منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   << مــــــــــــــــــس >>> (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1921)

ساره الودعاني 10-19-2010 11:45 AM

<< مــــــــــــــــــس >>>
 


http://4.bp.blogspot.com/_r63lBIsytI...8%AF%D8%A9.JPG





{ ... مــس .. }


ذات عشية حالكة الحزن

في زمن أدار لها ظهره انتقاصا من قدرتها

على الصمت حين مثلت أمامه

متهما إياها إفكا بالتعقل ورفض الجنون


وفي غفلة من صمت الحملان الذي اجتاحها

لحظة تلاوة التهم


على مسامعها الصماء بفعل الضعف

سرت في جسدها قشعريرة باردة

رغم حرارة المكان

مازجها نوع من الهذيان

يوحي باقترابه من حبل الوتين

لولا أنه استكان في هدوء يشي بعدم الأمان

*

*

امتهن التسلل إلى .. لياليها

ينسلها .. ليلة .. بليلة

كمن يتلو تعاويذ على خرزات

مسباحه !

*

*

*


يتوحدها

في أنانية مفرطة

لمتعة لا متناهية

يستلذ خوفها

وينتشي بتهالكها

يذروها على نفسه في بذخ فاحش

كمن أثرى ..حديثا

لا يستثني منها شيئاً !!

يعتريها ترقب مستتر

كل ما سمعت خطوات أنفاسه التي تصلها قبله

*

*

*


يعتاش على ترقبها

بنشوة لا يشبهها نشوة

يدق طبوله بصمت رهيب


حين يأتي مستتراً بالعتمة

يجر خطى آثمة يمشيها بترصد عنيد

يقض مضجعها .. بعنف

كطير جارح أنهك فريسته بالدوران حولها

قبل أن يجهز عليها

*

*
*



وحين يترنح الليل من طول السهاد على أنين مواجعها


وتنعس النجوم إيذانا بانتهاء ليل طويل

بطول الوجع الذي يتركه خلفه حين

يرحل تاركا بقايا من بقاياه


بينما هي تعد أنفاسه المتلاحقة


قبل موعد رحيله قبيل انبلاج الصباح بزفرة ..


قطرات العرق التي ندت على جبينها



وصفحات وجهها المنهك من طول الانتهاك

تستجديها

تجففها بظاهر كفها بوهن شديد


ثم تعيد باطن الكف لتخفي بهِ وجهها

الذي اعترته ذلة >> ذلك المساء الطويل

وتغفو قليلا لتوهم نفسها بأنه مجرد حلم



محمومة>> لم يتجاوز الوسن أهداب عينيها ..

تقلب صفحة ليلتها الفائتة توا وهي مغمضة العينين

كي لا ترى آثار مصرعها

على مرأى من مشاعرها

في حين .. تعلم يقينا لا يقطعه شك

أنه سيعيد قراءتها على مسمع من جوارحها

الحانقة على كل غياب شمس

كل ما حل مساء .. لا يخلو منه

!!!!

عبد السلام بركات زريق 10-19-2010 01:21 PM

السلام عليك
الأخت الأديبة سارة الودعاني
أشكرك على وضع هذا النص القديم الجديد
روعة التصوير ... تناول التفاصيل الإنسانية
بآلة حروفٍ فائقة الدقة .... يجعلنا نقرأ وكأن
أمامنا درباً يأخذنا فيه النص دون تعب ...
أذكر يا أخت سارة أنني قلت سابقاً ذكرني
النص ب(المومس العمياء) للمرحوم السياب ...
أشكرك هنا ... تأكدت أنه بقي شيءٌ من ذاكرتي
........
تقديري واحترامي

ساره الودعاني 10-19-2010 01:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بركات زريق (المشاركة 36460)
السلام عليك
الأخت الأديبة سارة الودعاني
أشكرك على وضع هذا النص القديم الجديد
روعة التصوير ... تناول التفاصيل الإنسانية
بآلة حروفٍ فائقة الدقة .... يجعلنا نقرأ وكأن
أمامنا درباً يأخذنا فيه النص دون تعب ...
أذكر يا أخت سارة أنني قلت سابقاً ذكرني
النص ب(المومس العمياء) للمرحوم السياب ...
أشكرك هنا ... تأكدت أنه بقي شيءٌ من ذاكرتي
........
تقديري واحترامي




مساء الخير أستاذ عبد السلام زريق

سلمت ذاكرتك وسلم ذوقك

نعم مازلت اذكر مداخلتك حتى اني ساعتها فرحت

ان اسمي جاء بجانب إسم الشاعر العظيم والمحبوب السياب

والأن أيضا سعدت بمرورك وإشادة شاعر بمثل قمتك..

تحيتي وتقديري لك..

احمد سليم العيسى 10-19-2010 02:58 PM



أي مس حالك الحزن
أي مس من سِحر
يعبق بأروقة الكلام
أي مس فاض بالشعر
أي مس غمر
بالعطر
أقواس قزح قلبية
تباطح الألون بكل جسارة وحرفية
تمرغَّها بكل رشاقة في حلبات الروعة
عندما يقف البوح بكل طاعة
ويحني رقاب الحرف بكل مودة
لتعبر الوداعة
الأناقة
والألق
بكل سلاسة ومحبة
تتسلل للروح بكل دفئ
تنعث النبضات في كل الإتجاهات

"على مرأى من مشاعرها

في حين.. تعلم يقنا لايقطعه شك

أنه سيعيد قرآتها على مسمع من جوارحها

الحانقة على كل غياب شمس

كل ما حل مساء .. لا يخلو منه"



كل ما حل المساء
أجلس على مساطب المواعيد
أفللي رأس الغياب
من قمل الشوق
يخطر طيفك
على بالي
فأرتعش
وكأن جن يلبسني
ويتسربلني
من ألفي
إلى يائي
يكمن بأنفاسي
يتدثرني كالظل
ويستعمر كياني
فأنتفض
وأتمتم تعاويذ النسيان
وأتركه على أرصفة الذكرى
ينتظر قطار آخر الليل
ومامن صفير يلوح بالصدى
عندما يتركني المساء
تذهب معه أشواقي
وتهرب مني الشطآن
وما من يد تمتد نحوي
من خلال الشفق
فأكاد أختنق

سارة الودعاني
حرف صافي وفريد
يتميز فقط بك أنت



ناريمان الشريف 10-19-2010 03:07 PM

لم يتجاوز الوسن أهداب عينيها ..

تقلب صفحة ليلتها الفائتة توا وهي مغمضة العينين

كي لا ترى أثار مصرعها

على مرأى من مشاعرها

أعجبني جداً هذا التعبير
يا لروعته !!
لقلمك الرائع اقدم احترامي



محبتي ... ناريمان

الجيلالي محمد 10-19-2010 10:07 PM



نص فاحش الثراء من مشاعر
أنثى ينهشها كلب مصعور
لا زال الخمر يقطر من طرف شاربيه
بدون شفقة ولا رحمة..
يموت الحب تحت شموع ليلة الزفاف
هذا ما استوحيته من راائعتك أخت سارة
تحياتي سيدتي

علاء الأديب 10-20-2010 09:03 AM

روعة هذا النص تكمن في تمكن كاتبته من فنّ التحليق بالكلمة الى آفاق تصبو الأرواح لأدراكها
وترنو العيون لهفة لسناها.
شعرت بهذا وأنا أقرأ فكأني قد استحلت من الملموس الى المحسوس.فتساميت .
شكرا لسارة ألقها المعهود
لك من القلب تحية

علاء الأديب

حسن زكريا اليوسف 10-20-2010 09:25 AM


سارة

صباحك الشهد والورد

هذا نص مترف الجمال

وفياض الروعة

مفعم بالإحساس ومسكوب رحيقا ً

ت ث ب ي ت

مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

عبدالسلام حمزة 10-20-2010 11:34 AM



الأديبة سارة الودعاني

حقيقة الصدق الفني التي تتمتعين به في كتابتك

يأسر القارئ ويشدّه ليعيش في عالمك لحظة الكتابة

أنها موهوبة رائعة , وميزة تمتازين بها

يعني رغم قراءاتي المعدودة لك , لو قرأت لك نصا ً

في أي مكان غير منابر حتى , أظن بأني سأكتشفه بأنك

الكاتبة , طبعا ً هذا من الصدق والتفاعل ورقة

التعبير الذي حباك الله به .

استطعت أن تجعليني ألمس أعماق هذه الأنثى وأن

أتعاطف معها , وأن أحتقر ذلك الرجل ذو الشعور

المتبلد .

سلامي لك , والتقدير .

ساره الودعاني 10-20-2010 02:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سليم العيسى (المشاركة 36487)


أي مس حالك الحزن
أي مس من سِحر
يعبق بأروقة الكلام
أي مس فاض بالشعر
أي مس غمر
بالعطر
أقواس قزح قلبية
تباطح الألون بكل جسارة وحرفية
تمرغَّها بكل رشاقة في حلبات الروعة
عندما يقف البوح بكل طاعة
ويحني رقاب الحرف بكل مودة
لتعبر الوداعة
الأناقة
والألق
بكل سلاسة ومحبة
تتسلل للروح بكل دفئ
تنعث النبضات في كل الإتجاهات

"على مرأى من مشاعرها

في حين.. تعلم يقنا لايقطعه شك

أنه سيعيد قرآتها على مسمع من جوارحها

الحانقة على كل غياب شمس

كل ما حل مساء .. لا يخلو منه"



كل ما حل المساء
أجلس على مساطب المواعيد
أفللي رأس الغياب
من قمل الشوق
يخطر طيفك
على بالي
فأرتعش
وكأن جن يلبسني
ويتسربلني
من ألفي
إلى يائي
يكمن بأنفاسي
يتدثرني كالظل
ويستعمر كياني
فأنتفض
وأتمتم تعاويذ النسيان
وأتركه على أرصفة الذكرى
ينتظر قطار آخر الليل
ومامن صفير يلوح بالصدى
عندما يتركني المساء
تذهب معه أشواقي
وتهرب مني الشطآن
وما من يد تمتد نحوي
من خلال الشفق
فأكاد أختنق

سارة الودعاني
حرف صافي وفريد
يتميز فقط بك أنت









هو المساء يرخي سدول عبائته حين

تسجد الشمس تحت عرش الرحمن إيذانا بليل طويل

وفي عتماته يخرج ذو ناب وظفر ناعمين

يخط بهما قصائد حبرها دموع من العلقم

تتجرعها ولا تزيغها..

الشاعر أحمد سليم العيسى

على حافة الشكر خجلت كلماتي من ثنائك

فالعذر على الإقتصار

تحيتي وعرفاني

لك..


الساعة الآن 09:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team