منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   هل يمكن اكتساب العبقرية؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5759)

ايوب صابر 03-19-2012 12:12 PM

الأستاذة همس احمد
تسألين " ممكن تبين علاقة الموهبة بالعبقرية والذكاء؟!!".



الموهبة في نظري هي الاستعداد الطبيعي والقدرة الكامنة في الدماغ ( أي هي برنامج التشغيل الأساسي في جهاز الكمبيوتر)، وهي تولد مع كل إنسان، وتكون متساوية عند كل البشر وتنتظر ما يحركها سواء بشكل تلقائي وكنتيجة لإحداث كارثية مأساوية أو من خلال التدريب والتمرين.

بمعنى الناس يعتقدون خطأ أن البعض يولد موهوبا ً والبعض الآخر يولد بموهبة اقل او غير موهوب وهذا الكلام ليس صحيحا في نظري. ولو قمنا على تحليل وتدقيق ظروف نشأة كل العباقرة الموهوبين لوجدنا أن هناك أسباب كارثية فجرت في عقولهم طاقات جعلتهم قادرين على الانجاز المبهر العبقري.

لقد قمت حتى الآن بثلاث دراسات على ثلاث عينات مختلفة لمعرفة إن كان هناك علاقة سببية بين ظروف النشأة الكارثية وبين الانجاز الفذ العبقري وهي :
- دراسة حول أسباب الخلود والشهرة عند عينة الخالدين المائة وتبين ان العامل المشترك الأعظم هو اليتم وبنسبة 53% وهي نسبة تتعدى عامل الصدفة، وتؤكد على وجود علاقة سببية بين الخلود والظروف الصادمة مثل اليتم.

- دراسة على عينة " أروع مائة رواية عالمية" وتبين أن نسبة الأيتام من بين المائة من كتاب أفضل 100 رواية عالمية أيتام فعليا ، وهو ما يؤكد على أن العلاقة سببية بين اليتم والقدرة على الإنتاج الأدبي الرائع.

- دراسة على عينة المائة شخصية الذين لقبوا عبر التاريخ بالعظيم وتبين أن نسبة الأيتام من بينهم 54% وهو ما يؤكد من جديد أن الانجازات العظيمة هي محصلة للطاقات المتولدة عن الظروف الصادمة في الطفولة.

ولا شك أن هذه الدراسات، غير المسبوقة، تؤكد أن الانجاز العبقري في كل المجالات يتشكل كنتيجة لظروف النشأة لا بل لقد اتضح من خلال هذه الدراسات انه كلما كانت الظروف أكثر كارثية ومأساوية كلما ازداد وزن الانجاز العبقري.

أما فيما يتعلق بالذكاء فهو مقياس لمدى نشاط الدماغ، وهو مؤشر لوجود القدرة على الانجاز العبقري لكن ليس بالضرورة أن يتمكن كل صاحب ذكاء من تحقيق نتائج عبقرية.

للاطلاع على الدراسات المذكورة أرجو زيارة منبر الدراسات هنا.


دراسة حول سر العظمة عند من لقبوا بالعظيم عبر التاريخ:



دراسة حول سر القدرة على انتاج واحدة من اروع الروايات العالمية:



دراسة حول سر الانجازات الخالدة:


ايوب صابر 03-19-2012 01:00 PM

الاستاذة سناءمحمد
تقولين " العبقرية موهبة تتعلق بفن منالفنون أو علم من العلوم: هل صاحبها شخص متميزوموهوب بفطرته وموروثه الجيني؟؟ بكل تأكيد.
ولكن تبقى هذه مرحلةبدائية لا بد معها الصبر والمثابرة والعناية كما نعتني بكل شيء حولنا حتى لا تفقدخصائصها ..بمعنى أن للعبقرية كما للفراسة ومضات .. تحتاج إلى الوقود والطاقة لتستمر وتثمر وتعطي , وإلا فقدت وميضها وخاصيتها بأهمالنالها ..



- ما تم من دراسات حول العبقرية والعباقرة يشير إلى:
- من ناحية : إن كثير منهم جاءوا من طبقات مهمشة وكثير منهم جاء من عائلات ليس فيها عباقرة.
- ومن ناحية أخرى : تؤكد دراساتي الإحصائية حول الموضوع نفسه ان معظم العباقرة جاءوا من بين الأيتام يتم فعلي، والأيتام اجتماعيا والمأزومين الذين عاشوا حياة كارثية.

إذا ليس للفطرة أو الوراثة دخل في العبقرية بل على العكس تظهر هذه الدراسات وكما أشرت في ردي على المداخلة السابقة بأن العبقرية وبالدليل الإحصائي والتحليلي هي نتاج الظروف الكارثية الصادمة في الغالب ، ولكن التعليم والتثقيف والمجال والبيئة والمساندة وغيرها من العناصر لها تأثير في صناعة العباقرة.

وحتما للعبقرية علاقة بنشاط الدماغ ويبدو أن الظروف الصادمة تجعل الدماغ يعمل بنشاط استثنائي، وهناك ما يشير إلى أن اليتم أهم عامل يؤدي إلى أعلى نشاط حتما.

ولكن وحيث أن هذا الدماغ يعمل بمبدأ الآلة ويعمل بمبدأ الطاقة صار من الممكن أن يتم شحذه للعمل بصورة أفضل من خلال طقوس معينة يمكن إتباعها وهو ما نطلق عليه هنا قوانين اكتساب العبقرية...


فالعبقرية إذا إما أن تنشأ لظروف استثنائية يمر بها العبقري خاصة في سنوات الطفولة مثل اليتم والأزمات التي تسبب الألم.



لكن لا شك أن ( الصبر والمثابرة والعناية) بالقدرات العقلية لها دور مهم في صناعة العبقرية وهذه تصلح كأحد قوانين العبقرية هنا وعلى اعتبار أن الدماغ جهاز مرن ويمكن تحسين أداؤه.

ايوب صابر 03-20-2012 03:14 PM

شكرا لكل من ساهم في الحوار وورشة العمل هنا حول اكتساب العبقرية؟

ايوب صابر 03-20-2012 03:15 PM

مخرجات ورشة العمل والحوار حول موضوعة: هل يمكن اكتساب العبقرية؟


فيما يلي مخرجات الحوار وورشة العمل التي جرت هنا حول موضوعة:

هل يمكن اكتساب العبقرية؟

وتمثل هذه المخرجات نسخة أولية لكتاب اعمل حاليا على وضعه في ضوء ما دار هنا من حوار، وما طرح من معلومات حول الموضوع، وما تمخض عنه العصف الذهني حول هذه القضية المهمة، والذي شارك فيه ثلة من المشاركين الذين يعود لهم الفضل فيما تحقق وتم التوصل إليه من مخرجات لورشة العمل المذكورة .

وقد قمت على إعادة صياغة المعلومات بشكل أتصور انه يحقق الهدف من الموضوع، ويوصل الفكرة بأسلوب سردي جميل وسهل، لترغيب المتلقين في قراءة هذه المخرجات والاستفادة منها خاصة جيل الشباب وهم الفئة التي سوف يستهدفها الكتاب في شكله النهائي، وعلى أمل أن أتمكن في نهاية المطاف من انجاز هذا الكتاب والذي سأطلق عليه اسم :

كيف تصبح عبقريا؟



قوانين اكتساب العبقرية

وحتى تؤدي القوانين التي سيتم إدراجها في الكتاب في نهاية المطاف الدور المطلوب منها والغاية المنشودة ، كان لا بد من إضافة فصول استهلالية تعرف المتدرب الراغب في الاستفادة من هذه القوانين على جهاز العقل، هذا الجهاز العجيب والآلة فائقة القدرة التي هي وسيلة الوصول إلى العبقرية.

ما يطرح هنا هو نسخة أولية من الكتاب المذكور :



كيف تصبح عبقريا؟



==



قوانين اكتساب العبقرية


وعليه سيظل المجال مفتوحا للاستماع إلى آرائكم وتعليقاتكم التي أرحب بها اشد ترحيب لعلني في نهاية المطاف أتمكن من وضع كتاب ذو قيمة عالية ويقدم إضافة مهمة لمكتبة العقل ولكل باحث عن تحقيق انجازات عبقرية.

يتبع،،

ايوب صابر 03-20-2012 03:20 PM

- مشروع كتاب-

كيف تصبح عبقريا؟



قوانين اكتساب العبقرية

====



2012

ايوب صابر 03-20-2012 03:24 PM

الفصل الاول :

ما هي العبقرية؟

العبقرية تعنى القدرة على الأداء المميز والإتيان بشيء عبقري جديد يقدم اضافة مهمة في اي مجال من مجالات الحياة المعرفية او العملية.
وكملة عبقري تنسب إلى وادي (عبقر) والذي كان العرب يعتقدون بأن الجن تسكنه. وفي ذلك ما يشير إلى أن طبيعة المنجز العبقري هو أمر مهول، مبهر ، عجائبي إلى حد أن الناس كانت تعتقد انه يأتي من الجن وليس من العقل البشري.

فالعبقرية إذا تعني الإبداع في أعلى حالاته، والذي يقدم إضافة مهمة للتراكم المعرفي الإنساني في كل المجالات.


ايوب صابر 03-20-2012 03:26 PM

الفصل الثاني:

هل يمكن اكتساب العبقرية؟

قبل أن ندخل في متن الموضوع ونشرح آليات اكتساب العبقرية دعونا أولا أن نتطرق إلى ماهية العبقرية.

بمعنى :

- هل العبقرية موهبة؟
- هل العبقرية نتاج الوراثة؟
- هل هي نتيجة لظروف البيئة المحيطة؟
- هل هي نتاج عوامل نفسية؟
- أم هي نتاج الجهد والاجتهاد؟

وهل فعلا يمكن اكتساب العبقرية؟

طبعا هناك اختلاف بين العلماء والباحثين حول موضوع العبقرية...

البعض يعتقد أنها أمر يولد مع الإنسان، وان لها علاقة بالعوامل الوراثية.

لكن هناك فريق يقف على النقيض ويرى بأن العبقرية ليس لها علاقة بالموهبة، ولا بالعوامل الوراثية، وإنما تحصل كنتيجة لعوامل نفسية وبيئية محيطة.

وان العبقرية تحصل من خلال ما يبذله العبقري من جهد واجتهاد. فهي تحتاج إلى البيئة المناسبة، وتحتاج إلى صقل ورعاية ، وهي تحتاج إلى بذل الجهد والاجتهاد من قبل الفرد الذي يسعى للإنتاج العبقري.

ومع التطور المذهل في المجالات المعرفية وتقد العلوم ومنها علم الدماغ والبرامج المتعلقة بالبرمجة الدماغية والعقلية، وهو العلم الحديث الذي يسمى ( بالبرمجة اللغوية العصبية) صار هناك قناعة وميل لدى الكثير من العلماء بأن العبقرية أمر يمكن اكتسابه.

العالم الكبير والمخترع العبقري ادسون يقول أن العبقرية1% إلهام و99% جهد مضن.

أما عالم النفس اريكسون وهو من جامعة فلوريدا يقول أن ما يصنع العباقرة هو الجهد والجهد فقط. وان هذا الجهد يطور لدى الإنسان ذاكرة طويلة هي المسئولة عن الإنتاج العبقري.

الدكتورة ناثالي عالمة الدماغ في جامعة ( كان بفرنسا ) قامت على دراسة دماغ احد عباقرة الرياضيات واسمه ( روديجر جام) والذي يتميز بأنه يستطيع حساب الجذر الخامس لرقم طويل من المليار في ثوان معدودة ويستطيع حساب أي رقم من 100 بعد ضربه في نفسه تسع مرات. وعندما يطلب منه قسمة رقم على الآخر فأنه سرعان ما يأتي بالجواب ليعد حوالي 60 رقم على يمين الفاصلة بالنسبة للناتج.

وتبين الدكتورة ناثالي والتي أجرت اختبارات على عقل المذكور بجهاز Positron Emission Tomography PET ومقارنته مع أدمغة أناس آخرين تبين لها بأن الجميع يستخدم 12 منطقة في الدماغ أثناء الحساب لكن صديقنا ( جام ) يستخدم ( 12+ 5 = 17 منطقة ) من الدماغ ثلاثة منها تنتمي إلى الذاكرة الطويلة.

طبعا تقول الدكتورة ناثالي بأن ( جام ) لا يملك قدرات خارقه ولم يولد بهذه القدرات العبقرية، وإنما تمكن من تطوير قدراته بحفظ آلاف الطرق الحسابية والنتائج والمعادلات الرياضية والحسابية في ذاكرته الطويلة المدى وذلك لأنه كان يخصص 4 ساعات يوميا منذ سن العشرين لدراسة الرياضيات والتدريب على العمليات الحسابية وذلك يعني اهتمامه فوق العادي بها.

طبعا نجد أن هذا الكلام يتوافق مع ما يقوله د. اريكسون والذي يؤمن بأن أي شخص يتدرب بما فيه الكفاية يمكن أن يحقق عبقرية فذة.

أما الدكتورة الين وبيز فتقول بأن تحقيق العبقرية ممكن لمن لديه ( الرغبة الجامحة في التفوق) والوصول إلى العبقرية، وان هذه الرغبة يمكن أن تنمو من خلال التدريب.

كل ذلك يشير بوضوح أن العبقرية أمر يمكن اكتسابه وهو ليس أمر وراثي ولا يولد مع الإنسان فالكل لديه الفرصة أن يصبح عبقريا ويظل السؤال لكن كيف؟

- هذا طبعا ما سنشرحه لاحقا ضمن هذا الكورس التدريبي.

يتبع،،

ايوب صابر 03-20-2012 03:29 PM

الفصل الثالث:

- أي شريحة لديها فرصة أفضل في الوصول إلى العبقرية؟

لقد قمت خلال الأربعين سنه الماضية، ومنذ أن كنت في سن السادسة عشره، ببحث مكثف ومركز حول قضية ( العلاقة بين اليتم والإبداع )، بناء على ملاحظة عابرة مررت بها في حينه لمعت في ذهني عن وجود مثل تلك العلاقة.

حصل ذلك عندما كنت اقرأ عن الروائي الروسي العظيم توليستوي، ووجدت انه فقد الأم وعمره سنتان، ولم يشاهد أي من صورها، وحيث أنني أنا أيضا فقدت الأم وأنا في سن الثانية، ولم أشاهد أي من صورها، وكنت في سن مبكرة مغرم بالأدب والكتابة الإبداعية، لمع في ذهني احتمال أن يكون هناك علاقة بين فقدان عزيز ( اليتم ) والرغبة في الإبداع.

وقد قمت على متابعة تلك القضية من خلال دراستي الأكاديمية أيضا، وعالجتها في رسالة الماجستير خاصتي في الأدب الانجليزي، وتمكنت من إثبات تلك العلاقة، وكانت رسالة الماجستير بعنوان "الإبداع والبحث عن الاكتمال".

وقد تبين لي من خلال دراستي المكثفة تلك، وبحثي المستمر والمتواصل، خاصة في مجال الإبداع ونظرياته، ومن خلال دراسة السير الذاتية لعدد كبير من المبدعين والعباقرة الأفذاذ، تبين وبالأدلة الإحصائية، والتحليلية، أن هناك علاقة قوية بين اليتم والإبداع في أعلى حالاته ( العبقرية ).

وعندما قمت على دراسة تفصيلية، وبحثت في سير حياة الشخصيات الواردة أسمائهم في كتاب "الخالدون المائة" لكاتبه الأمريكي مايكل هارت، وترجمه للعربية الأديب أنيس منصور، لتحديد إن كانت هذه الشخصيات من بين الأيتام، فوجدت أن نسبة الأيتام من بينهم تتجاوز عامل الصدفة وبلغت 53% ، وعدد آخر كبير منهم طفولتهم مجهولة مما أشار إلى أهمية اليتم في صناعة العظماء العباقرة الخالدون .

وفي دراسة لاحقة حول سر الروعة في أروع مائة رواية عالمية، تبين لي أن اليتم الفعلي يشكل عامل مشترك عند 43% من بين أصحاب أعظم مائة رواية عالمية وهو أيضا أمر يتجاوز عامل الصدفة.

لكن تبين أيضا بأن اليتم الفعلي ليس هو العامل الوحيد. لا بل لقد أظهرت النتائج أن الباقيين من أصحاب أروع 100 رواية عالمية جاؤوا من بين الأيتام اجتماعيا، أو المأزومين في الطفولة المبكرة.

وقد أكد هذا البحث أن الظروف الاجتماعية الصعبة والمآسي والمصائب والصدمات والأحزان والآلام والإعاقة الجسدية والمرض الفقر الخ...التي يمكن أن يمر بها الطفل والى سن الـ 21 كلها عوامل تؤدي إلى العبقرية.

وهي تجعل الدماغ يعمل بطاقة هائلة، وكلما زاد نشاط الدماغ وزادت الطاقة المتدفقة في ثناياها كلما زاد الاحتمال وازدادت الفرصة بتحقيق نتائج وانجازات عبقرية.

كل ذلك يشير إلى أن الشريحة التي لديها الفرصة الأعظم في تحقيق انجازات عبقرية تأتي غالبا من الشرائح المهشمة في المجتمع، وان الأسباب التي ذكرنها أعلاه تؤدي إلى دفق هائل في طاقة الدماغ، مما يؤثر على كيمياء الدماغ ويجعله قادر على تحقيق انجازات عبقرية لصاحبه.

وتبين أيضا أن الأيتام لديهم أعظم فرصة أن يتحولوا إلى عباقرة أفذاذ، وانه كلما اشتد اليتم والمآسي المرتبطة به، تزايدت الفرصة لتحقيق انجازات عبقرية، طبعا مع توفر الرعاية، والكفالة، والاهتمام، والتعليم، ومن ثم امتلاك الإرادة، ومتابعة التحصيل والتعليم، والتثقيف الذاتي، والتدريب، وأيضا إتقان مهارات واليات التفكير الإبداعي التي تؤدي إلى الإبداع والعبقرية، ويضاف إلى كل ذلك استعداد الشخص إلى بذل الجهد المطلوب للوصول إلى انجازات عبقرية.

يتبع،،

- ما هي الملامح التي تشير إلى الاستعداد العبقري لدى الطفل؟ أي ما هي الصفات والسمات التي يمتاز بها الطفل مشروع العبقري وتؤشر إلى إمكانياته العبقرية المحتملة؟

ايوب صابر 03-21-2012 09:39 AM

الفصل الرابع :

ما هي الملامح التي تشير إلى الاستعداد العبقري لدى الطفل؟ أي ما هي الصفات والسمات التي يمتاز بها الطفل مشروع العبقري، وتؤشر إلى إمكانياته العبقرية المستقبلية المحتملة؟

لقد أظهرت دراستي لطفولة مجموعة كبيرة من العباقرة الأفذاذ أنهم كانوا في طفولتهم يشتركون بعدة صفات وسمات مميزه وواضحة. ولا بد أن هذه الصفات والسمات تشكل مؤشرات وملامح لوجود الاستعداد لدى الطفل على الانجاز العبقري في وقت لاحق. وهي حتما مؤشر على أن من تظهر عليه هذه الصفات هو مشروع عبقري في طور التكوين والتشكل. وانه أذا ما تمت رعايته وكفالته وتوفير الدعم والمساندة له، وأتيحت له الفرصة للتعلم، وإتقان المهارات في مجالات محددة، سنجده قد تحول في وقت لاحق إلى عبقري فذ في ذلك المجال.

وحيث أن العباقرة في معظمهم يأتون من بين الشرائح المهشمة أو الأطفال الذين تعرضوا لصدمات ومآسي في طفولتهم، فلا بد أن ذلك يشير إلى أن هذه الصفات والسمات والملامح مرتبطة بمرور الطفل بمثل هذه المآسي وهي نتيجة لها.

ولا شك انه يكون لهذه التجارب المأساوية في الطفولة المبكرة اثر مؤلم، وقد يؤثر هذا الأثر المؤلم سلبا على الطفل فيشعر بعدم الطمأنينة وربما التعاسة والقلق, وربما يتكون لديه مفهوم سلبي عن الذات، لكن غالبا ما يكون لهذه المآسي اثر ايجابي عظيم يتمثل في تشكل دفق هائل من الطاقة التي تدفع الدماغ لان يعمل صورة فوق عادية، وإذا ما تم استثمار هذه الطاقة وتوجيهها بصورة سليمة فهي حتما ستؤدي إلى ولادة مخرجات عبقرية فذة في وقت لاحق.

أما الصفات والسمات التي تظهر على الطفل مشروع العبقري والتي تصاحب وجود الطاقة الذهنية الهائلة الناتجة عن مرور الطفل بالمآسي والأزمات التي تمت الإشارة إليها، وبالتالي تصبغ سلوك الأطفال مشاريع العظماءـ وتؤثر فيهم بشكل جلي، واضح، فتشمل بشكل عام: امتلاك الطفل نشاط هائل قد ينعكس في حالة قلق ظاهر، وكثرة حركة، وعدم استقرار. وقد يبدو الطفل مشروع العبقري غريب الأطوار، هادئ الطبع أحيانا، منعزل، حزين، انطوائي، يميل إلى الجدية والعزلة والابتعاد عن الناس، شديد الحساسية، وينزع إلى الوحدة.

وقد تتشكل بينه وبين اقرأنه فجوة ويلازمه شعور بأنه إنسان مختلف. وقد يجد صعوبة في الانسجام مع نظام التعليم الرسمي، على الرغم من وجود شغف بالقراءة وحب التعلم والتحصيل المعرفي والتثقيف الذاتي. كما انه قد يظهر فطنة في سن مبكرة، وقد نجد أن لديه قدرة على الحفظ وبعضهم يمتلك ذاكرة فوتوغرافية.

كذلك فأن مشروع العبقري يمتاز بسعة الأفق واتساع الخيال، ولديه حلم، ونجده وكأنه صاحب مشروع يسعى لتحقيقيه، وقد نلاحظ عليه بأنه شارد الذهن، ونجده كثير الأسئلة خاصة حول القضايا الوجودية، وقضايا الموت والحياة، وما إلى ذلك من قضايا فكرية ووجدانية، فلسفية، عميقة.

وقد يظهر على مشروع العبقري ميل إلى الكتابة الإبداعية في سن مبكرة ويكون صاحب قلم متدفق ومخرجات إبداعية مؤثره للغاية. وقد يكون له حضور بارز، وأحيانا يكون له حضور طاغي وتأثير كبير على محيطه، ونجده قادر على خلق شعبية عظيمة، وقد يظهر لديه ملامح الشخصية قيادية، ذات الكرزما الواضحة والجلية.

ونجد إن الطفل مشروع العبقري وكنتيجة لما يعتمل في داخله من الم، وكنتيجة لوفرة الطاقة المتدفقة في ذهنه قد يتصرف أحيانا بشقاوة وعدم انسجام، وربما يميل إلى الخروج عن النظام، لا بل وأحيانا يعبر عن نفسه بصورة صارخة، ويسعى للفت الانتباه من خلال تصرفات، وسلوك غير مقبول اجتماعيا مثل التدخين. وقد تؤدي تصرفاته الشقية وغير المقبولة، والخارجة عن السائد والمألوف إلى طرده من المدرسة.

أيضا قد يُظهر الطفل مشروع العبقري بأنه لا يفهم شيئا في مجال معين، وتكون نتائجه الدراسية في مبحث معين متدنية، لكنه يظهر في وقت لاحق براعة غير متوقعة ويصبح مع الزمن عبقري في ذلك المبحث بالذات، كما حصل مع اينشتاين الذي كان يبدو عليه في طفولته انه لا يفهم شيئا في الرياضيات، لكنه أصبح أعظم عقلية في مجال الرياضيات، والعبقري الأول في المجال في وقت لاحق.

- فما سر العبقرية؟ بمعنى: كيف يعمل الدماغ عند الإنسان العبقري؟ وما هي الآلية التي يعمل بها الدماغ العبقري؟

يتبع،،،

ايوب صابر 03-21-2012 09:41 AM

الفصل الخامس :

- ما سر العبقرية؟.... وماذا يقول العلماء بخصوص طريقة حدوث العبقرية؟
- وما الذي يعتمل في دماغ الانسان العبقري؟
- أي ما هي الآلية التي يعمل بها الدماغ العبقري؟

الباحث عن سر العبقرية وآليات حدوثها يجد أن سمة العبقرية قد شغلت البشرية منذ فجر التاريخ، بصفتها احد أهم سمات الشخصية الإنسانية.

وقد استمرت المحاولات لفهم كنه وسر العبقرية منذ عصر الفلاسفة الإغريق وحتى يومنا هذا. ورغم كل هذا التراث المتراكم من المحاولات والتقدم العلمي المهول نجد بأن هناك شبه إجماع أن منشأ العبقرية ما يزال يمثل سر الأسرار، وان آليات حدوث العبقرية ما يزال يمثل لغز يستعصى على التفسير.

ونجد من خلال البحث التاريخي بأن البعض يرى أن العبقرية ما هي إلا عملية لجوء للخلق والإبداع للحفاظ على التوازن. أما البعض الآخر يرى بأن منشأ العبقرية يرجع إلى السرعة في تنفيذ العمليات العقلية.

ويرى العالم (ديفد بروكس) بأن العمل الدؤوب يؤدي الى بروز العبقرية فهي عنده عادة اكثر منها طبيعة او قدرة او سمة عقلية.
أما الفيلسوف ( شوبنهور)، وهو واحد من ثلاث فلاسفة كبار حاولوا تفسير العبقرية فيرى بأن الانسان العبقري يختلف عن الانسان العادي بشيء واحد وهو قلة تقيده بما يتقيد به عامة الناس. وهو يعتقد ان ارادة الحياة هي الدافع الذي يدفع الفرد العادي نحو اعماله وافكاره، أما العبقري فهو يسمو عن ذلك ويحاول أن يفهم الحياة على أساس موضوعي بحت، وعليه فأن العبقرية عند شوبنهور هي "الموضوعية الخالصة في الفكر"، والتي تمثل تلك القوة التي تجعل صاحبها يهمل مصالحه ورغباته وأهدافه وينذر نفسه وشخصيته لمدة معينة يتحول فيها إلى أداة خالصة للمعرفة والنظر في الكون نظرا نقيا".

أما الفيلسوف الثاني ( توينبي ) فيرى أن الإنسان العادي يميل إلى التمسك بالعادات الموروثة ، أما العبقري فهو على النقيض من ذلك يحب الابتداع والثورة على التقاليد. ويرى توينبي أن العبقري "انسان يشعر بأنه مكلف برسالة خالدة، وكثيرا ما يحب الفناء في هذه الرسالة ومن اجلها، بحيث يصبح العاشق الولهان الذي لا يعرف في الدنيا إلا إياها، وهو مقلق للنظام الاجتماعي مهدد لكيانه، إذ هو يسعى من أجل ان يحوله من حال الى حال، ولا يبالي أن نال في سبيل ذلك ما ينال.

أما الفيلسوف الثالث ( برجسون ) فيرى ان الإنسان بطبيعته يميل الى موافقة الجماعة التي ينتمي إليها. أما العبقري فيشعر أنه ينتمي الى البشرية جمعاء، ولذا فهو يخترق حدود الجماعة التي نشأ فيها ويثور على العرف الذي يدعم كيانها ، ونجده يخاطب الإنسانية بلغة الحب وكأنه إنسان من نوع جديد. وهو يرى بأن العبقري إنسان فيه نزعة من التصوف ذلك انه عندما ينغمس في ساعة الابداع يغيب عن وعيه ويدخل فيما يشبه الوجد الصوفي او الغيبوبة وهو بذلك يستشف من الحقيقة المطلقة والعقل الكوني ما لا يستطيع ان يستشفه المنغمسون في همومهم المحدودة.

اما علم النفس فيرى بأن الانسان العبقري لا يتميز بتركيبيه نفسية خاصة، بقدر ما يتميز بتشغيل خاص لهذه التركيبة النفسية، حيث يرى علم النفس أن العبقري إنسان مثله مثل بقية البشر لكن استعداده النفسي مختلف، وهو يتميز بقدرة هائلة على الحركة، والابداع قياسا مع الانسان العادي، كما يمتاز بحب الخروج على المألوف... وهو لا يخشى أن يصدم المجتمع.

ويرى علم النفس ان الانسان الامتثالي الخاضع للعادات والتقاليد السائده في المجتمع لا يمكن ان يكون عبقريا، ولذلك فأن أهم سمة من سمات الانسان العبقري هو خروجه عن المجتمع والشذوذ عن المألوف.

ويرى عالم النفس (ادلر) ان الابداع ما هو الا تعويض عن نقص ما في الشخصية.

لكن عالم النفس (سجموند فرويد) يرى بأن العبقرية والجنون يلدان من رحم واحد، ويصدران عن اللاوعي السحيق في دماغ الانسان، ذلك اللاوعي الذي يمثل قارة مظلمة ومجهولة، وهي تشبه البركان العميق الكامن تحت طبقات الارض أحيانا يقذف بالعبقرية وأحيانا يقذف بالهذيان.

أما عالم النفس ( كيركغارد ) فيرى بأن المرض هو السبب الاساسي لكل اندفاعه ابداعية وان الابداع هو الذي يشفي النفس من اوجاعها وهمومها.

بينما يرى عالم نفس آخر اسمه ( لولوت) بأن العبقري شخص ممسوس او مسكون في الداخل من قبل شيطان العبقرية ، وهذا ما يتقاطع مع التسمية العربية لهذه السمة الانسانية، حيث كان العرب يعتقدون ان للعبقرية علاقة بواد اسمه (عبقر) يسكنه الجن.

أما احدث حلقة في المحولات للكشف عن سر العبقرية وكيفية حدوثها فيتمثل فيما توصل اليه علم التشريح، ودراسة الدماغ، وقدر اجريت هذه الدراسة التشريحية تحديدا على دماغ العبقري اينشتاين، ابو النظرية النسبية. وتشير هذه الدراسة الى ان عقل اينشتاين يحتوي على نسبة اكبر من الخلايا المناعية، التي تحيط بكل خلية عصبية تغذيها وتمدها بالطاقة اللازمة لعلمها ، أي انه كلما زادت نسبة هذه الخلايا المناعية في أجزاء معينة من المخ، زادت قدرة الانسان على التفكير والتخيل، والاستنتاج، وسرعة رد الفعل. وقد وجد العلماء ان وزن دماغ اينشتاين اقل من الوزن العادي كما ان سمك القشرة اقل من المعدل العادي الطبيعي عند الرجال العاديين. كما ان السطح الخارجي للمخ يتمتع بعمق ملحوظ وهو اعرض بنسبة 15%، يضاف الى كل ذلك أن المادة الدبقة المعروفة بأسم Astrocytes موجودة بنسبة عالية في دماغه.

لكن العلماء الذين قاموا بهذا العمل المهول يعترفون بأن هذه الدراسة لن تقدم استنتاجا حاسما يدل على مواطن العبقرية في الدماغ ليظل سر العبقرية وما يحدث في دماغ العبقري الى يومنا هذا سرا يستعصي على الباحثين، والعلماء، والدارسين.

- فما سر العبقرية اذا حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية، والتي تربط بين اليتم والابداع في اعلى حالاته؟
- وكيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟

يتبع،،،

ايوب صابر 03-21-2012 09:44 AM

الفصل السادس:

- فما سر العبقرية اذا حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية، والتي تربط بين اليتم والابداع في اعلى حالاته؟
- وكيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟

ما سبق يشير بوضوح الى أن هناك إجماع بأن العبقرية تمثل قوة سرية تدفع العبقري لان يكمل مهمته وأن يواظب على مسيرته ويندفع للاداء وكأنه محملا برسالة كونية او مسؤلا عن تنفيذ مهمة عليا تتجاوزه وهو مستعد ان يضحي بحياته من اجلها.

- فما سر هذه القوة وما هو منشأها؟
على الرغم من الاختلاف في تقديم تفسير حقيقي وشافي لمنشأ العبقرية وسرها، لكننا نجد بأن هناك اجماع على ان مركز العبقرية ومنشأها هو الدماغ، ولا شك ان الانسان العبقري يمتلك دماغ يعمل بصورة استثنائية وفوق عادية.

وهنا نجد ان السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يجعل عقل إنسان يعمل بصورة استثنائية بحيث يولد مخرجات عبقرية؟ وما هي الطاقة المحركة لهذه القوة؟ أي ما هي آلية ولادة الافكار او المخرجات العبقرية في الدماغ؟ وما سرها؟

لقد مكنتنا وسائل البحث الحديثه عبر الانترنت من الوصول الى والتعرف على كم هائل من المعلومات خلال دقائق معدودة، ولا شك ان المعلومات وفرت الفرصة لدراسات واستنتاجات غاية في الاهمية فيما يتعلق بموضوعنا هذا.

فحينما ندرس حياة الاشخاص الذين اتفق الجمهور على انهم عباقرة عبر التاريخ نجد انهم في معظمهم، إن لم يكن جميعهم، قد تعرضوا في طفولتهم لمآسي مهولة، لا بل إنا نجد بأن معظمهم صدموا بمصيبة اليتم والموت، وكثيرا ما تكررت المآسي التي لها علاقة بالموت، والمرض، والبؤس، والغربة والتشرد في حياتهم اللاحقة بشكل ملفت للانتباه. وفي ذلك طبعا مؤشر بأن السر في عمل ادمغتهم بصورة استثنائية لا بد أن يكون له علاقة ومرتبط بمآسي حياتهم وما تخلفه هذه المآسي من ألم، وحزن.

وفي ضوء ما حصل من تقدم علمي هائل في مجال الدماغ وطبيعة عمله ومقدراته وامراضه الخ... يظهر واضحا بأن الالام والمآسي والصدمات والاحزان يكون لها تأثير عظيم على كيمياء الدماغ، وهذه الزيادة في كيمياء الدماغ توفر الفرصة لولادة طاقة غير محدودة في ثنايا الدماغ تجعله يعمل بصورة استثنائية.

ولا شك ان وجود هذه الطاقة بوفرة هو الذي يمنح الطفل، مشروع العبقري، تلك الصفات التي تم وصفها سابقا، وتوفر له الامكانية ليتحول الى عبقرية فذة في حالة نجاحه في استثمار تلك الطاقة، وفي حالة تمكنه من توجيهها بصورة سليمة فتترجم الى مخرجات ابداعية، قد تصل الى حد العبقرية عند البعض.

ويشار الى ان وفرة هذه الطاقة في الدماغ وعدم توفر الفرصة لخروجها وتفريغها بشكل مخرجات ابداعية ايجابية هو الذي يسبب المرض النفسي، ويوقع الضرر بصاحبها، ويفقده التوازن، وربما حينها تفريغ هذه الطاقة على شكل سلوك سلبي قد يكون مدمر لصاحبها او للاخرين في محيطه الخارجي.

ولكن يظل السؤال :
- ما طبيعة هذه الطاقة القادرة على تشغيل العقل ليكون قادر على الخلق والابداعي والانتاج العبقري؟

واضح ان هذه الطاقة لا محدودة في قوتها، وهي تأتي من الالم والحزن والبؤس وما الى ذلك من مشاعر تكون مصاحبة للصدمات والمآسي والمصائب وعلى رأسها اليتم. وهي التي تدفع الدماغ ليعمل بطريقة استثنائية. ذلك ما تشير اليه وترجحه الشواهد التحليلية والاحصائية بل والعلمية وتجعله الاكثر قبولا من كل ما سبقه من طرح حاول تقديم تفسير لمنشأ العبقرية.

اما فيما يتعلق بطبيعة هذه الطاقة المتشكلة في الدماغ، فهناك من الشواهد ما يشير الى انها طاقة البوزيترون. فعندما يقع المسبب الذي يؤدي الى صدمة ( مثلا اليتم ) يتشكل في الدماغ دفق هائل من كيمياء الدماغ. ولكنه يظل نسبي، وتكون علاقته طردية مع وزن وقوة المسبب، بمعنى انه كلما زادت قوة الصدمة زاد الدفق الكهربائي. هذه الوفرة في كيمياء الدماغ ، توفر الامكانية وتؤدي الى حدوث ارتطام بين جزيئات من المادة وقرينها ( نقيضها من عالم اللامادة ) في فضاء الدماغ. فيحدث ما يشبه الانفجار البوزيتروني الذي يتحدث عنه الفيزيائيون في المختبر، وذلك استنادا الى معادلة الالكترون التي جاء بها عالم الفيزياء ( بول ديراك )، والتي اكدها عالم فيزاء آخر اسمه ( كارل ديفيد اندرسون)، والتي اثتبتت أن الكون مكون من نظيرين : عالم المادة ( الالكترون ) وعالم نظير المادة ( البوزيترون ) ، أي ان التناظر يرجع الى البناء المقلوب للذرة.

طبعا لا بد من التأكيد هنا بأن هذا الافتراض يحتاج الى ان يتم تأكيده مخبريا، لكن لا شك في أن لدينا ما يكفي من الادلة والشواهد الظرفية التي تشير الى ان ذلك ما يحدث فعلا. وذلك استنادا وبناء على ما يطرحه الدكتور ( خالص جلبي ) في وصفه لاحدث تكنيك يستخدمه الاطباء في الكشف عن الامراض الخبيثه ومقدرات الدماغ والجملة العصبية ككل، في كتابه " الثورة العلمية الحديثه والايمان"، حيث يقول أن الاطباء يستخدمون تكنولوجيا البوزيترون في هذا المضمار، حيث يقوم الطبيب بحقن السكر الذي يحمل ذرة الكربون المشعه، فيتعرض نظير المادة الى التحلل وإطلاق (البوزيترون) اللالكترون الموجب الذي يفاجأ بغريمه، وظله المقابل الذي يتربص به الدوائر فيحدث ارتطام، فيندثر على اثره الاثنان في صدام مروع، ومن تألق هذا الاصطدام ( أي كنتيجة للطاقة المتولدة منه ) يمكن تحديد أمكنة الاورام والاضرابات المرضية.
في هذا الحديث ما يشير الى ان طاقة لا محدودة تنتج عن اصطدام المادة بقرينها في ثنايا الدماغ...فلماذا لا يكون ذلك ما يحدث في حالة تشكل دفق هائل من كيمياء الدماغ؟ فينتج عن مثل تلك الانفجارات البوزيترونية طاقة هائله لا محدودة تجعل العقل قادر على الخلق والابداع.

وبالطبع فأن نسبة الطاقة البوزيترونية المتولدة في الدماغ تتأثر بقوة الارتطام بين المادة وقرينها من عالم اللامادة، وتوقيت ذلك الارتطام، ثم عدد المرات الذي يتكرر فيها، وهو مرتبط بذلك الدفق الكيماوي الذي يتشكل في الدماغ في حالة وقوع المصائب والمآسي وتكون مهولة وفي اعلى حالاتها عند وقوع مصيبة اليتم.

ويمكن لنا ان نتخيل هذه القوة البوزيترونية إذا ما قارناها بقوة الانفجار الذي يحصل كنتيجة لارتطام 0.147 من المادة مع قرينها من عالم اللامادة كما يصفها د. خالص جلبي في كتابه المذكور انفا، فيقول إن مثل ذلك الانفجار يعادل انفجار 100 قنبلة هيدروجينية.

كل ذلك يشير الى ان الطاقة المحركة للدماغ ناتجه عن مثل هذه الانفجارات البوزيترونية، والتي تؤدي الى تولد طاقة لا محدودة ولا نهائيه.

ولا بد من التشديد هنا على ان هذا الطرح يظل نظري، ورغم الشواهد العلمية المهمة التي تؤشر اليه، الى ان يتم اثباته في المختبر. لكن ذلك لا يمنع من الادعاء بأن هذا التفسير للطريقة التي يعمل بها عقل العبقري هي اكثر الطرق احتمالا. وهو يقدم التفسير الاكثر ترجيحا من بين ما توصل اليه العقل البشري حتى الان من تفسيرات في محاولته للكشف عن الطاقة التي تدفع الدماغ لتوليد مخرجات عبقرية.

اذأ،،،
- كيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟
- وكيف تعمل هذه الطاقة لجعل الدماغ قادر على الخلق والانتاج العبقري؟
- وهل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟
يتبع،،

ايوب صابر 03-21-2012 09:48 AM

الفصل السابع:

- كيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟ وكيف تعمل هذه الطاقة لجعل الدماغ قادر على الخلق والانتاج العبقري؟
- وهل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟

أما عن كيف تحدث العبقرية؟
يبدو أن عقل الإنسان، هذا الكون الذي يُجمع العلماء على انه ما يزالمجهولا، وغامضا ويعمل بطاقة 5% من قوته المهولة فقط، يشتمل في ثناياه على مخازنالمعرفة المطلقة، التي تولد مع الانسان، وهذه المخازن تكمن فيما اصطلح عليه العقلالباطن المحجوب عن العقل الظاهر الواعي بحجاب يشكل سدا منيعا أمام خروج هذه المعرفةويضبطها ويمنع تفلتها نظرا لما تملكه من قوة وقدرة على الإذهال تفقد الإنسان توازنهإذا ما خرجت بصورة غير منضبطة وبما يتجاوز قدرة الأنا العليا على الاستيعاب والتبرير.

ويبدو أن هذا العقل الباطن يتكون من شقيين: واحد يمثل الخير وكل ما تمثلهالكلمة ويرتبط بها، وهو مصدر الإبداع بكافة مستوياته. وآخر يمثل الشر، وكل ما تمثلهالكلمة وما يرتبط بها، وهو مصدر الجنون بكافة مستوياته.

كما يبدو أن مخازن المعرفة هذهتتفاوت في عمقها، ولو افترضنا هنا جدلا وعلى سبيل التبسيط أن العقل يتكون من عشرةمخازن من مخازن المعرفة فقط، لقلنا أن منشأ الإبداع في ابسط حالاته ينبع من المخزنالأول، والذي هو الأقل عمقا، بينما نجد أن المخرجات الإبداعية تكون أكثر قيمة ووزن،كلما تعمق منشأها ضمن مخازن المعرفة العشرة المذكورة.

وتصبح أكثر قيمة ووزن وتعقيدورمزية وكودية كلما تعمق منشأ الإبداع أكثر فأكثر، فتكون المخرجات الإبداعية منالمخزن رقم خمسة مثلا، ذات وزن وقيمة أكثر خمس مرات من تلك التي تتولد من المخزنرقم واحد.

وتصبح هذه المخرجات عبقرية، فذة، مدهشه، ومزلزلة، إذا ما كان منشأ الفكرةأو المخرجات الإبداعية عميقا جدا ضمن هذه السلسة...وهكذا حيث تتشكل لحظة الوجدوالتي تمثل حالة انكشاف هائلة من المعرفة والقوة المخزنة في ثنايا العقل الباطن إلىالحد أن البعض يظن أن ما يحدث هو عبارة عن حالة توحد مع العقل الكوني.

وكلما تعمقمصدر المعلومة أو الفكرة أو المخرج الإبداعي، كلما كانت الفكرة أكثر عبقرية وقيمةووزن، ولو أن مصدر المخرجات الإبداعية كان مخزن المعرفة الأكثر عمقا على الإطلاقفالأرجح أن هذه المخرجات إلا بداعية ستكون كاملة المواصفات وعبقرية في حدها الاعلى، وتمثل انعكاس للمعرفةالمطلقة في أعلى صورها وتكاملها.

أما فيما يتعلق بالآلية التي يحدث فيها تفعيل مخازنالمعرفة من خلال إحداث ما يشبه الخلخلة في الجدار الفاصل بين العقل الواعي والعقلالباطن للسماح بولادة وخروج الأفكار والمخرجات الإبداعية على اختلاف أشكالهاوأنواعها، فذلك مرتبط بشكل وثيق بوزن وطبيعة المصيبة وتوقيتها وأثرها في الطفل. وما ينتج عن ذلك من تغير في كيمياء الدماغ وبالتالي ولادة الطاقة البوزيترونية.

ويمكن القول ومن واقع الدراسات الإحصائية والتحليلية التي قمت على إجرائها، أناليُتم والذي قد يفجع الطفل من سن ما قبل الولادة إلى سن 21 عام، هو أهم العواملالتي تؤثر على الدماغ وتزيد في نشاطه من خلال ما يحدث من تغير في كيمياء الدماغ وبالتالي زيادة نسبة الطاقة المتشكلة والتي تؤدي الى تفعيل قطاعات المعرفة الاعمق كلما كانت نسبة هذه الطاقة اعلى، أي ان العلاقة طردية بين وزن الفجيعة والطاقة المتشكلة وبالتالي عبقرية المخرجات الابداعية.

ويلاحظ من خلال وزن وقيمة المخرجات الإبداعيةاللاحقة، أن الأثر يكون أعظم كلما كان اليتم أبكر من حيث التوقيت: فنجد أن أعظمالناس عبقرية على الإطلاق هم أيتام قبل الولادة مثل نيوتن.

يليهم في العبقرية منتيتم في السنة الأولى مثل جان جاك رسو على سبيل المثال لا الحصر. ثم السنةالثانية... وهكذا.
وذلك على الرغم أن تراكم المآسي في حياة طفل تيتم في السنةالخامسة من عمره مثلا، قد يجعل من دماغه يعمل بطريقة أعظم وأكثر نشاطا مقارنة معطفل آخر تيتم في السنة الأولى، لكن لم تتكرر المآسي في حياته بنفس كثافة ما حدث لابنالخامسة، فتكون المخرجات الإبداعية أعظم عند من تيتم في سن الخامسة، وذلك كنتيجةللمؤثرات التي تزيد من نشاط الدماغ وتعمل على تحفيزه.

وهنا لا بد من التنويه بأنزمن وقوع اليتم يبدو مهما جدا في التأثير على طبيعة المخرجات الدماغية. فبينما نجد أن من تيتمفي السنة الأولى يميل إلى الإنتاج الفكري والفلسفي ويبدو كأنه في مهمة للبحث عن الحقيقية، وفي نفس الوقت لديه القدرة علىالإنتاج في مجالات متعددة، نجد أن الأيتام من السنة الرابعة وحتى العاشرة يبدعون فيمجال الدراسات العلمية مثل الرياضيات، والهندسة، ومن ثم البيولوجيا، وبعد ذلك الفلك فيسن العاشرة.

بينما نجد أن الأيتام في سن المراهقة غالبا ما يصبحون قادة، أفذاذ، كرزميون، لكن مع ميل شديد للقتل الجماعي الذي لا يرحم وسفك الدماء، مثل هتلر وستالين ونابليونوغيرهم من القادة الذين تيتموا في سن المراهقة.

بينما نجد أن الأيتام ما بينالسابعة عشرة والحادي والعشرين هم في اغلبهم مخترعون ومكتشفون، مثل جوتنبرغ وجميسواط والاخوين رايت، وهو ما يشير إلى أن توقيت الصدمة يكون له تأثير على قطاعاتمختلفة من مخازن المعرفة والقدرات في الدماغ حيث يبدو أن لذلك علاقة بمستوى النمووالنضوج في الدماغ، ولذلك نجد بأن الأثر يكون محدودا بعد سن الحادي والعشرينوالتي يكتمل فيها النضوج العقلي.حسب ما يقوله علم النفس.

وفي عودة للحديث عن الآلية التي تجعل الدماغ يعملبنشاط اكبر فذلك يرتبط بزيادة حادة في كيمياء الدماغ التي تتناسب طرديا مع مدى وقوةالصدمة التي تصيب الطفل وتوقيتها، حيث يبدو أن هذه الزيادة في كيمياء الدماغ تؤديإلى تولد طاقة تتناسب في قوتها طرديا مع وزن المصيبة وقوة أثرها، وكلما كانتالمصيبة أعظم كلما كانت كيمياء الدماغ أكثر دفقا، وبالتالي تتولد طاقة أعظم، وكلماكانت هذه الطاقة أعظم كلما أدى ذلك إلى جعل مصدر الفكرة الإبداعية أو المخرجاتالإبداعية أعمق ضمن قطاعات ومخازن المعرفة الأكثر عمقا في دماغالإنسان.

وفي الغالب نجد أن العباقرة هم أشخاص تيتموا في سن مبكرةجدا، و/أو تكررت المآسي في حياتهم، بحيث يظل مستوى الدفق الكيماوي في أدمغتهم عالياجدا ومتجددا، وبحيث تظل هذه الأدمغة بيئة صالحة لحدوث مزيد من الانفجاراتالبوزيترونية المهولة والمولدة لمزيد من الطاقة اللانهائية وغير المحدودة، مما يؤدىإلى خلخلة الحجاب الفاصل بين العقل الواعي والعقل الباطن مصدر المعرفة والقوةالمعرفية المطلقة، وبالتالي تؤدي إلى تنشيط قطاعات عميقة جدا من مخازن المعرفة فيأدمغتهم ، فتتولد من هذه القطاعات مخرجات إبداعية عبقرية، فذة، ومدهشةللغاية...وتتدفق هذه المخرجات الإبداعية بصورة سحرية، مذهله، ولا واعية ومخيفة فيأحيان كثيرة حتى للمبدع نفسه، لان مثل هذه الولادة تكون مصحوبة بإحساس أشبه ما يكونبفقدان للسيطرة، مما يدفع البعض للاعتقاد بأن العبقري شخص ممسوس، أو أن شيطانا للشعروالإبداع يسكن في ثنايا الدماغ، وهو المسئول عن لحظة الإلهام الشعري مثلا..

إذا ...

- هل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟
يتبع،،

ايوب صابر 03-21-2012 09:52 AM

الفصل الثامن:

- هل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟

-وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟

على الرغم من التقدم الهائل الذي احرزه العلم في فهم طبيعة الدماغ تشريحيا لكن يكاد يكون هناك اجماع على ان اليات عمل الدماغ ما تزال من الاسرار المعقدة.

وعلى الرغم من الاجهزة التي طورها الانسان تظهر الدماغ كهاز طاقة مثله مثل القلب، وتسجل هذه الاجهزة ما يبدو انه نشاط كهربي للدماغ ، لكن ما يزال هناك اختلاف في طبيعة الطاقة المحركة للدماغ. مثلا، يقول د. احمد توفيق في كتابه" ايقظ قوة عقلك الخارقة" في وصفه للدماغ وطريقة عمله " هذه الخلايا المخية تملك القدرة على توليد طاقة شبه كهرباية، نتيجة لتفاعلات كيماوية معقدة، تحدث داخل الخلية او حولها او نتيجة لتأثيرها على خلية اخرى مجاورة، وهذه الشحنة شبه الكهربائية والتي لا يعرف كنهها او تفسيرها هي سر الحياة نفسها".

ويشبه الدكتور احمد توفيق في مكان آخر من كتابه المذكور العقل بـ "مولد قوي، مولد يفوق في طاقته وقوته اعظم الشلالات".

لكن هناك من يرى بأن لكيمياء الدماغ اهمية عظيمة في عمل الدماغ فهو يحتوي على مواد كيماوية تسمى الموصلات العصبية وهي ثلاثة انواع ( السيروتربين، والكولين، والادرناليين). .

والبعض الاخر يرى بأن الدماغ يعمل بمبدأ الموجات الكهرومغناطيسية.

وايٍ كان الاعتقاد فلا شك ان هناك اجماع بأن الدماغ جهاز طاقة وهو حتما يعمل بمبدأ الطاقة حتى وان اختلف العلماء في طبيعة الطاقة المحركة للدماغ وآليات عملها.

وتكمن اهمية فهم الدماغ والتعامل معه على اساس انه جهاز طاقة مثله مثل أي ماتور او مولد او ماكنة، لكنه اقواها على الاطلاق، تكمن تلك الاهمية فيما يمكن عمله لزيادة قوة هذا الجهاز وبالتالي زيادة فعاليته وقدراته، او على الاقل تحسين مخرجات عمله بهدف الاستفادة القصوى منها، والوصول في نهاية المطاف الي الابداع في اعلى حالاته والعبقرية الفذة في كافة المجالات وهي حتما جميعها مخرجات علقية.

ويبدو ان الامكانية لزيادة قدرات الدماغ بصورة اصطناعية كما يحدث في الماكنات الكهربائية والكهرومغناطسية ما يزال بعيد المنال، ولكنه في ظل التقدم التكنولوجي المذهل اصبح امر ليس مستبعد ابدا.

ولا شك ان الطب قد نجح في تطوير عقاقير طبية تعمل على تهدئة او زيادة النشاط الكهربي والكيماوي للدماغ، بهدف اعادة التوازن له احيانا وعند وجود حاجة لذلك، كما يحصل في حالة نوبات الصرع مثلا. كما يلجأ الاطباء في احيان اخرى الى الصدمات الكهربائية للوصول الى نفس الغرض، خاصة في حالة استفحال فقدان السيطرة على الدماغ والذي يعرف بالمرض النفسي.

ولا ننسى ايضا ان الطعام والرياضة هما ايضا عناصر مهمة في زيادة قدرات الدماغ وتحفيزه.

- فهل الدماغ جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرته على الانتاج؟

إن ما توصل اليه العلم من اكتشافات في مجال الدماغ، سواء من خلال علم التشريح او الطب النفسي ، لا يدع مجال للشك في ان الدماغ جهاز مرن يعمل بمدبأ الطاقة بغض النظر عن هذه الطاقة ، وانه يمكن زيادة كفائته وفعاليتة وقدرته على الانتاج وتوليد الافكار الابداعية. ويمكن ايضا ضبطه والتحكم فيه وتوجيهه ليعطي مخرجات افضل واكثر عبقرية.

وقد اتضح لي وبالدليل الاحصائي ومن خلال عدد من الدراسات الاحصائية والتحليلة التي اجريتها على عدد من العينات وهي تحديدا :
- عينة الخالدون المائة.
- عينة كتاب افضل مائة رواية عالمية.
- عينة اعظم الناس أي الذين لقبوا باسم " العظيم" عبر التاريخ.
بأن الاحداث والتجارب الصادمة في الطفولة المبكرة واعظمها وزنا: اليتم الفعلي، يليه اليتم الاجتماعي، ثم الازمات الحادة، تعمل جميعها على زيادة الطاقة الذهنية، والتي اذا ما احسن استثمارها، وتوجييها تخرج على شكل مخرجات ابداعية، قد تصل الى حدود العبقرية عند البعض، حيث اتضح وبالدليل الاحصائي ان معظم الافراد في العينات المذكورة اعلاه جاءوا من بين الاشخاص الذين تعرضوا لتجارب صادمة في الطفولة المبكرة وبنسة تقترب من 100% ، وان نسبة تزيد عن 50% من بنيهم مروا في تجربة اليتم الفعلي في فترة الطفولة التي تمتد حسب علماء النفس مما قبل الولادة الى سن الحادي والعشرين.
وفي ذلك مؤشر الى ان الاحداث الصادمة تؤدي الى زيادة في دفق الطاقة الذهنية اين كانت طبيتعها وماهيتها، رغم انني ارى بأنها طاقة البوزترون الناتجة عن تصادم المادة بنقيضها، كما اوضحت ذلك في مكان آخر.

وهذه الطاقة هي التي تعطي الدماغ قدرته الخلاقة وتجعل العلماء يعتقدون بأنها لا محدودة ولا نهائية. فالمعروف علميا بأن غرام واحد من المادة اذا ما ارتطم بغرام من اللامادة يؤدي الى تولد طاقة تعادل الطاقة المتولدة من مائة قنبلة هيدروجينية.
يلاحظ هنا طبعا ان مثل تلك الطاقة تتشكل في الدماغ من دون تدخل الانسان وتأتي كنتيجة للاحداث التي قد تعصف بالانسان.
ولكن يبدو ان البشرية ادركت مبكرا قدرتها على تطويع الدماغ وزيادة فعاليته. وقد تمكنت فعلا عبر الزمن من تطوير اساليب متعددة لزيادة قدرات الدماغ. فهناك مثلا ما يشير، وحسب ما كشفه علماء الاثار، الذين يعتقدون ان الفراعنة كانوا قد خصصوا هرما مشيدا على هرم آخر مقلوب ومشيد تحت الارض، وهذه الاهرام تحتوى على غرف بعدد نوتات السلم الموسيقي، ويربط بينها اخدود عمودي راسي. ويقدر علماء الاثار ان الفراعنة كانو يطلقون صوتا على آلة معينة، فيتحرك الصوت ضمن آلية هندسية متقدمة عبر الغرف المذكورة ومن خلال الاخدود الى الهرم السلفي ثم تعود لتصدم بدماغ الشخص بهدف تحسين قدراته العقلية وقوته الدماغية. ويذهب البعض الى الاعتقاد بأن الفراعنة وغيرهم من ابناء الحضارات البائدة كانوا ينقولون الاجسام الثقيلة بواسطة الموجات الدماغية الكهرومغناطيسية التي يتم توقيتها بمثل تلك الطقوس والاليات.

ويجد الباحث ان مختلف الشعوب خاصة شعوب جنوب شرق اسيا سعت الى السيطرة والتحكم في قدرات الدماغ وزيادة فعاليته من خلال تطوير اساليب ورياضات لتلك الغاية. ولا شك ان رياضة اليوغا تعتبر نموذجا لهذه الرياضات التي يطلق البعض عليها احينا اسم الرياضات الروحية.

ولا شك ان الكثير من الطقوس والرياضات المشابهه والتي مارستها البشرية عبر الزمن كانت تهدف إما الى زيادة حدة نشاط الدماغ او للتخفيف من ذلك النشاط، وبما يحفظ التوازن عند الانسان من ناحية ويزيد من قوة وفعالية دماغه وبالتالي يحسن من اداؤه.

وحديثا تمكن علماء التنمية البشرية من تطوير اليات للتحكم بالطاقة الحيوية الى حد انهم تمكنوا من دفع الانسان الى السير على الزجاج او النار دون ان ان يشعر بالخوف او الالم. والغاية النهائية لهذه التمارين طبعا هو زيادة التحكم بالقدرات الذهنية وزيادة الفعالية والاداء.

كل ما قيل يشير بل ويؤكد الى ان الدماغ هو فعلا جهاز طاقة، وهو مرن يمكن التحكم فيه ، ويمكن شحذه وتدريبة ، وزيادة فعاليتة.

وما تزال الانسانية تسعى لمزيد من المعرفة في مجال علم الدماغ واليات التحكم في القدرات العقلية بهدف زيادتها وزيادة الكفاءة في الاداء. ولا شك ان علم البرمجة اللغوية العصبية تهدف وتسعى لهذه الغاية. وهي ترمي احيانا الى زيادة الكفاءة من خلال تنشيط عمل شقي الدماغ من خلال برامج تدريبية معينة تم نتطويرها لهذه الغايات.

حتى ان المتخصيين في علم الادارة طوروا بدوهم اساليب لزيادة الكفاءة والقدرة الذهنية في مجالهم وذلك من خلال تطوير اساليب ادارية مثل العصف الذهني، وتصنيف المهمات الى اولويات وما الى ذلك من آليات تحسن من الاداء وتزيد من فعالية الموظف الذهنية والانتاجية.

واليوم نجد ان الجهود المتعلقة بتطوير آليات والكشف عن اساليب جديدة للسيطرة والتحكم في الدماغ وقدراته تتسارع وتزداد بشكل واسع ويزداد الاهتمام في هذا المجال ، وذلك في تواز مع التقدم والتوسع في فهم طبيعة الدماغ، ذلك على الرغم ان التقدم في هذا المجال ما يزال بطيئ للغاية ويمكن فعلا القول بأن علم الدماغ ما يزال يحبو.

ونجد ان الكثير من هذه الاساليب التي يعمل المتخصصون على تطويرها تهدف في معظمها الى تحسين عمل المخلية، وبعضها الاخر يسعى للاستثمار الافضل للالية الخلاقة للدماغ، وبعضها يرى بأنه يكمن استثمار الطاقة المهولة للدماغ من خلال ضبط وتوجيه الاتجاه الذهني والتحكم بطبيعة الافكارالتي تتوارد في الذهن.

وكل هذه الاساليب تقريبا ترى بأن العقل الواعي محدود القوة، ويمكنه ان يدفع العقل الباطن الذي يمتلك القوة اللامحدودة واللانهائية من اجل تحقيق كل ما يرغب فيه الانسان من نجاح، وصحة، ومال الخ، علما بأن ذلك يتم حسب طرحهم من خلال التحكم في الاتجاه الذهني والافكار ضمن اليات واساليب محددة طوروها لهذه الغايات.

وربما ان اكثر هذه الاساليب شهرة حاليا هو الاسلوب الذي طورته الكاتبة الاسترالية روندا بايرن في كتابها الشهير " السر" .

والكاتبة المذكورة ترى بأن الدماغ لديه قدرة هائلة اطلقت عليها اسم (قانون الجذب)، وان الانسان يجذب لنفسه الخير وما يرتبط به من خلال حسن استخدام قانون الجذب الدماغي. كما يمكنه ان يجذب لنفسه الشر وما يرتبط به من خلال سوء استخدام قانون الجذب هذا.

وتعتقد الكاتبة المذكورة بأن العباقرة العظماء في التاريخ هم اناس كانت لديهم دراية ومعرفة في آليات تسخير قانون الجذب ليعمل لمصلحتهم. وترى روندا بايرن ايضا بان الانسان يمكنه ان يجذب لنفسه أي شيء يرغبه ويحقق النجاح والعبقرية من خلال تطبيق آليات قانون الجذب التي اسهبت رواندا في شرحها في كتابها المذكور. وتقول انها حققت هي شخصيا الشهرة الواسعة والملايين بعد تسخيرها لقانون الجذب ليعمل لمصلحتها.

ولن تتوقف هذه الجهود الهادفة الى زيادة التحكم في قدرات الدماغ وتسخيرها لزيادة الانتاج والفعالية، بل ربما ان السنوات القادمة ستشهد تقدما هائلا في مجال علم الدماغ واليات عمله.

من هنا ولدت فكرة الارشادات لاكتساب العبقرية موضوع هذا الكتاب، والتي سيتم عرضها وشرحها فيما يلي، والتي قمت على تطويرها كنتيجة لورشة حوار وعصف ذهني تمت من خلال الموقع الالكتروني "منابر ثقافية" بمشاركة ثلة من الشباب والصبايا الكرام والذين ساهموا مساهمة فاعلة في بلورة هذه الارشادات وتطويرها, وقد اطلقت عليها اسم " قوانين اكتساب العبقرية".

واملي ان تشكل هذه لبنة جديدة تضاف الى هذا التراث الذي يتسع يوما فيوما في مجال تطوير آليات تحفيز الدماغ واستثمار طاقاته لتحسين الاداء والانتاجية وصولا الى العبقرية.
ولكن هذه القوانين تمتاز عن كل ما سبقها وحتما تقدم اضافة مهمة للغاية لهذا التراث، لانها وضعت بناء على الفهم الجديد وغير المسبوق الذي تطرحة "نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية" والتي قدمت ولاول مرة تفسير مدعوم بالدراسات الاحصائية لسر العبقرية عند العباقرة العظماء عبر التاريخ. مما يجعل قوانين اكتساب العبقرية غير مسبوقة ايضا.

فما هي هذه الارشادات وما هي الاليات التي تسخرها وتوظفيها "قوانين اكتساب العبقرية" لاكتساب العبقرية؟

يتبع ،،
قوانين اكتاسب العبقرية!

ايوب صابر 03-30-2012 06:59 PM

" ان الرجل الذي عقد النية على الفوز، لا ينطق بكلمة مستحيل"

نابليون بونابرت



***************

قوانين اكتساب العبقرية

ايوب صابر 03-30-2012 08:47 PM

قانون رقم 1 : حدد هدفك
* تحديد الهدف والسعي والمثابرة وبذل الجهد من اجل تحقيق ذلك الهدف شرط أن يكون هذا المجهود في الاتجاه الصحيح.


الهدف: هو الصورة الذهنية والتصور العقلي للانجاز المطلوب تحقيقيه خلال مدة زمنية معينة، قد تقصر وقد تطول، والذي سوف تسعى لتحقيقه، وتبذل في سبيل ذلك أقصى جهد، وتسخر كافة طاقاتك الجسدية والذهنية، وتستثمر كافة إمكاناتك ومهاراتك العقلية في سبيل تحقيقه، وجعله واقعا ملموسا.

آلية تحديد الهدف: إن أهم خطوة في مسيرة الوصول إلى النجاح وتحقيق العبقرية هو وضوح الأهداف. فلا بد لكل من يريد أن يحقق النجاح في أعلى صوره، أن يقرر في وقت مبكر، إلى أين يريد أن يصل، وتعيين الهدف، أو الأهداف، التي سوف توصله إلى هناك.

بادر إذا إلى تحديد هدفك أو أهدافك نحو الانجازات العبقرية، ثم عليك أن ترسم هذا الهدف الذي حددته على شكل صورة ذهنية، وتصور عقلي.

وعليك أن تتسلح بالإيمان والقناعة التي لا تتزعزع، أن باستطاعتك الحصول على كل ما ترغب به وتسعى إلى تحقيقه.

كن دائما ايجابيا ومتفائلا بحتمية تحقيق هدفك. ثم وجه أفكارك نحو تحقيق الهدف المرسوم، وركز قدراتك نحو تحقيقه.

تسلح بالإرادة القوية، الصارمة والشعور الطيب، والتي هي أدوات العقل الواعي ووسيلة ما يسجله العقل الباطن، واصدر أوامرك الواضحة للعقل الباطن، وأوحي له بأهدافك المحددة.
وكن على ثقة تامة أن العقل بشقيه الواعي، والباطن وبقوته اللامحدودوة واللانهائية، يمكنه أن يجلب، ويحقق لك الأهداف التي رسمتها وحددتها.

وتأكد انك حين تحدد وتتخذ قرارا بالهدف الذي تصبو أن تصل إليه، ثم ترسم صورة ذلك الهدف وتجسده كتابياً، ثم تسجله كأمر صارم لدى العقل الباطن، وتحافظ على اتجاه ذهني ايجابي متفائل بحتمية وصولك إلى الهدف المنشود، وتشعر إزاء ذلك كله شعورا طيبا، فانك سوف تحصل بالضرورة على انجازات غير محدودة.

احرص على أن تبذل جهدك في الاتجاه الصحيح: إن تحديد الأهداف وإتباع الأسلوب السليم في رسمها وتصويرها، ومن ثم السعي لتحقيقها عبر الآلية المذكورة أعلاه، لا يكفي لوحده للوصول إلى النجاح، فلا بد أن يكون هذا المسعى في الاتجاه الصحيح.

ولكي يكون في الاتجاه الصحيح، يجب على الإنسان الساعي إلى تحقيق النجاح، والانجازات العبقرية، أن يتعرف أولا على ذاته، وشخصيته، وميوله، ورغباته، وسجيته، ونقاط القوة والضعف عنده.

عليه أن يتعرف إلى طبيعة هذه الشخصية عند وضعه للأهداف، وعليه أن يحدد أهدافه التي تنسجم مع هذه الطبيعة، والميول والرغبات، وان ينطلق دائما في مسعاه لتحقيق أهدافه على سجيته.

ذلك لان السعي لتحقيق أهداف لا تتناسب مع طبيعة شخصية الساعي، وميوله، ورغباته، ولا تنسجم مع كيانه الجسماني، والعقلي، هي وصفه أكيدة للفشل أو الإنجاز الضئيل.

فلا بد أن يكون الإنسان محبا، وسعيدا، بل شغوفا بما يعمل، وهذا الشغف لا يمكن أن يتوفر إذا كانت الأهداف المرسومة لا تتناسب مع طبيعة الشخصية، وميولها، وسجيتها.

إن مجموع ما يشكل ذواتنا وبالتالي يفرض علينا ميولا، وسجية معينة، يختلف بالضرورة عن مجموع ما يشكل ذوات حتى اقرب الناس لنا. ومن هنا لا بد من استكشاف ذواتنا وميولنا أولا وقبل أن نحدد أهدافنا، فما هو مناسب لغيرنا وحتى لأقرب الناس لنا قد لا يناسبنا. ولا بد أن تتلاءم أهدافنا مع طبيعة شخصيتنا وذواتنا الفردية.

ذلك لان اختيار الأهداف الصحيحة المنسجمة مع سجيتنا تجعلنا نندفع للعمل برضا، وسعادة، دون كلل أو ملل، ونُسَخِرّ كامل طاقاتنا، ومؤهلاتنا، ووقتنا، لتحقيق أهدافنا عن طيب خاطر، وفي ذلك مؤشر إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح ، وفيه ضمانة لتحقيق النجاح والانجازات العبقرية.

لقد وجدت من خلال دراستي الإحصائية التحليلية لعينة "الخالدون المائة"، أن مرور الطفل في تجارب صادمة في زمن الطفولة، والذي يمتد حتى سن الحادي والعشرين، مثل اليتم والذي هو أهمها وزنا وأثرا على الشخصية، يؤدي بالضرورة إلى بروز سمات وصفات معينة ومشتركة، لا بل ويوفر المجال لمخرجات عبقرية محددة ومتشابهه لدى الأيتام الذين يشتركون في تجربة اليتم في سن محددة.

فالأيتام في السنوات الأولى من العمر وحتى الرابعة أكثر ميلا وإبداعا على ما يبدو في مجالات الفكر، والفلسفة، رغم أنهم متعددو القدرات، والمخرجات الإبداعية، ويمكن أن يبدعوا في مجالات الأدب، والقيادة، والعلوم، والفن، أيضا وفي نفس الوقت، وغالبا ما يكون إبداعهم أصيلا عبقريا في أعلى صور الانجاز.
بينما يكون الأيتام من سن ألرابعة وحتى الثامنة، أكثر ميلا إلى الرياضيات، والعلوم بكافة فروعة.
ويميل الأيتام من الفئة العمرية من ثمانية وحتى الثانية عشرة إلى الفن والفلك.
ويميل الأيتام من الفئة العمرية من الثانية عشر وحتى السادسة عشرة إلى القيادة الفذة.
أما الأيتام من سن السادسة عشرة وحتى سن الحادي وعشرين فهم يميلون إلى الاختراع والاكتشاف.

وعلى الرغم أن هذه الاستنتاجات أولية في طبيعتها نظرا لمحدودية البحوث التي أجريت بشأنها، لكن يمكنني القول بكل ثقة أن الأيتام، أو الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم المبكرة إلى تجارب صادمة، والساعين إلى تحقيق انجازات مهمة، وعبقرية، يمكنهم اعتماد هذه التصنيفات كموجه ومؤشر لهم في تحديد أهدافهم، واختيار الدرب الصحيح الذي يمكنهم السير فيه لتحقيق انجازات عبقرية.

لكن تظل القاعدة الأساسية التي تحكم اختيار الأهداف هو انسجامها مع طبيعة شخصية كل فرد وميوله، وسجيته.

فمرة أخرى لا يمكن اعتبار ما هو مناسب لغيرنا مناسب لنا، حتى لو اشتركنا معهم في تجارب صادمة في سن مماثلة، فربما أن عوامل كثيرة وراثية، وبيئية، ونفسية، واجتماعية، وتربوية، تتفاعل وتؤدي في النتيجة إلى تمايزنا، وتشكل ميول شخصية مختلفة عن تلك التي يمكن أن تكون بارزة عند من نعتبرهم قدوتنا، كنتيجة لتماثل او تشابه حياتهم مع حياتنا، وتجاربهم مع تجاربنا.

وسواء كنت من فئة الأيتام، أو من الذين مروا بتجارب صادمة، أو كنت من الفئة الأخرى التي عاشت حياة اقل ألما ودرامية، تذكر دائما انك تمتلك أداة وآلة خلاقة، مرنة، غير محدودة القوة، والقدرة اسمها العقل الباطن.

لذلك كله لا تقلل أبدا من شأن نفسك، ولا تستهن مطلقا بما يمكنك انجازه وتحقيقه.

ضع نصب عينيك أهداف عبقرية دائما، ولا تستمع لدعوات من يحاولون إقناعك بجعل أهدافك هزيلة متواضعة قليلة الشأن بدعوى الواقعية، فهم حتما لا يدركون طبيعة هذه الأداة الخلاقة التي تمتلكها، ولا يدركون قوتها، ولا يعرفون ما يمكن أن تحققه إذا ما حددنا لها أهدافا واضحة وجلية، وكانت هذه الأهداف في الاتجاه الصحيح المنسجم مع ذواتنا وطبيعتنا.

امض على سجيتك بسعادة، وشغف، وسَخِرّ كل ما لديك من إمكانيات لتحقيق أهدافك العبقرية، ولا تقبل ابدا بما دون النجوم.

ايوب صابر 04-19-2012 01:00 PM

قانون رقم 2: التعرف إلى آليات تشغيل طاقة العقل باستخدام تقنيات البرمجة اللغوية العصبية:

* التعرف إلى آليات متميزة لتشغيل العقل بقدرته القصوى، وبهدف تفعيله ودفعه إلى تحقيق انجازات فذة عبقرية، من خلال تدريبات و تمارين معينة وآليات تفكير ممنهجة...مثل إتقان مناهج وأساليب ومبادئ البرمجة اللغوية العصبية.

البرمجة اللغوية العصبية: ينظر إلى البرمجة اللغوية العصبية على أنها مجموعة طرق وأساليب ومبادئ تهدف إلى مساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وانجازات أفضل في حياتهم. وهي وسيلة لعلاج نفسي سلوكي ذاتي، يتم من خلالها وضع خطة للنجاح، واستخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الناجح، وتفكيك المعتقدات القديمة التي تُشخص على أنها معيقة للتطور الفردي.

العقل كَوّنٌ واسع وجهاز لا محدودة القدرة: على الرغم من التقدم العلمي الهائل في مجال الدماغ والتشريح على وجه الخصوص لكن هناك إجماع بأن العقل ما يزال كَوّنٌ غامض ولا يعرف عنه العلماء إلا الجزء اليسير جدا سواء من نواحي التركيب ، أو السعة والقدرة، أو الطريقة التي يعمل بها.

وإن كان العقل الواعي يبدو مذهلا، وخارقا، يرى بعض العلماء بأن قوته الخارقة هذه لا تقارن بقدرة العقل الباطن الخلاقة ، اللامحدودة ،الكامنة والخفية، والتي تفوق التصور.

ويرى سجموند فرويد مثلا في مقارنة بين قدرات العقل الواعي والعقل الباطن، انه إذا كان العقل الواعي يمثل الرأس الظاهر من قمة جبل الجليد the top if the Iceberg فأن العقل الباطن يمثل الجزء الضخم المطمور في المحيط من جبل الجليد.

ويرى العلماء أيضا بأن قوى الدماغ الهائلة والخارقة هذه وبمجموعها الواعي واللاواعي، تظل عند 99 من بين كل 100 شخص نائمة وكامنة طوال حياتهم، ذلك لأنهم من ناحية لا يدركون وجود مثل هذه القوى والقدرات، ومن ناحية أخرى لا يعرفون كيفية تفعيلها أو الاستفادة منها، فالإنسان يولد من دون دليل للاستخدام لقدرات العقل وأحيانا كثيرة يتم لجم قدراته العقلية من خلال برمجة سلبية وخاطئة تتم من قبل الأهل، وما يتلقاه من تعليم وتربية، ومعلومات ومُثل ومبادئ وقوانين قد لا تكون بالضرورة صحيحة، وتؤدي إلى برمجة عقلية خاطئة.

ويشبه بعض العلماء قدرات الدماغ بسرعات السيارة، وهم يرون أن البعض يقود السيارة على السرعة الأولى، والثانية، لكنهم لا يدركون وجود السرعات الثالثة، والرابعة، والخامسة، الخ..

ويرى البعض الآخر من العلماء أن الدماغ هو أشبه بجهاز كمبيوتر ضخم لا حدود لسعته وقدرته، وان كثيرا من الناس لا يستخدمون هذا الجهاز بكفاءة، لأنهم لم ولا يفهموا تعليمات التشغيل، ولم يحصلوا على تعليمات تشغيل الجهاز في الأصل.

وقد أدرك بعض العلماء ومنهم ( باندلر ) الخبير في مجال الكمبيوتر بأن أقوى جهاز كمبيوتر لا يعني، ولا يساوي شيئا من دون برنامج تشغيل، وانه من غير وجود الدليل الإرشادي للاستخدام لجهاز العقل، ومن غير التعرف على تعليمات التشغيل، ستظل قوى العقل كامنة وسنكون معرضين للفشل حتما.

ومن خلال خبرته ومعرفته بلغة البرمجة في أجهزة الحاسوب تساءل باندلر إذا كان العقل يعمل بنفس المنطق الذي يشغل أجهزة الحاسوب من حيث استخدام اللغة والبرمجة؟ وقد وجد أن لكل فعل يقوم به الإنسان برنامجا عقليا مكونا من خطوات، وانه متى تتابعت هذه الخطوات بنفس الطريقة كانت النتيجة نفسها، ومتى اختل ترتيب الخطوات تغيرت النتائج.

وعليه اكتشف باندلر أن كل أفعالنا وممارساتنا في الحياة تصدر عن برامج عقلية متكاملة، غالبا ما يستخدم فيها لغة العقل ، ووجد انه إذا كان البرنامج العقلي ناجحا سيكون العمل ناجحا، وإذا كان فاشلا سيكون العمل فاشلا.

كما اكتشف هذا العالم الفذ إمكانية التعديل في البرامج العقلية، وأنه يمكن الحذف منها، كما يمكن استعارة برنامجا عقليا من الغير، وهو ما أصبح يُعرف بالنمذجة أو المحاكاة العقلية.

وتمكن باندلر، خبير البرمجة الالكترونية، ومن خلال تعاونه مع عالم لغويات اسمه جريندر من نمذجة المهارات السلوكية عند البعض، كما تمكنا معا ومن خلال هذه النمذجة من تحديد الوسائل الناجحة والمتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودوا الحصول على النجاح، وهي النماذج التي سميت فيما بعد بالنماذج اللغوية العصبية، وبهدف استخدامها لتعليم الآخرين وتدريبهم على السلوك الموصل للنجاح.

وهكذا تم وضع مبادئ البرمجة اللغوية العصبية بهدف محاكاة الناجحين أو نقل النجاح من شخص إلى آخر، وبذلك ولدت نظرية متكاملة تشرح كيفية تقليد ومحاكاة أي شكل من أشكال التفوق الإنساني في زمن وجيز، ومن خلال مبادئ ومهارات يمكن التدرب عليها واتقانها.

كيف تخدم البرمجة اللغوية العصبية كوسيلة لزيادة الفعالية العقليةوصولا إلى العبقرية:
إن التعرف على مجموعة المبادئ الإرشادية والتوجهات والتقنيات التي جاء بها علم البرمجة اللغوية العصبية يخدم الإنسان في عدة مجالات مرتبطة بتحسين الأداء الشخصي. لكننا سنركز هنا على ما يقدمه هذا العلم، الجديد نسبيا، من فائدة لزيادة الفعالية العقلية بهدف تحقيق النجاح وصولا إلى العبقرية، وعلى اعتبار أن قضية النجاح والتفوق عملية يمكن صناعتها وليست وليدة الحظ أو الصدفة وان هناك دائما أسباب ومسببات ونتائج.

إن المطلع على تقنيات ومبادئ البرمجة اللغوية العصبية يجد إنها تساعد الإنسان على فهم الطريقة الصحيحة لاستخدام لغة العقل من اجل الوصول إلى النتائج المطلوبة وتحقيق النجاح والتفوق وصولا إلى العبقرية. واهم هذه المبادئ والتقنيات التي يمكن تسخيرها لهذه الغاية ما يعرف، بالمنذجة، وهي من أهم مهارات البرمجة اللغوية العصبية، وتشرح الطريقة التي يعمل بها العقل.

والنمذجة يتم وضعها بعد دراسة سلوك ومهارات معينة لعدد من الأشخاص استطاعوا بلوغ التفوق والنجاح، وبهدف الوصول إلى المعطيات المشتركة التي ساعدتهم على تحقيق ذلك التميز والنجاح، وكونت لديهم هذه الإمكانية وبالتالي نقل هذه الخبرة عن طريق التدريب للآخرين ومن خلال استخدام تلك النماذج العقلية التي يتم وضعها على اثر دراسة سلوك ومهارات أولئك المتفوقين. فهي إذا تساعد على معرفة استراتيجيات النجاح والتفوق والنبوغ عند الآخرين ومن ثم تطبيقها على النفس.

كما يستطيع دارس البرمجة اللغوية العصبية أن يكون أكثر فعالية وقدرة وكفاءة من خلال اختيار الأساليب الأنسب لتحقيق النجاح، نظرا لفهمه المكتسب للتقلبات والأحوال النفسية المختلفة، وإتقانه لمهارات واستراتيجيات التعامل مع كل حالة.

كما انه يتمكن من أحداث تغيرات حقيقية في طريقة عمله وحياته بيسر وسهولة ، ويتمكن من إطلاق طاقاته العقلية الكامنة، والتي لم تكن لتتفجر في مكامنها لولا إتقانه تقنيات البرمجة اللغوية العصبية التي توفر تلك الإمكانية.

كما يتعلم الذي يتقن تقنيات البرمجة اللغوية العصبية مهارة التحكم فيما يستحضر من ذكريات ويوظف ذلك ايجابيا لتحقيق النجاح والتفوق، وذلك من خلال السيطرة على الحالة الذهنية وامتلاك أنماط التفكير التي تؤدي إلى تحسين عملية التذكر والإبداع.

ويمكنه أيضا محو الذكريات السلبية والتجارب البائسة من ذاكرته وإضعافها ليزول أو يضعف أثرها السلبي الذي غالبا ما يكون معيقا للأداء المتميز والانجاز العبقري.

وتساعد البرمجة اللغوية العصبية صاحب الهدف على فهم الأبعاد النفسية المرتبطة بسعيه لتحقيق الهدف ، وبما يساهم في تمكينه من الوصول إلى الهدف أو الأهداف التي يكون قدر رسمها لنفسه.

ومن ضمن الفوائد الأخرى العديدة للبرمجة اللغوية العصبية، التعلم السريع مثل تعلم لغة في شهر واحد ، وإتقان القراءة التصويرية كأن تقرأ كتاب في عدة دقائق.

كذلك تفيد البرمجة اللغوية العصبية في تعلم استخدام اللغة للوصول إلى العقل الباطن وبرمجته، مما يساهم في تنمية المهارات وتسخير الطاقات ورفع الأداء.

ومن مهارات البرمجة التي تساهم في تحقيق النجاح والوصول إلى الانجازات العبقرية أيضا تعلم آليات التخيل البصري والترسيخ الذهني لتحسين الأداء.

كما توفر البرمجة مخرجا للإنسان الذي يفشل في مسعاه لتحقيق أهدافه من خلال مساعدته على التغير، وتفتح أمامه دروب ومسالك أخرى غير معتادة، حتى يصل إلى النجاح، ذلك لان البعض قد يفشل لأنه يتمسك بنفس الطريقة التي تؤدي إلى الفشل المتكرر، وعلى اعتقاد أن ما يقوم به هو الصواب، فتساعده مهارات البرمجة على تغير نفسه، وذلك من خلال إصلاح تفكيره، وشحذ همته، وتنمية ملكاته، ومهاراته، وتبصريه بالبدائل المتاحة للوصول إلى الهدف.

وخلاصة القول إن معرفة مهارات البرمجة اللغوية العصبية وتقنياتها ومبادئها يعني امتلاك دليل الإرشادات لتشغيل العقل بطاقاته وإمكاناته الكامنة واللامحدودة، وهو ما يحسن الأداء وبالتالي يحقق النجاح والعبقرية.

يتبع ،، القانون رقم 3 :

ايوب صابر 05-03-2012 01:54 PM

قانون رقم ( 3 ): إصرار وتصميم على النجاح
* رغبة جامحة وإصرار وتصميم على النجاح، واستيعاب الفشل إذا حصل، وتكرار المحاولة، والنظر إلى الإخفاقات على أنها مجرد تجارب تغني العقل وتجعله أكثر استعدادا وفعالية هو سبيل للوصول إلى انجازات عبقرية.

الرغبة الجامحة اقصر الطرق لتحقيق النجاح: إذا وصلت رغبتك في الحصول على النجاح والعبقرية درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستحصل على النجاح والعبقرية حتما.

يحكى أن شابا صينيا ذهب في العصور الغابرة يبحث عمن يعلمه الحكمة، فوصل عند حكيم يسكن في عزلة الجبل، اقترب منه الشاب وطلب منه أن يعلمه الحكمة، فلم ينطق ذلك الحكيم بشيء لفترة من الزمن، وتحت إلحاح الشاب طلب منه الحكيم أن يحضر دلوا من الماء ، فلما أحضره الشاب أمسك الحكيم برأس الشاب ووضعه في الماء، وضغط بكل قوته على رأس الشاب، حتى كاد أن يختنق، فلما اقترب الشاب من الاختناق تفلت بكل قوته من الحكيم، وهكذا انتهى الدرس دون أن ينطق الحكيم بكلمة حيث فهم الشاب أن الإنسان الساعي للوصول إلى الحكمة يجب أن يعيش حياته باحثا عن الحكمة بنفس الاندفاع والقوة التي يبذلها الإنسان من اجل الحياة عند لحظة الاختناق.

ويقال أيضا بأن الفيلسوف الإغريقي سقراط رد حينما سؤل عن السبيل للوصول إلى الحكمة قائلا" إذا وصلت رغبتك في الحصول على الحكمة درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستحصل على الحكمة".

ليس مهما إن كانت هذه الرواية من أصول صينية أو إغريقية، ولكن ما هو مهم معرفته أن الحكماء والفلاسفة القدماء عرفوا درب الوصول ليس فقط إلى النجاح في ابسط حالاته، وإنما عرفوا، وقبل 8000 عاما تقريبا، اقصر السبل للوصول إلى الحكمة، والتي هي حالة متقدمة من النجاح.
وهذا السبيل يتمثل كما هو واضح من المثال أعلاه في الرغبة الجامحة في تحقيق النجاح، والسعي للحصول عليه بنفس الاندفاع الذي يتحرك فيه الإنسان للحصول على الحياة عند لحظة الغرق أو الاختناق.

إذا يجب على الساعي لتحقيق النجاح ومن ثم العبقرية إن يندفع في سبيل تحقيق ذلك النجاح والعبقرية بكل طاقته وقوته واندفاعه وجموحه. ويجب أن يتحول السعي لتحقيق الأهداف المرسومة والواضحة والتي يكون الإنسان قد وضعها لنفسه في الاتجاه الصحيح، إلى فلسفة حياة وبرنامج عمل متواصل ومستمر.

وعلى الإنسان أن يبذل كل جهد وان يثابر من اجل تحقيق أهدافه، والمثابرة تعني الاستمرار في العمل من اجل تحقيق ألأهداف بكل همة وثابة ، ونفس متطلعة، ودون كلل أو ملل، وربما الإعادة في بعض الأحيان وإذا لزم الأمر، مع بعض التعديل اللازم.

على الإنسان أن يدرك بأنه إذا قرر النجاح وهيأ عقله له، وسعى لذلك بكل قوته، وأصر على تحقيق أهدافه، فسوف يحقق النجاح، خاصة إذا ما بذل الجهد في سبيل التحصيل المعرفي وإعداد نفسه، وسخر لذلك كافة إمكاناته وقدراته، وفهم طبيعة وآليات عمل الدماغ، وأتقن تقنيات البرمجة اللغوية العصبية، وإذا ما بدأ في مسعاه لتحقيق أهدافه من حيث وصل الآخرون.

عليه أن يتحلى بالصبر والمثابرة والإصرار على تحقيق النجاح، وعليه أن يستمر في المحاولة وتكرار المحاولة ، وتحفيز النفس على تحقيق الأهداف، وان لا يدع الآخرين يحبطوه ويجعلونه يعتقد بأنه لا يستطيع تحقيق النجاح، وان لا يستسلم للفشل إذا ما حصل، لأسباب قد تكون فوق طاقته.

بل عليه أن يتعلم كيف يتقن التعامل مع الفشل، وان يحد من أثره النفسي المزلزل.

على الإنسان أن يستوعب الفشل، وأن يتعامل معه على أساس انه حالة تأخير وليس هزيمة، وانه تَحَولْ مؤقت عن الوصول إلى الهدف وليس نهاية مميتة.

على الإنسان أن ينظر إلى الحياة على اعتبار إنها سلسلة من التجارب والخبرات، بعضها جيد والآخر سيء، وان لا يسمح للتجربة السيئة بأن تؤدي إلى تدمير ثقته بنفسه أبدا، وبقدرته على الأداء وتحقيق النجاح، أو ثنيه عن الاستمرار في العمل، وتكرار المحاولة بهمة ونفس وثابة.

لا تقلل من شأن نفسك أو من شأن قدراتك الشخصية أبدا مهما كانت فظاعة التجربة السيئة، وعلى الرغم من سلبية ومرارة تلك المشاعر التي تصاحب فشل التجربة، وانظر دائما إلى أن الفشل قد أصاب المحاولة فقط، وانه لم يترك أثارا مدمرة في ثنايا الدماغ أو النفس. بل اجعل الفشل حافزا لانجازات قادمة، وتعلم أن تجعل الإحباط والمعاناة قوة تساعدك على التقدم إلى الأمام، وتذكر "إن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة" كما قالوا.

يجب أن يكون الفشل معلما لنا، ومؤشر بأن هناك ربما حاجة إلى التعديل في الاتجاه ومضاعفة الجهود، وتسخير مزيد من المعارف، وليس مقبرة لطموحاتنا.

علينا أن نتعلم كيف ندرس، ونحلل أسباب فشل التجربة، ومن ثم تجنب مسبباتها في المراحل اللاحقة من سلسلة التجارب وبرنامج العمل المتواصل والذي نسعى من خلاله لتحقيق النجاح.

علينا أن نتذكر بأن الفشل الحقيقي والوحيد يتمثل في الكف عن المحاولة، والقبول بالفشل المرحلي على انه هزيمة نهائية لا مخرج ولا فكاك منها.
بل علينا أن نعود لننطلق بنفس الجموح والقوة والاندفاع والإصرار والتصميم وان نستمر في المحاولة ونكررها ما دام هناك حاجة لذلك الجهد حتى تحقيق الاهداف.

علينا الاستفادة من الانتكاسات المرحلية، أن كانت قد وقعت، وتطوير أساليب عملنا من واقع ما تعلمناه من هذه التجارب.

علينا أن نتعرف ونطلع وندرس ونتعلم من سيرة حياة العباقرة الأفذاذ، الذين تمكنوا من تحقيق انجازات عبقرية خالدة.

علينا أن نقتدي ونحاكي هؤلاء العباقرة الأفذاذ في نجاحاتهم، وان نعتبرهم نموذج يمكن الاستنارة بهم والسير على خطاهم.

وعلينا التدقيق في مسلكيات وأسلوب حياة وعمل هذه الشريحة من الناس، وان نطلع بتفصيل على قصص نجاحهم، وعلى اعتبار أن سلوكيات هذه الشريحة تشتمل على سلسلة من النماذج العقلية والسلوكية التي يمكن اعتمادها كبرامج لغوية عصبية تساعدنا على تحقيق نجاح مماثل أو ربما يفوق ما حققوه.

ولا شك أن الأمثلة على قصص النجاح والتي ينظر إليها على أنها نموذج يحتذى به متوفرة في كل مجالات المعرفة وفي كل العصور والأقطار، وتمتلئ بها كتب السيرة القديمة والحديثة، ويمكن الوصول إليها من خلال أدوات البحث الحديثة على الشبكة العنكبوتيه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قصة نجاح العالم المصري احمد زويل.

والمعروف ان هذا العالم ولد ونشأ في مدينة دمنهور وهي محافظة تبعد 45 كم من مدينة الإسكندرية، في 26 فبراير 1946 لأسرة مصرية بسيطة، حيث كان الأب يعمل مراقباً فنيا بصحة "دسوق"، وكان احمد الابن الوحيد إضافة إلى أخواته الثلاث.

حصل الدكتور أحمد زويل على الشهادتين الابتدائية و الإعدادية من مدرسة النهضة، و حصل على الثانوية من مدرسة دسوق-التي انتقل إليها والده للعمل بها- ثم التحق بكليةالعلوم جامعة الإسكندرية حيث حصل على البكالوريوس عام 1967 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ثم حصل على الماجستير في علم الأطياف عام 1969 ، وسافر بعدها د.زويل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ رحلته للحصول على الدكتوراه من جامعة بنسلفانياعام 1974، وعمل خلال تلك الفترة معيدا وزميلا وباحثا بنفس الجامعة.
وحصل زويل على زمالة جامعة بيركلي عام 1975، وعمل أستاذا مساعدا للطبيعة الكيميائية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتكCALTECH ) في "باسادينا Pasadena" من عام 1976حتى عام 1978 ثم أستاذا بنفس المعهد حتى الآن.

واستطاع أحمد زويل أثناء عمله العلمي في الولايات المتحدة أن يحقق نجاحا تلو النجاح، حتى صار واحدا من أساطير العلم، وربما أن أهم إنجازاته قاطبة هو ذلك الفتح العلمي العظيم في مجال الكيمياء(الفيمتوثانية) فقد استطاع هذا العالم، و لأول مرة في تاريخ العلم، تصوير عملية التفاعل الكيميائي التي لاتستغرق سوى لحظة من مليون بليون جزء من الثانية، فغير بذلك علم الكيمياء الحديثة،إذ لم يكن العالم يعرف بالضبط ماذا يحدث أثناء تلك اللحظة، وسلم العلماء طيلة السنوات الخمسين الماضية بالصورة التقريبية التي وضعها "ماكسبورن"، و"روبرت اوبنهايم" بما يسمى باللحظة الانتقالية التي تنفك خلالها الروابط الكيميائية للجزيئات وتقرن بجزيئات مادة أخرى ويولد عنها جزيء جديد لمادة جديدة.

وقد صمم د. زويل كاميرا جزئية لتصوير عملية التفاعل هذه والتي تحدث في وقت مثل ثانية واحدة في فيلم يستغرق عرضه 32 مليون سنة، وكانت النتيجة أكثر من "30" جائزة دولية، فقد حصل عام 1981 على جائزة بحوث الكيمياء المتميزة من مؤسسة (N.R.C) ببلجيكا، واختارته الجمعية الأمريكية للطبيعة زميلا لها عام 1982.

وخلال عامي 1982 و1984 منحته المؤسسة القومية الأمريكية للعلوم جائزتها، وفي عام 1989 حصل على جائزة الملك فيصل في الطبيعة وكان بذلك أول عربي يحصل على هذه الجائزة في العلوم. كما حصل على جائزة هوكست 1990، وقد تم اختياره في نفس العام كنموذج للشخصية المصرية الأمريكية‘ كما حصل على الدكتوراه من جامعة اكسفورد عام 1991 وفي عام 1993 حصل على جائزة وكالة ناسا للفضاء، ووشاح النيل عام 1994، والدكتوراه في فلسفة العلوم عام 1993 من الجامعة الأمريكية.

ولا شك أن رحلة نجاح د. زويل الباهرة لم تكن لتتحقق دون إرادة قوية نادرة، وعمل متواصل لسعات طويلة يقال أنها وصلت عنده إلى 20 ساعة عمل يوميا على مدى ستة وعشرين عاما، ثقف فيها بنفسه بنفس وتخطى كل العبقات وصمم على تحقيق أهدافه فكان له ما أراد وسعى له بكل قوة وتصميم وجموح.


وعلينا أيضا أن نتعلم استيعاب الفشل وتحويله إلى قوة تدفعنا إلى الأمام، وان نقتدي بمن حقق النجاح على الرغم مما أصابه من فشل متكرر أثناء سعيه للنجاح ، وعلى الرغم من الظروف شبه المستحيلة التي واجهته أثناء مسعاه، وكيف تمكن من معاودة الانطلاق والاستمرار في المثابرة والصبر والإصرار على النجاح.

ومن هؤلاء الأفذاذ العباقرة الذين تغلبوا على الفشل وتمكنوا من تحويله لقوة دافعة، على سبيل المثال لا الحصر، المخترع العبقري توماس اديسون، والذي اُخرِج من المدرسة بعد ثلاثة أشهر من التحاقه بها، لاعتقاد أساتذته بأنه شبه معاق لا نفع منه، لتقوم أمه على تدريسه في المنزل بقية حياته.

ونجد انه وعلى الرغم من اضطراره للعمل في سن مبكرة في وظائف وضيعة وصعبة ومتعددة، لكنه اقبل على المطالعة والدراسة والبحث والتعليم الذاتي، ليطلع على تراكمات المعرفة وأمهات الكتب ويعلم نفسه بنفسه ويبدأ من حيث انتهى الآخرون في مجالات الاختراع التي برع فيها وصمم على أن يحقق انجازات هائلة فيها.

ونجد انه وعلى الرغم من قسوة ما واجهه هذا العبقري من أزمات ومشاكل وتجارب فاشلة ومتكررة، مثل تعرضه لحوادث أدت إلى فقدانه السمع تقريبا، ثم فقدانه لوالدته التي كانت تعتني به وهو في سن الرابعة والعشرين، نجده وعلى الرغم من كل ذلك قد حقق نجاحا مبهرا وتوصل إلى اختراع المصباح الكهربائي، إضافة إلى عدد آخر هائل من الاختراعات المذهلة وصل عددها إلى 1093 اختراع ساهمت في تغير الوجه الحضاري للحياة البشرية.

والمهم في قصة نجاح هذا العبقري الفذ انه تمكن من استيعاب الفشل الذي واجهه مرات ومرات في التوصل إلى طريقة لاختراع المصباح الكهربائي، الذي كان قد صمم على اختراع وجعله من بين أهدافه، وسعى إلى ذلك بكل جوارحه.

ويقال انه أجرى ما يزيد على 1000 تجربة فاشلة قبل أن يتوصل أخيرا إلى اخترع المصباح الكهربائي، ولكن ذلك الفشل المتكرر لم يثنيه أبدا عن الاستمرار في المحاولة، وحوله إلى قوة دافعه وحافز إضافي يساعده في الوصول إلى هدفه.

وظل يعمل بكل كد وجهد وإصرار واندفاع إلى أن حقق النجاح في نهاية المطاف بعد كل تلك المحاولات، فأضاء الدنيا بمصباحه الكهربائي، ليصبح واحد من أعظم المخترعين في التاريخ.

والمهم أيضا في قصة نجاح هذا العبقري الفذ الذي يشكل قدوة حسنة يحتذى بها، انه سعى للنجاح بكل قوة وجموح وإصرار واندفاع ورغبة في النجاح، ولم يكن هناك على وجه البسيطة ما يمكن أن يحبطه أو يصيبه بالعجز أو الوهن أو التراجع عن مسعاه لتحقيق أهدافه، وانه لم يتوان قط عن بذل كل وأي جهد للتغلب على أي تحد وتحقيق النجاح الذي سعى له بكل جوارحه وخبراته ومعارفه، حتى انه اعتبر النجاح 1% حظ و 99% جهد وكد وعمل شاق وإصرار على النجاح، واعتبر محاولاته الفاشلة خبرات تراكمت لتوصله إلى ما وصل إليه من نجاح.

انطلق إذا في مسعاك لتحقيق النجاح والعبقرية برغبة جامحة وإصرار وتصميم، ولا تدع الفشل، إن وقع، يحبطك أبدا، بل اجعله قوة مضافة تزيدك إصرارا واندفاعا تجاه الهدف الذي تسعى لتحقيقه.

يتبع قانون رقم ( 4 ):

ايوب صابر 06-07-2012 02:48 PM

قانون رقم (4) : الأيتام اقدر على تحقيق الأحلام

* كلما زاد حجم وعدد المآسي والمصائب والصدمات في حياة الشخص وحتى سن النضوج العقلي (21 سنه)، وكلما كانت أبكر في حياة الطفل...كلما زادت فرصته في أن يصبح عبقريا...والأيتام دائما اقدر على تحقيق الأحلام...كونهم يمتلكون أعلى نسبه من الطاقة الذهنية الجاهزة للتحول إلى مخرجات إبداعية وعبقرية إذا ما توفرت الآليات الضرورية لهذه الغاية.

العلاقة بين اليتم والعبقرية علاقة سببية تتعدى عامل الصدفة: إن القراءة المعمقة للتاريخ، وخاصة في مجال السير الذاتية للأشخاص العباقرة الأفذاذ، الذين خلدتهم انجازاتهم العبقرية، وأثّروا بشكل واضح وجلي وملموس في صناعة التاريخ، والتطور الحضاري الإنساني تشير، وبما لا يدع مجلا للشك، إلى وجود علاقة واضحة بين اليتم والعبقرية.
وقد أكدت مجموعة الدراسات الإحصائية والتحليلية التي أجريتها حول هذه العلاقة المفترضة، بأن الكثير من المبدعين العباقرة الأفذاذ جاءوا من بين الأيتام تحديدا، وفي ذلك ما يشير ويؤكد أن العلاقة بين اليتم والعبقرية هي حتما علاقة سببية.
وقد أظهرت إحدى هذه الدراسات والتي أجريتها على عينة "الخالدون المائة" بأن نسبة الأيتام من بينهم 53% والباقي مجهولين الطفولة، وهذه النسبة تتعدى عامل الصدفة بكثير.
كما أظهرت دراستي حول العلاقة المفترضة بين اليتم والإبداع الأدبي في أعلى حالاته عند عينة "أصحاب أفضل مائة رواية عالمية" بأن نسبة الأيتام وصلت إلى 43%، وهي أيضا نسبة تتعدى عامل الصدفة، علما بأن باقي أفراد العينة عانوا من يتم اجتماعي أو أزمات حادة، وان نسبة من عاش حياة سوية بمعنى خالية من اليتم والبؤس والألم والأزمات لا تكاد تذكر.
كما أظهرت دراستي حول تلك العلاقة المفترضة بين اليتم والعبقرية لدى عينة "أعظم مائة شخصية في التاريخ" بأن نسبة الأيتام من بين أفراد هذه العينة وصلت إلى 54% أيضا، وهي كذلك تتعدى عامل الصدفة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تلك العلاقة السببية بين اليتم والعبقرية، وبغض النظر عن آليات التأثير الناتج، وأسباب حصول العبقرية، وهل هو مرتبط بكيمياء الدماغ وزيادة نسبة الطاقة الكهربية في الدماغ، أم هو عملية تعويض وما إلى ذلك من نظريات حاولت تقديم تفسير لسمة الإبداع والعبقرية.
وتظهر هذه الدراسات أيضا بشكل جلي أن الإبداع والعبقرية في أعلى حالاتها وفي كافة المجالات مثلا القيادة الفذة، أو الإبداع الفكري، والأدبي، والعلمي، أو الاختراع، والاكتشاف، هي دائما أعلى عند شريحة الأيتام، وهي ناتجة بالضرورة عن مرور المبدع العبقري بتجربة اليتم في الطفولة وحتى سن الحادي والعشرين، وهي سن النضوج العقلي حسب علم النفس.
صحيح أن المصائب والمآسي والصدمات المسببة للألم على اختلاف أنواعها وأشكالها تمثل جميعها محفزات لولادة الإبداع والعبقرية لكن يظهر جليا بأن اليتم يمثل مسبب لتشكل العبقرية والانجاز العبقري الخالد، ذلك لان اليتم يقع على رأس سلم المسببات للألم في أعلى حالاته، ويؤدي إلى نشاط ذهني فوق عادي وبالتالي إلى الإبداع والعبقرية.
وقد أظهرت الدراسات المذكورة بأن كثافة الأزمات والألم والبؤس عامل مهم في تشكل الطاقة الذهنية، وكلما زادت مأساوية الحياة، وبؤسها، وألمها، كلما تدفقت الطاقة الذهنية، وأصبحت الاحتمالات اكبر لولادة الإنسان العبقري الفذ من بين أفراد هذه الشريحة التي اكتوت بنار الأزمات والمآسي والآلام، شرط توفر الرعاية، والكفالة، والاهتمام، والتعليم، والتدريب، وتوفر القدوة الحسنة، والدعم النفسي، وما إلى ذلك من أمور تساهم في تحول تلك الطاقة الذهنية المتدفقة إلى مخرجات إبداعية ايجابية قد تصل إلى حد الانجازات العبقرية، كمحصلة حتمية.
ومن أمثلة العباقرة الأفذاذ الذين اكتووا بنار الحرمان ألوالدي (إسحاق نيوتن) والذي يعتبر واحد من أعظم الرجال في تاريخ البشرية، ويعد كتابه "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية" والذي نشر في عام 1687 من أكثر الكتب تأثيرا في تاريخ العلم، حيث وضع أساسا لمعظم نظريات الميكانيكا الكلاسيكية.
وساهمت أبحاثه في إزالة الشكوك حول نظرية مركزية الشمس، كما أعلن مبادئ بقاء الطاقة. وفي علم البصريات اخترع نيوتن أول تلسكوب عاكس علمي. كما طور نظرية الألوان معتمدا على أن المنشور يحلل الضوء إلى كثير من الألوان التي تشكل الطيف المرئي. كذلك صاغ نيوتن قانون نيوتن للتبريد، ودرس سرعة الصوت، وشارك في تطوير حساب التكامل والتفاضل، كما اثبت نظرية ذات الحدين المعممة، وطور ما يسمى بطريقة نيوتن الخاصة بتقريب الاصفار الموجودة بالدالة، وساهم في متسلسلة القوى.
والمعروف أن هذا العبقري الفذ الذي ما يزال يحتل أعلى المراتب بين العلماء ولد عام 1643 صغير الحجم ( خداج )، وكان أبوه قد مات قبل ولادته بثلاثة أشهر، وتزوجت أمه عندما بلغ من العمر ثلاثة أعوام، حيث ذهبت لتعيش مع زوجها الجديد تاركه ابنها برعاية والدتها، وقد كان نيوتن يكره زوج أمه، وكان يحمل في قلبه بعض العداوة لوالدته بسبب زواجها، وتظهر سيرته الذاتية بأنه هدد والدته وزوجها بحرقهما وحرق المنزل ومن فيه. كما انه التحق بمدرسة داخلية هي مدرسة King's School ليعيش بعيدا عن والدته ، وفي عام 1659 ترملت والدته من جديد وللمرة الثانية.
وقد استكمل نيوتن دراسته في جامعة كمبرج ليصبح واحد من أعظم العلماء وأكثرهم عبقرية في التاريخ.
أما في حالة غياب الرعاية والكفالة والاهتمام والقدوة الحسنة، وتحول حياة اليتيم إلى جحيم لا يطاق، تصبح الاحتمالات بخروج تلك الطاقات الذهنية بصورة سلبية ومدمرة في وقت لاحق اكبر بكثير.
ولو أننا دققنا في سيرة حياة أعتا المجرمين لوجدنا أنهم جاءوا من بين أولئك الذين عاشوا حياة مأساوية، وتعرضوا للكثير من الألم والقهر في طفولتهم، وكثير منهم عاش سائحا، ضائعا، مشردا في الطرقات، يفترش الأرض ويلتحف السماء، أو ربما تربى في ملا جيء للأيتام أساءت لهم وعاملتهم بصورة بشعة لا إنسانية، وقهرتهم وجعلت حياتهم أشبه بالجحيم، فتحولت طاقتهم إلى قوة سلبية ، تدميرية، هائلة .
ومن أمثلة هؤلاء المجرمين العتاة طفل اسمه تشارلي مانسون Charles Manson كانت أمه بائعة هوا ومدمنة على الكحول باعته مقابل القليل من الخمر. عاش مشردا وظل يسجن ويطلق سراحه من المدرسة الإصلاحية طوال عمره حتى بلغ الثانية والثلاثين في عام 1967 حيث تقرر أخراجه من السجن ولكنه قاوم الخروج كي لا يعتاد الحياة المحترمة. تحول هذا التشارلي إلى واحد من أشرس ألقتله على الإطلاق، كان معدل ذكاؤه 109 وملفه يقول انه كان يتصرف بدافع عظيم ليجذب الانتباه لنفسه. بعد خروجه من السجن التف حوله بعض الإتباع خاصة من النساء الصغيرات في السن كن يعانين من مشاكل عائلية...هذا الفريق قام بعمليات قتل يعجز اللسان عن وصفها...ولقب تشارلي نفسه بلقب نبي الموت المشئوم.

أما الطفلة الين كارول وورنس Aileen Carol Wuorno، التي ولدت في ولاية متشغن عام 1956 والتي عانت الأمرين وعاشت طفولة ونشأة أشبه بالجحيم، حيث تخلت أمها عنها وهي في الرابعة ومات أبوها منتحرا في السجن وهي في سن الثالثة عشرة ولم تره أبدا، وقد تعرضت تلك الفتاة لبراكين من الألم والاستغلال حتى من اقرب الناس إليها، وتخلت عن المدرسة، وعاشت في شبابها في غابة مجاورة لبيتها.
هذه الفتاة ما لبثت أن تحولت إلى أعظم قاتله متسلسلة Serial Killer في التاريخ....ومن جرائمها عرف أنها قتلت 8 رجال في ولاية فلوريدا لوحدها ما بين عامي 1989 و1990 وكانت تدعي أنهم اغتصبوها أو حاولوا اغتصابها أثناء ممارستها عملها كبائعة هوا، وقد حكم عليها بالإعدام عن ستة من جرائم القتل هذه...ونفذ فيها الإعدام بواسطة الحقنة السامة عام 2002.

الأيتام مشاريع العظماء ومن بينهم يأتي العباقرة الأفذاذ: كل ذلك يشير إلى أن كل يتيم هو بالضرورة مشروع عظيم إذا ما توفرت الشروط المناسبة، ومن بين هذه الشريحة في المجتمع يأتي العباقرة الأفذاذ.
ذلك لان اليتم هو أعظم محفز ومولد للطاقة الذهنية، التي تتشكل وتصبح جاهزة للتحول إلى مخرجات إبداعية قد تصل إلى حدود العبقرية إذا ما توفرت البيئة المناسبة والتأهيل والرعاية النفسية والقدوة الحسنة والبرمجة اللغوية العصبية الايجابية.
ونجد أن هذه الشريحة ونظرا لما تمتلكه من طاقات ذهنية مهولة ولا محدودة غالبا ما تكون قادرة على تحقيق انجازات عبقرية بتوفر اقل حد من متطلبات التدريب والتأهيل والتوجيه، التي يحتاجها الإنسان العادي.
لا بل قد يحقق عقل اليتيم انجازات مهولة غير مسبوقة دون دراية بأي قانون من قوانين اكتساب العبقرية، ومن خلال رفضه وتمرده على الأنماط السائدة والمألوفة، ليصبح هو وسلوكه وانجازاته ونجاحاته العبقرية نماذج رائدة يحتذا بها ضمن ما صار يعرف بنماذج البرمجة اللغوية العصبية، ويصبح بذلك قدوة ونموذج للآخرين الذين هم أقل حظا من حيث وفرة الطاقة الذهنية.
ذلك لان الشرط الأول والأساس في تحقيق انجازات عبقرية هو وفرة الطاقة الذهنية، وكلما قل منسوب تلك الطاقة يكون هناك حاجة لإتقان أساليب شحذ الدماغ وبرمجته وتنشيطه من خلال قوانين اكتساب العبقرية وعلى اعتبار أن الدماغ أداة مرنة يمكن شحذها وتحسين أداؤها حتى في حالة غياب تلك الوفرة من الطاقة الذهنية والتي غالبا ما تتشكل انعكاسا لظروف الطفولة المأساوية كما ذكرنا آنفا.
ولا شك أن توفير التدريب والتأهيل والتعليم والنماذج الحسنة لليتيم الذي يمتلك طاقات ذهنية هائلة، توفر له فرصة أفضل في تحقيق انجازات عبقرية في اقصر مدة زمنية، لكن علينا دائما أن نفطن إلى ضرورة توفير هامش من الحرية ونمنح مثل هؤلاء مشاريع العظماء مساحات إضافية تعمل فيها عقولهم، فهذه العقول هي التي غالبا ما تأتي بجديد غير مسبوق، وأي محاولة لدفع هذه العقول لتعمل ضمن ما هو سائد ومألوف هو في الواقع إجهاض ووأد لهذه العقول ومخرجاتها.
كل ذلك يشير إلى ويؤكد أن كل يتيم هو في الواقع وبالضرورة مشروع عبقري عظيم، وان عقول الأيتام هي في الواقع مناجم غنية لأجمل اللآليء وأثمنها على الإطلاق، وهي ارض خصبة للمخرجات الإبداعية العبقرية على اختلاف صنوفها وأنواعها ومجالاتها.
فأن كنت من بين من اكتوى بنيران اليتم والألم و المآسي والأزمات، فاعلم أن لديك فرصة أعظم في تحقيق انجازات عبقرية غير مسبوقة، وان هذه الفرصة تتعاظم مع تعاظم حجم وكثافة المآسي والآلام والأحزان التي يتعرض لها الإنسان.
لكن عليك أن تعمل دائما وباستمرار من اجل ضمان خروج طاقات ذهنك المتدفقة على شكل مخرجات إبداعية ايجابية تقدم إضافة مهمة للإنسانية، وان لا تتحول هذه الطاقات إلى أداة ومخرجات هدم وتدمير لك ولمن حولك.
وعلى المجتمعات أن تعي بأن لدى الأيتام فرصة أعظم في تحقيق انجازات عبقرية ، وعليها أن تعاملهم على أساس أنهم مشاريع عظماء، وان توفر لهم كل الدعم، والمساندة ، والرعاية والكفالة، لتكون نشأتهم نشأة سوية، بعيدة عن الشذوذ والقهر والغضب والاستغلال، فتتحول طاقات أذهانهم إلى مخرجات عبقرية فذة وغير مسبوقة. ذلك لأنهم اقدر على تحقيق الأحلام ومن بينهم يأتي القادة العظماء، والأدباء، والعلماء، والمخترعون، والمكتشفون، والفلاسفة، والمفكرون، ومن بينهم يأتي العباقرة الأفذاذ.

ايوب صابر 06-08-2012 02:07 PM

التغذية الراجعة مهمة لتحسين الاداء وعلية سأكون بانتظار رأي كل من شارك في الحوار هنا حول ما ادونه من مخرجات:

اعظم الناس على الرابط ادناه:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8057

ايوب صابر 06-28-2012 12:59 PM

قانون رقم (5) : الاقتداء بالعظماء ومحاكاة حياتهم وسلوكهم وسيلتك الأمثل والاشمل لتحقيق العبقرية:

* إن سير حياة العباقرة العظماء، وقصص نجاحهم عبر التاريخ تمثل قدوات حسنة ونماذج يحتذى بها، ويمكن للراغب في الوصول إلى العبقرية أن يحقق نجاحا مشابها أو نجاحا يفوق نجاحات هؤلاء القدوات من خلال محاكاة حيواتهم وسلوكهم وقصص نجاحهم، والتي تمثل بذاتها وفي مجموعها نماذج مجربة ومختبره، وشاملة للعديد من آليات وقوانين الوصول إلى العبقرية.


القدوات من أفضل الجامعات: الشخص القدوة هو: الشخص المثال الذي يتشبه به غيره، فيعمل مثل ما يعمل، ويحذو حذوه في كل صغيرة وكبيرة.
وقد قالوا قديما " قل لي من هو قدوتك أقول لك من أنت"، وفي ذلك ما يشير إلى أهمية القدوة الحسنة في العملية التربوية، أو السعي إلى تحقيق النجاح والانجازات العبقرية، وذلك من خلال محاكاة وتقليد سلوك ومنهاج حياة القدوات العباقرة العظماء الذين هم من أفضل الجامعات، وعلى اعتبار أنهم نماذج حية متحركة سبق لهم أن حققوا النجاح وامتلكوا وسائله، وعليه فأن الاقتداء بهم يعني الأخذ بطريقتهم المجربة والواقعية والممكنة التحقيق في الوصول إلى النجاح.
ولكي تكون عظيما لا بد أن يكون لك قدوة عظيمة تقتدي بها وبنهجها، وتحاكي نمط حياتها وسلوكها وتقتدي بهذا النمط السلوكي الذي أوصل تلك القدوة إلى مراتب العظماء ابتداءاً.
ولا شك أن التربية من خلال القدوة هو من أفضل الأساليب التربوية وأكثرها انتشارا قديما وحديثا، وهو من أعظم الوسائل تأثيرا، ومن أقوى الأساليب أثرا في تعديل سلوك الناس، ومساعدتهم في تحقيق النجاح والانجازات العبقرية.

ومما يشير ويؤكد على أهمية التربية من خلال القدوة، نجد أن الأديان السماوية أعطت أهمية كبيرة وواضحة للتربية بالقدوة، وعلى وجه الخصوص القدوة الحسنة، ذلك لان التعليم بالقدوة يساهم في نقل الأفكار والقيم والسلوكيات الصحيحة إلى الآخرين، بيسر وسهولة وفعالية ودقة وانضباط عالي.
ونجد أن القران الكريم يعتمد أسلوب التربية بالقدوة، وينادي به، ويعطي له مرتبة عالية من الأهمية، ويقدمه على غيره من الأساليب التربوية.
فقد أمر الله سبحانه وتعالي نبيه الكريم بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين، كما ورد في الآية الكريمة رقم 90 من صورة الأنعام "[أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ]، ليس ذلك فقط وإنما نجد أن القران الكريم قد عرض لذلك الغرض قصص الأنبياء، وتحدث عن سيرهم حتى تكون النموذج الأمثل المسجل لمن أراد الاقتداء بهم ومحاكاة حياتهم وسلوكهم وطريقتهم.
وفي آية أخرى جعل الله رسوله الكريم قدوة للآخرين بقوله تعالى" [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب:21}، والأسوة الحسنة هي القدوة المطلقة التي يُفترض بالمقتدي أن يأخذ بكل ما جاءت به من أقوال، وأفعال، وأحوال، وعلى اعتبار أن صاحب الأسوة الحسنة هو صاحب عصمة، كما هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وليس كصحاب القدوة المقيدة والمحدودة والتي يمكن الأخذ منها ضمن حدود معينة لأنه من البشر وليس صاحب عصمه ويمكن أن يصيب ويخطئ.
وقد ورد في آية أخرى في سورة الزخرف" [وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ] {الزُّخرف:23}، أي سائرون على منوالهم ومنهجهم وطريقتهم في هذه الحياة، وهو ما يؤكد على ألأهمية التي أعطاها القران الكريم للقدوة كمنهاج تعليمي وتربوي.

ونجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد أيضا على أسلوب التربية بالقدوة حيث أمر أصحابة بالاقتداء بالصحابة أبي بكر وعمر بنص صريح وواضح، حيث قال (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر).


العلم الحديث أكد على دور أسلوب التربية بالقدوة في الوصول إلى الانجازات العبقرية: لا شك أن التربية من خلال الاقتداء كان لها دورا مهما عبر التاريخ وساهمت مساهمة فعالة في نقل المعرفة عبر الأجيال، كما وساهمت في المحافظة عليها، بل والبناء على انجازات القدوات، ليصبح المقتدي بدوره قدوة لغيره وهكذا.

فقد ظل ألأسلوب التربوي المتمثل في محاكاة العظماء والعباقرة والاقتداء بنهجهم، أسلوبا مهما وموثوقا وغاية في التأثير في تحقيق الانجازات في كل المجالات والعلوم وليس فقط في مجال القيادة الفذة كما قد يظن البعض.

وعلى الرغم من التقدم العلمي الهائل بشكل عام، وفي مجال أساليب التربية والتعليم بالتحديد، لكننا نجد وحتى يومنا هذا، بأن أسلوب التربية بالقدوة ظل نهجا مهما للغاية، ولا يكاد كتاب في التربية الحديثة يخلو من ذكر القدوة كإحدى الوسائل التربوية المهمة.

وربما أن هذا هو احد المداخل التي دفعت ببعض العلماء لاكتشاف علم البرمجة اللغوية العصبية، في أواخر القرن العشرين، ليصبح هذا العلم بدوره واحد من أهم وابرز وسائل التعليم والتدريب والتربية ألحديثه، والتنمية البشرية، ونقل المعرفة والخبرات إلى الساعين لتحقيق النجاح والانجازات العبقرية، وذلك من خلال تدريبهم على السلوك النموذجي الموصل للنجاح، باستخدام النماذج السلوكية المجربة والمنقولة عن القدوات أصحاب الانجازات العبقرية السابقة.
ذلك أن هؤلاء العلماء قاموا على دراسة السلوك البشري لبعض هؤلاء الأشخاص العظماء الذين سبق لهم أن حققوا النجاح، فتبين لهم أن هذا السلوك يمكن وضعه في اطر محددة، أطلقوا عليها اسم نماذج لغوية عصبية.
وتبين أن تدريب الآخرين الساعين إلى النجاح بواسطة هذه النماذج اللغوية العصبية وسيلة ناجعة في نقل الخبرة، والأسلوب والمهارات، والسلوك النموذجي، الذي يحقق النجاح، ذلك لان هذه النماذج تحدد الوسائل الناجحة والمتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودا الحصول على النجاح.
وذلك يعني أن الاقتداء بالعظماء هو في الواقع محاكاة وتعلم لمجموع مهاراتهم التي جعلتهم يحققون النجاح ابتدءا.

ولو أننا قمنا على تحليل هذه النماذج السلوكية للقدوات العباقرة، لوجدنا أنهم في نهجهم، وطريقتهم، وسلوكهم، كانوا قد تبنوا، وسخروا، واستفادوا من مهارات وقوانين النجاح التي توصل لها ، وعرفها العقل الجماعي الإنساني، من خلال التعليم أو من خلال التجربة والخطأ، وتم نقلها والمحافظة عليها بالتقليد والمحاكاة من جيل إلى آخر وعبر القدوات والمناهج التعليمية المختلفة.

ولا شك أن هذه العملية التربوية والتعليمية كانت تتم دون وعي من المتدرب بأنه في اتخاذه القدوة إنما كان يتعلم ويأخذ عن القدوة السابقة مهارات وأساليب تحقيق النجاح الكامنة في سلوكه ومن خلال أخذه بنماذج السلوك الموصل إلى النجاح عن تلك الشخص القدوة.

ذلك لا يعني بأن التعليم والوصول إلى النجاح يتم دائما عبر تعلم نماذج سلوكية محددة يتم نقلها من جيل إلى جيل كما هي ودون تغير أو تطوير، فغالبا ما يأخذ المتعلم والمتدرب بأكثر من طريقة، ويأخذ عن أكثر من قدوة في نفس الوقت.
وقد يساهم هو شخصيا في إضافة نماذج سلوكية جديدة غير مسبوقة، وهذا ما يجعل قوانين النجاح أمر نسبي متجدد ومتطور دائما، يتأثر بالتراكمات المعرفية والثقافية وتراكمات الخبرة البشرية، إضافة إلى المساهمات الفردية الإبداعية التي قد يأتي بها العباقرة الأفذاذ، خاصة من فئة الأيتام الذين غالبا ما نجد بأن سلوكهم قد اشتمل على قوانين ومهارات أصيلة غير مسبوقة، وذلك في انعكاس للنشاط الاستثنائي لأذهانهم، كما تم شرحه في القانون رقم 4.

ولا بد من الإشارة بأن القدوة قد تتمثل في شخص بشري تشكل سلوكياته وأفكاره وممارساته وحركة حياته والقيم التي يتبعها قدوة للآخرين، أو أن تتجلى القدوة في عقيدة، أو فكر، أو نموذج أو مثال معين.
وإذا ما أحسن الفرد اختيار القدوة من فرد واحد أو أكثر بهدف اخذ الخصائص الايجابية منهم، فأن ذلك يشكل دافع عظيم نحو الانجاز والنجاح والتفوق، وتحقيق النتائج المهولة والفذة، ولكن ذلك لا يغني حتما عن التعلم، والتدريب، وإتقان المهارات واكتساب قوانين العبقرية الأخرى، بل لا بد من المثابرة والاجتهاد والسعي الحثيث نحو الأهداف التي يكون قد وضعها الفرد نصب عينيه.
فالباحث عن النجاح والعبقرية إذا، لا بد له من أن يتخير الأشخاص القدوات الذين سبق لهم أن حققوا الانجازات في المجال المعني والمستهدف، وهو يحتاج إلى الاطلاع على سيرة حياة العظماء الذين كانت لهم بصمات جلية واضحة في ذلك المجال المقصود.
والقدوة وسيلة ناجعة على كل المستويات مهما صغر الشأن او كبر. فيمكن لطالب التوجيهي مثلا، الراغب في الحصول على التفوق في امتحان الثانوية العامة، أن يحاكي سلوك الطلاب المتفوقين ممن سبقوه في الصف فيساهم ذلك في مساعدته على التفوق حتما.
وكذلك إذا أراد الفرد أن يصبح طبيبا أو عالما أو قائدا أو أديبا أو شاعرا، أو فلكيا، أو رجل أعمال ناجح، أو رياضيا مميزا، الخ...، فلا بد له أن يبحث عن قدوته الحسنة ذات البصمة الواضحة في المجال المعني، وان يطلع على سلوكه ونمط الحياة التي عاشها، من خلال الاطلاع على سيرته الذاتية أن كان من غير ألإحياء ومن خلال معاشرته والاقتداء به إذا كان معاصرا.
وعلى الساعي إلى العبقرية أن يراعي ميوله الذاتية عند اختياره للقدوة، وان يحسن اختيار الشخص القدوة. فالساعي إلى أن يصبح قائدا فذا يمكنه أن يختار قدوته من بين قوائم طويلة من القادة الأفذاذ الذين عرفهم التاريخ ووصلت إلنا سيرهم الذاتية وأخبارهم وانجازاتهم، وعبقرياتهم.
ولقد كان "عمر بن الخطاب" مثلا، نموذجًا فريدًا للقائد والحاكم العبقري الفذ، صاحب الانجازات العظيمة، حيث عرف عنه بأنه الرجل الصلب والشجاع، وكان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم" هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل.

ولا شك أن التاريخ العربي يزخر بأسماء عدد هائل من العباقرة الأفذاذ في كل المجالات، العلمية والأدبية والفكرية الخ. ويمكننا مثلا أن نذكر كتاب " ألف ليلة وليلة" الذي ظل يشكل النموذج الأهم والأمثل لمن يريد أن يتعلم ويتقن تقنيات السرد الأدبي والكتابة القصصية الفذة المؤثرة. كما أن المتنبي وشعره الفذ يمثل قدوة مهمة لكل من يرغب في كتابة الشعر في أبهى صوره وأعمقها وأعظمها أثرا وخلودا. ويعتبر ابن خلدون، من خيرة القدوات في مجال علم الاجتماع. كما كان ابن رشد المعلم الأول الذي اخذ عنه فلاسفة النهضة الأوروبية، الذين ساهموا في إخراج أوروبا من عصور الظلام.

ولا شك أن العصر الحديث له أبطاله وقدواته الأفذاذ في كل المجالات، وبعضهم يمكننا معايشته أو مشاهدته عبر وسائل الإعلام المتعددة وبالغة التأثير، وبالتالي محاكاته والاقتداء به او ببعض سلوكياته التي أوصلته إلى النجاح منقطع النظير في مجاله.
فمن يرغب في أن يصبح فذا عبقريا في مجال التكنولوجيا مثلا، يمكنه أن يتخذ من العبقري ستيفن جوبز قدوة له، هذا الرجل الأسطوري في انجازاته في مجال التكنولوجيا على الرغم من ظروف حياته الصعبة جدا كونه قد تربي لدى عائلة بديلة تبنته بعد أن تخلى عنه والديه، ولم يحصل على شهادات عليا واقتصر تعليمه على شهادة متواضعة لكنه كان في مجاله فذا عبقريا حقق انجازات أدت إلى قفزات نوعيه في التطور التكنولوجي.
ومن يرغب في تحقيق انجازات عبقرية في مجال الفيزياء فيمكنه اتخاذ ستفين هوكنج قدوته هذا العبقري الذي حقق اختراقات ندر مثيلها على الرغم انه مقيد في كرسي متحرك ولا يكاد شي من جسده يعمل إلا دماغه كنتيجة لإصابته بمرض أوصله إلى حالة من الشلل التام.

لذلك كله ولان سيرة حياة الشخص القدوة تختزن في ثناياها آليات وأسرار النجاح والتفوق، نقول بأن الاقتداء بالعظماء هو الأسلوب التعليمي والتربوي الأمثل والاشمل والاهم في الوصول إلى النجاح وتحقيق العبقرية.

ايوب صابر 08-16-2012 09:47 AM

انتظروا لطفا القانون رقم 6 من قوانين اكتساب العبقرية.

ايوب صابر 09-14-2012 09:52 AM

اعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العظمة -دراسة بحثية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9783

ايوب صابر 09-27-2012 11:54 AM

الدماغ آله مرنه يمكنك شحذها لتعمل بقوة اعلى من خلال استخدام قوانين اكتساب العبقرية المشروحة هنا على هذا الرابط.

قريبا القانون رقم 6 ؟!

صفاء الأحمد 09-30-2012 02:24 AM

نعم سيدي يمكننا جميعا اكتساب العبقرية عندما نتبع ما يلي :
- نبتعد عن المقارنة السلبية
- نمتلك الدافعية لنكون عباقرة
- نجد الأسباب التي نريد من أجلها أن نتسم بسمة العبقرية
أقتنع كثيرا بتعريف وليم جيمس للشخص العبقري بأنه ليس أكثر من شخص يدرك الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة ..

(حيّ على الاختلاف)
فكر بطريقة مختلفة لتكون مختلفاً ..

ايوب صابر 09-30-2012 10:20 AM

الاستاذة صفاء الشويات

اشكرك جدا على المرور والاضافة. معلومات مهمة لكن لدي سؤال لك فيما يتعلق بتعريف جيمس للشخص العبقري، اذا سمحتِ :
السؤال : ما الذي يجعل البعض يدرك الاشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة؟



صفاء الأحمد 09-30-2012 04:30 PM

استاذي الفاضل أيوب صابر
استحضرني اللحظة قول جبران خليل جبران : " لا يكسر الشرائع البشرية الا اثنان ، المجنون والعبقري )
لكن السؤال المهم ،
ما الّذي دعا جبران خليل جبران أن يضع العبقري والمجنون في ذات الكفة ليكونا معا سببا في كسر الشرائع البشرية ؟
برأيي الجواب بسيط وهو أنّ العبقري والمجنون كلاهما يدرك الأشياء المألوفة بطريقة خارجة عن العادة أو غير مألوفة.
وشيئان فقط يدعوان الانسان لأن يفكر بطريقة غير مألوفه هما ( الحاجة أو الهوى )

فمثلا العالم ( نيوتن ) عندما سقطت على رأسه التفاحة أخذه هواه لأن يتسائل : " لماذا سقطت التفاحة للأسفل ولم تتخذ مجرى آخر ؟ "
وبدأ يفكر ويبحث بطريقة منطقية حتى توصل الى قانون الجاذبية الأرضية عن طريق سلسلة من الأفكار المنتظمة التي وظف فيها عبقريته.
ربما لو سقطت التفاحة على رأس شخص آخر غير نيوتن ، ربما كان قد أكلها دون أن يبالي بسبب سقوطها للأسفل أو ربما لو سقطت على رأس شخص أكثر عبقرية من نيوتن لخدم البشرية باكتشافات ربما لم يتوصل لها نيوتن من خلال عبقريته.

وأما عن الحاجة التي تدعو الانسان للتفكير بطريقة غير مألوفة فلديك مثلا المخترع الاسكتلندي ( جيمس وات )
الّذي أعطى للعالم إحدى أعظم الآلات في التاريخ (المحرك البخاري المكثف) التي فجرت الثورة الصناعية، ولم يكن وات أول من اخترع الآلة البخارية، فقد سبقته محاولات كثيرة من قبله، لكن تلك الآلات السابقا كانت ضعيفة الجهد بدرجة أنهم كانوا يستخدمونها فقط في ضخ الماء من المناجم.
وأتى جيمس وات ليوظف عبقريته التي فاقت عبقرية سابقيه ليخترع المحرك البخاري المكثف .
مع العلم أن وات كان بخلاف معظم مخترعي ذلك الجيل حيث لم يحظ جيمس بتعليم جامعي، ولكنه كان ذا تطلع خارق واستعداد ميكانيكي.
ويعرف نصف العالم قصته مع عمته التي وبخته قائلة
"لم أر قط ولداً خاملاً مثلك... فإنك لم تنطق بكلمة واحدة طوال هذه الساعة، بل نزعت غطاء تلك الغلاية، ثم أعادته إلى مكانه، ثم أمسكت تارة قلنسوة وتارة ملعقة فضية فوق البخار ملاحظاً كيف يتصاعد من البزبوز، وممسكاً بالقطرات محصياً إياها"
وفي القصة رائحة الأسطورة، ولكن مخطوطاً خلفه جيمس وات بخط يده يصف تجربة فيها
"ثبت الطرف المستقيم لأنبوب على بزبوز غلاية شاي"
وجاء في مخطوطة أخرى: "أخذت أنبوبة زجاجية ملوية وأدخلتها في فم غلاية الشاي، وغمرت الطرف الآخر في ماء بارد"

وهكذا يتبين لنا أن الحاجة والهوى هما سببان أساسيان يدعوان الانسان للتفكير بطريقة مختلفة.

أما عن المجنون فـ يدعوه هواه للتفكير بالأشياء بطريقة غير منطقية ( خارجة عن المألوف الّذي يفكر به العقلاء من البشر )
ومن الأمثلة على ذلك مرض انفصام الشخصية .
ويعتبر مرض انفصام الشخصية من اخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التى تدفعه إلي العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة.

ايوب صابر 10-02-2012 10:08 AM

الاستاذة صفاء الشويات

اشكرك جدا على هذه المداخلة الغنية. لكن السؤال : ما الذي يجعل البعض يدرك الاشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة؟


لقد اوردت في مداخلتك ثلاثة اسماء للتدليل على ان سر عبقريتهم تكمن في ادراكهم الاشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة. جبران ونيوتن وجيمس واط. وان الحاجة والهوى يقفان وراء هذه الالية اي النظرة الى الاشياء بطريقة غير مألوفة؟ لكن هل هي كذلك فعلا؟

لقد اشتغلت على سر الطاقة الابداعية ما يزيد على اربعين سنة حتى الان واجريت عدة دراسات وبعضها منشور هنا في منبر الدراسات وكل هذه الابحاث تؤكد ان السر في التفكير الابداعي العبقري بما في ذلك النظر الى الاشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة يعود لوفرة طاقة البوزيترون في الدماغ. كثيرة هي الاحداث الصادمة التي تؤدي الى زيادة نسبة طاقة البوزترون في الدماغ لكن اعظمها اثر ووزنا هو اليتم.

الثلاثة المذكورين يقعون ضمن نطاق دراستي والثلاثة ايتام.

نيوتن مثلا يتيم قبل الولادة كما انه فقد الام لسبب زواجها من رجل آخر وهو ما كان له وقع عظيم فجر طاقات البوزيترون في دماغ نيوتن فكانت عبقريته مهولة. اذا قدرات نيوتن سرها يكمن في طاقة الدماغ الناتجة عن اليتم.

جيمس واط مخترع الالة البخارية يتيم في سن الثامنة عشرة وقد اظهرت الدراسات التي اجريتها ان اليتم في سن ما بين السابعة عشرة والحادي والعشرين يؤدي الى عبقرية في مجال الاختراع ولذلك كان جوتنبرج مخترع الطباعة والاخوين رايت الذين اخترعوا الطائرة عباقرة في مجال الاختراع وهم ايتام في سنوات الثامنة عشرة.

اما جبران خليل جبران فبالاضافة الى انه عاش حياة الم وتيتم في سن العشرين فقد ذهب ابعد من ذلك ووضح لنا كيف يؤثر الالم في صناعة العبقرية بقولة ان الالم يكسر قشرة الدماغ فتتشكل العبقرية. وذلك في مقولته المشهورة " اللؤلوة هيكل بناه الالم حول حبة رمل". وكأن جبران كان يعرف بأن سر العبقرية يأتي من زيادة في نسبة الطاقة الدماغية الناتج عن الالم.

اذا ما يجعل البعض يرى الامور بطريقة مختلفه هو "زيادة حادة في نسبة الطاقة الذهنية الناتج عن انفجارات بوزيترونية في الدماغ والناتجة بدورها عن الاحداث الصادمة في الطفولة وحتى سن النضوج العقلي واهم هذه الاحداث الصادمة وزنا واعظمها تأثيرا هو اليتم واكثر انواع اليتم وزنا هو اللطيم اي يتيم الاب والام يليه يتيم الاب قبل الولادة وهكذا".

صدر لي كتاب منذ عام بعنوان " الايتام مشاريع العظماء" تتوفر نسخه منه في مكتبة الجامعة الاردينة. وهو يشرح اثر اليتم في صناعة العبقرية ويخلص الى ان الايتام مشاريع العظماء. وبالمناسبة ستجدين بأنني اقتبست من جبران خليل جبران مقولته اعلاه لتوضيح كيف يؤدي الالم الى زيادة نسبة الطاقة البوزيترونية الذهنية.

من هنا جاء هذا الموضوع والذي نبحث فيه عن اليات التأثير على الدماغ لدفعة ليعمل بطاقة اعلى فتكون النتيجة مخرجات عبقرية.

على الرابط ادناه شرح للكثير من جوانب العلاقة بين اليتم والابداع ومنها شهادة الدكتور ستيورات شانكر الذي شرح لنا اثر الحوادث الصادمة على هرمونات الجسم:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512&page=114
ويظل السؤال : هل يمكن اكتساب العبقرية؟

ايوب صابر 10-23-2012 10:33 PM

هل يمكن اكتساب العبقرية؟

انتظروا المزيد من قوانين اكتساب العبقرية هنا.

فجرالوائلي 11-12-2012 12:52 AM

العبقرية برأيي وراثية ,والخبرات والممارسة تعززها ..
والأكيد أنها أشبه بالطفرة الجينية في علم الأحياء بين العرب, وإن حدثت فسوف يتم نحرها في مهدها ,
لاتعجبون وكل شيء له أسباب وسوف آت بالدليل :
لو انا وجهنا هذا السؤال لجماهيرالعالم العربي :
مارأيكم بطلع شجرة الزقوم في قوله تعالى(طلعها كأنه رؤوس الشياطين )

هل طلعها بشع أم أنه غير ذلك ؟
ومارأيكم برمح امرؤالقيس في قوله :أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأسنان أغوال
هل رمحه بشع ومخيف أم أنه غيرذلك ؟!

سوف تأتي الإجابات بنسبة كبيرة بشعة ولربما تصل إلى 98%
ولربما تجدين نسبة ضئيلة تختارغير بشعة ,
ولكن مامصير من يقول : لاأدري !!
والأكيد أن الجميع في حيرة من أمره هذا الرجل
هل يسخر منهم ؟! ,أم يستهبل ؟!
لا يهم والمهم : كم نسبة من يقتنع بكلامه ويؤيده في حالة قوله (لاأدري ) ؟! والإجابة صفر

أما صاحبنا فأخبرك بأنه :
إما يعاني من أمراض نفسية, أو يرتكب جريمة , و يدفع ثمن رقي الفكر والأخلاق ..
فهِم النص القرآني والبيت الشعري , وادرك أن المشبه به متخيلاً وليس محسوساً وبالتالي فكرمستنير
وعندما سئل أجاب بصدق (لاأدري) ولعل الصدق صفة خُلقية محمودة
, لكن بين عريبيا إلى النفسية, فالجميع إما يسخر منه, أو يتهكم , أو يتهم ..إلى أن ينهار وأينما حل !!
تحياتي

ايوب صابر 12-05-2012 01:08 PM

الاستاذ فجر الوائلي

اشكرك على مرورك. ما اجريته من ابحاث احصائية منشوره هنا في منبر الدراسات حول العلاقة بين العبقرية واليتم تؤكد بأن العلاقة نسبة اليتم م بين العباقرة تتعدى عامل الصدفة.

كما ان الابحاث تشير الى ان الكثير من العباقرة ولدوا في اسر لم تكن قد انتجت عباقرة من قبل. كل ما في الجسم محكوم بالمعادلة الوراثية الا الذكاء والعبقرية فهو ناتجه عن نشاط زائد لماكنة الدماغ قد ينتج عن اسباب جينية لكنه يحدث لاسباب اخرى حتما وعلى رأسها اليتم كما اشارت الدرسات المذكورة.

ايوب صابر 01-05-2013 02:09 PM

سر دفع الدماغ للعمل بصورة افضل؟
خبر صحفي


Deepak Chopra: Secrets to a better brain
By Deepak Chopra,

Special to CNN
January 4, 2013 -- Updated 1710 GMT (0110 HKT)
Editor's note: Deepak Chopra is a mind-body expert, founder of the Chopra Foundation and a best-selling author. Hear more from him on "Sanjay Gupta MD" at 4:30 p.m. ET Saturday and 7:30 a.m. ET Sunday.


he says "

Mind-body expert Deepak Chopra says the secret to improving your brain is to understand its uniqueness and its need to be inspired, not ignored


(CNN) -- There are many books on the market that focus on treating the brain like any other organ of the body. To improve the brain, they advise eating a balanced diet, getting enough sleep and avoiding toxins like alcohol and nicotine.
These are sound bits of advice, but in my own book, "Super Brain," written with professor Rudolph Tanzi of Harvard Medical School, the emphasis is on the brain's uniqueness. The secret to improving your brain is to understand that uniqueness.
The brain is the only organ that changes instantly according to how the mind relates to it. You can relate to your brain in positive or negative ways, and depending on which one you choose, your brain cells, neural pathways and areas of high and low activity will be altered.
In short, thinking your brain into better functioning is the most efficient way to improve it. (Other organs of the body also respond to positive and negative thinking, but their response must come through the brain first; it functions as command central for the rest of the body.)

Deepak Chopra
The best way to relate to your brain is to inspire it; the worst way is to ignore it. Since the brain embraces every thought, word and deed, the list of things under each heading is long but very much worth attending to. See which of the following applies to you.
Chopra: Reinventing the brain is closer than you think
How to inspire your brain
Take care of stress. Avoid dulling routine. Do something creative every day. Read poetry, spiritual material or anything else that makes you feel uplifted. Take time to be in nature. Bond with another person who is heartwarming. Pay attention to being happy. Make sure you take time every day by yourself to relax, meditate and self-reflect. Deal with negative emotions like anger and anxiety. Focus on activity that makes you feel fulfilled. Give of yourself. Follow a personal vision. Attach yourself to a cause that is bigger than you are. Take the risk to love and be loved.
How to ignore your brain
Get set in your ways. Don't look beyond your opinions, likes and dislikes. Isolate yourself from others. Take relationships for granted. Reconcile yourself to going downhill as you age. Look upon the past as the best time of your life. Forget about having ideals. Act on selfish impulses. Don't examine what makes you tick. Give in to anger and anxiety. Let life take care of itself. Go along to get along. Assume that you are automatically right. Avoid anything new or challenging. Put up with stress. Take no emotional risks. Distract yourself with mindless diversions like watching sports for hours on end.
The difference between these two lists is pretty stark. In one case, you are approaching the brain as if it had great untapped potential. In the other, you assume that the brain runs on automatic pilot.
It is undeniable that the brain is endlessly adaptable. It turns into whatever you expect it to be. So how you relate to your brain is never passive; you are always instructing it to function in a certain way. Thus the whole package of beliefs, expectations, likes and dislikes that you hold inside are creating change -- or blocking it -- at the level of brain circuitry.
Needless to say, it's better to inspire your brain than to ignore it. Potential is a terrible thing to waste.
The first step in forming a better relationship with your brain is to realize that you have a relationship. Once you realize this, you can choose to pay attention to the relationship and nurture it. You are in on a secret that escapes countless people. Take advantage of it.

ساحاول ترجمة هذا المقال هنا لتعم الفائدة. انتظروني هنا.

ايوب صابر 02-01-2013 02:11 PM

نريد ان نستكمل تدوين مخرجات ورشة العمل حول العبقرية،حيث كنا قد انجزنا القانون رقم 5 كما هو مدون ادناه، في اللقاء قريبا مع القانون رقم 6 وهذا تذكير بالقون رقم 6 والدعوة تظل مفتوحة لكل من لديه مداخله او مشاركة تساهم في اغناء الموضوع:

=====

قانون رقم (5) : الاقتداء بالعظماء ومحاكاة حياتهم وسلوكهم وسيلتك الأمثل والاشمل لتحقيق العبقرية:

* إن سير حياة العباقرة العظماء، وقصص نجاحهم عبر التاريخ تمثل قدوات حسنة ونماذج يحتذى بها، ويمكن للراغب في الوصول إلى العبقرية أن يحقق نجاحا مشابها أو نجاحا يفوق نجاحات هؤلاء القدوات من خلال محاكاة حيواتهم وسلوكهم وقصص نجاحهم، والتي تمثل بذاتها وفي مجموعها نماذج مجربة ومختبره، وشاملة للعديد من آليات وقوانين الوصول إلى العبقرية.


القدوات من أفضل الجامعات: الشخص القدوة هو: الشخص المثال الذي يتشبه به غيره، فيعمل مثل ما يعمل، ويحذو حذوه في كل صغيرة وكبيرة.
وقد قالوا قديما " قل لي من هو قدوتك أقول لك من أنت"، وفي ذلك ما يشير إلى أهمية القدوة الحسنة في العملية التربوية، أو السعي إلى تحقيق النجاح والانجازات العبقرية، وذلك من خلال محاكاة وتقليد سلوك ومنهاج حياة القدوات العباقرة العظماء الذين هم من أفضل الجامعات، وعلى اعتبار أنهم نماذج حية متحركة سبق لهم أن حققوا النجاح وامتلكوا وسائله، وعليه فأن الاقتداء بهم يعني الأخذ بطريقتهم المجربة والواقعية والممكنة التحقيق في الوصول إلى النجاح.
ولكي تكون عظيما لا بد أن يكون لك قدوة عظيمة تقتدي بها وبنهجها، وتحاكي نمط حياتها وسلوكها وتقتدي بهذا النمط السلوكي الذي أوصل تلك القدوة إلى مراتب العظماء ابتداءاً.
ولا شك أن التربية من خلال القدوة هو من أفضل الأساليب التربوية وأكثرها انتشارا قديما وحديثا، وهو من أعظم الوسائل تأثيرا، ومن أقوى الأساليب أثرا في تعديل سلوك الناس، ومساعدتهم في تحقيق النجاح والانجازات العبقرية.

ومما يشير ويؤكد على أهمية التربية من خلال القدوة، نجد أن الأديان السماوية أعطت أهمية كبيرة وواضحة للتربية بالقدوة، وعلى وجه الخصوص القدوة الحسنة، ذلك لان التعليم بالقدوة يساهم في نقل الأفكار والقيم والسلوكيات الصحيحة إلى الآخرين، بيسر وسهولة وفعالية ودقة وانضباط عالي.
ونجد أن القران الكريم يعتمد أسلوب التربية بالقدوة، وينادي به، ويعطي له مرتبة عالية من الأهمية، ويقدمه على غيره من الأساليب التربوية.
فقد أمر الله سبحانه وتعالي نبيه الكريم بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين، كما ورد في الآية الكريمة رقم 90 من صورة الأنعام "[أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ]، ليس ذلك فقط وإنما نجد أن القران الكريم قد عرض لذلك الغرض قصص الأنبياء، وتحدث عن سيرهم حتى تكون النموذج الأمثل المسجل لمن أراد الاقتداء بهم ومحاكاة حياتهم وسلوكهم وطريقتهم.
وفي آية أخرى جعل الله رسوله الكريم قدوة للآخرين بقوله تعالى" [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب:21}، والأسوة الحسنة هي القدوة المطلقة التي يُفترض بالمقتدي أن يأخذ بكل ما جاءت به من أقوال، وأفعال، وأحوال، وعلى اعتبار أن صاحب الأسوة الحسنة هو صاحب عصمة، كما هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وليس كصحاب القدوة المقيدة والمحدودة والتي يمكن الأخذ منها ضمن حدود معينة لأنه من البشر وليس صاحب عصمه ويمكن أن يصيب ويخطئ.
وقد ورد في آية أخرى في سورة الزخرف" [وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ] {الزُّخرف:23}، أي سائرون على منوالهم ومنهجهم وطريقتهم في هذه الحياة، وهو ما يؤكد على ألأهمية التي أعطاها القران الكريم للقدوة كمنهاج تعليمي وتربوي.

ونجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد أيضا على أسلوب التربية بالقدوة حيث أمر أصحابة بالاقتداء بالصحابة أبي بكر وعمر بنص صريح وواضح، حيث قال (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر).


العلم الحديث أكد على دور أسلوب التربية بالقدوة في الوصول إلى الانجازات العبقرية: لا شك أن التربية من خلال الاقتداء كان لها دورا مهما عبر التاريخ وساهمت مساهمة فعالة في نقل المعرفة عبر الأجيال، كما وساهمت في المحافظة عليها، بل والبناء على انجازات القدوات، ليصبح المقتدي بدوره قدوة لغيره وهكذا.

فقد ظل ألأسلوب التربوي المتمثل في محاكاة العظماء والعباقرة والاقتداء بنهجهم، أسلوبا مهما وموثوقا وغاية في التأثير في تحقيق الانجازات في كل المجالات والعلوم وليس فقط في مجال القيادة الفذة كما قد يظن البعض.

وعلى الرغم من التقدم العلمي الهائل بشكل عام، وفي مجال أساليب التربية والتعليم بالتحديد، لكننا نجد وحتى يومنا هذا، بأن أسلوب التربية بالقدوة ظل نهجا مهما للغاية، ولا يكاد كتاب في التربية الحديثة يخلو من ذكر القدوة كإحدى الوسائل التربوية المهمة.

وربما أن هذا هو احد المداخل التي دفعت ببعض العلماء لاكتشاف علم البرمجة اللغوية العصبية، في أواخر القرن العشرين، ليصبح هذا العلم بدوره واحد من أهم وابرز وسائل التعليم والتدريب والتربية ألحديثه، والتنمية البشرية، ونقل المعرفة والخبرات إلى الساعين لتحقيق النجاح والانجازات العبقرية، وذلك من خلال تدريبهم على السلوك النموذجي الموصل للنجاح، باستخدام النماذج السلوكية المجربة والمنقولة عن القدوات أصحاب الانجازات العبقرية السابقة.
ذلك أن هؤلاء العلماء قاموا على دراسة السلوك البشري لبعض هؤلاء الأشخاص العظماء الذين سبق لهم أن حققوا النجاح، فتبين لهم أن هذا السلوك يمكن وضعه في اطر محددة، أطلقوا عليها اسم نماذج لغوية عصبية.
وتبين أن تدريب الآخرين الساعين إلى النجاح بواسطة هذه النماذج اللغوية العصبية وسيلة ناجعة في نقل الخبرة، والأسلوب والمهارات، والسلوك النموذجي، الذي يحقق النجاح، ذلك لان هذه النماذج تحدد الوسائل الناجحة والمتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودا الحصول على النجاح.
وذلك يعني أن الاقتداء بالعظماء هو في الواقع محاكاة وتعلم لمجموع مهاراتهم التي جعلتهم يحققون النجاح ابتدءا.

ولو أننا قمنا على تحليل هذه النماذج السلوكية للقدوات العباقرة، لوجدنا أنهم في نهجهم، وطريقتهم، وسلوكهم، كانوا قد تبنوا، وسخروا، واستفادوا من مهارات وقوانين النجاح التي توصل لها ، وعرفها العقل الجماعي الإنساني، من خلال التعليم أو من خلال التجربة والخطأ، وتم نقلها والمحافظة عليها بالتقليد والمحاكاة من جيل إلى آخر وعبر القدوات والمناهج التعليمية المختلفة.

ولا شك أن هذه العملية التربوية والتعليمية كانت تتم دون وعي من المتدرب بأنه في اتخاذه القدوة إنما كان يتعلم ويأخذ عن القدوة السابقة مهارات وأساليب تحقيق النجاح الكامنة في سلوكه ومن خلال أخذه بنماذج السلوك الموصل إلى النجاح عن تلك الشخص القدوة.

ذلك لا يعني بأن التعليم والوصول إلى النجاح يتم دائما عبر تعلم نماذج سلوكية محددة يتم نقلها من جيل إلى جيل كما هي ودون تغير أو تطوير، فغالبا ما يأخذ المتعلم والمتدرب بأكثر من طريقة، ويأخذ عن أكثر من قدوة في نفس الوقت.
وقد يساهم هو شخصيا في إضافة نماذج سلوكية جديدة غير مسبوقة، وهذا ما يجعل قوانين النجاح أمر نسبي متجدد ومتطور دائما، يتأثر بالتراكمات المعرفية والثقافية وتراكمات الخبرة البشرية، إضافة إلى المساهمات الفردية الإبداعية التي قد يأتي بها العباقرة الأفذاذ، خاصة من فئة الأيتام الذين غالبا ما نجد بأن سلوكهم قد اشتمل على قوانين ومهارات أصيلة غير مسبوقة، وذلك في انعكاس للنشاط الاستثنائي لأذهانهم، كما تم شرحه في القانون رقم 4.

ولا بد من الإشارة بأن القدوة قد تتمثل في شخص بشري تشكل سلوكياته وأفكاره وممارساته وحركة حياته والقيم التي يتبعها قدوة للآخرين، أو أن تتجلى القدوة في عقيدة، أو فكر، أو نموذج أو مثال معين.
وإذا ما أحسن الفرد اختيار القدوة من فرد واحد أو أكثر بهدف اخذ الخصائص الايجابية منهم، فأن ذلك يشكل دافع عظيم نحو الانجاز والنجاح والتفوق، وتحقيق النتائج المهولة والفذة، ولكن ذلك لا يغني حتما عن التعلم، والتدريب، وإتقان المهارات واكتساب قوانين العبقرية الأخرى، بل لا بد من المثابرة والاجتهاد والسعي الحثيث نحو الأهداف التي يكون قد وضعها الفرد نصب عينيه.
فالباحث عن النجاح والعبقرية إذا، لا بد له من أن يتخير الأشخاص القدوات الذين سبق لهم أن حققوا الانجازات في المجال المعني والمستهدف، وهو يحتاج إلى الاطلاع على سيرة حياة العظماء الذين كانت لهم بصمات جلية واضحة في ذلك المجال المقصود.
والقدوة وسيلة ناجعة على كل المستويات مهما صغر الشأن او كبر. فيمكن لطالب التوجيهي مثلا، الراغب في الحصول على التفوق في امتحان الثانوية العامة، أن يحاكي سلوك الطلاب المتفوقين ممن سبقوه في الصف فيساهم ذلك في مساعدته على التفوق حتما.
وكذلك إذا أراد الفرد أن يصبح طبيبا أو عالما أو قائدا أو أديبا أو شاعرا، أو فلكيا، أو رجل أعمال ناجح، أو رياضيا مميزا، الخ...، فلا بد له أن يبحث عن قدوته الحسنة ذات البصمة الواضحة في المجال المعني، وان يطلع على سلوكه ونمط الحياة التي عاشها، من خلال الاطلاع على سيرته الذاتية أن كان من غير ألإحياء ومن خلال معاشرته والاقتداء به إذا كان معاصرا.
وعلى الساعي إلى العبقرية أن يراعي ميوله الذاتية عند اختياره للقدوة، وان يحسن اختيار الشخص القدوة. فالساعي إلى أن يصبح قائدا فذا يمكنه أن يختار قدوته من بين قوائم طويلة من القادة الأفذاذ الذين عرفهم التاريخ ووصلت إلنا سيرهم الذاتية وأخبارهم وانجازاتهم، وعبقرياتهم.
ولقد كان "عمر بن الخطاب" مثلا، نموذجًا فريدًا للقائد والحاكم العبقري الفذ، صاحب الانجازات العظيمة، حيث عرف عنه بأنه الرجل الصلب والشجاع، وكان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم" هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل.

ولا شك أن التاريخ العربي يزخر بأسماء عدد هائل من العباقرة الأفذاذ في كل المجالات، العلمية والأدبية والفكرية الخ. ويمكننا مثلا أن نذكر كتاب " ألف ليلة وليلة" الذي ظل يشكل النموذج الأهم والأمثل لمن يريد أن يتعلم ويتقن تقنيات السرد الأدبي والكتابة القصصية الفذة المؤثرة. كما أن المتنبي وشعره الفذ يمثل قدوة مهمة لكل من يرغب في كتابة الشعر في أبهى صوره وأعمقها وأعظمها أثرا وخلودا. ويعتبر ابن خلدون، من خيرة القدوات في مجال علم الاجتماع. كما كان ابن رشد المعلم الأول الذي اخذ عنه فلاسفة النهضة الأوروبية، الذين ساهموا في إخراج أوروبا من عصور الظلام.

ولا شك أن العصر الحديث له أبطاله وقدواته الأفذاذ في كل المجالات، وبعضهم يمكننا معايشته أو مشاهدته عبر وسائل الإعلام المتعددة وبالغة التأثير، وبالتالي محاكاته والاقتداء به او ببعض سلوكياته التي أوصلته إلى النجاح منقطع النظير في مجاله.
فمن يرغب في أن يصبح فذا عبقريا في مجال التكنولوجيا مثلا، يمكنه أن يتخذ من العبقري ستيفن جوبز قدوة له، هذا الرجل الأسطوري في انجازاته في مجال التكنولوجيا على الرغم من ظروف حياته الصعبة جدا كونه قد تربي لدى عائلة بديلة تبنته بعد أن تخلى عنه والديه، ولم يحصل على شهادات عليا واقتصر تعليمه على شهادة متواضعة لكنه كان في مجاله فذا عبقريا حقق انجازات أدت إلى قفزات نوعيه في التطور التكنولوجي.
ومن يرغب في تحقيق انجازات عبقرية في مجال الفيزياء فيمكنه اتخاذ ستفين هوكنج قدوته هذا العبقري الذي حقق اختراقات ندر مثيلها على الرغم انه مقيد في كرسي متحرك ولا يكاد شي من جسده يعمل إلا دماغه كنتيجة لإصابته بمرض أوصله إلى حالة من الشلل التام.

لذلك كله ولان سيرة حياة الشخص القدوة تختزن في ثناياها آليات وأسرار النجاح والتفوق، نقول بأن الاقتداء بالعظماء هو الأسلوب التعليمي والتربوي الأمثل والاشمل والاهم في الوصول إلى النجاح وتحقيق العبقرية.

ايوب صابر 03-20-2013 07:59 PM

قانون رقم 6 : "ألوحي يسكن بين جدران السجن"
* هذه المقولة للفيلسوف المبدع جان جينيه الذي ألف أفضل أعماله الإبداعية في السجن...والباحث يجد أن الكثير من أعظم الأعمال والأفكار العبقرية، ولدت بين جدران السجون، أو أبدعتها عقول لأناس عانوا من محنة السجن وابتلاه وعزلته، ومنها في المجال الأدبي رواية "دون كيشوت" للمؤلف ميغيل دي سيرفانتس، ورواية "تقدم رحلة الخلاص" للمؤلف جون بونيان، ورواية "روبنسون كروزو" للمؤلف دانييل ديفو" والتي تتصدر قائمة روائع الأدب العالمي، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

وذا السجن جامعة الجامعات:
إذا كانت القدوة الحسنة من أفضل الجامعات، فأن السجن هو حتما جامعة الجامعات، وليس الكون، وأن القيد هو أستاذ هذه الجامعة المعتبر، وليس الدهر كما سبق أن قال الشاعر فيما مضى.
حيث يندهش الباحث من ضخامة عدد الأعمال الإبداعية العبقرية التي ولدتها عقول أناس ذاقوا مرارة السجون، واكتووا بنيران العزلة، والحرمان، وسلب الحرية التي تفرضها بيئة السجون.
ولا نكاد نجد إنسان يدخل السجن إلا ونجد بأن قريحته قد تفجرت عن أعمال إبداعية مدهشة وذات اثر عظيم أثناء السجن أو بعد الانعتاق من ظلمته.
والمعروف أن عشرات السجناء الذين لم تكن لهم قبل دخولهم السجن أية صلة بالكتابة تحولوا إلى كتاب بعد مرورهم بالتجربة، وعبروا عنها شعرا أو قصة أو رواية أو خاطرة.
ومنهم من دخل السجن أُميا لا يقرا ولا يكتب وخرج منه مفكرا مبدعا أو أديبا.
حتى ليكاد الباحث يظن بأن اثر السجن في صنع العبقرية لا يقل في أهميته عن اثر اليتم والذي يقع بلا منازع على رأس سلم المسببات في ولادة العبقرية كما سبق شرحه.
ولو تعمقنا في البحث والتنقيب لوجدنا أن كثيرا من أعظم الأعمال الإبداعية ولدت من عقل يتيم أو من عقل سجين حصرا، ولكن إذا ما اجتمع اليتم والسجن والتأهيل والقدوة الحسنة لدى شخص، فتكون النتيجة امتلاك ذلك الشخص القدرة على توليد نصوص عبقرية، مهولة، وخالدة، وذات اثر سحري، وكأنها ألهمت لصاحبها إلهاما ووحيا.
ولا شك أن ذلك تحديدا ما دفع الفيلسوف المبدع جان جينه إلى القول بأن "الوحي يسكن بين جدران السجن" ، وأيده في ذلك الكثير من الأدباء المبدعين الذين تخرجوا من جامعة السجن، وان كانوا قد عبروا عن ذلك المعنى بصور مختلفة.
فأذا كان الشاعر الألماني ( ريلكه ) يرى بأن الأفكار تهبط على الفنانين كما تهبط الأمطار من السحب، فأن الشيخ القرضاوي يقول في قصيدته النونية الشهيرة التي أبدعها أثناء سجنه بأن ملاكا أوحى له بقصيدته تلك:

واليوم عاودني الملاكُ فهزني.....طربًا إلى الإنشادِ والتلحينِ


أُلهمتُها عصماءَ تنبُع مِن دَمِي......ويَمُدُّها قلبي وماءُ عيوني

والصحيح أن الإنسان ليعجز عن رصد، وعد الروائع التي أبدعتها عقول أناس كُثر غيبتهم السجون واحترقوا بنيران عزلتها قديما وحديثا وأنتجوا أعمال إبداعية كثيرة ورائعة في السجون.
فتاريخ الأدب العالمي حافل بالعديد من الأعمال الأدبية التي أبدعتها عقول سجناء، ابتداء من العصور القديمة وحتى الزمن الراهن سواء في الشرق أو في الغرب.
لكننا سنذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر للتدليل على الدور الذي تلعبه جامعة السجن في خلق العبقرية:
فالمعروف أن أبي فراس الحمداني كان من بين أقدم الناس الذين عُرف عنهم بأنهم سجنوا وأبدعوا قصائد رائعة أثناء السجن، وهي تلك التي تعرف بالروميات، ومنها قصيدته الشهيرة المغناة "أراك عصي الدمع شيمتك الصبر".
كذلك فعل المعتمد بن عباد ملك اشبيلية، حيث صور عذابه وألمه وتجربته في السجن بلغة شاعرية مؤثرة وصور فنية غنية ودلالات عميقة وأسلوب شفاف كما قيل عنه.
وفي القرن السادس عشر أبدع الروائي الاسباني ميغيل دي سيرفانتس، روايته الشهيرة "دون كيشوت" والتي تحتل المرتبة الأولى في سلم أفضل 100 رواية عالمية، وأصبحت تشكل مرجعية لكل من أراد الخوض في مجال كتابة الرواية .
ولاحقا أبدع جون بونيان رواية "تقدم رحلة الخلاص ، أو "رحلة الحج Pilgrimage Progress " كما يترجمها البعض، والانجليزي دانييل ديفو ابدع رواية "روبنسون كروزو" ، وتتصدر الروايتان قائمة روائع الأدب العالمي إلى جانب رواية سيرفانتس. كما ألف الروائي الروسي ديستوفيسكي روايته الشهيرة " منزل الأموات". وألف الروائي الفرنسي هنري شاربير روايته "الفراشة" وهي الرواية التي أشعلت النار في العالم عند صدورها كما يقول النقاد، وحققت نجاحا واسعا فور صدورها. كذلك ألف الروائي الصيني زانغ كزليانغ روايته الشهيرة " نصف الرجل امرأة". كما ألف الروائي النيجيري كين سارو ويوا روايته "الفتى سوزا".
كذلك بدأ الفيلسوف والشاعر الفرنسي فولتير كتابة ملحمته الشعرية بين جدران السجن. أما الزعيم الهندي نيهرو فقد أبدع خلال سنوات سجنه الطويلة كتابه " لمحات من تاريخ العالم". كما كتب هتلر كتابه " كفاحي" وهو في السجن. كما الف الشاعر الانجليزي رالي كتاب عن تاريخ العالم. وألف الفيلسوف برتراند راسل كتابه " مبادئ في الرياضيات".
كما أبدع عباس محمود العقاد كتابه " السدود والقيود" أثناء سجنه في ثلاثينيات القرن الماضي. وأبدع عبد الرحمن منيف الروائي النجدي روايته الشهيرة " شرق المتوسط" وروايته الأخرى " الآن هنا – أو شرق المتوسط مرة أخرى".
وكتب الروائي المصري صنع الله إبراهيم روايته الشهيرة " تلك الرائحة" وهو يعتبر بأن السنوات التي قضاها خلف القضبان هي التي عملت منه روائيا متميزا. كما يرى البعض بأن كتاب عائشة عودة " أحلام بالحرية" نص أدبي عن عالم السجون لا يقل قيمة عن نص شرق المتوسط. كذلك ألف الروائي الأردني أيمن العتوم روايته " يا صاحبي السجن"، وهي رواية تمتاز بالشعرية وتحلق في عالم النفس البشرية، ويرى احدهم أن الوصف فيها مفاجئ حد الفجيعة وجميلا حد الدهشة.

ومن السجناء الذين أبدعوا أعمالا خالدة أيضا، فريدة النقاش وألفت " السجن ، الوطن"، والطاهر بن جلود وألف " تلك العتمة الباهرة"، وفاضل الغزاوي وألف القلعة الخامسة"، وشريف حتاتة وألف "العين الزجاجية"، ومليكة اوفثير والفت رواية "السجينة"، وسمر المقرن والفت رواية " نساء المنكر"، وامجد حسونه وألف " خارج الزمن".

وقد انعكس اثر السجن على أعمال الكثير من الشعراء المعروفين أمثال أبو الطيب المتنبي الذي يقول :

أنا الذي نظر الاعمى إلى أدبي ....وأسمعت كلمات من به صمم.

ويرى طه حسين أن تجربة السجن كان لها أثرا مهولا على المتنبي وعلى تطوير ملكاته الإبداعية.

وكان للسجن أثرا واضحا على شاعر تركيا العظيم ناظم حكمت، وشاعر تشيلي العظيم بابلو نيرودا، والشاعر المصري احمد فواد نجم، ومحمد الماغوط، والشاعر الكبير محمود درويش والذي يقول في قصيدته التي أبدعها وهو في السجن وهي بعنوان" آخر الليل" :
وطني يعلمني حديد سلاسلي
عنف النور ورقة المتفائل
ما كنت اعرف أن تحت جلودنا
ميلاد عاصفة وعرس جداول
سدوا علي النور في زنزانة
فتوهجت في القلب شمس جداول.

ولا يفوتنا أن نذكر اثر السجن على بعض رجال الدين والأئمة ومنهم الإمام احمد بن حنبل الذي كتب الشعر في السجن أيضا، والشيخ بن تيمية والذي اعتبر أن سجنه خلوة، والشيخ سيد قطب الذي ألف في سجنه عدة مؤلفات منها في "ظلال القرآن" وكتاب "معالم في الطريق"، والشيخ عايض القرني والذي ألف في سجنه كتاب لا تحزن والذي أصبح واسع الانتشار، كما ألف كتاب آخر يعالج في جانب منه اثر محنة السجن على السجين، وهو بعنوان " أعظم سجين في التاريخ" وهذا الكتاب يروي قصة سجن سيدنا يوسف عليه السلام، والذي ربما يكون أقدم سجين عرفه التاريخ.

و في الواقع، ما هذه الأعمال التي ذكرت هنا إلا نماذج قليلة ومحدودة من إبداعات ولدت في السجون أو أن أصحابها ذاقوا مرارة السجون واثر السجن على ملكاتهم الإبداعية. وقد اختيرت هنا بصورة عشوائية، وتم ذكرها للتدليل فقط على مدى اتساع دائرة المبدعين الذين صنعتهم جامعة السجن. فهم وجدوا أينما وجدت السجون وفي كل الأزمان، والقرون، والأماكن، وجاءوا من كل الجنسيات وتحدثوا كل اللغات.

كما أنهم أبدعوا في كل المجالات خاصة المجالات الأدبية والفكرية والقيادية وجلهم أنتج أعمالا خالدة ثرية، عميقة، بليغة، ومؤثرة، أو خرج من السجن ليصبح قائدا وحاكما كرزميا.

يتبع،،،

ايوب صابر 03-22-2013 02:54 PM

تابع قانون رقم- 6 -:" الوحي يسكن بين جدران السجن"

وذا القيد أستاذها المعتبر:
هل القيد أستاذ في السجن، يعلم المسجونين كيف يبدعون؟ أم أن في السجن منجم للأفكار؟ أم هو رحم للإبداع؟ أم أن وحي الإبداع يسكن هناك؟

يعتبر أنيس منصور السجن انطلاقة وإبداع، وهو يقول في مقال له عن أدب السجون " كأنهم كانوا في حاجة إلى السجن لكي ينطلقوا، كأنهم كانوا بحاجة إلى عزلة تامة ليكملوا الصورة العقلية الناقصة، وعندما خرجوا من السجن لم يهاجموا الذين حبسوهم وإنما شكروهم على أنهم أعطوهم هذه الفرصة السعيدة بأن يكونوا وحدهم بعيدين عن الناس وشوشرة الحياة".

ويرى البعض أن السجن منجما مذهلا للأفكار، فيقول أيمن العتوم مثلا في كتابه " يسمعون حسيسها"، أن ما من فكرة مستحيلة في السجن، وما من فكرة لم تخطر على بال.

بينما نجد الكاتب المصري صنع الله إبراهيم يقول في لقاء صحفي له " انه غير نادم على الفترة التي قضاها في السجن، وهو يرى بأنه مدين لها بالكثير، فهي التي أتاحت له التعرف على عوامل ثرية، ما كان ليتعرف عليها لولى السجن، وهو يضيف انه لو عاد به الزمن إلى الوراء وخير فسوف يختار تجربة السجن مرة ثانية دون تردد".
كما نجد أن بعض الذين سجنوا ربما تلذذ بالسجن مثل عباس محمود العقاد الذي سجن في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهو يقول انه وجد في السجن حلاوة ولذة، كما ويقول انه في سجنه خطرت له أفكار كثيرة. وهو يعتبر السجن رحمٌ للإبداع حيث كتب في إحدى قصائده يقول:
وكنت جنين السجن تسعة أشهر
فهانذا في ساحة الخلد أولد
وفي كل يوم يولد المرء ذو الحجى
وفي كلي يوم ذو الجهالة يلحد .

وما أن خرج من السجن حتى أعلن بأن لديه الكثير ليقوله، مشيرا إلى انه أصبح جاهزا للتطرق إلى أمور مهمة بعد تخرجه من جامعة السجن وكان في نيته وضع تفسير حديث للقران الكريم لكن القدر عاجله.

وهناك من يذهب ابعد من ذلك بكثير ويرى بأن وحي الإبداع يسكن في السجن، وهو يتقمص الكثير من المسجونين فيبدعون، وتكون إبداعاتهم سحرية غاية في التأثير وكأنها من وحي الابداع.

ومن هؤلاء الشيخ القرضاوي والذي يقول في قصيدته النونية والتي أبدعها خلال فترة سجنه بأنه أنما اُلهم قصيدته النونية إلهاما حينما عاوده الوحي هناك في السجن فهزه وكان ثمرة زيارة الوحي له تلك القصيدة الرائعة.

اما مؤسسس الديانة البهائية فقد ذهب بعيدا ليدعي بأنه تلقى ما خطه من الوحي اثناء وجوده في السجن.

ومنهم جان جينه صاحب المقولة الشهيرة أعلاه والذي أبدع أعماله العبقرية في السجن مما دفع الفيلسوف جان بول سارتر أن يؤلف عنه كتاب وقد رأى فيه شخصية القديس بعنوان " القديس جينيه ممثلا وشهيدا" .

والمعروف ان جينيه كان يعتبر السجن المكان الأمثل للكتابة والمهبط الذي يؤثره وحي الإبداع. وهو يقول عنه إنه مكان للصفاء الروحي والعبادة والوصول إلى جوهر الأشياء. وفي ذلك المكان كتب رائعته «معجزة الوردة» وهي رواية تزخر بالرموز المستمدة من حياة القرون الوسطى، وتصور الأغلال التي رسف فيها السجين، وهي تتحول إلى أكاليل غار وورود. وكتب واحدة من أفضل قصائده كما يقول النقاد، والتي هي بعنوان "الرجل المحكوم عليه بالموت".

فلا شك أن اثر السجن واضح في توليد مخرجات عبقرية بالغة القيمة والأثر، والنصوص التي تولد بين جدران السجن أو من عقل سجين سابق غالبا ما تكون مدهشة وذات وقع مزلزل وكأنها مكتوبة بلغة كودية وتختزن في داخلها عناصر تأثير سحرية. وهي استشرافية في طبيعتها وكأنها ثمرة لحظات وجد استثنائية تلتقي فيها الأزمنة في لحظة واحدة وتلتقي فيها الأمكنة في نقطة واحدة.

وجامعة السجن لا تكتفي بتخريج الأدباء والشعراء وأصحاب الفكر فقط، بل هي مكان لصناعة القادة العظماء والتاريخ يقول لنا أن عددا كبيرا جدا من القادة إنما وصلوا إلى الحكم من بوابة السجن، وبعد أن التحقوا بجامعته لسنوات. فتشكلت لديهم الصفات والسمات القيادية وعلى رأسها امتلاكهم لتلك الكرزما السحرية التي هي من أهم عناصر الشخصية القيادية.

ولقد افرد القران الكريم سورة كاملة للحديث عن محنة سيدنا يوسف عليه السلام في سجنه والذي سجن لفترة طويلة وهناك من الله عليه في تعبير الرؤى فكانت محنة السجن بالنسبة له عاملا إضافيا لمحنه الأخرى لتأهيله للقيادة كما يقول الشيخ عائض القرني في كتابه " أعظم سجين في التاريخ" وخرج من السجن ليتولى أعلى وظيفة يمكن أن يتولها إنسان عند العزيز الذي سجنه ابتداء حيث أصبح مسئولا عن خزائن مصر في ذلك الزمان.
ومن القادة المعاصرين الذين انتقلوا من السجن ليحكموا وعلى سبيل المثال لا الحصر: نيلسون مانديلا واردوغان ومحمد مرسي.

يتبع ،، وخلاصة القول؟

ايوب صابر 03-23-2013 10:24 AM

تابع قانون رقم- 6 -:" الوحي يسكن بين جدران السجن"

وخلاصة القول، أيّنْ كان ذلك الدور الذي يلعبه السجن في توليد العبقرية، وسواء كان السجن منجما للأفكار، أو هو رحم للإبداع، أم أن الوحي يسكن هناك، فكل ذلك يؤكد حقيقة لا مراء فيها، وهي أن السجن جامعة الجامعات، وكل من يلتحق فيها يكون لديه فرصة لتوليد نصوص إبداعيه والوصول إلى العبقرية في الكتابة أو القيادة الفذة، إضافة إلى امتلاكه قدرات ذهنية هائلة منها استشرافية ومنها القدرة على تعبير الرؤى.

والسجن مثله مثل اليتم يفرض على الإنسان فرضا، ولا احد يختار أن يدخل السجن، لما فيه من الم ومشقة ومعاناة وعزلة، ويشهد بذلك كل من جرب السجن.

يصف الأسير حسام خضر الأسر مثلا بقوله" هو حبس للروح في زجاجة، الزجاجة في صندوق معتم، الصندوق في قعر بحر متلاطم الأمواج، فلا قرار ولا إمكانية للاستقرار" فأي الم يمكن ان يصيب الانسان اشد من الم السجن؟!

ولا شك أن الأدلة التي سقناها أعلاه ما هي إلا جزءا يسيرا مما تحويه المكتبة عن اثر السجون في صنع العبقرية، وتشير إلى أن محنة السجن ربما تأتي في المرتبة الثانية بعد اليتم من ناحية التأثير في خلق العبقرية وتوفير الفرصة لتوليد نصوص عبقرية فذة.

وذلك يؤشر بدوره إلى أن الم ومرارة محنة السجن، لها دور مشابه لمحنة اليتم، وهي حتما تؤدي إلى زيادة حادة في نشاط الدماغ، ربما بسبب ذلك الألم الرهيب الذي يعانيه السجين في غيابة السجن، فيصبح مثل اللؤلؤة التي قال جبران خليل جبران عنها بأنها "هيكل يبنيه الألم حول حبة رمل". وربما أنها العزلة التي هي خلوة إجبارية تشبه خلوة الصوفيين وتوصل إلى لحظات الوجد والالهام. ذلك إن تحدثنا بشكل عام، لكن لا بد أن تجربة السجن وألمه تتسبب في تنشيط الدماغ من خلال ربما التغير في كيمياء الدماغ، الذي يؤدي بدوره إلى زيادة منسوب طاقة البوزيترون فيه، فيعمل على غير شاكلته، ويصبح قادرا على توليد نصوص إبداعية قد تصل إلى حد العبقرية تماما كما يحدث في حالة مرور الشخص في محنة اليتم.

المهم أن الوقائع والتاريخ تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بأن كل سجين، وخاصة سجين الرأي، يصبح مشروع عظيم، لان وحيا للإبداع يسكن إلى جواره بين جدران السجن، يتقمصه ويوحي له بمخرجات إبداعية قد تصل إلى حدود العبقرية، ويرتبط ذلك بظروف السجن، ومستوى الألم الذي يكابده السجين، وطول المدة التي يعزل فيها ذلك السجين عن العالم ويخلو فيها مجبرا إلى نفسه، اضافة الى تعليمه ومستواه الثقافي، وقدرته على استثمار الوقت للاطلاع على المعارف في امهات الكتب، ثم تخلصه من مشاعره السلبية والنظر الى سجنه على انه منحه وليس محنه وتمسكه بالامل والتفكير الايجابي رغم كا ما هو فيه.

وعلى كل من يمر عبر بوابة السجن ليقبع هناك أسيرا، أو سجينا، أن يتذكر دائما بأنه ورغم الألم والعزلة والقهر والمعاناة والبعد عن الأحبة فأنه في أسره إنما التحق إلى أعظم جامعة لتخريج العباقرة العظماء، بل هي جامعة الجامعات.

وعليه أن يتخلص بسرعة من كل مشاعر الحزن والألم ويبعد عنه مشاعر الكآبة والتفكير السلبي، وينكب على القراءة والكتابة، وان يترك الوحي الذي يسكن إلى جواره يساعده في توليد نصوص عبقرية.

على كل سجين أو سجين سابق أن يتذكر بأن السجن فرصة، وليس غصة، وهو طريق معبد وقصير يوصل إلى العبقرية والقيادة الفذة.

على كل سجين أن يدرك بأنه بدخوله السجن فقد امتلك أدوات توليد النصوص العبقرية وهو في طريقة لترك بصمتة على صفحات التاريخ.

ايوب صابر 02-05-2014 10:22 AM

مقولة ساخنة
لو قمنا على دراسة سيرة حياة خمسة اكثر الاشخاص عبقرية وابداع في كل مجال من المجالات ، لوجدنا ان اغلبهم وبنسبة تتعدى عامل الصدفة ايتام وهو ما يدفعنا للاستنتاج بأن لا بد ان هناك علاقة بين اليتم والعبقرية تحديدا فلا يمكن ان تكون هذه العلاقة مجرد صدفة... بل ان البيانات الاحصائية التي لدينا الان عن فئات العباقرة تؤكد بأن هذه النسبة تتعدى عامل الصدفة بكثير...
وفي ذلك مؤشر بأن صدمة اليتم تؤدي الى حدوث امر ما في الدماغ تجعله قادر على الاداء العبقري والوصول الى نتائج فذة مهولة وعبقرية حتى في حالة محدودية الوسائل وصعوبة الظروف..
صحيح اننا لا نزال نجهل آلية التأثير وما الذي يحدث تحديدا عند وقوع مصيبة اليتم وهل تحدث هذه المصيبة تغيرات كيماوية او هرمونية او كهربية او كهرومغناطيسية او سلوكية او عصبية او جينية او غير ذلك؟؟!!

لكن يمكننا الان ان ندعي ونحن على يقين بأن المستقبل القريب يحمل في طياته الكثير من المفاجأت بخصوص قدرات الدماغ وقدرتنا على تطويعه وجعله آلة انتاج عبقرية...ربما من خلال محاكاة ما يحدث في الدماغ على اثر وقوع صدمة اليتيم...والاغلب ان الذي سيقدم لنا جواب حول هذه الالية شخص يتيم...

لكننا نعرف الان ايضا بأن الدماغ آلة قابلة للتطويع ويمكننا من خلال ممارسة رياضات معينة ان نجعله يعمل بكفاءة اعظم ومن ذلك ما نشرحه هنا من ادوات اكتساب العبقرية.

تابعونا هنا لنستكلم سويا ادوات اكتساب العبقرية...ولحين تطوير عقار او ادوات محددة يكون لها اثر مباشر على زيادة قدرات الدماغ وجعله اداة طيعة لتحقيق العبقرية بشكل مباشر...

ايوب صابر 02-25-2014 04:03 PM

شكرا للاستاذ ياسر على التوضيح واتصور ان هذا التوضيح لا يغير من موقف الاستاذ ياسر الذي لا يوافق بأن مصدر الابداع والعبقرية هو "الموهبة "ويشير الى الاستعداد الطبيعي الذي يتفعل بالتفاعل مع الظروف وبهدف تحقيق الذات.

==

ويظل السؤال :
-هل مصدر الابداع والعبقرية هو "الموهبه" ام هو نتاج ظروف يمر بها الانسان مثل اليتم والسجن والالم والمعاناة وما الى ذلك؟

- وهل قدرات الدماغ محددة وهي تولد مع الانسان؟... ام ان الدماغ اشبه بماكنة يمكن زيادة فعاليتها وهذه الفعالية يمكن ان تتحسن كنتيجة للظروف الصادمة كما يقول علماء النفس التحليلي او من خلال التدريب وهو ما يقول به انصار التنمية البشرية؟


بانتظار رأي كافة اعضاء منابر وكل المهتمين والمتخصصين تحديدا هنا...


طبع الموقف من مصدر الابداع والعبقرية حتى الان هو كما يلي:
انا اقول ....الظروف والمآسي وعلى رأسها اليتم والموت ولا وجود للموهبة وانما هي اسطورة اغريقية.
الاستاذة مباركة تقول ....موهبة.
الاستاذ ياسر علي يقول ...الظروف.
عبد الحكيم مصلح يقول ...نص نص...يعني هيك وهيك شوية موهبه وشوية ظروف.


انت شو رأيك؟

==

مقطع يكشف سر تفوق العلماء والمشاهير:



ايوب صابر 02-27-2014 11:38 AM

مقولة ساخنة
ان الدماغ آلة تعمل بمبدأ شبه كهربي وهي تعمل عادة بكفاءة متواضعة مقارنة مع ما يمكن لها ان تفعله... والان اصبح لدينا الدراية والمعرفة بوسائل تعزيز وتطوير عمل هذه الاداة - الالة- ... ومن المحزن جدا ان نعيش حياتنا ونحن لا ندرك مدى الامكانيات غير المحدودة لادمغتنا ، وان لا نمتلك الادوات لتعزيز عمل هذه الادمغة وجعلها تعمل بقدراتها وامكانياتها الخارقة واللامحدودة...


ويمكننا القول بهذا الخصوص ان مثل من يتغاضى او يهمل هذه القدرة الكامنة ولا يحاول تفعيلها والاستفادة القصوى منها اشبه بمثل شخص يسكن الى جانب نبع متفجر شديد القوة وتتدفق منه المياه فتشكل نهرا عظيما ولكن اقصى ما يفعله تجاه ذلك هو الاندهاش لما يجري امامه والمشاهدة...


==


ويظل السؤال :
-هل مصدر الابداع والعبقرية هو "الموهبه" ام هو نتاج ظروف يمر بها الانسان مثل اليتم والسجن والالم والمعاناة وما الى ذلك؟


- وهل قدرات الدماغ محددة وهي تولد مع الانسان؟... ام ان الدماغ اشبه بماكنة يمكن زيادة فعاليتها وهذه الفعالية يمكن ان تتحسن كنتيجة للظروف الصادمة كما يقول علماء النفس التحليلي او من خلال التدريب وهو ما يقول به انصار التنمية البشرية؟


ايوب صابر 06-11-2015 10:19 AM

تابع قوانين اكتساب العبقرية :

قانون رقم7: العقل السليم في الجسم السليم


وضع هذه المقولة فلاسفة اليونان منذ 500 سنة قبل الميلاد، لاحقا اعتقد البعض ومن خلال المشاهدة للأداء العبقري لبعض من أصيب بعلة جسدية بان العقل السليم والقادر على الإنجاز العبقري يتطلب جسم سقيم، لكن الأبحاث العلمية الحديثة توصلت الى ادلة قطعية بأن العلاقة بين الصحة العقلية والجسدية متلازمه ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض لتؤكد بأن مقولة العقل السليم في الجسم السليم ما تزال صحيحة، وان الصحة الجسدية التي تتحقق من خلال ممارسة الرياضة بشكل رئيسي هي وسيلة من وسائل اكتساب العبقرية.

العقل السليم في الجسم السقيم:
تعود فكرة أهمية النشاط الجسدي في بناء عقل سليم الى ثقافة اليونان القديمة، حيث كانت اللياقة البدنية عندهم بأهمية التعليم، وربما ان ظروف ذلك الزمن ومتطلباته الجسدية ساهمت في وضع تلك المقولة والذي اثبت الزمن والعلم بأنها استشرافية فذة الي حد بعيد، بعد ان توصل العلم الحديث لأدلة علمية قطعية تشير الى علاقة واضحة بين اللياقة البدنية والصحة العقلية.

ويقال ان هذه المقولة (العقل السليم في الجسم السليم) وضعها سقراط حوالي 500 عام قبل الميلاد.

وعلى الرغم من مرور زمن طويل على هذه المقولة وملاحظة ان كثير من أصحاب المواهب فوق العادية، والعبقرية أحيانا، كانوا في الواقع من بين من عانى من سقم جسدي معين الا ان تلك المقولة ظلت صامدة على مر الأيام مؤكدة على أهمية اللياقة الجسدية في سبيل تحقيق الصحة النفسية والعقلية، وبالتالي الحصول على دماغ يعمل بصورة فوق عادية، او متفوقة وربما يتمكن من وضع مخرجات ابداعية.

لا شك ان للسقم الجسدي او العلل الجسدية تأثير كبير على صنع العبقرية، وهو امر ملاحظ، وربما ان هذه العلل تلعب دورا فائقا في أهميته، وفي تحقيق العبقرية، مثلها في ذلك مثل أثر صدمة اليتم او السجن والتي تعمل على تحفيز الدماغ، وجعله يعمل فوق طبيعتيه ويولد مخرجات عبقرية.

وقد لاحظ ذلك الرابط بين السقم والعبقرية في القرن الماضي عالم نفس شهير اسمه ادلر adler والذياهتم بتلك العلاقة فوضع في المحصلة نظرية حاولت تقديم تفسير حول العلاقة بين السقم والعبقرية وهي نظرية التعويض المعروفة. وهو طبعا يفترض في نظريته بأن وجود سقم جسدي يؤدي الى حالة تعويض ينتج عنها مخرجات عبقرية.

وهناك من يدلل على صحة الافتراض بوجود علاقة بين السقم والعبقرية بذكر عدد من العباقرة يقال ان الاضطرابات الجسدية كانت سببا في وصولهم الى الإنجاز العبقري، وعلى اعتبار ان مثل هذه الاضطرابات تدفع بنا لبذل أفضل الجهود العقلية.

ومن بين العباقرة الذين يقال ان العلل والاضطرابات الجسدية قد لعبت دورا في تحقق عبقريتهم مثلا: البرت اينشتاين الذي كان يعاني من الم مبرح ناتج عن إصابة الحويصلة الصفراوية وهو ما ساعده على الوصول الى العبقرية. ومنهم عالم النفس فرويد والذي كان يعاني من الم متكرر في بطنه. ومنهم أيضا والذي يقال ان الجسم العليل هو الذي صنع عبقريتهم دستوفويسكي، وبروست وفان كوخ، وبتهوفن.

لقد كانت القناعة بأن هناك علاقة بين العلل الجسدية والعبقرية قوية جدا الى حد ان أحدهم قام على شل يده ظنا منه انه بذلك انما يوسع أفقه ويحقق له العبقرية.

يتبع...

العقل السليم في الجسم السليم:

ايوب صابر 01-15-2016 08:34 AM

ان الماسي والاحزان والالام هي المحرك الاساسي لماكنة العقل تزيده نشاطا وتخلق العبقرية لكن هذا العقل ماكنتi طيعة يمكن شحذها باستخدام اليات واساليب اطلقنا عليها هنا اسم قوانين يمكنك من خلال تسخيرها ان تكتسب العبقرية تحقق انجازات مذهلة نتائج وعبقرية.

تابع معنا خلاصة هذا الحوار حول العبقرية وتعرف على قوانين اكتساب العبقرية *


الساعة الآن 04:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team