بعد أن صارع الأحزان
بعد أن صارع كلّ الأحزان ،،
. **كان معنا في مدارس المخيم ،،ولا أدري كيف شعرتُ حين سمعت بموته ،،لقد مرّ في ذهني شريط حياته وشريطنا ،،تذكرته وهو يقف في المطر على الباب يمسك حبل خيمتهم ،،ينظر لا أدري إلام ينظر ،، صافنا كأنّه لا ينظر إلى شيء ،،،فالفقير وهو يرى بؤسه ،تُرخي عينُه ستارة كي لا يطول تركيزه في ألمِه ،،! ..نحن نرحم أنفسنا ولو كنّا في جهنم نفسها ،،! ..وأذكُره وهو يصيد العصافير بين قصب الذرة ،،فيقطع رأسه وينتف ريشه ويشعل نارا ويُقلّبه عليها ،،،ثم يمضغه !! ،،ويذهب إلى بيته ليسهر مع أمّه وأخته تحت نقط المطر التي تتسرب من الشقوق ،،على ضوء الفانوس ،، كانت تتكلم أمّه دائما عن قريتهم وما فيها من خير ،،وتسأل : أين ذهب من كان فيها من الناس والخير ،،،!،،بعد العاصفة ..تقول : كم تكثر الأوطان الجديدة في كلّ نكبة ،،ويقلّ الخير ،،فكأنما يخرج الناس من نفوسهم ،،يتمزقون كما تتمزّق النار في السماء شرارات كثيرة !!. . ...وتذكرتُه وهو يمشي في الطين حافيا حول خيمة المدرسة ،، تصطك أسنانه من البرد ،،أو الغضَب ،،يمشي مُكشّرا لا يضحك وكأنما يقاتل في طريقه ،،عدوّا يجلس في الهواء ،،! ..وعرفت أنّه مات فقيرا أيضا ،،!لقد مرّ في الدنيا ولم يأخذ شيئا بيده ..! لم يذُق طعم الحياة وهو حيّ يمشي فيها ،،! كمن يمشي في النهر عطشانا ولا يشرب،،! ... ومع ذلك سمعتهم يقولون :أنه مات !.،،فهل كان حيّا ..!. ...وقلتُ وأنا أتخيّل نعشه الذاهب الى الموت الطويل: ..هي رحلتنا القاسية الأخيرة أيّها الأخ ،،،سنجتازها ضاحكين كما كنّا طاهرين ،،وتذوق الحياة مثل الناس اجمعين ونظرت الى نعشه و أحسسْتُ ،،كأنّه يبتسم لنا ،مع دمعةٍ تسيل من عينيه ...!! . . أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،، انقر عليها في بحث قوقل |
رد: بعد أن صارع الأحزان
اقتباس:
أديبنا الرائع عبد الحليم رحم الله أمواتنا وإن كان مقربا ً لنا فالمشاعر تستفيض مالونته بالأحمر نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة دمت بخير وعطاء تحياتي والمحبة |
رد: بعد أن صارع الأحزان
رحمنا الله جميعا فهذا الطريق تسير عليه جميع المخلوقات
قص جميل |
رد: بعد أن صارع الأحزان
اقتباس:
ومحبتي يا استاذ / محمد ،،،وأشكر لقاءك ولك ألف سلام |
رد: بعد أن صارع الأحزان
قصة الحياة آخر كلمة فيها هي كلمة الموت
هكذا علمتنا طبيعة الكون تشكراتي سيدي |
رد: بعد أن صارع الأحزان
قصة تستنطق الألم بعذوبة
هنوف الأحمد |
رد: بعد أن صارع الأحزان
اقتباس:
|
رد: بعد أن صارع الأحزان
قصة حزينة و أسلوب جميل
حزن كان يتكاثف هنا .. ليسقط في النهاية . قطرات تميّز واضح .. يحرض القارئ على المتابعة:30: |
رد: بعد أن صارع الأحزان
لم يكن حيّا ولكن لعلّ الحياة قد وهبت له عندما فارقته الروح وانتقل لقبره مخلّفا وراءه كل ألم وحزن عانى منهما
نصوصك دوما حافلة بالكثير من المعاني السامية والفلسفة القريبة إلى النفس بوركت أ.عبد الحليم ودام العطاء كل التقدير |
رد: بعد أن صارع الأحزان
قصه حزينه استاذي الكبير عبدالحليم:4:
|
الساعة الآن 05:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.