منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   قصيدة ((الأم)) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2628)

عبد السلام بركات زريق 12-13-2010 10:49 PM

قصيدة ((الأم))
 

أخوتي يحلو لي أن أسمي هذه القصيدة (قصيدة بالإكراه)
كنت ولا أزال أجد وهن قلمي وقصور أبجديتي
عن التعبير هنا ... وبعد أن وضع أستاذي علاء الأديب
في هذا المنبر موضوعاً عن مسابقة الأم على قناة المستقلة
قال ليَ اكتب ... ففعلت ...من عالمي الطيني الموحل إلى عالمٍ
أسأل الله أن يكون ضياءً في جواره الكريم



((الأم))




خبِّريني متى يحينُ فِطامي؟
من دموعي ولوعتي وغرامي

يا مَلابًا طفَّفتُ أيامَ عمري
أحتسيهِ واليومَ أفرغتُ جامي

موسمَ الطيبِ عن شذاكِ ابتعادي
كم زرعتِ الدروبَ زهرًا أمامي

أسألُ النَّايَ عزفَ بعضِ أنيني
لأغنيْ في راحتيها هُيامي

من يقلْ لي " بنيَّ " عزفَ انتشاءٍ
فتغنِّي صدى النداءِ عظامي

من يصافي مودتي في حديثٍ
أنتَ صفوُ الوجودِ عبدَ السلامِ

كنتُ نسيًا وأنتِ سرُّ وجودي
وسكوني وهدأتي واضطرامي

يا انبلاجَ الضياءِ والدهرُ ساجٍ
وارتواءَ الشفاهِ والثغرُ ظامي

واخضرارَ الربيعِ والغصنُ عارٍ
ووقارَ الهدوءِ والخطبُ طامِ

مِن رحيقِ الحياةِ كان ارتوائي
وبحضن الحنانِ كان اعتصامي

كنتِ عُذراً إذا تلكَّأَ عُذري
وكلامًا إذا يضِلُّ كلامي

ولجيشِ الظلامِ كنتِ ضياءً
ولغدرِ الزمانِ كنتِ حسامي

أيها الفجرُ كم شهدتَ انتظارًا
لعيونٍ دموعُها في سِجامِ

أيها الليلُ كم شهدتَ اشتعالًا
لفؤادِ وجيبُه من ضِرامِ

أيها الدهرُ كم شهدتَ سؤالًا
عن ضَياعي عن صحتي عن سقامي

كلما في كهوفِ روحي تلظَّتْ
ذكرياتي احتسيتُها كالمُدامِ

أطلبُ النومَ والخيالُ سُهادي
علَّ طيفًا يعودُني في منامي

أُمِّ أنتِ الحياةُ أنتِ شذاها
أنتِ بردُ اليقينِ في إلهامي

بَعدَك العمرُ كله سِقطُ عمْرٍ
بعدك الناسُ كلهم أخصامي

إن تقدمتُ ... كيف أقبلَ هذا ؟
أو تأخرتُ .. ما تَمَنَّوا قيامي

بعد أن غِبتِ كم تعثَّرتُ خَطْوًا
وتلعثمتُ في حروفِ كلامي

وَيْكأَنِّي أُعيدُ قصةَ عُمْرٍ
كنتِ فيه مُعلِّمي وإمامي

* * * *

حالتي تعلمينَ لا زلتُ فردًا
وصدودُ الزمانِ صعبُ الخصامِ

أُمسكُ التبرَ يستحيلُ رمادًا
وأعاني من وحدتي في الزِّحامِ

هكذا صرتُ -إذْ نأيتِ- هباءً
كل ما في الحياةِ صعبُ المَرامِ

سنواتٌ بعد الرحيلِ عِجافٌ
كيف بعد الجفافِ يُخصِبُ عامي؟

آهِ يا قسوةَ البِعادِ أَصيخي
لخرابي فقد تهاوى حُطامي

ربِّ أكرمْ مَقامَها يا كريمٌ
أنتَ مشكاةُ نورِها في الظلامِ

لا ترُعْها إذا الجفونُ اشرأبَّتْ
لانبعاثِ الرميمِ يومَ الزِّحامِ

شفِّعِ اللهُ خيرَ خلقكِ فيها
سرَّ هذا الوجودِ خيرَ الأنامِ

ما بلغتُ الفطامَ لا تسألوني
بعد أمي متى يحينُ فطامي


13 - 11 - 2010

علي أحمد الحوراني 12-13-2010 10:58 PM

ما بلغتُ الفطامَ لا تسألوني
بعد أمي متى يحينُ فطامي
ضحكت يا عبد السلام على ( تجعل البيت منهمو كالمعسكر )
وانا الآن انتشي على الفطام

والله إنّ الأمّ تستحق منا أكثر من ذلك

دمت مبدعا


أمل محمد 12-13-2010 11:04 PM

أبكتني وخالقي

بالله ما عساي أن أقول يا عبد السلام !!!

نبض ُ قلبك َ باسمها وحـُـبـّها وفـَـقدها شعرت ُ به وآلمني

هي فقط دعواتي لها بـ سـُكنى الجـِنان

ولك َ بـ مرافقتها في جنـّات النعيم ~

ولك َ أجمل تحيـّـة من ~ أمل

ساره الودعاني 12-14-2010 03:59 PM


{ قصيدة بالإكراه }









أماه .... سامحيني



أما ....





أراك صامتة طيلة الوقت فقط عيناك تتجول في أرجاء المكان



ألمح فيهما كلام



لست انا من تخفاها عينا امها التي تبحث عن الراحلين في بقايا المكان



إنها تبحث عن مسن كان هنا ذات يوم ورحل !!





تسعة اشهر أو تزيد ثمنا لجلوسي في دفء أحشائك





سنتين وربما أكثر بين ذراعيك بالقرب من فؤادكِ



خمس سنوات بأيامها الطويلة متشبثة بأطراف ردائك وأنتِ تجوبين البيت تقضين فيه شؤون أسرتك !



ليال ليس لها عدد دموعك الحرا تسيل على وجنتيك وابتهالات تخرج من أعماقك ترنو إلى السماء في لهفة وخشوع أن يستجيب ربك ندائك ورجائك بأن يشفيني ..



وبقية عمري عيناك لا تغيببا عني



وتيقض شعورك يرعاني اينما ذهبت ..



وقلبك الذي خرج معي حين غادرت بيت الأسرة ليرقبني وانا ابني عشاَ صغيرا خاص بي



لا أظنه سيعود الى حنايا ضلوعك العوج بل بقي سيبقى معي إلى الأبد ..



كل هذا لا تطلبين له ثمن ولا ترجين مني جزاء !



فواخجلاه من قبح جزائي



الذي أقدمه لك



ارجوك أمي ذكريني بحقك إن نسيت كعادتي واجباتي نحوك !!




الأستاذ الشاعر عبد السلام بركات


ما شاء الله تبارك الله حولك وعليك


ليتني اجيد بقصيدة بأمي ولو بالإكراه..


صح قلبك





ورحم الله والدتك وجعل الجنة مستقرها..



عمر ابو غريبة 12-14-2010 09:26 PM

أخي عبد السلام
أشجيتني وأحزنتني هذا المساء
ولكن حسنا فعلتَ إذ أفرغت شيئا من لوعتك وحزنك المكتوم
أسأل الله أن يتغمدها وأموات المسلمين بسابغ رحمته وواسع عفوه الكريم
وأدعو معك بدعائك:
ربِّ أكرمْ مَقامَها يا كريمٌ
أنت مشكاةُ نورِها في الظلامِ
محبتي ومواساتي
أستاذي

سلطان الركيبات 12-15-2010 10:38 PM

نعم هي قصيدة بالإكراه
موجعة مؤلمة متعبة
كيف كتبتها يا رجل
حقا أنك جبار لحظتها
أخي عبدالسلام لا أريد تأجيج نارك
ولكن قصيدة بحق تزفر من أبياتها لا سيما آخرها
رحم الله العظيمة التي انجبت هذا الشاعر العظيم
ولا يسعني إلا أن أقول
وبشر الصابرين
قصيدة بغاية الإبداع والأوجاع
مودتي أخي الرائع المتواضع


عبدالرحمن آل ماضي 12-16-2010 10:36 PM


ألمشرف العزيز / عبد السلام بركات زريق

سلام عليك . لقد شدتني قصيدتك في الأم بل وهيجت ذكرى حزينه
في نفسي حينما فقدت والدتي رحمه الله وأمهات المسلمين . إن قدْر
كبير وقد أحسنت في وصفها من حيث الحنان والحرص على حياتك وسعادتك .
رحمها الله أجدد إتصالي بك بعد فترة من عدم التواصل0

أخوك/ أبو تركي

عبد السلام بركات زريق 12-17-2010 04:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد الحوراني (المشاركة 47209)
ما بلغتُ الفطامَ لا تسألوني

بعد أمي متى يحينُ فطامي
ضحكت يا عبد السلام على ( تجعل البيت منهمو كالمعسكر )
وانا الآن انتشي على الفطام


والله إنّ الأمّ تستحق منا أكثر من ذلك

دمت مبدعا




السلام عليك
الأخ الحبيب علي الحوراني
إما ضحكةٌ تخفي خلفها الكثير من البكاء
أو دمعة ... ولا أعرف ما وراءها !!!!
هكذا الدنيا ...
كان عجبي مما يقاسينَ
لنكون ... ومن موتهنَّ لنحيا ...
ولعمري لا يعوض
فقدهنَّ شيءٌ في الوجود
ألا يكفي أنهنَّ من أوسع الأبواب
للتقرب إلى الله تعالى ؟؟
ليحفظك الله يا أخي
تقديري ومحبتي

عبد السلام بركات زريق 12-17-2010 05:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل محمد (المشاركة 47210)
أبكتني وخالقي

بالله ما عساي أن أقول يا عبد السلام !!!

نبض ُ قلبك َ باسمها وحـُـبـّها وفـَـقدها شعرت ُ به وآلمني

هي فقط دعواتي لها بـ سـُكنى الجـِنان

ولك َ بـ مرافقتها في جنـّات النعيم ~

ولك َ أجمل تحيـّـة من ~ أمل




السلام عليك
الأخت المتألقة أمل محمد
لا أبكى الله عينك إلا من فرح
يا أمل
أشكر مرورك العبق بسحر الكلمة
ودفء المشاعر
أسأل الله لوالدتك تمام الصحة
والعافية
ولك التقدير والاحترام

سارة رمضان 12-17-2010 05:31 PM

براعة استهلال و حسن خاتمة و ما بينهما عواطف جياشة ,

ولا يمكن أن يكون كل هذا إلا فى سواها ,

رحمة الله عليها و إلى جنان الخلد إن شاء الله .


الساعة الآن 01:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team