منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=810)

ناريمان الشريف 08-24-2010 03:00 AM

أبشـــــــروا أيهـــــــــا المذنبــــــــــون
 
أحبتي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

يسعدني أن أستعيد معكم هذه الكلمات والتي تحمل عنوان ( أبشروا .... )
ففيها البشرى والسكينة والطمأنينة لأولئك الذين أثقلتهم الذنوب
فأي هم وحزن نستشعره في حياتنا الدنيا .. لا بد أنه آت من ثقل الذنوب
وهنا جمعت لكم ما طاب من الكلمات التي فيها السكينة والراحة النفسية
من خلال استشعار رحمة المولى عز وجل بنا ...

أرجو لكم أطيب الأوقات في قراءة هذه البشارات ...



تحية ... ناريمان *

ناريمان الشريف 08-24-2010 03:03 AM

أحبتي
سلام من الله عليك
وأهلاً بكم
و ( إن الله شديد العقاب ) كلماتٌ تجعلك تمتليء خوفاً

( إن الله غفور رحيم ) كلمات أخرى تجعلك تتعلق بالرجاء


والمسلم بين هاتين يتأرجح بين الرجاء والخوف
وقد استخدم الاسلام في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة
أسلوبي الترهيب والترغيب للوصول بالمسلم إلى الصراط المستقيم

وفي برنامج ( رحلة الى المقابر )
كنت قد امتثلت أمام عيني ( إن الله شديد العقاب )
وعلى ضوئها .. بدأت رحلتي معكم إلى المقابر
ليمتليء القلب خوفاً من الله تعالى ويقترب من ربه خوفاً
ولقد بدأت بالأولى عملاً بالآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
( يعبدون الله خوفاً وطمعاً )
فعبادة الله تعالى كان من أسبابها الخوف والرهبة أولاً من أليم عقابه
ويتلوها الرغبة والطمع في جزيل ثوابه
وفي هذه الحلقات سأتناول الجانب الثاني وهو الترغيب
فأهلاً بكم



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 08-24-2010 03:07 AM

( الحلقة الأولــــــى )

ويروى أن إبليس لعنه الله قال : يا رب .. وعزتك لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم .
فقال الله تعالى ( وعزتي وجلالي .. لا أزال أغفر لهم ما استغفروني )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال :
بلغني أن إبليس بكى حين نزلت الآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم
ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ..
أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) صدق الله العظيم


وجاء في تفسير الآية :
بسم الله الرحمن الرحيم ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
أنه لم يزل في أمته حتى قيل له :
( أما ترضى وقد نزلت عليك هذه الآية ) ؟
وقيل في تفسيرها :
لا يرضى محمد صلى الله عليه وسلم أن يدخل واحد من أمته النار.
وكان أبو جعفر محمد بن علي رضي الله عنه يقول :
أنتم أهل العراق تقولون :
أرجى آية في كتاب الله عز وجل هي قوله
( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ..) الآية
ونحن أهل البيت نقول : أرجى آية في كتاب الله
( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
وعده ربــه عز وجل أن يرضيه في أمته .


وروي في حديث أبي بردة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
أمتي أمة مرحومة .. لا عذاب لها في الأخرة ..
جعل عقابها في الدنيا الزلازل والفتن ..
فإذا كان يوم القيامة .. دُفع الى كل رجل من أمتي رجلاً من أهل الكتاب .. فيقال : هذا فداؤك من النار )

وفي لفظ آخر :
يأتي كل رجل من هذه الأمة بيهودي أو نصراني الى جهنم
فيقول : هذا فدائي من النار فيلقى فيها

وجاء في الخبر :
أن الحمى من فيح جهنم .. وهي حظ المؤمنين من النار .

أرأيتم ؟
أرأيتم رحمة الله تبارك وتعالى بنا نحن أمة محمد ..
أبشروا أيها المذنبون
اللهم ثبتنا بالقول الثابت .. واجعلنا من عتقاء جهنم في شهرك المبارك
اللهم آمين .. وصلى الله على محمد




......... يتبع

ناريمان الشريف 08-24-2010 03:09 AM

( الحلقة الثانيـــــــة )




جاء في تفسير الآية :
( يوم لا يخزي اللهُ النبيَ والذين آمنوا معه.. ) الآية
أنه تبارك وتعالى أوحى الى نبيه صلى الله عليه وسلم :
تريد أن أجعل حساب أمتك اليك ؟
فقال صلى الله عليه وسلم :
لا يا رب .. أنت خير لهم مني ..
قال الله تعالى : إذاً لا نخزيك فيهم .

وقال سفيان الثوري يرحمه الله : ما أحب أن يُجعل حسابي الى أبوي لأني أعلم أن الله تبارك وتعالى أرحم بي منهما.

كيف لا ..؟ والله تبارك وتعالى القائل في الحديث القدسي :
أنا الرحمن .. خلقت الرحم .. وشققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته.. ومن قطعها قطعته .. ومن ثبـّتها ثبته إن رحمتي سبقت غضبي .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه تعالى في ذنوب أمته
فقال : يا رب اجعل حسابهم إلي لئلا يطلع على مساويهم غيري ..
فأوحى الله تعالى اليه : هم أمتك وهم عبادي وأنا أرحم بهم منك .. لا أجعل حسابهم الى غيري كي لا تنظر في مساويهم أنت ولا غيرك .






.... يتبع

ناريمان الشريف 08-24-2010 03:10 AM

( الحلقـــــة الثالثــــــــة )

= روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
حياتي خير لكم .. وموتي خير لكم .. أما حياتي فإني أبين لكم السنن وأشرع الشرائع .. وأما موتي فأعمالكم تعرض علي .. فما رأيت منها حسناً حمدت الله عز وجل .. وما رأيت منها سيئاً استغفرت الله تعالى لكم )
أرأيت كيف يستغفر النبي لذنوبنا ؟؟

وجاء في الأثر : إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله عز وجل ملائكته وبقاع الأرض معاصيه وبدلها حسنات حتى يرد يوم القيامة وليس شيء يشهد عليه ..

وكذلك يقال أن المؤمن إذا عصى الله تعالى ستره عن الملائكة
كيلا تراه فتشهد عليه .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : يا كريم العفو
فقال له جبريل عليه السلام :
أتدري ما تفسير ( يا كريم العفو ) ؟
هو أنه عفا عن السيئات برحمته ثم بدلها حسنات بكرمه .

وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول :
اللهم إني أسألك تمام النعمة .. فقال :
هل تدري ما تمام النعمة ؟
قال : لا
قال عليه الصلاة والسلام : تمام النعمة دخول الجنة

وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى أنه قد أتم نعمته علينا برضاه الاسلام لنا .. فهذا دليل على دخول الجنة
فقال عز وجل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً )
وقد اشتركنا في هذه النعمة المسبغة علينا من الله تعالى مع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
فنحن نرجو المغفرة لذنوبنا بفضله ..
فقال ( ليغفرَ لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك )


لا تنسوني من الدعاء
ناريمان الشريف
..... يتبع

ناريمان الشريف 08-24-2010 03:14 AM


( الحلقة الرابعـــــــة )



روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال :
( من أذنب ذنباً فستره الله تعالى في الدنيا ..
فالله تبارك وتعالى أكرم من أن يكشف ستره في الآخرة ..
ومن أذنب ذنباً وعوقب عليه في الدنيا فالله تعالى أعدل
من أن يثني عقوبته على عبده في الآخرة )
كيف لا .. والله تبارك وتعالى يقول في الحديث القدسي :
(أنا أكرم وأعظم عفواً من أن أستر على مسلم في الدنيا ثم أفضحه بعد أن سترته ..
ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني )

والله سبحانه وتعالى هو الغفور العفو ..
والعفوّ .. هو كثير العفو .. والعفو في اللغة يعني المحو والإزالة أي إزالة الأثر
أي إزالة آثار الذنوب بالكلية .. فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين ولا يطالبه بها يوم القيامة .. وينسيها من قلوبهم لئلا يخجلوا عند تذكرها .. ويثبت مكان كل سيئة حسنة
والعفو أيضاً .. أبلغ من المغفرة لأن الغفران يشعر بالستر أما العفو فيشعر بالمحو
والمحو أبلغ من الستر

اللهم اعف عنا وعافنا ... رب اغفر وارحم واعف وتكرم وتجاوز عما تعلم يا كريم العفو

وفي هذا المقام سأروي قصة .. في الحلقة التالية


لا تنسوني من دعائكم

مع تحياتي ... ناريمان الشريف
...... يتبع

أمل محمد 08-24-2010 03:50 AM

عنوان يحمل البشارة

إذن سـ يكون المضمون نفحات ٌ إيمانيـّة يستبشر بها كل ّ مؤمن

عزيزتي ناريمان

عـُذرًا إن قاطعتك

استمرّي وسـ نتابع بـ مشيئة الله

بوركت هذه الجهود ~

ناريمان الشريف 08-24-2010 01:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل محمد (المشاركة 12041)
عنوان يحمل البشارة

إذن سـ يكون المضمون نفحات ٌ إيمانيـّة يستبشر بها كل ّ مؤمن

عزيزتي ناريمان

عـُذرًا إن قاطعتك

استمرّي وسـ نتابع بـ مشيئة الله

بوركت هذه الجهود ~


مرحباً بك أيتها العزيزة هنا
أتشرف بمتابعتك



تحية ... ناريمان

ناريمان الشريف 08-25-2010 02:50 AM



الحلقلة ( الخامسة )
في هذه القصة بشارة عظيمة
إقرأ :

سترته عاصياً.. فكيف أفضحه تائباً


( العاصي والمطر )



روى أبو قدامة فقال :
أنه لحق بني اسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام
فاجتمع الناس الى موسى عليه السلام
فقالوا : يا كليم الله .. ادع الله لنا أن يسقينا الغيث
فقام معهم وخرجوا جميعا الى الصحراء
وكانوا سبعين ألفا أو يزيدون
فقال موسى : الهي .. أسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك .. وارحمنا
بالأطفال الرّضَع
والبهائم الـُرتـّع
والمشايخ الركـّع
فما زادت السماء إلا تقشّعاً والشمس إلا حرارة
فقال موسى : يا رب .. لـِمَ لـَمْ تسقنا الغيث
ونحن نتضرع بك وندعوك ؟
فهؤلاء عبيدك ارحمنا برحمتك وأسقنا غيثك يا رب .
فأوحى الله تعالى الى موسى :
إن فيكم عبداً من عبادي يبارزني بالمعاصي
منذ أربعين سنة
فناد في الناس يا موسى حتى يخرج من بين أظهركم
فبه منعتكم
فقال موسى عليه السلام : الهي وسيدي ومولاي
عبد ضعيف وصوتي ضعيف
فأين يبلغ صوتي وهم سبعون ألفا أو يزيدون ؟
فأوحى الله تعالى اليه :
منك النداء يا موسى ومني البلاغ
فقام في الناس وقال :
يا أيها العبد الذي يبارز الله بالمعاصي منذ أربعين سنة
أخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر
فوصل النداء الضعيف باذن الله تعالى الى العبد العاصي
فقام ونظر ذات اليمين وذات الشمال
فلم ير أحدا خرج
فعلم أنه هو المقصود بالنداء
فجلس وقال في نفسه :
إن أنا خرجت من بين هذا الخلق
افتـُضحت على رؤوس الخلائق من بني اسرائيل
وان قعدت معهم منعوا المطر لأجلي

فأدخل رأسه في ثيابه
وأخذ يبكي ويبكي نادما على فعاله السيئة
وقال : الهي وسيدي ورجائي
عصيتك أربعين سنة وأمهلتني
وقد أتيتك طائعا نادما تائبا ..
فاقبلني ولا تفضحني يا الله فأنت الستار الرحمن الرحيم
فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة من السماء
فأمطرت ونزل المطر كأن السماء فتحت كأفواه القرب


فقال موسى : الهي وسيدي ومولاي
بماذا سقيتنا ؟ وما خرج من بين أظهرنا أحد ؟
فقال الله تعالى : يا موسى سقيتكم بالذي منعتكم به
أي سقيتكم المطر بسبب العبد العاصي الذي منعتكم المطر من أجله
فقال موسى عليه السلام : الهي
أرني هذا العبد العاصي والذي تاب اليك ؟
فقال الله تعالى : يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصينني
فكيف أفضحه وهو تائب إلي ؟!!


قريح القلب من وجع الذنوب **نحيل الجسم يشهق بالنحيب
وغير لونه خوف شديــد ** لما يلقاه من طول الكروب
ينادي بالتضرع يا الهـــي ** أقلني عثرتي واستر عيوبي
فزعتُ الى الخلائق مستغيثا ** فلم أر في الخلائق من مجيب
وأنت تجيب من يدعوك ربي ** وتكشف ضر عبدك يا حبيبي
ودائي باطن ولديك طب ** ومن لي مثل طبك يا طبيبي
ملاحظة : سبق أن عرضت هذه القصة هنا .. ولكنها مناسبة في هذا المقام فأرجو المعذرة لتكرارها







....... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

عبدالسلام حمزة 08-25-2010 01:36 PM

الأخت ناريمان الشريف

جزاك الله خيرا ً على ما تبذليه من جهد لإيصال الخير لنا .

اللهم يا قابل التوب تقبل توبتي , وياغافر الذنب اغفر لي ذنبي ويا شديد العقاب لا تعاقبني

اللهم أدخلني الجنة من غير حساب فإنك أكرم مسؤول وأنت أرحم الراحمين

سلامي لك ناريمان

ناريمان الشريف 08-25-2010 02:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة (المشاركة 12609)
الأخت ناريمان الشريف

جزاك الله خيرا ً على ما تبذليه من جهد لإيصال الخير لنا .

اللهم يا قابل التوب تقبل توبتي , وياغافر الذنب اغفر لي ذنبي ويا شديد العقاب لا تعاقبني

اللهم أدخلني الجنة من غير حساب فإنك أكرم مسؤول وأنت أرحم الراحمين

سلامي لك ناريمان


أشكرك أخي عبد السلام
لك من القلب تحية




..... ناريمان

ناريمان الشريف 08-25-2010 10:18 PM

الحلقة ( السادسة )

أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد جاء عن بعض السلف :
كلّ عاص فإنه يعصي تحت كنف الرحمن
والكنف من الانسان ( حضنه .. ما بين يديه وصدره )
قال : فمن ألقي عليه كنفه ستر عورته .. ومن رُفع عنه كنفه افتـُضِح
ويقال : إن من فضح في الدنيا بذنب فهو كفارته ولا يفضح به في الآخرة .
وجاء في الخبر : إذا أذنب العبد فاستغفر الله.. يقول الله تعالى لملائكته :
أنظروا الى عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب فيأخذ بالذنب .. أشهدكم أني قد غفرت له )

وحدث محمد بن مصعب قال : كتب الي أسود بن سالم بخطه
أن العبد إذا كان مسرفاً على نفسه يرفع يديه يدعو يقول :
يا رب .. حجبت الملائكة صوته
فإذا قال الثانية يا رب .. حجبت الملائكة صوته
فإذا قال الثالثة يا رب .. حجبت الملائكة صوته
فإذا قال الرابعة ..
يقول الله تعالى : حتى متى تحجبوا صوت عبدي عني ؟
قد علم عبدي أنه ليس له رب يغفر الذنوب غيري
أشهدكم أني قد غفرت له )

الهي ما أكرمك وما أعظم عفوك
أعف عنا واغفر وتجاوز عنا يارب يارب يارب يارب


...... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 08-25-2010 10:20 PM


الحلقة ( السابعة )



وجاء في الحديث القدسي : يقول الله تعالى
( لو أن عبدي استقبلني بقراب الأرض ذنوباً لا يشرك بي شيئاً استقبلته بقرابها مغفرة )
وفي حديث قدسي آخر : يقول الله تعالى
( من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئاً )

وجاء في الخبر ..
أن الملكَ ليَـرفعُ القلمَ عن العبد إذا أذنب ست ساعات .. فإن تاب واستغفر لم يكتبْه عليه وإلا كتبها سيئة ..

وفي لفظ آخر : فإذا كتبها عليه وعمل حسنة قال لصاحب الشمال وهو أمير عليه : ألق هذه السيئة حتى ألقيَ من حسناته واحدة من تضعيف العشرة وأرفـعَ تسع حسنات .. فيلقي عنه صاحبُ الشمال هذه السيئة .

ويقال : إن الله تبارك وتعالى جعل في قلب صاحب اليمين من الرحمة للعبد أضعاف ما جعل في قلب صاحب الشمال مع أنه أمّره عليه .. فإذا عمل العبد حسنة فرح بها ملك اليمين .. ويقال فرح بها الملائكة أيضاً فيكتب للعبد بفرحه حسنات .

أرأيتم رحمة الله تعالى بعباده ..
فأبشروا أيها المذنبون ولا تقنطوا من رحمة الله
فأبواب المغفرة مفتوحة على مصراعيها
توبوا الى الله واستغفروه


....... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-17-2010 09:59 AM


جاء رجل إلى الحسن البصري رضي الله عنه
وهو جزع على وفاة ولده ..
فقال له الحسن البصري :
إن لابنك خلالاً ثلاث :
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
ورحمة الله تعالى
وشفاعة نبينا محمد

........




....... ناريمان

ناريمان الشريف 09-17-2010 02:59 PM

الله تبارك وتعالى غافر الذنب وقابل التوب

شتان بين من عصى الله عز وجل وخالف أمره
وبين من قطع عمره في ذكره ومعاملته والوقوف ببابه
ولكن هذا لا يعني أن يقنط العاصي ويطمئن العابد
فالعابد والعاصي كلاهما تحت رحمة المولى

فيا من جلـّت غفلته وطالت سكرته .. تأمل عطف المولى عليك
وإحسانه اليك .. حطـّ عن ظهرك أحمال الخطايا والذنوب
وأقبل بقلبك الى علام الغيوب واغسل وجهك بقطرات الدموع
فلسان حاله يناديك :
يا عبد سوء كم تعصي ونسترك
كم تكسر باب نهي ونجبرك
كم نطلب وصلك بالطاعة وأنت تفر وتهجر
كم لي عليك من النعم وأنت لا تشكر
تذكر الآية ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً
إنه هو الغفور الرحيم )
فهذه الآية فتحت الباب على مصراعيه لكل مذنب وخطاء
وإن بلغت ذنوبه عنان السماء
يقول الله تعالى في الحديث القدسي ( يا ابن آدم .. لو بلغت ذنوبك عنان السماء .. ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ..
لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً
لأتيتك بقرابها مغفرة )

أقبل يا ابن آدم الى ربك ولا تتردد فإنه غافر الذنب وقابل التوب
ورحمته وسعت كل شيء




....... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-17-2010 03:00 PM

يؤخذ العبد في النوايا .. قبل أن يؤخذ بالعمل
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات .. وإنما لكل امرئ ما نوى ...)
وقد جاء في الحديث القدسي :
إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة .. فإن عملها فاكتبوها له سيئة
فإن تاب منها فامحوها عنه..
وإذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة .. فإن عملها فاكتبوها بعشرة أمثالها الى سبعمئة ضعف

نعم .. من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها .. ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها

وأن يهمّ الانسان بالحسنة أو بالسيئة : أي يعزم على القيام بإحداهما
وقد جاء عن أبي عمران الجوني أنه قال :
ينادى الملك : أكتب لفلان كذا وكذا .. فيقول : يا رب إنه لم يعمله
فيقول : إنه نواه
وقيل : بل يجد الملك رائحة ( للهمّ )
( فإذا همّ العبد بالسيئة يجد رائحة خبيثة .. وإذا همّ بالحسنة يجد رائحة طيبة )

وقال إبن الجوزي : إذا حدّث نفسه بالمعصية .. لم يُـؤاخذ .. فإن عزم وصمم .. أي زاد على حديث النفس وهو من عمل القلب عندها يؤاخذ ..
والدليل على التفريق بين ( الهمّ والعزم ) أن من كان في الصلاة فوقع في خاطره أن يقطعها لم تنقطع .. فإن صمم على قطعها بطلت )

إذن أبشروا أيها المذنبون .. ما دامت رحمة الله وسعت كل شيء
فاللهم ارحمنا برحمتك ..يا أرحم الراحمين
وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد


.....يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 09-17-2010 03:01 PM

وروي في حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما ..
إذا أذنب العبد ذنباً كتب عليه .. فقال الأعرابي : فإن تاب
قال عليه الصلاة والسلام : محي من الصحيفة
قال الأعرابي : فإن عاد؟
فقال عليه الصلاة والسلام : يكتب عليه
قال الأعرابي : فإن تاب
قال عليه الصلاة والسلام : محي من صحيفته
فقال الأعرابي : إلى متى يا رسول الله ؟
قال : إلى أن يستغفر ويتوب الى الله تعالى
وإن الله تعالى لا يملّ من المغفرة حتى يمل العبد من الاستغفار
فإذا همّ العبد بحسنة كتبها صاحب اليمين حسنة قبل أن يعملها
فإذا عملها كتبت له كتبت عشر حسنات
ثم ضاعفها الله تعالى الى سبعمئة ضعف
وإذا همّ بخطيئة لم تكتب عليه فإن عملها كتبت خطيئة واحدة ومن ورائها حُسْن عفو الله )

وجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله .. إني لا أصوم الا الشهر لا أزيد عليه .. ولا أصلي إلا الخمس لا أزيد عليهن .. وليس لله تعالى في مالي صدقة ولا حج .. ولا أتطوع .. أين أنا إذا مـتُ ؟
فقال عليه الصلاة والسلام : في الجنة
قال : يا رسول الله .. معك ؟
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :
نعم معي .. إن حفظت قلبك من اثنين .. الغل والحسد
ولسانك من اثنين الغيبة والكذب .. وعينك من اثنين
النظر الى ما حرم الله تعالى .. وأن تزدري بهما مسلماً .. دخلت معي الجنة على راحتي هاتين .
أرأيت عفو الله ورحمته بك .. تذنب وتستغفر فتمحى الخطايا من صحيفتك
اللهم امح خطايانا وذنوبنا من صحفنا
واجعل كتابنا بأيماننا يوم نلقاك يا كريم العفو يارحمن يا رحيم
وصل اللهم وصلم على محمد




..... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 12-03-2013 09:37 AM

روي أن لقمان الحكيم قال لابنه :
خف الله تعالى خوفاً لا تأمن فيه مكره
وارجه رجاء أشد من خوفك ..
قال : كيف أستطيع ذلك وإنما لي قلب واحد ؟
قال : أما علمت أن المؤمن كذي قلبين .. بخاف بأحدهما ويرجو بالآخر ؟!

والمعنى أن الخوف والرجاء من صفات المؤمن لا يخلو منهما قلب مؤمن فصار كذي قلبين حينئذٍ
ثم إن الخلق خلقوا على أربع طبقات .. في كل طبقة طائفة ..
فمنهم من يعيش مؤمناً ويموت مؤمناً
ومنهم من يعيش مؤمناً ويموت كافراً
ومنهم من يعيش كافراً ويموت مؤمناً
ومنهم من يعيش كافراً ويموت كافراً
فعِلمُ المؤمن بهذه الأحكام الأربعة أورثه الخوف والرجاء معاً

اللهم أحسن خاتمتنا يا الله


يتبع ..



تحية ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 06-19-2014 11:54 AM


عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ :

" جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا ، وَأَنْزَلَ إِلَى الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا فِيهِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ ، حَتَّى إِنَّ الْفَرَسَ لَتَرْفَعُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ " .


وعَنِ الْحَسَنِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ للَّهِ تَعَالَى مِائَةَ رَحْمَةٍ ، أَهْبَطَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، فَوَسِعَتْهُمْ إِلَى آجَالِهِمْ ، وَإِنَّ اللَّهَ قَابِضٌ تِلْكَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَضُمُّهَا إِلَى التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ ، فَيُكْمِلُهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ لِأَوْلِيَائِهِ وَأَهْلِ طَاعَاتِهِ " . قَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِيَحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا أَكْرَمَهُمْ بِهِ مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَيَشْكُرُوهُ وَيَعْمَلُوا عَمَلًا صَالِحًا لِأَنَّ مَنْ يَرْجُو رَحْمَتَهُ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ وَيَجْتَهِدُ لِكَيْ يَنَالَ مِنْ رَحْمَتِهِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ سورة الأعراف آية 56 وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا سورة الكهف آية 110 وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ سورة الأعراف آية 156 يَعْنِي لِكُلِّ شَيْءٍ نَصِيبٌ مِنْ رَحْمَتِي .

ما أوسع رحمتك يا رب

ناريمان الشريف 06-19-2014 11:54 AM

وجاء في الحديث القدسي :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : " دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ مَا عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ ، قَالَ لِأَهْلِهِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي بِالنَّارِ ، ثُمَّ اسْحَقُونِي ، ثُمَّ ذَرُوا نِصْفِي فِي الْبَحْرِ ، وَنِصْفِي فِي الْبَرِّ ، فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا ذَلِكَ ، فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْبَرَّ وَالْبَحْرَ فَجَمَعَاهُ ، فَقَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ مَخَافَتُكَ يَا رَبُّ . فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِذَلِكَ "

رحمتك يا رب

ناريمان الشريف 06-19-2014 11:55 AM

عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : اطَّلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَضْحَكُ ، فَقَالَ : " أَتَضْحَكُونَ وَالنَّاسُ مِنْ وَرَائِكُمْ ؟ وَاللَّهِ لَأَرَاكُمْ تَضْحَكُونَ " ، ثُمَّ أَدْبَرَ فَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الرَّخَمَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا الْقَهْقَرَى ، وَقَالَ : " جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ { 49 } وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ سورة الحجر آية 49-50 " .

ناريمان الشريف 06-19-2014 11:59 AM

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبُ عَبْدِهِ أَنْ يَغْفِرَهُ . كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا ، ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا فَقَالَ : إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ : لَا . لَقَدْ أَسْرَفْتَ ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ . ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ فَقَالَ : إِنِّي قَتَلْتُ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ أَسْرَفْتَ وَمَا أَدْرِي ! وَلَكِنْ هَهُنَا قَرْيَتَانِ ، إِحْدَاهُمَا يُقَالُ لَهَا : بُصْرَى وَالْأُخْرَى يُقَالُ لَهَا : كَفَرَةٌ ، فَأَمَّا أَهْلُ بُصْرَى فَهُمْ يَعْمَلُونَ بِأَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ لَا يَلْبَثُ فِيهَا غَيْرُهُمْ ، فَإِنْ أَتَيْتَ بُصْرَى فَعَمِلْتَ بِأَعْمَالِهِمْ فَلَا تَشُكَّنَّ فِي تَوْبَتِكَ . فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُهَا فَلَمَّا كَانَ بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ ، فَسَأَلَتِ الْمَلَائِكَةُ رَبَّهَا عَنْهُ فَقِيلَ لَهُمْ : قِيسُوا مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَقْرَبَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِهَا ، فَقَاسُوا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى بُصْرَى ، بِقَدْرِ أُنْمُلَةٍ فَكُتِبَ مِنْ أَهْلِهَا " .

ناريمان الشريف 04-14-2016 12:47 PM

ما أكرمك ربي....*
في مِيزان البشر خطأٌ واحد قد يمحُو كُلَّ عملٍ طيِّبٍ فعلته ,و في ميزان "ربّ العالمين" .. الحسناتُ يُذهِبْنَ السَّيِّئات...

ناريمان الشريف 01-03-2018 08:34 PM

من أقوال النبي عليه السلام المبشرة :

= عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: (يا ابن آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِى وَرَجَوتَنِى غَفَرتُ لَكَ عَلى مَا كَانَ مِنكَ وَلاَ أُبَالِى.
يَا ابنَ آدَمَ لَو بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّماءِ ثُمَّ استَغفَرتَنِى غَفَرتُ لَكَ.
يَا ابنَ آدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيتَنِى بِقُرَابِ الأَرضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِى لا تُشرِكُ بِى شَيئاً لأَتَيتُكَ بقُرَابِها مَغفِرَةً) . رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح.

= خرج مسلم فى صحيحه من حديث معزوز بن سويد عن أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: (مَن تَقَرَّبَ مِنّى شِبراً تقرَّبتُ منهُ ذِرَاعاً، وََمن تَقَرَّبَ مِنّى ذِرَاعاً تَقَرَّبتُ مِنهُ بَاعاً، وَمَن أَتَانِى يمشِى أَتَيتُهُ هَروَلةً، وَمَن لقِيِنى بِقرابِ الأَرضِ خَطِيَئةً لاَ يُشرِكُ بِى شَيئاً لَقِيتُهً بِقُرَاِبهَا مَغفِرَةً) .
وخرج الإمام أحمد من رواية أخشن السدوسى قال: (دخلت على أنس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والذى نفسى بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم) .

ناريمان الشريف 01-03-2018 08:38 PM

...
ولعل الدعاء من أهم أسباب المغفرة .. والاستغفار جانباً من جوانب الدعاء
وللدعاء شروط يتحقق بتحقيقها :
الدعاء مع الرجاء
فإن الدعاء مأمور به وموعود عليه بالإجابة كما قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِى أَستَجِب لَكُم) .) سورة غافر: آية 60 (وفى السنن الأربعة عن النعمان بن بشير عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إن الدعاء هو العبادة (ثم تلا هذه الآية.

وفى حديث آخر خرجه الطبرانى مرفوعا: من أعطى الدعاء أعطى الإجابة لأن الله تعالى يقول: (أُدعُونِى أَستَجِب لَكُم) .) سورة غافر: آية 60 (وفى حديث آخر: (ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة) .
لكن الدعاء سبب مقتض للاجابة مع استكمال شرائطه وانتقاء موانعه، وقد تتخلف الإجابة لانتقاء بعض شروطه أو وجود بعض موانعه وآدابه

من أعظم شرائطه
حضور القلب ورجاء الإجابة
من الله تعالى
كما خرجه الترمذى من حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، وإن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه) .
وفى المسند عن عبد الله بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذه القلوب أوعية فبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاء من ظهر قلب غافل) .
ولهذا نهى العبد أن يقول فى دعائه: (اللهم اغفر لى إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له) .
ونهى أن يستعجل العبد أوأن يترك الدعاء لاستبطاء الإجابة وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعاءه.

ناريمان الشريف 01-03-2018 08:40 PM

كما أن الله يحب الملحَين فى الدعاء
ولو طالت المدة فإنه سبحانه يحب الملحين فى الدعاء وجاء فى الآثار (إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدى فإنى أحب أن اسمع صوته) .
قال تعالى: (وَادعُوهُ خَوفَاً وَطَمَعَاً إِنَّ رَحمَتَ الله قَرِيبٌ مِّنَ اٌلمُحسِنِينَ) . سورة الأعراف: آية 56 فما دام العبد يلح فى الدعاء، ويطمع فى الإجابة غير قاطع الرجاء فهو قريب من الإجابة، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
وفى صحيح الحاكم عن أنس مرفوعا: (لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد) .

من أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه
ومن أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه وما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخوله الجنة.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (حولها ندندن (يعنى حول سؤال الجنة والنجاة من النار.
وقال أبو مسلم الخولانى: (ما عرضت لى دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الإستعاذة منها) .

ناريمان الشريف 01-03-2018 08:41 PM

أما سبب صرف الإجابة عن العبد
ومن رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا فيصرفها عنه يعوضه خيرا منها: - إما أن يصرف عنه بذلك سوءا.
- أو يدخرها له فى الآخرة.
- أو يغفر له بها ذنبا.
كما فى المسند والترمذى من حديث جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) .
وفى المسند وصحيح الحاكم عن أبى سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: - إما أن يعجل له دعوته.
- وإما أن يدخرها له فى الآخرة.
- وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها.
قالوا: إذا نكثر؟ قال: الله أكثر) .
وخرجه الطبرانى وعنده: (أو يغفر له بها ذنبا قد سلف) .
بدل قوله: (أو يكشف عنه من السوء مثلها) .

ناريمان الشريف 01-03-2018 08:44 PM

من أعظم أسباب المغفرة
أن العبد إذا أذنب ذنبا لم يرجح مغفرته ألا من الله
وبكل حال فالإلحاح بالدعاء بالمغفرة مع رجاء الله تعالى موجب للمغفرة.
والله تعالى يقول: (أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِى بِى فَليَظُنَّ بِى مَا شَاءَ) .
وفى رواية) فلا تظنوا بالله إلا خيرا) .
ويروى من حديث سعيد بن جبير عن ابن عمر مرفوعا: (يأتى الله بالمؤمن يوم القيامة فيقربه حتى يجعله فى حجابه من جميع الخلق فيقول: لم أقرأ فيعرفه ذنبا ذنبا أتعرف؟ أتعرف؟ فيقول: نعم نعم، ثم يلتفت العبد يمنة ويسرة. فيقول الله تعالى: (لا بأس عليك يا عبدى أنت فى سترى من جميع خلقى، ليس بينى وبينك أحد يطلع على ذنوبك غيرى غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتنى به.
قال: ما هو يا رب؟ قال: كنت لا ترجو العفو من أحد غيرى) .
فمن أعظم أسباب المغفرة أن العبد إذا أذنب ذنبا لم يرج مغفرته من غير ربه ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره.
وجاء في الحديث القدسي : (يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسي .... الحديث

ولا بد أن تعرف أن ذنوب العبد وإن عظمت فعفو الله أعظم منها
وقوله: (إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك ما كان منك ولا أبالى) .
يعنى على كثرة ذنوبك وخطاياك ولا يعاظمنى ذلك ولا استكثره.
وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دعا أحد فليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شئ) .
فذنوب العبد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها وأعظم، فهى صغيرة فى جنب عفو الله ومغفرته.
وفى صحيح الحاكم عن جابر: (أن رجلا جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول: واذنوباه، مرتين أو ثلاثا. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبى، ورحمتك أرجى عندى من عملى، فقالها ثم قال له: عد، فعاد، ثم قال له: عد، فعاد، فقال له: قم قد غفر الله لك) .
وفى هذا المعنى يقول بعضهم: يا كثير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر ذنبك أعظم الأشياء فى جانب عفو الله تغفر وقال آخر:

يَا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنُوبِى كَثرَةً ... فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِنٌ ... فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
مَا لِى إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلاَّ الرَّجَا ... وَجَمِيلُ عَفوِكَ ثُمَّ إِنِّى مُسلمُ

ناريمان الشريف 01-03-2018 08:46 PM

السبب الثانى للمغفرة: الاستغفار ولو عظمت الذنوب وبلغت العنان وهو السحاب. وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
وفى الرواية الأخرى: (لو أخطأتم حتى بلغت خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم) .

بيان معنى الاستغفار
والاستغفار: طلب المغفرة، والمغفرة هى وقاية شر الذنوب مع سرها وقد كثر فى القرآن ذكر الاستغفار.
فتارة يؤمر به.
كقوله تعالى: (وَاستَغفِرُوا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمُ) . سورة المزمل: آية 20 وقوله: (وَأَنِ استَغفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ) . سورة هود: آية 3 وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: (وَاٌلمُستَغفِرِينَ بِالأَسحَارِ) . سورة آل عمران: آية 17 وقوله تعالى: (وَاٌلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللهَ فَاستَغفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذُّنُوب إِلاَّ اللهُ) . سورة آل عمران: آية 135 وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره كقوله تعالى: (وَمَن يَعمَل سُوءًا أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَّحِيماً) . سورة النساء: آية 110


((الاستغفار يقرن بالتوبة ))
وكثيرا ما يقرن الإستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
والتوبة: عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح وتارة يفرد الإستغفار ويرتب عليه المغفرة كما ذكر الحديث وما أشبهه.
فلو قيل إنه أريد به الإستغفار المقترن بالتوبة.
وقيل إن نصوص الإستغفار كلها المفردة مطلقة تقيد بما ذكر فى آية آل عمران من عدم الإصرار.
فإن الله وعد فيها بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه ولم يصر على فعله فتحمل النصوص المطلقة فى الاستغفار كلها على هذا القيد.
ومجرد قول القائل: (اللهم اغفر لى (طلب منه للمغفرة ودعائها فيكون حكمه حكم سائر الدعاء فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، ولا سيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات.
ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: (يا بنى عود لسانك اللهم اغفر لى. فإن الله ساعات لا يرد فيها سائلا) .
وقال الحسن: (أكثروا من الاستغفار فى بيوتكم، وعلى موائدكم، وفى طرقكم، وفى أسواقكم، وفى مجالسكم، وأينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة) .
وخرج ابن أبى الدنيا فى كتاب) حسن الظن (من حديث أبى هريرة مرفوعا: (بينما رجل مستلق إذ نظر إلى السماء وإلى النجوم فقال: إنى لأعلم أن لك ربا خالقا، اللهم اغفر لى فغفر له) .
وعن مورق قال: (كان رجل يعمل السيئات فخرج إلى البرية فجمع تراب فاضطجع مستلقيا عليه، فقال: رب اغفر لى ذنوبى، فقال: (إن هذا ليعرف أن له رب يغفر ويعذب فغفر له) .
وعن مغيث بن سمى قال: (بينما رجل خبيث فتذكر يوما اللهم غفرانك اللهم غفرانك ثم مات فغفر له) .
ويشهد لهذا ما فى الصحيحين عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم: (إن عبدا أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا فاغفر لى، قال الله تعالى: علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدى. ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا آخر فذكر مثل الأول مرتين أخريين) .
وفى رواية لمسلم أنه قال فى الثالثة: (قد غفرت لعبدى فليعمل ما شاء) .
والمعنى: ما دام على هذا الحال كلما أذنب استغفر والظاهر أن مراده الاستغفار المقرون بعدم الإصرار.
ولهذا فى حديث أبى بكر الصديق عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (ما أصر من استغفر وإن عاد فى اليوم سبعين مرة (خرجه أبو داود والترمذى)

ناريمان الشريف 01-03-2018 08:49 PM


قد يكون الاستغفار مانعا من الاجابة
والاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب فهو دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وقد يكون الإصرار مانعا من الإجابة.
وفى المسند من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا:
(ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون) .
وخرج ابن أبى الدنيا من حديث ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعا: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من ذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه) .
ورفعه منكر ولعله موقوف.
قال الضحاك: (ثلاثة لا يستجاب لهم: فذكر منهم: رجل مقيما على امرأة زنا كلما قضى منها شهوته قال: رب اغفر لى ما أصبت من فلانة، فيقول الرب: تحول عنها وأغفر لك، وأما ما دمت عليها مقيما فإنى لا اغفر لك، ورجل عنده مال قوم يرى أهله فيقول: رب اغفر لى ما آكل من فلان فيقول تعالى: رد إليهم ما لهم وأغفر لك، وأما ما لم ترد إليهم فلا أغفر لك) .

ناريمان الشريف 01-03-2018 08:51 PM


(( الاستغفار التام الموجب للمغفرة ))
هو ما قارن عدم الاصرار
وقول القائل: (أستغفر الله) . معناه: اطلب مغفرته فهو كقوله: (اللهم اغفر لى) .
فالإستغفار التام الموجب للمعجزه هو ما قارن عدم الإصرار كما مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة.
قال بعض العارفين: (من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب فى استغفاره) .
وكان بعضهم يقول: (استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير) .
وفى ذلك يقول بعضهم:
استَغفِرُ اللهَ مِن اَستَغفِرُ اللهَ ... مِن لَفظَةٍ بَدَرَت خالَفتُ مَعناها
وَكَيفَ أَرجُو إِجَابَاتِ الدُّعَاءِ وَقَد ... سَدَدتُ بِالذَّنبِ عِندَ اللهِ مَجراها
فأفضل الاستغفار ما قرن به ترك الإصرار وهو حينئذ يؤمل توبة نصوحا وإن قال بلسانه: (استغفر الله (وهو غير مقلع بقلبه فهو داع لله بالمغفرة كما يقول: (اللهم اغفر لى ) ولم يقلع بعد
وأما من تاب توبة الكذابين فمراده أنه ليس بتوبة كما يعتقده بعض الناس وهذا حق. فإن التوبة لا تكون مع الإصرار.

هل يجوز أن يزيد العبد فى استغفاره
بقوله وأتوب إليه؟
وإن قال: استغفر الله وأتوب إليه فله حالتان: إحداها: أن يكون مصرا بقلبه على المعصية فهو كاذب فى قوله) وأتوب إليه
(لأنه غير تائب فلا يجوز له أن يخبر عن نفسه بأنه تائب وهو غير تائب.
والثانية: أن يكون مقلعا عن المعصية بقلبه.
فاختلف الناس فى جواز قوله وأتوب إليه: فكرهه طائفة من السلف وهو قول أصحاب أبى حنيفة. حكاه عنهم الطحاوى.
وقال الربيع بن خثيم: (يكون قوله) وأتوب إليه (كذبة وذنبا ولكن ليقل: (اللهم إنى أستغفر فتب علي
(وهذا قد يحمل على من لم يقلع بقلبه وهو بحالة أشبه.
وكان محمد بن سوقه يقول فى استغفاره: (أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم، وأسأله توبة نصوحا) .
وروى عن حذيفة أنه قال: (يحسب من الكذب أن يقول أستغفر الله ثم يعود) .
وسمع مطرف رجلا يقول: (أستغفر الله وأتوب إليه) .
) فتغيظ عليه وقال: لعلك لا تفعل) .
وهذا ظاهره يدل على أنه إنما كره أن يقول) وأتوب إليه (لأن التوبة النصوح أن لا يعود إلى الذنب أبدا. فمتى عاد كان كاذبا فى قوله) وأتوب إليه) .
وكذلك سئل محمد بن كعب القرظى عمن عاهد الله أن لا يعود إلى معصية أبدا فقال: (من أعظم منه إثما؟ يتألى على الله أن لا ينفذ قضاءه) . ورجح قوله فى هذا أبو الفرج ابن الجوزى.
وروى عن سفيان نحو ذلك، وجمهور العلماء على جواز أن يقول التائب) أتوب إلى الله (وأن يعاهد العبد ربه على أن لا يعود إلى المعصية، فإن العزم على ذلك واجب فى الحال.
لهذا قال: (ما أصر من استغفر ولو عاد فى اليوم سبعين مرة) .
وقال فى المعاود للذنب: (قد غفرت لعبدى فليعمل ما شاء) .
وفى حديث كفارة المجلس: (أستغفرك اللهم، وأتوب إليك) .
وقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدى سارق ثم قال له: (استغفر الله وتب إليه. فقال: أستغفر الله وأتوب إليه فقال: اللهم تب عليه (أخرجه أبو داود

الزيادة على قوله
استغفر الله وأتوب إليه
واستحب جماعة من السلف الزيادة على قوله: (أستغفر الله وأتوب إليه) .
فروى عن عمر رضى الله عنه أنه سمع رجلا يقول: (أستغفر الله وأتوب إليه (فقال له: قل يا حميق. قل توبة من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا) .وسئل الأوزاعى عن الإستغفار: يقول) أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى وأتوب إليه (فقال: (إن هذا لحسن ولكن يقول:
(اغفر لي حتى يتم الإستغفار)

ناريمان الشريف 01-17-2018 09:02 AM

ﻗﻴﻞ ﻷﻋﺮﺍﺑﻲّ: ﻫﻞ ﺗﺤﺪّﺙ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨّﺔ؟

ﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺷﻜﻜﺖ ﻗﻂّ ﺃﻧّﻲ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﻄﻮ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺿﻬﺎ، ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺿﻬﺎ، ﻭﺃﺳﺘﻈﻞّ ﺑﺄﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ، ﻭﺃﺗﻔﻴّﺄ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ، ﻭﺃﺗﺮﺷّﻒ ﻣﻦ ﻗﻼﻟﻬﺎ، ﻭﺃﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻮﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﻬﺎ ﻭﻗﺼﻮﺭﻫﺎ ، ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﺒﺤﺴﻨﺔٍ ﻗﺪّﻣﺘﻬﺎ ﺃﻡ ﺑﺼﺎﻟﺤﺔٍ ﺃﺳﻠﻔﺘﻬﺎ؟
ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻱّ ﺣﺴﻨﺔٍ ﺃﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺎً ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮﺍً ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﺟﺤﻮﺩﻱ ﻟﻜﻞّ ﻣﻌﺒﻮﺩٍ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺃﻓﻼ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﺬّﻧﻮﺏ؟
ﻗﺎﻝ : ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ، ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺬّﺏ ﻣﺤﺒّﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨّﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻘﺪ ﺣﺴﻦ ﻇﻦّ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲّ ﺑﺮﺑّﻪ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻻ ّﺍﻧﺠﻠﺖ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻏﻠﺐ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮّﺟﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
فأحسنوا الظن بربكم ولاتقنطوا من رحمة الله، فإنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون.

حميد درويش عطية 01-26-2018 01:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أحسنت أختي الفاضلة ناريمان
بهذه البشرى العظيمة من الله الغفور الرحيم
بقبول توبة المستغفرين بإقرارهم عدم العودة للمعصية في قابل الأيام
بشرك الله سبحانه بالجنة و نعيمها الدائم .
أستغفر الله سبحانه الحي القيوم ذو الجلال و الإكرام وأتوب إ ليه وأسأله من فضله

--------------------------------
26 / 1 / 2018

ناريمان الشريف 02-06-2018 08:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 229198)
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسنت أختي الفاضلة ناريمان
بهذه البشرى العظيمة من الله الغفور الرحيم
بقبول توبة المستغفرين بإقرارهم عدم العودة للمعصية في قابل الأيام
بشرك الله سبحانه بالجنة و نعيمها الدائم .
أستغفر الله سبحانه الحي القيوم ذو الجلال و الإكرام وأتوب إ ليه وأسأله من فضله

--------------------------------
26 / 1 / 2018

أخي حميد .. سلام الله عليك
وبارك الله فيك ..
نحن بحاجة إلى الاستبشار بشيء ولو ضئيل .. فالمحبطات تحيط بنا من كل جانب
أشكرك على تفاعلك الدائم ونشاطك
أسأل الله تعالى لك الصحة والعافية
تحية

ناريمان الشريف 03-03-2018 08:41 AM

كان فرعون يقول : " هذه الأنهار تجري من تحتي ما علمتُ من إلهٍ غيري " فأجراها الله من فوقه ,, وبينما هو بين معترك الأموات إذ قال " أغثني يا موسى أغثني يا موسى " ,
فلم يغثه سيدنا موسى , فقال الله تعالى لسيدنا موسى : " يا موسى , إستغاث بكـَ سبعين مرةً فلم تُغثه , وعزتي وجلالي لو إستغاث بي مرة واحدةً لوجدني قريباً مُجيباً " ...!!

إذا كان الله يفعل ذلك مع الظالم الذي تنْكر له , فكيف يفعل معنا نحن ,, لا تيأسوا من روحِ الله وأعلموا ان الله قريب إلى قلوبنا جميعاً ولا تقنطوا من رحمة الله
سبحانك ربي ما أرحمك !!!

ناريمان الشريف 03-03-2018 08:42 AM

أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد جاء عن بعض السلف :
كلّ عاص فإنه يعصي تحت كنف الرحمن
والكنف من الانسان ( حضنه .. ما بين يديه وصدره )
قال : فمن ألقي عليه كنفه ستر عورته .. ومن رُفع عنه كنفه افتـُضِح
ويقال : إن من فضح في الدنيا بذنب فهو كفارته ولا يفضح به في الآخرة .
وجاء في الخبر : إذا أذنب العبد فاستغفر الله.. يقول الله تعالى لملائكته :
أنظروا الى عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب فيأخذ بالذنب .. أشهدكم أني قد غفرت له )

وحدث محمد بن مصعب قال : كتب الي أسود بن سالم بخطه
أن العبد إذا كان مسرفاً على نفسه يرفع يديه يدعو يقول :
يا رب .. حجبت الملائكة صوته
فإذا قال الثانية يا رب .. حجبت الملائكة صوته
فإذا قال الثالثة يا رب .. حجبت الملائكة صوته
فإذا قال الرابعة ..
يقول الله تعالى : حتى متى تحجبوا صوت عبدي عني ؟
قد علم عبدي أنه ليس له رب يغفر الذنوب غيري
أشهدكم أني قد غفرت له )

الهي ما أكرمك وما أعظم عفوك
أعف عنا واغفر وتجاوز عنا يارب يارب يارب يارب

ناريمان الشريف 03-03-2018 08:43 AM

قال الحسن البصري:يا ابن ادم انما انت عدد فاذا مضى يومك فقد مضى بعضك,انما الدنيا حلم والاخرة يقظة والموت متوسط بينهما , ونحن في اضغاث احلام , من حاسب نفسه ربح , ومن غفل عنها خسر, ومن نظر في العواقب نجا, ومن اطاع هواه ضل, ومن حلم غنم , ومن خاف سلم , ومن اعتبر ابصر ومن ابصر فهم , ومن فهم علم , ومن علم عمل , فاذا ذللت فارجع, واذا ندمت فاقلع , واذا جهلت فاسأل , واذا غضبت فامسك , واعلم ان خير الاعمال ما اكرهت عليه النفوس .

ناريمان الشريف 03-03-2018 08:43 AM

( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم
ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ..
أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) صدق الله العظيم

وجاء في تفسير الآية :
بسم الله الرحمن الرحيم ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
أنه لم يزل في أمته حتى قيل له :
( أما ترضى وقد نزلت عليك هذه الآية ) ؟
وقيل في تفسيرها :
لا يرضى محمد صلى الله عليه وسلم أن يدخل واحد من أمته النار.
وكان أبو جعفر محمد بن علي رضي الله عنه يقول :
أنتم أهل العراق تقولون :
أرجى آية في كتاب الله عز وجل هي قوله
( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ..) الآية
ونحن أهل البيت نقول : أرجى آية في كتاب الله
( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
وعده ربــه عز وجل أن يرضيه في أمته .

وروي في حديث أبي بردة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
أمتي أمة مرحومة .. لا عذاب لها في الأخرة ..
جعل عقابها في الدنيا الزلازل والفتن ..
فإذا كان يوم القيامة .. دُفع الى كل رجل من أمتي رجلاً من أهل الكتاب .. فيقال : هذا فداؤك من النار )

وفي لفظ آخر :
يأتي كل رجل من هذه الأمة بيهودي أو نصراني الى جهنم
فيقول : هذا فدائي من النار فيلقى فيها

وجاء في الخبر :
أن الحمى من فيح جهنم .. وهي حظ المؤمنين من النار .

أرأيتم ؟
أرأيتم رحمة الله تبارك وتعالى بنا نحن أمة محمد ..
أبشروا أيها المذنبون
اللهم ثبتنا بالقول الثابت .. واجعلنا من عتقاء جهنم في شهرك المبارك
اللهم آمين .. وصلى الله على محمد

ناريمان الشريف 03-03-2018 08:45 AM

قال الحسن البصري رحمه الله : فساد القلوب متولد من ستة أشياء، أولها: يذنبون برجاء التوبة، ويتعلمون العلم ولا يعملون به، وإذا عملوا لا يخلصون، ويأكلون رزق الله ولا يشكرون، ولا يرضون بقسمة الله، ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون.

ناريمان الشريف 03-03-2018 08:48 AM

قال ابن القيم إذا تاب العبد توبة نصوحاً صادقة خالصة لوجه الله
أحرقت كل ما قبلها من السيئات وأعادت إليه ثواب الحسنات
يا الله
يا الله


الساعة الآن 08:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team