ مِنْ مُقْلَتَيْ

غَارِقٌ فِي لُجَّةٍ هَادِرَةٍ
مِنْ ذُهُوْلٍ... هَارِبٌ مِنِّي إِلَيْ

كُلَّمَاَ لاحَ لَهُ طَيْفٌ بَكَى
وَصَحَا عَهْدٌ لَهُ أَجْمَلُ فَيْ

يَا فُؤَادِي صَبَّتِ الذِّكْرَى لَظَىً
بَيْنَ جَنْبَيْكَ... فَمَاذَا فِي يَدَيْ؟!

لَيْلُكَ الـجَاثِي عَلَى صَمْتٍ أَيَا
دِيْهِ تَلْوِي عُنُقَ الـخَفْقَةِ لَيْ

قَيْدُكَ الـمُحْكَمُ قَيْدِي فَعَـ
ـلامَ التَّشَكِّي وَهُمَا فِي مِعْصَمَيْ؟!

لا تَلُمْنِي... فَكِلانَا وَاجِدٌ
وَيَدُ البَيْنِ أَرَاقَتْ كُلَّ شَيْ

مَا لَنَا إِلاَّ بَقَايَا ذِكْرَيَـ
ـاتٍ ذَوَتْ نَشْراً وَبَعْضُ النَّشْرِ طَيْ

فَاذْرِفِ الدَّمْعَ سَخِيْناً... فَلَكَمْ
رُمْتُهُ يُطْفِئُ مَا ثَارَ لَدَيْ!

جَمْرَةُ الشَّوْقِ الَّتِي مَا خَمَدَتْ
مُهَجٌ تُكْوَى بِهَا... وَالشَّوْقُ كَيْ!

كَيْفَ نَشْدُو وَالأَمَانِي تَغْتَلِي
ظَمَأً... تَصْرُخُ لَكِنْ دُوْنَ رَيْ؟!

يَا فُؤَادِي... لُغَتِي مَجْرُوْحَةٌ
فِي فَمِ الذِّكْرَى... كِلانَا نِصْفُ حَيْ

لَمْ أَزَلْ أَبْكِي بِشَوْقٍ مَنْ نَأَى
وَغَداً أَنْأَى فَمَنْ يَبْكِي عَلَيْ؟!


و أختم سيرته بقولي : نال شاعرنا جائزة (شاعرعكاظ ) التي ترصد للشعر في سنة بالمملكة العربية السعودية لعام 1434هـ - 2013 م و تسلمها من يد الأمير خالد بن فيصل آل سعود أمير مكة سابقا و وزير التربية و التعليم حاليا .

عبده فايز الزبيدي 07-21-2013 11:58 PM

و يعرف بـ(زوربا الحجاز) لاطلاعه الكبير على التأريخ و فهمه له،كتب عنه الصحفي علي فقندش:
(... هو محمد حسين زيدان .. الكاتب والأديب السعودي البارز من مواليد المدينة المنورة عام 1325هـ 1905م لأب هاجر من صعيد مصر إلى المملكة في حوالى عام 1300هـ ــ 1880م التحق طفلا بالكتاب «الخلوة، الخلاوي» أولا ثم بالمدرسة «العبدلية» بالمدينة المنورة التي سميت فيما بعد بالمدرسة «الراقية» فنال شهادتها في أواسط عام 1343هـ (1924م). كما التحق بالمسجد النبوي الشريف وتعلم على أيدي مشايخه. عمل مدرسا للتاريخ والمواد الدينية في المدينة المنورة بالمدرسة «السعودية» من عام 1346هـ ــ 1927م وحتى عام 1352ــ 1933م ثم عمل سكرتيرا لرئاسة مشايخ الجاوة (مطوفي حجاج أندونيسيا) بين عامي (1398 ــ1399هـ). ورئيسا مساعدا بقسم الأوراق بوزارة المالية، وسكرتيرا للمجلس المالي، ورئيسا لقسم الحساب السيار المرافق لوزير المالية، ورئيسا للمحاسبة في الوزارة، وسكرتيرا لإدارة الحج، فمديرا عاما مساعدا، ثم رئيسا لمالية مكة المكرمة، فمفتشا عاما مساعدا فمديرا لشؤون الرياض، ثم مفتشا عاما للحج، فممثلا ماليا لوزارة المالية في وزارة الداخلية. في العام 1373هـ (1953م) أحيل إلى التقاعد قبل بلوغه السن القانونية فتفرغ للأدب والفكر والصحافة. ..وفي الصحافة السعودية شهد الزيدان بدايات تاريخها محليا وعمل فيها كاسم فاعل بدءا من محرر صغير يعمل بجريدة المدينة المنورة، ثم مديرا لتحرير جريدة البلاد ثم رئيسا لتحريرها بين عام 1380/1381هـ (1960/1961)، ثم رئيسا لتحرير جريدة الندوة، ورئيسا لتحرير مجلة (الدارة) التي صدرت عن دارة الملك عبدالعزيز بالرياض عام 1395 ــ 1975م بالإضافة إلى ذلك فقد كان محمد حسين زيدان من مؤسسي نادي الخطابة بالمدينة المنورة. وشارك بالكتابة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية وفي الصحف والمجلات المحلية.
ساهم في تمثيل المملكة في عدد من الاجتماعات والمؤتمرات الأدبية في الخارج. وكان عضوا في اللجنة العليا لجائزة الدولة التقديرية في الأدب. وتم تكريمه في النادي الثقافي الأدبي بجدة في حفل خاص عام 1408هـ/ 1988م وهو عضو في دارة الملك عبدالعزيز. وأبرز مآثره مشاركته في تأسيس الرابطة الإسلامية التي اختير مساعدا لأمينها.
. )(1)

و يشغل ابنه سامي محمد زيدان عضوية في مجلس الشورى السعودي .
له مصنفات كثيرة منها:

  • ذكريات العهود الثلاثة.
  • سيرة بطل (1967.
  • رحلات الأوروبيين إلى نجد وشبه الجزيرة العربية (1977)
  • المنهج المثالي لكتابة تاريخنا (1978)
  • المؤتمر الاسلامي هو البديل المثالي للخلافة الاسلامية (1979).
  • أحاديث وقضايا حول الشرق الأوسط - دراسات (1983)
  • عبد العزيز والكيان الكبير
  • العرب والارهاصات والمعجزة
  • فواتح الدارة
  • أشياخ
  • تمر وجمر
  • ثمرات قلم
  • المخلاة (1992).
  • سيرة بطل (1967م)؛
  • بنو هلال بين الأسطورة والحقيقة (1976م)؛
  • رحلات الأوروبيين إلى نجد وشبه الجزيرة العربية (1977م)؛
  • محاضرات عن التاريخ والثقافة العربية (1977م)؛
  • كلمة ونص (1981م)؛
  • خواطر مجنحة (1984م).
نماذج من كتاباته:
- و صف نفسه قائلا:
(
أنا عربي.. سواء كنت من ذوي الأعراق، أو من ذوي الاستعراق! أحارب الحيف، وأُكرم الضيف. يطعني السيف، أتمرد على العدالة، ويأخذني الظلم إلى الاعتدال. أصبر على الجوع، وأتستّر على الشبع. بالشظف أسُود، بالترف أُستعبد.. أيستعبدني أحد.. وأنا بالترف تستعبدني الشهوات.. وهذا حالي أصف به نفسي، كأّي نفس عربية تعيش اليوم!...)
_________
(1)علي فقندش ، محمـد حســيـن زيــــدان .. من الـ (كلـمة ونص إلى تمــر وجـمر)، جريدة عكاظ ، العدد: 3868، الصادرة في 25-صفر-1433 هـ، الموافق 19 - يناير 2012 م.

عبده فايز الزبيدي 07-22-2013 12:00 AM

http://www.ektrab.com/vb/image.php?u...ine=1367430788


عبد السلام زريق


هو صديقي الشاعر عبدالسلام بن بركات زريق الحموي السوري، من مواليد 2-يناير-1970 م في قرية الظاهرة التابعة لمدينة حماة يشتغل في التجارة ، نال شهادة الثانوية العامة عام 1988م قسم علمي، له ديوان (عصفورة المطر) الصادر في عام 2009 م،و عبدالسلام شاعر أديب ،و هذه فئة نادرة و عينة متفردة ،فله القصائد الرائعات، و المقالات النافعات التي تدل على كبير ثقافته ،و غزير معرفته ،و دائم مطالعته في خلقٍ جميل و دين متين، عرفته في منتديات منابر ثقافية في حوالي عام 2009 م ،و لي معه دائم التواصل ، من أشعاره:
1.قصيدة (بَنَفْسَجَة)
نُوحيْ بَنَفْسَجةً على أطلالي
لا تعجبيْ ما زالَ نبضُ سؤالي

ولِطلِّكِ المسكونِ في بَتلاتِها
سرٌّ يبوحُ بسَكرةِ المَوَّالِ

ألقيتِ ثَغركِ يا بَنفسجتي ضُحىً
فَلَقِفْتِ من سِحرِ القَصيدِ حِبالي

فَلَمَمْتُ أوردتي وعُدتُ بخَيبتي
طِفلاً وشيبُ العُمْرِ خطَّ ظلالي

منْ يومِ كنتُ ومِلءُ كفِّي أنْجُماً
دعتِ السماءُ لكي تنوحَ حِيالي

هذي الدُّموعُ المحرقاتُ قصائدي
وصَدى الرُّعودِ بِبُحَّةٍ إعوالي

* * *

يا ثوبُ كمْ قَصَّرتَ من سَوآتِها
لتُشيعَ بينَ العابرينَ ضَلالي

أخفيتَ حسنَ شِياتِها وبريقَها
وذَروْتَ في عينيْ رمادَ خَبالِ

ما عُدتُ أدري هل أنا قلبٌ مشى ؟
والجسمُ أطيافٌ على أسمالي

هل كنتُ ذاكرةَ المرايا ؟ هل أنا
قمحٌ يُساكِنُ نزوةَ الغِربالِ ؟

هل موجةٌ كَسلى تُخالِفُ ظَنَّها
بعُبابِ ما في البحرِ من أهوالِ ؟

سكِّينُ أحلاميْ اخضرارٌ في دمي
تُذكيْ أريجَ الموتِ في أوصالي

شُدِّي شراعكِ فالرياحُ رَضِيَّةٌ
منذُ احترفتُ مع الهَباءِ نِزالي

فرمانيَ اللاشيءُ سهماً قاتلاً
فوضعتُ أسيافي بغيرِ قِتالِ

غَرّبتِ أو شَرقتِ كلُّكِ واصلٌ
كلِّي ، دوامُ الوصلِ مَحْضُ مُحالِ

* * *

عودي فشمسيْ لن تُمشِّطَ شعرَها
لأَلُمَّ ضوءَ البدرِ فيضَ لَآلِي

عودي ليحتضنَ الضجيجُ سكونَهُ
حتّى يُرتِّب ساكِنِيْهِ ببالي

عودي هواكِ مواسمٌ ما شقَّها
حرثٌ ، ولا حَلُمتْ بِوصلِ الآل

هذا هواكِ قصائدي ومَدامعي
وحنينُ أجوبتي لِكُلِّ سؤالِ

2. قصيدة (سلمى)
لا تهمسي
الصوتُ يقتلُني فلا تتكلَّمي
ويظلُّ طيفُكِ في ظلاميَ مؤنسي
ما كنتُ أعلمُ .. أنتِ من ترفِ....
... الأناملِ ترسمينْ ؟
للَّونِ عندكِ سحرُهُ
والليلُ وعدُكِ بدرُه
فبأيِّ فجرٍ تحلُمين ؟
واللوحةُ البيضاءُ تشهقُ لانثناءِ المعصمِ
للريشةِ الخرساءِ أعصابٌ ...
....ونبضُكِ لحنُ شكٍّ مُبهَمِ
لا تُرهقيها مثلما واعَدْتِني...
.... بالأُمنياتِ .. تَرَحَّمي
روحي تَلوبُ إلى شذاكِ ....
....وكم كتمتُ تظلُّمي
خشبيَّةَ الأعصابِ مرسومٌ...
..... خيالي في جدارِ المَرسمِ
ما ترسُمينَ ؟....
بلابلاً وجداولاً أم تهرُبينَ إلى....
.... الوجودِ الأبكمِ ؟
هل ترسُمينَ قصائداً ؟
يا طفلةً في الحبِّ لن تتعلَّمي
السِّحرُ لحنٌ في فمي
والشِّعرُ أوتارٌ تسافرُ في دمي
فتوسَّديهِ وأبحري في لُجَّةِ الأحلامِ...
... حتى تَسْلمي
سلمى .. سؤالي أينَ أنتِ ؟
وهل تغادرُكِ الكآبةُ ساعتينِ لتحلُمي ؟
سلمى .. أيوماً تُزهرينَ ؟ وأذرعي ظمأى ..
وجدْبٌ في انتظارِك موسمي
سلمى .. وينكفِئُ السؤالُ كدمعةٍ ....
....هرِمتْ حياءً في جفونِ مُتيَّمِ
سلمى .. وأسئلتي حِرابٌ مزَّقتْ...
... صدري وفتَّتْ أعظُمي
وأعودُ أعثَرُ في صدايَ وصوتُ ..
...موَّالي الحزينْ
والظلمةُ العمياءُ لم تجزَعْ بيومٍ ...
....من بكاءِ الأنجُمِ

3. قصيدة (عارض قلق)
أحسَّ بانْ كميونُ في عليائه بعارضِ القلقْ
لا شيءَ يا سعادةَ الأمينْ
فالماردُ الحبيسُ في السِّردابِ لنْ يُفيقْ
إلا على بحرٍ من الدماءْ
فاقْلَقْ كما تشاءْ
أوِ ائْتنا في الشامْ
عنديْ لكَ الدواءْ
صبيَّةٌ وجدُّها شهيدْ
وبيتُها رُكامْ
وعمُّها شهيدْ
واللهُ يا سعادةَ الأمينِ عالمٌ شهيدْ
وثغرُها لمّا يزلْ وليدْ
وشقَّقتْهُ في مواسمِ العراءْ
عوارِضٌ تَفلُّ مِنْ قسوتها الحديدْ
صيفٌ لهيبٌ جاءَ بعدَهُ شتاءْ
وكلُّ من يعيلُها مستعْبَدٌ .. شريدْ
لمْ يبقَ في البحورِ - غيرُ النفْطِ -...
..للعِطاشِ كأسُ ماءْ
هناكَ في الشآمِ يلعبونْ
ويحمدونَ اللهَ حينَ تُمطرُ السماءْ
يبكونْ يضحكونْ
الصِّبيةُ الصغارْ
لا يعرفونَ غيرَ ربِّ بانْ كيمونْ
ويقرؤونَ في الصباحِ والمساءْ
فواتِحَ الأنفالْ
يَجْرونَ في الرمالِ يلعبونْ
عسى على أقدامهمْ تنفجرُ العيونْ
ودونَها إذا يشاءُ اللهُ تُسمَلُ العيونْ
ودونَها ستسقطُ العروشْ
ويطلعُ الصباحْ
وتُشرقُ الشموس
لأنهمْ مع الصباحِ بالدعاءِ يجأرونْ
وسورةَ الإخلاصِ في المِهادِ يحفظونْ
وفي المساءِ ينفثونَ سورةَ الفلقْ
وهذهِ يا سيِّديْ نهايةُ القلقْ



4. قصيدة (حماة)
لا زلتُ أسكنُ فيكِ أنتِ سكنتِني
..........أخذوا بعشقكِ مُهجتي ورِغابي
عَلِموا بأنِّي لا أفارقُ فالثّرى
............رُوحٌ من الكافورِ والأطيابِ
فتعمّدوا رِقِّي وكسرَ أصابعي
.............يا ربِّ ما لتعدُّدِ الأرباب!!
فَصَبأتُ عنهمْ ليْ إلهٌ واحدٌ
...........والعشقُ فردٌ..أنتِ كلُّ كتابي
ولنهركِ العاصي عصيُّ مدامعي
..............في ضِفَّتيهِ نزفتُ خمرَ شبابي
يبكيْ أنينُكِ في العُروقِ على دمي
................ويقيمُ مأتمَهُ على أعصابيْ
وَلِيَاسمينِكِ في شتاءِ قصائدي
.............نيسانُ عطرٍ مُزْهِرِ الأحقابِ
وجَلالُ حُسنِكِ أنْ أدوسَكَ حافياً
.............لكنْ تكلِّفُنيْ الحضارةُ ما بي
تُخفي النضارةُ في يديَّ بداوةً
.............وتَصعْلُكي كمْ تزدريهِ ثيابي
هذا أنا جسمانِ جسمٌ ميتٌ
............وأُقيمُ في الثاني على الأعتابِ
فتقبَّلي عِشقي ضراعةَ أحرفي
..............لا تتركيني دونَ ردِّ جوابِ
قُولي بأنِّي كنتُ بَرَّاً مرةً
................وتَعلَّقي دهراً على أهدابي

عبده فايز الزبيدي 07-22-2013 12:07 AM

<b> عبد الهادي السائح
هو الشاعرو الوشَّاح و المترجم ،الأديب عبدالهادي السائح ، ولد السائح في يوم 17 ديسمبر عام 1978 بمدينة اﻷصنام في غرب الجزائر ، التي غُيّر اسمها بعد الزلزال المعروف باسمها إلى الشلف،
من عائلة عربية أندلسية اﻷصل عرف عنها التمسك الشديد باﻷصالة و الاهتمام بالعلم و اﻷدب،
تُيّمَ بالقراءة منذ نعومة أظفاره فغرف من روائع اﻷدب العربي و حفظ من عيون الشعر الكثير،
نظم الشعر صبيا في مرحلة الابتدائي، عُرف بين أقرانه بالشاعر ؛حتى إنهم كانوا يطلبون منه أن ينظم لهم في كذا أو كذا على سبيل الدعابة.
زامن بدايات نضجه الشعري مآسي الحرب اﻷهلية في الجزائر في تسعينات القرن الماضي، و كان لخضمها المؤلم تأثير كبير جدا في نفسه مما اضطره إلى الهروب الشعري أو ما أسماه باللجوء إلى ( تجربة شعرية مغلقة) حيث القصيدة عالم آخر سحري المعالم يعيشه الشاعر لحظة الكتابة ، و في شخصيته حيث آمن السائح بأسبقية الانتماء الإنساني على كل انتماء وطني، سياسي، أو مذهبي ..
حصل على شهادة البكالوريا سنة 1996 م ، فالتحق بجامعة الجزائر لدراسة الأدب العربي لكنه عدل عن ذلك إلى تخصص اللغة الإنجليزية و آدابها لبعض الاعتبارات.
شارك في أمسيات شعرية كثيرة في الجامعة لكنه سرعان ما اصطدم بثقافة الأضواء حيث يقدَّم الرديء على أنه مثال للإبداع الراقي باسم ألقاب تقتنى تحت أضواء الإعلام لا تسمن و لا تغني من جوع الأدب يتهافت عليها المتهافتون مقدمين فروض الطاعة لمن لا تصح ولايته الأدبية
و لربما شاهد _الشاعر السائح _ المشهدَ على أنه مختصر لمشكلة الأدب العربي المعاصر في العصر الراهن ، فلم يشأ الانخراط في شيء من ذلك .

له ديوان مخطوط عنوانه (على ضفاف الهمس)
و مجموعة أخرى من أشعار الصبا أسماها ا ( مغاني الأمل)
و هو عاكف على ترجمة مجموعة من الروائع الشعرية العالمية .
من شواهد أشعاره:

1. قصيدة (لو كانت الأيام تدري)، وهي من فترة الصبا:

<div align="center">لو كانـتِ الأيـامُ تـدري مـا بنـا
لحَـنَـت عـلـى أكبـادنـا الأيـــامُ
أو ضمّتِ الأنسامُ حرَّ صدورنا
لتوهّجـت مـن حرّهـا الأنسـامُ
عجباً تقلُّبُ حالنا في غمضـة ٍ
والــحــالُ لــلإدبــارِ والآنــــامُ

<div align="right"> 2. قصيدة( الملاح التائه ):<blockquote> سلوها ..
لماذا تُجّرح قلبيَ في ومضة سانحة
لماذا ..
تمد قلاعُ الأسى في شواطئ تيهيَ
أطيافها السارحة
تؤوب النوارسُ نحوي
تعود الغيومُ إلى أفقي
ترجعُ الموجة البائحة
لتهمسَ ..
ما أشبه اليومَ بالبارحة ..
أنا العاشقُ الليلَ والبحرُ مثلي
كسيرٌ وأطيافُهُ السابحة
سلوها ..
أيرجعُ أوليسُ من نفيهِ
إلى نفيهِ في المنى الجانحة
وعن ملكٍ ضلّ دربَ الشموسِ
إلى جزرِ الوحدة النازحة
أيرجعُ ؟ ..
قد ...
فكيفَ استحالت صقورُ الضياءِ
سراباً شريداً
تطارده النسمة الجارحة؟
وقد لا يؤوبُ الأسيرُ
ولكنْ
تؤوب إليه النوارسُ
والموجةُ البائحة ...
فما أشبه اليومَ بالبارحة

3. قصيدة (قوافل الأماني إلي فلسطين)

فلسطينُ أيُّ مساءٍ حزين ٍ
مساؤكِ يا بعض قلبي الكسيـرِ
كأن النجومَ أسارى بأفـْقكِ
والقدسُ بدرٌ بليلٍ أسير ِ
رحلتُ إليكِ رحلتُ كئيباً
ألملمُ جرحَ المساءِ المنير ِ
ألملمُ بعضيَ من أرض فخ ٍ
وبعضيَ من آش ِ أو من مسيري
فلسطينُ يا نجمة من هيام ٍ
على ضفةٍ من صفاءِ غديري
قوافلُ أرسلتها حالماتٍ
ترف إليك رفيفَ الطيور ِ
قوافلُ شوقٍ إليكِ حيارى
بدورا تمايلُ بين الخدور ِ
مغانيكِ أجنحة من سراب ٍ
تحف دروبَ المساءِ بنور ِ
يهيم الخزامى على راحتيكِ
ويمرحُ فيكِ عليلُ العبير ِ
كأن ظلالَ الكروم مساءً
جنان تألق في عين حور ِ
...تهيمُ أمانيكَ مثل المسيح
وترجعُ مصلوبةً كالنذور ِ
وترجع مفجوعة كالإخاء ِ
المسجّى على مذبحٍ من عطور ِ

4. موشح ب(رؤى أغرقت شراعي):



رؤىً ... أغرقت شراعـي جوىً ... زادَ في عذابي
منىً ... هدّمـت قلاعـي هوىً ... تاهَ في اغترابي

*
بكُـم زادنـي هيـامـا نـوى الراحـلِ المُقـيـمِ
لَكَـمْ حــرّمَ المنـامـا أسـى العاشـقِ السقيـمِ
فـلا تـقـرأوا السـلامـا علـى الـوالـهِ الملـيـمِ
...

أما ... هدّنـي اِلتياعـي أمـا ... ظبيـةَ الشِّعـابِ
فما ... زادني انصياعـي سوى ... بينَ الاِقتـرابِ


*



كأنْ لـم يَرعْـكِ حالـي وقـد أسبلـت دموعـي
فــلا جـئـتِ للـسـؤالِ ولا أُوقـدت شمـوعـي
أيـا مُـشـرعَ النـصـالِ إلـى ساكـنٍ ضلوعـي

...
دنت ... لم تشأ سماعـي نأت ... أنكرت كتابـي
رشاً ... في الهوى المطاعِ طغى ... أدمنَ استلابـي


*
رنـا فـاتـرَ العـيـونِ بمـا يـشـدَه العيـونـا
رمـى مقلـةَ الحـزيـنِ بمـا يبـعـثُ الحزيـنـا
لقـد صادنـي حنينـي وقـد صَــدّ مستهيـنـا


...


لـهُ ... خيـرةُ المراعـي نضـا ... وجـدُه شبابـي
وَ لـي ... فضلـةُ الجيـاعِ شذىً ... ضاعَ كالسرابِ


*
سلـوا نـاعـمَ السـفـورِ لـمَ الـصـدُّ والجـفـاءُ
سلـوا قاسـيَ النـفـورِ إذا زانــه الـمـسـاءُ
أما بـاحَ بـي ضميـري فبـحْ يُمْـسِـكِ العـنـاءُ
...


قَسَتْ ... حينَ لانَ باعـي نفَتْ ... إذْ أتى خطابـي
دَهتْ ... صاعَنـا بصـاعِ كذا ... منكِرُ الصـوابِ
*
دعت لوعتـي القوافـي وهـا أقبـلـتْ سِـراعـا
عصى الصبـرُ كالتجافـي وقـد خِلتُـنـي مُطـاعـا
إذا هــمَّ بانـصـرافِ بكت حرقتـي الوداعـا
...


فمـن ... مبلـغٌ وداعـي إلـى ... ربـةِ الحجـابِ
أتت ... كسّرت يراعـي مضت ... مزّقت جوابـي
* * *

من أعمال الترجمة عند السائح:
نأخذ الجزء الأول من (الأرض الخراب) لـ ت.س.إليوت:
(
بأم عينيّ رأيتُ
كاهنة بلدة كوماي وقد أدلت رأسها في جرة
وعندما سألها الفتية
ماذا تريدين يا كاهنة
أجابتهم..
أريد أن أموت

*
إلى عزرا باوند
الصانع الأحذق

دفن الموتى



أبريل أقسى الشهور،
ينبت
الليالك من الأرض الميتة،
يمزج
الشوق والذكرى
يحيي
الجذور الخاملة بطل الربيع.
أبقانا الشتاء دافئين،
غطى
الأديمَ بثلج النسيان،
غذى
شيئا من حياةٍ ببعض الجذوع اليابسة..
فاجأنا الصيف قادما عبر بحيرة ستان برجرسي بوابل من المطر

وقفنا بين الأروقة
ثم مضينا تحت ضوء الشمس إلى حديقة هوفتجارتن الملكية

حيث احتسينا القهوة وتحدثنا ساعة ً.
لا لست روسية، أنا من لتوانيا، أنا ألمانية أصيلة
عندما كنا صبيانا، ماكثين لدى الدوق،
قريبي، أخذني على متن زلاجة
تملكني الخوف فقال لي
مريم، مريم.. تمسكي جيدا
وانحدرنا بين الجبال،
هناك تحس بالحرية.

أنا أقرأ أكثر الليل و أرحل جنوبا في الشتاء...

----
أي جذور تتشبث، أية أغصان تنمو
في هذا الخراب الصخري يا ابن الإنسان؟
لا تستطيع أن تجيب أو تخمن
فأنت لا تعرف سوى
كومةٍ من الصور المحطمة.
فيها تلفحك الشمس ولا تمنح الشجرة الميتة ملجئا
لا صوت الجندب راحة
و لا الصخر اليبَسُ خريرَ ماء.
لا يوجد غير الظل تحت هذه الصخرة الحمراء
هلم إلى ظل هذه الصخرة الحمرء
أرِكَ شيئا مختلفا عن ظلك
يهرول خلفك في الصباح
أو ظلك يتسامى ليلقاك في المساء
سأريك الخوف في حفنة من تراب..

تجر الريح غادية ً
ذيولا عذبة َ النشر ِ
هلمي غادتي الحسناءَ
نسري حيثما تسري


- أعطيتني الزنابق العام الماضي، كانت أول مرة،
سموني فتاة الزنابق
- لكن عندما رجعنا، متأخرين من حديقة الزنبق،
ذراعاكِ مليئتان، وشعرك مُخضلّ
لم أستطع التحدث، خذلتني عيناي
لم أكن حيا ولا ميتا، لم أكن أعرف شيئا
كنت أنظر إلى قلب النور، الصمتِ
والبحر قفر موحش...

*
السيدة سوسوستريس، عرافة مشهورة
أصابتها نوبة برد حادة..
هي، على كل حال،
أكثر نساء أوربا حكمة
ولها حزمة أوراق شريرة

هاكَ،قالت لي، هي ذي ورقتك
البحار الفينيقي الغريق

تلك اللآلئ التي كانت عينيه..انظر.

وهذه بيلادونا سيدة الصخور
سيدة الأحوال
هاهو.. الرجل ذو الخشبات الثلاث..وها هو الدولاب

وهنا التاجر الأعور

أما هذه الورقة،
الفارغة، فهي شيء يحمله على ظهره
شيء غير مسموح لي أن أراه
لا أجد الرجل المشنوق.

فلتحذر الموت غرقا.
أرى جموعا من الناس يطوفون في حلقة.
شكرا لك. إذا رأيت السيدة إكويتون أخبرها
أنني سأجلب خارطة الأبراج بنفسي
على المرء أن يكون حريصا هذه الأيام.
*
مدينة الوهم،

تحت الضباب الأغبر ذاتَ فجر في الشتاء
تدفق حشد فوق جسر لندن، حشد غفير
ما خلت أن الرّدى طوى كل هؤلاء
عمّت الجمعَ
زفرات قصيرة مضطربة.
تدفقوا
،كلٌّ بعينيه مثبتتين أمام قدميه،
أعلى التلة ثم انحدروا إلى شارع الملك وليام
إلى حيث تحصي كنيسة القديسة ماري وولنوث الساعات
وتعلن نواقيسها، بصوت كظيم، آخر دقات الساعة التاسعة.
هناك رأيت أحدا أعرفه، استوقفته صارخا ’ستاتسن’
يا من كنت معي على متن السفن في ميلاي

تلك الجثة التي غرستها في حديقتك العام الماضي
أأخذت في النماء
أم أزعج الصقيع الطارئ مخدعها..
آه..أبق الكلب بعيدا، فهو صديق الإنسان
وإلا نبش عنها بمخالبه مرة أخرى.
أيها القارئ المنافق، يا شبيهي، يا أخي .


_وبالجملة فالسائح شاعر متفنن و أديب يقل له نظير في عصرنا فهو من فئة الأدباء المثقفين.
</b>

عبده فايز الزبيدي 07-25-2013 12:42 AM


هوالشاعر و الوشَّاح العراقي أبو عبدالله رياض بن شلال المحمدي ، من مواليد فلوجة العراق في 13/8/ 1967 .
أكمل الدراسة الثانوية سنة 85 – 86 .أكملت الدراسة الجامعية في معهد النفط بغداد 1987 .إلتحق بالخدمة العسكرية ،
وبعد أشهر تعرّض لإصابة بليغة أدت إلى بترالذراع الأيمن .كانت بداياته مع الأدب منتصف ثمانينيات القرن الماضي ،
وشارك في عدة لقاءات للشعراء الشباب في بغداد والمحافظات .و تمّ تكريمه من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بعد
مشاركته في عام 1999 م . حصل على عضوية الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في عام 2000 .
شارك في مهرجان المربد علم 2010 ومهرجان الجواهري لعامي 2010 – 2011 .
شارك في مسابقتي قناة المستقلة : شاعر العرب ، أجمل قصيدة عن (الأم ).
يكتب في عدة منتديات أدبية_ حيثت عرفته - منها :
الواحة الثقافية ، الملتقى الثقافي العربي ، النيل والفرات ، مجالس غزل الروح ، أروقة الأدب ، القصيدة العربية ، شبكة صدانا ، فرسان الثقافة ، شعراء بلا حدود .
صدرت له المجموعة الشعرية ( غيث الفؤاد ) العام 2011 .
لديه عدة مجاميع شعرية مخطوطة بانتظار طباعتها منها :
بيان الروح ، آخِـر الصدى ، مرابع الأنس ، ينابيع الوفاء ،
مسْكٌ رحيق ، حبيبتي ، أقمار .
وأخيراً حصل على المركز الثاني في مسابقة الواحة الثقافية 2013 .
من أعماله:
1. موشح(أشواق)؛

ريع قلبي حينما شجوي همى
في صباحاتي وأقصى الغلسِ
يا أخا الحب ودادي رنّما
وربيع العمر أضحى عُـرُسي
ليتنا نزهو نغني بالفكَرْ
ونداوي بالندى العذب الصدورْ
نتــأسىّ بالهوى غِـبّ العِـبرْ
فهما للصب يا روحي مصيرْ
حين دالت همتي ضاع الخبرْ
وانطوينا في فنارات الأثيرْ
وانتظرنا يا هوانا بلسما
فيه تشفى زفرات الأنفسِ
ويعود الصدق فينا مغنما
حيث نجري نحتسي بالأنُسِ
يا أخا الروح فلا تنس الوصالْ
فهو زاد الروح من بعد المقلْ
هو معراجٌ على درب الكمالْ
فيه نستغني ولو قلّ العملْ
خـذ به قسطا وقسطا للجمالْ
وانظم الذكرى على طول الأملْ
ظُـنّ خيرا بالليالي كلما
مــرَّ طيرٌ حول بيت المقدسِ
كان دهري يا أخانا علقما
فاذكر النعماء أو فاحترسِ
هزني يا صبوتي ضوء النهارْ
فازدهى الأسلوب واحلولى البيانْ
إنني دَوحٌ وأشعاري الهزارْ
طوّقت بالبان أسوار الجنانْ
فتلاشى الضوء وانهار الفخار
ونذير الوهم قد وافى الجَــنانْ
فاحتباس القطر أفنى الأنعما
واعتياد النوم منحى المفلسِ
فاسكب الأشواق صبا مغرما
قبّل الأقمار واحمل قبسي

2.قصيدة(منازل الأنس):

قـضـى عـمـره بـيـن الأسـنّـة سـاهـرا
يُـقـبّـل أسـيــاف الـحـضـارة شــاعــرا


يــــرود ريــــاض الطـيّـبـيـن مــؤيّــداً
بعطـر التلاقـي لامـع الوصـف آسِـرا


فـمـا راعـــه بـيــنٌ ولا لـهــو حـاســدٍ
ولـكــن تـمــادى بـالـغـرام مُـجـاهــرا


لعـلّ مــن استقـصـى هــواه ملجلـجـا
يـثـوب إلــى رشـــد الـكـبـار مـبــادرا


لـعـلّ طِــلاب البـعـض تفـقـه رسـمــه
وبــيــدرَ عِــرفــانٍ أقـــــرّ نــواظـــرا


تــجــول حــيــال اليـاسـمـيـن أكـفّـهــا
تـلـوّح لللآتـيـن ، تـقــري المـحـاجـرا


قضـى عمـره يـشـري الأراك نسيـبُـه
يـعـانـق ألـحــاظ الـحـجـاز مُـسـامــرا


وإن كـان فــي جــوّ الــوداد مغـامـرا
وإن ظـلّ يستوفـي الـدمـوع مسـافـرا


رعـــى اللهُ مـعـمـوداً تـفـانـى ربـيـعُـه
وما زال يستقصي الظبـاء مُحـاذرا !


لــه نَـبـرةٌ مـنـهـا اسـتـشـفّ مـصـيـره
وكـم أسـرت غُنـجُ اللحـون مصـائـرا


أظــلّ بـنــاتَ الـشـعـر لـطــفُ بـنـانـه
ويـمّــم أمّــــات الـقـريــض مـفـاخــرا


هـو الماجـد الميـمـون ، أنـطـق قلـبَـه
مـن الفكـر غيـثٌ يلثـم الــدرّ سـاحـرا


قضـى عمـره يزجـي المناجـاة مخبتـاً
لــذا طـلـق الـدنـيـا يـــروم خـواطــرا


لتزهـرّ فـي الـمـأوى عـرائـس أنـسـه
بهـنّ يُباهـي فـي الخـلـود شـواعـرا !


يلـذّ لـه كــأسٌ مــن الـحـوض رائــقٌ
وهل بعد هذا ترتجي الزُّهرُ زاهرا ؟


وهــل بـعـد نـيــل الأمـنـيـات مـثـوبـة
سـوى أن يفـي وعـد الأسـرّة شـاكـرا


عــطــاءً حـسـابــاً لا يُــمــل نـعـيـمــه
ويستقـبـل الـخــلان يـبــري المـنـابـرا


هنالـك يشـدو الـصـبّ مـسـك ختـامـه
لـكـلّ مـحـبٍّ نـسّـق الــذوق صـابــرا


لأن فـــــؤادي والـحـبــيــب مــــــداده
قضـى عمـره بيـن الأسـنّـةِ شـاعـرا !


فـهـذي ريــاض الصالحـيـن طـروبـة
وهـذا ريـاضٌ يبـذل الحـسـنَ سـاهـرا



عبده فايز الزبيدي 07-25-2013 12:56 AM

هوالشاعر الأديب محمد ذيب أمين مصطفى سليمان، من مواليد 1952بفلسطين ببلدة بديا من أعمال نابلس‘
بدأت محاولاته الأولى في كتابة الشعر في سن الرابعة عشرة ومع نهاية العاممن كتابته الشعر نشرت أول قصيدة له في جريدة القدس التي تصدر في مدينة القدس .
وساعده في كتابة الشعر كتاب وجده عن العروض في مكتبة انشأها هو وبعض أصدقائه
ثم يسر الله لَهُ مدرسا هو " عبد الحليم زهد " من مدينة سلفيت الذي تبناه بالتشجيع والمتابعة حتى العام 1969 .
و من جميل ما أفادني به عن نفسه:
في الفترة بين 1967 – 1969 كنت أنا ومجموعة من أصحاب العمر،قد انشأنا مجلة ونادي " الشجرة " والتي كنَّا نكتبها بخط اليد ، ونوزعها علينا و على بعض الأصدقاء، وهذا شجعني على شراء وقراءة كل ما يقع بين يدي من روايات عربية ومترجمة أثْرت محصولي اللغوي وحسنت موضوع النسج والبناء للجملة الأدبية والشاعرية .
في عام 1970 انتقلت الى كلية خضوري بطولكرم ؛ لإكمال الدراسة في قسم الزراعة فالتقيت مع ما استهواني وأبعدني عن الشعر ، وهو الرسم الزيتي فواظبت على هذه الهواية ومع سنة التخرج كنت قد أقمت معرضا للرسم الزيتي في معهد خضوري الذي أخذ في نهاية الحفل كل ما رسمت وبقيت لوحاتي على جدرانه.
أُصبت باحباط جراء ذلك وانتقلت الى الكويت معلما ولم أمارس أيَّاً من الشعر اوالرسم وابتعدت كثيرا واخذتني الحياة حتى عام 2005 حين التقيت بالصدفة هنا مع اخ وحبيب " عدنان عصفور " حيث أثار فيَّ شهوة الكتابة الشعرية فانتفضت وبدأت من جديد
وأصدرت ثلاث مجموعات شعرية هي:
1- فواصل ما بين المد والجزر عام 2006
2- جداول وجدائل عام 2007
3- ثقوب في جدار الصمت عام 2009
وتوقفت عن النشر لأن لا جهة داعمة للنتاج
بينما لدي ما يزيد عن 250 نصا لم تتم طباعتها ورقيا ولكنها منشورة في مواقع الكترونية في ملتقيات ثقافية،ولدي مجموعة قصصية مكتملة لم انشرها أيضا ورقيا لذات السبب
وهي تتراوح بين القصة القصيرة جدا والمتوسطة والطويلة نسبيا.

من أعماله:
1. قصيدة(لا تبحثي حبيبتي):



لا تبحثي حبيبتي
عن آخر الأخبار
عن وردة جميلة
في دربنا
قتيلة

لا تبحثي عن حبنا
عن حلمنا
عن قبلةٍ طويلةٍ
مجنونة من خارج الإطار
عن قامة كنخلة تتيه دونما تردد
في عتمة القبيله
عن موطن في أرضه
مواسم الجمال
عن تربة تضم في أحشائها
قواقع الخيال
عن كأس حب مترع
بسائل المحال
يدوزن الآهات في أنفاسنا
ويُسـكر السـؤال

لا تبحثي حبيبتي
عن موقع في حينا
يضم في أحلامه
أحلامك النبيلة
****
لا تبحثي حبيبتي
عن قبلة طويلة
في متنها الحنان
عن غيمة سـخية
بغابة أشـجارها النجوم
تبلل الصحراء في أعمارنا
وتوقظ الكيان

***
كما تري حبيبتي
فهذه سماؤنا بغيمها الكثيف
تضج بالبروق في أرجائها
وتزجر الكفيف
ورعدها الذي قد أوجع الآذان في أعماقها
مشتت في دربه
مضيع الألوان
ما عاد مثل الأمس في حاراتنا
يرطب الجباه في هاماتنا
ويملأ الكيان

لكنه حبيبتي
قد جاء فينا عاقراً
لا يحمل المياه
لا يحتفي بحلمنا المشنوق في أناتنا
لا يوقظ المرآه

****
لا تبحثي حبيبتي
عن قبلة طويلة تؤجج الحياة في أحلامنا
ما عدت ذلك الذي
قد كنت تشتهين
ما عدت الا كومة مهزومة
في موسم الحنين
وقد تآكلت راياته
في الرأس والجبين
واحدودبت سـيقانه كأنما
تشـبثت في الأرض
من سـنين

***
لا تبحثي فعيشنا
لا زال فظا غارقا
في عتمة عاثت بها
أنشودة الجفاف
فاحدودب المكان
واستيقظت في فجره
جحافل القبيلة
وأعملت سـكينها
في دارنا القتيلة
2.قصيدة (يا هاجري):

ـــا هاجـــري يكفيكَ هجراً إننــي = رُمت المنون على فـــراقٍ طائـــلِ

أيقظت فـــي قلبي شعاعـــاً نابضـــاً = وطعنتنـــي بــالهجرِ طعنــة قاتـــلِ

مــا كان أَحرى أن تُكفكِفَ دمعـــةً = طالـــت بمُقلتِهـــا وليتـــكَ سائلـــي

أجـــريت أنواعَ العذابِ بهيكلـــي = وسألتنـــي أن لا أظُنُـــــكَ خاذلـــي

بِكلامــــِكَ المعسولُ صرتُ كدمية = تلهــــو وتلقيهـــا كـــزهـــر ذابــــل

وأنـــا سعيـــدٌ مخلــــــصٌ لدعابةٍ = قطعـتَ فيهـــا نبض قلبي الذاهـــــل

فَطعنتَني ووقفــتَ تشهــدُ زَفرتـــي = وبـــراءةُ الأطفـــالِ تستُـــر قاتلــــي

وحَرمتني حُلـــوَ الحيـــاةِ مُعذَّبـــاً = لا لســـتُ أدري كيــفَ كـانَ تجــاهلي

وعرفـــت فيك ســـــعادة لا تنتهي = لمــــا تراني حائـــرا أرجـــوك لـــي



عبده فايز الزبيدي 07-29-2013 12:07 AM

https://pbs.twimg.com/profile_images...3/dn9V580d.jpg

بهجت الرشيد
هو الأديب العراقي بهجت بن عبدالغني الرشيد، من مواليد نينوى في عام 1981 للميلاد، و سكناه اليوم بالموصل
المؤهلات العلمية التي حصل عليها بهجت الرشيد:
1 ـ بكالوريوس علوم الحاسبات من جامعة الموصل 2006 .
2 ـ بكالوريوس علوم القرآن والتربية الإسلامية من جامعة الموصل 2011 .
و قال عن الخبرات العملية التي اكتسبها :
1 ـ عملت في مجال الإعلام في جامعة الموصل . وحصلت على شهادة تقديرية من قسم الإعلام .
2 ـ أعمل الآن مشرفاً لقسم الأقسام الفكرية والمعرفية ومشرفاً لقسم القصة في رابطة ملتقى الواحة الثقافية .
و لصديقي الرشيد نشاطات واسعة قسمها إلي ما يلي:
النشاطات العلمية :
الكتب :
1 ـ مدخل إلى الاجتهاد المقاصدي ـ قيد النشر .
2 ـ ( كلمة في التاريخ ) ـ كُتيب ـ منشور في الانترنت :
http://www.rabitat-lwaha.net/moltaqa...ad.php?t=63345
3 ـ سد الذرائع وفتحها وتطبيقاته المعاصرة برؤية مقاصدية ـ قيد المراجعة .
4 ـ بولس والمسيح وجهاً لوجه ـ قيد المراجعة .
5 ـ الأمثال في القرآن الكريم ـ مخطوطة .
6 ـ محمد في العهد القديم والجديد ـ مخطوطة .

النشاطات الأدبية والفكرية :
له مجموعة من الكتابات :
مقالات ـ قصص ـ مسرحيات ـ خواطر
وقد نشرتها في عدد من الجرائد ( جريدة ومضات جامعية ـ جريدة نينوى الثقافية ) ومجموعة من المواقع الالكترونية .
وقد صدرت لي قصة في المجموعة القصصية ( خمائل الواحة ) .
من أعماله التي واكبتها:
1.مقالة(قابيل إلي أين؟):

كلنا يعرف قصة ابني آدم ، هابيل وقابيل ، وكيف أن الحسد والعجز عن معالجة النفس قاد قابيل إلى أن يصرح بتلك الكلمة الخطيرة ( لأقتلنك ) ، ثم تمعن في الجريمة ( فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله ) ..
2.مسرحية( ساعة ولادة جديدة):
ثم أصبح يهيم على وجهه لا يدري كيف يواري سوأة أخيه ، لولا أن الله تعالى علمه طريقة الدفن بواسطة الغراب ، فأعلن حينذاك عن عجزه ( أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ) ، لأنه كان دائما عاجزاً أن يكون ايجابياً في حياته ..


والسؤال المهم هنا :

هل إن هذه الجريمة انتهت بأرضها ، فأصبحت جزءاً من تاريخ ، أم أنها لا تزال تسري في بني آدم كالنار في الهشيم ؟

وهل إن العقل البشري ارتقى وسما بحيث يستبشع اليوم تلك الجريمة ، أم انه لا يزال يمارسها إلى اليوم ؟

أظن أن هذه القابيلية لا تزال حاضرة وبقوة في عالمنا ، في القرن الواحد والعشرين .

لا لن احكي لكم قصص القتل في الحروب ، وقصص الصواريخ والقنابل التي تفتك وتدمر وتخلف وراءها مأساة تكلف البشرية قروناً طويلة من عمرها لتجاوز أثقالها ، ولن أكلمكم عن جرائم المحتلين ..

بل سأحكي لكم قابيلية نمارسها كل يوم .. كل لحظة .. في حياتنا اليومية .. نمارسها ونحن نقرأ كتاب الله تعالى وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) .

فالطبيب الذي يترك مكانه فارغاً في المستشفى ، ويجلس في بيته ، ثم تأتيه الاتصال أن المريض الذي في ذمته قد مات .. الله يرحمه !! هذا الطبيب يمشي على خطى قابيل ، انه يرتكب جريمة القتل ، مهما برر وساق من حجج وأدلة نقلية وعقلية ، ويوم القيامة سيسأل عن إهماله هذا ..

ويحضرني قصة حكاها الأستاذ عمرو خالد ، إذ قال : دخل للمستشفى امرأتان احداهما شابة تزوجت منذ سنة أو سنتين ، وقد جاءت إلى المستشفى لتنظيف الرحم ، والمرأة الأخرى عجوز بلغت سن اليأس جاءت لإجراء عملية استئصال الرحم .. فماذا جرى ؟

لقد ( أخطأوا ) !!! فاستأصلوا رحم العروس ، ونظفوا رحم العجوز .. فتأمل !!!؟؟؟

والأستاذ الذي يدرس المرحلة الابتدائية أو الجامعية ، الأستاذ الذي يتكاسل ويغش ويلف ويدور ويضيع الوقت ، يمارس القابيلية في قتل أولادنا ، وذلك بقتل عقولهم ، بإعطائهم المعلومة الخطأ ، وبتقديم المادة الدراسية لهم كشيء ثقيل تنوء العصبة أولو القوة من الرجال من حمله ..

والأب الذي يقتل الإبداع في نفس ابنه ، بإسكاته إذا تكلم ، وتحقير أحلامه إذا حلم ، وتسخيف طموحه إذا طمح ، وقتل مواهبه وامكاناته ، هذا الأب يمشي على خطى قابيل .

وصاحب القلم الذي يقدم للناس الأدب الغث والقصة المبتذلة والشعر الماجن والمقالة التي تدعو إلى الكفر والفسوق والعصيان ، والكتاب الذي يهدم ولا يبني .. وبالتالي فهو يقتل الأفكار والعقول ويسممها .. صاحب القلم هذا يمشي على خطى قابيل .

وعندما نمارس المعصية وننغمس فيها ، ونقتل الوقت بالتفاهات ، ونصنع الكسل والعجز ، نكون حينئذ نسير على خطى قابيل .

والأمثلة لو بسطناها طويلة جداً ..

ولكن ما الذي سيحدث عندما نمارس هذه القابيلية البغيضة ؟

الذي سيحدث هو أننا سنبحث مثل قابيل في الأرض لنواري سوءاتنا ، ونصبح من النادمين ..

فالأب يشتكي من مستوى ابنه الهابط كل يوم إلى أسفل سافلين ..

والمجتمع يشتكي آلاف المتخرجين من الجامعات ، لكونهم لا يفهمون شيئاً مما درسوا ، ومن ثم يشكلون عبئاً ثقيلاً على المجتمع ..

والطب يشتكي الطبيب الذي ضيعه ، وجعل منه تجارة لن تبور ـ حسب ظن الطبيب ـ .

والتعليم الجامعي يشتكي الأستاذ صاحب المعلومة المتواضعة ! والبحث العلمي يشتكي من الأبحاث التي تكرر نفسها وتملأ مساحة في المكتبة ، لكنها لا تملأ من العقول شيئاً ..

وهكذا .. فإننا نبحث في الأرض كل يوم لنواري سوءاتنا ، وربما انتظرنا الغراب لعجزنا وتكاسلنا ليحل مشاكلنا ، الغراب الذي يعتبروه رمز الشؤم ، أصبح الآن ملاذاً وأملاً عند هؤلاء الخاملين والجامدين ..

فما الحل ؟

الحل هو أن ننضم إلى الطرف الآخر ، إلى خير ابني ادم .. هابيل .. فنتلوا آية من كتاب ربنا :

( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) سورة البقرة ، الآية 32 .

فنكون من الذين يحيون .. لا يقتلون .. يبنون .. لا يهدمون ..




هدوء يخيم على المكان ، والأضواء الحمراء تتضاءل تدريجياً ، ويبدو شخص في الوسط كأنه ظل .
ـ أين كأسي ، أوه .. لا أرى شيئاً .. أين كأسي ؟
بحركات مضطربة يبحث في المدى عن كأسه فيجده ، يرفعه إلى فمه محدقاً فيه .
ـ ها أنت ذا يا حبيبي ( يبتسم ) ، كلهم خونة يهجرونك في اشد لحظات حاجتك إليهم .. أما أنت .. أنت الوحيد الوفي هنا .. فكلما داهمتني الصعاب والتعاسة فأنت تحررني .. تنتشلني من النار إلى النعيم ..
يشرب .
ـ أين الغواني .. أين ذهبن ؟ هلا يزدن إلى متعتي متعة ( يصيح ) .
فلا احد يجيبه .. إلا صوتاً من المجهول يناديه ..
ـ أيها الثمل الضائع .. أيها الغارق في أوحال الشهوات .. أيها الساقط في المستنقع المنتن .. هلا استيقظت ؟
ـ أوه ( يقولها منزعجاً ) أنت ثانية .. يا من تكدر دائماً صفوي وتزعج جلساتي وتجذبني إلى الجحيم .
ـ أبداً .. فاني أريد لك الخلاص ..
ـ أنت .. أنت تريد لي الخلاص ( يقولها مستغرباً ) أنت تخاف من نفسك فكيف تنقذني .. أسألك بما تؤمن به أتستطيع أن تنظر في وجه امرأة .. أنت تخاف من نفسك .. أنت عديم الثقة ..
ـ تخاطبني ؟
ـ أخاطبك ..
ـ أية ثقة هذه التي تتحدث عنها وأي خوف ؟ من الذي يثق بنفسه ومن لا يثق .. ؟
ـ أنت دائماً تحاول تصغيري .. لكني لن أجيبك .. ولكن اذهب وسلهن ..
ـ الثقة .. وأية ثقة هذه ، أهي الثقة التي تجعلك تفر من واقعك ، تفر من المواجهة ، تفر من نفسك ، تفر إلى كأسك الذي يسلبك إرادتك وعقلك ، فتغدو في عالم الوجود صفراً أو أدنى من الصفر ، وتنفتح لك قيعان الجحيم فتسقط إلى اللاقرار .. فأية ثقة هذه ؟
ـ آه .. لماذا هذه الأضواء الحمراء تختفي ؟ إنها تأخذ روحي معها .. أنها تسرق ألواني الجميلة ..
ـ أنت لا ألوان لك .. انك لوحة سوداء اختفت منها معالمها .. لوحة لا تفاصيل لها ..
ويبدأ الصوت بالتلاشي وهو يردد : انك لوحة سوداء لا تفاصيل لها ..
****************************
ضوء يميل إلى الخفوت تدريجياً محاولاً رسم غروب الشمس ، فينسحب الضوء من المكان ويخيم الظلام في الأرجاء ..
ـ انه الليل ثانية ..
يخفض رأسه ثم يرفعه تدريجياً ..
ـ كلما انتظرتك يا ليل بفارغ خفت منك .. فلا ادري كيف اجمع بين النقيضين ..
ـ يا من تستطيع أن ينقذني من حيرتي وتناقضاتي .. هلا أنقذتني ( يصيح فيعلو الصوت المكان ) .
ثم يسكت هنيهة ، ليعم الصمت ..
إضاءة تسلط إليه ، فيبدو شبحاً محطماً جالساً على الأرض ..
ـ يا ليل كم اشتاق إليك ، اطوي ساعات النهار لأجلك ، لأنك وحدك الذي تفهمني ، وحدك الذي تحتويني ، في ظلامك فقط أجد رغبتي وإرادتي .. لكن ( يقولها مستدركاً ) ما أن ترمي بعباءتك السوداء في الآفاق وعلى الوجود .. أخافك .. أخشاك .. ربما لأنك تذكرني بنهايتي .. تذكرني بالفناء الذي يأكل في جسدي .. وأنا لم اقض من حياتي ما أريده بعد .. فكم كأساً سيبقى دون أن اشربه عندما تهاجمني يا فناء .. وكم .. وكم ؟
ـ يا ليل ( يقولها بصوت منكسر ضعيف وكأنه يتوسل إليه ) لماذا ترعبني ؟ لماذا تعذبني ؟ لطالما أحببتك .. فهل هذا جزائي منك ؟ أتوسل إليك لا تأخذني لأني لم انتهي بعد .. لدي الكثير لأقوم به ..
يخفض رأسه باكياً لثوان ، ليعود الصمت سيداً للمكان ..
ـ إن العشاق يتبادلون هيامهم ، ويفرغون حبهم تحت سمائك المتلألأة بالنجوم الجميلة .. أما نجومك فإنها تتحول إلى نار حارقة تحطم أجزائي .. فلا تعذبني ..
ـ اللعنة ( يقولها وهو يضرب الكأس على الأرض بعصبية ) اللعنة .. لماذا لا أستطيع تجاوزك إلا بكأس أو غانية .. لماذا ؟
يعود إلى هدوئه ..
ـ إنني احبك ، فهلا أحببتني ؟ لماذا تعطي كل الناس وتمنعني ؟ ألانك تحبني أنت أيضاً ؟ ولكن أيعذب الحبيب الحبيب ؟
وفي حركات مضطربة وقلقة وسريعة يستدير يمنة ويسرة وكأنه يبحث عن شيء ..
ـ أخشى أن يأتيني ذلك الصوت ثانية .. فلأخفض صوتي قبل أن يسمعني .. انه يريد أن يشمت بي دائماً .. يريد أن يراني ضعيفاً قلقاً حتى يؤكد لي صحة أقواله .. ولكن لا وألف لا لن اضعف أبداً ولن أريه ضعفي أبداً ..
يعود إلى هدوئه وقلقه ..
ـ لكني أخشى انك أنت الصوت يا ليل .. أنت الصوت .. فلا ادري ..
****************************
الضوء يزداد سطوعاً ، يجلس وسط الغرفة ، التعب والإرهاق باديان عليه ، ربما لأنه لم ينم ليلته الفائتة ، صمت عميق يطبق على الأجواء ، والضوء لا يزال يشتدّ حتى يحتضن الغرفة كلها ، فلا يبدو فيها غير النور ، يتوسطه كتلة بشرية خامدة ..
يرفع رأسه .. يتأمل المكان .. ويحاور صمته ..
ـ يا الهي .. انه الفجر .. ما أبهى هذا النور الذي يشع في المكان ..
ينهض من مكانه ، وكأن روحاً جديدة تدفقت في عروقه ، يقطع الغرفة متأملاً ذهاياً وإياباً ..
ـ هل أعيش حلماً جميلاً ؟
يفرك عينيه لعله يستيقظ من هذا الحلم إلى واقعه ..
ـ انه الواقع ما أشاهده هنا .. الواقع ..
يرتسم على وجهه علامات الاستغراب والتعجب .
ـ أهذا هو منظر الفجر الذي طالما تجاوزته بالنوم بعد ليلة ثملة ؟ وما هو هذا الكأس الذي كان يحرمني هذا الألق والسحر الجميل ؟
يسكت لثوان ، يبدو عليه الحزن والأسى .
ـ يا أيها الصوت ( يصيح ) أين أنت ؟ أهذا الذي كنت تريد أن تحدثني عنه .. هذا السحر الخارق ؟ أكنت تريدني أن أرى هذا المشهد الذي يأخذ العقول والنفوس ؟ أوه .. كم كنت غبياً حينها ، وأنا أصدك يا صوت بكل قوتي مستهزءاً ..
يبكي ..
ـ ولكن ِلمَ لم تفصح ؟ لم تقل لي يوماً أن وراء هذا الليل فجراً مبدعاً يهب للإنسان روحه وعقله ، بعد أن يسلبها الكأس المشؤومة ؟ بربك .. ِلمَ لم تفصح ؟
يمسح دموعه ، ويستعيد هدوءه بعض الشيء .
ـ إيه ( يقولها بحسرة وألم ) .. لقد ضعت أيها الثمل .. لقد قضي عليك .. لقد ضعت .. فلا ليل يؤويك بعد اليوم ولا فجر يحتضنك .. لقد انتهى كل شيء ..
يبدو باب الغرفة واضحاً بعد أن كان كل شيء مخفياً وراء النور الساطع ، يحدق نحو الباب ، يتحرك صوبه وهو يردد .
ـ لقد ضعت .. لقد انتهى كل شيء ..
يسمع صوتاً من الخارج يتلو :
( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
يعود أدراجه ، فيختفي النور الساطع ، فتظهر محتويات الغرفة كما كانت .
ـ لا تقنطوا من رحمة الله .. الله يغفر الذنوب جميعاً ( يرددها ) .
يصمت قليلاً ، وكأنه أكتشف شيئاً جديداً .
ـ نعم .. الله يغفر الذنوب جميعاً ..

( إن الإنسان يولد أول مرة عندما تطرحه الأرحام إلى هذا العالم ، وعندما تجرفه سيل الشهوات والشبهات يموت ، فإذا ما رجع إلى الله تعالى الذي يغفر الذنوب جميعاً ، سيولد مرة ثانية .. وتكون الساعة حينها ، ساعة ولادة جديدة .. )

يذهب إلى أشيائه في الغرفة يرتبها ، ويلقي بأدوات المعصية خارجاً ..

عبده فايز الزبيدي 07-30-2013 11:26 PM

سامر سكيك

هو أبو فراس سامر بن هشام سكيك ،الشاعر الفسطيني المقيم بدبي مؤسس و رئيس منتديات مجلة أقلام الأدبية الشهيرة جداً،و هي أول ما سجلتُ و نشرت فيه من الأشعار مع نخبة من كبار شعراء العرب و العرب المهاجرين و كان ذاك في عام 2007م ،فجزاه الله خيراً إزاء ما خدم الفصحى ،من مواليد غزة بفلسطين عام 1979م ،حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من الجامعة الإسلامية بغزة 2002م، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع بتقدير امتياز من جامعة هيرويت وات-بريطانيا 2010 م، ثم هو حاصل على شهادة مدير مشاريع محترف من الولايات المتحدة الأمريكية pmp.يعمل في وضيفة بمسمى مدير أول-المشاريع في إحدى الشركات العقارية الكبرى في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة،كما يشغل منصب أستاذ جامعي ومشرف على بحوث الماجستير المتعلقة بإدارة المشاريع الهندسية في جامعة هيريوت وات البريطانية-فرع دبي.
من نتاجه و نشاطه :
• صدر له "أجواء عابثة" عام 2006 عن دار كنعان للدراسات والنشر وهي مجموعته الشعرية الأولى.
• أجريت معه عدة لقاءات تلفزيونية وإذاعية مباشرة من قبل محطات عربية ودولية.
• عمل مشرفا ومحررا ثقافيا مع أكثر من صحيفة ومجلة محلية.
• عمل مع موقع إسلام أون لاين في نقد الأعمال في نادي المبدعين.
• نشر له العديد من القصائد في صحف ومجلات عربية ومواقع متخصصة.
• نشر عشرات المقالات الفكرية في مجلة أقلام ومواقع إلكترونية متخصصة.
• استحدث بحرين جديدين في الشعر العربي هما السامر والمؤتلف نظم عليهما عدد من الشعراء العرب، وأجري عليهما العديد من الدراسات.(1)
• شارك في إحياء عدد من الأمسيات الشعرية في فلسطين والخارج.
له من الأولاد :فراس ، وهشام ، ويارا.
من أشعاره:
خربشات شاعر مغمور
في بلدي تختنقُ الكلماتْ
من فرطِ الزحامْ
أكوامٌ أكوامْ
إن أطلقَ شمعونُ قذيفة
كتبتْ ألفُ ألفُ قصيدة

في بلدي أطفالٌ
من ضرعِ السياسةِ قد شبعت
تنتقدُ العم سامْ
ولا تسلمُ منها قصورُ الحكامْ
هجرت كلَّ الالعابْ
وابتاعت لعبةَ ثعبانْ

في بلدي تصادرُ البسمة
إن ضُبطت عالقةً بشفاهْ
وإن وُرِّد شعبي من شيءٍ
وُرِّدْنا شحناتِ جراحْ

في بلدي تعيشُ أناسٌ
لا تحلمُ أبداً
لا تحلمْ
و إن حلمت
تحلمُ أنها لا تحلمْ

في بلدي الحجرُ عزيزٌ
إن وُجد يوما في الطرقة
يعلنُ على الفورِ (طوارئ)
و تُستدعى لهُ الشُّرطة.

في بلدي والينا للعمِّ وفيٌّ
كسائرِ حكامِّ العربِ
إن جُرح شعورُ (بنيامين)
شكتِ السجونُ من الزحمة

في بلدي الحرُّ غريبٌ
إن عاد يوماً حارتنا
يرتابُ رُوَّادُ القهوه
ماشٍ يتبخترْ
في ثوبِ الشرطه

في بلدي الليلُ يأتي بلا نجمٍ
ولا قمرٍ
خشيةَ تقريرِ العسسِ
إن ضُبط نجمٌ بالصدفه
تصادرُ نورَهُ السُّلطه
تنويرِ العوامِ هي التهمه

في بلدي الكلُّ نيامْ
عدا اثنينِ
الزانيةِ و كلبِ السلطان..
===================

الله أكبرُ يا عراقْ
الله أكبر
ذا قلبي المكلوم يصرخ في الفضاء
تباً لنا نحن العرب
تباً لذلٍّ قد طوانا في كهوف الأشقياء.
تباً لجيشٍ قد تنادى كي يولول كالنساء
ضربوا عراقْ
هتكوا الحضارة والأصالة والمساجد والإباء.
الله أكبر يا عراق.
لا تملكين عروبتي إلا الدعاء.
لا تملكين سوى القصيدة والرثاء
هُنّا فهان الكبرياء
ضعنا وغاب الأتقياء
تباً لنا من أمة
رقصت على أناتِ طفلٍ في جِنينَ وفي العراق
يا أمتي
إني بريء من صفاقة أمركم
إني بريء من دناءة فعلكم
هذي الضمائرُ جيفةٌ
لا تستحيْ
لا تنتفضْ
إلا بأمرِ العاهراتْ
تباً لكم يا أشقياء
بلْ أنتمو كلُّ الشقاءْ
وصفاتكم ذلٌّ ذليلٌ مستذلٌّ بالزلل
تباً لكم
سحقا لكم
لكنني في لحظِ هذي الغضبةِ
لا أرتجي من أمتي
غيرَ الصلاةْ
صلُّوا معي
ولتشعلوها شمعةً
بدلاً من اللعنِ المطولِ للحياة.
ولتهتفوا
وتكبروا
الله أكبر يا عراق




____
(1): كتب سامر سكيك هذا الوزن :
القدس قلعة شمخت = فخر الإباء تحتكر
فيها ترى بني نجبٍ = و على الجهاد قد فطروا
و وزنه: مستفعلن مفاعلتن = 43 3 3 1 3 و هذا ما جعل الأستاذ خشان لا يستسيغ هذا الوزن لتوالي الأوتاد.

عبده فايز الزبيدي 07-30-2013 11:33 PM

بندر الصاعدي
يحدثنا الشاعر السعودي بندر الصاعدي عن ملامح من حياته قائلاً:
أنا بندر بن نفاع بن هليل بن ناجي الصاعدي الحربي من مواليد المدينة النبوية اليوم الثالث عشر من شهر جمادى الأولى لعام ألف وأربعمائة, درست المرحلة الابتدائية في مدرس أنس بن النضر رضي الله عنه ثم المتوسطة في مدرسة سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه ثم الثانوية في مدرسة طيبة ثم درست في كلية إعداد المعلمين بالمدينة المنورة وتخرجت منها عام ألف وأربعمائة وستة وعشرون للهجرة حاصلا على شهادة البكالوريوس في تخصص الرياضيات.
- عيينت معلما عام 1428هـ في إحدى مدارس قرى محافظة الرس ونقلت من بعد إلى قرية تابعة للمدينة المنورة ولازلت أعمل فيها حتى كتابة هذه السيرة.
- بدأت قرض الشعر عندما كنت في المرحلة الجامعية ولم يسبق لي أن كتبت شعرا فصيحا من قبل, وقد تعرفت على بعض شعراء الجامعة أواخر أيامي فيها.
- مثلت الكلية آن ذاك في إحدى ملتقيات كليات المعلمين على مستوى المملكة وحصلت على المركز الثاني في مجال الشعر عن قصيدتي"أعود نعم للشعر" والتي ألقيتها في الحفل الختامي للملتقى.
- شاركت في حفل تكريم الدكتور فائز بن عبدالله الفائز وكيل كلية المعلمين بالمدينة آن ذاك بقصيدتي"عيون الغواني دون أهدابها الأسر".
- تنقلت بين المواقع الأدبية في الشابكة العنكبوتية ومن بينها رابطة الواحة الثقافية والتي شرفت بالانتماء إليها عضوا مشاركا منذ انطلاقتها ولا زلت .
- ليس لدي أى حضور أدبي أو نشاط يذكر في المانشط الأدبية غير أني أطمح حاليا إلى إنجاز عملين أدبي وتعليمي شعري.
- ليس لدي أي ديوان شعري ولا زالت فكرة نشر ديوان شعري ورقي بعيدة عن اهتماماتي.
- أتمتع كغيري من الشعراء على الشابكة بعلاقات طيبة مع مختلف الشعراء مشهورين كانوا أو مغمورين أمثالي.

قلت: تعرفتُ على هذا القلم الجميل و الشاعر المبدع في منتديات الواحة الثقافية التي يملكها الشاعر سمير العمري ، و مما أختاره من شعره:
1.قصيدة (في معرض الكتاب):

فِي مَعْرِضِ الكِتَابْ
للنَّاشِرينَ سَاحَةٌ كَثِيرَةُ القِبَابْ
أَجْنِحَةٌ مُفْعَمَةٌ ..
يُعْرَضُ فِيهَا كُلُّ مَا لَذَّ وَطَابَ جَنْبَ مَا بَذَّ وَعَابْ
فِي المَعْرِضِ الأَفْكَارُ وَالأَسْرَارْ
المَالُ والعُمَّالُ وَالأَطْفَالُ والنِّسَاءُ والشِّيبَانُ والشَّبَابْ
الليلُ والنَّهَارْ
الصَّحْوُ وَالغُبَارُ
والكِنَاسُ وَالآجَامُ والأوكارْ
وَفِيهِ تَسْرَحُ الغُزْلانُ وَالقَطَا مَعَ الأُسُودِ الذِّئِابْ
لَكِنَّمَا مِمَا يَرَاهُ يَحْذَرُ الجِدَارْ
**
فِيهِ حُقُولٌ جَاوَرَتْ ثِمَارَهَا أَقْذَارْ
فَاعْصِرْ كَمَا تَشَاءُ في الأَكْوَابِ..
وَارْتَشِفْ كَمَا تُرِيدُهُ الشَّرَابْ
فِيهِ المُكَيِّفَاتُ والمُلَطِّفَاتُ وَالبَخَّورُ ..
لَمْ تَحَارِبِ الذُّبَابْ
غَيْرَ ذُبَابٍ جَالَ فِي الأَسْيَابْ
فِيهِ السَّوادُ غَائِظٌ بِيْضًا وَلا عُجَابْ
كَذَا يَغْتَاظُ عِنْدَمَا يَفْقِدُ لَوْنَهُ الغُرَابْ
**
فِي مَعْرِضِ الكِتَابْ
أَرْوِقَةٌ لِلْمُقْتَنِينَ ضُيِّقَتْ لَتَنْعَمَ الأَجْسَادُ فِي تَلاحُمِ الوِدَادْ
دَخَلْتُ فِي سَاحَتِهِ مِنْ أَفْخَمِ الأَبْوَابْ
قُمْتُ بِجَوْلَةٍ عَلَى المَعْرُوضِ فِي الرُّفُوفْ
أقَلِّبُ الكِتَابَ وَالعُلُومَ وَالآدَابْ
أَطَيلُ عِنْدَ بَعْضِهَا الوُقُوفْ
بَيْنَا أَنَا ..
دَهَتْ يَدِي آخِذَةٌ بِهَا إِلَى مَصَارِعِ العُشَّاقْ
كَحِيلَةٌ تُصِيبُ بِالجَوَى وَلا فُوَاقْ
أَسْلَمْتُهَا نِفْسِي إِلَى حَيْثُ تُرِيدْ
فَإِذْ بِنَا فِي جُنَّةٍ جَنِيَّةِ الأَطْيَابْ
فِي يَدِهَا قَائِمَةٌ تَضُمُّ أَسْمَاءَ كُتُبْ
هَذَا مُفَكِّرٌ مُزَخْرِفٌ يُطَوِّرُ العَرَبْ
وَتِي رُؤَى وَفَلْسَفَاتُ فَيْلَسُوفٍ مُنقِذٍ أَحْوَالَنَا مِنْ العَطَبْ
وَذَا دِيْوَانُ مُحْدِثٍ مُجَدِّدٍ..
وَذَي رِوَايةٌ سَمَتْ عَلَى رِوَايَاتِ الأَدَبْ
وَذَا ..., وذَا ...
قُلْتُ: كَفَى ..
مَا شَأْنُهَا وَشَأْنِي
وَإِنَّما كُونِي مَعِي .
قَالَتْ: بِشَرْطٍ أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنًا بِمَا حَوَتْ .
قَلْتُ : وَهَلْ لِي حِيلْةٌ ..
بَعْدَ الذِي فِي مَعْرِضِ الكِتَابِ يَا بِنْتَ العِنَبْ !
قَالَتْ: أَرَاكَ عَارِفًا بِأَمْرِهِ ؟
قُلْتُ: الجَمِيعُ عَارِفُونْ .
لَكِنَّمَا "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبْ"
وَمَنْ يَكُونُ فِي فَسَادِنَا السَّببْ
وَمنْ يَدُسُّ السُّمَّ فِي شَهْدِ الكُتُبْ
وَمنْ يُرِيدُ الفِسْقَ والإِلْحَادَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ..
بَلْ وَفِي جَزِيرَةِ العَرَبْ.
2. قصيدة (عديني فقط):
عديني بوصلٍ
عديني فقطْ
حروفي انمحتْ منْ عليها النقطْ
عديني ليضحَكَ للحبِّ سنّي
وأرسمَ للوعدِِ ألوانَ فنّي
أغنّي .. أغنّي
وأعزفُ بالشوقِ أوتارَ لحني
عديني بوصلِ أعيشُ بهِ
أموتُ لهُ
وأحيا بشوقٍ إلى المنتهى

***
عديني ليُصبح وعدُكِ شمعةْ
تخيطُ بأهدابها هاجسي
وتدفئُ بردَ الليالي إذا
ارتعشتُ حنيناً إلى المدفأةْ
عديني فقطْ
ليبتسمَ الصبحُ في ناظري
ويغفو الألمْ
عديني عديني ولوْ كذْبةً
تبددُ تيهَ المسيرِ وتختلّقُ الوقتَ حلماً لكي أتبعَهْ
فمهما نأيتِ أكون معَهْ
أمشّطُ لليلِ أذيالهُ
وأنفضُ جفنَ المنامِ ليصفى من الأغبرةْ
فأرمقُ أبسطةَ الساهرينْ
أسامرُ بعضي وأركنُ وحدي ولستُ كذالكْ
فأنتِ معي
***

عديني فقطْ
ليمخرَ في خاطري قاربٌ
ومنْ مقلتيكِ لهُ الأشرعةْ
أكابدُ في رحلتي السهدَ ريحاً تلي المعمعةْ
ويمشقُ برقُ النعاسِ جفوني
وتدوي الرعودْ
كأنّي بها لا تريدُ الوعودْ
فأنحو أشبّثُ كلَّ يقيني
بأوتارِ يومٍ
وأوتادِ وعدٍ
لكي يصدقَ العمرُ في عيشهِ
ويخدعَ شجوَ التشاكي المبينْ
فمهما تمنّى فؤادُ الحنونْ
بغفوةِ طفلٍ هدتْهُ السنونْ
إلى حضنِ أمٍّ تداري ابنها
كأنّهُ غافٍ على جفنها
يكونْ القدرْ
كما شاء ربُّ العبادِ لهُ
***
عديني وطوفي بأقدامِ حبّي مساعي الربيعْ
لأهمسَ بالعشقِ بين الورودْ
وحومي بأجنحةِ العينِ فوقَ مدارِ الصقيعْ
لألتقطَ العذبَ بين البردْ
وسيري لسعيكِ صوبَ السعادةْ
لتنعمَ روحُكِ أينَ استكانَ فؤادكِ كيفَ استحلَّ المكانْ
ليهدأ جفنُكِ من جهدِ ما تحتويهِ الصورْ
فيأتيهِ لهثاً بحلمِ الطفولةِ ضوءُ القمرْ
فنامي وأعطي شفاهَكِ للنحلِ دون وجلْ
ليرقص يعبقُ دونَ خجلْ
فيجنحُ لي بالأماني يذيبُ لذيذَ العسلْ

عديني فقطْ
عديني فقطْ
لأرسمَ فوقَ حروفي النقطْ .


3.قصيدة ( أَعُودُ نَعَمْ للشِّعِرِ)
بَدَتْ لَكَ كَلْمَى تَشْتَكِي كَفَّ مَنْ أَدْمَى=حَشَاهَا فَلمْ تَسْطِعْ لْجُرحٍ بِهَا لَأْمَا
بَدَتْ لَكَ لَمَّا أُبْتَ قَصْدَ امْتِطَائِها=وَقُبلُ حَسِبْتَ العَيْشَ مِنْ دُوْنِها سِلْمَا
خَضَعْتَ لَهَا قَسْرًا وَإِنْ شَقَّ نَهْجُهَا=فَأَقَسَى مِنْ التَّسْهِيدِ لِلْعَيْنِ أَنْ تُعْمَى
وَبَذْلُ نَفِيسٍ يَدْفَعُ الشرَّ نِعْمَةٌ=لِأمَنِ الفَتَى مَا شَقَّ لَا رَاحةُ النُعْمَى
أْلَا إنَّ أَلْفًا مِنْ خُصُومِكَ هَيِّنٌ=عَلِيكَ وَلَا تَلْقَاهُ مِنْ نَفْسِكَ الخَصْمَا
فَسْيفُكَ مَثْلُوماً غَدَا حَيْنَ عِفْتَهُ=مِرَاساً فَأَمَّا التِّرْسُ لَمْ يُوْقِكَ السَّهْمَا
وَكُلُّ قَدِيمٍ أَتْلَفَ الدَّهرُ مُبْدَلٌ=بِأَفْضَلَ إِلا النَّفْسَ مَا لَمْ تَرُمْ عَزْمَا
تَحَرَّى فَمَا غَارَتْ عَلَى المَرْءِ قُوَّةٌ=أَعَدَّ لَهَا أَقَوى وَقَدْ حَصَّنَ المَرْمَى
فَإيهٍ أَيَا نَفْسِي تَمَطَّيْ عَزِيزَةً=وَإِيهٍ أَيَا قَلْبِي أَحِدْ ذَلِكَ الهَمَّا
وَإِيْهٍ أيَا عَيْنِي السَّمَا تِلْكَ فَانْظُرِي=وَإِيْهٍ أَيَا أَنْفِي الرُّبَا عَطّرَ الشَّمَّا
أَعُودُ نَعَمْ, للشِّعْرِ أُزْجي قَصَائِدِي=وَأُخْلِفُ وَعْداً قَدْ قَطُعْتُ فَمَا تَمَّا
لِأجْلِ كَرِيمٍ بلْ لِكُّلِّ أَخٍ سَمَا=فَذَا قَمَرٌ يَزْهُو وَذَا يَمْتَطِي نَجْمَا
فَدَاْكُمْ بَلا زَيْفٍ فَؤَادٌ وَمُهْجَةٌ=عَلى الدِّينِ والأَخْلَاقِ خَلْفَ التَّقَى ائْتَمَّا
فَدَتْكُمْ قَوَافٍ تَسْتَعِيرُ مِنْ الدِّمَا=حُرُوفًا وَمَنْ نَبْضِ الفُؤَادِ لَكُمْ نَغْمَا
لِأَجْلِكَ يَا مَنْ بِالجَمَالِ تَجَمَّلَتْ=أَفَانِينُ دَوْحِي مِنْهُ إِذْ أَحْسَنَ الرَّسْمَا
لِأَجْلِكَ أَسَقْي الشِّعْرَ بَعْدَ احْتِبَاسِهِ=وَإِنْ غَصَّ حَلْقِي بِالرَّوَافِدِ أَوْ أَظْمَا
وَلكِنَّ لِي حَقًّا عَلَيْكَ أَلَأ اقْضِهِ=وَلَا تَبْتَئِسْ مِمَّنْ أَرَادَ بِنَا ذَمَّا
فَعُدْ أَنْتَ أَنْتَ الشَّهْدُ والمِسْكُ والسَّنَا=وَأنْتَ جَمَالٌ لَا يَرَاهُ الفَتَى الأَعْمَى
وَأَنْتَ بَصِيرٌ بِالأُمُورِ تَسُوسُهَا=وَكُلُّ عَظِيمٍ لَا يَقُودُ سِوَى العُظْمَى
فَحَولَكَ صَحْبٌ قَدْ عَهِدْتَ فَعَالَهُمْ=كِفَاءٌ فَهَلْ تَرْضَى لِمَحْفَلِهِمْ هَدْمَا!
مَسِيرَتُنَا تَبْقَى وَيَبْقَى رِجَالُهَا=وَيَحْفَظُهَا الرَّحْمَنُ مِنْ بَغْيِ مَنْ هَمَّا
فَعُدْ رَاضِيًا لَا تُلْقِ بِالًا لِكُلِّ مَنْ=أَرَادَ عَلَى جَورٍ لِشَوْكَتِنَا وَصْمَا
وَعُدْ سَالِمًا مِنْ كُلِّ غَبْنٍ وَغُصَّةٍ=وَلَا تَكْتَرِثْ مَا لَمْ تُصِبْ في ِالوَرَى إِثْمَا
فَكُلُّ كَرِيمٍ لَا تُكَدِّرُهُ الوَرَى=وَإِنْ كَدَّرُوا مَاءَ السَّحَائِبِ وَاليَمَّا
فَطُهْرُ الفَتَى قَلْبٌ تَعَلَّقَ بِالتُّقَى=وَعَقْلٌ يَسُوقُ الرُّشْدَ وَالعِلْمَ وَالحِلْمَا
وَنْفَسٌ عَلَى مُرِّ الزَمَانِ صَبُورَةٌ=وَرُوحٌ تَرَى نَورَ الفَضَاءِ لَهَا جِسْمَا
وَطَبْعٌ تَجَلَّى لَمْ تَسُؤْهُ خَلِيْقَةٌ=تَوَشَّحَ بِالقُرْآنِ وَالسَّنَّةِ العُظْمَى
أَلَا إِنَّ عَيْبَ المَرْءِ فَلْتُ لِسَانَهِ=هَوًى يُلْحِقُ النَّاسَ المَذَمَّةَ والشَّتْمَا
وَكُلُّ ذَمِيْمٍ إِنْ ذَمَمَتَ فَمِثْلَهُ=وَمَنْ يَذْمُمِ النَّاسَ اسْتُذِمَّ وَمَا ذَمَّا
فَمَا نِلْتَ مِنْ طَوْدٍ بِرَجْمِكَ سَفْحَهُ=عَلَى سَفَهٍ يُضْنِيكَ بَلْ زِدْتَهُ حَجْمَا
وَصَمْتُ الفَتَى حِلْمًا إِذَا ضِيمَ حَقُّهُ =كَمِسْكٍ عَلَى الأَخْلاطِ يَطْغَى مَتَى نَمَّا
فَمَا عَابَ نُورُ الشَّمسِ حُجْبُ غَمَامَةٍ=وَلَا البَدْرُ مَنَقُوصَ الكَمَالِ إِذَا غُمّا
يَغِيبُ أَخُو الأيَّامِ عَنْ عِيْنِ أَهْلِهِ=وَيُبْقِي لَهُمْ مِنْ حُسْنِ أَخْلَاقِهِ وَسْمَا
وَيَبْلُغُ صُوْتُ المَرْءِ بِالرِّفْقِ غَايَةً=وَيُكْرَهُ لاَ جَدْوى يُثِيرُ إِذَا أَصْمَى
وإِنْ سَمَتِ الأَفْكَارُ فِي نَهْجِ طَرْحِهَا=فَحُسْنُ سَجَايَا المَرْءِ مِنْ طَرْحِهَا أَسْمَى
فَما العَذْبُ مَشْرُوبًا وَإِنْ أَنْتَ ظَامِئٌ=بِقِرْبَةِ مَنْ أَلْفَيْتَهُ يُفْرِغُ السُّمَّا
وَلكِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِن شِيَمِ الفَتَى=يَعِيْشُ بِهِ شَهْمًا وَيرْدَى بِهِ شَهْمًا
.

4. قصيدة (أَقِلْنِي مِنْ المَدْح)
عُيُونُ الغَوَانِي دُونَ أَهْدَابِهَا الأَسْرُ=مَتَى تُبْدِ لِلْعُشَّاقِ وَمْضَ الهَوَى يَسْرُوا
فَأَيَّتُهَا لِلْسَّتْرِ قَرَّتْ بِعَاشِقٍ=وَأَيُّ أَسِيرٍ فَكَّ أَغْلَالَهُ المَهْرُ
وَأَعْجَبُ مِنْ صَبِّ العُيُونِ صَبَابَةً=عَشِيقُ عُلُومٍ شَاقَهُ لِلْعُلَا السِّفْرُ
يَقَرُّ بِنَهْلِ العِلْمِ مَا طَابَ نَبْعُهُ=يَكَحِّلُهُ سَطْرٌ مُكَحِّلُهُ الفِكْرُ
وَكُلِّيَّةٌ مِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهي النُّهى=رُقِيًّا لَنَا فِيهَا وَفِينَا لهَا ذِكْرُ
أفَاضَتْ عَلِينَا سَائِغَ العِلْمِ, كُلَّمَا=أَجَزْنَا بِهَا نَهْرًا جَرَى آَخَرٌ غَمْرُ
وَخَيْرُ وَكِيلٍ مَا عَلِمْتُ بَقَدْرِهِ=وَكِيلًا وَأُسْتَاذًا إِذَا ذُكِرَ القَدْرُ
هُوَ الفَائِزُ المُوفُورُ بِالخِيرِ, والثَّنَا=لَهُ وَافِرًا مِنَّا وَمِنْ رَبِّنَا الَأَجْرُ
مَنُوطٌ بِطِلَّابِ العَلى وَشُئُونِهِمْ=قَرِيبٌ إِلَيْهِمْ مَا يُعَثِّرُهمْ أَمْرُ
تَقِيٌّ نَقِيٌّ طَاهِرُ القَلْبِ فَاضِلٌ=بَشَوشُ المُحَيَّا مَا الأَزَاهيِرُ مَا الفَجْرُ
كَأَنَّكَ مَعْنِيٌّ بِهِ وَهَو مَنْ عَنَى=إِذَا رُمْتَهُ فِي حَاجَةٍ مَا لَهُ سِتْرُ
نَصُوحٌ حَرِيصٌ مُسْتَحِثٌّ مُوَجِّهٌ=أَبٌ وَمُرَبٍ فِي سَمَاحَتِهِ البِشْرُ
أَفَاضَ عَلَى أَبْنَائِهِ مَاءَ فَضْلِهِ=بِأَرَضِ زُرُوعٍ حَيْثُمَا أَنْبَتَ البِذْرُ
أَلَا يَا بْنَ عَبْدِ اللهِ دُمْتَ مُرَبِّيًا=فَنِعْمَ الوَكِيلُ البَاذِلُ الخَيْرَ وَالذُّخْرُ
مَقَامُكَ مَيمُونٌ وَعَهْدُكَ مُشْرِقٌ=وَسَعْيُكَ مَحْمُودٌ وَمَوْطِئُكَ التِّبْرُ
دَؤُوبٌ عَلَى الإِنْجَازِ بَاذِلُ طَاقَةٍ=مُيَسِّرُ_بَعْدَ اللهِ_ مَا أَمْرُهُ عُسْرُ
وِإِنْ كَانَتِ الأَمْجَادُ تُشْقِي رِجَالَهَا=كَدَحْتَ لَهَا كَدْحًا وَشِيمَتُكَ الصَّبْرُ
بِمِثْلِكَ يُنْدَى العِلْمُ وَالبَذْلُ وَالهُدَى=وَيُشْحَذُ عَزْمُ النَّاسِ مَا وَنِيَ الدَّهْرُ
يَدَاكَ لَنَا بَيْضَاءُ تَبْنِي إِلَى العُلَا=كَأَنَّ سَنَاهَا فِي عُلا بَنْيِكَ البَدْرُ
أَقِلْنِي مِنْ المَدْحِ الذِي أَنْتَ أَهْلُهُ=فَفَضْلُكَ لَا يُوْفِيهِ نَثرٌ وَلَا شِعْرٌ
أَتَيْتُكَ بِالمَقْرُوضِ مِنْكَ إِلَيْكَ لَمْ=أَخُطَّ سِوَى بَعْضَ الذِي أَثَرَ الذِكْرُ
فَإِنَّكَ مِنْ رَكْبِ الأُلَى ائْتَلَقُوا هُدَىً=مُشِعًّا وَفِي خَيرِ الأُمُورِ لَكَ الصَدْرُ
تَخَيَّرْتُ مِنْ بَيْنِ البُحُورِ طَوِيلَهَا=فَيَا لَكَ مِنْ دُرٍّ بِهِ قَدْ طَمَا البَحْرُ
مَحَاسِنُ أَهْلِ العِلْمِ تَبْقَى عَظِيمَةً=يُنِيرُ بِهَا مَا مُدَّ بِالمَدَدِ الحِبْرُ
وَإِنَّ الفَتَى إِلَّمْ يَرَ الدَّهَرُ صُنْعَهُ=وَإِنْ شَاخَ فِي دُنْيَاهُ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ
فِللهِ دَرُّ المُحْسِنِينَ إِلِى الوَرَى=وَلِلسُّوءِ مَنْ ألْفَاهُمُ مَالَهُ دَرُّ
وَحَسْبُكُمُ مَنْ شَرَّفَ الشِّعْرَ ذِكْرُهُ=فَإِنَّ ثَنَائِي مِنْ مَنَاقِبهِ نَزْرُ

عبده فايز الزبيدي 07-30-2013 11:36 PM

محمد الصحبي
هوالشاعر السعودي محمد بن أحمد بن شامي البدوي الصحبي ،الشهير بمحمد بن عباس ،من مواليد 1391هـ بقرية الصُّفة بوادي حلي بن يعقوب,وتربطه قرابة لصيقة بالأديب الراحل محمد سنده البدوي، متزوج وله أبناء .
يحدثنا عن نفسه بقوله:
أعمل معلما لمادة اللغة العربية في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية والمتوسطة بالصفة .

• السيرة التعليمية :
كانت دراستي في التعليم العام حتى الثانوية العامة ( علمي ) في مدارس بلدة الصفة ( حاضرة حلي الإدارية ) ثم التحقت بكلية إعداد المعلمين المتوسطة ( بمسماها آنذاك ) حيث كانت مدة الدراسة فيها سنتين فقط , حصلت منها على ( دبلوم الكلية المتوسطة ) في تخصصَيّ الرياضيات ( فرعي ) واللغة العربية كتخصص ( رئيس ) , وكان ذلك في تخرُّجي الأول عام 1410هـ .
وفي عام 1424هـ عدت مرة أخرى إلى تلك الكلية الشامخة بمسماها الجديد ( كلية إعداد المعلمين ) للحصول على درجة البكالوريوس في تخصصي الرئيس ( اللغة العربية ) وقد حالفني التوفيق من الله تعالى وحصلت على هذه الشهادة الغالية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف في الفصل الأول من هذا العام 1426- 1427هـ , وقد عرض على أحد أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية أن أتقدم للإعادة بالكلية لكنني رفضت لعدة أسباب خاصة , وكان هذا التخرج بمثابة التخرج الثاني من نفس الكلية .
وبين التخرجين كان جُلُّ حياتي العملية , حيث بدأت مهنة التدريس عام 1411هـ أبّان أزمة الخليج الأولى ( اجتياح العراق للكويت ) في مدرستين من مدارس محافظة محايل عسير ولمدة خمس سنوات ثم انتقلت لتعليم محافظة القنفذة فعملت في خمس مدارس ثم أمين مكتبة مركز إشراف التربوي في حلي لبضع سنوات والآن هيأ الله لي التدريس في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالصفة ولله الحمد .

و عن رحلته مع الشعر يقول:
البداية كانت بداية حب للشعر , وفي المرحلة الثانوية بالذات ,وقد حدثت لي قصة لا أنساها , وهي أنه ذات مساء وفي ساعات متأخرة من الليل كنت أستمع للمذياع وكانت تُبث فيه قصائد جميلة جدا فتأثرت بها كثيرا فبدأت أخربش على أوراق دفتري بأبيات شعرية لأول مرة , وفي الصباح ذهبت إلى مدرِّسي في اللغة العربية , وهو من إحدى الدول العربية ( الأستاذ : عبد النافع ) فأطلعته على كتابتي , وكان رده عليًّ جارحاً إذ اتهمني بالسرقة الأدبية , لكن ولحسن حظي كان مكتب الأستاذ محمد بلغيث العلوي ( مدرس المرحلة المتوسطة بالمدرسة ) بالقرب من مكتب أستاذي المذكور , فأشَّر إليَّ أن أقترب منه ثم أخذ يوجهني ويرشدني لأمور لم أكن أدركها ويبين لي الأسس المهمة في علوم الشعر من عروض وقافية وغير ذلك فله بعد الله عليّ كل الفضل والتقدير .
و يقول عن كفاح الصبا:
بداياتي للأسف فقدتها , لأنني لم أكن أعتقد أنها مهمة بالنسبة لي , لكنني أحتفظ بنصوص نشرتها في الصحف والمجلات أثناء دراستي في المرحلة الثانوية , وحفظي لها بسبب أنها نشرت إعلاميا , وبعضها فقد بعد النشر !! .
ولا أنسى دور إدارة المدرسة آنذاك متمثلة في الأستاذ / إبراهيم بن عثمان العقيلي , الذي خصص لي يوم الأربعاء من كل أسبوع في الإذاعة المدرسية لألقي قصيدة أمام زملائي , ومن ذلك نص ( غناء الطير ) الذي نشرته لأول مرة في ملحق الأربعاء عام 1407هـ وفقدت الملحق ثم نشرته مرة أخرى في مجلة اقرأ العدد (753) عام 1410هـ :

ــــــــــــــــــ
غِنَاءُ الطَّيْر
ـــــــــــــــــ

إذا الطيْـرُ غَنَّى لنَا مُطْــرِبَاً
ـــــــــــــــــــــ تًذَكَّرْتُ فِي الحِيْن ِصَوْتَ الحَبِيْبْ

فَقُلْتُ أَيَا طَيْـــرَ يَا حَــاوِيَـاً
ـــــــــــــــــــــ إلَى الحُسْـــن ِأُغْـنـِيـَةَ العـَنـْدَلـِيْبْ

أَتَذْكُـرُ صَـــوْتَاً لنَا شَــادِيَـاً
ـــــــــــــــــــــ جَفَانَا , فَأَصْـبَحْـتُ مِثْلَ الغَـرِيْبْ

تَنَاءَى وََأَوْغَلَ بَعْدَ الصَّفَاءِ
ــــــــــــــــــــ وأسْـــلَمَنِي حـَـائِـرَاً , كَـالكَـئِـيْـبْ



وكذلك نص الذي نشرته عام 1410هـ بنفس المجلة :
ــــــــــــــــــــ
أَيُّ حُبٍ أَنْتَ ؟!
ــــــــــــــــــــــ
أَيُـهَـا السَّــاكِـنُ في أَعْـمَـاق ِنَـفْسِـي
ـــــــــــــــــــــ فِيْ حَـنِيْنِيْ , فِيْ تَبَارِيٍحِـيْ وَحِسّـي

أَيُـهَـا الـْعَـابـِثُ فِيْ قَـلـْبـِيْ الـْمُـعَـنَّى
ـــــــــــــــــــ أيُّ ذَنْب ٍ كُـنْـتُ أَجْـنِـيـْهِ وَرِجْـس ِ؟!

أَيُّ حُـــب ٍ أَنْـتَ ؟ تـَلـْهُــوُ بـِقـَلـْبـِي
ـــــــــــــــــــ وَأَنـَـا لِـلـْـحُــبِ أَهْــدِيـْـكَ نَـفْــسـِي !

يَا قـَـرِيْـبـَاً قُـرْبَ نَبْضِــي لِحِـسّــي
ــــــــــــــــــــ وَبَـعِــيْـدَاً بُـعْـــدَ أَرْض ٍ وَشَــمْــس ِ

تَاهَ فِيْ البَحْر ِقَارِبِي , لَسْـتُ أَدْرِي
ــــــــــــــــــ أَيْنَ يَهْدِيْ الطَّرِيْقُ , بَلْ أَيْنَ أَرْسِي ؟

كُــلـْمَـا خِـلـْتـُهَـا الـْمَسَـــافـَاتُ تَدْنـُو
ـــــــــــــــــــ زَادَ بُـعْـدُ الـطَّــرِيْقُ واشْــتَدًّ نَحْسِي

كُــلـْمَـا لاحَ لِيْ مِـن البُـعْـــدِ حُــلـمٌ
ـــــــــــــــــــــ مَاتَ فِيْ المَهْدِ وَاخْتَفَى مِثْلَ أَمْسِي

فـَـــوَدَاعَــــاً أَيُــهَـــا الــحُــبُ إنّـي
ــــــــــــــــــــ قَدْ أَضَعْتُ الطَّرِيْقَ , أَعْلَنْتُ يَأْسِي


وغير ذلك من النصوص .



من أعماله:

1. قصيدة (ســيِّدُ الثـقـلـيـن )


بزغ َالصــــــباحُ بنورِ وجهك بعدما
ـــــــــــــــــــــــ غشــتِ البرية َظلمة ٌســــــــــوداءُ
فـتـفـتـقـت بالنـــــورِ أركانُ الـدجى
ـــــــــــــــــــــــ وسعى على الكون ِالفسـيح ِضياءُ
ومضى السلامُ على البسيطةِ صافياً
ـــــــــــــــــــــــ تُروى به الفيحــــــاءُ والجــــرداءُ
حتى صفـت للكون ِأعظمُ شِـــــرعةٍ
ــــــــــــــــــــــــ فاضت بجــودِ ســخائها الأنحـاءُ
دانـت بها الـدنـيـا لـرب ٍ واحـــــــد ٍ
ـــــــــــــــــــــــ ولـعــدلها , أصـغى له الحـكـمـاءُ
ولنـــورِها , وليســــرِها , ولحــبها
ـــــــــــــــــــــ ضـحّى خيارُ الناس , والشـــهداءُ
الله هــيــأهــا , وأنـزلَ قـــــــــولـَه
ــــــــــــــــــــــ فيهـا , وقـصّــــرَ دونه الفصـحـاءُ
لم يقـدروا أن يـكـتـبــوا لــو سـورة ً
ـــــــــــــــــــــــ من مثلهِ , فجميعهم جُــــهـــــلاءُ
يا ســــيـّد الـثـقـلـيـن ِيا نـبـعَ الهـدى
ــــــــــــــــــــــ يا خيرَ من ســعدت بهِ الأرجـــاءُ
وحيُ الســـماءِ إليك جــدّدَ عهــــدَه
ــــــــــــــــــــــ وإليك يـنـشــــدُ نـورَك الـحُـنـفـاءُ
وحـراءُ يشـهدُ والجـبـالُ جـمـيـعُـها
ـــــــــــــــــــــ والركنُ والـعَـرَصَـاتُ والبـطـحاءُ
شــهدوا جـمـيـعـاً أن أحـمـدَ مرسلٌ
ــــــــــــــــــــ بـالـحـــق ِ, من رب ٍ لـه الـعـلـيـاءُ
ســـبـحـانَ من نطـقَ الجـمادُ بأمره
ــــــــــــــــــــ وتحــقـقـت في صُـــــــنـعـهِ الآلاءُ
وأتى بخـيـرِ الخـلـق ِطُــَّراً مُـنـقـذاً
ــــــــــــــــــــ إذ كانت ِالشـــحـنـاءُ والـبـغـضــاءُ
فـتـبـدلـت كلُّ الخـصـــوم ِمـحـبــة ً
ـــــــــــــــــــ وصــفـت بها الـدنـيـا, وحلَّ إخـاءُ
ورسـت دعــــائــمُ أمـــة ٍ مــدنـيـة ٍ
ـــــــــــــــــــ الـكــــونُ مـن أنـوارِها وضّــــــاءُ
يا ســيـّد الـثـقـلـيـن ِ؛ شعري واجـمٌ
ـــــــــــــــــــ فأمـامَ ذِكـرِك يعـجــــــزُ الـبـلـغـاءُ
ماذا أقـولُ وكيف أنســـجُ أحــرفي
ـــــــــــــــــــ فالمدحُ أنت , وأحرفي أشــــــــلاءُ
يكـفـيـك بالذكــرِ الحـكـيـم ِتـمـجّـدا
ـــــــــــــــــ والذكرُ محفوظ ٌ , وفيه شـــــــــفاءُ
أثنى عليك اللهُ فـوقَ ســــــــمـائـــهِ
ـــــــــــــــــــــ في غيرِ ما آي ٍ , فجــلّ ثـنــــــاءُ
قد كـنـت في آيـاتـه مـتـمـثــــــــلا ً
ـــــــــــــــــــ تمضــي بقـــول الله حيث يشـــــاءُ
ودعوت في كل الأمور إلى الهدى
ـــــــــــــــــــ حتى تـقـلـّد أمـرَكَ السُــــــــــعـداءُ
ورسمت منهاجــاً وسُـــنة َمرســل ٍ
ـــــــــــــــــــ هي وجـهـة ُالركـبـان ِحـيثُ أماءوا
صلى عـلـيـك الله يا خـير الــورى
ـــــــــــــــــــ يا رحـمــة ً يهـفـــو لـهـا الـرحـماءُ.

2. قصيدة (حصاد الصحراء)

ﻛﺎﻥَ ﻳﻮﻣﺎً ﻣُﺸْﻤِﺴَﺎً
ﻳَﻮﻡَ ﺃﻥْ ﻛُﻨﺖُﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼَّﺤْﺮَﺍﺀِ
ﻭَﺣْﺪِﻱ
ﺃﺣْﺮُﺙُﺍﻷ‌ﺭﺽَ
ﺑِﻤِﺤْﺮَﺍﺛِﻲﻭَﺯَﻧْﺪِﻱ
ﻏَﻴْﺮَ ﺃﻧّﻲ
ﺑَﻌْﺪَ ﺃﻥْ ﺃﺗْﻤَﻤْﺖُﺣَﺮْﺛِﻲ
ﻟَﻢْ ﺃَﺟِﺪْ ﻗَﻄْﺮَﺓََ ﻣَﺎﺀْ
ﻟَﻴْﺲَ ﺑﺎﻟﺼَّﺤْﺮَﺍﺀِﻣَﺎﺀ
ْﺫَﺭَﻓَﺖْ ﻋَﻴْﻨﻲ
ﺩُﻣُﻮْﻋَﺎًﻣِﻦْ ﺃﻟَﻢ
ْﻛﺎﻥَ ﺟُﻬﺪﺍً ﻗﺎﺳِﻴﺎً
ﺿﺎﻉَ ﻭَﻫْﻤَﺎًﻭَﻫَﺒَﺎﺀْ
ﻭﻣﻀﺖْ
ﺃﻳﺎﻡُ ﻋُﻤﺮﻱﻣُﺴْﺮِﻋَﺔْ
ﺟﺎﺀَ ﺻَﻴْﻒ
ٌﻓﺨﺮﻳﻒٌ ﻓﺸﺘﺎﺀ
ْﻋُﺪﺕُ ﻓﻴﻬﺎ
ﻧَﺤْﻮَ ﺗﻠﻚَ ﺍﻷ‌ﺭْﺽِﺃﺟْﺮِﻱ
ﺇﺫْ ﺑِﺰَﺭْﻉٍ ٍﺄَﺻْﻔَﺮ
ٍﻛﺎﺩَﺕِ ﺍﻟﺼَّﺤْﺮَﺍﺀ
ُﺗُﻌْﻄِﻴْﻪِ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡْ
ﻭَﻗﻔﺖْ ﻋَﻴﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭَﺍﻗﻪِ
ﻭﺑﺪﺍ ﻓﻜﺮﻱ
ﻳُﻨﺎﺟِﻴﻪِﺳُﺆَﺍﻝ
ﻛﻴﻒَ ﻫﺎﺝَ ﺍﻟﺰﺭﻉ
ُﻣِﻦْ ﻏﻴﺮِ ﻣَﻄَﺮْ؟
ﻟﻴﺲَ ﺑﺎﻟﺼَّﺤْﺮَﺍﺀِ ﻣﺎﺀٌﺃﻭ ﺛﺮَﻯ !!
ﻏَﻴْﺮَ ﺃﻧِّﻲْﺑَﻌْﺪَ ﺟُﻬْﺪٍ ﻭَﻋَﻨَﺎﺀْ
ﺟَﺎﺀَﻧِﻲ ﺻَﻮْﺕ
ٌ ﻳُﻨَﺎﺩِﻱْ ِﻔْﻲ ﺃﻟﻢ
ْﻗﺎﻝَ :ﻭﺍﻟﺤَﺴْﺮَﺓُ ﻓِﻲْ ﺃﻭْﺗَﺎﺭِﻩ
ِﺃﻧﺎ ﺣُﺰْﻥٌ ﻗَﺪْ ﻧَﻤَﺎ
ﺇﺛْﺮَ ﺩَﻣْﻊ ٍﻭَﺑُﻜَﺎﺀْ


عبده فايز الزبيدي 07-30-2013 11:37 PM

يحي السماوي
هو الشاعر العراقي الشهير يحيى بن عباس بن عبود من آل حسن، و السَّماوي لقبٌ غلب عليه نسبة للسماوة ببادية العراق ، و أوّل ما عرفت هذا الشاعر الكبير إبَّان غزو العراق للكويت حينها كنت أتابع مجلة (المجلة العربية) التي كان يرأسها الأديب حمد بن عبدالله القاضي و كان للسماوي تواجد بها كبير، وهو الآن يعيش بإستراليا كأحد شعراء المهجر المعاصرين.... وهذه نبذة أفدتها منه شخصياً عن حياته:
• تاريخ الولادة 16/3/1949 مدينة السماوة / العراق.
• تخرج في الجامعة المستنصرية / كلية الآداب / بغداد عام 1974 م.
• عمل في التدريس والصحافة والإعلام.
• صدرت له المجاميع الشعرية التالية:
• إصدارات الشاعر :
• 1ـ عيناك دنيا .
2 ـ قصائد في زمن السبي والبكاء .
3 ـ قلبي على وطني .
4 ـ جرح باتساع الوطن .
5 ـ من أغاني المشرد .
6 ـ الإختيار .
7 ـ رباعيات .
8 ـ عيناك لي وطن ومنفى .
9 ـ الأفق نافذتي .
10 ـ هذه خيمتي .. فأين الوطن ؟
11 ـ أطبقت أجفاني عليك .
• 12 ـ زنابق برية .
• 13 ـ نقوش على جذع نخلة .
• 14 ـ قليلك لا كثيرهن .
• 15 ـ البكاء على كتف الوطن .
• 16 ـ مسبحة من خرز الكلمات .
• 17 ـ شاهدة قبر من رخام الكلمات .
• 18 ـ لماذا تأخرتِ دهرا ؟
• 19 ـ أدب الرسائل ( دراسة نقدية ) .
• 20 ـ بعيدا عني قريبا منك ِ .
21 ـ تعالي لأبحث فيك عني .
• 22 ـ مناديل من حرير الكلمات .
• 23ـ أطفئيني بناركِ

• * حاز ديوانه " قلبي على وطني " جائزة أفضل ديوان شعر في الملتقى العربي في أبها عام 1992 .

* حاز ديوانه " هذه خيمتي فأين الوطن ؟ " جائزة مؤسسة ابن تركي للإبداع الشعري برعاية جامعة الدول العربية عام 1998

* حاز ديوانه " نقوش على جذع نخلة " جائزة البابطين لأفضل ديوان شعر عام عام2008 .
• حظيت تجربته الشعرية بالعديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه في جامعات عراقية وعربية وأجنبية ، كما تناولها عدد من النقاد العراقيين والعرب في مؤلفاتهم النقدية .

• نشرت قصائده في العديد من الصحف والمجلات الأدبية العراقية والعربية والأسترالية، وترجمت له الشاعرة الأسترالية إيفا ساليس مختارات شعرية تحت عنوان " Tow Banks With no Bridge”، صدرت ضمن منشورات “ Picaro” للنشر والتوزيع. كما ترجم له الدكتور صالح جواد الطعمة ، الدكتور رغيد النحاس، والشاعرة الأسترالية آن فيربرن ، د .عادل الزبيدي ، د . بهجت عباس ، أ . جواد وادي ، أ . آسية السخيري ، أ . جمال جلاصي ، أهند أبو العينين ، أ . صباح جاسم محسن وآخرون .
• ترجمت مختارات من شعره إلى الفرنسية والأسبانية والألمانية والفارسية والكردية ولغات أخرى .
• شارك في العديد من المهرجانات الأدبية العربية والعالمية. وكتب عنه نقاد منهم : د. علي جواد الطاهر- د. عبد الملك مرتاض- د. عبد العزيز المقالح د. عبد الله باقازي- د. غازي القصيبي- د. عبد العزيز الخويطر- د. جميل مغربي- د. حسن فتح الباب- أ. يس الفيل- أ. فاروق شوشة- أ. حسين الغريبي- د. فاطمة القرني- د. عبد الله الحيدري - د. حاكم مالك الزيادي- د. حسن الأمراني- د . محمد بدوي شاهين ، أ. سلطانة العبد الله- د. محمد بن سعد - د. ثريا العريض- أ. إنطوان القزي- أ. شوقي مسلماني- أ. لامع الحر ، أ . شوقي عبد الحميد يحيى ، أ . عبد الجواد خفاجي ، أ . عبد الحفيظ الشمري ، أ . محمد علي الخفاجي ، د . عبد الله باقازي ... وآخرون.

و أعمال يحي السماوي أشهر من أن تذكر ولكن لابد:
1. قصيدة
:( لـماذا تـأخـرتِ دهـراً ؟ )

تـقـولُ الـتي صَـيّـرتْـني أنـيـسـاً
وكـنتُ الـعَـنـيـدَ ..
الـغَـضـوبَ ..
الـعَـصِـيّـا :

*

أما مِـنْ إيـابٍ

إلى حيثُ كان النخـيـلُ

مـآذِنَـكَ الـبـاسِـقـات ..ِ

وكان الـحَـمـامُ «بِـلالاً» ..

وكان الـهَـديـلُ الأذانَ الـشـجـيّـا ؟

*

وأنتَ عـلـى السّـطـح ِ :

طـفـل ٌ

يُـغـازِلُ عـنـدَ المـسـاءِ الـنجـومَ ..

ويـغـفـو

يُـغـطِّـيـهِ ضوءُ الـثــرَيّـا ؟

*

لـقـد عـدتُ لـو كان سَـعـفُ النخيل ِ

كـمـا الأمسِ ..

لـو أنَّ لـيْ سـطـحَ دار ٍ ..

وأنَّ الـحَـمـامَ يُـجـيـدُ الـهـديـلَ ..

ولـكـنَّـهُ الـقـحْـطُ :

لا الخـبْـزُ في الـصَّـحْـن ِ ..ِ

لا الـتَّـمْـرُ في الـعِـذق ِ ..

والمـاءُ في الـنهـرِ لمَّـا يَـعُـدْ

يـمـلأ الكـأسَ رِيّـا

*

أبي عاشَ سـبـعـينَ عـامـاً ونـيـفـاً

عـلى الـخـبـزِ والـتـمـرِ

مـا زارَ يـومـاً طـبـيـبـاً ..

وأمـي ـ إذا جـعْـتُ ـ تـشـوي لـيَ الـمـاءَ

أو تـنـسـجُ الـصـوفَ ثـوبـاً

فيغدو حريراً بَهـيّـا !

*

لـمـاذا إذن ْ

أصبـحَ الـماءُ في عـصـرِنـا ظـامِـئـاً

والـرَّغـيـفُ كـمـا الـتِّـبْـن

والـعِـشـقُ في يـومِـنـا تُـهْـمـة ً

والـمـواويـلُ غَـيّـا ؟

*

أتـدعـيـنـني بـعـدمـا شـاصَ تـمْـري ؟ **

لـمـاذا تـأخَّـرْتِ دهـراً عَـلـيّـا ؟

*

وكـنـتُ الـمُـقِـيـمَ

عـلى بُـعـدِ نـهـديـكِ من ثـوبِـكِ الـمُـسْـتَفَـزِّ ..

عـلى بُـعـدِ كـفِّـكِ مِـنْ شـذرةِ الـخـاتَـمِ الـسـومَـريِّ ..

لمـاذا اخـتـبـأتِ غـداةَ أتـيْـتُ

لأهـرقَ في شـاطـئـيْـكِ

بـقـايـا وقـاري ؟

*

وأطـفـئَ نـاري ؟

*

جميعُ الـغـزالاتِ مـرّتْ عـلى واحـتي ..

والـظِـبـاءِ .. الـفـراشـاتِ ..

إلآكِ أنتِ !

تـأخَّـرْتِ أكـثـرَ مِمـا يُـطـيـقُ اصْـطِـبـاري !

*

لـمـاذا أتَـيْـتِ

أوانَ احْـتِضـاري ؟

*

وبِدءَ احْـتِـفـاءِ الـدُّجـى

بـانطِـفـاء نـهـاري ؟

*

وقـد كـنـتِ من مُـقـلـتـيْ قـابَ جـفـنيْ ..

ومن مـوقـدي قـابَ جـمـري ونـاري !!

*

لـمـاذا أتـيْـتِ أوانَ الـخريـفِ

وكنتِ عـلى بُـعْـدِ ضِـلـعَـيـن ِ

مـنْ أصـغـرَيّـا ؟

*

لـماذا تـأخَّـرتِ دهـراً عَـلَـيّـا ؟

*

فشـرّقْـتُ .. غَـرَّبْـتُ ..

غـرّبْـتُ .. شـرَّقـتُ :

طِفـلاً عَـجـوزاً

وكـهْـلاً صَـبـيّـا !!

*

توهّمتُ أنَّ الـتـغـرُّبَ

يُـنـسي الفتى السـومريَّّ هـمـومَ المشـاحيفِ ***

يُـدني نـزيـلَ الـمـفـازاتِ من

سـدرةِ المُـنـتـهـى والـثـريّـا ..

*

وها مـرَّ جـيـلان ِ ..

جـيـلانِ مَـرّا

عـلى نـخـلـةٍ غـادرتْ طـيـنـهـا !

تـمـرُهـا شـاصَ ..

والـسـعْـفُ لـمّـا يَـعُـدْ يـنـسـجُ الفيءَ

غـضّـاً نـديّـا ..

*

جميعُ المـواعيـدِ فـاتتْ

ومَـرَّ قـطـارُ الـقـرنـفـلِ والـيـاسـمـيـن ..

الـعـصـافـيـرُ عـادتْ إلى دفءِ أعشـاشِـهـا

وأنـا واقـفٌ ..

غَصَّـةٌ في فـمي

والـلـظى في يَـدَيّـا ..

*

توهّـمْـتُ أنَّ الـطريـقَ إلى الأقـحـوان ِ

الـمـنـافي ..

فـنـفَّـضْـتُ طـيـنَ الـفـراتـيـن ِ

مِـنْ راحَـتـيّـا !

*

ودَرَّبْـتُ عـصـيـانَ هـدبـي

عـلى مُـقـلـتـيّـا !

*

غـريـبـاً ذلـيـلاً ..

فـحـيـنـاً أفـتِّـشُ عـنْ دجـلـتيَّ

وحـيـنـاً لأهـربَ مـنْ دجـلـتـيّـا !

*

فلا كـنـتُ مَـيْـتـاً

ولا كـنتُ حَـيّـا !

*

ولا كـنـتُ في مـوكـبـي بـابـلـيّـاً

ولا كـنـتُ في زورقـي سَـومَـريّـا !!

*

لـماذا تـأخَّـرتِ دهـراً علـيّـا ؟

*

وكنتِ على بُـعـدِ «حاءٍ» من «الباءِ»

نـامـا

عـلى تـخـتِ سـطـرٍ سَـوِيّـا !!

*

لـمـاذا تـركـتُ الـسـمـاوةَ خـلـفـي

ويَـمَّـمْـتُ نـحـوَ المـقـاديـرِ خـطـوي

فـكـنتُ الـشـقـيّـا ؟

*

أمـا كان لـيْ

أنْ أُخـبِّـئـنـي لـيـلـةً في «الـصـريـفـةِ » .. ****

أو لـيـلـتـيـنِ بـسـردابِ قـبـرٍ ..

وعـامـاً بـبَـرِيَّـةٍ ..

نصـفَ عِـقـدٍ بـ«هـور الـجـبـايـشِ» .. *****

عِـقـداً مـع الـلـوزِ والـجـوزِ في غـابـةٍ

في الشـمـالِ ..ِ

وعـامـاً بـكـهـفٍ أُلـمْـلِـمُ بـعـضـي إلـيّـا ؟

*

أبي عـاش سـبـعـيـنَ عـامـاً ونـيـفـاً

عـلى الـخـبـز والـتـمـرِ

ما قـالَ أفّ ٍ ...

ولا صـاحَ بـالـخـوفِ تـبّـاً ..

ولم يـتَّـخـذْ غـيـرَ نـخـلِ السـمـاوةِ

خِـلاًّ وفِـيّـا !!

*

لـمـاذا هـرقـتُ شـبابي

شـريـداً ..

غـريـبـاً ..

ذلـيـلاً ..

شـقـيّـا ؟

*

لمـاذا تـأخَّـرْتِ دهـراً عَـلـيّـا ؟

*

وقـد كنـتُ مـنـكِ

الـقـريـبَ الـقـصِـيّـا ؟

*

بـلى

كـان يُـمـكـنُ لـيْ

أن أعـيـشَ طـويـلا ..

*

وأن ْ أهـزمَ

الـمـارِدَ الـمـسْـتحيـلا

*

فـأعْـقِـد بـيـن الـثـرى

والـثـريّـا

*

قِـرانَ الـتـرابِ عـلـى الـنـجـمِ

لـكـن ْ :

تـأخـرتِ دهـراً

فـجـاز شِـراعُ الـمُـنـى شـاطِـئـيّـا

*

أقـيـمـي عَـزاءَ الـهـوى ..

إنـنـي :

مُـتُّ حَـيّـا !!

*

فلا يُـغـويَـنَّـكِ ظِـلّـي ..

ولا يُـغـريَـنّـكِ

نـبـضُ الـمُـحَـيّـا !!

*

لـمـاذا تـأخَّـرتِ دهـراً

عَـلـيّـا ؟

* * *

2.قصيدة:
( كـذّبتُ صدقي كي أصدّق كذبها )

مـتـمـاهِـيـان ِ

تـرى سَـرابـيَ كـوثـرا ً ..

وأنـا أراهـا فـي بـسـاتـيـن ِ الأنـوثـةِ والـمُـنـى

تُـفّـاحـة َ الـفـردوس ِ فـي حُـلُـمـي الـقـديـم ِ ..

ونـخـلـة َ الـلـهِ الـظـلـيـلـة َ ..

والـمُـبـشِّـرة َ الـبـتـولْ

*

فـيـهـا مـن الـبـحـرِ

الـلآلـئُ والـنـوارسُ والـسّـحـابُ ..

وبـيْ مـن الـبـحــرِ الـمـتـاهَـةُ والـمَـدى

والـلافـصـولْ

*

كـذّبْـتُ نـفـسـي

كـيْ أصَـدِّقَ مـاتـقـولُ ..

وكـنـتُ أعـرفُ أنـهـا كـذِبَـتْ عـلـيَّ

فـلـسـتُ أنـضـرَ مـن سِـوايَ ..

ولـيـس فـي حـقـلـي قـطـوفٌ

لـيـس تـعـرفـهـا الـحـقـولْ

*

شـجَـري إلـى حَـطـب ٍ ..

وأكـوابـي مُـهَــشّــمـة ٌ ..

وقـيـثـاري بـلا وتـر ٍ ..

وشـمـسـي والـنـجـومُ إلـى أفـولْ

*

سَـكـن الـرَّبـيـعُ حـقـولـهـا ..

وأنـا الـخـريفُ بـدأتُـهُ

مـن قـبـلِ مِـيـلادِ الـمـواسِـم ِ والـفـصـولْ

*

لـكـنّـهـا خَـبَـرَتْ غِـراسـي

حـيـن تـعـطـشُ

لا تـمـدُّ ظـمـيءَ جـذر ٍ لِـلـوُحُـولْ

*

صَـدّقْـتُ كِـذبـي

كـيْ أكَـذِّبَ صِـدقَـهـا ..

فـأنـا صَـديـقـي مَـرَّةً ..

وأنـا عـدوّي والـعَـذولْ

*

وأنـا الـمُـغـامِـرُ في تَـهـيُّـمِـهِ بـكـأسِ زفـيـرِهـا

وبــلثـم ِ مُـقـلـةِ نهـدِهـا الـمـائـيِّ ..

و الـطـفـلُ الـمُــشــاغِـبُ ..

والـصّـبـيُّ الـجـائـعُ الـنـيـران ِ فـي حـقـل الـغـوايـة ِ ..

والـفـتـى الـضِّـلِّـيـلُ ..

والـكـهْـلُ الـمَـلـولْ ..

*

تَـعِـبَ الـمُـصـلّـي مـن تـهَـجُّـدِهِ ..

الـمُـغـنّـي مـن ربـابَـتِـهِ ..

الــرِّيـاحُ مـن الـشِّـراعِ ولا وُصُـولْ !

*

فـأتـيـتُـهـا

مُـسْـتـأذِنـا ً شَــرَفَ الـدّخـولْ

*

فـي بـيـتِ طـاعـتِـهـا ..

أبَـشِّـرُ بالـفـسـيـلِ الـنـخـلَ ..

والـتـنـورَ بـالـمـحـراثِ ..

والـصـحـراءَ بـالأنـعـام ِ والـمـطـرِ الـهَـطـولْ ..

*

وأزفُّ لـلـكـأس ِ الـحَـرام ِ

بِـشـارةَ الـخـمـر ِ الـحَـلالِ بِـزِقِّ مـائـدةِ

الـذّهـولْ

*

فـهـي الـبـشـيـرةُ فـي الـهـوى ..

وأنـا الـمُـبَـشِّـرُ ..

والـمُـبَـشَـــرُ ..

والـرّسـالـة ُ ..

والـرّسـولْ !

*

سـأعـودُ

طـفـلا ً مُـشـمِـسَ الأيـام ِ

فـي

ديـجـورِ مـمـلـكـةِ الـكـهـولْ.

3.
قصيدة:( أضيـئـيـني )

ظميئـُكِ .. فاطفِـئـي شـَـرََري

بكـوثــَـَر ِ نـَبْـعِـك ِ الـخـَصِـر ِ

//

بـِنـَفـْح ٍ من رحيـق ِ الـروح ِِ

لا مــن كــأس ِ مُـعـْـتـَصَــر ِ

//

أضـيـئـي لـيـلَ مُـغـْـتـَـرِب ٍ

عَـقـيـمَ الـنـَجْـم ِ والـــقــَمَـر ِ

//

وَلــوْدَ الـهَـمِّ والأحـــزان ِ

أضـحى بـائــسَ الـــوَطـَـر ِ

//

أضـيـئـيـني بدِفْء ٍ مـنـك ِ

أو بـِلـَهــيـب ِ مُـجْـتــَمـِــر ِ

//

ونـُـصْـح ٍ أسْــتعـيـنُ بــه

عـلى مُـسْــتـَذئِـب ٍ أشـِـر ِِ

//

عسى بُسـْـتانيَ المـذبوحُ

يغدو ضاحِـك َ الـشـَـجَـر ِ

//

أضـيـئـيني لـعَـلَّ الـلـيـل

يُـفـْـضي بيْ إلى سَــحَـر ِ

//

ويَكْـسـرُ صمتهُ الوحشيَّ

فـي تــرنـيــمَـة ٍ وَتـَـري

//

ظمـيـئـاتٌ إلى قـَدَمَـيْـك ِ

يا أختَ الهَـوى غـُدُري

//

فـيا نهـراً من الصلوات ِ

يا حَـقـلا ً مـن الـخـَفـَـر ِ

//

رأتـْـكِ بصيرتي حُلـُما ً

يُكـَحِّـلُ بالندى بَصَري

//

ونـــافِــذة ً تـُطِـلُّ عـلى

غـدٍ في لـيل مُحْـتـَضِـر ِ

//

وقــنـديـلا ً أنـش ُّ بـــه ِ

دُجى مُسْتـَوْحَش ٍ خـَطِر ِ

//

فـما ربحي مـن الـدنـيـا

وقلبي منك ِ في خـُـسُـرِ؟

//

فصُـبّي في دمي نـَسَـغـا ً

لِـتورقَ وردة ُ الـسَّــمَـر ِ

//

وماءَ الضـوءِ في مُـقلي

ليغدو َ مُـعْشِـبا ًحَجَـري

//

ومُـرِّي فـي مَـفـازاتـي

سَـحابا ً نازفَ المَـطـَـر ِ

//

أعينيني عليَّ .. عليك ِ..

إنَّ الـقـلـبَ في ذعُــــر ِ

//

أغـيثـيني فقد هُـزِمَـتْ

خـيولي دون مُشـْتـَجَـر ِ

//

ويا نهرا ً من الصَبَوات ِ

لا تـشْــمـتْ بـِمُـنـْـدَحِـر ِ

//

فإنَّ سواحِلَ " الخمسين"

مُـشـْـرِفـَة ٌ عـلى جَـزَر ِ

//

خـَلِـيُّ القـلب ِ إلآ مـنـكَ

في طاحـونـة ِ الـسَّـهـَـر ِ

//

على عَثـَر ٍمَشيْتُ العمرَ

دربــا ً غـيـرَ ذي عَـثـَر ِ

//

أضيعُ فـَيُـسْـتـَدَلُّ عَـليَّ

بين الناسِ من ضَجَري

//

فكوني لـلغـريب ِ الدارَ

كوني غـايــة َ الـسَّـفـَر ِ

***

يُـماطِـلُ وجهُها عـَيـنيَّ

في صَحْــو ٍ وفي خـَدَر ِ

//

ولولا عطرُ وردِ الصوتِ

مـا لـوَّنـْتُ مــن صُـوَر ِ

//

فلا أذني التي عَـشِقـتْ

حَـدائـقـَها ولا نـَظـَري

//

ولكن ْ شـاءت ِ الأقدارُ

مـن قـلبي عـلى كِـبَـر ِ!

//

مقاديـرٌ .. وهل لِـلمَـرءِ
مَـنجى ً من يَـد ِ القـَدَر ِ ؟

عبده فايز الزبيدي 08-12-2013 03:47 AM

علي الشاعر
هو الشاعر السعودي علي بن عبدالله بن محمد الزبيدي، المولود بـ(حَدَبَة زُبيد ) من ضواحي المُظَـيْـلِف في عام 1389هـ و المتوفي في السابع من شعبان من عام 1434هـ، و قد أخبرني بوفاته الأستاذ محمد أحمد المرحبي(خُرَيْص)، فيكون مات شاباً عن عرٍ يناهز الخامسة و الأربعين لا غير، بعد مكابدة لمرض السرطان استمرت لما يربو عن عشر سنوات ضرب خلالها أروع الأمثلة للصبر و الاحتساب و الرضا بقضاء الله و قدره فكان يشارك الأدباء و يواصل الأصدقاء بجميل خلق و بديع شعر ،و قد رأيته مرة واحدة على مسرح كلية الجامعية بالقنفذة في عام 1433هـ .دفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة بعد أن صلي عليه ببيت الله العتيق المسجد الحرام .
تخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالجنوب بقسم اللغة العربية عام 1413هـ ،عمل مشرفا تربويا للغة العربية بإدارة تعليم العاصمة المقدسة ،ثم عمل مشرفا بمركز التدريب بمدرسة الفاروق الثانوية بالمظيلف .وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي , عضو نادي مكة الأدبي .
تحدث عن تجربته الشعرية في لقاء بمنتديات وادي حلي يعود لعام 2005 للميلاد قائلاً:
بدأت كتابة الشعر وأنا في المرحلة الثانوية في الصف الأول عام 1407هـ ،وكنت اشعر برغبة في كتابة الشعر وكانت لي بعض المحاولات قبل هذا التاريخ .كانت أول قصيدة لي بعنوان ( نداء من المسرى ).
أصدر ديواناً بعنوان (أطلال المجد) قدم له الدكتور الشاعر عبدالرحمن بن صالح العشماوي بقوله:
( ... مِنْ يتصفح قصائدَ هذا الديوان سيجد آثار خطواتِ هذا الشاعر داخل ساحة الشعر واضحةً أمامه ...
أؤكدُ للقارئ الكريم أنَّ دخوله إلي قصائدَ هذا الديوان سيكون دخولاً جميلاً إلي نبضات قلبٍ، و مشاعر َ إنسان ، يشعر بهمومِ أمته كما يشعر بهمومه ...)
من أعماله رحمه الله:
-قصيدة (وداع العام):
لَوَّحَ العامُ بالوداع و ولى = مثل حُلمٍ يَحارُ فيه اللبيبُ
و كأنّي بالعام يهتفُ فينا = لو وعت منطقَ الزّمان القلوبُ
إنني رحلٌ و لم يبقَ إلاَّ =برهة بعدَها يكونُ الغروبُ
إنني راحِلٌ فهل مِن مجيبٍ = لندائي فقدْ يفوزُ مجيبُ
إنني راحلٌ فهل مِن مجيبٌ لندائي فقدْ يفوزُ مجيبُ
إنني راحلٌ كما ترْحل الشَّمـ = ـس ُ و تطوي ضياءها و تغيبُ
يغفلُ النَّاس و السنونَ سراعٌ = و إلي غاية تشَقُّ الدروبُ
لا يطيقُ الأنام مهما أطاقوا = و قْفَ سير الزمان فهو عجيبُ
أبداً لا تكل خيلُ الليالي = عادياتٍ لا يعتريها لغوبُ
أين من يفهمون كرَّ الليالي = فيؤوبون إذ يلوحُ المشيبُ
قد شُغلتم بالعيش حتَّى نسيتم =أن يوم الوداع يومٌ قريبُ
ما حياةٌ ترى و ربك إلاَّ = قامَ فيها ن الفناء خطيبُ

_قصيدة( الطفل الكبير )

لا تسلني
لِمَ لَمْ أشرع رماحي؟
لا تسلني
لِمَ أغضيتُ على الضيمِ،
و داريتُ جراحي؟
أيُّها الفارسُ إنيّ
أقرأُ المأساةَ في عينيكَ،
في كلِّ النَّواحي
غيرَ أني
لا أرى السَّيْفَ اليمانيَّ،
و لا خيلَ صلاحٍ
أيُّها الطفلُ
أيا قاهرَ أفواج الأعادي
نظرةٌ منكَ
تثيرُ الرُّعبَ فيهم
أينَ يا قومي
تباشير الجهادِ
إنني أخجلُ ،
أن أدعوكَ طفلاً
و أرى في وجهك الميمون
للأمجاد وصلاً
أيُّها الطفلُ
أيا رمزَ البطولاتِ الكبيرة
يا صغيراً
قاد بالعزم المسيرة
بوركت فيك
قرارات الرجالْ
أنت أمضي أيها الطفل
و أكبرْ
لا تسلني
عن حمى الأقصى
و عن جرح الإباءْ
عن جموع كالغثاءْ
أنت أمضي أيها الطفل
و أكبرْ
حجرٌ في كفك اليمنى
من المليار أجدي
من دعايات السلامْ
و من المؤتمر المصنوع
في جنح الظلامْ
لقّن الأعداء
درساً
أيها الأستاذ حررْ
أنت أمضى أيها الطفل
و أكبرْ
ربما حركت شيئاً
في قلوب الأتقياءْ
ربما كفكفتَ شيئاً
مِنْ دموع البؤساءْ
و إذا كنتَ فداءً
فلأقصانا الفداء
أنت أمضى أيها الطفل
و أكبرْ
و غداً تمضي
على الدروب الجيادْ
عندما تُشرق
أنوار الجهاد ْ
عندما تُشرق
أنوار الجهاد



-قصيدة( العيد):
هذا هو العــــــيد ما زلنا نردده = لحــنا فريداً وشدواً دونما مــــللِ
هذا هو العيد تستولي مشاهده = على مشـاعرنا يأتي على مـــهلِ
وحــين يرسم للثــغر ابتسامته = يـــمر من بين أيديـــنـا على عـجلِ
ما زلت أذكر كــم كنا نراقـــبه = نبــيت نحــلم باللـقــــيا وبالحــــلل
كانت سعادتنا بالعـــــيد غامرة = وللطــــفولة جـــولات مع الجـــذلِ
سرّ الهــناء لديها أنها سلـمت = من القطيــعة والشحــناء والـــدَّغلِ
العــيد ليس جديد الثوب نلبسه = على ســواد من الأحـقـــاد والعــللِ
العــيد ليس شعاراً بل مناسبة = يــبدو به كل فـــــرد غــــير منعــزلِ
العـيد ألاَّ نرى الأهواء تفصلنا = وأن نـظل يــداً تســمو على الدَّخلِ
ما أجمل العـيد تحدونا مباهجه = إلى اجتـماع على الخيرات متصلِ
ماأجمل العيد نلقى فيه وحدتنا = أخــــوة وصـــــفاءً غــــير مفتـــعلِ
حلاوة العـــيد أن نبقى يداً بيدٍ = فتلك في عـــيدنا أحلى من العسلِ
فإن يكن بينـنا للـذئب قاصـــية = فإنَّ للــــــعيد معــنى غـير مكتــملِ

عبده فايز الزبيدي 08-12-2013 04:14 AM

عبدالصمد الحكمي
الشاعر السعودي أبو محمد عبد الصمد بن محمد بن أحمد الحكمي
، من مواليد محافظة صامطة التابعة إداريا منطقة جازان في المملكة العربية السعودية سنة 1378 هـ - 1959 م ،له ابنان هما: محمد و عبدالمجيد و بنات ، حاصل على درجة الليسانس في اللغة العربية .
عمل في السلك التعليمي مدة خمس وعشرين سنة معلما في المرحلة المتوسطة فمشرفا تربويا فموفدا خارج المملكة فمعلما في المرحلة الثانوية فوكيلا حيث أنهى بمحظ إرادته مشواره العملي بقرار التقاعد المبكر في 15/1/ 1427هـ ، وهو من بيت علمٍ و ديانة مشهور ، فشيخ الإسلام حافظ بن أحمد الحكمي صاحب (معارج القبول شرح سلم الوصول) هو الشقيق الأصغر لوالد عبدالصمد،و هو خفيف الظل حاضر الفكاهة.

لم يصدر له حتى الآن ديوان شعري ، وأكثرُ إنتاجه الشعري متوفرٌ في ثنايا المنتديات الأدبية وبعضه تم نشرُه في الصحف السعودية .

شارك في العديد من الفعاليات والأمسيات الشعرية ضمن برامج النادي الأدبي بجازان.
عرفت الأستاذ عبدالصمد الحكمي لأول مرة في منتديات (التوباد) الذي يملكه الشاعر محمد الشدوي ، و من أعمال الحكمي:
1.قصيدة(
احتراقٌ على بوابة الرعد):

عِدِيْنِي خلافَ البرْد إذ أمْحَلَ الوعدُ
فَذاتَ خريفٍ قد يُخاتِلُنا الرّعدُ
ويبْغَتُنا برقٌ يزُفّ حناجري إليكِ
صدىً يمتدُّ حينًا ويرتَدُّ
ولا تعْجبيْ إن عشتُ نِضوَ حرائقٍ ولم أتشوّهْ
لم يَطَلْ هامتي جَهْدُ
إذا أنا لم أَنثُرْ دفاترَ خيبتيْ
وخلْفَ كُوى أضلاعها لم يَشِ الوَقْدُ
أرى السِّرَّ في الرمضاءِ تُرْقِص حافيًا
و تَصْدِيَةِ الأضراسِ يُطْرِبُها البردُ
بريقُكِ كم غالطْتُ فيهِ فَراستي
وأجنحتي تترى تروحُ ولا تغدو
وعطرُكِ كم تاقتْ لفحواهُ صَبْوتي
فعانقني شوكٌ ، وواعدني وَرْدُ
وللريحِ كم أسلمتُ حُلْمَ مراكبي
فلا مُدُنٌ وافَتْ ، ولا ساحلٌ يبدو
وفي الشاطئ المأزومِ حارت زواجريْ
فلا الجزرُ محمودٌ لَدَيْه ولا المَدُّ
أرى الصقرَ في العلياءِ يُمْسي على الطَّوى
وثَمَّ بُغاثُ الطيرِ مِن ترَفٍ تشدو.

2. قصيدة ( كاتمة الأشواق):
أثارتْ بهمستها الناعمةْ
شؤونَ هوىً خِلتُها نائمةْ:
أخافُ إذا غِبْتَ يا سيدي عليكَ
من الغُرْبة القاتمةْ
ويَسْكُنني الأمنُ
حين أراكَ تُسقّي عنادلَك الفاغمةْ
وكان على بوحها نَبْرةٌ
تُذيعُ أحاسيسَها الواجمةْ
فأومأتُ بُثي إليّ هواكِ
أيا مَن لأشواقها كاتمةْ
وهُبِّي اجرحي صَمْتَ هذا الدُّجى
بِرِعْدة أحلامِك الغائمةْ
وهيا لكي نتساقى المنى
إذا شَعشعَ الصبحُ قلنا: لِمَهْ؟
فما بين ضلعي وضلعي جُذىً
تَشِيْ أنها ثورةٌ قادمة
أرى قمرَ العشقِ
أنْشَأ يُحصيْ بأوراقه المُهَجَ الهائمةْ
رجوتُكَ يا بدرُ ضَعْ مهجتَيْنا يمينًا
على أَوّلِ القائمةْ.
3.قصيدة(بين ذمم الحياة):
وصَبيّةٍ لم تبلغ العِقدا
حَفرَ الشقاءُ بمهدها لحْدا
البؤسُ تفضحُه ضفائرُها
والجوع يُذوي الوجهَ والقدّا
فُسَح الصِّبا ضاقت بصبْوتها
والأفْقُ يبدو شاحبًا صَلْدا
وعلى المحاجر فيضُ أسئلةٍ
مكلومةٍ تتمحّل الفَقْدا
أتْرابُها يلهون في دَعَةٍ
والعيشُ يُقْبِلُ نحوَهم رَغْدا
طافت على الطرقات أعينُها
لم تُلفِ بين لِداتِها نِدّا!
فَأَوَتْ لحِضنٍ ما لمحتُ به
دفئًا يُحَنّ له
ولا برَْدا
الأمُّ خلْف ذهولها جُمَلٌ
قطعَتْ على كتمانها العهدا
نَظَرتْْ إليّ وفي المدى سَفَرٌ ، كَلَلٌ
على سنواتها امتدّا
الموتُ يسكنُ كلّ زاويةٍ
في هيكلٍ ذَبَحتْ به الوعْدا
طيف الفنا شبَحٌ يطاردِها
كرِهَتْه إذ يقتاتُها سُهْدا
أرْختْ إليّ عناءَ راجفةٍ
لم تَلْقَ دُونَ هَوانِها بُدّا
فنقدتُها والقلبُ مُنكفئٌ

غُصَصًا
أعُدّ نِثارها عدّا
ومضيتُ
دربي لا يلمُّ سوى ذممِ الحياة وموتِنا الأجدى.

3.قصيدة( إغضاء الكبرياء):
وطنٌ للريح خَطْوي و دمائيْ
وإلى آفاقِكِ القُصوى انتمائيْ
وعلى جَفنِيْ تَنامَى هاجسٌ
ينتهي فَقري إليهِ و ثَرائيْ
أَرسُمُ المزنَ على ثغري ضُحىً
وإلى شهوته أُهدي مسائيْ
ظاعنًا غامتْ دروبي
والمدى غبشٌ والأفْقُ مسلوبُ التَّرائيْ
إيه يا قِبلةَ أياميْ ويا رعدَ أحلاميْ
ويا سُكْنى دمائيْ
أنتِ يا أعذب دفقٍ في فميْ
أنتِ يا أصعب حرفٍ في هجائيْ
يا مسافاتي التي أُرهِقُها سَفَرًا
جاعَ على فِيْه ندائيْ
يا ضجيج العطر في بُرعُمِهِ
يا انثيالَ النُّور في فجْر رجائي
هاكِ من نُوط فؤادي مِزهرًا
فاعزِفي في حفلنا لحنَ وفائي
أسمِعيهم كلما عزَّ الرضا:
أنا إن أُغضي سَلُوا عن كبريائي
فوق أنفي تَتَمطّى الشمسُ وَسْنى
وعلى الغيمِ جرى فضلُ ردائي.

4.قصيدة(لمن ندشن قتلانا):
نارُ المعادين أم بردُ المحبينا
هذا الذي نصطليه في فلسطينا ؟
يأسُ الجوابات عيبٌ لا يزال بنا
حتى نيممَ شطرَ الله راجينا
فتّشتُ في شَفة البارود عن لغةٍ
غيرِ التي من زعاف الموت تسقينا
فما وجدتُ سوى فوضى
تُشيّعني حيَّ العروق ، وأكفانٍ تُعزّينا
في القلب وجهان :
ميراثٌ نقلّبه ذاتَ الحياة فتستحْيي مراثينا
وحاضرٌ نكثتْهُ الريحُ
يَقْلبُنا ذاتَ الشتات ، ويبقينا قرابينا
ما بين بغدادَ والأقصى
مطيتُنا صوتٌ وناصيةٌ ترجو الشياطينا
عطشى نكثّف رجْعَ الحُلم أسئلةً
جوعى اليقين تغذيها أمانينا
يا رُبّ ثاكلة خطّت سواجمُها
دربًا إلينا ولم تبلغ نواصينا
باتت على وجعٍ تجْترّ خيبتَها
تقيأتْ أمّةً شعبًا سلاطينا
ما كان غزةُ إلا في مجالسها
وفي شوارعها جئنا ملايينا
( بالروح بالدم ) ملءَ الأرض نشعلُها
وملءُ أرواحنا دنيًا تُطفّينا
أبالشعارات لا صوتٌ يبارزنا
وفي النزالاتِ لا همسٌ يوازينا؟
حتّام تخدش وجهَ العمر كذبتُنا
و للمساحيق شأنٌ في نوادينا ؟
يطفو الشقاق على أنفاسنا ، ولنا
في كل ذائعةٍ مغزىً يجلّينا
دُمىً تُحركنا الأمواجُ تعبئةً
وفي مرافئنا نُخْلي المضامينا
لمن ندشّن قتلانا ؟
وفي دمنا تَخثّر الريحُ يرموكًا وحطينا
لمن نروّج جرحانا ؟
وقبلتُنا أمرٌ نرقّعه زورا وتلقينا
لمن نسوّق أسرانا ؟
وما برحت كلُّ الدكاكين أطماعَ المرابينا
( متى ) ؟ وبعثرتُ في أرجائها تعبًا
يمتد في جسد التاريخ سِتّين.

5.قصيدة(عُمْر):
شُموخُ زَهْوِكَ لم يَطْرِف له هدَفُ
وصوتُ ذِكرِكَ لم يُخنَقْ به شرَفُ
رَوّيتَ من تَرَف الآلاء شهوتَها
تلك السنينَ
فما يُزري بها الشَّظَفُ
وسِرْتَ في موكبٍ رفّ الضياء له وِرْدًا
وما زار مسرى عزِّكَ السَّدَفُ
إني رضيتُ به عُمْرًا أَقَرُّ به خِدْنًا
إذا في المسير الصحبةُ اختلفوا
أخجلتُ فيه نواقيسَ الظنونِ
فما ظنٌّ أحاط بما أنوي وأقترِفُ
زَوَيتُ كلَّ طُموحٍ دونَ غايتِه ماءُ الجباهِ مُراقٌ
هكذا ألفوا
يا ويحهمْ
وَرِمتْ في القاع أرجُلُهم
أما السحابُ فما طالوا ولا شَغُفوا
إذا المروءاتُ جفّتْ في موائدهمْ
ألفيتُني أحتسي منها و أغترفُ
السفْحُ ملعبُ من أغضَوا متى طعموا
إذا الأباةُ على هام الإباء غَفُوا
يا عُمْرُ ما مضّني إلا الفؤادُ
متى حوراءُ عنّتْ هضيمٌ كَشْحُها تَرِفُ
يا عُمْرُ سجِّل على جفنيكَ أمنيةً
ختامُك الحُسْنُ لا زيغٌ ولا خرَفُ.

عبده فايز الزبيدي 10-21-2013 10:06 AM

حمزة شحاته(1)
ذكرت موسوعة البابطين أن اسمه:محمد بن حمزة شحاتة.
و من شامل ما وجدت عن حياة شاعر الحجاز هذا المقال في موقع (الاثنينة) لمالكه الأديب عبدالمقصود خوجة:
(حياة الشاعر حمزة شحاتة (1) مجهولة وغامضة.. ولا نستطيع الوقوف عليها، وعلى تفاصيلها بسهولة.
إن الشاعر حمزة شحاتة لم يخلف لنا شيئاً يعدُّ بصيص نور يساعدنا على الكشف عن غموض هذه الحياة المجهولة..
كل ما نعرفه عن حياة حمزة شحاتة هو أنه وُلد بمكة المكرمة عام 1328هـ ونزح إلى جدة صغيراً، وبها نشأ وترعرع، وتلقى تعليمه بمدرسة الفلاح بجدة، وفي الفلاح تفتق ذهنه بالشعر، وأخذ ينظمه وهو في العقد الثاني من عمره.
وبعد تخرجه من الفلاح سافر إلى الهند وتوظف هناك في بيت زينل للأعمال التجارية حيث مكث 10 سنوات.. وبعد عودته من الهند عيّن سكرتيراً للمجلس التجاري بجدة، ثم مديراً لإدارة سيارات الحكومة للنقل العام، ثم ترفع إلى وظيفة مساعد رئيس ديوان المحاسبات العامة بوزارة المالية، ثم استقال وعمل في الأعمال التجارية مع شقيقه التاجر المعروف الشيخ محمد نور شحاتة، ثم نزح إلى مصر وتعين هناك محامياً لدار البعثات السعودية ثم عاد إلى المملكة وتعين رئيساً لنقابة السيارات العامة.
وفي سنة 1391هـ (2) اختطفته المنية ومات مأسوفاً عليه وعلى أدبه الرائع المنقطع النظير.. وقد كانت لوفاته رنة حزن وأسف في الأوساط الأدبية في المملكة، وقد شارك الأدباء والشعراء في رثائه والتحدث عنه.. وقد كان من بين من نوهوا به كبار الأدباء والشعراء، أمثال الأساتذة: محمد حسن عواد، حسين سرحان، أحمد قنديل، محمد حسن فقي، ضياء الدين رجب، محمود عارف، عبد العزيز الرفاعي.. وغيرهم من الأدباء الشعراء الذين عرفوا حمزة شحاتة أديباً عملاقاً، وشاعراً فذاً.
تاريخ الميلاد:
- جميع المصادر تشير إلى عام 1328هـ-1910م (3) تاريخاً لمولد الشاعر، ولكن في كتاب "إلى ابنتي شيرين" (4) -تحت صورة لحمزة شحاتة أنها له في شرخ الشباب عام 1347هـ، وأن عمره حينئذ كان خمسة وعشرين عاماً، وعلى هذا يكون مولده عام 1322هـ أي عام 1904م وأرجح ذلك الرأي -لأنه هو رأي بنته شيرين ناشرة الكتاب، وهي مصدر وثيق عن الشاعر.
وفي الصفحة الأولى من كتاب "حمار حمزة شحاتة" أن ميلاده عام 1330هـ-1910م، وأن وفاته عام 1393هـ-1973م.
وبالرجوع إلى جريدة المدينة المنورة عدد 16 من ذي الحجة 1391هـ-1971م نجدها تنعي الشاعر، وتذكر أنه توفي في القاهرة، ونقل جثمانه إلى المملكة حيث شيع إلى مثواه الأخير في مكة المكرمة يوم 15 من ذي الحجة 1391هـ. وليس بعد ذلك كلام.
حياته الزوجية:
تزوج شحاتة زوجتين، ورزق خمس بنات، منهن: سهام، ليلى، زلفى، شيرين.. التي تزوجت من غازي عبد المجيد، ولم ينجب ولداً (5) .
* * *
وقد عمل الشاعر مع أخيه محمد نور شحاتة في التجارة في جدة:
اعتقال:
وقد اعتقل الشاعر مع عدد من الشباب على إثر الفتنة -التي شغب بها "حامد بن سالم بن رفادة" وانتهت بقتله وابنيه، على مقربة من ضبا في الشمال من ساحل البحر الأحمر في عام 1351هـ، وكان من هؤلاء الشباب:
- عبد الوهاب آشي أول رئيس لتحرير جريدة "صوت الحجاز" التي صدر العدد الأول منها في يوم الاثنين 27 من ذي القعدة عام 1350هـ.
- محمد حسن عواد الشاعر المعروف، وكان مديراً لتحرير هذه الجريدة.
حمزة شحاتة الشاعر المشهور (6) .
معركة الشاعر مع العواد:
وهذه المعركة قد لفتت إليها كل الناس، وبعض فصولها نشر في صحيفة "صوت الحجاز".
وقد شارك فيها أحمد قنديل نصيراً لحمزة شحاتة، ومحمود عارف نصيراً للعواد.
وفي كتاب "الشعراء الثلاثة" للساسي ملحمة لحمزة شحاتة، وكانت واحدة مما نشر في "صوت الحجاز" وفي ختامها يقول حمزة شحاتة:
ومضى الدهر لا ينقل رجلاً
تستوي عنده صبا ودبور
هازئاً بالغرور والصحف والبا
طل والدهر بالحياة بصير
وأخذ الشاعران يهجو كل منهما الآخر بشعره، ويروي هذا الشعر، وينشره المنشدون والرواة في كل مكان.
لقد كان من أهم المعارك الأدبية في الحجاز معركة العواد مع الأستاذ حمزة شحاتة، رحمهما الله.. وقد استمرت شهوراً طويلة، وكانت معركة شعرية رمزية انتهت نهاية سيئة مؤسفة.
كان العواد محققاً بالقسم العدلي بإدارة الأمن العام في مكة المكرمة وكان المرحوم الأستاذ طلعت وفا رئيس القسم العدلي صديقاً حميماً للأستاذ حمزة شحاتة، وكان حمزة شحاتة دائم الشكوى من العواد ينتقد تصرفاته وأعماله، وأحب طلعت وفا أن يجمع بين الأديبين الكبيرين لإصلاح ذات البين وتصفية النفوس، فاجتمعا بمنزل طلعت وفا في أجياد، وطال النقاش، وكان الموجودون يودون أن ينتهي الاجتماع بالوفاق، خاصة وأن العواد وحمزة شحاتة شاعران كبيران، وهاجم حمزة شحاتة العواد مهاجمة شديدة جارحة وانتهى الاجتماع بالقطيعة، بل أسفر عن خصام شديد.. وبدأت المعركة بقصيدة أو على الأصح بقصائد شعرية ينظمها حمزة ويرد عليها العواد، وكانت قصائد طويلة تنشر جميعها في جريدة صوت الحجاز، وكان الناس يترقبونها كل أسبوع، وكانت الجريدة أسبوعية في ذلك الوقت، وكان حمزة قد اتخذ اسم الليل رمزاً له في هذه المعركة، ثم تحول فيما بعد إلى العاصفة، أما العواد فكان الساحر العظيم هو الرمز الذي اختاره لنفسه، من الناحية الفنية كانت هذه القصائد كسباً للأدب، لأنها جاءت في أسلوب فني لشاعرين من أكبر الشعراء في ذلك الزمان في البلاد، كما كانت مجالاً للنقاش المستمر بين الأدباء والقارئين، ولو أن المعركة اقتصرت على هذا الحد لكان ذلك حسناً، ولكنها تطورت للأسف الشديد إلى مهاجمة تناول فيها كل "صاحبه" تناولاً سيئاً، وكانت هذه المهاجاة لا تنشر في صوت الحجاز، لأنها لم تكن صالحة للنشر، ولكن هذه القصائد كانت تكتب باليد على نسخ متعددة، وتوزع في أماكن تجمعات الناس في مكة، وقد جرَّت المهاجاة بين حمزة والعواد إلى دخول شاعرين آخرين فيها، وهما الأستاذ الشاعر أحمد قنديل رحمه الله انتصاراً لصديقه حمزة شحاتة، ودفاعاً عنه، والأستاذ الشاعر محمود عارف مساعداً ومدافعاً عن أستاذه محمد حسن عواد، ولم يكف كلاهما عن هذه المهاجاة إلاّ بعد أن اتسع نطاق توزيع هذه القصائد الهجائية، وخشي الطرفان أن تجر عليهما الجرائر، فطويا تلك الصفحة السوداء، وحسناً فعلا.
وقد نظم العواد قصيدته الكبرى "الساحر العظيم" في أكثر من خمسمائة بيت وأفرد لها جزءاً خاصاً من ديوانه، وهي تمثل الخصومة الشعرية الكبرى التي نشبت بينه وبين الأديب الراحل الأستاذ حمزة شحاتة، ولم يكتف العواد في "الساحر العظيم" بحمزة، وإنما تعرض لكل من جرت بينه وبينهم معارك أدبية، مثل المرحومين أحمد قنديل والشيخ حسين باسلامة مؤلف كتاب سيد العرب، والأستاذ عبد القدوس الأنصاري، وغيرهم، وقد رمز العواد لكل منهم رمزاً معيناً، وحسناً فعل.. مطلع هذه القصيدة أو الملحمة هو:
عشق الخلد طامحاً نزاعا
فامتطى فنه إليه طماعا
شاعر فنه يحلق بالفكـ
ـر إلى عالم أشد ارتفاعا
ويتحدث الأستاذ الأديب السعودي إبراهيم فودة عن معركة حمزة شحاتة والعواد فيقول:
"تعتبر معارك العواد مع أقرانه وزملائه الأدباء والشعراء في وقت مبكر من ظهور بوادر النهضة الأدبية في الجزيرة من أشد المعارك الأدبية التي شهدتها بلادنا.. وللعواد معارك أدبية كبرى وصغرى. أما الكبرى فهي تلك التي نشبت بينه وبين الأدباء العمالقة أمثاله. وأشهر تلك المعارك المعركة الأولى التي نشبت بينه وبين الأديب حمزة شحاتة. كان العواد وشحاتة يدرسان في مدرسة الفلاح بجدة، وكان حمزة شحاتة يعتد بنفسه كشاعر موهوب، والعواد يكره ذلك، فتولدت بين الأديبين اللامعين غيرة شديدة، ووجدت إدارة المدرسة في خلاف الأديبين النابغين فرصة للتنافس الأدبي الشريف الذي يستفيد منه الطلبة. وكان العواد ينتقد بشعره، بين الحين والآخر، إدارة المدرسة، وكان المدافع عنها حمزة شحاتة.
وبالرغم من الخصومة الأدبية التي كانت تسود جو الأديبين العملاقين "العواد وشحاتة"، فإن الصلة بينهما كانت قوية متشابكة، لأنهما تعلما في مدرسة واحدة، وارتبطت صداقة كل منهما بالآخر كشاعر حديث السن.. وكان الشعور بالود يسود جوهما، والحب والوفاق يضفيان عليها ألقاً من شعاع الأدب ووهج الفكر. كانت بداية المعركة بينهما في سنة 1355هـ على صفحات جريدة (صوت الحجاز)، التي نشرت قصيدة بتوقيع "الشاعر العجوز" دون أن يذكر عليها اسم الشاعر، وقد تأكد لدى العواد أن صاحب القصيدة هو حمزة شحاتة، ذلك لأن هذا اللقب سبق أن أطلقه العواد على شحاتة، وهما صبيان في المدرسة. ويبدو أن حمزة شحاتة كان يريد أن ينتقم من العواد بصورة معاكسة ظنًّا منه أن اللقب قد نسي. فانبرى العواد للهجوم عليه بقصيدته المعروفة بعنوان "هجو الليل" وبتوقيع "أبولون" والعواد عندما عنون قصيدته بهذا العنوان يعني به حمزة شحاتة الذي كان ينشر قصائده ومقالاته بتوقيع "هول الليل".
احتدم النقاش والصراع بين الأديبين وحمي وطيس العراك بينهما، وحمل كل منهما على الآخر حملة كان لها أعمق الأثر في الأوساط الأدبية.. وكانت الصحف تشهد المعركة حيث تنشر القصائد في صفحاتها.. وكان العواد يرسل ملاحمه إلى الجريدة فتنشر أولاً بأول. ويرد شحاتة عليه بالمثل.. وهكذا... حتى أسفر الصراع عن خروج رائعة العواد "الساحر العظيم".. وقد كانت من أهم نتائج هذا العراك.. وكان من أبرز ما تأثر به الأدب من هذه المعارك أن شهد دبيباً وطحناً لم يشهده الوسط الأدبي من قبل. ومن أبرز النتائج كما ذكر الأستاذ الساسي: أن تلك المعارك بعثت في نفس الشباب روح الأدب والتعلق به ومتابعته. وكانت "صوت الحجاز" مسرحاً للأدب والشعر، يتلقفها الناس، ويتهافتون عليها، بشعور الإيمان بفكرة الأدب والثورة الأدبية التي تفتقت عنها الأذهان. ولقحت الأفكار والآراء.. أما العواد فقد قال عن قصائد عراكه: "ما كنت أرغب في نشر هذه القصائد على الناس بل كنت أفضل أن تدفن إلى الأبد وأن تمزق، أو تلتهمها النار، لا بسبب فني، ولا بسبب أدبي، ولا للدعوى أو التواضع، ولكن لشيء إنساني ثمين، وهو مراعاة الود بيني وبين الإخوان والأدباء الذين وجهت إليهم هذه القصائد نقداً أو تقريعاً، بعد أن ساد بيننا الود وذهبت أسباب الجفاء، واستقرت الضمائر على المحبة، ووطنت النفوس على الإخاء والتعاون.
وقد اعتذر العواد فيما بعد لحمزة شحاتة بقصيدة عنوانها "عتاب" نشرها في ديوانه "نحو كيان جديد" صفحة 175.
ويقول الأديب السعودي محمد حسين زيدان:
"محمد حسن عواد أنكر على حمزة شحاتة أن يبرز في جدة هذا البروز، وأن يكون كأحد شبابها البارزين، لأن كثيراً من الناس لا يعرفون أن حمزة مكي المولد والمنشأ، وما جاء جدة إلاّ مؤخراً ولكن كبر في (جدة) وعظم، فاستحوذ على الشباب، وهذا من الحوافز التي جعلت العواد ينكر على "حمزة" ذلك.
وحمزة صريح التحدي.. مصارع.. لأن حمزة ذو فكر كبير جداً، ولهذا كان الصراع شخصياً وليس فكرياً. على أي فكر اختلفا.. على أي مبدأ اختلفا، لا أريد أن أرتفع بهما إلى القول بأن ما كان بينهما كان صراعاً فكرياً (7) .
ويقول عزيز ضياء (8) :
الحياة الفكرية في مصر كانت تختلف كلياً عن الحياة الفكرية في المملكة العربية السعودية، فحياتنا الفكرية في جدة أو مكة كانت عبارة عن اجتماعاتنا وقراءاتنا الكتب الحديثة و "صوت الحجاز" التي كانت تصدر أسبوعياً وبها بعض المقالات -كنا نباهي بها خطأ أو صواباً. والأهاجي بين حمزة وبين عواد أو بين فريق حمزة وفريق عواد، كانت تحدث كثيراً جداً من الضجة والضجيج. وأذكر بهذه المناسبة عبد السلام الساسي، الذي كتب موسوعات عن الأدب في المملكة العربية السعودية.. هذا الرجل عجيب جداً في قدرته على الحفظ. كان إذا كتب حمزة شحاتة قصيدة شعر يهجو بها عواداً تجد الأستاذ الساسي قد حفظها، فإذا كتب العواد قصيدة يهجو بها حمزة شحاتة يكون عبد السلام قد حفظها أيضاً، وكنا نجتمع في (المسفلة) في حفل كانت به بعض مزارع البرسيم وكنا نطلق عليها (الأولمب) وكان "عبد السلام الساسي" يأتي إلى تلك الاجتماعات ويلقي علينا ما حفظ من شعر حمزة أو ما حفظه من شعر العواد فتبدأ المناقشة أن هذا البيت أجمل وأن هذا البيت ألطف، أو هذا البيت أوقع.
وأعجب شيء في حمزة شحاتة أنك لا تدري كيف استطاع في سنه، ويومها أنا كنت في الثانية والعشرين وكان هو في الخامسة والعشرين فكيف في الخامسة والعشرين سنة من عمره قد استطاع أن يستوعب كل ما أستوعبه وكل ما تلمسه في ثقافته من آراء وأفكار، يكاد يكون هذا شيئاً نادراً وغريباً.. تشعر أن النبض الفكري عنده يختلف كلية عن النبض الفكري الذي كان في الساحة في ذلك الوقت، سواء في المملكة أو حتى في مصر أو في سوريا وفي لبنان. ولا يتهم حمزة بأنه كان يقلد الرافعي أو طه حسين، أنا اتهمت بتقليد طه، ولا أنكر في بداية نشأتي كان لا بد أن أقلد.
ويقول العواد نفسه (9) :
إن أدباء الحجاز أخذوا يتراشقون السهام مع بعضهم فأخذوا ينقدون كتابات بعضهم، ويحتدم النقاش وأحياناً يكون مفتعلاً، أو فيه شيء من الهجاء، أو شيء من الدعاية، مثل ما كان يدور شعرياً بين محمد حسن عواد وحمزة شحاتة، رحمهما الله. وأحياناً يكون فيه شيء من الحدة والنقد الشخصي مثل ذلك النقد الذي دار بين العواد وعبد القدوس الأنصاري. ولا أسميها معارك، ولكنها كانت عبارة عن مناوشات، أو عبارة عن نقاش أدبي.
وقد نقد حمزة شحاتة كتاب العواد "خواطر مصرحة" نقداً فنياً وكان يضرب المثل بشوقي على اعتبار أن شوقي هو المثل الأعلى. وخلاصة القول إن مقصده، كان أن ينال الكتاب فنياً وليس فكرياً على ما أعتقد. وقد أستشهد في نقده بقصيدة شوقي في "أنس الوجود" وقال: إنها قصيدة عظيمة، وكتب هذا النقد في أوراق، وصار ينشرها، ومن هنا صارت حركة أشبه بالعدائية، وكنا أطفالاً أو شباناً أصحاب دماء حارة ويؤثر عليهم النقد. ولم يألفوا أن يهاجمهم أحد أو ينقدهم أحد، فلم نتمالك أنفسنا من الغضب فثارت بعض مواقف الاحتكاك. كنت في مكة فكتبت قصيدة في "هجو الليل" وكنت أقصد الليل الحقيقي بدليل أنني أتيت بصفات الليل. وهذه القصيدة منشورة على ما أذكر في "صوت الحجاز" (10) فدخل بعض الواشين بيني وبين حمزة فقالوا له إنه يقصدك أنت لأنك أنت الذي كتبت مقالات بتوقيع "هول الليل" (11) وأنا كتبت قصيدة بعنوان "هجو لليل" فمن هنا دخلوا فقالوا له إنني أقصده هو، فتأثر وكتب قصيدة يهجوني بها بعنوان: "إلى أبولون" وأنا كنت أوقع باسم (أبولون) رددت عليها بمثلها، وتوالت الردود بيني وبينه.. قصائد شعرية.
ويقول عزيز ضياء في ذلك:
جاء حمزة شحاتة بصحبة أخويه إلى جدة، وانضم إلى مدرسة الفلاح، وكان العواد تلميذاً فيها، وصارا أصدقاء، فضلاً عن كونهما زملاء..
ولما أخرج العواد كتابه "خواطر مصرحة" عام 1345هـ.. نقد حمزة شحاتة الكتاب، فكان ذلك مما أثار الشر بين الشاعرين (12) .
وقد اعتذر العواد للشاعر حمزة شحاتة أخيراً عن هذه الخصومة، وذلك بقصيدة من شعره.
ففي قصيدة العواد "عتاب" (ص175 -من الجزء الأول من ديوان العواد "نحو كيان جديد" -الطبعة الأولى 1978م بمطبعة نهضة مصر بالفجالة بالقاهرة)، ويقول العواد منها:
أخي حمزة كيف الوشاة تغلبوا
وكيف تحرانا السخيف المذبذب
أما منك إن زادت عليك حماقة
تحمل من أن شاء يرضى ويغضب
لك الحب موفوراً بنفسي، كامناً
تباعده أسبابه وتقرب
فلا تشدد الحبل الذي مد بيننا
ولا تعتبرني في الصداقة أكذب
وسامح، وأنت المرتجى من تواصلت
أوامره، واصفح فإني مذنب

عبده فايز الزبيدي 10-21-2013 10:13 AM


حمزة شحاتة (2)

في القاهرة:
وفي القاهرة قرب ميدان الجيزة، عاش حمزة شحاتة، طويلاً، يذهب إلى المكتب التعليمي السعودي، ويلتقي بأصدقائه السعوديين في القاهرة: عبد الله عبد الجبار -إبراهيم هاشم الفلالي -محمد خليل عناني -محمد سعيد بابصيل -وسواهم.
ويذهب إلى "ندوة رابطة الأدب الحديث" في دارها في ندوتها الأسبوعية مساء يوم الثلاثاء فيلتقي بالعديد من الأدباء والشعراء، ويجلس في (كازينو) في الصباح مع أصدقائه من السعوديين، وفي المنزل يجلس مع الكتاب، يقرأ وينظم الشعر.
ويقول الأستاذ عبد الله عبد الجبار في مقدمة كتاب "حمار حمزة شحاتة " (13) .
"حينما كان -حمزة شحاتة- محاسباً للبعثات السعودية بمصر كان يقضي وقته على الدوام وهو يناقش طلاب الجامعة في شؤون الحياة والفكر والأدب فيستهويهم حديثه، ويشعرون أنهم إزاء مفكر غير عادي، ويظل معهم على هذا النحو إلى أن يحين وقت انصراف الموظفين إلى دورهم فيبدأ في عمله الرسمي، ويحبس نفسه وموظفيه المساكين إلى الليل".
وفاة الشاعر:
وفي 12/12/1391هـ -أكتوبر 1971م- وافى الشاعر الأجل في القاهرة، ونقل جثمانه إلى المملكة العربية السعودية ليشيع إلى مثواه الأخير في مكة المكرمة حيث دفن في 15/12/1391هـ، وأقيمت مراسم العزاء في اليوم التالي بدار السيد غازي عبد المجيد زوج ابنته شيرين (14) وقالت الجريدة عنه: كان شاعراً من الرعيل الأول، ورائداً من روّاد الأدب القلائل ومن طلائع الأدباء والشعراء، وقد نشر من إنتاجه الممتاز الكثير في الصحف والمجلات، وما بقي حبيس مكتبته الخاصة أكثر مما نشر.
وكتبت جريدة عكاظ في عددها الصادر في 22/12/1391هـ تنعاه هو والشيخ محمد سرور الصبان، الذي توفي قبل الشاعر بنحو عشرة أيام، وذلك في 3/12/1391هـ، من كلمة بقلم عبد السلام الساسي بعنوان: "فقيدان عظيمان" محمد سرور الصبان وحمزة شحاتة.. يقول فيها:
"ليس غريباً الحديث عن علمين من أعلام الفكر والأدب، والفضل والنبل والشهامة.. بل وليس غريباً الإشادة بالسمات والسجايا التي يمتاز بها كل من هذين القطبين اللذين اهتزت بفقدهما جوانب البلاد شعوراً وإحساساً بكيانهما ومواهبهما العالية في ميزان القيم الفكرية والاجتماعية.
محمد سرور الصبان.. فقيد عظيم لأنه كان -يرحمه الله- علماً من أعلام الفكر والأدب، والشعور والإحساس بموحيات الحياة على النحو الذي تتطلبه الحياة.
حمزة شحاتة.. فقيد عظيم لأنه كان -يرحمه الله- ركناً من أركان الأدب وخاصة الشعر الذي جرى فيه إلى أشواط شاسعة أسفرت عن ملاحم في دنيا الشعر العربي الأصيل.. وكان عملاقاً في الأدب، وقطباً في الشعر في شتى المجالات الفكرية والاجتماعية. وخطيباً مفوهاً إذا قال بذَّ القائلين وحلق، وإذا حدث استفز العواطف وأيقظ الأحاسيس.
محمد سرور الصبان.. بكت عليه أسر كان يغدق عليها من فيض إحسانه..
وقد قال عنه صديقه الراحل حمزة شحاتة:
روينا به يا ليل والدهر غافل
كريم دواعي النفس أعطى فأغدقا
يعز ولا يضنيه بعد إرادة
فإن كان قد أظمأ فيا طالما سقى
حمزة شحاتة نجم لامع في سماء الأدب، وشاعر فحل من فحول شعراء العرب، شاعر لا يجاريه إلاّ النزر من أدباء العصر وشعرائه الذين يعدونه من الشعراء القلائل.. وعلى سبيل الاستئناس نذكر هنا بعض الأبيات الشعرية التي تشير إلى اعتداد الشاعر الفقيد بنفسه في مجال الكرامة والفضيلة.
قال يرحمه الله:
حاضري، حاضري، وماضي، ماضي سمواً وعفة وضياء
وصلتني قربى الفضائل بالغر، فسل عن مودتي الشرفاء
أنا والليل مذ كنت شبيهان جلالاً وقوة، وحياء
محمد سرور الصبان.. فقيد عظيم، كان من أبرز رجالات البلاد صدقاً ووفاء، وكان من أقوم الشيوخ أمانة وإخلاصاً.
حمزة شحاتة.. فقيد عظيم كان من أبرز شعراء العصر وأرقهم شعوراً وإحساساً، وأشدهم حباً واستئناساً بالأدباء والشعراء، وهو في الواقع فقيد الحرف والكلمة، وفقيد الشعور والإحساس والعواطف، وكل موحيات الحياة الفنية الزاخرة بالمعرفة والإدراك.. ويؤكد لنا هذا ما نظمه قبل سنوات مضت، والذي يقول فيه -يرحمه الله:
يا أنت، يا نبع أحلامي، وملهمتي
سر الجمال تجلى في مزاياك
يا هاتفاً من ضمير الغيب أشرق في
قلبي بدعوته شمساً، فلباك
ما النهر؟ ما عبده؟ ما الشط مزدهياً
بهن إلاّ إطار حول مغناك
لو يسأل الدهر عن فنانة بلغت
حد الكمال لما أستئنى وسماك
يا فجر يا بدر يا زهر المنى ابتسمت
يا جمر في إحساسي الذاكي
ما كنت قبلك إلاّ صادحاً صمتت
به الهموم فلما لحت غناك
أريته الشعر لحظاً رائعاً وفماً
سقاهما من معين السحر خداك
ففاض بالشعر أن يبدع به صوراً
فإنما هو بالتعبير حاكاك
ثم يختتم هذه القصيدة الفنية بقوله:
يا شمس دنياي ما أضناك مطفئة
غليل عاطفتي الحرى وأنداك
أنرت ليل حياتي واطلعت على
قلب تفجر نوراً مذ تلقاك
فإن وهبتك روحي كنت واهبتي
سعادتي فهما من فيض جدواك
وحسب صنعك إجلالاً لروعته
أن لا يثيبك من بالروح عداك
هذه قطرات من بعض أغاريد حمزة شحاتة الذي ندر أن يسمح الزمن بمثله شاعراً فناناً مبدعاً يستثير هوى النفوس، ويستفز عواطف الناس، بكثير من الأفكار والسوانح التي كان يطفي بها على الوجود جمالاً وحلالاً.. وهكذا شاء الله أن تختفي تلك العبقرية، ويذوي زهر الشباب الذي كان يرحمه الله يتغنى به ويشيد بمعالمه، كما في قوله الذي مضى عليه أكثر من أربعين عاماً.
يا ليل حلت، وغاص بشـ
ـرك واستحال إلى قطوب
هيهات لست كما عرفـ
ـتك تستنير هوى القلوب
برواء بدرك، أو نسيـ
ـم عليلك المترقق
وجمال نورك أو رسيـ
ـل خيالك المتدفق
يروي به زهر الشباب
فلقد ذوى زهر الشباب
وكتب الشاعر السعودي محمد حسن فقي في جريدة "المدينة المنورة" عدد 15/12/1391هـ كلمة بعنوان "وغربت الشمس" يقول فيها:
فوجئت بنبأ وفاة الصديق الكبير الأستاذ حمزة شحاتة منشوراً بجريدة البلاد الغراء.. وأذهلني النبأ الفاجع. فلقد كان الفقيد -يرحمه الله- فلتة من فلتات الطبيعة بحق.
وكان مفخرة أدبية من مفاخر هذا البلد الثاكل بفقده.. كان إذا تحدث.. أو نظم أو نثر.. نسيج وحده.. وأكاد أقول إنني لم أستمع ولم أقرأ كمثله إلاّ في القليل النادر.
وما غبطت أحداً قط على ما أوتي من بديهة حاضرة، وأدب معجز، وطلاقة مذهلة.. وتفكير عميق.. ومنطق خلاب.. كغبطتي إياه.. كان عزوفاً عن الشهرة، لأنه كان أكبر من الشهرة.. وما كان ليحفل بها، بل كان بها وبمعظم أصحابها من الساخرين..
لقد آتاه الله من فضله الكثير الطيب.. وما زال به حتى أقعده على مقام المجد الأول.. وعلى قمة الفخر اللباب.
وبرغم اعتزاله في أخريات أيامه الناس، وإيثاره الغربة على بلده الذي كان يحبه كما لم يحبه إلاّ القليل القليل.
وبرغم هذا الاعتزال الذي اصطلحت عوامل شتى على فرضه عليه وتمكينه من نفسه حتى أصبح كجزء منها لا يكاد معه يظهر بين الناس إلاّ الغرض من أغراض الحياة تقهره به على الظهور. فإنه كان لا يكاد يظهر حتى يختفي ويدع محبيه في شوق لاهف إلى لقائه.
وما كان -يرحمه الله- ليفعل هذا عن جفوة في الطبع وغلاظة في الكبد.. ولكنه كان قد أصبح لا يطيق الاختلاط إلاّ قليلاً.. وإلاّ ما اضطر إليه فاستجاب له كارهاً.
واشهد أنني كنت أحس منه في لقاءاتي القليلة به.. شوقاً إلى مثل هذه اللقاءات من إخوانه الذين صرم معهم رونق شيبته.. لولا أن طبعه كان ينزع به إلى مغالبة هذا الشوق بحكم طول الاعتزال الذي فرضه على نفسه ثم أطمأن إليه.
وما عرف عن حمزة رغم صلاته الأدبية المكينة، وقوته الفكرية الخارقة وشعوره المرهف المتحفز.. ما أعرف عنه إلاّ إيثار الصدق والصراحة وإنصاف الناس أدباء وغير أدباء.. فلقد كان يقدم على نفسه الكثير من إخوانه البارزين، وإن كان هو أحق وأولى بهذا التقديم.. وكان أولئك يعرفون هذا عنه وعن أنفسهم.
وما أعرف عنه إلاّ أدباً رفيعاً وخلقاً عظيماً لا يتبدل.. ولا يترخص ولا يتدنى.. ولا يتملق وإنما يحرص الحرص كله على الكرامة والسمو والترفع والإعتداد.
يرحم الله حمزة، فلقد كان علماً بارزاً من أعلام الفكر والأدب.. وكان ذخراً من الذخائر النفيسة.. وركيزة عتيدة من أمتن الركائز وأقواها.. ولو أتيح له، أو بكلمة أدق وأصدق، لو أنه مكّن أصدقاءه ومريديه من نشر آثاره وتداولها.. ليعرفها ويتذوقها الناس في العالم العربي كله.. لكان له -لا جرم- من بعد الصيت وذيوع الذكر ما لم يكن إلاّ لقلة قليلة من الأعلام.. وما أقل الأعلام اليوم في أدبنا بشطريه.
وبعد.. فإن للفقيد الغالي آثاراً أدبية هي من أروع ما تمخض عنه فكر وجادت به قريحة.. وهي بحق مفخرة من مفاخرنا التي نباهي بها ونعتز ونطاول، وله -إلى جانب هذه الآثار الخالدة- رسائل هي من أمتع ما خطه قلم وجاد به ذهن، وتنفست به مشاعر وأحاسيس.. وكثير منها ما يزال محفوظاً لدى أصدقائه الذين كانوا يراسلونه ويراسلهم.. كتراث من أغلى وأنفس التراثات المذخورة.
كل هذه الكنوز الأدبية يجب أن يحرص على جمعها ثم طبعها ونشرها الناس هنا وفي الخارج لنؤدي له ما يستحقه من تقدير.. ولنرد له بعض أياديه البيض علينا وعلى أدبنا.. وهيهات.
لقد فرض حمزة نفسه على الأدب.. وفرضها على الفكر.. وفرضها على المنطق والفلسفة.. وفرضها على الرجولة والكرامة.. بعض هذا مما يخلد به الرجال.
ولقد أصبح حمزة -بعد أن غدا في رحمة الله وفي ذمة التاريخ- من الخالدين ولا ريب بكل هذا الذي تتطاول إليه الهمم.. وتتقاصر دونه الأعماق، ثم لا يظفر به إلاّ الأفذاذ المعدودون.
يرحم الله حمزة -ذلك الطود الهاوي- وفاء ما أسدى إلى الفكر العربي.. وإلى الأدب العربي كله من إياد غر ومنن جسام.. وألهم ذويه وأحبابه ومريديه.. وما أكثرهم.. ألهمهم الصبر، وجاد عليهم بحسن العزاء.. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (البقرة: 156).
وفي جريدة "المدينة المنورة" عدد الثلاثاء 16 من ذي الحجة 1391هـ نشرت قصيدة بعنوان "وغربت الشمس" أيضاً في رثاء حمزة شحاتة، وهي من نظم الشاعر السعودي محمد حسن فقي.. وهذه القصيدة هي:
ماذا لقيت هناك بعد تأمل
جمّ هنا.. في الكون.. في أسراره!
قد كنت موفور النشاط كسابح
يجري، ويجري الناس خلف غباره!
ما يلحقون.. ولا يكف ضجيجهم
حتى بروا حتفاً كلال الفاره!
واللَّه جنبك العثار، فواقف
نصباً.. ومرتج الخطا بعثاره!
قسم، فهذا يرتوي بنسيمه
أبداً وهذا يكتوي بأواره!
* * *
يا من تأمل في الوجود فراعه
هذا الوجود بنفعه وضراره!
جزت الوجود إلى سواه فقل لنا
ماذا رأت عيناك خلف ستاره!
ماذا رأت من بؤسه ونعيمه؟
ماذا رأت من ربحه وخساره؟!
فلأنت ألمع من عرفت بصيرة
تطوي الزمان بليله ونهاره!
نفذت وما أسطعنا النفاذ كمثلها
عجزاً إلى المكنون خلف جداره!
وتغلغلت، فتطلعت أبصارنا
عجباً إلى الموهوب من أقداره!
فإذا به.. سخرية وترفعاً
يعلو بكل جلاله وفخاره!
ويروح مغتبطاً بليل شجونه
يطويه.. ملتفاً بحبل إساره!
يا للنقائض في الدنى فمرزؤ
بغلوه.. ومنعم بصغاره!
ما حط من أوزاره إلاّ الذي
يسمو بشقوته على أوزاره!
* * *
يا صاحب الفكر الحصيف تجسدت
فيه الرؤى.. ونعمن في أغواره!
ألقى إليك الروض كل زهوره
رغباً، وألقى الحقل كل ثماره!
ورنا الغني إليك في أطلاسه
ورنا الفقير إليك في أطماره!
يجدون فيك الألمعي مناضلاً
دنياه.. منطوياً على أوتاره!
قد لازم الدار العتيقة.. واجتوى
من كان.. أو ما كان.. خارج داره!
فإذا بها، والكون في جنباتها
بسعوده، ونحوسه، ومداره!
وإذا به يجلو الدجى بيمينه
فنرى الحقيقة جهرة.. بيساره!
بعض الفرار من الثبات، وربما
نال المجاهد أجره بفراره!
إن الذي خلق الحياة حفيلة
بالشر أنقذنا ببعض خياره!
* * *
قد كنت بالأمس القريب أجله
لنبوغه.. وألومه لحذاره!
واليوم أحمده على علاته
وأرى زكانته.. وبعد قراره!
إن شذ في أطواره فلأنه
عرف الأنام فشذ في أطواره!
لم يحمدوه على المقام.. ولا السرى
فلوى العنان، ولج في إصراره!
ما شام عارفه على إقراره
أو شام عارفه على إنكاره!
شقي النبوغ.. فليس في إيراده
ما يشتهيه. وليس في إصداره!
* * *
يا من ترحل هيكلاً متحللاً
عنا. وأبقى الخلد في آثاره!
إني لألمح بالخيال جواره
فأروح مغتبطاً بحسن جواره!
وكتب الأستاذ أحمد قنديل أروع ما توهجت به مشاعره أو مشاعر الراثين من الشعراء في القصيدة التي رثى بها حمزة، وكتب الشاعر الأستاذ السيد محمد حسن فقي، ولا نتردد في التقدير والإعجاب بما كتبه الأستاذ محمد عمر توفيق، أو الأستاذ حسين بن سرحان، أو الأستاذ ضياء الدين رجب.. ولا وجه للدهشة والاستغراب، لأن هؤلاء مع غيرهم من زملائه، هم الذين عايشوا الشاعر الفقيد، وعاشوا تفتح عبقريته وازدهار عطائه، وامتلأت نفوسهم انفعالاً وتأثراً بإشعاع تلك العبقرية ونفحات ذلك العطاء.. بل هم الذين عايشوا مرحه وروحه الآسر، وصراعه الفكري، وغوصه على الحقائق، أو ما يريد هو أن يجعله حقائق بمنطقه القوي المكتسح، وبنياته التي يعجزون عن تفسيرها وله فيها ألف تفسير وتفسير.
ثم كان هذا الفيض الذي ظل يتدفق من أقلام الشداة الشبان الذين لا أشك في أن بينهم من لم ير الشاعر إلاّ في الصور التي نشرت له، ولم يقرأ له إلاّ ما نشر في: (الشعراء الثلاثة) وفي: (شعراء الحجاز في العصر الحديث) وهما المؤلفان المعروفان للأستاذ عبد السلام الساسي (15) .
مؤلفاته:
1- حمار حمزة شحاتة:
طبع دار المريخ بالسعودية -الطبعة الأولى عام 1397هـ/1977م وقد قدم مادته للنشر الأستاذ عبد الحميد مشخص، ويقع في أكثر من 90 صفحة وهو بتقديم الأستاذ عبد الله عبد الجبار، ويحتوي على قسمين أو جزءين.
الأول: حنفشعيات، وهذه الكلمة منحوتة من كلمتي حنفي، وشافعي، وتقال لمن يخلط بين المتناقضات، وفيها يتحدث عن فلسفة حماره، كما تحدث توفيق الحكيم عن فلسفة حماره في كتابه "حمار الحكيم".
والثاني: بين النقد والجمال، وفيه ألوان من الأدب والنقد والحياة.
وحمزة شحاتة حين كتبها قبل أكثر من ثلاثين عاماً لم يكن الأديب الكبير توفيق الحكيم قد أصدر كتابيه "حمار الحكيم" و "حماري قال لي" ولم يترجم كذلك رائعة خيمئيز "أنا وحماري"، وإذا رجحنا أنه قرأ كتاب "خواطر حمار" للكونتيس دوسيجور، فإننا نلاحظ أنه لم يأخذ من ذلك الكتاب، ولم يتأثر بتلك الخواطر أو المذكرات التي قد يكون توفيق الحكيم قد تأثر بها واقتبس منها.. ولما شرع حمزة شحاتة في كتابة سلسلة مقالاته الأدبية تحت عنوان "حنفشعيات" بجريدة "صوت الحجاز" حرص على أن ينوّه في تمهيده لها بما يتوخاه من الجدة والابتكار (16) .
ويقول عبد الله عبد الجبار عن الجزء الأول من الكتاب، كما جاء في مقدمته للكتاب:
هذه المقالة يتبين فيها شيئان:
الأول: مرافعة عامة من الحمير ضد بني آدم المستبدين المعتدين.
والثاني: وصف الكتاب لحماره الصغير ورحلته عليه مع صحبه في نزهة قصيرة (17) .
2- إلى ابنتي شيرين:
وهو نشر دار تهامة بجدة عام 1400هـ/1980م في نحو 220 صفحة، ويحتوي على رسائل حمزة شحاتة إلى ابنته شيرين، وهي ستون رسالة، وفي آخرها نموذج من رسائل ابنته شيرين إلى والدها الشاعر، وهذه الرسائل توضح لنا أفكار الشاعر وثقافته وشخصيته، وأسلوبها مزيج من العربية الفصحى، وبعض الأساليب العامية أو الشعبية الطريفة. وقد كتب الشاعر عزيز ضياء مقدمة للكتاب، كما كتبت أيضاً ابنة الشاعر شيرين مقدمة ثانية للكتاب.
ويقول عزيز ضياء في مقدمته:
ليس جديداً أن نقول إن حمزة كان فناناً أصيلاً، ومتنوع المواهب والقدرات، وعلى الأخص كشاعر وكاتب وموسيقار.
3- ديوان حمزة شحاتة:
يحتوي على عدد من القصائد لحمزة شحاتة، وهذه القصائد هي أغلب ما احتوت عليه المجموعة الشعرية "شجون لا تنتهي" لحمزة شحاتة، التي نشرها الأديب السعودي عبد الحميد مشخص، والتي تقع في نحو التسعين صفحة، وهي بتقديم الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، ونشر بعد المقدمة جزءاً من محاضرته "الخلق الفاضل عماد الرجولة" وهي المحاضرة التي ألقاها في مقر "جمعية الإسعاف الخيري" المحاذي لباب الوداع من المسجد الحرام بمكة المكرمة في يوم الخميس من ذي الحجة عام 1358هـ/1939م بعد صلاة العشاء مباشرة، والتي استغرقت أكثر من خمس ساعات، وأحدثت بما تضمنته ضجة كبيرة، وكانت "جمعية الإسعاف الخيرية" قد دعت لفيفاً من الأدباء ورجال الفكر لإلقاء سلسلة من المحاضرات، ومن أبرز المحاضرين حمزة شحاتة، وكان العنوان الذي أقترحته عليه "جمعية الإسعاف" هو "الخلق الفاضل عماد الرجولة"، إلاّ أن المحاضر لم يكتب عليها عنوانها المقترح بل عكسه، وهو "الرجولة عماد الخلق الفاضل" ولم تُلق بعدها إلاّ محاضرة واحدة، ألقاها الشاعر إبراهيم هاشم فلالي، وعنوانها "كيف نحتفظ بعروبتنا؟".
ثم يلي المقتطفات التي وردت من هذه المحاضرة رسالة للشاعر حمزة شحاتة بعث بها إلى صديقه محمد عمر توفيق وزير المواصلات السعودية وهي إحدى رسائل الشاعر الفلسفية، وعنوانها "در بالدولاب يدر بك" وتحتوي مجموعة "شجون لا تنتهي" على خمس عشرة قصيدة.
4- غادة بولاق:
وقد طبع هذا الديوان في القاهرة في اثنتين وثلاثين صفحة:
وقد كتب الشاعر هذه الملحمة الشعرية، كما كتب الشاعر صالح جودت قصيدة تغزل فيها بفتاة من سكان حي الزمالك.
ومن قبيل الشواهد الدالة على ثقافة الشاعر الواسعة، ما ذكره الشاعر من أن غادة بولاق هي نفسها بنت آمون إله الفراعنة الأقدمين، ثم لا يلبث أن يخلع على "غادة بولاق" صفة "شمس بولاق" وفي هذا جمع رومانسي بين الحب والطبيعة المحيطة بالحسناء، من نهر وشمس وقمر ونسيم عليل.
والمقدمة التي صدرت بها هذه الملحمة لم يذكر كاتبها، وقافية الملحمة الكاف، ووزنها بحر البسيط.
وفي مطلع الملحمة يقول الشاعر:
ألهمت والحب وحي يوم لقياك
رسالة الحسن فاضت من محياك
ويختمها ببيته:
ما كنت يا قدري العاتي سوى امرأة
ممن مررن بقلبي، لو توقاك
وهي مطبوعة عام 1982.
5- الرجولة عماد الخلق الفاضل:
وهي محاضرته الشهيرة التي ألقاها في جمعية الإسعاف الخيرية في مكة المكرمة عام 1939م/1359هـ (ذي الحجة 1359هـ)..
وقد صدرت عن دار تهامة بجدة في طبعتها الأولى عام 1401هـ/1981م في 121 صفحة.
وهي مصدرة بمقدمة للأستاذ عزيز ضياء مأخوذة من كتابه "حمزة شحاتة قمة عرفت ولم تكتشف" الصادر في سلسلة المكتبة الصغيرة الرقم 21 عام 1397هـ، وهذه السلسلة يصدرها الأستاذ عبد العزيز الرفاعي.
يذكر محمد حسين زيدان أن حمزة شحاتة قد أسند عناصر محاضرته من كتاب "علم الاجتماع" لنقولا حداد. ويذكر عزيز ضياء أن عمل حمزة شحاتة ليس تأثراً واقتباساً ولا أخذاً واحتذاء، إنما هو تمثيل وهضم لثقافات كثيرة (18) .
6- رفات عقل:
صدر هذا الكتاب في سلسلة الكتاب العربي السعودي التي تصدرها دار تهامة بجدة وذلك في عام 1400هـ/1980 -وقد قام بجمعه الأديب السعودي عبد الحميد مشخص، وصدر في 104 صفحات، وكتب مقدمته الأستاذ عبد الحميد مشخص، وهو يجمع آراء مختلفة للشاعر حمزة شحاتة، وهذه الآراء مهمة جداً في دراسة الشاعر.
وحمزة شحاتة يصدر في كل رأي له عن عقل نافذ، وفكر عميق.
دراسات وكتب صدرت عن الشاعر:
1- في مقدمات الكتب التي نشرت للشاعر، عرض أصحاب هذه المقدمات لجوانب متعددة من حياة الشاعر وشخصيته وثقافته.
2- وفي كتاب "الشعر والتجديد" دراسة عن الشاعر (19) وقصائد عديدة من شعره وهو من مطبوعات القاهرة عام 1958.
3- "حمزة شحاتة قمة عرفت ولم تكتشف" للأستاذ عزيز ضياء، وهو من سلسلة المكتبة الصغيرة التي يصدرها الأستاذ عبد العزيز الرفاعي في الرياض وقد صدر عام 1397هـ/1977م في نحو مائة صفحة من القطع الصغير.
وفي هذا الكتاب يذكر عزيز ضياء كيف عرف الشاعر، ومعركة الشاعر مع العواد، ومسيرته الثقافية، ومولده وتعليمه، ومحاضرته الشهيرة، ويتحدث عن شعره في ثلاث صفحات من القطع الصغير، وشوارد من حكمه، وعن حمزة شحاتة الكاتب والخطيب والفنان في نحو ثمان صفحات.. وعنه فارس الحوار والرسائل في نحو خمس صفحات.
4- كتاب "شعراء العصر الحديث" -تأليف عبد الكريم الحفيل -الجزء الأول 140 صفحة -الطبعة الأولى 1399-1979، حيث ذكر عنه أربعة سطور، واختار ستة أبيات من قصيدته في (جدة).
5- "المرصاد" -3 أجزاء -للشاعر الناقد إبراهيم هاشم فلالي طبعة القاهرة -المطبعة المنيرية -1956.
6- وفي كتاب "الشعراء الثلاثة" وكتاب "شعراء الحجاز في العصر الحديث"، وهما للأستاذ عبد السلام الساسي، والجزء الثاني من كتاب "الموسوعة الأدبية" للساسي أيضاً، بعض المختارات والإشارات عن الشاعر. والأول طبع في القاهرة عام 1368هـ، والثاني طبع فيها عام 1370هـ، والاثنان مطبوعان بدار الكتاب العربي في القاهرة والكتاب الثالث طبع في مكة عام 1388هـ، وفيه ترجمة للشاعر موجزة جداً في صفحة 134.
7- وفي كتاب "أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة" الصادر عن دار تهامة للأستاذ محمد علي مغربي، في الطبعة الأولى منه 1401هـ/1981م، ذكر لحمزة شحاتة في مواضع عديدة:
(أ) ذكره في الكلام عن أحمد قنديل وأنه عمل رئيساً لتحرير "صوت الحجاز" عام 1355هـ بترشيح من صديقه حمزة شحاتة لدى المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان رئيس الشركة العربية للطبع والنشر (20) وكان حمزة شحاتة قد استرعى نظره شعر قنديل الذي ينشر له في "صوت الحجاز"، ويقول المؤلف: إن صلة القنديل بحمزة شحاتة قد استمرت منذ ذلك الحين حتى توفي حمزة شحاتة باستثناء فترة حدثت بينهما من الجفوة ما أوقف هذه الصلة، ثم عادت صلتهما إلى ما كانت عليه من قبل (21) .
(ب) ويذكر المؤلف لقاءاته مع قنديل وحمزة شحاتة في مكة المكرمة، وبدء نظم قنديل للشعر العامي تقليداً لحسين شفيق المصري ونظم حمزة شحاتة من هذا الشعر ثم انصرافه عنه (22) .
(جـ) ويذكر معركة حمزة مع العواد (23) ، وملحمة العواد "الساحر العظيم" في خصوماته مع حمزة وغيره (24) .
ثقافة الشاعر:
ويقص علينا عزيز ضياء في كتابه عن حمزة شحاتة قراءات الشباب الحجازي آنذاك، التي كان منها:
- جمهورية أفلاطون -ترجمة حنا خباز.
- أصل الأنواع لداروين -ترجمة إسماعيل مظهر.
- السياسة الأسبوعية -التي كان يصدرها د. هيكل.
- كتاب الأغاني للأصفهاني.
- الشعر الجاهلي لطه حسين.
- حديث الأربعاء لطه حسين، وكذلك "الأيام".
- فقه السياسة لأحمد وفيق.
- يتيمة الدهر، وفقه اللغة للثعالبي.
- العمدة لابن رشيق (25) .
- كتاب السياسة لأرسطو ترجمة أحمد لطفي السيد.
- قصص المازني.
- أناتول فرانس في مباذله لشكيب أرسلان.
- الحرب والسلام لتولستوي.
- كتب المنفلوطي.
- كتب ودواوين شعراء وأدباء المهجر.
وسواها، وحول هذه الكتب وغيرها كانت قراءات الشاعر.
وكان حمزة شحاتة يقرأ لبرنار شو وتولستوي، وغيرهما من الترجمات إلى العربية.
وحول تلك الآفاق الثقافية كان يحلق حمزة شحاتة في شعره وفي نثره على السواء، ولم يكن يرجع إلاّ إلى المراجع والكتب العربية، فلم يكن يعرف غير اللغة العربية، ولم يكن يجيد الإنجليزية أو سواها.. وإقامته في الهند لم تتح له أن يتعلم الأوردية، فضلاً عن السنسكريتية.
لقد كان حمزة شحاتة (26) مشهوراً بشاعريته الأصيلة، كما اشتهر برسائله التي كان يرسلها إلى أصدقائه، وهي رسائل جديرة بأن تعد نموذجاً للنشر الرفيع في الأدب العربي الحديث. كذلك اشتهر بمحاضراته العامة، ولا سيما محاضرته التي ألقاها في "جمعية الإسعاف الخيري" بمكة المكرمة. فقد كان حظها من الشهرة والذيوع عظيماً. وقد استمع إليها جمع غفير من محبيه ومن روّاد الأدب وشداته وكان انتشارها وذيوعها أن الإذاعة لم تكن قد انتشرت بعد في ربوع المملكة السعودية، وأن فن الإلقاء الإذاعي الحديث لم يكن معروفاً.
ويبدو أن حمزة شحاتة العبقري المبدع كان رجلاً متعدد الجوانب، إذ لم يقف عند الشعر والنثر والفلسفة وعلوم اللغة العربية وتاريخها القديم والحديث، بل تعدى ذلك كله إلى عشق الموسيقى والشغف بالعزف على العود، ولم يكتف بأن يكون أحد العازفين المعدودين في الحجاز، كما قال صديقه الأستاذ عزيز ضياء في دراسته الممتعة (حمزة شحاتة -قمة عرفت ولم تكتشف) (27) (وإنما عكف على دراسة الموسيقى العربية، مقامات وأنغاماً ومصادر لهذه المقامات والأنغام وتاريخها عند الفرس وفي الأندلس، وعند الأتراك وفي حلب، وما تولد من هذه المقامات وكيف تتعاشق وأين تتنافر.
وكان حمزة شحاتة جديراً بأن يسلك في عداد كبار الملحنين في مصر لو رغب في ذلك، ولكنه كان ينشد الكمال، ولذلك كان أميل إلى النقد في الموسيقى منه إلى الإبداع). رحمه الله.
* * *
وكان من المثقفين الموسوعيين الذين قرأوا التراث العربي قراءة استيعاب ونقد ودراسة عميقة، كما طالعوا كتب الأدب والفلسفة واللغة العربية، واستوعبوا الدراسات الأدبية العميقة التي ظهرت في مختلف ربوع العالم العربي، ولا سيما في مصر.
وهو وإن فاته الاطلاع على الآداب والعلوم الأجنبية في مظانها ولغاتها الأصلية، فقد طالع في نباهة ونهم أهم تلك المؤلفات منقولة إلى لغتنا العربية بأقلام أعلام الفكر والفلسفة والترجمة في مصر والعالم العربي.

شخصيته:
كان حمزة شحاتة فارع الطول ممتلئ الجسم أسمر اللون فاحم الشعر، مع ظهور الشعر الأبيض في شعره قليلاً وكان نافذ البصر، حاد الذهن قوي الجدل، شديد الحجاج، حاضر البديهة، لاذع اللدد والخصومة وكان يحب العزلة، وينفر من الاختلاط، يكره الشهرة، ويبتعد عن الأضواء، حتى شعره نظمه لنفسه، ولم ينشر منه إلاّ القليل.
يصفه في شبابه صديقه عزيز ضياء كما في كتابه "حمزة شحاتة " فيقول:
"فارع القامة وثيق البيان، عالي الجبهة، أسمر اللون، وعلى رأسه تلك الكوفية، التي كان شبان جدة يتأنقون، ليس فقط في طريقة وضعها مائلة أو مستقيمة ومنحدرة إلى الوراء، أو متوثبة إلى الأمام، وإنما في معالجتها بالنشا والكي والتكوين الخاص.. وعلى العنق، قطعة من القماش (شال).. وقد تختلف هذه القطعة أو هذا الشال مادة ونسيجاً كما تختلف ألواناً وأثماناً.. ولكنها دائماً حول العنق، يتدلى طرفاها على الصدر، يحيط به المعطف -وكانوا يسمونه كوتا -الذي يغلب أن يكون من لون الثوب- وهذا لا بد أن يكون ناصع البياض -كما هو الحال الآن- ولكن لا بد بالنسبة للمتأنقين المترفين من شباب جدة، أن يكون أقصر، أو قصيراً، يسمح بظهور السروال (الذي لا يختلف عن البنطلون في شيء).
يقول عنه عزيز ضياء في تقديمه لكتاب "إلى ابنتي شيرين" (28) : كان فناناً أصيلاً، متنوع المواهب، والقدرات، وعلى الأخص كشاعر وكاتب وموسيقار.
وتقول ابنته شيرين في مقدمتها لهذا الكتاب (29) :
كان يحب البعد كل البعد عن الشهرة (30) : وتسليط الأضواء على أي عمل يقوم به، وأبسط ذلك أن صحيفة قاهرية نشرت عنه (ريبورتاجاً) مصوراً، عن شخصيته، وأدبه وشعره، وأذكر يومها، وكنت في حوالي الثانية عشرة من عمري، أن صعد أحد الجيران في العمارة التي كنا نسكنها، وجاء بكل شغف وإعجاب ليقول لأبي وهو ممسك بالجريدة: أنت هذا الأديب العظيم، والشاعر العملاق، تسكن بيننا كل هذه الأعوام ولا نعلم عنك أي شيء من هذا؟.. فرد عليه أبي بمنتهى الأدب والتواضع: لست أنا يا سيدي المقصود بهذا الكلام المذكور في هذه الجريدة، لشد ما كان يسعدني ذلك، ولكنه مجرد تشابه في الأسماء، فهناك أديب مشهور حقاً في المملكة العربية السعودية اسمه حمزة شحاتة، أما حمزة شحاتة الذي أمامك فهو إنسان عادي يعمل مربية لخمس بنات، وانصرف الجار بعد أن تأسف لوالدي عن اللبس الذي حدث.
ويقول حمزة شحاتة في رسالة إلى ابنته (31) بعث بها من القاهرة: تسألين عن أخبارنا، ليست لنا خادمة منذ شهور، ونحن لا نحصل على مطالب المعيشة اليومية من السوق المجاور إلاّ بشق الأنفس، وصار من النادر أن يمشي يوم في الأسبوع أرتاح فيه من عمل الشيال أكثر من مرة أو مرتين وأحياناً ثلاثة.
ويقول في رسالة أخرى (32) معبراً عن خطته في الحياة المخالفة لخطط حياة الناس: إنها النهاية الطبيعية لإنسان لم يسر على الطريقة التي يسير عليها الآخرون، بل ظل يحلم بأن يعلو عن مستوى الطين، والتراب، ويخالف معرفته للحقيقة التي فهمها الجهلاء والأغبياء، على الوجه السليم.
ويقول في رسالة أخرى (33) : أنا الأب الذي لم يحقق ذاته في كل مجال طرقه في طريق حياته، قد رأيتني أرفض كل ثناء علي، لأني أعرف الناس بتجرد، من مصوغات استحقاقه.
وفي رسالة أخرى يقول (34) إني أصارع الذين ينشرون لي أو عني أي شيء.
وفي كتابه "حمار حمزة شحاتة" (35) يقول:
ومن يظن أن المتشائمين ثائرون على الحياة ومسراتها، أو كارهون لمباهجها؟ إنما هي ثورة الراغب المستزيد، لا ثورة الكاره المحتوى.
ويقول الناقد السعودي عبد الله عبد الجبار (36) في تقديمه لكتاب "حمار حمزة شحاتة": حمزة شحاتة ساخر مغرم بجمال الطبيعة ومرائيها الجميلة، وكم تمنى لو قضى حياة في كوخ صغير على شاطئ نهر يستمتع بالماء والهواء والشمس والقمر والنجوم والازدهار والأشجار وموسيقى البلابل ونوح الحمائم. ولوحات الطبيعة البارعة التي رسمتها يد الله.
لقد كان حمزة شحاتة شخصية فريدة بين أقرانه.. هو إنسان عميق الفكر، كثير التأمل، لا يجد الصديق الذي يتحدث إليه إلاّ في القليل عاش بعيداً عن وطنه منذ عام 1946 حتى نهاية حياته، أي نحو ربع قرن، آثر العزلة، وزهد في الشهرة، وعكف على نفسه، وجعل الكتاب صديقه، قرأ الكثير من آثار الأدباء المعاصرين، والقدماء أيضاً كما قرأ الكثير مما ترجم من الآداب العالمية.. وعاش لنفسه وبناته ولصديقه الكتاب.
* * *
كيف "ولماذا.. أحب الشاعر الأدب"؟ (37)
أحب حمزة شحاتة منذ حياته طالباً في مدرسة الفلاح بجدة الأدب، يتذوقه، ويقرأ مصادره القديمة، ويبحث عن الصحف والمجلات يطالعها، وعن آثار الأدباء المعاصرين، يقرأ لهم، ويتثقف بروائع فكرهم.
قرأ لابن المقفع والجاحظ، كما قرأ للمنفلوطي، وجبران، والرافعي والزيات، وطه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، وقرأ لمحمد حسين هيكل وسواه من الأدباء المعاصرين.
والأدب فطرة في نفسه، وموهبة كامنة في أعماق مشاعره، ولم تلبث قراءاته الأدبية أن نمت في نفس هذه الموهبة..
وكان الشباب الحجازي يتهافت على مجلة السياسة الأسبوعية التي يصدرها ويرأس تحريرها د. محمد حسين هيكل، ومن محرريها: المازني وطه حسين، وعبد العزيز البشري، وعباس حافظ (38) .. ثم أقبل على قراءة مجلة أبولو ومجلة الرسالة.. وعلى ما كان يظهر في القاهرة من كتب التراث العربي، ومن كتب الأدباء والشعراء المعاصرين.
وكان حمزة شحاتة لا يفتأ يبحث عن كل كتاب يمكن أن يقرأه ويفيد منه..
ثم عاش في القاهرة نحو ربع قرن من حياته كانت هي خاتمة عمره، وفي القاهرة شاهد مختلف التيارات الدينية والسياسية والفكرية والأدبية والشعرية التي ظهرت في هذه الحقبة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى آخر يوم في حياته، وأفاد من كل ذلك ثراء في الفكر، وسعة في الخيال، ونمواً في الموهبة الأدبية، وبلاغة في الأسلوب.. ومن كتب التراث التي قرأها الشاعر: كتب الجاحظ والتوحيدي، ومقدمة ابن خلدون (39) .
ويذكر عزيز ضياء في كتابه (40) . حمزة شحاتة "قراءات الأدباء الحجازيين لمترجمات أحمد لطفي السيد عن أرسطو، وإعجابهم بقصص إبراهيم عبد القادر المازني، ومما ترجم من أدب أناتول فرانس، على جهلهم باللغة الفرنسية، ومن قصص تولستوي، ومن أدب المهجر، ومن أدب المنفلوطي..
ويقول عزيز ضياء (41) : كان -حمزة شحاتة- يقرأ ما نقرأ، وصحيح أن ما كان يصل إلى أيدينا من الكتب، كان يصل إليه أيضاً، ولكن كيف تأتى ذلك النضج العقلي والفني وهو بين مرحلة الصبا الغض والشباب في فجره دون ضحاه.!..
وكانت مواهب حمزة شحاتة الأدبية في بدء شبابه قد بلغت نضجها واكتمالها، فأخذ يكتب ويحاضر ويتحدث ويحاور، واستوت لغته الأدبية استواء كاملاً، ظهرت ملامحه في محاضرته "الرجولة عماد الخلق الفاضل".
وكان حمزة شحاتة أديباً بارزاً من أدباء المملكة العربية السعودية.. وشاعراً مجدداً من فحول الشعراء المبرزين الذين عرفوا قدر الحياة فنظروا إليها نظرة فنية تتسم بطابع الفكر والشعور والخيال.. وهو أحد زعماء المدرسة الابتداعية التي تعنى بالجوهر، وتأتي بكل جديد مبتكر.

عبده فايز الزبيدي 10-21-2013 10:14 AM

حمزة شحاتة (3)
والمعروف عن حمزة شحاتة أنه أديب عزوف يحفل بنشر إنتاجه شعراً كان أم نثراً.. ولا يرغب المشاركة في أي مجال من مجالات النشر، ولهذا فهو يغضب ويتأثر كثيراً بما ينشر عنه خصوصاً المديح والثناء.. وكثيراً ما تصدى للمادحين بالعتاب واللوم والنقد في كثير من الحالات.
وإن من أبرز صفات حمزة شحاتة أنه يدعو دائماً إلى الفضيلة والإصلاح الاجتماعي، كما يدعو إلى التجديد والابتكار في الأدب، والصراحة في القول، والرجولة، واقتفاء الآثار الحيوية المنتجة.. ويمتاز كذلك بحضور البديهة وسرعة الخاطر، والتحدث عن شتى الفنون، ومناقشة من يريد المناقشة حتى أنه يستطيع أن يبحث ويناقش أكثر من عشر ساعات إلى أن يتبع جو النقاش بحثاً وتعليقاً واستنتاجاً.. وإذا حدث استفز العواطف، وأيقظ المشاعر وملأ جو الحياة شعوراً وأملاً جديداً.
وإلى جانب ذلك كان ناقداً جبار الحجاج، قوي الحجة غزير المادة لا يغير من أمر التفكير شيء يثني من عزمه كأدب عملاق.
ولم يكتف الشاعر بأن يكون واحداً من المعدودين في الحجاز بالبراعة النادرة في العزف على العود، وإنما عكف على دراسة الموسيقى العربية، مقامات وأنغاماً ومصادر هذه المقامات والأنغام وتاريخها عند الفرس، وفي الأندلس، وعند الأتراك، وفي حلب، وما يتولد من هذه المقامات، وكيف تتعانق وأين تتنافر، وما يقال عن علاقة بعضها بالساعة من الليل أو النهار.. ثم... الموسيقى: (صوت)، فلا بد من دراسة علم الصوت في مصادره من كتب الطبيعة في مستوى المراجع، وليس في مستوى الكتب المدرسية، كيف يحدث.. وكيف يتردد، وهل يفنى أم لا يفنى ولماذا يفنى، والدليل أو الأدلة على كل ذلك.
ولو أراد حمزة أن يكون في عداد كبار الملحنين في مصر، لما أعجزه ذلك وقد بلغ في الموسيقى مستوى العلماء، وما زلت أذكر كيف كان يقع على الأخطاء في تلحين كبار الموسيقيين في مصر، ويذهب في نقدها وتسقط التوائها، أو في اكتشاف السرقة أو التأثر بالشيخ سيد درويش أو بمن يعرفهم من أئمة الموسيقى التركية القديمة إلى حد التصحيح بعزف اللحن كما ينبغي أن يكون، وتشعر أن اللحن قد استقام فعلاً بما يبعثه من الارتياح والانسجام، ثم يقول بعد ذلك: (ما أشد ما يخسر الصوت القوي من أصالته وقدرته على الأداء بما يجنيه الملحنون على المطربات والمطربين).
وكان حمزة شحاتة أستاذاً في الحوار وفي الحديث فليس من يمكن أن يكون شبيهاً له، ولا يعرف له نظير في ذلك.
كان يدير الحديث عن موضوع فكري بحت، يمكن أن يفهمه المثقفون من أصدقاء حمزة شحاتة، يشد الأسماع، حتى ولو كان بين جلسائه أشخاص من عوام الناس، ممن لا يمكن أن تكون لهم أدنى صلة أو علاقة بالموضوع.. وكان يملأ جو الجلسة حركة وحيوية ومرحاً بما يتتابع في حديثه من نوادر وطرائف ونكسات وتعليقات، ولا يعفي نفسه من التمثيل أحياناً بحركة في العينين أو الأنف، حين لا يجد بداً من تجسيد الصورة الساخرة للفكرة أو للرجل الذي يتحدث عنه.. وهذا فيما يشبه تدفق مياه السدود قوة وانطلاقاً وحفولاً بما يشبه الموسوعة من أخبار القدماء والمحدثين، وليس في الأدب والفلسفة أو الشعر فحسب، وإنما في التاريخ والسياسة والمبادئ وأنظمة الحكم، في التاريخ العربي أو الإسلامي بل والتاريخ القديم والحديث.
ويتساءل عزيز ضياء في كتابه عن حمزة شحاتة عن هذه الموهبة فيقول:
"وإني لأتساءل متى؟؟ وكيف أتيح له أن يبلغ هذه المرتبة التي نفترض أنه بلغها في العشرين.. ومن المفروغ منه أنه لم يكن الوحيد الذي تخرج من مدرسة الفلاح، ولم يكن أيضاً الوحيد الذي ابتعث إلى الهند، كما لم يكن الوحيد الذي قرأ ما قرأناه وظللنا نقرؤه من مصادر الثقافة وينابيع الفكر.
على أن حمزة شحاتة -رحمه الله- لم يمارس كتابة القصة أو الرواية أو المسرحية، وهذا هو الأرجح بعد أن أُتيح لي استعراض تراثه.
والذي نشر من شعر حمزة شحاتة، ليس أقل القليل فحسب، وإنما هو قطرة من بحر، والذي لم ينشر وتفرق لدى بعض أصدقائه، لا سبيل للوصول إليه.

[1] المصدر: حمزة شحاتة شاعراً إسلامياً، رسالة ماجستير للأستاذ فايز طلعت وفا -1405هـ 1985م.
[2] في الصفحة الأخيرة من غلاف كتاب "إلى ابنتي شيرين" ط1980م أنه توفي في القاهرة في 12/12/1390هـ، وفي كتاب "حمزة شحاتة لعزيز ضياء" إنه توفي في 12/12/1392هـ.
[3] راجع ص25 "حمزة شحاتة قمة" لعزيز ضياء.
[4] الطبعة الأولى -دار تهامة -1400هـ1980م -ص29.
[5] (216 إلى ابنتي شيرين)..
[6] ص11 حمزة شحاتة -عزيز ضياء- المكتبة الصغيرة.
[7] 313 دراسات فكرية.
[8] 314 دراسات فكرية.
[9] صفحة 327 دراسات فكرية..
[10] نشرت بديوان العواد كذلك.
[11] نشرت مقالة حمزة شحاتة بصوت الحجاز 6 رجب 1355-20 سبتمبر 1936 وجمعت في كتاب "حمار حمزة شحاتة" ص22 منشورات دار المريخ بالرياض.
[12] 47 العواد -قمة وموقف، القاهرة 1980 -نشر مشخص وباعشن.
[13] ص19 من الكتاب..
[14] جريدة المدينة المنورة -عدد 16 من ذي الحجة 1391هـ.
[15] حمزة شحاتة: لعزيز ضياء.
[16] الأستاذ عبد الله عبد الجبار مقدمة الكتاب -ص5.
[17] ص6 من الكتاب..
[18] ص180-182، 262 وما بعدها -الشعر والتجديد- طبعة القاهرة 1958م.
[19] يذكر المؤلف أن الشاعر ولد في مكة المكرمة عام 1328هـ، وأنه توفي عام 1391هـ.
[20] ص20 أعلام الحجاز..
[21] المصدر السابق نفسه.
[22] ص25 المرجع نفسه.
[23] ص157 من المرجع نفسه.
[24] ص16-20 حمزة شحاتة -لعزيز ضياء.
[25] ص16-20 حمزة شحاتة -لعزيز ضياء.
[26] من مقدمة "غادة بولاق".
[27] من مطبوعات المكتبة الصغيرة لصاحبها الأديب الكبير عبد العزيز الرفاعي.
[28] ص7: إلى ابنتي شيرين.
[29] ص15 إلى ابنتي شيرين.
[30] يؤيد ذلك عزيز ضياء في كتابه "حمزة شحاتة قمة قد عرفت ولم تكتشف" ص8.
[31] ص96 إلى ابنتي شيرين.
[32] 112، 118 المرجع نفسه.
[33] ص76 حمار حمزة شحاتة.
[34] ص14 المرجع نفسه.
[35] ص76 حمار حمزة شحاتة.
[36] ص14 المرجع نفسه.
[37] 17 حمزة شحاتة -لعزيز ضياء.
[38] المصدر السابق نفسه.
[39] ص32 وما بعدها -حمزة شحاتة- لعزيز ضياء.
[40] ص26 وما بعدها من المرجع نفسه.
[41] ص34 من المرجع نفسه. ) أ.هـ

قلتُ: و شحاتة شاعر تكاد قصائده تغني نفسها لموسيقاها الباهرة، و لا غرو أن تغنى بقصائده فنانو العرب و على رأسهم
فنان العرب محمد عبده ففما غنى :
قصيدة(مالي أراها) و قصيدة (سطوة الحسن)
من أعمال حمزة شحاتة:
1.قصيدة (ما لي أراها):


مــالــي أراهــــا لا تـــــرد ســلامـــي
هــل حـرّمـت عـنــد الـلـقـاء كـلامــي
أم ذاك شـــأن الـغـيـد يـبـديـن الـجـفـا
و فـؤادهــن مــــن الـصـبـابـة دامــــي
يـــا قـلــب ويـحــك إن مـــن علـقـتـهـا
رأت الـوفـا فــي الـحـب غـيـر لـزام ِ
هـــي لا تـبـادلـك الــغــرام فـنـاجـنـي
لـمـا أنـــت فـــي أحضـانـهـا مـتـرامـي
مـا كـان يبكـي يـومـه كــي تضحـكـي
مـــا كـــان يـسـهــر لـيـلــه لـتـنـامـي
بل كـان ينشـد فـي هـواك سعـادة
فجعلتـهـا حلـمـا مـــن الأحـلا م ِ
يـــا ربّـــة الـطــرف الكـحـيـل تـذكــري
عهـدي وخافـي الله فـي استسلامـي
لـــولا رجـائــي فــــي ودادك و الــوفــا
لكرهـت عيشـي فـي الهـوى ومقـامـي
أصـبـحــت عــبــدا فــــي هـــــواك
و إنني لسليل قوم ماجدين كرام ِ
روحــي فـداك إذا ملـكـتـي تـرفـقـي
لا تـتـركـيـنـي فــريــســة الــلــوّام ِ


2.قصيدة (سطوة الحُسن):
بعد صفو الهوى وطيب الوفاق
عز حتى السلام عند التلاقي
يا معافى من داء قلبي وحزني
وسليماً من حرقتي واشتياقي!
هل تمثلت ثورة اليأس في وجــهي
وهول الشقاءة في إطراقي؟
أي سهم به اخترقت فؤادي
حين سددتها إلى أعماقي؟
مسرعاً في المسير، تنتهب الخطــو،
فهل كنت مشفقاً من لحاقي؟
إذ تهاديت مبدلاً نظرة العطـ
ـف بأخرى قليلة الأشواق
وتهيأت للسلام، ولم تفـ
ـعل، فأغريت فضول رفاقي
هبك أهملت واجبي، صلفاً منـ
ـك، فما ذنب واجب الأخلاق؟
واعترى قلبك الملال، فأعرضـ
ـت، فهلا انتظرت يوم الفراق؟
لا أداجيك، والكرامة معنى
تتجلى في صحة الميثاق
قد يطاق الصدود، يوجبه الذنـ
ـب، وصد الملال غير مطاق
سطوة الحسن حلّلت لك ما كا
ن حراماً، فافتن في إرهاقي
أنت حر، والحسن لا يعرف القيـ
ـد، فصادر حريتي وانطلاقي
ـفك، لو أنني طليق الوثاق .

عبده فايز الزبيدي 10-21-2013 10:15 AM

عبدالله بن إدريس*
عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس

مكان الميلاد: بلدة حرمة، بمنطقة سدير 1347هـ

تعليمه

- تلقى دراسته الأولية في بلدته حرمة.

- سافر إلى الرياض سنة 1366ه برغبة من والده ومن شيخ حرمة عثمان بن سليمان رحمه الله - لطلب العلم على أكابر علمائها وانضم إلى حلقة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ كبير علماء المملكة العربية السعودية والمفتي العام في زمانه - رحمه الله - .

- في عامي 1368-1396ه عينه الشيخ محمد بن إبراهيم مدرساً للعلوم الدينية وقواعد اللغة العربية في المدرسة الفيصلية بالرياض.

- عند افتتاح (المعهد العلمي بالرياض) في عام 1370ه استقال من وظيفة التدريس والتحق بالمعهد دارساً، في مستوى (الثالث ثانوي) وعند افتتاح (كلية الشريعة) بالرياض عام 1373ه التحق بها دارساً، وتخرج فيها ضمن أول دفعة تخرجت في نهاية عام 1376ه .

أعماله الوظيفية

- رشح للقضاء.

- تعين مفتشاً فنياً (موجه تربوي) في المعاهد العلمية عام 1377ه ثم مديراً عاماً للتفتيش والامتحانات في الرئاسة العامة للمعاهد والكليات (التي أصبحت جامعة الإمام محمد بن سعود) فيما بعد.

- في منتصف عام 1379ه تعين مديراً مساعداً للتعليم الثانوي، ثم مديراً للتعليم الفني (التجاري والزراعي) في الوزارة.

- حين صدرت موافقة الملك فيصل - رحمه الله - إصدار صحيفة الدعوة - طلب الشيخ محمد بن إبراهيم من وزير المعارف حينها الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ إعارة خدمات المذكور إلى هذه المؤسسة الصحفية رئيساً لتحريرها، فباشر الترتيب والتنظيم لصدورها، وصدر عددها الأول في 10 محرم 1385ه (صحيفة يومية تصدر أسبوعياً مؤقتاً).

- بعد العام الأول لصدورها أضيف إليه عمل المدير العام لمؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية، فجمع بين رئاسة التحرير والإدارة العامة. وكان أول صحفي سعودي يجمع بين هذين العملين معاً في عهد المؤسسات الصحفية.

- بعد ثمان سنوات من العمل الصحفي في جريدة الدعوة عاد إلى وزارة المعارف سنة 1393ه أميناً عاماً للمجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب.

- في عام 1396م انتقل إلى جامعة الإمام محمد بن سعود أميناً عاماً للجامعة، ثم مديراً للبعثات والدراسات العليا، ثم مديراً عاماً للثقافة والنشر العلمي وعضواً في (المجلس العلمي للجامعة) حتى تقاعده عام 1409ه .

- في عام 1401ه عين (رئيساً للنادي الأدبي بالرياض) حتى استقالته منه في عام 1423ه وهو أحد المؤسسين الأوائل لهذا النادي في بدايته عام 1395ه .

- تولى رئاسة تحرير مجلتي (قوافل) الفصلية، (والأدبية) الشهرية الصادرتين عن النادي الأدبي بالرياض.

- هو أول رئيس ناد أدبي يفتح مجال المشاركة النسائية في نشاطات الأندية الأدبية في قاعات مستقلة عن طريق النقل التلفزيوني.

عضويته في المؤسسات الثقافية

- عضو مجلس إدارة (إدارة الملك عبدالعزيز)، عند تأسيسها ولمدة 12 عاماً.

- عضو هيئة تحرير (مجلة الدارة) منذ إنشائها حتى الآن.

- عضو المجلس العلمي لجامعة الإمام حتى تقاعده.

- عضو مجلس إدارة (مؤسسة الدعوة الصحفية) منذ إنشائها ولا يزال.

- عضو الجمعية العمومية (لمؤسسة عسير للصحافة) جريدة (الوطن).

- عضو شرف (رابطة الأدب الإسلامي العالمية).

- عضو شرف (رابطة الأدب الحديث) في مصر.

بعض مشاركاته الثقافية في خارج المملكة

مثل المملكة العربية السعودية في عدة مؤتمرات ومهرجانات شعرية دولية منها:

- مهرجان أبي فراس الحمداني في حلب بسوريا عام 1382ه .

- مؤتمر (الأدباء العرب العاشر) و(مهرجان الشعر الثاني عشر) في الجزائر عام 1394ه .

- مهرجان (المربد) في العراق لمدة 6 سنوات متوالية.

- عندما كان رئيساً لتحرير جريدة الدعوة مثل الجريدة في مؤتمر القمة العربي (الثالث) في الدار البيضاء بالمغرب، عام 1385ه مع الوفد الصحفي المرافق للملك فيصل رحمه الله.

- مهرجانات عبدالعزيز البابطين الشعرية في كل من الكويت، ومصر، لبنان، ليبيا، الجزائر، إيران.

- مهرجان (رابطة الأدب الإسلامي العالمية، في تركيا عام 1410ه).

الأوسمة والدروع والميداليات

- منح (وسام الريادة) و(الميدالية الذهبية) عن كتابه (شعراء نجد المعاصرون) وذلك أثناء انعقاد (المؤتمر الأول للأدباء السعوديين) الذين أقامته جامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة عام 1394ه .

- رشح لجائزة الدولة التقديرية في الأدب في سنتها الثالثة 1405ه والتي توقفت فيها.

- تلقى ساعة فاخرة من الملك سعود رحمه الله في إحدى المناسبات الثقافية عام 1378ه .

- فاز بجائزة الشعر التي أعلنتها هيئة الإذاعة البريطانية (لندن) على قصيدته (ياوليد العلم).

- فاز بجائزة إذاعة (صوت العرب) من القاهرة على قصيدته عن الجزائر (1956م).

- فاز بجائزة الخنجر الذهبي من الأمير خالد الفيصل لشعراء المملكة والخليج العربي.

- أقام له النادي الأدبي بالرياض حفل تكريم عام 1423ه وأصدر النادي بهذه المناسبة كتاب (عبدالله بن إدريس حياته وآثاره وما كتب عنه) للدكتور أمين سليمان كما أعيد طباعة كتابه الأول شعراء نجد المعاصرون.. أيضاً كرمه وزير المعارف آنذاك د. محمد الرشيد بدرع شكر وتقدير تعبيراً عن دوره الرائد في تطوير الحركة الثقافية في المملكة وجهوده الثقافية والتربوية أثناء عمله في الوزارة (1379-1396ه) كما شاركت جامعة الإمام بتكريمه بدرع.

- حصل على ميدالية رواد المؤلفين السعوديين في معرض الرياض الدولي للكتاب 2006م.

- كرمته وزارة الثقافة والإعلام في المؤتمر الإعلامي الأول وذلك لدوره الريادي في نهضة الصحافة والطباعة في المملكة العربية السعودية 2009/1430 درع وشهادة.

- كرمته أسرة الدريس في حفل على شرف الأمير سلمان سنة 1426ه .

- كرمته بلدته «حرمه» وأبنائها في احتفالهم السنوي 1430ه .

- كرمته السفارة الجزائرية في المملكة في الذكرى (55) للاستقلال.

- هو شخصية العام المكرمة في مهرجان الجنادرية سنة 1431ه .

صدرت له الكتب والدواوين التالية

- شعراء نجد المعاصرون - الصادر عام 1380ه/1960م طبع عدة طبعات.

- الشعر والشعراء خلال النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري.

- (في زورقي) ديوانه الشعري الأول عام 1404ه طبع 4 طبعات.

- (كلام في أحلى الكلام) - دراسات شعرية (عدة طبعات).

- (عزف أقلام) في النقد الأدبي (عدة طبعات).

- الملك عبدالعزيز كما صوره الشعراء العرب 1394ه .

- ملامح عن ثقافة منطقة الرياض قبل الأندية الأدبية عام 1419ه بالاشتراك.

- شارك في تأليف (مقررات اللغة العربية للمرحلة الثانوية) في المملكة مع مجموعة من أساتذة (جامعة الملك سعود).

- المحفوظات والمطالعة للمعاهد العلمية مشترك بينه وبين الشيخ عبدالعزيز المسند رحمه الله.

- أأرحل قبلك أم ترحلين؟ الديوان الثالث مطبوع نهاية عام 1430ه .

- كتب تحت الإعداد.. قافية الحياة سيرة ذاتية.

- فسيحوا في الأرض.. رحلات.

- افتتاحيات الدعوة.

- مقالات مختارة.

- حكام وإعلام.

- تحت الإعداد «مقالات مختارة».

صدرت عنه عدة

دراسات أكاديمية منها:

1- عبدالله بن إدريس: شاعراً وناقداً الدكتور محمد الصادق عفيفي «بجامعة القاهرة» عام 1418ه .

2- عبدالله بن إدريس: حياته وآثاره وما كتب عنه: د. أمين سيدو - النادي الأدبي بالرياض 1423ه .

3- عبدالله بن إدريس: سيرته وشعره، رسالة ماجستير: إعداد فاطمة بنت عبدالله التميمي.

4- صدرت عنه العديد من البحوث والدراسات الأكاديمية والصحفية في عدد من الجامعات والصحف والمجلات الثقافية.

5- قدم عدداً من البرامج الثقافية والتربوية من الإذاعية السعودية.

6- أجريت معه عدد من الحوارات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية.) *
من شعره:
1. قصيدة و فيها إشارة لزوجته:
أأرحل قبلك أم ترحلين
وتغرب شمسي أم تغربين

ويَنْبَتُّ ما بيننا من وجود
ونسلك درب الفراق الحزين

ويذبل ما شاقنا من ربيع
تؤرجه نفحة الياسمين

وتسكب سحب الأسى وابلاً
على مرقدٍ في الثرى مستكين

***

فإن كُنْتُ بادئ هذا الرحيل
فيا حزن رُوْحٍ براها الحنين

وإن كُنتِ من قد طواها المدى
فيا فجعة لفؤادي الطعين

لقد كُنتِ لي سعد هذا الوجود
ويا سعدنا بصلاح البنين

هُمُ الذخر دوماً بهذي الحياة
وهم كنزنا بامتداد السنين

***

سلكنا سويا طريق الحياة
وإن شابها كدرٌ بعض حين


2. قصيدة :
قصيدة رباه

تصارعني بالشر خرس أبالس

لتأخذني أفكارها والوساوس

تقول تقحّم في الحياة معانقاً

كئوس حميّاها فالغرير المعاكس

ولا تبتئس إن نازعتك طبيعة

تعبُّ من الإمتاع ما هو نافس

فما خلقت هذي الحياة لغيرنا

فهل نجتويها والنفوس شوامس

فقلت لهم: ولّوا خزايا فإنني

إلى غير ما تدعونه لَمُجـانـس

وما أنا من يغشى الضلال ميمّماً

إلى موقف فيه الرؤوس نواكس

ولكنني أسمو إلى كل غاية

تؤطرها الأخلاق والحق شامس

فما قيمة الإنسان إن ذل نفسه

على مذبح الأهواء والليل دامس

وما قيمة الإنسان إن زال خوفه

من الله.. أو رانت عليه الحنادس

فياربّ ألبسني تقاك فإنني

لأرْبا بنفسي أن تدور الهوامس

دعوتك ياربّاه والقلب خاشع

ببابك لم يبرح.. ولا هو يائس

فلا تغلقن دوني لفضلك مدخلاً

فأنت الكريم الحق، والذنب حابس

وأطلق إساري من ذنوبي تائباً

عليك اعتمادي لو غزتني الأبالس
________________________________________
* جريدة الراض الصادرة من السعودية الصادرة من مؤسسة اليمامة الصحفية الخميس 2 ربيع الاخر 1431هـ - 18 مارس 2010م -
العدد 15242

عبده فايز الزبيدي 10-21-2013 10:16 AM

حامد أبو طلعة
هو الصديق الشاعر السعودي حامد بن محمد بن محمد أبوطلعة من مواليد ١٣٩٤/٧/١ في مدينة أبوعريش في منطقة جازان جنوب المملكة العربية السعودية
له:
- ديوان ( قلبٌ من زجاج ) صادر عن نادي الجوف الأدبي في سنة ١٤٣١ للهجرة النبوية
-مشارك بفاعلية في المنتديات الأدبية المرموقة.
-استضيف في القناة الثقافية السعودية و شارك فيها بشعره.

-كتب الشاعر والناقد العراقي علاء بن حسين الأديب (رؤى الأديب بأشعار الأريب الشاعر السعودي الكبير حامد أبوطلعة ) دراسة أدبية نقدية تحليلية قدمها لمجموعة من قصائده.
من أعماله:
1.قصيدة (تَعِبْتُ):

تعـبـتُ . فانـهـي مسـافـاتٍ مــن الـتـيـهِ
أو أن هــذا الـهــوى يُـطــوى بـمــا فـيــهِ
سيري كما الضوء في الآفاق . وانطلقي
كنسمة الصبح ، في دنياي . بـل تيهـي
أو فاقبـلـي مـثـل طـفـل العـيـد يرقـصـهُ
إيـقــاع أغـنـيــةٍ ، تــزهــو عــلــى فــيــهِ
إلـى متـى الأسـر ؟ والقضـبـان مرهـقـةٌ
إلـى متـى القـيـد ؟ لــو أطلـقـتِ أيـديـهِ
لــو تأذنـيـن ، نـفـك القـيـد نفـسـح فــي
تـلـك الـفـضـاءات عـــن أســـرى أمـانـيـهِ
إلى متى ؟ العشق كالمسكيـن حالتـهُ
حـديــثــهُ : لــيـــت ، مــوالاتـــهُ : إيـــــهِ
مـا رأيــكِ الآن ، هــذا العـشـق نخـرجـهُ
إلــى الصـبـاح ِ . سئـمـنـا مـــن ليـالـيـهِ
أو ننتـهـي – حـيـث إنّــا نـبـضُ أفـئــدةٍ -
لــو أن هــذا الـهـوى يُـطـوى بـمــا فـيــهِ

2.قصيدة (حتَّى):
حتى يراه الناس من أمثالكِ
ومن القلوب يناله ما نالكِ

حتى يكون – وليس يبلغ مقصداً -
عنـد الخليقـة ، حالـه مـن حـالـكِ

حتـى وحتـى ، هكـذا مـن أجلهـا
جـعـل الـوجـود جمـالـه كجمـالـكِ

أزهـاره خـداكِ تنبـت فــي الـثـرى
وصـبـاحـه يـخـتـال فـــي إقـبـالـكِ

حتى العصافير . الـذي تشـدو بـه
يمضـي مسـيـراتٍ عـلـى أقـوالـكِ

ومـــا بـقــاء الـطـيـر بـيــن ظـلالــه
إلا بـقـائـي الـيــوم بـيــن ظـلالــكِ

والــروض والأنـهـار تـجـري عـذبــةً
وجـمــال أوراق الـغـصـون كـذلــكِ

حـتـى الفـراشـات الـتـي ألوانـهـا
أخّاذة فـي الـروض ، مـن أطفالـكِ

والليـل عينـاك الـتـي جــادت لــه
بالبعض من بعض السـواد الحالـكِ

تبـقـى هـنـاك حقيـقـة لـــو أنـهــا
خطـرت علـى بـال الوجـود وبـالـكِ

فـيــه الـجـمـال تـفـرقـت أوصـالــه
بعـضٌ هنـا والبعـض كــان هُنـالـكِ

أمـا الجمـال ففيـك يــا محبوبـتـي
متـجـمـعٌ يـزهــو عـلــى أوصـالــكِ


3. قصيدة (سفه الأقلام):



عـلِّـمـــي الدنيا بليل المقلتينْ
مـــا يكون الفرق بين الأسودينْ

علّمي الشمس شروق النور إذ
تـنـثـريـن الـنـور بين المشرقينْ

عـلّـمــي الأقـلام ، فالأقلامُ مِنْ
سـفـهٍ تجهل رســـمَ الحاجبينْ

فتنةٌ أنتِ فسبحـــــــــان الـذي
جـعـل الـفـتـنـة مــرأى كلَّ عينْ

فيـك كل الـسـحـر مـعـقـودٌ فإنْ
لم يكنْ فيكِ ، فكلُّ السحــر أينْ

فـأقـيـلـــــــــي عـثْـرة الـورد إذا
مــــا نـوى يـدرك لــون الوجنتينْ

قالهـــا المـشـتـاق حُسْناً إنّمــا
لـوعة المـشـتـاق لـو تدرين دَيْنْ

هو من جاءك يسعــــــى شوقه
و لـه قلبٌ يـقـــاســــي غربتينْ

غربة الأشــواق لا كانت لهـــــــا
ســـاعةٌ والغربة الرقطــــــاء بَيْنْ

ليس في الدنيا شقـاءٌ مثلمــــــا
موعد يلقــــــــاه مضنىً بينَ بينْ

فاقطعــي بالوصل وافدي خافقــاً
أرهنَ النبضَ علـــى لمس اليدينْ

راحتاكِ البلسمُ الشافــــي ومـــا
بـــلـســمٌ إلا بـتـلـك الـراحـتـيـنْ

آه مـــــا أحلاهمــــا فـــي ناظري
حين يلتفـــــــان حول المعصمينْ

آه مـــا أقســـــاهمـــــا لــو أبقيـا
ذلـك الـحـب رهـيـنَ الـمـحبسينْ

4.قصيدة (سبورة الفوضى):


وتزولُ عاصفــة الـصــدود الـمـــرعبـةْ
لِـتَـهُـبَّ نـسـمـات الـلـقــاء الـطـيِّـبـةْ

ليـفـيـق إبّـــان الـسـكــونِ ، فــــؤادهُ
رَثٌّ ، مـشــــاعــره بــحــقٍ مُـتْـعَـبَـةْ

فتـأبـط الشِـعْـرَ المُقَـفّـى ، مسـرِجـاً
قامــــوســـهُ ، يتلـو رفــوفَ المكتـبـةْ

فـأهــالَ مـــن أحضـانـهـــا أشـواقَــه
مـتـهـالـكــــاتٍ بــالــيــاتٍ مُــتــربــةْ

وتفقَّـد العشـق القـديـم ، و مـا بـقيْ
مــن حـبــه ، فــأزال عـنــه الأتــربــةْ

قـرأ الســـؤالات التـي تُـركـتْ عـلى
ىسـورة الفوضـــــى ، فخـطَّ الأجوبـةْ

و دنــا مــن الـذكـرى ليـقـــرأ حقـبـةً
من عمـره ، حيث الـهـوى ذو مسغبةْ

فتـذكـرَ الـزمـن الـــذي لـــولاه مــــا
عزفتْ لـه لحـن الشقـــاء ، المُطْرِبَـةْ

لكـنَّ فـي أقصـــى الحقيقـة أبصـرتْ
عيـنـاه وصــلاً حـالـمـــــاً ذا مـقـربـةْ

فـأنـاخ مــرآةَ الأســـــــى ، وعـيـونـهُ
هـــذي مُـصـدِّقَــةٌ وتــلــك مُـكَـذِّبَــةْ


عبده فايز الزبيدي 10-21-2013 10:16 AM

خالد البار
الشاعر السعودي خالد بن حامد بن محمد بن عمر آل البار العلوي، شاعر سعودي يرجع نسبه إلي الحسين بن علي رضي الله عنهما،
من مواليد 25 -4- 1388 هجرية في مدينة أبو عريش بمنطقة جازان جنوب السعودية، يعمل معلما تربية بدنية حاصل على بكالوريوس في تخصصه.
من أعماله:
1.قصيدة (مواثيق الهوى )
سبق الغرامُ مواعدا ووعودا=خفّفْ فديتك كم أطلتَ صدودا
ياأيها القلب الذي لوعتني=وجعلتني مضى الهوى مفؤودا
أهواكِ ياأنتِ الخيال حبيبتي=يضفي جبينكِ للجمال وجودا
يا منْ جعلتِ السعر أجمل زهرةٍ=هذا فؤادي فازرعيهِ ورودا
سحر الجمال رأيته في فتنةٍ=فغدا الفؤادُ بحسنه موؤودا
سفر المحال تناثرتْ أصفاده=فأرى الخيال مجنّحاً مولودا
يرقى وترقى في السماء قصيدةٌ=تنثال مزناً للورى محمودا
ويغوص في الوجدان همسُ قصيدتي=ينسابُ عذبا خالصا مورودا
يروي عنِ الزهر البنفسج عطره=ويطيرُ في ذاكَ المدى مشهودا
أنا مذ عرفتُ الحبَ أنتِ حبيبتي=جودي بوصلٍ قد كفاكِ قيودا
ثوري لحبٍ واصرخي وتمرّدي=هذا فؤادي قدرجاكِ صمودا
قولي لهمْ هذا الذي وأنا التي=ذقناه خمرا بالهوى معقودا
عشنا الهوى والحب أجمل لحظةٍ=كنا على متنِ السحاب شهودا
كنا وكنا ..حيث كنا دائما=نغتال شوقا حالما ً مكبودا
محبوبتي كل الغصونِ تراقصتْ=غنتْكِ حباً خالداً موجودا
لولاكِ يا غيداء ما ذقتُ العنا=مابتُّ جفنا في الدجى مسهودا
أنا باللقا أحيا الهوى بنعيمه=وأصون ُ في وصلِ الحبيبِ عهودا

_قصيدة (إليك أنا):
تقول هنا
تقول هنا..وفي شوقٍ
إليكَ أنا
فقبّلْ مرشفاً عذباً
هنا وهنا
كشهدٍ في منابعهِ
الهوى ولِهاً
فقلتُ أنا..؟
فقالتْ بلْ هلمّ بنا ؟
لأحبابٍ هنا وقفوا
هنا جلسوا
هنا وهنا
....هنا غنوا الهوى
علنا
هنا حلموا..هنا أمضوا
لياليهم
بأمسيةٍ فكان
فراقهم شجنا
تقول ..فقلتُ ..سيدتي
هنا نبضُ
وذاكَ الحبُ سيدتي
سيجعلنا..؟
بقايا ..من بقايا الأمس
نشدوها..؟
كأغنيةٍ لهم بقيتْ
كأحجيةٍ
لها وقعُ الندى نغمُ
فيطربنا
كأزهارٍ هنا نبتتْ
هناكَ شذتْ
رياحيناً و نسريناً
تناغمنا
كأسرابِ الطيورِ
شدتْ
بأصواتٍ
بأنغامٍ والحانٍ تغرّدنا
حنيناً ظلّ من ماضٍ
تجسّدهُ..؟
بقايا حبّنا الأزلي
هنا وهنا
كفى نبكي على أطلالِ
..أحجيةً؟
وضميني كنبضٍ
لا يزالُ لنا
دعي لي فيكِ أمسيةً
وضميني ففي شوقٍ
إليكِ أنا.

-قصيدة(
لحظة الميلاد )
قلمٌ وأوارقٌ نديما شاعر=وأريج حرفٍ يستبيح مشاعري
فيتيهُ في بحر ا لخيال لبرهةٍ=وكأن برقا لاح لحظةَ ماطر
يستكشف الآهات في عمق الأنا=كوميض نبضٍ يستدلُ لحائر
أنات صبٍ في الهوى متوجعٍ=أم فرحةٌ كبرى تكون لصابر
أناتُ طفلٍ أم صراخُ أُمومةٍ=أم إنه عشٌ يحن لطائر
أم وردة ٌحمراء تشدو عاشقا=أم وردة ٌبيضا تئن لحاضر
ياأيها لشعر الجميل ملكتني=في لحظة تأتي لتبهج خاطري
تالله إني لست أرجو شهرة=بالشعر بل إني أناشد هاجري
أرقى فيرقى في صدى حرفي المنى=أدعوه يبقى في الصفاء ا لنادر
هي لحظة الميلاد حين تدفقتْ=للشعر في نفسي جميع مشاعري


_قصيدة(ثورة الشعر)
بصرُ الشِّعرَ في السماء طوالعْ=نزفُ حرفـي نبـوءةٌ للروائـعْ
إنني الشِّعر كل حرفٍ تسامـى=إنني الحبُ كـل نغمـةِ ماتـعْ
إننـي الآه كم بها يتغنـّى=كل صبٍَ بها طريـحُ المواجـعْ
إنني القيـدُ والسلاسـلُ ظلمـا ً=كل فرعـون ٍ للطغـاةِ مُصانِـعْ
إنني دمعةٌ همـتْ مـن عيـون ٍ=إننـي لقمـةٌ تضـوَرُ جـائـعْ
إنني الطفلٌ يشحذ الرمـل خبـزاً=من رموز ٍ تخاذلـتْ أن تدافـعْ
أنا عذبٌ بل مالـحٌ لسـتُ أدري=إنني النارُ في جفـون المدامـعْ
أنا شادٍ على الغصون يغنّي=ينشر الحبَ في الربَى والمراتعْ
أيها الشِّعر هاك قلبـي المعنَّـى=غير حـبٍ فمـا هنالـكَ دافـعْ
أنتِ كلُّ الهوى الذي يصطفينـي=لهفة القلب واغتيـالُ المهاجـعْ
إنكِ الحبُّ زهـرة فـي حياتـي=إنكِ البدرُ في دجى الليل ساطـعْ
لـكِ أشـدو حبيبتـي وأغنـّي=فاقبلينـي إذا أتيتـكِ سـاجـعْ
ثورة الشِّعر لم تـزلْ تحتوينـي=إجعليها كنشوةٍ في المضاجعْ
اِقرئيني في كلِّ رحلـةِ حـرف ٍ=بعثرينـي قصيـدة ً لـن أُمانـعْ
عذبةٌ ٌ..أنتِ لسـتُ أدري لمـاذا=كل شيءٍ حبيبتي منـكِ رائـعْ .

_ قصيدة(
ورود وقيود
)
من حيث جفت عروق الماء بالطين
وعشش الحزن في اوراق تدويني
عواصفٌ في ربا الوجدان تسكنني
وغيهب الآه من أنفاس سجين
كانني والردى في عتمةٍ مزجا
فغرد الشؤم من ريع الشياطين
سنابلي يا غيوم المزن قد يبستْ
وعربد الجدب في كل الشرايين
وكفْ قطر الندى عن لثم أوردتي
سألتها الحب قالت كدتَ تغويني
تاهت رؤى خطوها الأيام ما علمتْ
بأنها عنوةً في التيه ترميني
أميرتي يا شذا الأزهار ياوطني
والشوق في داخلي يسعى لتوطيني
أصبّرُ القلب عل الحظ يسعفني
فيسكت ُالآه بين الحين والحين
آهٍ على ما مضى ذكرى تبعثرني
يزورني طيفها حلما ويذكيني
قالوا عن الورد في قيدٍ أنامله
فقلت يكفي , قيود الورد تدميني
دعوا الزهور تغني في ربا وطني
وتنشر الحب , لا قيد السلاطين
كنسمةٍ غرد الصبح النديُّ بها
فتطرب القلب في كل الميادين
تلك الوصاية فيما مرّ من زمنٍ
تبني الحياة على حدِّ السكاكين
جراحنا يا ندى الوجدان تذبحني
والتيهُ في معجم الآلآم يطويني
لي في دمشقي عبيرٌ قد شكى ألماً
وفي سنا القدس كم صاحتْ فلسطيني
رأيتُ بغدادَ يا صنعا وزوْرَقَهَا
والنيلَ في لجّة الأموج يضنيني
من مقلتيَّ أزيل الدمع يا وطني
من ذا يزيل دموعا للملايين؟؟؟؟
يا هاجس الشعر من حزنٍ يؤرقني
يراوح الدمع في عيني ويبكيني
في ذمّةِ الحب ما عانيت من ألمٍ
وغربةٍ من رضاب المرِّ تسقيني
ما عدتُ أبصرُ غير الطيف في دعةٍ
وزفرةٌ من لظى الحرمان تكويني
ماذا أقول وماذا أبتغي مثلا
أن جفّ تبرُ الرؤى ماتتْ رياحيني
أميرتي يا صباح الشعر سيدتي
هل تشرقُ الشمسُ في جحر الثعابين ؟

عبده فايز الزبيدي 11-24-2013 12:06 PM


رمزت عَلْيـَا
ولد الشاعر رمزت بن إبراهيم عَلْيَا في بلدة صغيرة تقع بين مدينة حماة ومدينة السَّلمِيَّة في سوريا اسمها تَلْدُرَة ،عام 1943 لأسرة فلاحية وكان ترتيبه بين الإخوة والأشقاء الرابع عشر... وتوفي والده وهو في الصف الحادي عشر فمارس الفقر ومارسه الفقر، واذا كانت المصاعب هي التي تصنع الرجال فقد كان لها الأثر الأكبر في تكوين نفسيته المتمردة ، وروحه الوثابة لتحيق ما أمكن من الأماني
فاكتسب من أسرته عشق الأرض ،وسماتها وكما يقول هو عن نفسه :أنا كالأرض يمكن أن أعطش وأتشقق لكني لن أموت ... وفي فترة الخمسينات من القرن الماضي أصاب المنطقة قحط شديد بسبب قلة الأمطار فعاش حياة الفقر مثله مثل أهل منطقة السلمية جميعهم ، واكتسب من منطقته حب الفكر والشعر ، ومعروف أن مدينة السلمية مشهورة بـ ( الفقر والفكر والشعر)
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في قريته تلدرة ؛ ولتفوقه اختارته دولة الوحدة في بعثة للدراسة في الأزهر الشريف في القاهرة ، ولكنهم نصحوه بعد الذهاب كما قيل له : أنت طالب مجتهد فهل ترغب أن تصبح شيخ جامع ؟ فرفض ولم يذهب ... ووجه توجيها خاطئا لدراسة الثانوية الصناعية وأكملها بنجاح،وتخصص في فرع النجارة والأخشاب ولكرهه فيها كما يقول ( لم يتعلم كيف يدق المسمار في الخشب ) فدرسها وأكملها تنفيذا لرأي أهله على أساس أن الدولة توظف خريجي الثانوية الصناعية بسرعة وهذا لم يحصل بتاتا ،فقرر دراسة الثانوية الفرع الأدبي ودرسها على شكل منازل ( دون مدرسة أو مدرسين ) ونجح ولم يتمكن أن يسجل في الجامعة بسبب الفقر الذي كان يعاني منه لأن الجامعة فرضت الدوام على قسم اللغة العربية الذي هو يصر على دراسته.... فقام بعدة أعمال هنا وهناك والغرض منها كسب لقمة العيش ... بعد إنهاء الخدمة الإلزامية في الجيش عمل معلما للمرحلة الابتدائية وكان قد حاز على شهادة ( أهلية التعليم الابتدائي ) كذلك منازل... ولأنه محب للمطالعة فقد خصص من راتبه المعاشي البسيط مبلغا زهيدا لشراء كتاب ويختاره من الكتب الفلسفية والنفسية المتعبة في القراءة والبحث، فخطر بباله: مجتمعنا مجتمع شهادات ومهما كنت فيلسوفا سيبقى المجتمع ينظر إليّ معلم مرحلة ابتدائية ..... الحل : إعادة دراسة الثانوية الفرع الأدبي منازل وهذا ما تم ونجح وسجل الفرع الذي يطمح إليه وهو اللغة العربية التي تناسب ميوله وهكذا استمر إصراره على دراسة اللغة العربية عشر سنوات .... كان قد تزوج ولم يستطع الدوام فدرس سنوات الدراسة الجامعية على شكل انتساب لا يذهب إلى الجامعة إلا في الامتحان ، ولم يحضر أية محاضرة..... وتخرج من الجامعة وكان عنده الولد الثالث ، ويذكر أنه وراء دراسته امرأتان : أمه وزوجته ، فقد قدمتا له المساعدة والظروف المواتية للدراسة ، عمل مدرسا للغة العربية في/ دمشق وحمص وحماه / وتشاء الظروف أن يأتي إلى دبي واختارته وزارة التربية والتعليم للتدريس في ثانوية دبي وهي أقدم ثانوية في دبي ثم ثانوية الوحيدة ثم عمل مشرفا للغة العربية في المدارس الخاصة في دبي وقال في حبه لدبي:
إنـي عشقتك يا دبي حبيبــــــة

وأنا أكسر في هواي قيــــودا

يا آل مكتـــــــــــوم لاني عاشق

لدبيكــــــــم عذرا يروح شرودا

اني من العشاق كم كثروا بها

وعشقت فيهـــــــا وجنة وقدودا
وأحب الإمارات وعشق ترابها ، ورملها وأمضى فيها حياته وهو معجب بنظامها وطيبة أهلها ، فقد كانت له الوطن الثاني الذي عشقه دون أن ينسى الشام كما قال قي قصيدته : عشق ورمال
إن كنت تعشق أحداقا بها وسنٌ
فابحث عن الحب في رمل الامارات

إني أنا من رواء الحب كثباني



من عمق تاريخنا تحكـــــى حكاياتي

لكنهـــــا وهديل العشق يسبقها
نحو المحبين في أعلــــى السماوات



من لام منكم هنا في عشقه أحدا


فليأت من صبحه أرض الإمــــارات
ولمن لامه في عشق الإمارات وأنه نسي الشام قال

قالوا نسيت شآما ريحهاعبق



قلت الشآم ؟ وهل أنساك يا ذاتي؟
فا
لياسمين وعطر الغوطتين هوى



تهمي طويلا فراق الأهل دمعاتي


شعره :
ظهرت عليه بوادر الشاعرية منذ أن كان في المرحلة الإعدادية ( الصف التاسع ) حيث كتب بسرعة عدة أبيات على السبورة قبل أن يحضر المدرس ، وكم أعجبته الدهشة الكبيرة على وجوه زملائه ،واشتهر بين أقرانه أنه المرجع في اللغة العربية بالرغم عدم اهتمام مدرس اللغة العربية به، وانشغل بتأمين لقمة العيش وتأمين مستقبله إلا في المرحلة الثانوية وكان متأثرا بالسياسة الثورة فكتب أبيات منها عن العراق :
يا ثورة الحجاج عودي واسحقي .... رأس العميل السافل الخوان
طرق في شعره أربعة اتجاهات :
ـــ الغزل
ــ الوطنيات
ــ الأمور الذاتية
ـــ الرثاء
ـــ موضوعات أخرى
أولا :الغزل :
يتناول في شعره الغزل بالمرأة ليس بشكل حسي بالرغم من أنه يتطرق إلى الجسد بشكل خفيف ، ويقول عن تجربته في الغزل : إن الشاعر يستقي التجربة من ذاكرته أو من خياله أو من تجارب الآخرين أو من جميعها ،ولكنه يقترب في معاناته من الحب من شعراء الغزل العذري ففي قصيدة بعنوان ( أحبكِ ) يبرز رأيه بحب المرأة وكيف يحبها :
أنى أحبكِ مثل حبات ِ الندى لثمتها ألوانُ الزهورْ

مثل النوارس ِ تستلذُ غوى البحورْ

كالبرقِ أو كالنهر ِ ليس بذهنه ِ معنى الوراءْ

إني أحبك ِ أن تكوني مثلَ ريح ٍ في الشتاءْ

أو مثل َ ألوان ِ الهبوب ِ المرِّ في كبد ِ السماءْ

كمحارة ٍفي لُجَّة ِالتيارِ يغويها البقاءْ

إني أحبك ِ ثورة ً مجنونة ً

كتمَرُد ِ الطفل ِ المُعاند ِ في شقاءْ

وعلى يديه تأوّهَتْ ْ لعبُ البراءةِِ في انتحارْ

لا لا تكوني مثلَ لون ٍ واحد ٍ ... فتمردي

فالعشقُ يدفعُهُ التمرُدُ للبقاء ْ

لا نغمة النعم ِ الغبية ِ في ارتخاءْ

لا تنحني أنا لا أحبُّ الانحناءْ

كوني كصرخة ِ أحمَق ٍ قبلَ الفناء ْ
فهو يريدها الفتاة المتمردة لا الفتاة المنقادة التي تحقق في المجتمع الذكوري سلطة الرجل ونظرته للمرأة حسب العادات والتقاليد البالية( لا نغمة النعم الغبية في ارتخاء ) فهو يريدها إنسانا قويا مفكرا .
وقد تقمص شخصية المرأة وكيف تحب الرجل ، وقد وصفه كثيرون بأنه أفضل شاعر يستطيع الحديث بلغة المرأة وهذا يدل على قدرة شعورية عالية ، وامتلاك لناصية اللغة ..في قصيدة أخرى:
ما زلت اعشق فيكً عنف أنوثتي وبراءتي

كالحقل تعشقه السنابلْ

إني عشقتُ تمردا .... لا لن اغردً كالبلابلْ

قطبْ جبينك كالنسور على قمم المراحلْ

لا تسبلِ العينين في عشق ذليل خانعٍ

كالنورس المذعورِ في طرف السواحلْ

إني أحبك شاعرا ومقاتلْ
تحبه رجلا لا ذكرا فقط ومن صفات الرجولة التي تراها فيه : شاعريته وما يمتلك الشاعر من رهافة الحس والسمو الرومانسي ، واللطف والعطف ، والقوة في القتال واعتقد أنه لا يقصد القتال في المعارك بل القتال في معارك الحياة لصعوباتها ورزاياها ، فلم تعد القوة في العضلات الحاملة للسيف والترس بل القوة الذهنية الغالبة مصاعب الدهر
ويتجلى الحس الراقي والسمو في المشاعر من البيان لأهمية المرأة ,انها الجنة التي يحياها الرجل في قصيدة بعنوان: هذيان عاشق :
هامسيني يا فتاتي

واخطري مثل َالمهاة

قد رماني سهمُ عين ٍ

من لحاظ ٍفاتناتِ

فالهوى أوجعَ قلبا

تاه في عُمْق ِالفلاة

فاحضني صبا معنّى

برموش ٍحانيات
فهو في هذا المقطع يحلق في آفاق الحرف الذي يعبر عن عمق الحب لفتاته والرقة المتناهية في طلب الحب ومظاهره منها ، وهو اعتراف الرجل الحقيقي بأهمية المرأة وأهمية موقعها في قلب الرجل
وفي قصيدة أخرى بعنوان : بوح الندى يقول الشاعر :
لا تلوموا عاشقا إن

جن يوما في الريام

واعذروا كل محبٍّ

ساح في دنيا الأنام
هنا يطلب العذر من الآخرين والسماح للمحبين ، فالمحب معذور في كل تصرف ...وهنا يرتقي الشاعر إلى حالة إنسانية عامة ,ولم يبق في قوقعة الأنا حتى في الحب ، ومن أجمل قصائده هي تلك القصائد التي يتقمص فيها شخصية الفتاة العاشقة ويتحدث باسمها ،وله قصائد كثيرة في هذا الموضوع وقد أجاد وأبدع في ذلك ، حتى قال أحدهم سبقت نزار قباني في ذلك :
نشدتُ الحب في عينيكَ مملكتي .... لعلي في جنونِ الوجْدِ ألقاكا

أداري لهفة ًصارتْ تؤرقني .... ويجهدُ خاطري في جُنْحِ مسراكا

وأشواقي تكايدُني وتخذلني ... كأني قشةٌ في فيْضِ مجراكا

تواقيعٌ على جسدي تذكّرني ... مرورَ أناملٍ تاهتْ بمرماكا

وكم خصري تمنَّع في تدلُّعهِ ....نبيذٌ من شفاهي راحَ يلقاكا
وفي قصيدة أخرى يطرق الشاعرة فكرة أن الشيء لا يتحقق إلا بضده ، فالأنثى لا تشعر بأنوثتها إلا مع الرجل كما تقول هذه الأنثى على لسان شاعرنا
وبدون أن أدري جفوني أُسْبلتْ

ما عدتُ أدركُ أنني في فرحتي أو في الغيابْ

قد تاهتِ النظراتُ في عُمق ِ الضبابْ

وتأوَّهَتْ فيّ الرياحين التي دغدغتها

وعرفتُ معنى أن تكونَ أنوثتي

حقاً أنوثهْ
ـــ الموضوع الوطني :
وهو الموضوع الواسع الكبير ، ونتيجة لتربية وارتباطه بالأرض فقد ظهر عشقه للوطن حتى أطلقت عليه بعض المنتديات الأدبية في الانترنت ( عاشق وطن )، وعاش تجربة الوحدة السورية المصرية وتأثر بالأفكار القومية فهو يرى أن حال البلدان العربية لا يصلح إلا من خلال شكل من أشكال الوحدة ، بحيث تكون العروبة هي المظلة للشعب للوطن بكامل ترابه فكتب قصيدة بعنوان ( العروبة ) وصورها على شكل فتاة تتحدث : فبعد حوار معها تقول :
إني العروبة قد حملت لؤاءكم

أبدا أطارد في الدنا الظلماء

وسألتها : من أين يا بنة يعرب

قالت : أظنك تعرف الخنساء

أخت المهلب والرشيد وخالد

نسب العلا قد أورق البيداء
إلى أن يقول على لسانها كفتاة : تريد زوجا يكون فارسا ، ولا تطلب مهرا ماديا وإنما مهرها هو الوحدة العربية :
من فارس في الكون يرفع هامتي

فوق السحاب ويرتقي الجوزاء ؟

قالت : ومهري وحدة عربية

تمحو الحدود ، توحد الأجزاء
عايش الثورات العربية في الربيع العربي ، وتأثر بما يجري وكثيرا ما كان يؤلمه بكاء طفل أو دموع ثكلى وخاصة في بلده سوريا حيث طال القتل والدمار ، والتهديم وليس من مهمة الشعر تبيان الأسباب والتفسيرات لما يجري ولكننا نشعر بوظيفة الشعر ومهمته السياسية والاجتماعية ،حيث يوجه الشاعر شعره للقضية الكبرى وهي الوطن .. ففي قصيدة بعنوان (هل) :
هل تسمعُ عن وطنٍ يتأوّهُ مطعونا بالخنجرِِ

في أيدي الأوغادْ؟

يتلوّى من وجَعٍ في عُمْقِ فؤادْ

يستعصي دمعٌ في الأحداقْ

عن نهرٍ يرفضُ تبديلَ المجرى بعنادْ؟

عن لعبةِ طفلٍ مارستِ الإرهابْ؟

أو دفترِ طفل يُرسَمُ فيه القتلُ وأنيابٌ ووحوشْ؟

عن زنبقةٍ رفضتْ موتاً
وفي تصوير مؤلم مؤثر لما يجري في الوطن العربي وخاصة في سوريا يلقي الضوء بوجع شديد على القتل المستمر:بعنوان وطن الجراح
دمٌ في الغيوم ِ

دمٌ في العباب ِ... دم في الهواءِ

دمٌ في الفضاءْ

سماءٌ ، وقصف ٌ، وبرقٌ غَضوبْ

وتمطر موتا ، ونارْ

فأين الذهابُ ؟ وكيفَ المسيرْ ؟

أنين ورودٍ تموت ُوطفلٌ يجوعْ
ونلحظ في شعره الوطني أنه يصور الواقع المؤلم بجميع الأشكال السوداوية والأسى والحزن ، وبأسلوب محزن يكاد القارئ يبكي إلى أن ينتهي بالأمل والفجر الجديد الذي ترسمه الأجيال ، ويركز على الجيل الجديد ليصنع وطنا آخر بسمات أكثر إشراقا :
يتمزقنخلفيالصحراءْ

لكنَّنخيلَبلاديلايهربْ

يبقىمرفوعَالرأسْ

بردىوفراتي ... لنيتغيّرمجرىالنهرْ

لايعرفنهرفيالدنيامنأينطريقُالعودةللخلفْ؟

أمهليتناسىجيلٌبعضَحكاياالمعتصمِ؟
فينهي النص الشعري بتساؤل إنكاري أن الجيل الجديد لا يمكن إلا أن يقتبس سيرة المعتصم ، وهنا إشارة إلى معركة ( عمورية ) وموقف المعتصم من المرأة المسلمة التي استنجدت به : وامعتصماه
ويقول عن الطفولة أنها بركان يتفجر ، وبفجر يتمرد:
وترفرفُ في حلم ثان ٍللطفل ِالقادم ِفي فجرٍ يتمردْ

وستصنعُ قنديلا كي يطردَ عتم َالليلْ

وستنشد للوطن الآتي من آفاق ٍ أخرى

أنشودة َ صبح عبيرِ الفجرِ ِالقادم ِ

من نبَضات الطفلِ الأسمرْ
ويطول الحديث بنا عن تناول الشاعر لقضايا الوطن ، لأن القارئ يشعر أنه يتماهي في العشق السرمدية للوطن : الإمارات ..الوطن العربي ، الشام حمص حماة ومرتع طفولته وصباه بلدته (تلدرة ) ...
وكي نختصر البحث نضع الموضوعات الأخرى تحت عناوين سريعة:
من أجمل قصائدة التي تناولها الشعراء في المنتديات الأدبية قصيدة يتحدث فيها عن ذاته : بعنوان : (الزمان وأنا) ففيها يبرز جانب التحدي والعناد في مواقفه الصحيحة في الحياة ، وهو يعبر بصدق عن نفسه التي لم تركن يوما بل بقيت في تحديها ما استطاعت :
فمهما زادت الأزلام قهري

ستبقى هامتي الجبل الأشما

لأني قد رضعت إباءَ أرضي

ومن رضع الشموخ فصار شهما

يقاومْ في الزمان عنادَ دهر ٍ

فتجعلُه الحياة أشدَ عزما
ولا بد للرثاء أن يكون له نصيب عند كل شاعر فرثى بعض أصدقائه وأقربائه الذين أحبهم : وكتب في الأم ودورها في الحياة ، وفعلا كما قال : في مناسبة يوم الأم كل عام يبكي
أنا ما زلتُ أبكيك ِ

وما زالتْ شموعُ الحبِّ في قلبي تناديك ِ

وأستجدي حنانَ الصدر يا أمي

وقد قالوا : أبعدَ الشيب ِ تذرفُ دمعكَ الحاني؟

وأرجو لمسةَ الكفين ِ يا أمي

من الأحداق ِ كم احتاجُ نظرتها

تدغدغني ..... تواسيني

هديةُ عيد ِآذار ٍ أحارُ لمن أقدمُها؟
وقد قال أحد النقاد : الشعراء لا يكتبون عن زوجاتهم ويكتبون عن حبيباتهم ، ولكن شاعرنا خالف القاعدة فكتب لزوجته في يوم ميلادها :
يا (أم أغيد) إن العيد يفرحني

أنت الندى في غصون الزهر ينتشر

فاليوم عيدك يزهو في تألقه

فالكون في فرح والدهر والبشر

ما للحكايا لها راحت تهامسني

كأنما بلبل ناغى له الزهر

وأم أغْيّد : زوجته
وله قصائد في المعلم ، وقصائد للصغار منها ( الشاعر الصغير):
وأحمي موطني الغالي

وأعشق دائما لغتي


رجائي منك يا رب


بتحقيق لأمنتي
ومما هو جدير بالذكر أنه كما روى لنا : يرى صورة لطفل يبكي ... لشيء من التراث .. لأم ... لطبيعة .... فيرتجل أبياتا من الشعر على نفس الصورة حتى بلغ عدد الأبيات المرتجلة حوالي ثلاثمئة بيت ، ومنها على صورة لقصر قديم في بلدة بقى أثرا بعد عين ( جميعها موجودة في صفحته في الفيس بوك وتحت اسم:

Ramzat alia
وتلك تجاربٌ تغني ولكنْ

سرابُ حياتنا أضحى سقاما

فهذا شاهدٌ عما جنينا

وتاريخٌ ينير لنا المقاما

فدع (قصرا) ليحكي كم جنينا

من الآثام ما نطقت كلاما
والقصر : اسمه ( قصر ميرزا ) في منطقة( السلمية في سوريا محافظة حماة)

نظرة نقدية بسيطة :

تمتاز لغة الشاعر بالرقة أحيانا وأحيانا يخيم عليها ضباب الغموض الذي يجعل القارئ يحرك ذهنه في البحث والتفسير ، وذلك لأنه يمتلك قياد الحرف واللغة وهو الذي تمكن فيها ودرسها دراسة عاشق ومهتم بها ولها ، وقد كتب الشعر بنوعيه : العمودي والتفعيلي ويقول بعض أصدقائه الشعراء : أن شعره التفعيلي أرفع وأوقع في النفس لكثرة الصورة المتراكمة.

وقد يسأل سائل : لماذا لم يطبع دواوينه الشعرية؟، وتوجهنا بالسؤال له مباشرة فأجاب : بصراحة الفلاح وهي مثل صراحة الأرض والوطن : لا أحب اتحادات الكتاب العرب لأن فيهم الشللية المقيتة التي أرفضها، ولكنني قبل أحداث سوريا وضعت ( بعيدا عن اتحاد الكتاب ) عدة دواوين للنشر ومجموعة قصصية ( قصص قصيرة ) ، وخواطر ، وتوقفت بعد الأحداث ولا زلت أنتظر رحمة بي

لم أنشر إلا في المنتديات الأدبية ، في صفحتي في الفيس بوك أو صفحة شعر رمزت عليا

الخاتمة :

هذا هو شاعرنا المشهور والمجهول في آن واحد ، فهو مشهور جدا عند شعراء الوطن العربي في الشام أو العراق أو مصر وفلسطين ، وحتى تونس والمغرب وعند متذوقي الشعر وتأكيدا لهذا فتحنا في الانترنت عن أسماء عدة شعراء وسألناهم عنه فالجميع قالوا : شاعر معروف ومشهور حتى أن احدهم قال : مخيف في نقده للشعراء لأنه عالم في النحو والعروض

ومجهول لأنه غير معروف عند العامة الذين لايأبهون للقراءة ولا للشعر في الزمن الاستهلاكي ولكن جميع طلابه في الإمارات وسوريا يعرفون قدرته الشعرية ، وهل كنا لنعرف الشعراء الذي اشتهروا إلا من خلال الكتب المدرسية؟ فللأسف الشديد ليس لدينا برامج تلفزيونية للتعريف بالشعراء ولا الأدباء وهذا ما يجعل الشعرء في الظل إلا عند المهتمين بالشعر....

ما الشيءالذي ندم عليه الشاعرفي حياته ؟

(لم أستطع إتمام شهاداتي العليا في اللغة العربية لأني كنت مسؤولا عن أسرتي المؤلفة من خمسة أبناء ويعيشون معي في الإمارات )


عبده فايز الزبيدي 11-24-2013 12:07 PM

صبري الصبري
هو صبري بن أحمد بن محمد الصبري، من مواليد محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية في 10 / 11/1956 يعمل مهندساً مدنياً استشارياً وهو شاعر و قاص. من انتاجه و نشاطه: - فاز بالجائزة التشجيعية من نادي المدينة المنورة الأدبي ومركز البحوث والدراسات بالمدينة المنورة لأحسن قصيدة عن المدينة المنورة للأطفال سن اثنتي عشرة عاما _ شارك في العديد من الندوات الشعرية والمنتديات الأدبية نُشِرَت له قصائد عديدة في صحفٍ منها : الأخبار المصرية والشرق الأوسط والعالم الإسلامي والمدينة المنورة والندوة بالسعودية والأنباء الكويتية ومجلات : المجتمع والبلد الأمين والعاصمة المقدسة وغيرها من الصحف والمجلات العربية . صدر له الكتب والدواوين الشعرية الآتية : ديوان : غرام شاعر كتاب : مواجهات الشرق الأوسط كتاب : مذكرات ديوان : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هجرته ـ إسراءه ومعراجه ـ محبته) ديوان : النور الأسنى من أسماء الله الحسنى يليه: نزهة القلوب والعقول في أسماء وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم ديوان : الزهور البهيجة في مآثر السيدة خديجة والسيدة فاطمة الزهراء وأهل الكساء رضي الله عنهم أجمعين ديوان : الروض الخصيب في الدفاع عن الحبيب (دفاع عن خير البرية في مواجهة الإساءات الدنماركية) . ديوان : محمد رسول الله والذين معه ( أزواجه ـ خلفاؤه الراشدون ـ ثلة من صحبه الكرام ) دواوين تحت الطبع : ديوان : البردة الصبرية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم ديوان : مشارق الأنوار في أسماء أهل بدر الأبرار وضياء الأبصار في أسماء شهداء أحد الأخيار رضي الله عنهم أجمعين موسوعة: أريج الأزهار (موسوعة شعرية للصغار والكبار) (خمسة أجزاء) ديوان : رباعيات مصرية ديوان : قطوف الحكمة ديوان : آهات القدس الحزين ديوان : وصف مكة المكرمة ديوان : وصف المدينة المنورة بالإضافة لكتب تحت الطبع منها : الربا في القرآن الكريم والسنة النبوية الزنا في القرآن الكريم والسنة النبوية النخيل في القرآن الكريم والسنة النبوية إبليس والشيطان والجن والجان في القرآن الكريم والسنة النبوية الإعجاز الإنشائي في القرآن الكريم الأيتام في القرآن الكريم والسنة النبوية مجموعة قصص قصيرة : أغصان شجرة الجميز

عبده فايز الزبيدي 11-24-2013 12:09 PM


البروفيسور عبدالله الفيفي
هو الأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد بن علي الفيفي من مواليد عام 1382 هـ الموافق لعام 1962م في جبل فيفاء بجنوب المملكة العربية السعودية، شاعر وكاتب و ناقد ، له الأعمال المشهورة و المنشورة في الصحف و المواقع الأدبية المرموقة، حاصل على شهادة دكتوراه الفلسفة في الأدب و النقد الحديث عام 1993م، يشغل منصبَ أستاذاً بقسم اللغة العربية، كلية الآداب في جامعة الملك سعود، وهو عضو مجلس الشورى منذ علم 1426 هـ.
نشاطاته و أعماله:


- حظي بالثقة الملكيّة لتجديد عضويّته في مجلس الشورى السعودي لدورة ثانية منذ 3 ربيع الأوّل 1430هـ= 28 فبراير 2009م.‏ - عضو مجلس الشورى السعودي منذ 3 ربيع الأوّل 1426هـ= 12أبريل 2005م. - رئيس (لجنة الشؤون الثقافيّة والإعلاميّة) في مجلس الشورى السعودي منذ 6 ربيع الأوّل1430هـ= 3 مارس 2009م.‏ - نائب رئيس (لجنة الشؤون الثقافيّة والإعلاميّة) في مجلس الشورى السعودي منذ 29 صفر 1428هـ= 19 مارس 2007م.‏

- النشاطات الأكاديمية والدبلوماسيّة والعضويات العلميّة والعمليّة:


- رئيس وفد لجنة الصداقة السعودية البلجيكية اللكسمبورجيّة بالنيابة، المشكّل من أعضاء مجلس الشورى، الذي زار كلاًّ من بلجيكا، ودوقية لكسمبورج، والاتحاد الأوربي، في الفترة من 15 إلى 29 أبريل 2010.
- رئيس (لجنة الشؤون الثقافيّة والإعلاميّة) في مجلس الشورى السعودي منذ 6 ربيع الأوّل1430هـ= 3 مارس 2009م.‏
- نائب رئيس (لجنة الشؤون الثقافيّة والإعلاميّة) في مجلس الشورى السعودي منذ 29 صفر 1428هـ= 19 مارس 2007م.‏
- رئيس وفد مجلس الشورى السعودي في "المؤتمر الثاني للبرلمانيّين العرب حول الطفولة"، الذي عُقد في مقرّ جامعة الدول العربيّة في العاصمة المصريّة القاهرة، خلال المدّة من 28-30 جمادى الآخرة1430هـ=21-23 يونيو 2009م.
- رئيس اللجنة المشكّلة لوضع آلية عمل لجنة السلام وحلّ الصراع، المنبثقة عن (رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي)، أبوجا- نيجريا، 1- 3/ 12/ 1428هـ= 11- 13/ 12/ 2007م.
- عضو (الجمعية العلميّة السعودية للأدب العربي).
- باحثٌ مستكتب في "موسوعة المملكة العربية السعودية"، التي تزمع إصدارها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض.
- عضو (المركز العربي للثقافة والإعلام).
- رئيس لجنة الدراسات العليا بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، خلال العام الدراسي 25/ 1426هـ.
- رئيس لجنة الأدب والنقد بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، خلال العام الدراسي 24/ 1425هـ.
- عضو (الجمعية المصرية للنقد الأدبي).
- رئيس "الندوة العلمية" بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، منذ بداية الفصل الدراسي الأول 1424هـ.
- ممثّل قسم اللغة العربية وآدابها في لجنة خطط الدراسات العليا بكلية الآداب جامعة الملك سعود، خلال العام الدراسي 23/ 1424هـ.
- رئيس لجنة الامتحانات بقسم اللغة العربية وآدابها- كلية الآداب- جامعة الملك سعود، خلال العام الدراسي 22/ 1423هـ.
- شارك في دورة القياس والتقويم، التي عقدها، (المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي)، خلال الفصل الأول 1422هـ، وأسهم في أعمال المركز ونشاطاته.
- عضو اللجنة العلمية في "موسوعة القِيَم ومكارم الأخلاق العربية والإسلامية"، التي موّلها وأمر بنشرها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك خلال العام 19/ 1420هـ.
- عضو اللجنة العلمية للندوة الكبرى التي أقيمت في جامعة الملك سعود بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، ومقرر الجلسة الثانية من الندوة، المعقودة يوم الأحد 18/7/ 1420هـ.
- كُلّف من قبل وكيل جامعة الملك سعود بمهمة التنسيق لشُعب مقررات الإعداد العام في اللغة العربية بالجامعة، في 3/ 12/ 1419هـ.
- تمّ ترشيحه للمشاركة في فعاليات الأيام الثقافية للجامعات السعودية في رحاب الجامعات المغربية، خلال الفترة من 1- 14 محرم 1419هـ. حسب خطاب وزارة التعليم العالي، بتأريخ 14/ 9/ 1418هـ.
- عضو (الجمعية التاريخية السعودية).
- مسؤول شؤون الدراسات العليا بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، منذ الفصل الأول 1416هـ إلى الفصل الثاني 1420هـ.
- رئيس "ندوة النص"، بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، منذ بداية الفصل الدراسي الأول 1416هـ إلى نهاية الفصل الثاني 1420هـ.
- شارك في مناقشة مناهج الأدب بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، لإعادة النظر في مفرداتها، من قِبَل لجنة الأدب بالقسم. ثم تولى القيام بتخطيط مناهج جديدة، وصياغة مفردات كثيرٍ من المقررات.
- مقرر لجنة النظر في مشروع نظام الدراسة والامتحانات المقترح، المحال إلى قسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، من قبل (إدارة الدراسات والتنظيم) بالجامعة، خلال الفصل الأول عام 1415هـ.
- قام بأمانة سر مجلس قسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، مدة تعيينه وكيلاً للقسم، منذ 12/ 11/ 1414هـ.
- مثّل قسم اللغة العربية في لجنة التقرير السنوي على مستوى كلية الآداب جامعة الملك سعود، ومعدّ التقرير السنوي الخاص بنشاطات القسم: منذ الفصل الأول 1414هـ.
- مثّل قسم اللغة العربية في لجنة الامتحانات على مستوى كلية الآداب جامعة الملك سعود، للفصل الأول 1414هـ.
- عضو لجنة الدراسات العليا، بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، خلال الفصل الأول 1414هـ.
- مقرر لجنة اللغة الأجنبية لطلبة الدراسات العليا بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، الفصل الأول 1414هـ.
- مارس الإرشاد الأكاديمي بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، العام الدراسي 1414هـ.
- عضو لجنة الأدب والنقد بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، منذ تأريخ تعيينه عضو هيئة تدريس بجامعة الملك سعود، 1414هـ.


- تحكيمٌ علميّ وأدبيّ:


- تحكيم عدد من البحوث العلميّة لمجلات علمية متخصّصة، داخل المملكة وخارجها.
- تحكيم مسابقة الشعر على مستوى جامعة الملك سعود، التي نظمتها عمادة شؤون الطلاب، في الفصل الأول 1420هـ. مع تقديمه محاضرة في ندوتها حول "الشعر: طبيعته ووظيفته".
- محكّم مسابقة كتابة المسرحية على مستوى المملكة العربية السعودية، المقامة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، سنة 1419هـ.
- تحكيم المسابقة الشعرية على مستوى الجامعة، التي نظمتها عمادة شؤون الطلاب، في الفصل الأول 1417هـ.


- الإرشاد والإشراف والمناقشة:


قام بالإرشاد والإشراف والمناقشة العلمية لعدد من أطروحات الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه)، وما زال، وذلك في جامعته (جامعة الملك سعود) وخارجها.

- دواوين شعرية وكُتب وبحوث:


‏1. "فَيْفاء"، مجموعة شعرية، ط. اتحاد الكُتّاب العرب، دمشق: 2005. ‏
2. "إذا ما الليل أغرقَني"، مجموعة شعرية، ط. دار الشريف، الرياض: 1990.‏
3. "ألقاب الشُّعراء: بحث في الجذور النظريّة لشِعر العرب ونقدهم"، (إربد- الأردن: عالم الكتب الحديث، 2009).
4. "رواية "فِتْنَة": (قراءة نقديّة)"، بحث محكّم (دوريّة "العقيق"، دوريّة أدبيّة ثقافيّة محكّمة تصدر عن نادي المدينة المنوّرة الأدبي الثقافي، المجلد 34، العددان 67- 68، 1430هـ= 2009م، ص ص 145- 172).
5. "بين أسطورة امْحَمْ عُقَيْسْتَاء في جبال فَيْفاء وأسطورتَي كَلْكَامش وأوديسيوس Odysseus: (قراءة مقارنة)"، مجلّة "الخِطاب الثقافي" المحكّمة، جمعية اللهجات والتراث الشعبي في جامعة الملك سعود بالرياض، العدد الثالث، خريف 1429هـ= 2008م، ص ص 131- 156.
6. "نحو نقدٍ إلِكترونيّ تفاعليّ"، بحث محكّم ومنشور في "مجلّة آداب المستنصريّة"، كليّة الآداب، الجامعية المستنصريّة، العراق، العدد السابع والأربعون، 1429هـ= 2008م، ص ص 241- 250). ونُشر في دوريّة "الآطام"، النادي الأدبي الثقافي بالمدينة المنوّرة، العدد الرابع والثلاثون، ربيع الآخر 1430هـ= أبريل 2009م، ص ص 31- 36).
7. "من قصيدة النثر إلى قصيدة النَّثْرِيْلَة"، بحث (مجلّة "البيان"، رابطة الأدباء في الكويت، ع 449، ديسمبر 2007، ص ص 14- 21).
8. "مرافئ الحُبّ، للشاعر سلمان بن محمّد الحَكَمي الفَيفي (1363- 1421هـ= 1943- 2000م)"، ديوانٌ شعريّ قام بتحقيقه (جازان: النادي الأدبي، 2007).
9. "الشِّعر الجاهلي بين الغنائيّة والموضوعيّة (قراءة في جدليّة الشِّعر والثقافة من خلال السبع المعلّقات نموذجًا)"، بحث (حوليّات آداب عين شمس، جامعة عين شمس بالقاهرة، م 35 (يوليو- سبتمبر 2007)، ص ص 827- 865).
10. كتاب "نقد القِيَم: مقاربات تخطيطية لمنهاج علمي جديد "، ط. مؤسسة الانتشار العربي، بيروت: 2006.‏
11. "في البنية التأسيسية لنقدنا العربي الحديث"، المجلة الأردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد 2، العدد 2، ربيع الأول 1427هـ= نيسان 2006م، ص ص 11- 36.
12. "شِعْريَّة القِيَم (قراءة في خطاب حمزة شحاتة نموذجًا)"، مجلة علامات، ج60، جمادى الآخرة 1427هـ= مايو 2006م، (النادي الأدبي الثقافي بجدة).
13. "نقد القِيَم: مقاربات تخطيطية لمنهاج علمي جديد"، كتاب المؤتمر الدولي الثالث للنقد الأدبي (القاهرة- ديسمبر 2003)، (ط. القاهرة، المنار العربي: 2006)، 2: ص ص 229- 280.
14. كتاب "حداثة النص الشعري في المملكة العربية السعودية: قراءة نقدية في تحولات المشهد الإبداعي"، ط. النادي الأدبي، الرياض: 2005.‏ (محكّم من المجلس العلمي بجامعة الملك سعود).
15. "طلائع النص النقدي العربي في القرن العشرين (قراءة نقدية في "مقدمة لدراسة بلاغة العرب"، 1921: نموذجا )، مجلة علامات، ج44، ربيع الآخر 1423هـ= يونية 2002م، (النادي الأدبي الثقافي بجدة).
16. مقاييس الجمال في تجربة العميان الشعرية (كتيب "المجلة العربية"، ع 64، ربيع الآخر 1423هـ= يوليو 2002م).
17. كُتيّب "قراءة في المشروع الغذامي" (منشورة ضمن "كتاب الرياض"، بعنوان "الغذامي الناقد: قراءات في مشروع الغذامي ‏النقدي": ص ص353- 382، العدد 97- 98- ديسمبر 2001م يناير 2002م).
18. كتاب "مفاتيح القصيدة الجاهلية (نحو رؤية نقدية جديدة عبر المكتشفات الحديثة في الآثار ‏والميثولوجيا)"، ط. النادي الأدبي الثقافي بجدة : 2001م.‏ (محكّم من المجلس العلمي بجامعة الملك سعود).
‏19. "الإشارة- البنية- الأثر (قراءة في "دلائل الإعجاز" في ضوء النقد الحديث)"، بحث محكّم لمؤتمر ‏جرش للنقد الأدبي، جامعة جرش: الأردن: 2000م. (ونُشر في مجلة "جذور"، عدد 4، مجلد 2، ‏سبتمبر 2000، النادي الأدبي الثقافي بجدة). ‏
20. كتاب "شعر ابن مقبل (قلق الخضرمة بين الجاهليّ والإسلاميّ: دراسة تحليلية نقدية)"، جزءان، ط. ‏نادي جازان الأدبي: 1999م.‏ (أصله: رسالة ماجستير).
21. بحث "في بنية النص الاعتباري (قراءة جيولوجية في نبأ حيّ بن يقظان: نموذجا)"، مجلة أبحاث ‏اليرموك، جامعة اليرموك: الأردن: 1999م. ‏
22. كتاب "شعر النقاد (استقراء وصفيّ للنموذج)"، مركز البحوث، كلية الآداب، جامعة الملك سعود الرياض : 1998م.‏
23. كتاب "الصورة البصرية في شعر العميان (دراسة نقدية في الخيال والإبداع)"، ط. نادي الرياض ‏الأدبي: 1996م.‏ (أصله: رسالة دكتوراه).


عبده فايز الزبيدي 11-24-2013 12:09 PM

من أعماله:
1. قصيدة (دوَار الأسئلة):
وأسـئلةٍ تَدُوْرُ بهـا الشَّمُـوْلُ
على ندْمَـانَ راحُهُمُ الرَّحِيْـلُ

صَبُوْحِ قصيـدةٍ خُلِقَتْ بِنَـارٍ
ومـاءٍ بينها اشتَعَلَتْ عُقُـوْلُ
أُغَنِّيْهـا فتَصْطَلِـحُ الشَّظايـا
ويَصْطَـرِعُ الشَّجَى والعَنْدَلِيْلُ!

على قَلَقٍ فإنَّ الموتَ سَـرْجِيْ
وتاجِـيْ آيتـانِ ومُستحـيلُ!
أسابقُ خـافقيْ في كُـلِّ وادٍ
فيَسْبِقُ غايتيْ وأنـا الوُصُـوْلُ

وإمَّا قُلْتُ: يا دَمِيَ التَفِـتْ ليْ!
تمـادَى في المَسِـيْرِ بِهِ السَّـبِيْلُ
يُبـاريـنيْ الزَّمـانَ وأَبْتَرِيـْهِ
فَيَرْجِـعُ صارميْ وبيَ الفُلُـوْلُ
أَقُوْلُ ورُبَّ قَوْلٍ شَـفَّ نَفْـسًا
شَـفَاهَـا شَـدْوُهُ لَمَّا تَقُـوْلُ

يَلُوْبُ الحَرْفُ في شَفَةٍ سُـؤالاً
تُجِـيْبُ نِداءَهُ وهِيَ السَّـؤُوْلُ:
هل الدُّنيـا بِجِلَّتِهـا جَـلالٌ؟
أم الدُّنيـا بِسِـفْلَتِها سُـفُوْلُ؟
أراهـا لا بهـذا أو بهــذا-
ففيها مِنْهُمـا مُـدُنٌ شُـكُوْلُ
وما الحُبُّ؟ وُجُوْدٌ في وُجُـوْدٍ؟
أمِ الذَّاتُ الحَبِيْبَـةُ والعَـذُوْلُ؟
أَرانـيْ لا أَرانـيْ في كِـيانٍ
فلا يَزْهُـوْ بِهِ الوَجْـهُ الجَمِـيْلُ

وهذا الكَوْنُ صَرْحٌ مِنْ مَرايـا
نَرَى فيها القُلُوْبَ فَتَسْـتَمِـيْلُ
فإنَّا نَرْجِـسٌ والكَـوْنُ مَـاءٌ
فَنَرْشِـفُنا صَـدًى وبِنا نَسِـيْلُ
ووِديـانُ الحَيَـاةِ براحَـتَيْنـا
بلا غَـايٍ ومـا يُرجَى القُفُوْلُ
خُلِقنـا مِنْ سُؤالٍ في سُـؤالٍ،
ونَحيـا ، والمماتُ لنا الحُلُـوْلُ!
أفلسفةً؟ ومَنْ يَـكُ فيلسـوفًا
فقد أَزْرَتْ بفلسـفـةٍ عُقُـوْلُ

تَطَاوَلُ تَمْتَطِيْ صَهواتِ رِيْـحٍ
وتُلْـوِيْ كُلَّ أَلْـوَى لا يَـؤُوْلُ
تَظُـنُّ سُؤالَهـا أَلِفًـا لِبَـاءٍ
وأنَّ جَـوابَهُ شـمسٌ هَطُـوْلُ
فراحتْ لا استراحتْ أو أراحتْ
وأعمتْهـا المَهـَامِـهُ والدَّلِيْـلُ"
أفلسفةً؟" يقـولُ قَرِيْرُ عَقْـلٍ
ويَنْتَهِـبُ الفَراغَ بمـا يَقُـوْلُ!

تَفَلْسَفْ! إنَّ سِـرَّ الكَوْنِ طُرًّا
سَـرِيْرُ تَفَلْسُفٍ ما إنْ يَـزُوْلُ

تَفَلْسَفْ! ما جِنَانُ الشِّـعْرِ لولا
سُؤَالٌ كالشُّـجَيْرَةِ يَسْتَطِيْـلُ؟!
وما الإنسـانُ إلاّ مِنْ سُـؤالٍ
على صـحراءِ جُمْجُمَةٍ يَصُوْلُ
كَأَنَّ الناسَ مِنْ نَصٍّ طويــلٍ
علامـاتُ التَّسـاؤلِ إذْ تَمِيْـلُ
فآخـرُ جُمْلَةٍ في النَّصِّ لُغْــزٌ
كـأوَّلِ جُمْلَـةٍ والنَّصُّ غُـوْلُ
وهذا الدِّيْـنُ أوّلُـهُ سُـؤالٌ
وآخـرُهُ سُـؤالٌ كَمْ يَهُـوْلُ!
غزالـةُ ، بَرْعَمَتْ عينَاكِ شمسًا
وبِلقيـسُ تُصَـلِّيْ والرَّسُـوْلُ
وقد دارتْ بجفنَيـكِ البَرايَـا
وكَمْ غاوٍ طَوَى الطَّرْفُ الكَحِيْلُ

تناهـَى الدُّرُّ في ثَـغْـر ٍ بَرُوْدٍ
وأفروديتُ من ثَبَـجٍ تَـنُـوْلُ
ونامتْ بَيْنَ عشـتار وبَيــني
ظِباءُ خَمِيْلَةٍ وجَـرَتْ خُـيُوْلُ
تَمَطَّـى فَوْقَ نَهْدَيْـكِ سـماءٌ
مِنَ الشَّهَوَاتِ تَجْثُـوْ أو تَجُوْلُ
وما أنتِ ، وما عَزَفَتْ يَـداكِ،
سِـوَى فَرَسٍ لِنَشْوَاهـا صَهِيْلُ
تَداعَـى في مَجَرَّتِهـا نُجُـوْمٌ
إلى فَلَـكِ المَفـاتِنِ أو تَحُـوْلُ
سُؤالُ الوَجْدِ عَذْبٌ في عَذابٍ
على شَفَتَيْـكِ سَيْفُهُما الصَّقِيْلُ
يُناجـي في الأساطيرِ الطَّوايـَا
بهـا المولـودُ يُوْلَـدُ والقَتِيْـلُ

وأنتِ سُؤالُ عِشْقِيْ واحتراقيْ
وأنتِ قَدِيْمِـيَ الأَبَـدُ الأَصِيْلُ
ولولا الحُـبُّ ما كُتِبَتْ حُرُوْفٌ
ولا سُـئِلَ الرُّسُوْمُ ولا الطُّلُوْلُ
ولا هَتَفَـتْ بِفَـوْدَيَّ اللَّيـاليْ
كأنِّـيْ فَـوْقَ عاصِفَـةٍ نَزِيْـلُ
ولا قُلْـتُ وقد حَنَّـتْ رِكابيْ
وقد أَزِفَ التَّشَمُّـرُ والرَّحِيْـلُ
على قَلَقٍ فإنَّ الموتَ سَـرْجِيْ
وحادِيْنَـا على المَسْرَى مَلُـوْلُ! ‏ ‏



__________للحديث بقية إن شاء الله!

عبده فايز الزبيدي 11-24-2013 12:10 PM

فاطمة سليم
هي الأديبة الصحفية و القاصىة أم نزار فاطمة بنت محمد بن صالح سليم ولدت بتونس العاصمة في 1ديسمبر 1942 م
ـ زاولت تعليمها الابتدائي بالمدرسة القرآنية بنهج السراجين، والثانوي بالفرع الزيتوني للإناث، وأنهت المرحلة بالحصول على المؤهل البيداغوجي من دار المعلمات بتونس سنة 1961.
ـ عملت بعد التخرج معلمة بالمدارس الابتدائية، ثم واصلت الدراسة سنة 1972 في كلية الشريعة وأصول الدين، ومنها تحصلت على الإجازة.
ـ التحقت سنة 1975 بالتدريس في المعاهد الثانوية.
_
سافرت إلى الخليج العربيّ ودرّست هناك ضمن برنامج التّعاون الفنّي خلال سنتين (1981-1982). وعادت إلى تونس واستأنفت التّدريس بالمعاهد الثّانويّة بالعاصمة إلى أن أحيلت على المعاش.
_ذكرت لي أختها الأديبة روضة سليم _ وكنت قد زرت السيدة روضة بتونس و التقيت بها و بزوجها و بقية الأسرة و بالغوا في إكرامي _ أن فاطمة سليم توفيت في السادس من نوفمبر من عام 2011 م رحمها الله تعالى.

جاء في جريد الصبح التونسية في عددها الصادر يوم الجمعة الخامس من يوليو 2013 ما يلي:
(
... الراحلة فاطمة سليم التي غادرتنا يوم 6 نوفمبر 2011 بعد صراع مرير مع المرض هي صحفية وكاتبة نشطت في الساحة الثقافية منذ استقلال تونس في اغلب الجمعيات النسائية وجمعت في مسيرتها النضالية بين التكوين السياسي والثقافي للمرأة من خلال ما كانت تنظمه من ندوات وما تكتبه عن المرأة في جريدة «الصباح» وفي «مجلة المرأة» -التي كانت من بين مؤسسيها- وفي عدد كبير من المجلات والفكرية والثقافية سواء التي كانت تصدر في تونس او في الوطن العربي. كتبت فاطمة « نساء المستقبل» وهي مجموعة قصصية و» تجديف في النيل» و» نساء وأقلام « ولها ايضا كتاب « شخصيات و قضايا» والمقالة الصحفية وادب الطفل وبعض الدراسات النقدية.
وقد تميزت كتاباتها بالصدق وبالحرص على تناول المواضيع الانسانية وخاصة قضايا المراة ونقل الواقع بطرافة. ) أ.هـ
كما أبَّنها الصحفي محمود حرشاني في مقاله المنشور بجريدة الزمن التونسي بتأريخ السابع من ينوفمبر 2013 م بقوله:
( ... تعد فاطمة سليم إحدى الاديبات التونسيات في مجال كتابة القصة والخاطرة والصحافة . وقد كانت عضوا ناشطا بنادي القصة واتحاد الكتاب التونسيين . وعملت طويلا في مجال الصحافة حيث ترأست تحرير مجلة (المرأة ) في السبعينات كما كتبت بالصباح والملحق الثقافي لجريدة الحرية ومجلة مرآة الوسط ونشرت بالفكر والاذاعة ومجلات عربية كثيرة. وصدرت لها مجموعة قصصية بعنوان ( تجدبف في النيل ) كما أصدرت منذ ثلاث سنوات تقريبا كتابا يتضمن لوحات ادبية بعنوان( نساء وأقلام ) وجمعت حواراتها الصحفية في كتاب.
نشطت طويلا في المجال الاجتماعي والثقافي وتعرفت عليها شخصيا منذ اواخر السبعينيات ونشرتْ لي في مجلة المرأة لما كنت في بداياتي ثم توطدت صلتي بها بعد ذلك في اتحاد الكتاب التونسسين ومنابر ثقافية اخرى والملتقيات الأدبية والثقافية داخل الوطن.
أحبت مرآة الوسط وكتبت فيها العديد من المقالات والقصص. وأكرمتني منذ سنتين باسنادي شهادة الاب المثالي من جمعية ترأسها بمدينة الزهراء حيث تقيم
كانت لها علاقات واسعة في الشرق وقامت بزيارة الى مصر في بداية الثمانينات اجرت خلالها عدة حوارات مع نجوم الادب والثقافة والفن مثل محمد عبد الوهاب ونجيب محفوط سعاد حسني وقد نشرت هذه الحوارات بجريدة الصباح كما اهدتني منذ سنوات ملفا يتضمن نسخا من هذه الحوارات قبل ان تنشرها في كتاب في السنة الماضية ...) أ.هـ

انتاجها و نشاطها:

ـ كتبت المقالة الصحفية والقصة القصيرة وأدب الطفل ولها بعض الدراسات.
ـ عضو اتحاد الكتاب التونسيين منذ بداية السبعينات، ونادي القصة.
ـ نساء المستقبل ـ مجموعة قصصية ، دار الكتب الشرقية 1972
ـ تجديف في النيل ـ دار الكتب الشرقية 1974
ـ نساء وأقلام ـ مذكرات 1995
ـ شخصيات وقضايا ـ حوارات 2005




عبده فايز الزبيدي 11-24-2013 12:11 PM

محمد الشدوي
هو أبو مشعل محمد بن مشعل الشدوي ، شاعر و أديب سعودي من مواليد عام 1390هـ الموافق لعام 1970م بقرية الوسطى بنيرا بـ( نَاوَانَ الأَعْلى)يحمل شهادة ماجستير علم اجتماع سياسي
و يشغل رتبة ضابط معلم بمدرسة المظلات والقوات الخاصة (معلم صاعقة) ، وهو صاحب ملتقى التوباد حيث توطدت به العلاقة، و التوباد جعله صاحبه لتكريس لغة القصيدة الجديدة .
نشاطه و منجزاته:
_حاصل على وسام القائد الأعلى للقوات المسلحة لتحرير الكويت
وسام أميردولة الكويت.
_ مشرف سابق على تيارات ثقافية بجريدة الندوة.
_عضو الجمعية العمومية بنادي الباحة الأدبي.
_كرمته جامعة المنيا بجمهورية مصر عن ديواني وشاية عطر.
_له ديوانان هما:
1- وشاية عطر
2-حقائب الريح
_نشر غالبية قصائد الديوانين بجريدة الجزيرة.
_ كاتب مقال نقدي في جريدتي الجزيرة والمدينة.

من أعماله:
1.قصيدة (فصول):
رَسولَ الشَّذا مِنْ أَيْنَ ياعاطِرٌ المَسْرىً
أَتَيْتَ وأَحْلامُ اللِّقا في دَمِيَ سَكْرَى

أَمِنْ رَوْضةٌ الأَنْفَاسِ أهْدَتْكَ نَفْحَة ً
أما يا رَسولَ الوِدِّ مِنْ نَفْحة ً أُخْرَى

رسولَ الشَّذا أَلْفَيتَ قَلْباً مُتَيَّماً
يكادُ لفرطِ الشوقِ منْ صبرِه يعْرى

تقــادمَ عَهـْـدُ البيــنِ حتى تَعَتْقَتْ
فصولٌ مِن ْ الأَشْوَاقِ في أضلعي تترى

وأَسْلَبَ دَوْحٌ , العُمْر ِ أَرْهقَه النَّوى
وأَغْصَانُهُ ظمأى على شُرْفَةِ الذِّكْرَى

وبي حَرَقُ البَيْداءِِِ شَوْقاً إِلَى الحَيَا
ظَمِئْتُ وَرَمْضَاءُ الجَوَى داخلي حَرَّى

أُصادي طيفاً لاحَ في فحْمَةِ الدُجى
فإنْ هَوَّمَ السُّمَّارُ ناجيتُه شِعْرَا

أُجَسِدها من زَهْرِ كـــل خَمِيْلةٍ
وأَحْسُو رَحِيق َالفنِ من ثَغرِها خَمْرَا.

2.قصيدة (رحيق الجمر):

أنينُ النَّايِ تُضرِمُهُ الثُّقُوبُ
فتَشرَبُ من مَوَاجِعِهِ القُلُوبُ


يَشفُّ الرِّيحَ يُلقيـهَا أنينًا
كنزفٍ باتَ تُهرِقُهُ النُّدُوبُ


إذا ألقَى النَّشِيج أذابَ قلبِي
فطَيفُكِ عن خَيالِي لا يَغيبُ


أفتِّشُ عنكِ في مُقَلِ العَشَايَا
وأسألُ أينَ أنتِ فلا تُجِيبُ


وَتنسَكِبُ الرُّؤَى حَولِي ذُهولاً
وأسئلَةُ النَّوَى وجَــعٌ يَلُوبُ


فأمضَغُ حَيرَتي وأشُفُّ صَمتِي
وتَأخُــذُني إِلى التِّيهِ الدُّرُوبُ


وَتشتَعِلُ الصَّبابَةُ في دِمَائي
وبينَ جَوانحِي يثبُ الكَثيبُ


ويحترِقُ النَّشيدُ عَلى شِفَاهِي
وفي عَينَيَّ تَغتَسِلُ الذُّنُوبُ


بِمُنعرَجِ المَواجِعِ مَاتَ قلبِي
عَلى حُرَقٍ ومِن حُرَقٍ يَؤُوبُ


كأنَّ النَّبض مابينَ الحنايَا
رحيقُ الجمرِ تُذكِيه الهبُوبُ


أقَلـِّـبُ في سَماءِ الفقدِ طَرفِي
فَيَرجِعُ بَائسًا وهوَ الكَئيبُ


ويهمسُ منكِ في أرجاءِ يأسِي
نسيمٌ من شَذَى الذِّكرَى يَذُوبُ

3.قصيدة:(في ذمة الرِّيح):
لا تسألِينِي فقدْ ثجَّتْ تبَاريحِي
وأنزَلَتْ مُعصِــرَاتي صَــيِّبَ الــنَّوحِ


تَدَفـَّقتْ من سَماءِ الوَجدِ وانسَكَبتْ
فِي ذِمَّةِ البيدِ أم فِي ذمَّةِ الرِّيحِ


مَلامِحِي من خَريفٍ لا انتِهَاءَ لهُ
عَلى غصُونِ القَوافِي صُفرَةُ البَوحِ


لا تَسألِينِي فقَدْ ضَيَّعتُ ذَاكرَتِي
وباتَ في مُقلتِي سُمُّ الذَّرَاريحِ

لَيلانِ، ليلٌ جميلٌ أنتِ شَمعَتهُ
وآخَرٌ، عَصفُهُ يُطفِي مَصابيحِي

أسعـدت حبا أيَا أنثَى تُحاصِرُنِي
مِن مَشرِقِ الظَّنِّ حَتَّى غَربِ تَوضِيحِي



كُلِّي ذُنوبٌ أفي عَينَيكِ مَغفِرَتي؟
أم أنَّ عَينَيكِ تشتَاقَانِ تَجرِيحِي؟


أنتِ القَصِيدَةُ في أورَاقِ عَاطِفَتِي
تَضُوعُ ألفَاظُهَا مِن نفحَةِ الشِّيحِ


تَذوبُ ألفَاظُكِ النـَّعسَى عَلَى شَفتي
فيَرتَوِي ظَمأٌ يَمتدُّ في رُوحِي


أهوى شفاهك إن أمست تُرَوادُني
حَمَّمتُ في نبسها يامي تَسبيحِي




*و للشدوي لغة ساخرة أحياناً إذا ما تطرق للنقد و من ذاك:
4_قصيدة (شاعر محرض) :
ذلك الشاعر كلب قو قلي
كل شيء قاله ماراق لي

إنه يحمل فكرا مارقا
غامض أفكاره لا تنجلي

أيقظ الفتنة من مرقدها
حرض الشعب على عزل الولي

أفسد الناس على حاكمهم
وهو قديس إله أزلي

ألصقوا بالكلب أقسى تهمة
أذبحوا أفكاره ذبح الطلي

كلفوا الأمن ليدمي جلده
إنه يحمل حقدا يغتلي
نحن أسبغنا عليه نعمة
ووهبناه لسان الغزل
هو لايؤمن أني ربه
فأنا الأعلى ولابعدي علي
أيها القديس قامت ثورة
هتفت يسقط ربا ليس لي


-5.مقالة(الموت من أجل الحياة):
للأزهار قصة مع أبجدية الارض منها تعلمت معنى حريتي وكيف أمارسها
ذاكرة يجتاحها الألم وتتمدد فيها الشروخ .أبحث في كومة مفرداتي
عن كلمة توقف رعشة شفتي .وجدت كلمة ربما لم تعجب البعض
لأنها من قاموس اللاءات.. وجدتها تقبع في زاوية الرحيل
وعندما وجدتها التصق حزني بوجداني أكثر ولكن الموقف زاد صلابة .في تلك اللحظة كنت أمام خيارين اٍماأن يقطع المنجل يدي أو يجتث الزهرة ..تكاثفت الغيوم واكتنزت بقطرات الموت حاولت أن أخبيء مايدور خلف الغيوم ..وأصد بروقها بقامتي المديدة وجسدي النحيل حتى تبقى تلك الزهرة ..وقفت لاقرأ قامتي قبل واثناء وبعد الانكسار.. وجدت أجمل القراءات لحظة الانكسار
لأنني قرأت أثناء انكسار الأرض وشموخ الزهرة وتجذرها في قلب الأرض
كنت ممتطيا أوراق العزة لأصافح في عرصاتها تلك الزنبقة والريح تزفها للموت وتزفزفها للهلاك..رسمت لها أبجدية البقاء بأحرف من صلابة الموقف.. لأنها نظري بكرية الأرض وبواكيرها
قلب الأرض عانق الخلود برجفة حب للزهرة أقمت لقرائتها طقوس البقاء ..ودعتها كما ودع ابن زريق قمره بالكرخ الفرق بأن الدموع هناك سجال ولدي أحادية ..لكنني نسر يطارد المستحيل حتى واٍن اعتصر قلبي تباعد الخطى وكسر روحي حنيين الذكرى
حتى واٍن أبحرت بلا شراع أجد نفسي الأقوى لأني اضفت لدم الرحيل رائحة أخرى بعبير الزهرة ..أشم عبقها على ذراعي حملتها حتى لاتموت والعاصفة تئن ..كسرت أبواب الحقيقة بساعدي ..لأني أراها زهرة الحرية فلتمت الارض ولتبق زهرة الحرية حية.


الساعة الآن 11:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team