منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   " يقين " (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15934)

[/tabletext]
ابو ساعده الهيومي 02-14-2015 10:50 AM

" يقين "
 
[tabletext="width:70%;"]

في احدى الملاهي الليلة بوسط المدينة الساحلية الصاخبة التي لا تهدى ولا تنام
سماها البعض الدنيا وآخرون سموها مسكن الشيطان
جلس عاصم وصديقه التاجر على احد طاولات الملهى المقتض بصائدي الليل
كانت عيون الجميع تدور في محاجرها لا تتوقف وقد نصبت فخاخها وقدمت اغراءاتها لعلها تحصد شيئا من ثمار الليل الفاخرة
كانت الكلمات والجمل تغلفها الموسيقى ، والعيون المفترسة تخفيها ضياء الشموع الخافتة ، ورغم ذلك كان لمعان وبريق الكؤوس عند ارتفاعها وهبوطها تفضح الغرائز
فهناك فراشات يطفن ويسعين يعرضن ويستعرضن وأخريات في اماكنهن ثابتات واثقات من بضاعتهن
فجأة وعند نهاية السهرة ظهرت يمامتان لهما عينان براقتان وابتسامات ناعمة اضافة لمواصفات اخرى يعجز عن وصفها اللسان
اتجهت اليهما العيون مسرعة وارتفعت الاصوات وتحركت الاقدام ،
و تحمست، و اهتزت ، وثارت من اجلهما الابدان ،وبدا الصراع ،والاقتتال
فاستغل اهل الخبرة هذه الصراع وانقضوا على ما تبقى من فراشات
و كالعادة فاز بالغنيمة الصقور القوية بعدما مزقت بمخالبها القوية كبرياء الجميع وطارت الى مخابئها تاركة الحسرة والندامة للبقية
ليخرج المهزومون ومن بينهم عاصم وصديقة التاجر خاليا الوفاض يترنحان يكسو الحزن وجوههم
فرائهم احد المارة فاخذ يردد :
(إنك لا تسمع الموتى ولاتسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين )
(احسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون )
عبادا قالوا ربنا امنا فاغفر وارحم
وعباد سخروا وكانوا منهم يضحكون
فنظر اليه التاجر بخبث وقال : لقد غر هؤلاء دينهم
سيطر عليها الروتين
حبسوا انفسهم بين البيت والمسجد والدكان

انهم يعيشون الوهم
العالم يتقدم وهم في انحدار !
وبدون ان يلتفت اليه عاصم الذي يعيش صراع بين هؤلاء وهؤلاء قال:
لكن هؤلاء لديهم امال وأحلام
أزاحت عنهم الحزن ولألام
نظر اليه التاجر وابتسم ساخرا وقال :ها ها جنه ونار !!
كم هي جميلة الاحلام
واتجه الى سيارته
فجأة تسمر في مكانه
فقد احس بغثيان ،ودوار و ببرودة عمت اطرافه
فالتفت الى عاصم وبدا يفرك يديه
جلس على الارض
رفع بصره الى السماء ،ثم تمدد على الرصيف
اقترب منه عاصم فسمع :
زفرات تخرج ، حشرجات تتوالى ،وأنفاس تضطرب
، بعدها سكون وصمت رهيب

....

عبير المعموري 02-14-2015 09:10 PM

تحية طيبة أ.ابو ساعده
سرد رائع والفكرة اروع..اين الاخرة واين (ساعة الموت) من تفكيرهم.
اشتغال موفق سيما(ظهور الطرف الثالث في الحوار) واما النهاية فكانت موفقة جدا(احييك على هذا النص الرائع).
تقبل مروري الجد متواضع
دمت بخير وخير
عبير المعموري

ابو ساعده الهيومي 02-15-2015 07:57 AM

حتما..طريقي صعب..ولكنني يقينآ..سأكون!

الاستاذه العزيزه عبير
ستكونين وتتربعين في كل مكان تكونين فيه باذن الله تعالى
لانك تقدرين وتحترمين الجميع وتتفاعلين معهم

عبير المعموري 02-15-2015 06:01 PM

+تقييم
دمت بحفظ المولى
عبير المعموري
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ساعده الهيومي (المشاركة 187731)
حتما..طريقي صعب..ولكنني يقينآ..سأكون!

الاستاذه العزيزه عبير
ستكونين وتتربعين في كل مكان تكونين فيه باذن الله تعالى
لانك تقدرين وتحترمين الجميع وتتفاعلين معهم


صابر حجازى 02-15-2015 08:14 PM

بسبب التجاهل تم الحذف

فاطمة جلال 02-15-2015 09:48 PM

رفع بصره الى السماء ،ثم تمدد على الرصيف
أديبنا القدير أبو ساعده

قصة رائعة تحمل عمق المعاني والنهاية المعلقة بيد الرحمن
فالانغماس في الشهوات واللذات فهي هادمة للحياة الأخرة
فسبحان الله حين يهزم عبادة بالموت

لك كل التقدير

ابو ساعده الهيومي 02-17-2015 12:17 AM

الاستاذه العزيزه فاطمه جلال
رغم ابداعك وانشغالك تتواجدي وتشجعي وتطربي الجميع بدون استثناء بكلامك
فانت نهر عطاء يصل القريب والبعيد فالشكر والاحترام والتقدير مني تستحقيه فهذا هو مقامك


الساعة الآن 12:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team